قبل أن يحل الغروب بدقائق جلست متكأة على جذع شجرة أعتادت ان تستظل تحتها في كل لقاء معه ، منذ نصف عقد ، لحظة أول لقاء بها ، ظلت هي تتأمل إبتسامته النظرة العائمة في وسامة أستدارة وجهه بالرغم من بريق صلعة رأسه ، أ فترش الارض قبالتها ، بعد هنيهه من الصمت خرقته بسؤال خرج من بين شفتيها المكتنزتين
- ألم يطرأ ثمة تغيير ؟
رفع بصره نحوها بعد ان وضع كفه على كفها مشددا
- لم أعد اكترث لشيئ !!
قاطعته في الحال
- بالتأكيد سأكون بالقرب منك
ثم استدركته تتساءل حين لفت أنتباها حزمة اوراق متأبطا بها
- يبدو إنك قد أصبحت جاهزا !!
- لم يبق سوى ساعات وسيعبث الأطباء برأسي
وفقا لما تمليه عليهم افكارهم الجراحية انحدرت الدموع تتسلل من عينيها مما إضطر للأقتراب منها في محاولة للتخفيف من حدة حزنها ، ثم همس في اذنها
بعد ان وضع راسه على كتفها معانقا إياها ،ثم نهضا معا في وقت هي مازلت تترقبه بألم ، وأفترق عنها بصعوبة لحظة ان رأها تمسك بيده بقوة ، وتوارى عن نظرها مسرعا في عمق عتمة الليل
في غضون ساعات وجدت نفسها حاضرة تنتظر كسائر من جاء الى المشفى ما سوف يطرأ لحبيبها ،كانت انظار بعض أفراد أسرته واصدقاءه مصوبة نحوها وهمس النقاش تزداد حدته بينهم ،فألتقطت مسامعها شيئا منه
- يقال ان الاطباء سيزرعون في رأسه خلايا
جديدة ، اويطرأ له امرا أخر
- ربما يحدث شيئا خطيرا
- لكن كما اكد الاطباء ستحظى بالنجاح
خشية ان يقع مأ يؤجج الموقف ، او يحدث ما يعمق جراحها
من خلال عبارات يبادربها احدهم كي يخدش مشاعرها ، أو على الأقل تعكر صفوها بنظراتهم ، فانها كما يعلمون جاءت متحدية لهم ، لابل مصرة على البقاء الى جواره في محنته هذه فضلت أنتظاره حتى الأنتهاء من الاجراءات الجراحية في مكان اخر ، قطعت احد الممرات المطلة احدى نوافذها على باب صالة العمليات ، وعند زاوية جلست بينما حرارة الدعاء والتمني تغلي نيرانها في عروقها ، ومأ ان بدأت ترقب فوجئت بقرقعة اقدام تهرول بأتجاهها ، اصابها الفزع دون ان
تدرك مالذي وقع ، لم تمض دقائق حتى شعرت به متسمرا
بالقرب منها والأرتباك يغمره ،ثم اقتادها من كفها بعد القى بالرداء الابيض على الارض ، وعندما إجتازا عتبة المشفي
اشترطت عليه لمواصلة السير.معرفة اسباب عزوفه عن اجراء العمليه على الفورقال هامسا
- بدات يساورني الشك
- ازاء ماذا
- ازاء ماسوف يزرعه الأطباء من ذاكرة جديدة
- ومالخشية من ذلك
- ربما تبحث عن امرأة أخرى غيرك
اقتادها وهرولا يجوبان الشارع وسط زحمة الاضواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق