أبحث عن موضوع

السبت، 2 مايو 2015

انتفض الجسد ...(قصة)....................... بقلم : محمود قباجا /// فلسطين



. التفتت من حولها .
عجوز تمسك عكازا بيدها ، واليد الأخرى تتسربلها
ارتعاشة .
تتشابك يداها لتثبّت نفسها وتقاوم رقصتها المعتادة .
خطوات متعاقبة
سباق بين قدمين يدوسان على فرامل متشوّقة لركود الذات.
تغوص في بحر الذاكرة
تتقافز خطواتها المحجلة في الصبا
من صخرة لصخرة وتتسلق الجبال وتعلو سيقان الأشجار
تجتمع مع أفراد أسرتها في البيادر للحصيدة وجمع المحاصيل ، وتقطف من المقثاة خضرتها (الفقوس والكوسا ) وفي القيظ تذهب للحاكورة لقطف التين والعنب .
أيام زمان موال ونطرة وتعزيبة في كروم العنب والمقاثي وغنوة زريف الطول ما زالت تردّده وهي تسرد قصصها للأحفاد وتتجمع من حولها الكنائن والأبناء .
قصص عشقها مع الأرض لا تنتهي ولن تنتهي .
تمضي وهي تستطرد تلك اللحظة والوقفة التي جمعتها لأول مرة مع الشاب الوسيم الذي جعلته يترجل عن فرسه عندما كان يطارد الغزلان وأسراب الحمام يصطاد ما يطيب له ، استوقفته عندما كانت تمسك بالدلو لرفع الماء من بئر النبعة للبيت .
وقف عند البئر يريد أن يسقي فرسه ، ولكن خجله منعه من الإقتراب حتى تملأ الصبايا قِرَبَهُن ويبتعدن . التفتت إليه غير آبهة بالغير تطلب منه أن يتوجه لسقي فرسه ومن بعد يمكنه مغادرة المكان .
موقف شدّ انتباهه وحرّك بداخله قوة خفيّة لم يعي كنهها، وزادت عنده الخفقات . مشهد درامي ومصادفات تتكرر ورفعة النفس وعزتها تضبط كليهما ، مشاعر عذرية ووجد ملتهب.
ذكريات تعود للواجهة عندما تبدأ بسرد قصصها للمتجمعين حولها .
ولا تنسى تلك الحادثة عندما كانت تعود بالقش والتبن من البيادر لتخزينه لفصل الشتاء أعلافا للمواشي، عندما اعترضت دربها الأفعى المرقطه التي تثير أدرينالين النفس حيث تمكنت من التغلب عليها بمساعدة المارين من نفس الطريق .
والآن تحاول الإرتكاز على عكازتها وتطلب السلام من الأرض من تحتها وعدم الإهتزاز لتتمكن من قطع المسافة التي لا تتجاوز الأمتار .
التفاتة تأخذ النفس لزمن الشقاوة تتسلق الجدران وتركض فوق حيطان الجيران وتلعب حجلتها مع بنات الحي ، وتعقد الاتفاقات والمؤامرات
وتلعب عسكر وحرمية ، فكانت لا تقبل دورا أقل من عسكري بيده الكرباج الذي يضرب به الحرمية .
واليوم بيدها عكاز لا يقو على حملها وتلبية رغباتها .
ترفع رأسها لتسمع صياح الديك
وتصلي فجرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق