أبحث عن موضوع

السبت، 6 ديسمبر 2014

بلاغــــة الصمت*: د. مصطفى الشاوي أستاذ النقد الحديث مكناس/ المغرب .......... قراءة في ديوان "حين يهدأ الصمت" للشاعر عباس باني المالكي


يحظى الشاعر عباس باني المالكي بمكانة أثيرة بين الشعراء العراقيين، لما يتميز به شعره من عمق ورصانة وتأمل وتوقع، مقارنة بما هو سائد. وقد اختير الشاعر إلى جانب ست شعراء عراقيين ضمن ما سمي ب"جماعة وثيقة في الهواء" و هي حركة مناهضة ورافضة للسائد الشعري المبتذل، و حركة تمثل أحدث تفريعات الشعرية العراقية، وتسعى لطرح البديل الرافض للواقع الثقافي الراهن.
كما اختيرت للشاعر عباس باني المالكي ثلاث قصائد شعرية ضمن أضخم أنطولوجيا للشعر العربي المعاصر صدرت باللغة الإنجليزية وتحمل إسم "قلائد الذهب الشعرية" احتوت على 420 قصيدة من مختلف البلدان ومن أجيال مختلفة لأشهر الشعراء العرب التي من المتوقع ترجمتها إلى عدة لغات أجنبية.
بين أيدينا ديوان للشاعر يحمل عنوان "حين يهدا الصمت" الصادر سنة 2008 عن دار الكتب، ديوان يتصفحه القارئ ليقف عند جملة مؤشرات يوظفها الغلاف تساعده على بناء وتأسيس توقع افتراضي يتخذه القارئ منطلقا ليشيد من خلاله وفي مستهل قراءته أهم الأسئلة التي تطرحها قراءة الإضمامة الشعرية على مستويات مختلفة. من ذلك مثلا اللون الأسود، الذي يخيم على الغلاف، وهو لون مرادف لليل الذي قد يوحي بالتأمل والتفكر والتدبر والرفض والغضب والمعاناة، وقد يؤشر على الكتابة باعتبارها سوداء تقتحم غياهب النفس وأغوارها المظلمة، وباعتبار السواد نطقا والبياض صمتا، بيد أن سواد الكتابة يأخذ معناه في ضوء البياض فإذا كان سواد الليل يدعو إلى التأمل لانتشار السكينة ولعموم الصمت فإن عنوان المجموعة الشعرية يجعل الصمت يهدأ ليصبح صمتا من نوع خاص وليعمق الإنزياح في متوالية العنوان، فالصمت هدوء أصلا، وهدوء الصمت صمت مضاعف، وحين يهدأ الصمت تتجلى شعرية المخبوء، عن طريق التأمل العميق، والتفكر الرصين، والاستبطان الذاتي، حيث تكشف الرؤيا عن تجليات حقائق الذات الشاعرة، وعن عوالمها الخفية.
تهتك اللوحة التشكيلية صمت فضاء سواد الغلاف وتكشف عن بعض تجليات الرؤيا الفكرية والفنية والجمالية التي من المفترض أن تبلورها نصوص الديوان، الثمانية والعشرون، حيث يتراءى جسد رجل، واقفا مجرد الثياب، ملامحه غير واضحة، يمتطي زورقا. وفي أعلى اللوحة ورقة شجر التوت وأشكال هندسية توحي بأن اللوحة متشظية في حاجة إلى إعادة التشكيل كما هو شأن النصوص الشعرية وكما هو الواقع المرفوض الذي ترتضي نصوص الديوان غيره بديلا وتتوق الذات إلى معانقته بوسائط مختلفة، فاللوحة توظف عدة رموز(المركب، الرجل المجرد، ورقة شجر التوت، شظايا مرآة، باب مشرع..) كل هذه العناصر التي تبدو صامتة تنم عن الرؤيا التي قد يعكسها الديوان بأبعادها الفكرية المختلفة.
وبناءا على هذه الإشارات سنعمد، في هذه القراءة، إلى رصد تجليات الرؤيا الفنية من حيث علاقتها بالتجربة الذاتية للشاعر وباللحظات التي تعيشها، أهمها؛ لحظة الصمت
ولحظة السفر ولحظة الحلم، بأبعادها الدلالية والإيحائية والرمزية التي تبلورها نصوص الديوان في العلاقة الجدلية بين عالم الذات وعالم الواقع وعالم الآخر.
1- عالم الذات :
تجسد الذات الشاعرة وعيا عميقا بما يدور حولها من أحداث، ذات تصدر عن رؤيا فلسفية للوجود وتمتلك القدرة والجرأة على تفسير كل ما يجري حولها، وهي لا تشخص هذا الواقع كما هو كائن فحسب وإنما تستوعبه ثم تتجاوزه كي تسعى إلى تحويله إلى عالم بديل عالم الحلم بكل تجليات وتمظهراته، .
لذا فإن استعمال الشاعر لضمير المتكلم لا يعني مطلقا أن النصوص الشعرية للديوان تصدر عن رؤية عاطفية أو ذاتية عابرة، كما ينسحب ذلك على كثير من التجارب الشعرية الحديثة، بقدر ما يصدر الشاعر عباس باني المالكي عن وعي فكري عميق يستوعب مفارقات العالم من حوله، وفق منظور نقدي عميق لواقع مختل ( حروب، فقر، غدر، كراهية، ضغائن،...) واقع يتبرأ منه الشاعر ويعلن عدم انتسابه له ويبتغي غيره بديلا؛ أنا ليس من هذا العالم/ كي أنتحر/ أنت لحظة/ أبحث عنها/ سأكون لك أبدا/ حتى لو كنت/ لي حلما لا أعرفه "مطر الانتظار" ص59. وهكذا تتبلور الرؤيا استنادا إلى حالات تنخرط فيها الذات بوعي منها، من أجل إعادة ترتيب أوراق الواقع وفق ما ينبغي أن يكون والقبض على الحقيقة لإعادة تشكيل هذا العالم من جديد.
ويسند الشاعر ضمير المتكلم في الغالب لعناصر ومخلوقات كونية وينطق بلسان حالها على سبيل المجاز إذ يحصل نوع من الإبدال والحلول بين الذات والماء، يقول الشاعر: أنا الماء، "أسرة الكف" ص 71 ، وبين الذات والبحر يقول أيضا: أنا البحر، "هروب من التهمة" ص 113، فإذا كان الماء رمز الحياة فإن البحر رمز العطاء يوحي بأشياء كثيرة ومتناقضة من قبيل السكون والغضب، وتختزل الذات الشاعرة كينونتها في قولها؛ أنا لحظة طين، "قيامة الماء" ص 109، وهكذا، فإذا كان الطين يحيل على أصل الإنسان فإن الشاعر يختزل زمن وجوده في لحظة، ولنا أن نلاحظ جمالية الملفوظ الشعري وعمقه التصويري، وفي حسن تركيب الطرف الثاني من الصورة (لحظة طين) لنستشف دقة التصوير اللغوي وعمقه. ويستمر الشاعر في الكشف عن الذات التي تشكل جزءا من الكل إذ لا نشاز ولا تنافر بين الذات والهواء بين الذات والعالم بين الذات والله، يقول الشاعر:
أنا جزء من وجهي
وجهي جزء من الهواء
الهواء جزء من العالم
العالم جزء من الله "المغادرة" ص 88
هكذا يحصل نوع من الانصهار والتوحد والتكامل بين الذات والوجه وبين الوجه والهواء وبين الهواء والعالم وبين العالم والله. في وحدة وجود الكائنات التي تجعل الذات تتراءى في كل المخلوقات التي خلقها الله عز وجل لأنها ذات نبيلة متعالية عن نقائص الواقع الذي ترفضه لأنه لا يحقق أحلامها ورؤاها البعيدة.
فهل بعد هذا يستطيع القارئ أن يدعي بأن الرؤيا الشعرية ذاتية أوعاطفية معتمدا في ذلك على بعض المؤشرات اللسانية وبعض الموضوعات المستحضرة في الديوان، وخاصة موضوع الحبيب ؟ لا شك أن قارئ الديوان يهتدي إلى أن الشاعر يتناول موضوع الحبيب كتعويض عن الإحساس باليأس نحو واقع منفك متخم بالحروب والمآسي والخيبات.
2- عالم الحــلم:
يجسد الحلم الواقع الآخر الذي يرتضيه الشاعر والذي يظل دوما حلما قصي التحقيق، فتغدو الحياة بماضيها وحاضرها ومستشرفها حلما تسعى الذات الشاعرة إلى أن تعيشه، ولو على سبيل التذكر، ذات لا تعيش حاضرها، ولا يد لها فيما يحصل، بل إنها عاجزة أمام واقع مختل تتبرأ منه عن وعي، وتعيش الهامش والإقصاء خارج الزمن والتاريخ. وتسكن الأحلام الشاعر فيصبح مهووسا بها وبما ينبغي أن يكون فتغدو الذات في حالة عجز مطلق رغم إقرار الشاعر المبدئي برجولته، لكن الأحلام تسرق حاضره، والماضي يكبله، و ينفلت الحاضر عن زمنه الآني ليصبح ماضيا في عالم الروح يبحث عن لغة السديم :
أنا رجل تسرقه الأحلام
لا أخذ إلا ما مضى
وأمضي
وحين أبحث عن ما فيَ
أجده قد مضى
إلى حلم
تركته في ليل
دون غطاء
يبحث عن لغة السديم
في روحي
"طرق التعلم"ص13
تتراءى للشاعر بعض تجليات الرؤيا من خلال تأمله في سيرورة الحياة، ففي قصيدة "تجليات" يقيم الشاعر توليفا محكما بين عنصرين أساسين في القصيدة الأنهار والبحر، حيث ترمز الأنهار إلى سيرورة الزمن التي تستحضر وتؤرخ كل شيء من البداية إلى النهاية، إذ أن الأنهار التي يرمز بها الشاعر إلى الحياة تحمل معها كل ما تجده في طريقها ولا تستثني شيئا، صغيرا كان أو كبيرا، كسجل التاريخ الذي يحصي كل الأحداث التي يعيشها الواقع وتمر على نهر الزمن.
الأنهار تؤرخ الحياة
حتى انتحار الحيتان
على أقدام مدن مائية
غسلت مواسمها
بالمياه الآسنة
يرمي البحر
أسنانه على الشاطئ
ليقضم عفونة الأنين
من أرصفتها
المبتلة بالخرافة والتعاويذ
"تجليات" ص: 7-8
وهكذا فإذا كانت الأنهار في تصور الشاعر تقبل كل شيء عندما تؤرخ للحياة في جزئياتها فإن البحر لا يقبل كل ما تحمله الأنهار إنما يلقي بزبد غير النافع إلى الهامش، يلقي عفونة الأنين والمبتذل من الخرافات والتعاويذ، وما لا ينفع الناس.
ولنا أن نلاحظ كيف يصور الشاعر البحر وقد نبتت له أسنان وكأنه وحش بحري يلتهم كل ما لا ينفع يقضم عفونة الأنين ويلقي بالخرافات والتعاويذ وبزبد غير النافع إلى الشاطئ. ووحدها الموسيقى لا تخذل الروح عندما تنفتح أبواب الحلم في زمن القمع والغصب والقهر.
