أبحث عن موضوع

الأربعاء، 29 مارس 2017

بيني وبين ذاكرتي .................. بقلم : عبد الكريم الحسون // العراق



بيني وبين ذاكرتي ينام الفرح وتغفوالاغنيات
ويستيقظ الحزن
ملوحا لي بكفيه
أن أسقني من دموعك كأسا معتقة
تجعلني أرقص على صدى الحسرات
وأفتح نافذتي لريح همومك الأتيات
فأنت منذ اول صرخة أعلنتها للحياة
لم تذق طعم ألامنيات
وكنت تسافر في كل ألاتجاهات
لعلك تلقى ما يسرك
أيها المعفر بتراب النكبات
أحتفظ بما تبقى من أنينك
لعله ينجب لك صرخة اخرى
تجعلها قصيدة رثاء عند الممات
فحياتك كلها ليال حالكات
لم يراودها فجر
ولم يفتض بكارتها ضوء نهار
يحمل لها هديته
عبق ألازهار
او صور نوارس تغازل ضفاف ألانهار
ويسقيها رحيق ألبهجة
ويحل لها عقد ألاسرار..

23/3/2017

مطر................ بقلم : مكي محمد علي // العراق



مطر ..مطر ..مطر..

محكومة شوارعنا
بالمطر الذي تغص به
رئتُها
حتى انعدام الحياة ..

* *
المطر
يباغت أسطح بيوت الفقراء
دون أن يمهلها
لهدنة
كي ترفع أسرّة الصغار
التي داهمها الماء
من كل الجهات ..
* *
السماءُ
تنسف سبات المدن
والبراري
بوشوشة المطر ..
بانتظار نهار آخر
يتوشح اخضراره
منتشياً بلمعانه تحت أشعة الشمس ..
فيما تدخل مدننا
انذارها المبكر
وهو تصد جيوش حبات المطر
التي تتمثل لها
مثل غزاة تقلب على حين فجأة
كل موازين المدينة ..

عناقيد الكلام ............... بقلم : بقلم : محمد الناصر شيخاوي / تونس



-------------------- سأميتهم جوعا --------------------
سأُمْعِنُ في الْجُوعِ
حدَّ الأفولِ
حَتّى لا يَطْعَمُ لَحْمِي
أحفادُ التّتارِ و المَغُولِ

فانتازيا ............. بقلم : ميثاق الحلفي // العراق


لِنقسِ الفرقَ....
بينَ الظلِ والشارع
او بينَ جدارٍ تهرب إليه
وجدارٍ يهربُ اليك
بينَ ازهارٍ التقطتها قبلَ الحربٍ
وأخرى تضعها على قبرِ مقاتل
بينَ السككِ الهاربةِ
والمحطاتِ
بينَ الطواحين والسنابل
بينَ أن تهمسَ في أذنكَ أمرأةٌ
او تلمسَ حرارةَ الجسدِ
أنْ تتمددَ بحجمِ الفقرِ
وتنكمش بحجمِ الرغيفِ
بينَ ظلامٍ لا يكفّ عن مطاردتك
ونهارٍ مجذومٍ
بينَ غاباتكَ العذراء... والفأس
بينَ غبارِ الأمنياتٍ ورئةٍ مُستعارةٍ

ومضات ............... بقلم : زينب ابو عبيدة / الجزائر


-وَمْضَة"1"...
أُمِّي
قِيْثارَةٌ أَنْتِ
تَعْزِفُ الحُبَّ
عَلَى بَحْرِ الشُّطْآنِ
وَتَزِيْدُهُ حُبًّا بِلَمْسَةِ
تحْنان.
******

-وَمْضَة"2".
أمي ...!
يا سيدة النساء
انت
تجلسين ملكة
على حروف من ذهب
بقلب من عتب
******

-وَمْضَة"3"...
لَعَلَّنِي
أَكُوْنُ ذَاتَ
يَوْمٍ أَيْقُوْنَتَكِ يا أمي
تَعْزِفِيْنَ أَلْحاناً
مُوَشَّحَةَ بالمحبة

******
-وَمْضَة"4"...
أُمِّي
فَيْضُ انْتِشاء،
وَقَلْبٌ باتَ يَرْمِي النُّوْرَ
لِيَسْتَرِيْحَ العَناء.
******

-وَمْضَة"5"...
لَكِ يا أمي
سَأُعزف ُ
أَجْمَلَ لَوْحَةٍ وَأَخُطُّ
عبق حرُوْفك ليعطِّرَنِي
شَذاها عِنْدَما
تَبْتَعِدِيْن.
******

-وَمْضَة"6"...
يا
شاعِرَةً عَلَّمْتِنِي
وَوَرْدَةً سَقَيْتِنِي،
وَعِطْراً رَشَشْتِنِي بِهِ،
كَيْفَ لا وَأَنْتِ
أُمُوْمَةُ هَذَا
الزَّمانِ.
******

-وَمْضَة"7"...
أُمي
أحيانا انسى لأتذكركِ
كي اقتبس من بلورك الزاَهِي
خيوطا علني ارث شيئا
منك
ينير طريقي
******

-وَمْضَة"8"...
أَقْتَبِسُ
الحُرُوْفَ وَأُزَيِّنُها
وَأُرَصِّعُها بِشَيْءٍ مِنَ
الأُوْركِيْدِ لَكِ أُمِّي أَنْبُتُ
حِيْنَما تَكُوْنِيْنَ،
وَأَمُوْتُ حِيْنَ
تَمُوْتِيْنَ.
******

-وَمْضَة"9"...
لَسْتُ
أَدْرِي أَيُّ أُمٍّ أَنْتِ...
مَلامِحُكِ مَغْرُوْسَةٌ فِي الجَبِيْن.
عَيْناكِ غابَتا حَنِيْن، َ
تَتَجَسَّدِيْنَ
وَتَنْبُتِيْن.
******

-وَمْضَة"10"...
إِنْ
تَكَلَّمْتُ
عَنْ أُمُوْمَتِي
عَصَرْتُ الذِّكْرَياتِ
لِتُوْلَدَ فِي حُضْنِي
وَرْدَةُ الزَّمانِ.
 

الحرف المفقود .............. بقلم : قاسم عيدو الهبابي // العراق



من أرضِ كنعان
خرجتْ قصيدتي
تلوحُ للقوافلِ العابرة
هل وجدتم
حرفي المفقود
منحوتاً
على إهراماتِ مصر ؟
كلا
يا أيتها الضريرةِ
فلم نرَ حرفاً
يلمع في منحوتاتِ مصر
ولا بين السنابلِ الصفراءِ
في طيبة
ولا في قصرِ
اخناتون
ولا في معبدِ أمون
لم نرَ سوى عبيداً
يركضون
نحو قطرةِ ماءٍ
فالنيل قد جف هناك
ولم يعد الطيرُ
يرى ما يروي ضمأه
يا أيتها القصيدة الضريرة

في دَمِكَ غَريقْ............. بقلم : ماهر زين / سوريا



بِصَمْتِ رَصَاصَةٍ
غَفَتْ فِي جَسَدي
أَوْدَعْتُهَا رُوحِي
أَسْكَنْتُهَا كَبِدِي
بِجُرحِ حَربٍ
بِنَدْبَةِ الشَّظِيَّةِ
بِنَارِ اللَّهَبِ
بِصَوْتِ المِدفَعِيَّة
بِأَشْلَاءِ الصّديق
وَدَمَار الطَّرِيق
كَتَبْتُكَ وَطَني
شَهيداً .. قَتيلاً
في دَمِكَ غَريقْ


24/3/2017

حبات.....من بيدر .....همومي............... بقلم : رند الربيعي // العراق


.

غزلان
ٌ تَتَمايلُ وسطَ الزّحامِ
صِبْيَةٌ "مودرن".
.......
نساءٌ يَبْكيْنَ
طفلٌ يُكَرْكِرُ
براءة.
.........
سمفونيةُ
كلّ يوم أسمَعُها
صوتَ أمّي
...............
فرحٌ ودموعٌ
لقاءٌ وعناقٌ
عودةُ مُغْتَرِبٍ
........
قلوبٌ مُتَحَجِّرَةٌ
أرواحٌ نَتِنَةٌ
برلمانيون
........
سوداء
تغطّي قلبا أبيضَ
عباءةُ أمّي
........
ورقةُ خريفٍ
تَرْتَجِفُ
طفلةٌ نازحةٌ
. .....
رفع شعارَ تبا للسياسين
صار منهم
زهايمر
.........
تناقضاتٌ ...
خوفٌ ...حنانٌ
أبي
.........
.......وُئِدَتْ...
ولم ترَ النورَ...
أحلامي.
-----
سَنَتِي المفقودةُ...
تُعَوَّضُ بشمعةٍ إضافيّةٍ...
عيدُ ميلادي.

قرَّبْتُ شَفَتَيَّ
اكتوى
كوبُ الشاي!

قلتُ لها.............. بقلم : سناء السعيدي // العراق

قلتُ لها لماذا هذا التخبط؟!
قالت أخافُ الوحدة
ربما سأُربي قطاً
أوببغاءً يبادلني الحديث
فأنا اخشى
أن تأكلني جدرانُ الصمت
أو تُنكِرُني نوافذٙ داري
الوحدةُ موتٌ مجهولُ الملامح
يُحيكُ شباكهُ مثل العنكبوت
...صمتُ وعلى خدي دمعةٌ
آلمها الحديث فانحدرت مسرعة
...........عجبتُ لنا بني البشر
نقتُلُ بعضنا بدمٍ بارد
لكننا لانُطيق العيشٙ منفردين.

ومضــــة................. بقلم : نجاة الشرقاوي/ المغرب



لست وحيدا
لاتحزن
انت ونفسك في الغار
في قمة الجبل
في السفح
في العتمة والنور
صالحها
هي السعادة

ومضات .............. بقلم : لطيف الشمسي // العراق



أعطيني ..
من بريق عينيكِ
ومضة شاردة
لأحتز بها عتمة
الليل...
الذي يخيم
على وحدتي

****

تعالي...
نعتق القبلْ
حتى نثمل بها..
قبل أن تجف الشفاه
من الظمأ..

****

في وحدتي...
أتوسدُ جنوني
وأهذي طوال
الليل...
من حمى الغياب,,,

آخر لقاء ............... بقلم : أحمد بياض / المغرب


نبيد في عروقنا
هيا فالفنجان عتيق
رماد طفولتنا
ومدى الطريق....
آخر طاولة
على بنفسج الريح;
أنا وأنتِ
وفراغ الوجود;
أنا وأنتِ
تحملنا الثمالة:
نحاكي رواية الحياة الغائبة
ونسامر حلكة النجوم;
في أعماقك
سرّ الكلمات مثلي
في أعماقك
سرّ لا يكسوه التراب
والشوط البعيد
تحمله حقيبتي....
لك ختام الأمسية
ارتشفي
وداعي
ذهب السمار
مع وكر الوجود....


ما وراء الصمت ................ بقلم : أدهام نمر حريز // العراق


الصمت أعتاد الرتابة
الشروق حلقات مكررة
لروتين مستمر
تعاقد مع الحياة
سنين طويلة
مثل كل صباح
ودعت الكرسي الهزاز
نديم الليالي الباردة
بعد ان طبعت قبلة
على قرميد السقف
مسرعاً قفزت من فوق العتبة
مرتدياً وشاحي الأسود
قلبي يحمل مظلة
الاريج تبلل طريقي
حقول الزهور الندية حولي
صورها لا تشغلني
رغم سكون النبض
لا اسمع همسها
أحياناً القدر يلدنا مرة ثانية
في لحظة تأمل
خطواتي انتهت هنا
النسيم يمر بخضوع
جماد الاثير يتكسر
لحن يصدر من إحدى الزوايا البعيدة
كرائحة الأرض في جو ممطر
من تكون ؟؟!
راقصتني الفراشات الزاهية
همست في أذني باسمها
ذكرتني بالمرفأ والساحل
والنورس الأبيض الصغير
الذي ينتظرني على صخرة


  2017/3/23

أسماء................. بقلم : محمد الانصاري // العراق



سُبحانَ مَنْ عَلَّمَ الأسماء
هُناكَ أنتِ ..
حَيث لا نجمة تَدنو مِنْ خَيالاتي
أَنتِ في بُرجِ المُحال
فَلِمَ الدَلال
مُشرَعَة هذه اللَيلَة نافذَتي
لا نَومَ يَطرقُ على الجفون
والقلب مُعَلق عِندَ قمر يَلوح في السماء
وَنَجمةٍ كَزَهرةٍ تُعَطر الأرجاء
أسمَيتُها أسماء
لا نَومَ يَطرقُ على الجُفون
فالحب .. جنون
إنتظارات كلَ ليالي العاشقين
كَما ليلى ..
تُسامر حَبات الرَمل بأبياتِ الغَزَل
تَبني عِندَ حافة القَلب مَضارِبَ للأَمَل
عَلَهُ يَعودُ مِنَ إغتراباته ..
ليَنام على وِسادَةِ خَدِها عاشقها المَجنون
ضَفائر نَجمة حانية تَعدو
لتَرسُمَ قَوسَ أُمنيات
هي أمنية غالية أكنزها
سأُرسلها خَلفَ ضفائر النور
لتعانِقَ السَماء
يارَب كيفَ لي أن ألتَقي أَسماء
أُرسِلُ أُمنيَتي ..
أُتبِعُها نداء
أسماء .. أسماء
والنافذة المُشرَعة ترسلُ الضياء
لا. نَجمَةَ في السَماء
فالصبح لاح ..
ولا صَباح
مُرسَلَة ضفائر الشَوق
وحِبال الوصال تَبتَغي مَرساة
كَحَنين المرافئ للمراكب
تَحِنُ لاحتضانكِ الأضلاع
وتَغسل المُقَل وجه الصَباحات بالدموع
مُمَدَدة عندَ مرافئ الروح أشرعتي
و لا قُلوع
يا بَحرَ الضياع أرسل كَلكَامشك العَتيد
فالشوق يبحثُ في الحَنايا عَنْ خُلود
وقَسَمات الأهوال ابتسامات
صاحِبي .. كصاحب كَلكَامش الاله ..
مات
القلب المَكسور يَنزوي
والضماد على بُعدِ أمنية ..
تَحملُها نَجمة في السَماء
كَلكَامش ..
كَقلبي المِسكين
حين أوصَدَت بابَها ..
ضاع


عرض تحليلي نقدي لقصة "الركض في الفراغ" للقاص عادل المعموري ...... بقلم : علي البدر // العراق



1) القصة
مع انحدار نظرتها السريعة نحوه ،جلب انتباهها وجه تعرفه ،أمعنت النظر فيه،توهجت براكين روحها فجاة ،انفراج شفتيها فتحَ وهج الآهات المكبلة بوجع الفقد أن تنبعث من جديد ..أرتخت يدها وهي تمسك بالسماعة الطبية ،تقدمت منه بخطوة متوجسة وهي لمّا تزل تنظر في ملامحه ،وجه ناحل لرجل اربعيني مغمض العينين ،يغط في نوم عميق.. الشحوب يرتسم فوق ملامحه و لحيته النابته وشعره الطويل يغطي جزء كبير من جبينه وحاجبيه الكثين أشارت للطبيب المقيم باصبعها نحو المريض الراقد ،ففهم إشارتها وتمتم بثقة :
_اعطيناه أمبول مورفين قبل ربع ساعة ..هزّت رأسها بايجاب ..مدذت يدها لتسحب أوراقه في درج الكوميدينو ..شرعت تقلّب أوراقهه وهي تنظر إلى إسمه وعنوانه كلما قلبت ورقة من الملف،أغمضت عينيها بألم ثم فتحتهما ،انتبهت لوجود الطبيب الشاب ،فهم الطبيب نظرتها وانسحب موصدا باب الغرفة وراءه..،تجاعيد الزمن رسمت ملامحها فيه بقسوة وشعره المسترسل الناعم اختلط بالبياض ،آلمها منظره وهو يتنفس بصعوبة ،مدت سبابتها نحو شفتيه اليابستين ومررتهما فوقهما ،.أوصدت الباب باحكام وعادت إليه لتجلس على طرف السرير ..نظرت اليه طويلا والدموع المحتبسة في اعماقها بدت تتقاطر على وجنتيها بغزارة ، بأصابع مرتعشة طفقت تعدل شعرهه وتدفع به الى الأعلى كاشفة عن جبين ناصع البياض ..قربت رأسها من وجهه وطبعت قبلة طويلة على جبينه .. إشارات دقات القلب في الجهاز المعلق(المونيتر) فوق رأسه لايطمئن ،أعادت برمجة الجهاز لتتأكد ..عادالخط البياني لضربات القلب يعمل من جديد ..اعتصرت كفه التاحلة بأصابعها وهي تضم كفه الى صدرها ...تنهدت بعمق وتمتمت مع نفسها :
_سأكون معك ولن أتركك ماحييت ...على الباب نقرات خفيفة تناهت إليها ،نهضت من مكانها ومسحت دموعها .برز وجه الممرضة من فرجة الباب :
_أتريديني مني شيء دكتورة منى ؟
_هذا المريض.. متى ادخلتموه غرفة الإنعاش ؟
_منذ ثلاثة ايام ..على اسرّة دكتور مازن .
_هل زاره أحد من أسرته ؟
_ثمة امرأة عجوز فقط زارته مرتين البارحة .
_شكرا مديحة ...اوصدت الباب مديحة واختفت خطواتها في الرواق ..اقتعدت كرسيا كان بالقرب من الباب ..سحبته مرة أخرى وجلست قبالته تنظر اليه ..عادت بها ذاكرتها الى سنين مضت ،مر شريط حياتها معه ،داهمت ذاكرتها صوركثيرة لهما وهما يدرسان سوية في كلية الطب ..آخر صورة له توشحت بها ذاكرتها المتعبة ..حينما كان يجلسان سوية في كافتريا الكلية ..دخل عليه رجلان يرتديان الزي الزيتوني ومعهما رئيس الاتحاد التابع للحزب الحاكم ،سحباه من يده وغادرا الكافتريا ..وغادرت معه آخر صورة له ..لم تره بعد ذلك ،تداعت الى ذاكرتها حكايات كثيرة نسجها خيال الطلبة وهم يتحدثون عنه ..اتهموه البعض بالتآمر ضد الحكومة والبعض يتهمه بانتمائه لحزب الدعوة المحظور ..تنحنح بصوت مختنق وتحرك ليمسك ب( الكانيولا) التي تغذي جسده عبر انبوب جهاز الاعطاء ..قفزت نحوه وهي تمسك بيده ..فتح عينيه ونظر اليها ،قطّب ما ببن حاجبيه الكثين وراح ينظر اليها باستغراب ،بلع ريقه ومرر لسانه على شفتيه المتيبستين ،ثم اغمض عينيه ثانية، خرجت من بين شفتيه كلمات لاهثة :
_من أنتِ؟
_أنا دكتورة منى ..كيف حالك يا احمد ؟
_كماترين سيدتي ..قالها ثم التفت اليها وهو يركز النظر في وجهها ،رمقها بعينين شاحبتين من رأسها إلى أخمص قدميها ..قال مستفهما :
_منى عبد الوهاب ..اليس كذلك ؟
_وانت احمد حميد النداوي .
_لاأصدّق أني ساراكِ بعد تلك السنين الطويلة ..هل أنا في حلم أم أن تاثير المخدّر يوحي لي بهذا ؟.ابتسمت، واقتربت منه واضعة كفها فوق كفه :
_ها قد التقينا يا أحمد ..كم أنا سعيدة برؤياك ..تكلموا عنك كثيرا حتى بتُ لا اصدق أنك مازلت على قيد الحياة.. اخبروني انك متّ تحت التعذيب ..قبضَ على أصابعها بكفه الواهنة واعتصرها وهو يقول :
_لم أمت يامنى بسبب التعذيب ..كان موتي منذ انبثاق فجيعتنا الاولى ..منذ انقطاع شريان الحب الذي يغذينا بنسغ الحب ..بعد ان اخرجوني من السجن الحقوني بالخدمة العسكرية في حرب إيران الطاحنة ثم حرب الكويت وتداعياتها ..لم تشا ظروفي ان تسمح لي بالزواج ..بقيت مع والدتي العجوز ..وأنت يامنى الآن طبيبة إختصاصية أليس كذلك؟ .
_منذ عشر سنين ..تزوجني طبيب اختصاصي ثم هجرني وسافر الى الخارج طلقني وهو في الغربة ..ساد بينهما صمت ثقيل ..بدده صوته وهو يسألها مغيرا وجهة الحديث :
_هل مازلتِ تحبينني يامنى ؟
_أنا لا انساك أبدا ..انت حبي الأول والأخير في حياتي ..
سحبَ يده من كفيها بلطف وتمتم مبتسما بارتياح :
_أنا أعلم اني سأموت قريبا ..عجز في القلب وارتفاع بالضغط ..وحالتي ميؤوس منها ..هل سنبقى عالقون في رياح التذكر في دوامة هذا الحزن الصامت ..ارجوك لا توقظي العصافير ولا تلمين رماد خطواتنا الآتية ..ها قد اقبل الليل ..إني أراه من الشرفة يحمل طواحينه يؤمي إليّ من خلف الأشجار ..إنه يطرق أبواب حصوني الآيلة للسقوط .
-لا ..ارجوك لاتقل ذلك ..ستشفى وسنعود معا ..سنعوّض كل تلك السنين التي ضاعت منا ..لن يفرقني عنك حتى الموت نفسه ..ابتسمَ بمرارة وندّت منه ضحكة طالما اشتاقت لها :
_هل تعلمين ان البارحة كان عيد ميلادي ..لقد ضاع العمر هباء ..يامنى
إلى متى نبقى معلقين بالرغبات المستحيلة اعرف ان زمني ولىّ ولم يبق سوى ظلي الباهت فوق ركام الذكرى ..على كل حال.. اقتادوني من الكلية الطبية الى السجن ومارسوا معي انواع التعذيب كل ذلك بسبب أن ابن خالتي في حزب الدعوة ..ثم طردوني من الكلية وانهيتُ خدمتي العسكرية وخرجت خالي الوفاض إلاّ من بعض الأمراض المزمنة وأحلام مكسورة تربض في قاع الوجع ولوعة التعذيب التي لا أنساها ووحشية الحروب اللعينة ..
_ارتح قليلا ..سأاتيك بعد دقائق فقط ..لاتنم ..ابق متيقظا ....قالت ذلك وخرجت من الغرفة وهي توصي الممرضة بالانتباه والحذر ..هزّت الممرضة رأسها وهي تقلب شفتيها باستغراب..عادت الطبيبة بعد قليل وهي تحمل بيديها علب كارتونية منمقة فيها شرائط ملونة مع باقة ورد ..دخلت عليه والابتسامة مرتسمة على وجهها ..وضعت الحاجيات فوق الطاولة القريبة وذات الابتسامة ترتسم فوق شفتيها ..وضعت يدها فوق يده لتوقظه _أحمد حبيبي ..أحمد افتح عينك لترى ماذا ىجلبتُ لك من هدايا _..ذعرت من برودة بدنه ..هزته بلطف تناديه بصوت مخنوق ..لمحت علائم ازرقاق فوق وجهه ..نظرت نحو جهاز( المونيتر) ..كانت الخطوط البيانية للقلب مستقيمة ..هزّته بقوة ...سقطت ذراعيه جانبا والتوى رأسه ..صرخت تستغيث بصوت عال ..اسرعت الممرضة والطبيب المقيم يصطفان بجانبها وهما ينظراليهما بحيرة ..سحبت مقبضي جهاز الصدمة واشعلت زر الجهاز ..ضغطت به على صدره ..انتفض الجسد واهتزّ الرأس ..اعادت الضغط بكهربيه عالية ..أخذ جسدها يهتز كله بهستريا جنونية ..رمت الجهاز جانبا ..تخاذل جسدها كلياً وارتمت على الكرسي القريب..دفنت رأسها بين كتفيها ثم أجهشت تنشج بحرقة ..من بين دموع ساخنة أحرقت وجهها وصراخ اللا جدوى ..رفعت رأسها.. رأت الشرشف ا لأبيض يغطي وجهه..غطّوا مسامات حلمها الموؤود بجدران الأنين .ليغيب عنها ثانية .. إلى
الأبد.
================================================================

2) العرض التحليلي النقدي:
( مع انحدار نظرتها السريعة نحوه، جلب انتباهها وجه تعرفه ....).. فقد جمعتهما الصدفة بحبيبها راقداً على سرير الأنعاش. قلق وحيرة وألم يساورها.. تعاطف غير طبيعي بدا عليها..أيعقل أن تراه مسجياً أمامها بين الحياة والموت؟ ومرارة الزمن التي أبعدته لأكثر من عشرين سنة عندما اختفى بين الأروقة المظلمة في زنازين الأمن بسبب ابن خالته المتهم بانتمائه لحزب الدعوة؟ وقفت حائرة و (أشارت الى الطبيب المقيم باصبعها نحو المريض الراقد، ففهم اشارتها.) لم تسأله عن حالته بل أشارت اليه باصبعها لأنها عاجزة عن الكلام بحكم انفعالاتها التي افقدتها القدرة ولو مؤقتا. أراد الكاتب هنا افهامنا بالعمق الأنفعالي الذي يسري في أعماقها فاستغل لغة الجسد Body language وهي حركة gesture ، لكننا بالطبع لم نفهم هذا التساؤل الا بعد اجابة الدكتور (أعطيناه امبول مورفين قبل ربع ساعة) وهنا (هزت رأسها بالأيجاب) ولم تستطع، وهي الدكتورة المتمرسة المسؤولة، أن تجمع قواها للنطق ولو بكلمة واحده فها هي تغمض عينيها حيرة والماً سرعان ما انتبهت بأنها ليست لوحدها حيث (فهم الطبيب نظرتها وانسحب موصدا الباب وراءه...) وهكذا يحاول الكاتب تهذيب ونحت كلمات قصته لتكون موازية الى حد ما لعمق الثيمة theme من خلال حبكة plot أريد لمجرياتها أن تتسارع. ان تصرف الطبيب أفهمنا بانها نظرت اليه بارتباك واحراج وبالتأكيد يكون الأسلوب القصصي أكثر تشويقا عندما يشعر القاريء بالفن والذكاء الذي يستعمله القاص لجعله شريكاً معه في الأحداث، وهذا أسلوب اعتاد الكاتب اتباعه ويمكن لأي متابع أن يلاحظه. وقد (المها منظره وهو يتنفس بصعوبة . مدت سبابتها نحو شفتيه ومررتهما فوقهما. أوصدت الباب بأحكام....) وبالتأكيد انه لشعور غريب من دكتوره أن تتلمس شفتيه وتطبع قبلة على جبينه. هل هو احساس بالحيرة والذنب؟ أو للتعبير عن حب لم يمت؟ وياترى ماذا يحدث لو أن أحدا فتح الباب ووجدها تقبله أو تداعب شعره وتتلمس شفتيه وهو في غيبوبة؟ وهل من المعقول أن تضحي بسمعتها وبهذه البساطة؟ ولكن عندما نراجع النص نجد أنها أوصدت الباب بأحكام، وعندما نتعمق أكثر نجد أن الطبيب قد أوصد الباب وراءه (وانسحب موصدا الباب وراءه.) الباب اذن موصد ولكن قد نعطي مبررا اخر ونقول بأنها أقفلت الباب، وهذا مستحيل ، فسرعان ما يكون هذا التبرير ضعيفا لأن الممرضة فتحته فهو لم يقفل. وربما اطمئنان الدكتورة بأن أحدا لم يدخل الا بعد الأستئذان كما فعلت الممرضة (على الباب طرقات تناهت اليها. نهضت من مكانها ومسحت دموعها. برز وجه الممرضة من فرجة الباب.) أعطاها سلوكاً موقتا جعلها تتصرف هكذا. ويبقى التساؤل وارداً عما هو المقصود بالفعل "يوصد" . وفي حوار الدكتورة مع الممرضة، يكشف الكاتب عن اسم الدكتورة وهي الشخصية الرئيسيىة وكذلك الممرضة والاسمان غير مهمين ولكن طريقة تعريفنا هي المهمة. ولا يكفي أن تمسح الدكتورة دموعها لتبدوا طبيعية أمام الاخرين وذلك لسببين الأول ان المرأة "الممرضة" تدرك وتحس باختلاجات المرأة ربما أسرع من الرجل وثانيا قد يكون الدكتور الذي خرج قد سرب تفاصيل المشهد الذي راه والذي يدعم هذا الرأي أن الممرضة طرقت الباب لتتساءل ان كانت الدكتورة بحاجة الى المساعدة. ربما تكون صادقة وربما فضولها دفعها لمعرفة المزيد. وكانت صعوبة اللحظات مريرة عندما اضطربت دقات قلبه لكنه أفاق متسائلاً عن اسمها رغم أنه عرفها وهو تحت تأثير المخدر حيث نطق باسمها فحاولت لاشعوريا الحفاظ عليه وافهامه بأنها لم تتزوج الا بعد أن يئست من وجوده باعتباره قد مات اثناء التعذيب وقد برر هو أيضا. وقد أخبرته بطلاقها من زوجها الذي هجرها وأرسل ورقة طلاقها، وربما أرادت أفهامه باستعدادها بالأرتباط به والعيش معا لتذوق السعادة المفقودة. خرجت لحظات ورجعت مع باقة ورد وهدايا لتقول له كل عام وأنت بخير لكن ابتسامتها أذابها الذهول وحولها الى بكاء ونحيب فقد مات أحمد ولمرتين. (.... لم أمت يا منى بسب التعذيب .. كان موتي منذ انبثاق فجيعتنا الأولى .. منذ انقطاع شريان الحب الذي يغذينا...) وعندما وجدته أمامها انسانا يصارع الموت ، تحول كل شيء الى صمت الا أعماقها المتفجرة وأرادت ضمه والى الأبد لكنه ضاع وهو بين أيديها.. أجل مات أحمد ثانية ولكن الى الأبد وغاب من غير كلمة وداع كما حدث أول مرة.. أما هي.. فيا تري.. هل تنتظر موتها الأبدي؟ والى متى؟
ان تسارع أحداث القصة ساهمت في تركيز انفعالاتنا بل قادتها وبدراية الى الاحساس بالمأساة.. أجل وحتى البكاء..

رُبَّما( ومضة ) ................. بقلم : أمين جياد // العراق


 



رُبَّما
تَأخذُكِ اللَّهْفة
إلى الوَجْدِ السرْمَدي
بيْنَ عينيكِ
وتَحلمينَ بالشَّغَفِ المتطاير ِ
بيْنَ شَفَتيك ِ ....

23\3\16

قلقٌ أنا................. بقلم : احمد القيسي // العراق


ممـا يخالـجُ وحـــدتي
ممـا يؤجــجُ لي دمــي
قلــق أنــا ...
ممــّا يســاور لوعتــي
ممــا يَضُــجُّ بأعظمـي
قلــقٌ أنــا ...
ممّــا يُــراودُ فكـــرتي
ممّــا يُتــأتىُْ فـي فمــي
قلــقٌ أنــا ...
ممّــا يُرَهِّــجُ مهجتـتي
ممّــا يُطــوّقُ معصمي
قلــقٌ أنــا
من ذا يهدهــدُ عبـرتي
ينـدى نيـازكَ أنجمــي
قلــقٌ أنــا
في لوعتي
قلقٌ أنا
في وحـــدتي
في سكتتـــي
في غصَّتـي
في شقـــوتي
قلــقٌ أنــا
في لهفتـــــي
في سكـرتي
قلــقٌ أنــا
منّــي أنــا
............في خلــــوَتي
من أنْ أمـوت بغـُـــربتي
قلــقٌ أنــا ................
أوّاهُ لــو تـــــدري بنــــا
يا مالئـــاً دنيـــا العنـــــا
يا سارقـاً منّــــا الهنـــــا
يا من هنــاك و هاهنـــا
تخضـلُّ في أرواحنـــــا
شوقــاً و آهــاً سوسنـــا
أواه من قلقي أنا ....
منّـي أنــا
....... من رجفتــــي
من آهتــــي ...
.............. من دمعتــي
من أنْ أمـوتَ
................ بحسـرتي
ألله ..
يــــــا روحـــــــي أنـــــــا
مـا ضــرَّ لــو كان المُــنى ...
؟؟؟ ...... ؟؟؟ ...... ؟؟؟

أيقونتي ............. بقلم : ميساء زيدان / سوريا


طلبتني ليلة باردة
كان الهاتف مشلولا
أتيتك قصيدة
تحمل قيثارا
تعزف لحن انتظاري
آه لو تعلم ....؟؟؟
كم انتظرت
كم حرقت
سنينا و أياما
كم أهملت نفسي ؟؟؟
كم مرة مزقت أوهامي ..؟؟؟
طلبتني ...
و نسيت أنني أنثى
أقفلت بوابات العشق
و جفت أنهر الوداد
علقت على شماعة النسيان
مشاعر امرأة ليلة رغبة
طلبتني ....
جئتك جفافا
لا أملك إلا ذكرى ألم
إلا قساوة بقساوة
زمن افترش من شفتي
حروف الهمس و الحنين
جئتك بلادا بلا خرائط
بلا حدود
بلا رايات
بلا أناشيد
أثرأ يحمل صورة دمعة
تجمدت على حدود الجفن
طلبتني ...
فقرأتني ....
قلبت أوراقي
نثرتني ...
أدخلت حروف الجر
و نصبت إسمي ..
لأكون أيقونتك
فقلبت كل اتجاهاتي
صنعتني امرأة أخرى
فجرت أنهاري
اخضوضرت
كل أشيائي
فأصبحت ....
بطعم قبلة ....

التياع ( ق.ق.ج )................ بقلم : مجيد الزبيدي // العراق


بعدصمت هدير وحش السماء، في تلك الليلة الباردة ، وتواري النور خلف مدارج الظلمة ،تسللت نحوه ، طمعت بما يطفئ لهيب الروح، ويسكن أنين القلب .لم تعد قادرة على الانتظار حتى الصباح؛ليرفعوا أنقاض حانوته التي يرقد وحيدها تحتها .

الشعرُ شبابٌ................. بقلم : نصيف الشمري // العراق


لا يصدأ الحلم، تجلوه العيون، يلمع كقمرٍ، عنصرٌ خامسٌ من عناصرِ كونٍ أربعة، بديلٌ لمرارةِ واقعٍ، تشدوهُ الشفاه سطراً شعرياً لقصيدةٍ، تهيمُ في ليلكَ شمساً، تشرقُ على ربى الوجعِ، تُصيّرُها سهولاً خضراء، كحلمِكَ يوم َ بدأتَ حياتَكَ وطناً، تزاحمت فيكَ الذكرى، وهبت سطورنا أمنياتٍ، ولِدَ في طفولتِك الشِعرُ شباباً، كَبُرتَ على أوجاعنا جبلاً، وهو المتجَدِدُ بشموخكَ حرّاً، يكتبها كيفما شئتَ، جميلٌ بِكَ الشِعرُ ...يا وطني

2017/3/22

خارج المعنى................ بقلم : كاظم الميزري // العراق


ثمالتي الأبدية
أحرقت طقوس العويل
باتت تسقي أزهار المرارة
تعيد ترتيب البحور
في مرايا كسل المعنى
تتصاعد رغوة الرغبة
بين الفراديس الكاذبة
تنتحر البراءة في قعر الجمجمة
تمحو عن وجهها مساحيق التأويل
ترسم ظلال الخرافة
في إيقونة المتاهات
هناك...
تتنهد الشمس
ملوحة فوق تجاعيد الأرض
بقايا عصور خلت
بقايا تأخذنا معها
أحلاما وعيونا بلارتوش
الى إفق غامض الشكل
خارج المعنى

أليكَ بنيَّ............... بقلم : رمـزي البعيني / سوريا


يا مَن ركبْتَ البحرَ يوماً إلى المجهولِ أخذْتَ روحيَ معَكْ
لن أسألَكَ يوماً أن تردَّها هي ملكٌ لكَ ... لن أسألَكْ
ما كنتُ يوماً أحسَبُ أن يفارقَ محياكَ عينيَ ويسكنَ البردُ غرفتَكْ
ماذا أفعلُ بعينٍ ترى كلَّ شيءٍ ولا شيءَ يعوِّضُ رؤياكَ وطلّتَكْ؟

ما حملتُ بينَ أضلعي قلباً إلا ليحتويكَ فيزهو، لينبضَ بكَ ويحملَكْ
في كلِّ حبٍّ ينبضُ القلبُ وفي لهفي إليكَ يصبحُ كلُّ جسميَ متربّعَكْ
يتدفقُ اسمُكَ في دمي بلسماً وصدى ضحكتِكَ في الخلايا تتلهّفُ ضمّتَكْ
أنطوي على نفسيَ يتوهّجُ طيفُكَ أجفّفُ ملحَ عيني يقولُ الدمعُ ما أجهلَكْ!

في دهاليزِ أنانيةِ الأبِ والحبِّ ألومُ نفسي كيفَ رضيْتُ للضبابِ أن أُسلّمَكْ؟
آه بنيَّ على وطنٍ صارَ تجارَ دماءٍ، شذاذَ آفاقٍ، أَحلَكوا الأفْقَ وأهلَكوا الليلكْ
لا شيْءَ يصبِّرُني في لوعتي إلا رجائيَ أنكَ تصنعُ مستقبلَاً وتصيرُ حلمَكْ
كنتُ أخافُ عليكَ من النسمةِ. وفي الغربةِ أثبتَّ رجاحةَ عقلِكَ توجّهُ خَطوَكْ

نورَ عيني وسرَّ نبضي يا وحيدي ويا قمري، يا عمري ويا كبدي ما أجملَكْ!
أبيعُ الدنيا وما فيها ولكنْ دعني ألمسُ ولو أصبعَكْ
تشوّشَتْ عينيَ وجفَّ فمي، اهتزَّ بِلَوعتي قلمي فكيف لي أن أرسمَكْ؟
ليس بمقدوريَ الآنَ إلا أن أدعوَ لكَ بالخيرِ والحبِّ... وها أنا أدعو لكْ

عن تكامل أجيال الشعر / حكاية جرحٍ أنثوي....... قراءة في قصيدتي :" لوقلتها " و"حبْلى " لميساء زيدان / نزار قبّاني .... بقلم : شاهين دوجي / تونس



لو قلتها ... وطعنتني...
ورأيتُ صوتكَ كاذباً إذ ما تقولُ وتدّعي
ورميتني في بحر شكٍ موجهُ لن ينثني..
لتقولَ أنكَ : متعبٌ شغلتْكَ عني ، وعن هواي فبعتني..
ودعتْكَ نحو خيانةٍ فرشتْ اليكَ : ثيابها.. وجنونَها.. وسريرَها..
وغواكَ صوتُ فحيحها فتبعتْها.. ورميتني..
ضحكتْ اليكَ ظننتها.. تعطيكَ شهداً.. بل سموماً في رضابٍ تجتني..
ورمتْ اليكَ حروفها فقرأتها.. وجهلتني..
ونسيتني.. في ظلمةٍ ومرارةٍ فشريتها، بمزادها قد بعتني..
للهِ صمتُكَ والسؤالُ يلوكني ويخيطُ حزناً في الظنون ويبتني..
كم مرةٍ قلتَ: أسكتي..؟ أوهامُ قولكِ، ليس حقاً ليسَ صدقاً فصرختَ بي .. ونهرتني..
يا صخرُ صمتكَ.. ما أجبتَ..؟ ولا أسفتَ..؟
وليتَ أنّكَ قلتَ لي... أخطأتَ.. أو سهواً.. غفوتَ بليلها ونسيتني..؟
أمعنتَ في كذبِ الجواب تصوغهُ فحرقتني..
وأنا أحسّكَ : خنتني..
وأنا يقيناً قد علمتُ.. وقد رأيتُ.. وقد سمعتُ.. بخافقي وبأعينِ..
لو قلتَها: ... لأرحتني..
لوضعتُ رأسكَ في الضلوع ولا أقولُ: كويتني..
لو قلتَها.. لو قلتَ: أنكَ خنتني..
سامحتُ كفركَ وارتضيتُكَ موطني..
وغفرتُ كل خطيئةٍ أفنيتَها.. وفنيتني..
يا كلّ صبري في هواكَ كما النسيم بسوسنِ..
لا.. لن.. أكونَ .. كما تكونُ بل أحتضنتكَ مسكني..
لا.. لم.. أدعْ تلكَ الخؤونةَ تستبيكَ لننحني..
فحملتُ جرحي والكرامةَ وانتشلتُكَ في فمي..
حباً.. وقلباً، باحتباس الأدمعِ
وحملتُ جرحكَ والدموع بما شربتَ سقيتني..
أني أحبكَ قلتُها سأصونُها.. لو صنتني..
وأظلّ عهداً للوفاء ولا أقولُ : طعنتني..
لو قلتها...؟؟؟ لو ... قلتَها.. وأرحتني 00
شعر / ميساء زيدان

- منذ أسبوع كتب أستاذنا الدكتور بوطاجين مقاله الماتع " قتل الأب : هذا البؤس " الذي أشار فيه إلى ظاهرة البناء من الصّفرعند اللّاحق ورفض البنيات الموروثة عن المتقدّم بدعوى الإستقلال الفكري ، فوضع – بهذا - يده على أخطر مرض يهدّد المنظومة الفكرية : أن يحس الكلّ نفسه نبيّا يهدم ما قبله من البدع ويروم التّجديد في الشمس والقمر والجبال الرّاسيّات وهو أمر لم يفعله حتى الأنبياء .
- إن تكامل منظومة الفكر قوة دفع ذاتي جبّارة لأنها تختصر المسافات الى الفكرة ذاتها ولاضير – بل المطلوب - أن ننظر الى نتاج المتقدّم على أنّه كسب بشريّ يكتنفه النّقص والعوار .
- بين يديّ قصيدة للشاعرةٍ ( ميساء زيدان ) شاعرة تعرف معنى الشّعر وتؤمن بالتّواصل بين الأجيال الشّعرية ، ولعلّه سرّ تميّزها وتنوّع الدهشة عندها ، فهي تكتب العموديّ الموزون وقصيدة النثر والومضة وغيرها من أساليب الشّعرية المعاصرة .
- قلت : أقلّب قصيدة : لوقلتها جيئة وذهابًا فأحسّ هذا التكامل الذي تكلّم عنه الدّكتور بوطاجين فالقصيدة مسكونة بروحٍ نزاريّة في العديد من زوايا ها وهو الأمر الذي سأتحدّث عنه قليلًا .
- قصيدة " لوقلتها " لميساء زيدان تقرأ - باِمتياز - قصيدة "حبْلى " للراحل نزار قبّاني من عدّة أوجه و في الوقت ذاته تحاول خلق فضائها الخاص وهو الأمر النّادر في الشّعرية المعاصرة . فمن جهة الموضوع ،تحكي قصيدة " لو قلتها " جرح الأنثى التي تعرضت للخيانة فديست كرامتها حين فضّل الحبيب حضن أخرى وباعها :
*شغلتْكَ عني ، وعن هواي فبعتني..
*ودعتْكَ نحو خيانةٍ فرشتْ اليكَ : ثيابها.. وجنونَها.. وسريرَها..
- بينما تحكي "حبلى " - النّابعة عن حادثة واقعية - جرح الأنثى المغتصبة التي لا تملك غير العذريّة في مجتمع شرقي يقدّس العذرية :
*يا مَنْ زَرَعتَ العارَ في صُلبي
*وكسرتَ لي قلبي
- كلاهما يحكي عذابات الأنثى حين تحاول ممارسة الأنوثة في هذا الوجود الذي تراه بلون الورد فيستحيل أحيانا شوكا وعلقما تدوم مرارته طويلا .
- أمّا طريقة التّناول في هذين التشكيلين فشيء آخر فلانكاد نلمس التشابه إلّا في المدخل وهو أمر مقصود من الشاعرة لتحيل على نزار وهالة نزار .
- تقول أنثى " ميساء " مكذّبة متّهمة الحبيب الخائن المصرّ على إمكاره جرم الخيانة :
*ورأيتُ صوتكَ كاذباً
* إذ ما تقولُ وتدّعي
- وتقول أنثى نزار للمغتصب الذي أنكر جرم الإغتصاب :
*لا تَمْتَقِعْ !
*هي كِلْمَةٌ عَجْلى
*إنّي لأَشعُرُ أنّني حُبلى
- من هذه النقطة تبدأ الشاعرة في تشكيل " الطّينة النّزاريّة " وفق وعيها لتحمّلها بصمة ونفسا لا يشي إلّا بها :
- فأنثى نزار هي أنثى وصلت مرحلة المقت لمن كان حبيبًا واستحال مغتصبًا ، فلم تعد أنوثتها ضمن الحسابات بعد جرم الأغتصاب غاية ماهنالك اعتراف بالعار المزروع في بطنها لتتمكّن من السّر في الشارع المكتظّ المتّهم لها قبل حتّى أن تخطئ :
*وبعثتَ بالخَدَّامِ يدفعُني
*ليقولَ لي : ` مولايَ ليسَ هُنا
- وتواصل :
*ماذا ؟ أتبصِقُني
*والقيءُ في حَلقي يدمِّرُني
*وأصابعُ الغَثَيانِ تخنقُني ..
*ووريثُكَ المشؤومُ في بَدَني
* والعارُ يسحقُني ..
*وحقيقةٌ سوداءُ .. تملؤني
*هي أنّني حُبلى
- هو استجداء الضّعيف إذن؟
- أمّا أنثى " ميساء " فتستجدي الحبيب "الخائن " غير أنّ استجداءها موسوم بالحب الجارف فلازالت تحبه على جرمه المرتكب :
*وليتَ أنّكَ قلتَ لي... أخطأتَ.. أو سهواً..
*غفوتَ بليلها ونسيتني..؟
*لو قلتَها.. لو قلتَ: أنكَ خنتني..
*سامحتُ كفركَ وارتضيتُكَ موطني..
- كلاهما تطلب تستجدي كلاهما تطلب الإعتراف لكن أحداهن وصلت لمرحلة المقت ، والأخرى لا زالت عاشقة .
- ممّا يلفت النّظر في القصيدتين موقف مرتكب الجرم فلئن كان الإنكار يجمع بين الخائن والمغتصب فإن جانب العنف واستمراء الخطيئة يفرقهما :
- يصوّر نزار المغتصب ممعنا في الخطيئة يسعى الى التنصل من جرمه حتى أنّه يعرض مالا هو تكاليف عمليّة الإجهاض الذي دلّ سياق القصيدة أن الضّحيّة" الفقيرة المستضعفة" قبلته بدليل نهاية القصيدة حين اختارت حل الإجهاض :
*ليراتُكَ الخمسون .. تُضحكُني ..
*لمَن النقودُ .. لِمَنْ ؟
*لتُجهِضَني ؟
*لتخيطَ لي كَفَني ؟
*هذا إذَنْ ثمَني ؟
*ثمنُ الوَفا يا بُؤرَةَ العَفَنِ؟
- أما الشاعرة ميساء زيدان فتصوّر الخائن محتفظا ببقيّة صالحة بدليل بعيد عن النّذالة التي وسمت المغتصب عند نزار نحسّ هذا في بعض اهتزازات النص حين تواجهه الأنثى بالحقيقة :
*ودعتْكَ نحو خيانةٍ فرشتْ اليكَ : ثيابها.. وجنونَها.. وسريرَها..
*وغواكَ صوتُ فحيحها فتبعتْها.. ورميتني..
*ضحكتْ اليكَ ظننتها.. تعطيكَ شهداً.. بل سموماً في رضابٍ تجتني..
*ورمتْ اليكَ حروفها فقرأتها.. وجهلتني
- بطريقة أو بأخرى تحاول أنثى ميساء تحت قهر العشق - أن تجد مبرّرا للخيانة حين تمعن في تصوير جرعة الإغواء التي تعرّض لها هذا الخائن والتي لم يحتملها ضعفه البشريّ.

- نقطة أخرى تبرز اختلاف زاوية النظر بين الشّاعرة ميساء والعظيم نزار ومحلّها نهاية القصّتين ، بعد أن يئست أنثى نزار من اعتراف مغتصبها بـ :"العار" اتجهت نحوحلّ الإجهاض لتكتب جرما آخر في صحيفتها وهذا حدث ويحدث :
`* شكراً .. `
*سأُسقِطُ ذلكَ الحَمْلا
*أنا لا أريدُ لهُ أباً نَذْلا
- بينما تسعى أنثى ميساء الى المحافظة على الخائن تحت قهر العشق وربما هي تشير من طرف خفيّ الى ارفاع مستوى السّقف العقلي مقارنة بالخمسينات المرحلة التي كابت فيها " حبلى " وما انجر عنه من تحرّر للمرأة حيث خفّت وطأة المجتمع عن كاهلها بعض الشّيء :
*فحملتُ جرحي والكرامةَ وانتشلتُكَ في فمي..
*حباً.. وقلباً، باحتباس الأدمعِ
*وحملتُ جرحكَ والدموع بما شربتَ سقيتني..
*أني أحبكَ قلتُها سأصونُها.. لو صنتني..
*وأظلّ عهداً للوفاء ولا أقولُ : طعنتني..
- بقي أن أقول أن التشكيلين - علاوة على شعريّتهما الطّافحة – فهما انسانيان بامتياز أشبّههما بفستان خيط ليكون على مقاس كلّ أنثى تعرضت للكسر عبر مراحل الحياة .
- قد يكون أمرا في غير محلّه أن أشير إلى البنية النّسقيّة لكلا القصيدتين بعد هذه العجالة حول السّيّاق لأن المراد كتبته تبيان التكامل والتواصل الأمثلين لأجيال الشّعر دونما تأليه أو انتقاص بل بناء على أساس وتجديد في الرؤى وهو عصارة مقال أستاذنا الدكتور بوطاجين وإن كان يقصد مجالا آخر .

بوح المتعَبين ................. بقلم : عبدالسلام المحمدي // العراق


أرواحـــنـا مســكوبــةٌ تتـوجّــعُ
وقلـوبُـنــا منكــوءةٌ لا تهـجـــــعُ
.
تتبخَّـرُ الأوقـاتُ ، فصــلٌ نازفٌ
أو عــازفٌ بصدورنــا يتـربّــــعُ
.
تسبيحُ أنفاسِ الصبـاحِ معاولٌ
والورد في كفِّ المســاءِ يُشَــيَّـعُ
.
والشـمس تُنكرُ عتمةً في ليلِهـــا
ونهارِهـا مُـذْ تـاهَ فيهـا المطــلــعُ
.
هل شوهِدَ الناطورُ في صحواتـهِ
أَمْ كأس كُرْمتِــهِ العزيـزةِ مُتْـــرَعُ
.
كـلُّ الأراجيــح التـي دارتْ بنــــا
ماتـتْ أسـىً وبظــلِّهـــا تتبرقـــعُ
.
نادتْ دراويشَ الســماء وأيقظتْ
مَنْ كان في طرق الهوى يتسـكّعُ
.
شــبعتْ من الهـمِّ الثقيلِ وغيرُهــا
من طعـم أكبـاد المهـا لا يشــــبعُ
.
رأسي كمارأس الحسين مخضّبٌ
لكننــــي بخضابــه أتشــــفَّـــــعُ
.
نصفي الى نصفـي يبثُّ وربمــا
كلّي الى ذاك الصدى لا يسـمعُ
.
فأنــا زمــان المتعبيـن وبوحُهــم
وأصولُهــم وجذورُهــم والمنبــــعُ
.
بينـي وبين اللـــه بعضُ نبـــوءةٍ
أرمي بها نجمَ الســماءِ وأرفــعُ
.
لكنّمــا صـدأ الســـنين مغالــقٌ
وحبائـلٌ يُلــوى بهنَّ الأشــجــعُ
.
مهما السـماء تكدَّرتْ لابدَّ يومـاً
تنجلي تلـك الســـماءُ وتُقشَـــعُ
.
وتميزُ عن وجـهٍ جميــلٍ أخضـرٍ
يزهــو بـه كـل الجمـال ويمــرعُ

عندما ينحني موج الظهر ...!! (ق.ق.ج ) ................ بقلم : حسين الساعدي // العراق



تنتفض ريح الزمن ، يتعرى الجسد ، يكشف مفاتن جوفه ، يتقيأ ذراته زبداً ، يفقأ عين الأتي ، مطرقة تقرع الرأس ، ومقصلة تقطع موطئ قدم . ينحني موج الظهر ، يستنجد بعكاز يذمها أن أراد مدحها ، يهش بها عواصف زمن مغبر ، يخبئ كل بذور الخوف في رفات دوامة . ترتسم تلافيف وشم أخاديد على أزقة السنين . هناك كبت قافلة العمر ، تلوت على مدارات مرساها ، يقرع جدار الصمت ومفاتيح أبوابه في جيبيه ، ولا يجدها !! .

المنهـج النقـدي فـي فلسفـة النـص قراءة في كتاب (عبد الجبار الفياض حكيم من أوروك)...... بقلم: حسين الساعدي// العراق

المنهـج النقـدي فـي فلسفـة النـص
قراءة في كتاب
(عبد الجبار الفياض حكيم من أوروك)
للباحث والناقد/محمد شنيشل الربيعي

بقلم/حسـين السـاعـدي
الجــزء الأول

بطـاقـة تعـريفـيـة :
كتاب "عبد الجبار الفياض حكيم من أوروك" للباحث والناقد محمد شنيشل فرع الربيعي ، والصادر في بغداد عن "المتن للطباعة" يقع في (410) صفحة من القطع الكبير . تناول فيه المؤلف حقيقة الحكمة السومرية وأثرها على الفلسفة اليونانية القديمة من خلال إستقراء نصوص الشاعر العراقي"عبد الجبار الفياض" .
قُسم الكتاب الى فصلين هما :
الفصل الأول ، وجودي يتناول فيه "أنطولوجيا النص" وتضمن خمس مباحث بدأ بمبحث "الأثبات قبل النقش" وأنتهى بالمبحث الخامس "حكمة النكوص" .
أما الفصل الثاني ، فهو معرفي نقدي ، يتناول "إبستيمولوجيا النص" ، الذي تضمن ثلاث مباحث بتفرعاتها ، فبدأ بـ(المدخل المعرفي) ، وأنتهى عند مبحث موسوم بـ(العائدة اليه ، ليس كالذاهب اليها) .
قدم للكتاب "د.حيدر ماجد الهاشمي" ، رئيس المؤسسة الأكاديمية للدراسات والتنمية البشرية . أضافة الى قراءة أولى بقلم "د.نوري خزعل صبري" ، رئيس مركز الحرف للدراسات العربية في جامعة ستراتفورد الأمريكية/ رئيس البيت الثقافي العربي في الهند ، وقد أعتمد الكتاب لدى جامعة ستراتفورد الأمريكية .
يمثل العنوان عتبة الكتاب فهو يقوم على ثلاث مباني شكلت مكوناته .
المبنى الأول/ (أسم الشاعر) "عبد الجبار الفياض" ، الشاعر الذي ولد وعاش ويعيش على أرض سومر بقرب ماءها يداعب قصبها وبرديها ويشم رائحة طينها السومري الممزوج بعبق التاريخ .
المبنى الثاني/ (الحكمة) أول من نطقها اللسان العراقي فهي عند السومريين "مصدر كل حظٍ سعيد في الحياة" .
المبنى الثالث/ (المكان) أوروك ، المدينة السومرية التي تغفو على ضفاف الفرات ، من أوائل المراكز الحضارية في العالم ، ظهرت في بداية العصر البرونزي قبل حوالي (4000 ق.م) ، أول مدينة أستطاعت أن توحد دويلات الملك "لوكال زاكيزي" الذي نجح في توحيد الممالك المتناحرة وأسس دولة كبرى حدودها من البحر السفلي "الخليج العربي" إلى البحر الأعلى "البحر المتوسط" . وفيها تم أختراع الكتابة وظهر الحرف الأول في العالم وذلك في حدود (3100 ق.م) . كان خامس ملوكها الملك "كلكامش" الذي حكم في حدود (2700ق.م) ، خُلدت مآثره البطولية في ملحمة عُرفت بأسمه "ملحمة كلكامش" .
يحيط بهذه المباني الثلاثة ، مبنى رابع يمثل البعد الرابع في معادلة العتبة ألا وهو بعد (سيرورة الحركة) الذي يمثل وحدة التاريخ والجغرافية عبر أجيال من الزمن .

مقــدمــــة
كتاب "عبد الجبار الفياض حكيم من أوروك" هو كتاب جامع في مباحثه مبان فلسفية وتاريخية ونقدية وشعرية ، فالكاتب قد أحاط قدر ما تيسر له من
أعمال الشاعر العراقي "عبد الجبار الفياض" مسلطاً الضوء عليها بطريقة البحث والتنقيب والعمل الأكاديمي . فهو لم يترك شاردة أو واردة في أعمال الشاعر "عبد الجبار الفياض" إلا وغاص في بحثها ونقب عنها بمعول عامل متمرّس يعرف صنعته جيدا ً.
قيمة الكتاب أنه مشروع قائم على قراءة متأملة حاول فيها الكاتب تقديم قراءة غير تقليدية للحضارة السومرية من خلال معطيات ومقارنات ومقاربات بين الماضي والحاضر .
في(ص32) يأمل الكاتب أن يحقق ما يصبو اليه (من تجديدية في قراءة النص المعاصر والأنفتاح على سلطة النص بعيداً عن تليف الذاكرة والأحتكام الى اللغة) . ويشير في (ص106) الى هذه التجديدية بقوله:(أن كينونة النص تكمن في التأمل الفلسفي الذي يشكل المدخل الى عالمية النص) .
الكتاب في تأليفه يمثل مخاض حقيقي يحسب بالشهور الطوال ، كتبت فصوله مرة بمنهجية الباحث المدقق ومرة أخرى على سبيل التبسيط والإيضاح لكي يستمتع في قراءته محبو الحكمة ، وفق منهج بحثي تحليلي مقارن وصولاً بالقارئ الى نمط أخر في قراءته لتاريخ الفكر الفلسفي الإنساني .
في الكتاب ، ناقش الكاتب عدداً من الأفكار التي تبلور نهجاً نقدياً من خلال دراسة متعمقة وموسوعية . فهو في حقيقته - الكتاب - أطروحة منهجية أريد بها ترسيخ تقاليد نقدية جديدة ، فهو يمثل قراءة نقدية لبلورت نهج فلسفي ، في قراءة النص الأدبي .
نحن نعلم جيداً إن الساحة الأدبية العربية تجتاحها اليوم الفوضى في ميدان النقد الأدبي ، نتيجة سوء أستخدام المناهج النقدية في إبراز قيمة الأدب العربي . والناتجة عن عدم متابعة النتاج الأدبي من قبل المعنيين بالعملية النقدية العربية وتعريف القارئ بها ، وتمييز الأعمال الجيدة من الرديئة .
ولو تتبعنا العملية النقدية منذ أكثر من ربع قرن ، لوجدنا أن المنهج البنيوي هو المسيطر على الساحة النقدية .
ويمكن أن نحكم على هذا المنهج
بالقصور في أحتواء النص الأدبي والنهوض بمهمة النقد المتكامل له . وسوء ترجمة مفاهيم هذا المنهج وتعريبها بالصورة الواضحة ، وأستخدامها والأفادة منها ، من خلال أستخدام مقولات رولان بارت (1980 - 1915) ، وميشيل فوكو (1984- 1926) ، سوسير (1913- 1857) .
إن هناك أعمال أدبية قد نظلمها حين نجردها من محتواها الفلسفى ، والأقتصار في تحليلها على أسلوبها ، والنظر إلى تراكيبها اللغوية وعناصرها الفنية ، وصورها الشعرية وأستخدام التشبيهات من الأستعارات والأنفعالات الذي تكون في نفس الشاعر ...
وإذا سأل سائل : ما الجديد فى هذا المنهج الفلسفي الذي جاء به الأستاذ محمد شنيشل الربيعي ؟
الجواب هو التركيز على الجوانب الفلسفية فى العمل الأدبى لإنه يمس جوهر ما فى الإنسان من قيم وتقاليد . ويخرج الأدب المحلي إلى نطاق العالمية . إن الأعتبارات التي يقوم عليها المنهج الفلسفي هي إن المنهج ليس مذهباً نقدياً متكاملاً للأدب ، وإنما هو محاولة تساعد على إضفاء طابع فلسفى ذات بعد إنساني على العمل الأدبي ، وإبراز الأفكار الفلسفية الموجودة فيه .
كذلك هناك سؤال يذكر وهو هل قُرأٙ النص أي نص قراءة فلسفية من قبل ؟ الجواب ، نعم مثلاً نصوص أبي العلاء المعري ونصوص المتنبي وجبران خليل جبران وغيرهم ، كذلك فلاسفة ما بعد الحداثة أمثال هيدجر ونيتشة وباسكال وغيرهم ، وجدوا الفلسفة هي نظاماً شعرياً وهذه وقفة تأمل جديدة نضطلع بها على كنه الشعر وأعادة أستقرائه من جديد .
أن جميع النقاد الذين كتبوا عن هؤلاء كانوا يكتبون وفق المنهج النصي ، أي قراءة النص فلسفياً دون أن يتعرضوا على أن النص يبحث في عمق الإنسان الفلسفي وهذا ما أكد عليه الأستاذ محمد شنيشل الربيعي في كتابه .
فالعمق الفلسفي عند الإنسان هو اللأمرئي والمحتجب الذاتي وهو الحقيقة التي تشكل العناصر المتعالية عند الإنسان . ومن خلال هذا الفهم ، تتضح لدينا صورتان ، دلالة النص الفلسفي ودلالة النص الذي يكشف عمق الإنسان الفلسفي .
كتاب "عبد الجبار الفياض حكيم من أوروك" ، نظراً لكثرة موضوعاته التي ناقشها المؤلف ، سوف نقتصر بإلقاء الضوء على القضايا الرئيسية التي تضمنها .
الكتاب ذات صبغة ولغة فلسفية عميقة ورؤية تاريخية أضافة الى نزعتة النقدية ، وبما إنه يتسم بهذه المعاني ، فإني في عرضي له ، لن ألتزم في قراءتي بما ألزم الكاتب به نفسه من ألفاظ ومفاهيم ، وإنما سأعمد إلى تقريب المعاني قدر المستطاع ، وملء الفراغات التي تركها الكاتب للأخرين من أجل ملئها .
يتبـــــــع

ناهدة الرمّاح..!! شعر.................. بقلم : وليد جاسم الزبيدي // العراق



(الى الخلود.. والذكر الطيب لفنانة الشعب..!!)



فوقَ خشبةٍ تطيرين
نحو
كوكبٍ يغنّي : (يا نجمة)
يتبعُكِ الضوءُ ، الطيورُ، المطرُ
تخرجُ منكِ ظلالُ الأشياء
يتصاعدُ صدى الرعدِ
صدى المدى
صدى الصدأ..
تطيرُ الخشبةُ غيمةً فوقَ
شاهدةِ (أبي خليل قباني)
قامةِ (يوسف وهبي)
نخلة
(غائب طعمة فرمان)
تحملُكَ عالياً.. عالياً
كطائرةٍ ورقيةٍ تضحكُ على سطح الجيران
الخشبةُ اجنحتُكِ التي استطالتْ
امتدتْ على قمم (كردمند)
فاحتضنتْ (جيكور)
لتلهبَ حماس (بيادر خير)
الخشبةُ فرسُكِ الذلول
رقّصَ كراسي القاعات
عشقتِ خشبتكِ
فوهبتها عينيك
آهِ.. يا عيون ناهدة
آهِ.. ياعيوني..
آهِ يا أغاتي...أنتِ..!!

لنا امٌ .............. بقلم : ماريه احمد // العراق


لَنا أُمٌ ..
كُلّما طَحَنَنا الدَهْر ..
جاءَتْنا
بِكفٍ
(كرغيفٍ من سنابلٍ يوسفيةٍ)
وبِعينينِ (كَجرةِ ماءٍ لبئرٍ استقىٰ مِنْهُ مُوسىٰ) ..
وبقلبٍ (كعباءةٍ من بقايا قميصِ رَدّ ابصارِ يَعقوب)
وكُلما ادركَتْنا شُموس الايامِ وَأعْجَفَتْنا..
مر ّبنا دُعاؤها.. (كغيمةٍ مُثقلةٍ)
في جِرّدِ سَمٰواتِنا تَتَسابقُ أصابِعُه والرَجا..
ليُمْطِرنا الله استجابةَ دَمْعِها ..
حتى تَرتَوي أروَاحُنا مِنَ الحُبِ اَشُدّه..


ذات غفلة .............. بقلم : هدى الصيني / سوريا



جناح الشّعر يرتطم بجبل نار
يتطاير زغب الأبجديّه لهبا
تشتعل أصابع القصائد
فراشات الروح تطرب
أنين رياح يملأ المدى
...
عابر يسرق حقائب الصيف
غيم يجعّد وجه الشمس
دموع القمر تُغرِقُ البحار

...
نبض يزرع الأزهار
في رماد الهوى
يفوح عطر
يُثمِل الأشجار
والأطيار
ويصهر قلب الحجر.

اليكِ................. بقلم : محمود جاسم // العراق



قالتْ وحمرة شفتيها تغرق المكان بدمي المسفوح
: لم أرَ رجلاً سواك يلملم جراحي . فخذني أغنية .
قلتُ وخمرة عينيها تلجلج لساني . تُذيب الجموح
: لم ارَ أُنثى تقتلع الصمت . تعالي ثورة بلا شكٍّ
قَبلني صرختْ . الريح تعصف
نوارس البحر تقبل قطرات الماء
كلما أشرب اظمأُ اكثر
تحاصرني الامواج
فسيفساء ترانيم الهمس
تبوح كما وردة الصباح
دقات قلبها تنسج موال عشق
يداي تغزل لجسد الليل رداء
تتسع دائرة نحن
لا كيان لي او لها
هي انا وانا هي
تنظر لنجمة هناك .
حبيبي أَأنت هي
أم هي الدثار وانت الحقيقة
اتوغل في دمها تسايرني
تكتب فوق جسدي قصيدة
أقرأُ كل حرف منها متأملاً حزني
كعازف ماهر يعشق الوتر
اتناسل الحانا تعيدني تساؤلاتها
من انتَ بربك من
الصمت يلف المكان
نسمع معاً
صوت عمر بن ابي ربيعة
(( وهل يخفى القمر ))

سأقرأ الحروف .................. بقلم : كاظم الراجحي // العراق



سأقرأ الحروف
أمضي.. أنوء.. أختفي
حمقاء فكرتي بدت
اللؤم سيد الظروف…. !
صياغة الألفاظ وهج من عزوف…!
كيف يعقل…
أي همس يحمل اللئيم..!
أي فرق بين همس الورد او لؤم الدفوف.!؟
أين بوح الشعر من رقي الشعور.
أي حرف صاغ معنى الحب في نبل يجور.
لكن الفرق بدا من خيبتي في شاعر،
يحمل النبض نديما في غرور.
فتعالوا قربنا نمضي لقلب يحمل الطيبة عنوانا جسور.
هلموا… للرقي من كل الأماكن ياصقور.

بزوغ ( ق.ق.ج ).............. بقلم : أحمد أبو يامن / سوريا


لملمت ضعفها ، اجتازت الباب ، الزقاق يلوك الحكايا ، الدموع تغسل وجه وليدها.

لحقها ، أمسك الذراع ، مسح دمعتها ، فأضاءت ابتسامة ليل الوجع .

غفرانك أمي.............. بقلم : أحلام ملحم / سوريا


من يستطيع؟
أن ينكر نور الشمس
وابتسامة القمر
وأنفاس الربيع ؟؟
أمّي
كلمة صغيرة كبيرة
أنت كما الشمس أم الأرض
ترضعها حرارتها
تحضنها بنورها
لاتغادرها عند المساء
إلا بعد أن تنوّمها على أنغام البحر
وترنيمة عصافير
أصل الحياة أمّ
تختبئ في القلوب
كما تختبئ النواة في لبّ الأرض
كلمة تنبثق بين الشفاه
كما ينبثق العطر من وردة
ماأفقر العالم!
إذا خلا من حنانك
ماذا أكتب إليك
وقد وضع الله الجنة تحت قدميك
أمي
قلبي مشدود إليك على طول المدى
يكبر الحنين ، يضجُّ بالصدى
عطراً وفيئاً وندى
أراك ضاحكة فوق مهدي
هادية رشدي، مطيّبة سهدي
تظلّ رائحة أنفاسك
بين ضلوعي وخلدي
أراني معك رفيقة
لفرحي وحزني ووجدي
وعدي اليك أن ارتقي
إلى طهر قدميك
يظلّ قلبي في شوق
لعينيك الغافيتين
على حدود النور
أنشد غفرانك 


  21/3/2017

ثراء القنوت..................... بقلم : رنا عثمان كنفاني / سوريا

 
عندما تصبح السماء....
مدارة للأحلام..
تلهم ناظريها...
ترتوي هيام الأرواح..
تختار ريشة الجمال....
تسكب الدروب للحظ..
اجتاح بصداه عالم الخيال...
هنا وقفت أميرة الذكرى..
تلتهم بها المساحات..
عادت نشوة الأماني..
لها رهبة الصرح....
وصحوةأمام الغفلات...
تجسد لوحات و رقص الرحيل...
سحب حجبه.. جنح الملتقيات..
تلاحم عناقيد الأمل بزهد النفس..
ليزهو عمر فات بعد الختام...
شراع هي من تستبق الأحلام...
ترتقي بروحها... ألفة وثراء...
تجتبي بها رحاب المناهل...
و ملكوت القنوت اعماق الذات..
عتق يتوج شعائر النساء..
كسراج له مرقد...
يبجل خاتمة الملكات..
 

بعد أربعين سنة............. بقلم : احمد الساهر // العراق

بعد أربعين سنة من الحروب
من قراءة الأفكار
من الغوص في البحور
بعد اربعين سنة من الغرور
عرفت اني ﻻ زلت طفلاً
ضائعا بين السطور


غسق وانعكاف................ بقلم : باسم جبار // العراق



كم هو جميل أنْ أختلف معكِ ..
أنْ أجعل منك مجنونة
حين أمارس دكتاتوريتي لهمسكِ
فيتمرد قلبك صارخا رافضا
بمواء يزيدك عفة وجمالا
قد شابهتك أزاهير الحقول
أيام الربيع .كخفق الفؤاد
لضياء هلالك
سيكون ليلي كله اليك أختلاف..
من لايشتاق لبدراختلافكِ
فغسق فراقك موحش
أسجى القلب قفطانا أحمر
من وجيبه ونضح الدم
ناسجا قد داف
فظلمة ليالي كنعيق غربان
هدَّ جوانحي.. أترنح كمن خامرت
بعقله السلاف
أَلَمْ أقل لك خذيني معك ..
لِمَ عن رسمي هذا الانعكاف