أبحث عن موضوع

السبت، 3 يوليو 2021

عراق ................ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق

———

أربعةُ حروفٍ

تغري 

وهي منزوعةُ الألوان ،

صُرهُنَّ إليكَ

ثمَّ اكتبْ على كلِّ جبهةٍ منهنَّ حرفاً

ومن وراءِ الانتماء 

يأتينَكَ سعياً ،

مجلدات ،  دروس ، تأريخ وقصاصات مطوية ..

اصبرْ ستسمعُ الروايةُ 

مؤكدةً من الرواةِ ، 

موثوقةً من أصحابِ العقول ..

لا تملْ 

ما هي إلا بضعُ كلماتٍ 

كي أكملَ القصيدةَ ،

كثيرةٌ هي الأوصاف

لوصفِ الوجع ،

كثيرةٌ هي السطورُ 

 مذبوحةٌ ترقصُ تحتَ شفراتِ الطغاة ،

 كثيرةٌ وكثيرةٌ تقفُ

ثابتةً على أركانه الأربع ..

لا تملْ 

ما بيدِ حيلة

تخلّتِ المنصاتُ عن تلاوةِ المحن 

واضمحلتِ القوافي عند تلقين الشهود ،

كلّما عزفتْ اضلاعي نشيدَ الفراقِ

صاحَ الشهيقُ مع العناقِ 

عراق …عراق … عراق

له في كلِّ زفيرٍ …هذا هو العراق

طفلٌ رضيعٌ 

يبحثُ عن أثداءِ الحياةِ 

لا يهمّهُ شأنَ العقائدِ والنظام

 إلا منْ ينطقُ اسمَ العراق 

هل تصدق 

مُذ ولادتي

عرفتُ أنَ الأبجديةَ هي العراق   ..

……………

البصرة /٣٠-٦-٢١



ما بها الريح ........... بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين

 ما   بها   الريح 

    عاصفة

تدور   رحاها  تفترس ما  

     تبقى مني

لتذروه في سماء 

كسته    الغيوم 

كم تمنيت سحابة

    تحملني معها 

تحتضن  لهفتي 

تجمع رفات 

   الروح وتمضي 

غيمة تحملني إلى

    قرار  مكين 

إلى  منفى  فوق 

       منفاي

لأتوه  في  خبايا

       نفسي

فلا  أحمل  سوى ألمي  

  وأمضي

ما   بالها   تغزل

     أحلامها

على   رفاتي

فيتعذر  مخاضها



الشّاعر ................ بقلم : محمد الزهراوي ابو نوفل - المغرب

 




الشّاعر

يمشي..

مهيباً ومُتوّجاً

بإكليل الغار .

إنّهُ هُوَ..

حَبيبُ الْمَرايا

والْهُموم ..

ويَدّعيهِ الحِبْر.

هُدْهُدٌ خَجولٌ

في غُرْبة الأُمَمِ.

لا يخْلو مِن

حَديقَةٍ أوْ شُبّاك.

لا ينْزِلُ..

عَنْ مِئْذنَةٍ وَلا

يُبارِح ُبرْجَ كَنيسَة.

لَمْ توجَدْ فَسيلَةٌ في

الْبالِ لَمْ يسْقِها..

مُنْحازٌ لِلماءِ

أبَداً مِثْل مَرْجٍ

وما فَتِئ يرْسِفُ

في الّليْل ..

حَتّى يجْلبُ

لِلأعْتابِ الشّموس.

اَلْحَدائِقُ تَقولُ

إنّهُ مَطَرُنا ..

أنا أخْشى سِحْرَه

النّهارِيَّ ولا

أسْتَطيعُ الاقْتِرابَ

مِنهُ أكْثَر.

رَمادُ تَعاويذِهِ

مَوْصوفٌ لِلأحْقادِ

ويُشْفي دونَ بَسْمَلة.

مَن غيْرُهُ يُزْهِرُ

في يدَيْه الياسَمينُ ؟

حَيْثُما حَلّ يَكونُ

الْهُدوءُ وسيماً

أكْثَرَ كَالإغْراء

ولَدى مُرورِهِ

تنْدى الطُّرقاتُ..

زُهورُ الأكاسْيا

تبْدو ذَهبِيّةً أكْثَرَ

والسّفَرْجَلُ ..

يتَكاثَفُ لِيَمْنَحَهُ

كِفايَةَ الظِّل.

إنّه طِفْلٌ بيْن

الفَراشاتِ ونَهْرٌ

في حضْنِ الغابةِ.

شيْخٌ في القُرى

حَكيمٌ في الْمُدنِ

وشائِعٌ بيْنَ

الّناسِ كالْفَضائلِ .

يَعْتِبُ عَلى الْجوعِ

والظُّلْم مِثْل نَبِي

وإذْ يُنْذِرُ هَمّاً

أوْ هَوْلاً يُدَمْدِمُ

كَانْهِيارِ الصّخور.

هُوَ الْبَدَوِيُّ ..

في كُلّ حال.

مهْما كانَتِ

العَواصِفُ لنْ

تَنالَ مِن ريشِهِ.

ومَهْما كانَ

الرّصاصُ شرِساً

لَن تحْتلّه الجُنود .

تَحْلُمُ بِوَجْههِ

كلُّ النّوارِس..

كُلّ الوُعول

وفَراشاتِ الغاب.

مِنْ كفّيه يحْثو

الياسمين أريجه

ومِن عَيْنيْهِ يَمْتَحُ

زهْوَه النّارنْج .

إنّه البحر ..

و في أحشائِه

الحبّ كامِنٌ .

مَنْ يَحْنو

علَيْنا غيْرُهُ في

هذا الغُبار ؟!



انتظار ................. بقلم : رند الربيعي// العراق

 بانتظار ...

ساعات مهملة 


منشغلة هذه الأيام 

 بلون  شعري  

تسريح أحلامي

 الطويلة 

إزالة  تجاعيد ساعات  غيابك 

عن عرائش مهملة

في حديقة بائسة  

حاولت ان أرتب  مزاجي

 الذي يشبه إرثا مسلوبا  

وأنا  أعيد ذاكرتي  بحديثك  الآخير 

 حين  تدعي 

ان قيظ  بغداد  أحرق  قمصانك 

وأنت تنتظر  حتى ساعة متأخرة 

 من وجع يسيل  فوق أرصفة 

تتكيء على شوارع مغادرة 

وددت ان أخبرك ....

 ان وشم اسمك مازال يرصع كتف ساعاتي....

لاتقلق  بخصوص  قصيدتك  الآخيرة

فقد أمطرت فوق راحتي الكثير

من الزيف والحماقات.


     


ثرثرة برؤوس أصابعي ............ بقلم : علي ابوالهيل سعودي // العراق





وشهدتُ الوان الدّمار بموطني 

فرأيتُ وجه الظّلم في الاحياءِ 


ورأيتُ ظهر الصّبر ناء بحملهِ 

قد أثقلته مواجعُ الفقراءِ 


ورأيتُ نعشًا للحياة مشيعًا 

حملته امواتٌ بدون رثاءِ 


فوجدتُ إنسانًا بغير مهابةٍ 

دون اكتراث السّلطةِ الهوجاءِ 


وقرأتُ قانونًا أسنَّ رذائلًا 

وضعتهُ اشباهٌ بلا استحياءِ 


فتشيّدتْ دور البغاء وعُمّرتْ 

وتعطّلتْ دارٌ لدى النبلاءِ 


ولمحتُ رعديدًا يقض مضاجعًا 

حرستهُ ابعاضٌ من الجبناءِ 


مَنْ كان ملآنًا بجهلٍ قد علا 

ومطوّقًا في شلّةِ السّخفاءِ 


ولذاك في فنِّ الرّحيل تفننوا 

قبل انتهاء الوعد والإملاءِ 


ورأيتُ جمعًا فاقدًا لصوابهِ 

يمشي بلا خفٍّ إلى الإغراءِ 


ولحظتُ عمرًا سائرًا في دربهِ 

متجرّدًا من ذاكرٍ عمياءِ 


ورمقتُ أنثى قد تجمل نفسها 

من غير وعيٍ تكتسي بعراءِ 


قد أوهموها جرّدوها حشمةً 

فتأكسدتْ من أعينٍ ظمياءِ 


فرأيتُ في الأفقِ الرّحيب سوادةً 

مملوءةً بالسّقم والأعباءِ 


بل انّ خيط الفجر اصبح شاحبًا 

فزفيرهم قد ساد بالأجواءِ 


لكنّ فاه الحقِّ بات مكبلًا 

بلجام ابعاضٍ من الجهلاءِ 


أدركتُ انّ الشّعب قد عاثت به 

كتلُ الفساد وشلّةُ الرّعناءِ 


وعرفتُ انّ الآه فرض همومنا 

ولذاك شارعنا بلا أضواءِ 


لم أنسَ انّ الإنتصار له أبٌ 

هو ذا العراق سما إلى العلياءِ 


مذ قال : هيا للجهادِ فسارعوا 

شيبٌ شبابٌ بل وجمع نساءِ 


كلٌّ تخندق للقتال بموضعٍ 

دعمًا وجادوا فالجهاد كفائي 


يا راكب الدّنيا فتلك مطيةٌ 

ولدار اخرى معبرٌ لبقاءِ 


لا تصحب الغث السّقيم ورأيهِ 

كي لا تُمس بعلةٍ ووباءِ 


وامشِ إليها في خطا وثابةٍ 

واصنع جميلًا دونما اعياءِ 


واصبر على البلوى فلست مخيرًا 

بين الرّحيل أو البقا بخواءِ 


لا تبقَ مسلوب الإرادة خانعًا 

واجعل صحيفك نيرًا بعطاءِ

تلك أحرفي .............. بقلم : سنا الفاعور // العراق



لله درّه حرفا

جاء بالكلام معفّرا

قد لامس أسطح أفكاري

وكان بلسان حالي محدّثا

في دياجي الروح وجدته أملا

زخات مطر

تروي عطش سنين 

ماء معين ما نضبا 


أرى فيه نفسي

وذات أحلامي التي 

منذ طفولتي رافقتني 

وكان الحبيب الأوفى

بين قطوفه أتنفس الراحة

فتأخذني نسمات عطره 

لأسترسل في التعبير جزافا

من يقرأه يجدني فيه 

قد لاحت في الأفق السحب


لا أذكر كم مرة رسمته

 فوق دفاتر أيامي قمرا..

وأذنت لقلمي ان يعبث

بخطوط طالعه

وكنت أناظر صورته 

في بقايا فنجان قهوتي 

أحدثها عن نفسي 

وعن مستقبل كانت تحدثنّي

حديث نفس يبعث الأملا 


كتبته شعورا

يتملكني عند سعادتي وحزني

ضمادا لكل جروح نفسي

وكان رفيق عمري 

طائر حب أدرك الحياة

 نحط ونطير معا 


عجبي كيف قاسمته زهراتي

وانا التي اقفلت روضتي 

ووضعت عليها الخوف حارسا

نداه يتقطر طربا فوق وريقاتي 

لأجله تراقصت فراشاتي

وفاض يراعي بالحب نثرا

27/6/2021

أقلب أيامي .......... بقلم : احمد خلف نشمي // العراق





أقلب أيامي

أزيل عنها كثب النسيان 

جرداء لا حياة بها 

أستجدي وشالة القحط

الأبواب موصدة

والباقي منها على عجل



ولازالت احلامنا مؤجلة ........... بقلم : علي الظالمي // العراق




ياليتنا عثرنا في متاهات الظلام

عن بصيص أمل للحب والسلام

بين زحام الحروب ودرابين الدروب

بصباحنا وشبح الغروب 

نرى الركام على الركام 

متناثرة اعشاش الحمام 

وبين رماد الضمير احترق الكلام

عم الصمت لغتنا

والحق على سرير الموت نام

لازلنا نعشق الحجارة 

ونصنع الثورة من الحطام

وحلم الوحدة تعسر 

برحم الحرية 

والأمة التي نادت 

فلسطين عربيه 

عجبا للصوت تلاشى

فقدموها للمحتل هديه


حينما تسافر .............. بقلم : سعد النوري // العراق


أقضم.. ليلي الطويل

ككسرة خبز يابسة

ينتابني.. شعور

بالوحدة

فأتذكر أشياؤك

 الجميلة التي

تشغل حيزآ في

غرفتي، كتبك

عدساتك، غليون

سكائرك

حينما.. تسافر

يشغلني غيابك

فلا أجدك الا

بين أوراقي

وحبر قلمي

و أحيانآ بين

شغاف القلب

خائفآ تحتضن

نبضاته المتسارعة

تخونك الخطوات




هايكو .......... بقلم : رائد طياح- فلسطين

 



طريق الزقاق



إلى الأقصى

دون أصوات...


ليس هراء

حيفا ويافا ؛

تستقبل العائدين !


جدران

زنزانة معتمة _

أتنفس بصمت !


هيبة

يزين شعري

البياض...


كسوف

سويعات ويتحرر 

ضوء القمر !



الشوق ملحمة ............. بقلم : حسين جابر موسى // العراق





ابطالها اولئك الذين يجيدون فنون العشق 


عندما تحتدم الصبابة 

تلتهب في حنايا القلب 

مراجل الحنين وتثور براكين الوجد 


آه يا قلبي الصاخب 

متى يلوح فجر اللقاء؟

ليهدأ الوجيب 

ويفعم الروح السكون 


هزي بين يديك جذع نخلة الوصال 

ليساقط في رحابك رطب الاتصال



أنقى جناح ............ بقلم : مرام عطية - سورية

في ليلٍ بهيمِ

ضمَّتهُ الحربُ إلى عشاقها

سرقَ الغجرُ فساتيني 

و هتكوا قوارير عطري

بعثروا كورق الخريفِ في المدى أحبابي

كخيمةٍ بلا أوتادٍ في صحراءَ 

تركوني

 ضاعتْ أساورُ ألقي  

غابتْ شمسُ حبِّي  

يانجمةَ الفرحِ أخبريني

أ رأيتِ لي قمراً

على وجنةِ البحرِ السَّمراءِ

يزرعُ اللَّيلَ أحلاماً بيضاءَ

يرددها أزرقُ الموجُ 

و ترتِّلها نوارسُ الشطآن ؟!


أم سربَ نحلٍ يخبرُ  الوردَ أسرارَ حبِّهِ 

ويخبرهُ بمواعيدَ اللقاءِ ؟!


أرأيتِ شاعراً يصوغُ  من تمتماتِ 

النَّسِيمُ  قصائدَ نرجسٍ ؟!


أَمْ  ديمةً سالتْ ضروبَ جودٍ

وسكبتْ الوفاء غديرَاً ؟!

أو فلاّحا أضاعَ ألوانَ حقلهُ

في زحمة الحرب 

وراحَ يحرثُ دروبَ الضياعِ ؟!


أرأيتِ  لي نسمةً تاهتْ عن دروبي

وكانت  لأهدابي منجمَ الرَّجاء ؟! 


أخبريني يا نجمتي  البهيَّةَ

عسى ضياؤكِ 

يمنحني في الحبِّ  أنقى جناحْ





مع سبق الترصد .............. بقلم : عماد عبد الملك الدليمي // العراق


حبيبتي ...

صارت جميع مواعيدك

المؤجلة باردة

تعج بالعدم 

تعج بالخواء 

مما جعلتني 

أبحث جاهدا

عن حكاية دافئة أخرى

قد غادرتها 

جميع مواسم الحب الباردة

ذات مرة 

ذات لقاء

تصوري حتى عدمي

صار أكثر  تحجرا 

وفراغي هو الآخر

لم يهو الإمتلاء

انا متهم بك

بلاجناية...بلا تهمة 

مع سبق

 الترصد والإصرار





طار الحمام (قصة قصيرة) ............ بقلم : فيصل سليم التلاوي - فلسطين




        يحشر أبو مصطفى نفسه داخل البدلة الإفرنجية بدل قمبازه الواسع المريح، ويواري صلعته ببرنيطة عصرية بدل كوفيته المرقطة، حتى لا يلفت الأنظاروتتطلع إليه عيون المتطفلين، إذا قارن أحدهم بين كوفيته تلك وكوفية طيب الذكر ياسر عرفات.

يجلس على مقعد خشبي وإلى جواره تجلس أم مصطفى مذهولة عما حولها، تتابع أسراب الحمام التي لا حصر لها, تنتقل بين أقدام السابلة، وتغطي طرقات الحديقة العامة الفسيحة .

 وربما راق لواحدة منها أن تحط هنيهة فوق مقدمة برنيطة كهل يجلس جلسة تأمل أوعلى كتف سيدة بدينة، فلا تلاقي اعتراضا من أي نوع.

تتعجب أم مصطفى وهي تتابع ببصرها حماما لا حصر له :

- ( ما شاء الله، ما شاء الله, والله حمام الحرم اللي شفناه في الحج ما هو قد نص هذا أو قد ربعه. منين جابوا كل هالحمام، يا الله يهدهم) ؟

ويرد عليها أبو مصطفى:

- ( يمكن عمرهم ما ذاقوا طعم شوربة الزغاليل، ولا الحمام المحشي بالفريكة، وإلا كان قطعوا أثره .)

- ( لو خبّرنا مصطفى, كان حملت معك  فخ, أو خرطوش الصيد بحاله.    

    -  (ما بدها صيد يا بنت الحلال، لو بدنا نمسكهم بأيدينا بنمسكهم، لكن اسألي ابنك  

     الأفندي والخواجاية مرته إن كان بياكلوا حمام محشي حتى ننقي هالصغار الصغار.)

     توجهت أم مصطفى إلى المقعد المقابل حيث يجلس ابنها وزوجته الأوروبية لتستشيرهما إن كانا يحبان الحمام المحشي الذي ينوي أبوه أن يمسكه لهما، وأضافت متسائلة إن كان معهما سكين صغيرة لذبح الحمام ، وكيس بلاستيكي لوضعه فيه.

ذهل مصطفى مما سمع من والدته، واندفع مسرعا نحو والده ليحذره من ارتكاب حماقة كهذه .

الناس سيعتبروننا برابرة متوحشين لو أقدمت على فعل كهذا، سينشرون ذلك في صحفهم وإذاعاتهم, وستكون في نظرهم أول إنسان في التاريخ يعتدي على حمامة سلام، احذر يا والدي أن تمس حمامة بسوء، وإلا فضحتنا على رؤوس الأشهاد.

وعاد مصطفى إلى أمه ليكرر تحذيره لها، و يعيدها للجلوس بجانب والده حامدا الله ألف حمد أن زوجته لم تفهم شيئا مما دار بينه وبين والديه، محاولا اختلاق تبرير يفسر به لها سبب هذا الانفعال الشديد الذي أصابه، ويذهب الدهشة العارمة التي ارتسمت على محياها دون أن تفهم شيئا مما حدث:

- إن والدي يحب رؤية الحمام، وكان يرغب لو أخذنا زوجين لنربيهما في المنزل طلبا للسلام والبركة، وقد أخبرته أن ذلك أمر غير ممكن، فهنا موطنها الذي ألفته، ولا داعي لانتزاعها منه والتضييق على حريتها .

لبد أبو مصطفى على المقعد الخشبي وبجانبه أم مصطفى وقد عقدت الدهشة لسانيهما عن الكلام, لكن لسان حالهما كان يسأل متعجبا:

- أكل هذا الهياج من أجل حمامة!؟

وسرح أبو مصطفى بخياله إلى أيام طفولته الأولى، يتذكر نفسه وأقرانه من أبناء جيله إذا قدم فصل الربيع، وحان موسم تزاوج الطيور وبناء أعشاشها، فكأنما ينبت لكل منهم قرن استشعار مهمته الحدس المرهف في تمييز العصافير المتلاقحة عن غيرها، من ارتعاشة أصواتها، وتغير نبرة زقزقتها، فيحد كل منهم سمعه وبصره لمتابعتها، والظفر بملاحظة القشة الأولى في منقار أحدها، وتتبعه عن بعد بصبر وأناة، وربما أفشى أحدنا السرلأخلص أصدقائه في الحارة المجاورة لمتابعة رحلة العصفور أملا في تبادل الأسرار لمنفعة متبادلة: 

- إن عصفورا من نوع كذا ( يقشش) وعلينا التعاون لاستكشاف موضع عشه .

    ما إن تفلح المتابعة عن بعد في تضييق الدائرة حول المكان الذي حطّ فيه الطائر بقشته، حتى تتم الخطوة التالية في الاقتراب سريعا لمحاصرة المكان، الذي تم رصده كدائرة محتملة لموضع العش الموعود، والانتظار طويلا أو قصيرا لمتابعة الطائر عندما يعود في رحلة ثانية وثالثة وعاشرة، حتى يتم التثبت من ثقب الجدار الذي يوالي العصفور دخوله إليه بقشته وخروجه منه بدونها، إن كان العصفور( دويريا) يألف البيوت ويأنس لساكنيها فيعشش بينهم، أو غصن شجرة ناءٍ في علوه وتطرفه إن كان من الطيور الحذرة التي لا تأتمن إلا شواهق الأغصان في أطراف القرية على بيضها وفراخها .

 أما إن كان الطائر قبرة فربما اهتديت إلى عشها بقدميك بعد أن أعياك البحث عنه بنظرك ،حيث لا تأنس إلا لوهدة صغيرة تسويها في الأرض على مقاسها ومقاس بيضها وفراخها بين حقول القمح أو الشعير.

حتى (عصفور الشوك) و ( الفسيسي) ما كانت أعشاشهما بمأمن من غزواتنا ومطارداتنا, رغم أن أحدها – على كثرة صريره الذي يملأ البرية – لايزيد في حجمه كثيرا عن عقلة الإصبع . لكنه كان مغريا لنا بتفننه في بناء عشه المكتمل في تجويفه وسقفه وإحاطته الكاملة , حيث لا منفذ إلى داخله إلا بويبة دائرية مفصلة على مقاس الطائر نفسه .

إن عشه تحفة فنية نادرة، رغم ان هذه اللمسة الفنية لم تكن لتخطر لنا على بال آنذاك، فما كنا نتتبعه إلا لأمر غير هذا .

فإن تم التثبت من المكان فما عليك بعدها إلا المتابعة عن بعد، فالطائر قد بدأ ببناء عشه، وقد يستغرق ذلك منه أسبوعا أو نحوه . ويجب أن لا يغيب عن بالك طيلة هذه الفترة وما بعدها  عنصرا الحذر والتمويه في سائر حركاتك وسكناتك  فلا يشعرنّ بك طير ولا بشر . الطير صاحب العش، لأنه سيهجر عشه ويستعيض عنه بآخر تجهل مكانه إن لاحظ ترددك عليه، والبشر أي بشر لأنه سينافسك في السطو عليه عندما يحين أوان ذلك . إنه الآن (يبدي) أي يبدأ البناء وعليك إمهاله  فقد أمنت عشًا وعليك البحث عن أعشاش أخرى لتستطيع التنافس مع زملائك عندما يقول أحدهم في المدرسة يوم غد :

- أنا أعرف خمسة أعشاش . ويرد آخر:

- أنا أعرف عشرة . ويتفاخر ثالث :

- وأنا أعرف ثلاثة عشر عشا . 

وعليك أن تباهي برصيدك بينهم دون الإفصاح عن أماكنها، فقد يكون الكثير منها مشتركا بينكم  وأنتم لا تعلمون .

ينقضي أسبوع البناء وبعده يومين أو ثلاثة وأنت على أحر من الجمر حتى تسارع فتقتنص لمحة خاطفة إلى العش بعد أن تطمئن إلى أن صاحبته قد غادرته للتو، وتابعتها بنظرك حتى ابتعدت واختفت عن ناظريك .

تطمئن إلى بيضتين أو ثلاثٍ تستقران في قراره، فتنسل منشرح الصدر قرير العين . إنها تبيض، فلتمهلها أياما أُخر حتى تكمل بيضها .

  عندما تمر بضعة أيام وتلاحظ أنها لم تعد تغادر عشها إلا نادرا، توقن عندها أنها( تُسَخِّن) أي تُدفئ البيض ليكتمل نمو الأجنة و تفقس . لكن أنى لك أن تصبر وأنت لم تُحص بيضها عدا، وهي لا تبرح مكانها أبدا، ولواقتحمت عليها المكان ونفرتها لتعد بيضها، فقد (تشنيه) أي تشنؤه وتتجنبه فلا تعود إليه، وتبيض في عش جديد .

 ويقسم بعض أصحابنا أنها تنقل البيض تحت جناحها واحدة إثر واحدة إلى عش جديد آمن عن عيون الرقباء أمثالنا.

 لكنني لا أمل الانتظار، أظل لابدا ملتصقا بجذع الشجرة المقابلة دونما حركة تشي بوجودي ، مسائلا نفسي :

- ألن تغادر لحظة لتأكل أو تشرب أو تقضي حاجة؟ فما كنت أميز أن ما نجده في الأعشاش من مخلفات تتركها الفراخ أم أمهاتها . 

 أربع بيضات، خمس، وقد يكون الخير عميما ست، فمن يدري؟ 

لقد رفعت رأسها وجالت ببصرها ترصد المكان من كل اتجاه، لتأمن عيون الرقباء، كتمت أنفاسي وازددت التصاقا بجذع الشجرة . فلما اطمأنت إلى خلو المكان من الرقباء، غادرت العش .  تابعتها بتركيز شديد وهي تحلق بعيدا حتى اختفت عن ناظري .

عندها قفزت مسرعا، وتسلقت أغصان الشجرة الشاردة في علوها بخفة عفريت حتى أدركت العش وألقيت نظرة عجلى، واطمأنيت إلى أنها خمس، خمس بيضات مرقطات . ألقيت نفسي أرضا من شدة الفرح، فلا وقت لديَّ للنزول تسلقا مثلما صعدت، فقد تفاجئني بعودة سريعة، وتضبطني متلبسا بجرم مراقبة بيضها، فتعمد إلى هجره أو نقله .

   أنفض الغبار الذي علق بملابسي بكلتا يدي، وأعدو مسرعا نحو هدف جديد .

فإذا انقضت فترة الأسبوعين أونحوهما، وأوشك البيض أن يفقس على عيني  لطول متابعتي له صباح مساء، والتأكد من أن أمه لم تهجره لأي سبب، وأنها تواصل تسخينها له ليل نهار . عندها تصبح المهمة الجديدة ليست التأكد من فقسه أم لا . فهذه يمكن التعرف عليها من مراقبة الأم وهي تغادرالعش لفترات أطول من السابق، وملاحظة منقارها عند عودتها وقد حمل جندبا أو دودة أو غير ذلك مما لذ و طاب لفراخها .

المهمة الآن هي التأكد من عدد البيضات التي فقست – فقد يتلف بعضها – . وإلقاء نظرة تطمئن القلب على أفواهها الفاغرة التي تكون أبرز ما تتبينه العين منها، وهذه المهمة أسهل من الأولى حيث فترات غياب الأم عن عشها في بحثها عن الطعام لصغارها أكثر طولا من فترات غيابها أثناء تدفئة البيض .

ويطمئن القلب إلى أنها خمس, فقست جميعها . 

يبدأ الآن التخطيط ليوم اقتناصها، والصراع النفسي الطويل بين تركها أطول مدة لتكتسي ريشًا وتمتلئ لحما، وبين انتزاعها صغيرة،( قطمات) من لحم لم يكسُ الزغب أطرافها بعد . خشية أن يسبقك إليها سابق, يتصارع في ذهنك الرأيان وتغلب أحدهما قائلا :

- آكلها صغيرة، ولا يأكلها غيري كبيرة، فكم من مرة ضاعت عليّ الفراخ وأنا أنتظر تكبيرها .

تباغت العش، وربما تحاول الظفر بالأفراخ والأم معا، فتجرب اقتحامه أثناء إطعامها فراخها، لكنك لم تفلح مرة في اقتناص الأم رغم تكرارك للمحاولة .

وتظل تلاحقك بزقزقتها ورفيف أجنحتها التي لم تكن يومها تحرك في نفسك أي شعور يصرفك عن شهيتك المتفتحة لالتهام هذه المِزَع الصغيرة، دون أن تنسى أن تكثر الزيت في المقلاة.

أما اليوم فإنك تتصور تلك الزقزقة الحرّى من الأم نعيًا وولولة على صغارها التي انتزعتها من حضنها .

     يواصل أبو مصطفى رحلته مع ذكريات طفولته وأيام صيده وقنصه، وإن بدا للناظر شارد الذهن، ذاهلا عما حوله، يسائل نفسه:

- أكل هذا الهياج الذي أحدثه مصطفى من أجل حمامة ؟ 

 كيف لو عرف و عرفت زوجته والحاضرون حولنا جميعا عن مصير عشرات، بل مئات الحساسين الملونة و( سرّاق حِنا أمه ) بصدره الأحمر، والتي كنا نصطادها بفخاخنا وشباكنا لنلتهمها. لقد قطعناها قطيعة! وما عرفت قيمتها إلا منذ مدة قريبة، وحيث وجدت نفسي فجأة في صبيحة يوم جمعة في سوق الطيور في وسط عمان دونما قصد .

 وكم أذهلتني المفاجأة عندما سألت عن أسعارها من باب الفضول، لأجد أن زوج الحساسين التي كنا نصطاد منها العشرات بفخاخنا ونسطو على أعشاشها، وقد ( نمصع) رقابها (مصعا) إن لم نجد أداة حادة لذبحها ونتعجل شواءها في البرية قبل الوصول إلى المنزل . - - إن الزوج منها يباع بخمسين و بستين دينارا. 

 فيرن في أذني على بعد الزمان والمكان صوت عبدالله خنين، صياد العصافير وبائعها عند نبع ( الفوّار) :

- عصفورين برغيف ... عصفورين برغيف .

ويهمس أبو مصطفى في سره :

- كيف لو علموا بمطارداتنا لطيور ( الشنار) الحجل، وبحثنا الدائب عن أداحيه .

