أبحث عن موضوع

السبت، 29 مايو 2021

نبيذ الوعد .............. بقلم : ابو ريبال نزار ابوراس _ سورية

 


ونبيذ    الوعد     قلبي   يحتسي

 يستثير  الوجد     قيد   المحبس 


إنني الولهان   يغشاني     الصبا

ونزيف الروح    يغدو    مؤنسي


إنني أهواك     ما أحلى   الهوى

من ضياء الصبح   نورا   فاقبسي


إنما     الآمال    مهوى     حلمنا

في ظلال الروح  يحلو    مجلسي


في رحاب العشق فرسان   السنا

يستبيح   الوجد   مجرى   الأنفس 


ويبين     اللحظ     أسرارا     لنا 

كم يفيض الود   قولي و  احدسي


وزهور   الروض   تبدي   حسنها 

قلبك     طهر    بلون    النرجس


 كم أعاني  الشوق يرديني   القسا

استطيب   البوح  أنى    تهمسي


استقي من  روحك    كل   الهنا 

روحك نور  وعشقي   مقدسي


جنة الاحساس   عشق   وهدى

و شغافي من سناها   تكتسي 


أن في  الحب   جمال     ساحر 

يختطف  الألباب  حلو   الملمس 


قلتها   إن     ودادي      صادق 

وأحس  الود     ما إن    تنبسي


صمتك    هذا    بيان     واضح

وضياء       بنهار      مشمس


زهرك   المياس  حلاه   الندى

في ثنايا الروح حبي فاغرسي




سِكِّينُـكَ ............... بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية

 

سِكِّينُـكَ التي طعـنْـتَـني بها غدراً


صَارتْ بيدي سلاحاً


لتطاردَ جرائمَكَ أينَمَا حَلَلْتَ


وتشقَ للشمسِ نافذةً


يعبرُها الهواءُ


سِكِّينُـكَ العمياءُ هذه


ارتَبَكتْ في حقولِ يدي


وصَارتْ تعدمُ الأشواكَ


وتبترُ أصابعَ الظُّلمِ


وتدعو لمهرجانِ السَّلامِ


سِكينُـكَ الحـادةُ هذه


اعتادتْ أن تغرقَ يدَك بالدمِ


في حينِ تَعَودتْ وهي بيدي


أن تبحرَ وتصطادَ الغرقَ


سِكِّينُـكَ التي كادتْ أن تقتلَ


مدينةً


غدتِ الآنَ في يدي


حارسةً للحياةِ .


                                  إسطنبول



ومضة عتاب المميزة ............... بقلم : علي الزاهر _ المغرب

بين رشفة حنين
و دمعة عتاب
تشدني الأرض
لذاكرتي العنيدة




 

ومضة عتاب المميزة ............... بقلم : فاطمة الزهراء فزازي _ المغرب

كنهر جارف تسير..
لا نظرة عتاب 
تستوقفك في مجراك،
ولا ذاكرة تؤرقك..


 

ومضة عتاب المميزة ........ بقلم : نصيف علي وهيب // العراق



عتابُ الوردِ
وخزٌ
بالشوكِ الأمين



 

ومضة عتاب المميزة ........... بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق

خُدوشٌ
على نافِذَةِ قَلْبي
قَفَّلَ رُمُوزَ قِراءَتِها
عِتابٌ


 

ومضة عتاب المميزة ........... بقلم : محمد علي حسين // العراق

أيا جرحا في غزة ينزف
فلا عتب 
على من تطّبع.


 

عِتاب ............. بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق







عِتابٌ

في كُلِّ يَومٍ 

يَخْدِشُ نافِذَةَ قَلْبي

شَوْقٌ خَرَّ على رُكْبَتَيهِ

عَيْنٌ أَرْسَلَتْ شَكْواها 

لِكُلِّ بَيْتٍ 

مِنْ أَرْجاءِ الْمدينة

قَلَمٌ

بَيْنَ فَتْرَةٍ و أُخْرى

يَصيحُ بِقَصيدَةٍ 

أَيا لَيْلى

أَما آنَ الْآوانُ لِتَسْتَبينَ

يا شَمْسُ هَوِّني عَلَيَّ أَمْري

لا تُنْهي الْآنَ سَهَري

فَبَيْتُ الْقَصيدَةِ

لَيْلُ الْغارِقينَ 

لِأَبياتِ عِتابِكِ 

قَلْبي لَوْحَةٌ

على عَرْشِهِ

سَتَخْلُدينَ سَرْمداً

سَيِّدَةً و أَميرَة

عِتابٌ 

بَيٰنَ يَدَيْهِ دُمُوعُ حُبٍّ

وَ قِصَّةُ عِشْقٍ

سَتَكونُ أَطْوَلَ 

مِنْ عُمْرِ الْعالَمينَ

عاتبيني

أَرْجوكِ عاتبيني

كَيْ أَفِرَّ إِلَيْكِ

فَأَزدادَ مِنْكِ

قُرْباً و يَقينا

*********

      ٢٠٢١/٥/٢٠

نقش يد الله ............... بقلم : جلال ابن الشموس // العراق





أيُّ جرح أَصابَك يا عروس العرب،

يا أمَّنا الحرة، 

عرب اِغْتَسَلَوا بشلال دموعك…  

ذهبت حميتهم مع دخان البترول الأسود،

قبتك الذهبية تلألأت؛ 

غازلتها السماء،

الكون ضج، 

حينما اِصْطَفَّ أنبياء الله خلف محمد،

صلى بهم جماعة تحت سقفك...

أيُّ فيض اِنسَكَبَ  من الإله، 

كوفية توشحت بقطرات الدم؛

حجارة نبضت،

ثارت… 

صواريخ مقاومة؛

ملائكة الله ترشدها المكان… 

اِرْتَفَعتْ صيحات العدا رعبا،

المسلمون كبروا، 

صلوا وسجدوا… 

دعوات أُمّهات ثَكَالى…   

تغور في عمق الارض،

للجذور السرمدية،

نبتت شجرة الزيتون، 

النخلة والأَرَزَ،

علت فوق السحاب،

في الفضاء الرحب،

تعانق العرش… 

تنقش،

القدس عربية.



الامـــوات يـــبتسمون .......... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق




شباب ضائع يتلوى ،كنا مجموعة هزيلة ،جسور قلوبنا محطمة ،وارجلنا في وحول صافية ،نسري في القرية كريح السموم ،نضطجع على قفانا في المروج ،نبصق بصاقا كثيفا في الموانئ ،لا قرية لنا ولا حتى كوخ ،لا حديقة صغيرة ولا شجرة درداء ،كلنا هاجس تبحث عن جريمة ،تخب أقدامنا الرمال كما الخيل ،تُفتح سواقي من الدم ،رماحنا مكسورة ،سيوفنا مثلمة خارج القرية ،أهل قريتنا صم وبكم ،يُضربون على قفاءهم كالحمير

الثياب ممزقة،  ،شقشقة هشيم على الساحل ،دويّ هائل مرعب، نسمع 

أقدام جريحة في الأزقة ،قرن من الزمان ولم تهتز شعرات الشوارب

قرن من الزمان والمطر حزين ،تحشرج بين الصخور ،كل همنا التثاؤب

والبكاء المعتاد ذي النحيب ،سيوفنا صدأة  ،كل الامهات ماتت ،حتى مقتبلات العمر ،تتمطى بشغف باللفائف ،ننفث الدخان في السماء ،نقذف أعقابها باتجاه النجوم ،نتجاذب أطراف الأحاديث عن الحزن والشهوات

وظلام الدهاليز وتكتم الافواه ،غيوم قريتنا تسري للقرى الاخرى ،خافضة تتلفت وتمضي ،قمرنا شاحب منهوك لا نور ،قدرنا دائما في سفر مع أنه في كل مكان بين الاشجار والانهار وتحت ورق السدر الحزين ،يا قدرنا ابتعدت عنا  أم نحن من ابتعد، كن معنا ،عيوننا تهشمت محضت ،اصابع ارجلنا وايدينا جرباء ،أمواتنا تبتسم لنا ،عجبا غراب أخضر العينين ،أما علمت أن بلادك ترحل ،مجدك كاذب ،ينطفئ كعشب مبلل ،لِنسرع أيها الصبيان لِقبورنا ،مجدنا وحل آسن ،رياح تطوح بطفلة ذات جدائل ،خائن قلبي جريح ،نأبى الخريف البارد ،ورقة عار كبيرة تحت  الشجرة المظللة الكبيرة في الزقاق ،وقفت أدخن بسرية ،تتساقط أظافري حزنا  ،أتلوى هائما ،مثل أغصان الاشجار الذابلة ،باتجاه البحر عرفت الرحيل وحيدا

كان أحد الصبية أزرق الشفاه ،يهّم بارتكاب معصية ،أتسكع كل ليلة في الأزقة ،أروم رؤية أهلي ،تحت السدرة المظللة ،أرغب أن أضع رأسي وحذائي ،أرغب أن أحرق كل الكلمات ،المحبرة وكل الهمسات ،قريتي تنزف دمائها ،تهرول في أحشائها ،كنسر البراري ،لنا ثرى أزقة القرية بقدر ومنا هذه ،زوارقنا فارقت الحياة ،مريضة بداء الثقوب ،لا لنا الاّ الليل وكسرات الخبز ،جريحة يا أكواخ قريتي ،يبست أزهارك ،يكفينا الخبز الاسود ،فلا قمح ذهبي...



العراق/بغداد

24/5/2021

في قلبي رحيق ............... بقلم : سناء الفاعور // العراق



مازال في قلبي رحيق 

طعم لاذع من لقائنا الاول

كمرارة القهوة في شتاء

دافيء شيق و لذيذ.


كمستعمر احتل ذاكرة قلبي 

وسكن مضارب الحنين..

أموت في ذكره مرات 

وأحيا به آلاف المرات و المرات ....

خطى تاخذني الى درب 

التي تكاد تتلاشى معالمه كلما كنت طيفه...

وحفرت داخله و القلب أصبحت مالكه.


لم أعد ارى في العمر غيره...

وجوده...وحيه، طيفه...كله.. الغى جميع مواعيد الخريف..فكان ربيعا لا يأفل... 

كان بهجة تملأ حياتي...

 

كلما مر طيفه،  شرعت له منافذ البوح و أفشت عيون القمر عن هويته و هوايا له


 جميع اعترافاتي... 

لازالت في النفس سائره 

جميعها قوافل حسرات 

تحمل  مااستطاعت من قهر 

أذهلت الروح و أطلقت عنان

العبرات.....

الروح غارقة حبا وشوقا 

و الأفكار فيها تائهات ...


أيا نسائم الشوق بالله عليك كفّي قد لفح حرك المسامات 

لازالت اسوار قلاعي قائمة 

وخلفها تهاوت المنامات 




ما بها الروح/ ومضة ............ بقلم : خالدية ابو رومي.عويس _ فلسطين

 ما بها الروح

 تتثاءب 

تنتزع الهمس 

وكأنها تستجدي 

الأمل



لأنّك فَلسطين ............ بقلم : ايمان بوترعه _ تونس

 


لأنك فلسطين...

 أحبك...

لأن فيك الأقصى

 وغزة

وقبلة المسلمين...

 أحبك... 

لأنّ الطفولة فيك

قد وئدت

والأحلام فيك

قد دفنت

ولم يبق غير

 الصابرين... 

احبك...

وقسما

 بحرمة الاقصى

وكل من سجد فيه

 وصلى

ودموع كلّ ثكلى... 

احبك... 

وقسما

 بكل شبر فيك

بالماء الرقراق

بكل صرخة طفل

وبالدم المراق

انت الأحداق... 

واحبك... 

واحب الموت..

فيك ولأجلك

لان الموت فيك

 حياة وانطلاق

وقسما

 بكل الكواكب المطلة

وكل لحظة

 اذاقوك فيها

الذلّ

وكل قطرة ماء

 روتكِ... 

وكل غصن

 منكِ... تدلىّ

احبك...

وأحبّ... من

 يحبكِ

واتمنى.... لو

 اصلي في الاقصى

........... او اموت

بين يديكِ

شهيدا... بطلاَ

علّ حزني ينجلي

واسقي بدمي

 ارضكِ الحزينه

حتى تعرفي

كم احبك يافلسطين.ُ


 




سيجيء يناير ................. بقلم : عمار العوني _ تونس

 






سيجيء يناير ..قالت..

و تورق يا فتى  مجدّدا بين السطور .

و سأرتديك حينما يغطي الثلج باحاتنا

وترتديني على مدّ العصور..

وسنولج  ماضينا في..غدنا

ونلحق ما أفلت من دهور.

وسنزهر كما شاءت بداياتنا..

 لنمضيَ نحو آفاق يزنّرها الحبور.

~~

مساء الخير............... بقلم : هاشم شويش // العراق





مساء الخير يا قمري

وأنتِ درة الدرر

ولو تدرين بعدكم 

لنا عينٌ بلا نظر

ونار الشوق تحرقني 

وان كانت بلا شرر

وأني فيكِ محترقٌ 

وإن بالغتُ في حذري


ابنة النّور ................ بقلم : جميلة بلطي عطوي _ تونس




ابنةُ النُّور أنا

قصيدة رضعتْ منْ سحر عشتار

تدرّبتْ على نَوْح النّاي

ورنين القيثار

أنا ابنة النّور والنَّوَّار

لوزة فارهة 

هَوايَ البراري

حلمي الأخضر

يلبسُ رداء الشّمس

يعتلي صهوة عجيبة

لا سابح 

لا سرج

كالرِّيح أمرحُ

عاشقة للكشف، تغريني الأسفار

صَبًا مع ابتسامة الصّبح

هبّة منعشة عند الأصيل

أنا ابنة النّور

ربيبة الفجر 

لا يُدركُني الأفول

تُزوّقُني الأيّام

تخطبُ ودّي البحار

يلهثُ خلفي ألف رسول ورسول

منذُ ألف خطوة وحذر 

تعلّمتُ كيف أهادنُ الإعصار

كيف أُروّض مهجتي الهادرة 

فيمتدُّ خطوي عملاقا

وتُفتح في وجهي أبواب المستحيل

قصيدة أنا 

تُؤرجحُني الأحداث بين فرح وشجن

قذْ يُغرقُني الحزن

قدْ يُلبسُني الكفن

لكنّي أهبُّ كما العنقاء

أنفضُ الرّماد 

أتمرّدُ عليه .. عليَّ

على السّواد السّارح فيَّ

أتطهّرُ في دواتي

أنا العليلة

أصنعُ ترياقي من رضاب الدّهشة

أعلنُها ثورة البعث

على السّواد

أرفعُ الشّعار

أناجيها أمّي .. أناجيني

أنا روحُها عشتار

معها أمرحُ

أُعانق حلمي الأخضر

أمدُّ خطوي إلى النّور 

من حوضه أكرعُ من جديد لهفتي 

وأمضي.

 تونس.....23 / 5 / 2021 




سنابل_البوح .............. بقلم : أميرة ابراهيم _ سورية



ومضيتُ كطيفٍ ألاحقُ

قمحَ وجهكَ

فأملأ سلالاً منَ الخيرِ

أهمسُ.....أدندنُ....

رافقيني يانبضاتِ الوجدِ

وسامريني مع كلّ سنبلةٍ 

مغسولة بدمعِ الفجرِ تنهمر


هيئي لنا موعدًا

على شرفاتِ البوحِ

وتدلّي في أرواحنا

عناقيد عطرِ 


كأني في صحراءِ الرّوحِ تائهة

وكأنكَ حولي تضيءُ اللّيلَ كالبدرِ


قالوا:  كلُّ الصّدقاتِ إيمانٌ 

فهلّا ببعضِ الحنطةِ يانضرُ


أغنّي لحلمٍ أنتَ فارسهُ

يانغمًا تراقصَ داخلَ الروح و العمرِ

ويافرحةَ الأرضِ بغيومكَ السّمرِ 


كمْ كتبوا على ألواحِ العشقِ قصائدَهم ؟!

لولا دواتكَ ماسالَ 

يراعٌ ولا امتدّ حبر




سجين ............... بقلم : شعبان المرزوقي _ تونس




على نار هادئة استوي واركب الوهج مستحيلا بين الريح والشواء 

وفحم غامق قديم يكن لي الود ويسالني الريح والرواح ونفخ على التنور 

يلقيني شرايح بالملح والمخلل وشيء من يقطين بارد لا يغطي الاديم 

تلفحني ناره وسجيل الجمر واهداب مشتعلة حتى الرميم 

يا نار كوني بردا وسلاما على محبتي وتبا للاوهام 

يا نار لا حاجة في دفءك فالبرد سلام 

ويسكن في قلبي الوجع 

ويسال عيني الدمع 

ولا يستكين 

فالليل حجرتها 

والليل شمعتها 

والفجر يخيم ولا يطلع ولا استبين 

كالراهبات انت وكعود البخور القديم 

ويستفحل بي الشوق 

ويعتريني حب قديم وزهر من اديم الارض المالحة التي فسقت عن مائها واستحالت بورا

تستقطرني السماء سائلة مطرا 

واسائلها هيت لي اين المفر ا

ويستقبلني الترحال ومحطات لا تزول 

ونجوم تنزوي تذبل تنذر بالافول 

سقتني كؤوسك اوجاعي 

ودكرتني بدمي المهدور وغنائي البدوي وابياتا من الشعر ونثر المساء 

وكاس مجمرة وريق وترتيل وصدرك المتمرد والسحناء 

اين العبير اين الزهر اين العطور اين الدرر

على وصلات البريق وجيدك الانيق وخدرك المستور عمن سواي 

اقبل متحرفا متحفزا لا اعبأ 

هل أقع على حبك أم يقع حبك علي 

كنت ساعتئذ ضمآنا راغبا فنانا 

استفرغ المواوييل والأغاني وعذب الترداد 

صناجتي في يدي أعيد الملزومة والقصيد والمزمار 

أكيف كاسي واستنبئ راسي وأعازل السجاد 

كنت ساعتئذ أفهم النص واحشّي على ناصية المداد

0 commentaires

Écrivez un commentaire…

مقدمة ديوان ( ذاكرة من رماد )للشاعر امين خديدة بقلم الشاعروالناقد : عادل نايف البعيني _ سورية

 


لقد كانَ و لا يزالُ للأدب علاقة متينة بالحياة، فكلٌّ منهما يرتبط بالآخر ارتباطاً حتميّاً، لارتباط  كليهما بالإنسان، و الإنسان هو الهدف و الوجود معاً، فكلّ ما يجري بالكون مسخّرٌ لأجله. و على ذلك فإنَّ قيمة الأدب مرتبطةٌ في مدى ارتباطه بحياة النّاس و همومهم و معاناتهم, و هذا النّوع من الأدب هو الذي يستمد قوة الوجود و يستحق الديمومة و الاستمرار.

فالأدب ليس شخصيّاً فحسب بل هو عامٌّ  في غالب الأحيان، و حتى الشخصي منه، عندما يصل للنّاس يصبح عامّا. فالأديب لا يمثّل نفسه فقط، بل يمثل الواقع الذي يحيط به، و يعيش فيه، و يتحدّث باسمه. و كما كان شاعر القبيلة منذ عصر الجاهلية يمثّل صوت قبيلته، و ينطق  باسمها، ذاكرا أمجادها و مدافعاً عنها، هو كذلك اليوم، يؤرّخ  لبلاده، مسجّلاً معاناة  أهلها، مفتخراً بأمجادها، راسماً مستقبلها.  فالناقد الإنجليزي (كولردج) يقول: "الأدب هو نقد للحياة"  بينما الأديب و الشاعر اللبناني ميخائيل نعيمة يقول، بأنّ " الشعر هو الحياة باكية و ضاحكة، ناطقة و صامتة، مولولة و مهللة، شاكية و مسبّحة، مقبلة و  مدبرة

فهل الأدب فعلاً مرآة للواقع؟ أم انعكاس لموقف الأديب من هذا الواقع؟.

للإجابة عن هذينِ السؤالين سأنطلق ممّا أنا بصدد تقديمه للقرّاء، من كتاب ( ذاكرة من رماد ) أبدع كاتبه و هو يصوّر مأساة بلاده مؤرّخا و موثّقاً لأحداثٍ تركت في نفسه أثراً لا يُمْحى. فبين أيدينا ديوان للشّاعر أمين خديدا سيفو، شاعر  لا زال طريَّ العود،. عاش مأساة بلاده و عاينها و تأثّر بها، حينما تعرّض وطنه، و مسقط رأسه، لأوحشِ مجزرة عرفتها البشريّة في العصر الحديث، على يد تنظيم الدّولة الإسلاميّة الإرهابي، الذي اقتحم  بلاده سنجار (شنكال)،  و ريفها بهمجيّة و وحشيّة، فاجتاحوا البلاد و أمعنوا فيها القتل و التّدمير، و الاعتقال و الاغتصاب للنّساء و الأطفال، مما ترك أثراً لا يُمحى في عقول و قلوب من عاش تلك الجائحة، و أخصُّ بالذّكر الشّعراء و الأدباء. حيث سالَتْ أقلامُهُم تصوّرُ الواقع المأساوي المرير الذي عانت منه بلادهم من تدمير و تكفير و قتل و اغتصاب و تعذيب.. و من هؤلاء الشّعراء الذين صوّروا مأساة بلادهم، و سلّطوا الضّوء على معاناة أهله و شعبه في تلك المنطقة الشّاعر أمين خديدا سيفو  هذا الشّاعر الرّقيق المشاعر، و الذي عانى ضروباً من الألم و الحزن لما رأى و عاين، فإذا به يوثّق ما مرّ عليه، واصفاً بأسلوبه الإبداعيّ مجريات ما جرى بأسلوب بلاغي مدهش، فقد حمل الشّاعر همّ الوطن، فكان موجوداً في غالبيّة قصائده، فهو المختلف عن غير من عشّاق البلاد ، لأنه لم يبحث عن حبيبة ليراها، بل وضع الوطن في جيبه، و خبّأ شمس الحقيقة خلف حديقته، و زرع القمر  بين نهدي القصيدة، راجياً لقاء جديد، لقاء يكون مشرقاً و وضّاءً يقول:


أمّا أنا فمخْتَلفٌ

عنهم تماماً ،

أضعُ الوطنَ في جيبي

و أخبِّئ الشّمسَ

خلفَ حديقتِنا

و ازرَعُ القمرَ

بين نهديِّ القصيدةِ

لعلّها تُثمِرُ لنا

لقاءً جديداً


و تراه في قصيدة أخرى يصوّر المأساة، و هجرة أهله و يشبهها بالمسافر على عجل، فهم لم يحملوا حقائبهم، و لم يوضبوا أنفسهم، فالجيوش تزحف ، و الحكّام الطّغاة تطلق الرّصاص العشوائي:

تَرَكْنا  حقائِبَنا في

جيبِ الوَدَاع  و رَسَمْنا

البعضَ بِالدُّخانِ ،

جيوشٌ تزحَفُ نحو

الحدودِ ،

و طُغاةٌ تَحْكُمُ

النّقاطَ بلا رَحْمَةٍ

رصاصاتٌ

تمرُّ عبر أَحشاءِ العشَّاقِ

فالجميع واقعون في حيرة فيما يحصل، متعبون حدّ التلاشي، فتاة تصفع وجه الليل، تبحث عن حبيبها الذي يتعذّب في الزّنازين، لا أمل في الأفق، لا شمس تبزغ، و لا قمر ينير،ليختم الفكرة بالترحّم على أمّة تدفن أمنيات شعبها:

جَميعُ المسافرينَ متعبونَ

حدَّ التّلاشِي

كجدارِ مَعْبدٍ قديمٍ ،

فتاةٌ تصفَعُ وَجْهَ

الظّلامِ لأجْلِ شابٍّ

مازالَ

في الزّنزانَةِ

يتعذّبُ منذ أوّلِ لقاءٍ،

لا بُزُوغَ شَمْسٍ

و لا ضوءَ قَمرٍ يُنيرُ

دروبَ الوَجعِ في القَصيدةِ  ،

فكلُّ الحروفِ مُقَيّدةٌ

بسَلاسِلَ من آهٍ ،

سلاماً على أمّةٍ

تدفُنُ أُمْنِياتِ شعبِها


و يصل التّشاؤم و الإحباط ذروته في آخر النّص ، فكلّما توصّل لذاكرته، و تذكّر ما حدث، يحاول أن يهدأ، لكنّ دخان القهر و الغضب يتصاعد فوق أشجار روحه، مشبّها نفسه بغابة مهملة أو بمتسوّل أو كتلة من الحزن:


كلّما أتوصّلُ لذاكِرتي

كي تَهْدأَ

يَتَصاعَدُ الدّخانُ فوقَ

أشْجارِ روحي

كأنّي غابةٌ مهملةٌ

أو متسولٌ

أو كتلةٌ من الحزنِ

و في قصيدة تحت عنوان موت معجّل، يطالعنا الشّاعر بإبداعه الذي لا يتوقف ، متأوّها للسّنوات السّتّ التي مرّت و هو و غيره بين مطرقة النّزوح، و سندان التّهجير، بينما المقابر لا تزال تعصر الأرواح، صور جميلة ممتعة و مميزة، في لغة شعريّة تبعث الأمل في الروح:

آهٍ من سنواتِ

قَضَتْ

على أَعْمارِنا

بينَ مطرقَةِ النُّزُوحِ

و سِندانِ الهِجرة ،

سِتُّ سنواتٍ

و مازالَتْ

المقابِرُ تَعْصُرُ أَرواحاً

كادَت أنْ تَطيرَ

كالفراشاتِ


لقد تركت المأساة في قلب الشّاعر حزناً كبيراً، جعلته يصف حالته موجّهاً حديثه لأمّه، معرّفا بنفسه في لغة حزينة مؤلمة، فالحزنُ كثيفٌ، و الأحلام بطيئةٌ كالسّلحفاة، و إنّه مجموعة انكسارات و خيبات  حيث يقول نثراً:

هذا الحُزْنُ كثيفٌ جدّاً،سلاماً لأحلامٍ كالسّلحفاةِ تُحاوِلُ الوصولَ إلى الضِّفَّةِ الأخرى ، سلاماً لغاباتِ الحزنِ و الشَّجَنِ .

أنا مجموعَةٌ من الانكساراتِ و الكثيرِ من الخَيْباتِ، و حقيبةٌ مليئةٌ برمادِ أمّي.


و من جميل ما جاء في ديوان الشاعر، و بسبب شدّة ألمه يتوجّه إلى الله معاتبا حيث ترك شعبه يموت تلك الميتة، و يراه مهزوماً أمام جنود الخلافة، الذين قتلوا و شرّعوا ما لا يُشرّع باسم الله و كفّروا النّاس لأنّهم لا يمجّدون الله بالسيف مثلهم،  و تلك صورة مميزة ورائعة:


أصْبَحْنا يَتَامَى

حتَّى اللهُ تَرَكَنا

هناك بينَ جُنُودِ

الخِلافَةِ.

 رَأَيْتُهُ يُهْزَمُ من شَرْعِ

البلادِ

كانَ خائِفاً

جِدّاً مِثْلَ أخْتِي

الْمُعَوَّقَة !

كُفّارٌ نحنُ في

مُعْتَقَدِهمْ لأنَّنا

لا نُمّجّدُ اللهَ بالسّيفِ ،

و رغم ذلك فإنّ هذا الإغراق بالحزن لا يستمر طويلاً، فتراه يطل علينا بين الفينة و الأخرى بجرعة من الأمل يختم بها نصا، أو لهفة روح  تمرّ عابرة بين حروف القصيدة :


و تَبْقَى الابْتِسامَةُ

إحدَى أَسْرارِ

الواعِديَن


أو حين يرسل السلام  لرمزه  الطقسي (لالش) و مدينة أوروك و العتبة العباسية:


سلاماً لِظلالِ أَشْجارِ

النّخيلِ

و حُبّاً للعَتَبَةِ العَبّاسِيَّةِ

و سلاماً لأرضِ

لالِشَ حينَ

تَحْمِلُ في عُروقِها

نَسيمَ مدينةِ

أُوْرُوكَ السّومَرِيَّةِ


و في قصيدة " الحزن ضيف ثقيل" يبرز التفاؤل جليا في نبرة الشاعر، فهو يؤمن بأن هذا الحزن لن يدوم للأبد، و لسوف يزول، و إن تأخر قليلا:

أؤمنُ بأنَّ هذا

الحزْنَ

الكَثيفَ المتراكمَ

سيزولُ

و لو بعدَ حينٍ

 و يبدو الإصرار على رفض الواقع المرير جليا، و هو يؤكد على أن الحياة لم تنتهي  هنا فيطلب ممن حوله أن يحضنوا شنكال و يحملوا  رأسها على أكتافهم، و أن يبكوا لبرهة ثم يبتسموا من أعماقهم حبّا بشنكال أمّتهم:


دَعُونا  نحضُنُ شنكالنا

نَضَعُ رأسَها

على أكتافِنا

نَبْكِي لبُرْهَةٍ

ثمَّ نبتَسِمُ معها

من أعماقِنا

شنكالُ أمَّتُنا و إلهٌ فوقَنَا


هذا هو ديوان الشاعر أمين خديدا سيفو، صرخة من أعماق الجرح، خرجت مشحونةً بالألم و الوجع و الغضب، فجاءت قصائده معبّرةً عن المعاناة القاسية التي مرّ بها الأيزيديون مع اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي لبلادهم و أرزاقهم و رموزهم الدينية، و ما تعرضوا له من أذى و ظلم، و بين الواقع الأليم الذي يحيوه الآن بانتظار الفرج القريب. فأبدع الشّاعر الشّاب أمين في التّوصيف و التّصوير، فجاءت أشعاره صورة كالأصل تُظهر ما حدث و ما جرى, فكان الدّيوان وثيقة تاريخيّة، و ثّقت بامتياز تلك الحقبة المريرة، و سلّطت الضوء على أناس ما هم بالبشر، و لا ينتمون إلى الإنسانية. 

أختم بالحثّ على قراءة ما جاء بين دفّتي هذا الدّيوان، و أخذ العبرة ممّا فات وما قد يأتي.


عادل نايف البعيني

شاعر و ناقد سوري


  



طلاسم تحت الرماد .............. بقلم :عبد الستار الزهيري // العراق





دع السكون 

فالجسد فيه ندب حزينة 

لحظات صمت 

وصراخ مكبوت 

هكذا صراخ الموت 

من فوق أشجار متهالكة 

فمن يشكو ..

ومن يحتبس دمعه ..

تلك الأجرام تسوق رحى المنون 

عازفون ..

ملحنون ..

يقودون اوركسترا الجنون 

لتتسلق البشرية 

تواريخ الأقلية 

إنبهار وسوقية 

فلسفة غبية

لتستيقظ رمال راقدة

تمحو الوجوه من المرايا 

سأكتب بكف الأشلاء 

رعب طال حتى السماء 

أجواء مشحونة 

صرخات مكبوتة 

نداء ليس برعونة 

الصمت المتتالي فيه قساوة أبدية

فهل يكون الموت دواء الأغلبية ؟

أنه حقدا يتدفق مع ألسنة لهب ملعونة

صراخ يعانق صراخ

والفجر للضياء يشتاق

تشابهت الاديرة 

تشابهت الصلوات 

قضاء بعدة ركعات 

فلنسمع بكاؤنا 

ونظهر أضطرابهم 

جعجة فارغة 

لخيل غير مروضة 

أنظروا لمخالب الأمكنة 

وتلك الاصداء الفارغة

في كوخ بالجوار تجمع الزبانية 

هوس ..

صراخ ..

يحاصر الحب في زمن الانتفاضة 

كأن أوبئة تطلق الرصاص

تمهد لكارثة لا تطاق 

خلف جريان النهر 

تجمعت أفلاك الهلاك 

تتنظم في أبراج من الشر 

تنفث سمومها بين النهر والجسر 

ألا تسمعون وجع التكبير 

وصلاة الخائفين 

بين أزقة الرعب أسراب من الحمائم محاصرة 

الآن سندعو التنين 

أو نكتفي بحفار قبور أمين 

فاليوم ستزف قوافل من الراحلين 

في شوق للصلاة خلف أمام صامت 

تكبيرته حبيسة أنفاس تشرين

دعاء البكاء ينتصر 

في زمن جعجعة التنين

تلك فرص نادرة 

لجعجعة المطبلين 

ألا ترون ما تبقى

نوح وزفير عميق 

هو الحب يا سادة 

في زمن الحقيقة 

سيلد لنا الرعب معاقين بلا أم وأب 

ليبكي القلب يومه الحزين 

إشارات قادمة لا تحتاج دليلا

يا شبح الرعب ما أبقيت 

سوى مغامرة حب عالقة بين فكي تنين 

وغدا لا شك لن يدخل في سجلات التاريخ

دع السكون 

فالجسد غزته ندب حزينة


عتاب ............. بقلم : عبد القادر محمد الغريبل _ المغرب








غائرة كل جراحي 

و نصل الخيانة 

في ضلوعي قد انكسر 

بم أعاتبك?

وكل عتاب 

هو لي... أيضا 

عقاب

المملكة المغربية

مرآة .............. بقلم : سما سامي بغدادي // العراق

 


 كُلما رأيتُك رأيتُني 

غريب كيف إني لا أراني وأراك  ! 

هل تراك تراني كما أراك ؟ 

كيف تكون مرآتي و تنطوي صورتك بين ظلالها ؟ 

أعي أنه لولا تطابق الصور ما إجتمعنا 

متى يُبصر أحُدنا الآخر  ؟ 

متى تختفي كل صورة ؟ 

 متى يحل الموت لتكون الولادة ؟ 

مسكين انت ايها السائل فلا سؤال يلتقي بجواب

 كما لا ليل يجتمع بنهار. 

 عرفتك حين عرفت ما أحتاجه.




وطني الأخضر .............. بقلم : صلاح الورتاني _ تونس






في قلبي حسرة حارقة

يا وطني العزيز

كيف دنٌسوك 

وكيف أحرقوك 

ثم صلبوك على مذابح الأحزان

اغتالو البريق من عيون الأطفال

سرقوا الفرحة من قلوب الأمّهات

كتبوا على أبواب المدينة

عدد الشهداء عشاق البلاد

يا وطنا من برتقال

من زهر الرمّان ومن ياسمينْ

حدّثني كيف أحرقوا زيتونك

لوزك والبواسقْ وأشجار التينْ

حدّثني كيف حفروا المقابر

للمهاجرين

بحثا عن موارد الرزق

ومَوَاطِنِ الأمان


يا وطني الاخضر

أيّها النائم على كفوف الشرفاء

الراقص في قلوب الأوفياء

لا تبتئسْ

نحن هنا، ولو هجروك

نحن هنا، ولو تركوكَ

لن نخضع لمن يدّعي بإسم الدينْ

ومن رفع الرايات السوداءْ

ولا لمنْ أزالوا القِيَمْ

وداسوا على المبادئ

واغتالوا الياسمينْ

نحن فقط دعاة السلامْ

نحن فقط ابناء الوطنْ

فلا تبتئسْ بلدي الحبيب

نحن الفداء

نصنع مجدكَ

وعاليا عاليا،

نرسمك على السماءْ 



سيل الطريق ........... بقلم : احمد بياض _ المغرب













تعالي

إلى جبل الريح

هل كان عيسي

سبيلا للدم

أم هابيل؟!!!

ونسأل طروادة

عن الغزاة

نحمل شوق المصاحف

ونرتشف

فنجان الشروق

لا ليل هناك

غير ينبوع الأحلام

وفردوس على سرير البحر


خلفنا

 الشوارع الشحيحة

وماضي

يدثر أنفاس الرمل

وأمي

التي تبيع أساور من نحاس

وأبي

على سواحل الغبار

يتنسم رمق الندى

ويبتسم إلى الجرعة الفارغة

من طفولة الأشياء

وأنا

عندما كان يزهر المساء

أبحث عني

فيك

في آخر رواية

تزف الطريق الأولى

إلى النزيف....



وللعربية سحر وجمال ............ بقلم : زهراء الهاشمي // العراق


رقيقةٌ أنتِ 

كزهرة ياسمين شامية

كمآذن مقدسية

هادئة كنسمة ربيع في

ضيعة لبنانية

أنيقة ..

كزغرودة فرح مصرية

نقية كحمائم الحجاز 

وممشوقة القوام

ككبرياء نخلة عراقية

مليحة بسمارها

كحيلة العيون بحرينية

ياويلتي ..

ويارقة صوتها 

كعتابا وميجنا اردنية

عيناها خضراوان

كزيتونة تونسية

يا انثى ... 

اختزلت جمال جميلات الكون

هي الانثى العربية 


افترقنا ............. بقلم : ليلى الطيب _ الجزائر


بذاك الشوق المرفوع

قلبي وراء الحرف يلوح

ناسياً أنّنا افترقنا

فــ بأي عين ابكيك !!..

و الليل يسرق همسات النوافد

ذات عمر..

ليتني احتفظت بأحدنا

على الأقل

في لـجِّ عُري الروح ..

في ثَـرى النقاء

لما كنت

قليلة حظّ في حبّك

وشجراتي ذابلات

يخطفُني النَّومُ

قبل صلوات الفجر

عليلة نبضاتي

تَسقط من رحم الصبر

أجنّةُ الانتظار

أقرأُ آياتِ الماضي

ألتفتُ لضياعي

كان مبللا بالرحيل

وما عاد لي ؟..

نامت الاسئلة في عيون مجامري

لأصحو بلا مواعيد


الجزائر

لفلسطينُ تنهمرُ دموع النساء ........... بقلم : ماجد محمد طلال السوداني // العراق

من مجاهلِ الموت القادم 

في زمنِ الخراب العاهر

القادم من منبعِ الشر 

الى الشرقِ 

من سنينَ الزمن  الأغبر 

يقودهمُ الدجال الأكبر

تتقدمُ نعوش الجنائز بحذرٍ 

نعوش أثر النعوش

توابيت تلو تابوت

 كلَ يومٍ في وقتٍ واحد 

جيوش الاحتلال يرقصُونَ خائفينَ 

من رقصةِ الموت منا يرتعشونَ

في قدسُ الأقداس فلسطينُ 

تعودنا منهمُ الأجرام و الغدر

 نصف أرواحنا داخل التابوت 

مع الشهيدِ دون خوفٍ 

ونصفنا الأخر 

على حافةِ الطرقات 

يختنقُ الهتاف

 نصدحَ مبحوحي الحناجر

ضاعَ ألعمر بالجهادِ من القهرِ

بين قتلٍ ومتاعب

تحيطنا  الأخطار

هذا هو حالنا اليوم يا عرب

اقولها لحكامنا الصغار

وأنْ اختلفت الألوان و الاعمار 

نحنُ كبارٌ في صنعِ القرار

كلَ يومٍ نودعَ شهداءنا مواكب 

 نعزفَ سيمفونية الأحزان

 من أزيزِ الرصاص 

ودوي المدافع

بالسلاحِ والدمِ 

نعزفَ من أجلِ الآرض والسلام 

أنشدتُ قصيدة لوطني المحتل 

أتممتُ انشادها بالمعتقلِ

تخرجُ كلمات قصيدتي بحشرجةٍ

تعتريني خيبة أمل 

يحنُ عليه جدارُ السجنِ 

ويقسو عليه السجان 

تنعكسُ مسرات النصر أحزان

من أمٍ لحظة بكاء 

حينَ تنعي وتندب طفلها المقتول 

على مهلٍ

للشهداءِ من الرضعِ والاطفالِ 

 تنهمرُ دموع النساء

على عجلٍ

نتهامسَ خشيةُ التأمر

على الثورةِ و الثوارِ  

يفضحهمُ الجبن و الخجل

وأوامر شيطانهمُ الأكبر

نعيشَ ساعة الأصرار

من مواقفِ حكامنا الصغار  

عهود حكامنا وخطبهم 

 أكاذيبٌ و أوهامٌ 

من الخوفِ بدونِ ألتزامٍ 

العراق -بغداد 




قصة قصيرة ( هو وهي وأنا )............ بقلم : صباح خلف عباس // العراق




هو

ــــ

نزلت عليّ السماء ذات صباح … طرقتْ شباك غرفتي ، فتحته فإذا المطر بأخر  زخاته ، ثم بأندفاعٍ ناعمٍ لصوتٍ رخيم ٍ ممزوجٍ بنسيم رطبٍ وبارد يطرد بقايا النعاس 

٠—  صباح الخير …

وهكذا ألبستني عيناها ثوب العافية … ومذُ ذلك الوقت أصبحتُ أُحبُ الشتاء والمطر ، وتعلمتُ أن أبقى مزروعاً أمام شباكي في كل يوم ماطر … أتخيلها أمرأة بلون ضوء القمر ، أمرأة نبيلة تولد مع البرق لتسقط صاعقة جميلة تفتق في روحي سلام ورضا طالما أحتجتهما ، أمرأة تخترق مطالع الروح ، فتنهمر  عليّ القصائد ، لا يفيقني منها سوى صوت أمي الغاضب :

—-  أغلق الشباك ، آلا تخشى المرض ؟!

أنا اليوم ، وتحديداً هذا الصباح ، لا أشعر بالانسجام حتى مع نفسي رغم تبلد السماء بالغيوم ، وقرب نزول المطر  ٠ فتحتُ الشباك كعادتي أُراقب هذه الهياكل المختلفة والمنفلته تتقاطع ممراتها وهمومها … 

مددتُ يدي خارج الشباك متحسساً ، التقطت بعض من قطر السماء ، ولكن روحي ظلت ترفرف منتظرة طيفها بين الناس المتراكضة هروباً من البلل ، وبعكس الناس هربتُ من غرفتي صوب الشارع أبحث عن خيال أمرأة بلون ضوء القمر  !!


هي :

——

أنا فتاة ولدتُ في يوم ماطر تماماً ،والآن أصبح الخروج من البيت كنزي السري … خاصة عندما ينزل الغيث ،حيث أن نعيمي يبدء يلاطمني كما الغيوم المتلاطمة ، ومع ولادة البرق تُعشب الآمال داخلي ، أنا اليوم أُحب أن أعيش في الحلم الذي يسبح فيه الجميع ٠

في هذا اليوم وأنا أُمارس فيه طقوسي تحت المطر وجدتُ نفسي بالكامل ، وجدتُ نفسي داخل لعبةلا أستطيع الخروج منها ، رأيتهُ عبر شباك بيته … ومن يومها حلّ عليّ دخيل غير متوقع … جعل قلبي يضوي راقصاً ، وبما أن لديّ ندوب من العشق سابقاً -أُسقط قمري على أثرها - بقيت لأيام مترددة  فقلت في نفسي :

٠– سأهرب منه إن لاحقني اليوم 

ولكن ، ولكن أنتصر الحب كما يبدو ، حيث أنتابني في اللحظات الأخيرة شعور بأن الطريق الذي لم نسلكه والباب الذي لم نفتحه ربما فيه الخلاص 

وهكذا قررت الخوض فيه الى النهاية ، فقلت له عندما مررت بشباكه : 

٠— صباح الخير … 

وعيوني تخاطبه :

٠— أُحبك يا هذا …


أنا :

——

وبقيا الاثنان ( هو ، وهي ) أرواحهما مشدودتان نحو السماء ، يدعوان الغيوم بأن تزين أفقهما بالبريق ،ويظلان ينتظران أسعد أو أسوء. موعد عشوائي على الإطلاق …


                   

فصول من مسرحيات مرتجلة .............. بقلم : عبد الحق الشنوفي _ المغرب





المشهد الأول 

وفروا مسرحياتكم المرتجلة

لا الحرب خضتم،  ولا السلم

 حفظ أوهامكم المضللة

لا المؤتمرات، ولا البيانات المهزلة

تعدل قطرة من دم شهيد

أو نزرا من دمع أرملة

وفروا مسرحياتكم المرتجلة

طبعوا،  قاوموا أو هادنوا...

عادوا ،ساوموا أو راهنوا...

لا يغير شيئا في المسألة

كل ما في الأمر

إذا مات الضمير 

فشعوبنا ليست مغفلة 

تظل، مسمرة، ترقب في صمت

 صمت الغرب والشرق

والسليبة القدس في دمها مسربلة

لكل فعل ردفعل، من يزرع 

علقما يتذوق حنظله

هذا صنيعكم في أجيالنا، يزهر

في كل شبر من بلاد العرب

 فتنة وعميل وقنبلة


 المشهد الثاني 

وفروا مسرحياتكم وابلعوا

في صمت خطبكم العصماء

ادفنوا كالنعامات رؤوسكم

في رمال السياسة

فكل عاصمة من عواصمكم

معرض للولاء والبغاء والغباء

سوق ضمائر وسوق نخاسة 

 مخبرون وعملاء

وكلاب حراسة

يتهافتون، يتملقون، ينافقون

يتحالفون، في سفور

يتاجرون بالساسة والسياسة


المشهد الثالث

وفروا مسرحياتكم  المرتجلة

واغلقواالمشهد تماما

ضج المسرح بالتصفيق

 فانحنوا احتراما

حررتم القدس بمؤتمراتكم، شكرا

تستحقون وساما

وفروا مسرحياتكم المرتجلة

ودعوا التاريخ دم الشهيد

يخط سطوره، وانشغلوا

بشعارات  السياسة

 تعبنا من التزوير والخساسة

تعبنا من استبدال كراسة 

بكراسة 

هذه الأجيال تشهد علينا ، ننحدر 

من نجاسة إلى نجاسة

وفروا بياناتكم واسحبوها

رجاء من الفضائيات

وخففوا من التاريخ كراسة

فمتى كان الكلام يسترجع 

حقا مغتصبا

ومتى كانت البيانات

تصد رصاصة.

            القنيطرة.  ١٧/٠٥/٢٠٢١

صوت السهارى ............... بقلم : وائل الاحمد // العراق

           




شموع مطفاة ... وستائر مسدله !

            وحيد كسوسنة في بوادي التيه والانكسار ...

            ضفاف نائية ... وموج بانحسار ،

            فالشاطئ أنهكه الإنتظار 

            لمسافر لم يهتد بعد !

            لم يحسن الإختيار، 

            تائه بالغاب ... قد ضل المسار !