لقد كنا نفنيه إفناءً، لا نسمح للبيض أن يسخن أو يفقس كباقي الطيور، ما إن تضع الأم عشرا أو خمس عشرة بيضة، وقبل أن تكمل وضع بيضها  نبادر إلى نهبه وسلقه. إنها لوليمة حقيقية للعائلة أن تسطو على أدحية حجل، فينال كل فرد بيضتين حجمهما ما بين بيضة الحمامة وبيضة الدجاجة الصغيرة المبتدئة، وقد ينال ثلاثا إن كان العدد وفيرا .

ما كنا نمهل الشُنّار ليهنأ بتدفئة بيضه حتى يفقس، بل كنا دوما أسبق منه إلى بيضه بدعوى أن فراخ الحجل لا يمكن اصطيادها، وأنها إن فقست تستطيع الفراروالاختباء بين الحشائش وفي الجحور وفي شقوق الأرض من يومها الأول فلا تدركها يد قنّاص مطارد مثل سائر فراخ الطير، ولذا فضلنا أكلها بيضاً على ظفرها بسلامتها من بين أيدينا فراخا .

وماذا لو عرفوا عن الطيور المهاجرة التي تغادر بلادهم هربا من برد الشتاء، طالبة الدفء في ضيافتنا، وكيف كنا نتلقفها ! 

لوكان (السمّان) و( الفرّي) ينطقان لنطقا بالأعاجيب من حيلنا في اقتناصهما. حتى طائر اللقلق ( أبو سعد) بساقيه الطويلتين، ومنقاره الحاد, والمتخصص في حماية مزروعاتنا من الجنادب والديدان الضارة أثناء زيارته القصيرة، مع كل خدماته الجلى التي يسديها لنا مجانا، فإنه لم يكن ليسلم من أذانا مع أن لحمه لايؤكل. لكننا كنا نطارده ونكسر سيقانه لمجرد الظفر بالحلقة المعدنية التي ثبتها حول إحدى ساقيه واحد من مراكز الأبحاث ودراسة الحياة  الفطرية في أوروبا منتظرا مواصلة أبحاثه عليه بعد عودته المتوقعة سالما بعد انقضاء الشتاء. وأنى له أن يسلم من بين براثننا !

لم يكن طائر أبو سعد لينجو حتى من أمنياتنا بقتله و قطع رأسه في مواسم بهجتنا وأعيادنا حيث كنا ننشد جذلين :

- ( يوم العيد بنعيد, بنقطع راس أبو سعيّد) .

يواصل أبو مصطفى إطراقته وحواره الداخلي, فيحدث نفسه قائلا :

- بعد أن كبرت واغتربت، وطفت في مشارق الدنيا ومغاربها، واطلعت على ما تسنه الدول من قوانين لحماية الحياة الفطرية، ومنع للصيد بكل وسائله في مواسم تكاثر الطيور والحيوانات. وعندما أطبق علينا ليل الاحتلال، فمنع حمل وحيازة بنادق الصيد منعا باتا لسنوات طوال، ورأيت كيف صارت طيور الحجل تغزو مزروعاتنا لكثرتها، رغم مواصلتنا لحربنا غير المعلنة عليها في السطو على بيضها، لكن الجانب الذي كان يسقط ببنادق الصيد هو وحده الذي نجا، وأحدث هذه الوفرة الكثيرة، حتى صرنا نحتال عليها بالحبوب المدوّخة، نرشها لها فيُغشى عليها ويسهل الإمساك بها .

 وعندما أتذكر أسراب الغزلان التي صرنا نشاهدها في البرية، وما كان لنا عهد بها من قبل ، إلا ما كنا نسمعه من الآباء والأجداد عن سابق تواجدها في ربوع بلادنا. وكيف صارت تملأ البرية! واستمر ذلك الحال حتى عاد (النشامى) مع اتفاق أوسلو ببنادقهم التي لم يجدوا لها هدفا تصوب نحوه غير أسراب الظباء، فتكفلوا بإفنائها من عامهم الأول . 

عندما أستعيد كل هذا الشريط وغيره من فنون الإبادة لعالم الطير والحيوان التي كنا نمارسها , أتساءل متعجبا: 

- أي وباء كنا ولا نزال ؟ 

فلو عرف هؤلاء الذين حولي أي آفة من الآفات نحن، لترحموا على الجراد ودعوا له بطول البقاء .

       ما أخرج أبو مصطفى من شجونه القديمة إلا صوت ابنه مصطفى وهو يحث والديه على النهوص استعدادا للعودة إلى البيت, فهو لم يعد يأمن أن لا يستطيع أحدهما مقاومة إغراء الحمام المنتشر في كل مكان، فيبادر دون إرادة منه إلى الإطباق بكلتا يديه على واحدة منها، فيتسبب لهم بفضيحة مدوية .

نهض أبو مصطفى وأم مصطفى وسارا يجران خطاهما خلف ابنهما وزوجته صوب مدخل الحديقة .

عندما حطت حمامة رحالها هنيهة على كتف أم مصطفى، مطمئنة إلى خطوها الوئيد، متأملة منديلها الأبيض الوحيد بين سائر الرؤوس النسائية المكشوفة، لم يتمالك أبو مصطفى نفسه و تخيل نفسه الأسد المدافع عن عرينه، فاستعاد ذكرياته في مغافلة الحمام، عندما أطبق بيديه الخبيرتين على الحمامة، فما أمكنها الإفلات من قبضته، ومد يده منتشيا يقدمها هدية لأم مصطفى .

ما كانت حركة أبي مصطفى تلك إلا رعشة انتفض لها الحمام كله، فحلق عاليا مغطيا سماء الحديقة، وإذا العيون كلها مصوّبة تبحث عن الذي أفزع الحمام، وتسبب في هياجه، فتحط نظراتها ساخطة مستنكرة على أبي مصطفى، والحمامة لما تزل بين يديه، فقد أذهلته المفاجأة وعقدت العيون المتطلعة إليه أصابعه مثلما عقدت لسانه .



البعد الفلسفي لقصة " النمور في اليوم العاشر" للقاص زكريا تامر ................ بقلم : علي البدر // العراق



        

وبذكاء استعمل القاص النمر كسيمياء symbol تكسوها هالة من الكبرياء والشموخ واستطاع باستدراج حواري dialogue، قُطِعَ أحيانا بحوار داخلي مع النفس monologue ، بعيد عن تعقيدات السرد القصصي، أن يوصلنا الى الترويض التام للنمر. ولاضير من إكسابه الصفة البشرية ضمن عملية أنسنة personification  رائعة.

 ولكي لا تحدث ردة الفعل إثناء عملية التجويع، يباشر المروض بخلق حاجز نفسي يساهم في التعجيل في زرع مشاعر الذل والمهانة والخنوع ويصبح الحاكم " ربكم الأعلى". ، تكون لقمة الخبز هي العامل الحاسم في بقاء الإنسان. وتبدأ عملية الإستهزاء واستصغار النمر بسؤال تهكمي: " كيف حال ضيفنا العزيز؟

. ويستمر النمر بزهوه : " لا أحد يأمر النمور. لن أكون عبداً  لأحد." ونلاحظ أن المروض لا يتحدث كرد فعل عفوي وإنما عن حنكة ودراية، نتجت من تدريب مدروس للوصول الى الهدف النهائي الذي هو الترويض taming. والخوفfear هو تهديد البيئه للفرد، وإن استمر المحيط بسحب الأمان من الفرد فأنه يتحول إلى قلق worry ، وهو خوف مستمر أي تهديد البيئة المستمر.  والقلق يؤدي الى استنفاذ الطاقة العصبية التي تُضْعِفُ بِدَورها مقاومة الفرد وتسحب منه ثقته بالنفس ليصبح بالتالي سلبيا خانعا وسهلَ الإنقياد، في وطن عبارة عن سجن كبير ويصبح مبدأ "الرأس المرفوع لا يشبع معدة فارغة"، مبدءً غاية في الخطورة حيث يتوجب الخضوع وتنكيس الرأس وانحناء الظهر، من أجل الحصول على لقمة العيش. والمجتمعات ذات الحكم الشمولي ينطبق عليها قانون البقاء للأقوى وللأصلح، وهذا المبدأ الداروني Charles Darwin يطبق على بيئة الغابة أي على الحيوانات، وقد تمَّ توظيفه لتطبيقه على المجتمع الإنساني.

            . وجملة "أنا جائع"، عندما يكررها الإنسان، تكون مرتبطةً بلغةٍ أخرى رديفة هي لغة الحركة Language of gestures أو ما تسمى body language حيث التعبير عن الجوع يصاحبه قسمات وجهٍ ذليلةٍ وحركةِ جسدٍ توحي بالضعف . وهنا تكمن الكارثة، عندما يعتاد على هذه الجملة الملايين من البشر، وتتجه عملية الترويض نحو السهولة حيث تكون صِفَتا الذلِّ humiliation  والمسكنة wretchedness  من صفات الشخصية. وعندما يفقد الإنسان ماء وجهه، فإن الكثير من الأمور تهون عليه: " وحين أقول لك: قف، فعليك أن تقف.”. وهنا يقترن الوقوف بالشبع، حيث يبادر النمر " أنا جائع فاطلب مني أن أقف." . وما الوقوف إلا منبه لاستجابة لاحقة هي الطعام وبالتكرار، يتحد المُنبِّه بالإستجابة لينتج عادة.  والعادة هي تكرار لاشعوري يمارسه الفرد لتعطيه نوعاً من الأطمئنان والأستقرار. وتستمر سهولة الإنقياد وتنفيذ الأوامر لدرجة استعداد النمر لتقليد مواء القط، حيث يَكْظُمُ غَيْظَهُ ويقول لنفسه " سأتسلى إذا قلدت مواءَ القط.". ولكن خطة الترويض أبعد من ذلك فالمُرَوِّضُ يرفض تقليد النمر لمواء القط لعدم إجادته ذلك، ويعطيه مهلة للتدريب حيث يتركه يوما كاملا  بدون طعام، ليعود ويسمع مواءه ويتظاهر بالاقتناع حيث يرمي " إليه قطعة كبيرة من اللحم" ، موجهاً أقسى كلام إليه " عظيم.. تموء كقطة في شباط." . ثم يتحول الأمر إلى تقليد نهيق الحمار حيث يفشل النمر لكن المروض هذه المرة يرمي إليه قطعة أخرى من اللحم مدعيا أنه يشفق عليه. 

وقد نتساءل: هل أن القاص زكريا تامر جعل المواطن سلبياً جباناً يميل للخنوع والذل؟ وللإجابة على هذا التساؤل لابد أن نركز على أن ثيمةَ القصةِ تَتَمَحْورُ حَول استغلالِ الإنسانِ لأخيه الإنسان وكيفية ترويضه عن طريق لقمة العيش، فهي إذن صعقة لابد أن تتلاشى في يوم من الأيام. وصراع المتناقضات لابد أن يُحْسَم في يوم ما، وقد حَسَمتْهُ الكثير من الشعوب لصالحها حيث يشعر الفرد بالأمان وهو وسط مجتمع خالٍ من التسلط والإستغلال، لا أن يشعر بالإغتراب alienation نتيجة جوعه ولهاثه من أجل البحث عن لقمة العيش له ولعائلته. 

وأخيرا لابد من التذكير بالدرس الرائع الذي اكتسبتُهُ من أحد طلابي، حيث نهض رافعًا ذراعه بانفعال قائلًا: "عفوك يا استاذ.. أجع كلبك يأكلك.. قد يتبعنا أياما لكنه سينقض على مستغليه يوما ما، وهذا منطق التأريخ." 

علي البدر/ العراق

أقدامٌ ساحرةٌ ........... بقلم : فريد المصباحي- المغرب


على رمالِ البحـرِ

أقـــدامٌ عاريةٌ

كؤوسٌ فارغةٌ

أجـــسادٌ مسجــاةٌ

تقتاتُ على شمسِ الصبيحــــةِ النقيةِ


والسعادةُ تغمرُ

الدنيا

تشربُ من ماءِ

البحـــرِ


مِلــحٌ 

لهيبٌ

موجٌ يلامسُ

جـــسدَ العذارى

يزيدُهنّ رِقة

وجَــــــــمالاً


تلك السمراءُ

الحــسناءُ

هي ذكرياتٌ جميلةٌ 

ترسمُها أشعة

الشمسِ

على أجسادهنّ

الناعمةِ

تغرُب على ثغرٍ

يبتسمُ لشاطىء النسيانِ

لصخـــورٍ عرّتها

أقدامُ أطفالٍ

طوَتها 

غيماتُ الصباحِ

رُسمت عليها

نجــماتُ البحـرِ


لوحـــاتٌ 

مائيــــــةٌ

زيتيــــــةٌ


جرّدتها في سماءِ

نساءٍ رقيقاتٍ

قواريرَ

غجَــــرياتٍ

مِن زهرِ الشام

تَعطّرتْ


تسير الهُوَينى

تنثُر هنا

وهناك 

ما تبقّى مِن بُخاخِ

تْشانيــل

ديُـــــور

باريسيةُ

الهــــــوى

مغـــربيةُ

الجـــمالِ

تَعشقُ سماعَ موسيقى

البحــــــرِ


لَحــــنٌ

بضحكاتِ الأطفالِ والحَــــواري

وهُنّ

يُصارعنَ

أمواجَ المَدّ والجَـــزرِ

وعلى بقايا القَوقعات

يرقـصنَ على أطرافِ

الأصابعِ

عيونُهن على قُصورٍ من رمـــالٍ

من شرُفاتٍ

بفساتيــــن

بيــضاء

تُلامـسُ

قــــمراً

ينـافسُ

جــمالَها

تركَبُ نحو مدينةٍ

عــــــــاليةٍ

وتُطلّ على

حديقةٍ كلّ أزهارِها

تُسقى من

ٱبتساماتِ العُشاقِ

وبألـوانِ الفراشاتِ

وصوتِ الضحكاتِ


أقدامٌ ساحــــــــرةٌ

عاريةٌ

تتجولُ بين

الممراتِ 

بياضٌ سبحان المعبودِ

كأنها اللؤلؤُ والمَرجـــــانُ ...




كيف النوم يأتيك ........... بقلم : ثائر عبدو - سورية

 كيف النوم يأتيك ونحن الهم 

أرقنا 

كيف تشبع الزاد ونحن الجوع 

اهلكنا 

كان الحلم صاحبنا حياة حرَّةً تكفي 

لنا العيش بستر الله يرزقنا ولا نأسى 

غداً اسود ولا نحزن على الدنيا 

صار الخيز مانحلم وبعض الاكل لو كان 

بفضلك دائماً تطمع بخبز الناس إن كان  

صار نهارنا ليلاً وصار الليل كالقبر

حتى الاكل ان وجد فلا يبقى سوى مرة 

علك تكتفي نهباً  بلاداً  نحن.  من  اهله

صرنا نشتهي الموت وانت لم تترك

 العظم 

بات الطفل منكفئاً على الاحزان والقهر 

نساؤنا تشتهي ثوباً عليك. البذخ ينهمرَ

افتعلت أزمة فينا فلا النور ولا الدفء 

ولا الأكل 

ومالك لم تعد تدري كما قارون بل اكثر 

غداً أمراً من الباري ترحل جثة داخل القبر 

هناك لم تعد تملك لاخيراً ولا مالاً ولا سطوة 

فلا رحمة من الرحمن اليك والحفرة اشبع 

بمالك الان واطفح صديداً علقماً دهرا 

أرجو الله أن يسرع كما بارون تنطمر 

وهكذا تنظف الدنيا من زمن الانجاس 

والعهر 

27-07-2021   At sea


    



أُمْنيَةٌ و ذِكْرَى ........... بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق





عَلَّقْتُ على ذِكْراكِ

أُمْنيَتي

بُكاءٌ

يَخيطُ شَواطِئَ الْحُزْنِ

و الْفَرَحُ

على حافَّةِ الْمَوْتِ 

أَسيرٌ

قَلْبٌ خَضَعَ

لِجِراحَةِ ذِكْرى

وَ عَيْنٌ اصابتها

لِورُودِ الذِّكْرياتِ

تَدْميرٌ

شَمْسٌ تَغيبُ 

وَ قَمَرٌ

ما عادَ بَيْنَ يَدَيهِ

لِلَوحاتِ الْجمالِ

غَدِيرٌ

الْحياةُ تَخْطو

وَ الْعُمْرُ

هَزيلٌ ،  بَليدٌ

قَصيرٌ 

سَيَبْقى لي مَعَ الْعَهْدِ 

وِدٌّ

سَأَظَلُّ أُعَلِّقُ على ذِكْراكِ

أُمْنيَتي

لَعَلِّي أَرْجَعُ لِمَمْلَكَةِ حُبٍّ

صِفتي فِيها 

مَلاكٌ ، أَميرٌ

*******

   ٢٠٢١/٦/٢٢

قداس موت الفصول .............. بقلم : صفاء الصحاف // العراق




ألم  يحن موسم العناق بعد  ؟

انا المادي .. المصنوع من الطين .. 

اتذرى !!

أرتجف

عام  يشعرني بالخجل

عام طويل  

بلا ورم في الشفاه 

بلا حرارة .. 

بلا أرتجاج ليل 

أو تهاوي نجمة 

أو..

خطفة أخرى 

ستائر مهملة 

وأعين المتطفلين 

ترقبنا من بعيد 

فليس هناك ما نستره عن أعينهم 

أقف أحيانا كثيرة 

كأغبى إنسان في الكون

فمن المعيب جدا

إننا لا نعرق ..

لا نمارس الجمال 

أو نستنشق ( ألأفيون )

بت أخاف جدا 

الأشياء القديمة  

يعلوها الغبار 

نحن مثلا 

كما  التماثيل 

يقشرها الصدأ

يتطاير منا زغب ألملائكة

وتصلي في رأسينا  الشياطين 

ألم أقل لك .. ذات يوم 

أن أللحظات ألممكنة 

وحتى غير الممكنة

تقف عند صدرك 

لتتلو ..

قداس موت الفصول



عقل نا ............... بقلم : عيسى حموتي - المغرب





أحكم  التدوين إقفال قمقم،

 به ألقى في سراديب الماضي

وفي قعر القمقم بات العقل دارسا يهذي وما عقل.


أبقت عليه مواد التحنيط هيكلا

أفرغت أحشاؤه حتى غدا أجوف نخرا 

ما سطع له يوما نجم حتى يقال انه  قد أفل


باسم عدوى الكفر، منع من الاحتكاك بغيره 

مواد تعقيمه زادته فسادا 

ترفض كل حقن جديد نافع  به الكون قد  عمل


وهو يرى سقوط الحضارات  سنة

يعتقد  التدوين ان تدوينه خالد

وهو جيفة،ريحها  إلى كل أرجاء الكون قد وصل

**

عود ............ بقلم : شعبان المرزوقي - تونس

 




عود 

من تقواك تنكرت 

وعلى هداك انكفات 

يسترني لوحي وقلم الحبر والدواة 

يعاودني الشغف لاقراك مرة أخرى واتابع مجراك

استقصي افاداتك ومعحمية الحكي والرواية 

يهزني البحث عن البداية 

فاستعرض شريط الحكاية 

مذ كنا طفلين فى مسالك الحارة 

مذ كنا رفيقين نكتفي بالإشارة 

مذ كنا نتواصي ونستفهم العبارة

ساعتها تقاسمنا جهود التفسير 

وواترنا الاجوبه على الإستفهامات والفيناها متطابقة

وتجانست الاسئلة وتماهت وتناغت 

ساعتها اربكنا الحياة واستعذبنا المرارة

واستيسر الهدي واستدارت الساعة 

تشير الى أرقى مسارة

حتى استوقفنا القدر وتقطعت بنا السبل 

و عدنا نستوفي شروط الارق والقلق والغواية 

نستسلم للزحاليف وتستغلق بنا الدارة 

نستلطف بعض الأحيان وتنتظر الفرج والبشارة 

لا تاتي وتنزاخ ويبدو أملها شرارة

نتدحرج مرة أخرى للسقوط ونحترف السفالة 

اف لكم وما تعبدون ليس تلكم  الديانة


الوسام / ق.ق ............. بقلم : محمد موفق العبيدي // العراق





كانت الحياة في القرية هادئة كل الاشياء تسير وفق نظام خاص، رتابة جميلة كانت بساطة الحياه تلمسها في بساطة شخصيات هذه القرية تقابل رجل وامرأة، احبا بعضهما  اتفقا على الزواج. تمت كل المراسيم بسرعة غريبة بدات حياة هذه الأسرة ككل البدايات أنجبت هذه الأسرة ثلاثة أطفال. كنتُ أنا الثاني في تسلسل الولادات هذا ما بدأ به صديقي في سرد قصة حياته بعد أن اثاره سؤالي عن ماضيه. وكيف شق طريقه في الحياة؟

يتابع اكمال قصته، مع ولادة الابن الثالث قامت الحرب العالمية الثانية (نسيت ان اذكر لكم أن صديقي هذا هو أحد الرعايا لدولة أوروبية التقيت به في  الغربة) 

بعد مدة ليست بالقصيرة، استدعي والدي لإداء الخدمة العسكرية في أحد الجبهات تركنا والدي و كان المعيل الوحيد لنا بدأ يُرسلُ بين فترة واخرى مبالغ بسيطة تسد رمق  العائلة بصعوبة. 

كنا اطفالا لا نعي ماحولنا و لا حجم المعاناة التي تعانيها والدتي. حتى جاء اليوم المشؤوم حضر ثلاثة رجال بزي عسكري أنيق يحملون خبر مقتل والدي في أحد الجبهات وسلموا والدتي أوراقاً رسمية و معها علبة أنيقة فتحتها امامهم، كان فيها وسام من الأوسمة التي توزع الى الشجعان من الجنود الذين يقومون بأعمال بطولية أخرجت والدتي الوسام وعيونها  مليئة بالدموع فغسلت هذه الدموع وسام الموت هدأت قليلا وقامت بعمل سيظل راسخاً في ذاكرتي حيث القت بالوسام في الجدول القريب من منزلنا وامام الجنود الذين  احضروه لها قالت لهم؛ هل سيقدم هذا الوسام الطعام والشراب الى أولادي هل سيحميهم من شرور الحياة المتربصة بنا في هذه الحرب الكونية اذهبوا ولا حاجة لي بوسامكم ودعوني  أفكر كيف سأكمل الحياة مع أطفالي في ظل غياب والدهم اخذت والدتي بتحمل المسؤولية واصبحت هي الأب وهي الأم اشتغلت في كل عمل شريف يعود عليها باي مردود واخيراً بدأت بالعمل بخدمة البيوت. لكنها استطاعت و بالارادة الحديدية التي امتلكتها الدفع بنا الى بوابات العلم وكان يدفعنا للدراسة  شعورنا بوجوب رد الدين لها وقد وفقنا لذلك  واجتزنا كل العقبات و عاهدنا أنفسنا أن لا ندعها تحتاج الى شيء. 

الى هنا انتهت قصة صديقي مع حياته السابقة وتركني وفي رأسي آلاف الأسئلة والتي من خلالها قررت أن أكتب ما يدور في عقلي. 

كم تعيسة انتِ ايتها الحرب كم أنتم تعساء ايها الداعون لها. 

كبيرة مساحة العذر عندما تنتصرين وكم صغيرة مساحته عندما تخسرين وأنتِ في الحالين تأكلين أبناءنا فعند النصر تأكلين قادة الأعداء وعند الخسارة تأكلين قادتكِ اتكلم عنكِ ايتها الحرب غير المقدسة التي يباع فيها شرف الرجال قبل أن يباع شرف النساء الى متى تبقى الحلول بالدماء؟، الى متى تبقى أوسمة الموت توزع على شواهد القبور؟، هل يمكن لقيمة الوسام مهما بلغت هذه القيمة ان تساوي قيمه الانسان؟! . اني أتصور هذا الوسام هو نقطة لنهاية سطر لحياة إنسان كانت له أحلام وأمال اخذته مصالح لحظة في عمر الزمن صنعها منتفعون من اشعال نار الحروب ورمته في اتونها، ليجمد ويتوقف كل ما  في داخله واوهموه بأنه مرصود من عدو في الطرف الاخر وأعطوه سلاح الموت حاول ان يفهم لم يتركوا له اية فرصة حاول ان يفكر لوحده ويجد الحل لكن هيهات، اصوات الاسلحة علت على صوت العقل وجد نفسه مضطراً للقتال. لأن في الحرب لا تتداول الا رسائل الموت  ترك كل شيء وراءه عائلته وابناءه و اصدقاءه، ولفة دولاب الحرب. 

ما ضر لو كانت الكلمات بديلاً للرصاص ماذا لو كانت الحشود السلمية بديلاً لفيالق الحرب ما ضر لو كان الإنسان إنسانا.  



أَصَابِعُ الرُّكَامِ ............... بقلم : مصطفى الحاج حسين // سورية


             


   


يا لهذا القلبُ !!!

كم عليهِ أن يغتربَ ؟!

وأن يمضغَ أحجارَ الانتظارِ

أكلَتْهُ رمالُ الاحتراقِ

وعصفَتْ به مسافاتُ الخَيالِ 

كَم لَهُ وهو يحبو

على قارعاتِ الجراحِ ؟!

في صوتِهِ ندوبُ نارٍ

أراهُ يجأرُ بعذاباتِ المدى

ويذرفُ براكينَ آهاتٍ

يمضي إلى أبوابِ المُحال 

يدقُّ جدرانَ المرارةِ بجنونٍ

هو لا يقوى على ارتداءِ خيبتِهِ

لا يحتملُ قضمَ دمعتِهِ

في حناياهُ الشَّوقُ يمطرُ

وفي أصابعِهِ ركامُ انهيار 

يتأجَّجُ الوجعُ في باطنِ أنفاسِهِ

والحُلُمُ يسحلُهُ القنوط 

يا وطني

متى أراكَ تتعافى

من أعاصيرِ الانتحار ؟!

وتمتدُّ يديكَ إلى رمقِ شيخوختي

وتحنو على سقوطي ؟!

عكّازتي تَوْقٌ ورجاء

جثمَ الغولُ على ترابِكَ

واستباحَ قتلَ الأنبياء 

أبناءُ جِلدتي استعانوا

على إحراقِ ترابِكَ الضّاوي

بالغرباء !! * .


                                   إسطنبول

ياه ................. بقلم : راسم إبراهيم // العراق




 ياه ....

كم يحزنني 

هذا اللعب الصعب 

بين غبش غافل 

ورشة خيال 

ولازلت 

ابحث في سوق النفاق 

عن مساومة 

لأي قرار 

ولا زلت لم اكمل قصائدي 


ولا زلت لا أعرف 

من .....أنا 

ابحث عن صوت 

ضاع في فوضى الدخان 

ابحث عن وطن 

مزقته  الريح 

فأمتلأ الغبار بخيباته 

اين التفت 

أراه


ديالى 

٢٨ حزيران

اجمل فرحة ............ بقلم : الشاعر الغنائي محمود صلاح - مصر




قابلت قلب صدفة 

عيونه حب وحنان 

ملا   قلبي   فرحة 

نسيها من  زمان 

عليها احلا  ضحكة 

سحر  جنان جنان ش

تحلم اليوم وبكرة 

بدلال وجمال فتان 


بشوفه قلبي بيدق 

دق شكله عجيب

مليان شوق وحب 

بيحلم  بالحبيب 

يا حلو هدي  هدي

براحة على قلبي 

انا قلبي على قدي 

لا عاش غرام

ولا شاف حنان 

والعمر بينا بيجري 


ياعين   ياما  شفت 

جمال ودلع  عشت 

وياقلبي  ياما فرحت 

وف حضن الهوى تهت 

ولما شفنا عيونه 

والورد إللى على خدوده 

عشنا حياة وردي



الثلاثاء، 29 يونيو 2021

عِناق لم يتمّ............ بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل _ المغرب




أبَداً تَظلّيَن الْمَرْأةَ

التي بِها أحْلُمُ..

حَيْثُما كُنْتُ أُعَدِّدُ

أسْماءَكِ فاكِهةً فاكِهَة.

لأنّكِ العِقْدُ..

أنْجُمكِ أكْثرُ

إشْراقاً مِنَ الرّغيفِ

ومِن شَساعَةِ الوَطَن.

لِذا أنا مَغْلولٌ بِكِ

وأنْتِ ساحِلي !

جَسِدي حَطَبٌ..

عُواؤُهُ مولَعٌ بِرِياحِكِ.

يَدْفَعُه نحْوَكِ هاجِسٌ

بَدَوي ورَغْبَةٌ ما.

يُضْمِرُ في أحْشائي لَكِ

رَنيَن الْمَعْدِن الصّرْفِ

لِيَدُقّ أجْراسَ الوِلادَة.

مَقاهي الرّصيفِ واقِفَةٌ

والْقَبائلُ تُهَيِّئ

لِلعُبورِ تَصْنعُ الفُلْكَ

تشْحذُ مَناجِلَها لِتَسْقي

ظمَأَ الوِدْيان

إذْ لَمْ تعُدْ تُداري

رَغْبَتَها في الصّهيلِ.

أسْرجَتْ أعِنّتَها

وغادرَتِ الْكَلامَ

لِتكْتُبَ مَلْحَمَة الْماء.

يا مُقْبِلا على

طَريق الضُّحى !

أدْرِكِ الشّجرَ الغَضّ.

عَجِّل أيّها الزّلالُ

وَأطْلِقْ سَعيري.

صَدْري يَنوءُ بِالعَوْسَجِ

الْبَرّي وَأحْزانِ

النّاس جَميعاً.

وهذا دَمي ينْضَحُ

مِن سَوالِف البَرْقِ

مِنْ تِلْكَ

الْمَفاوِزِ ذاتِها

يَشْكو تأخُّرَكَ لِلْحِبْر.

ينْعَبُ كالغُرابِ وَيَرْسُمُ

أبْطالاً عِظاماً حَتّى تاتي ؟

أمُدُّ وَجْدَ أضْلاعي لَكَ

في أطْوَلِ سُجْدةٍ

حَتّى تَعودَ مِن

الْجَنوب وَفي راحَتيْكَ

أنْسامٌ وَيَنابيعٌ وأمْطار


محمد الزهراوي

  أ . نوفل