4- عالم الصمـــت:
الصمت حالة وجودية يعيشها الشاعر لها في الديوان تمظهرات دلالية كثيرة إذ يطرد استعمال اللفظة (التي تتكرر ست عشر مرة في الديوان) بمشتقاتها المتعددة وبمرادفاتها المختلفة، وما حضورها في العنوان إلا دليل على إشعاعها الدلالي المشبع بالإيحاء والرؤى علاقة بالبوح الشعري الذي يروم التلميح والتشفير والترميز والسؤال بدل التصريح ؛ في قصيدة "سفر العاصفة" تحضر الذات الشاعرة بقوة عزم راغبة في أن تجد النهاية وتتعرف على الحقيقة وتضع حدا للتردد الذي يثبط الإرادة رغبة في تجاوز العجز والتواكل والفشل؛
ويستمر الشاعر في إبراز صور التواكل والتشبث بالغيبيات، وبدل الأخذ بالأسباب الشاخصة لتغيير الوضع وإعادة ترتيب العالم من جديد تراه صامتا يبحث عن آلهة في خرائب المجرات:
الحياة لم تعد تجيء
وأنا متوقف كعصفور
نسي ذاكرته
على أشجار الغروب
صامت يبحث
في خرائط المجرات
عن بوصلة زمن الغيب
لعله يجد آلهة
تعيد ترتب العالم
من جديد
قبل أن يطرق الموت
أبواب الماء
"سفر العاصفة" ص28
في قصيدة "النبي" يترفع الشاعر عن الآخرين الذين يرضون بالحياة في مدن الواقع التي تعمها الثرثرة، أي مدن لا حياة فيها ميتة خربة يباب، ويوم يأتي النهار تغيب عن ذاكرة أهلها، بينما يبحث الشاعر عن مدن مثالية لا وجود لها في الواقع مدن مترفة بالصمت هناك يحقق الشاعر حلمه ويؤسس لرؤاه الخالدة ويتطهر من خطاياه التي علقت به منذ صباحات البدء ويولد ولادة جديدة ويندم على ما اقترفت يمناه من قبل، ويخرج من أناه ليصبح ناطقا بضمير داخلي جمعي، يقول في قصية "النبي" :
أنتم تبحثون/ عن مدن/ غابت عن ذاكرتكم/ يوم جاء النهار/ يشتكي عطش الثرثرة/ وأنا أبحث عن مدن/ مترفة بالصمت/ أعلق رؤاي على زمن/ غادرني دون أطراف/ جاء بيَ/ من رحم ولادتي/ غاسلا رئتي بلون القمر/ لأتناسل في رحم الهواء/ وأشم رائحة جثة هابيل/ قادمة من صباحات البدء/ فأرمي الأنثى الأولى/ ببرتقال الندم قبل أن تقطع/ رغبتها/ من فاكهة التفاح. "النبي"ص33-34
هاهنا تضمين محكم لقصة آدم ولخطيئة قابيل في القرآن الكريم لكن الشاعر يعمد إلى تحويرها لتنسجم مع رؤياه الفنية، فالشاعر لا يريد السقوط في الخطإ كما سقط أبونا آدم وأمنا حواء، في العالم العلوي، إذ أخرجهما الله من الجنة، فقال لهم الله تعالى "اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين" كما لا يريد أن يسقط في خطإ العالم السفلي الذي يرمز إليه بحدث قتل قابيل لهابيل، إنما يريد الشاعر أن يتطهر ويسمو ويرقى إلى عالم الروح متلافيا أخطاء البشرية، وحينذاك تقر عينه ويخلد؛ في وقت يعد العالم/ حروبه مع الغروب.
وفي سبيل كل هذا وذاك تعيش الذات حالة سفر مستمرة بحثا عن الحقيقة الصامتة عبر عوالم الشعر الرؤيوية، مما يتطلب من الذات حركة دؤوبة ومتواصلة للقبض على المنفلت حتى النهاية، فإذا كان السفر، مثلا، يسفر عن المستور من الأشياء فإن السفر في قصيدة "أسفار" لا يعني الإنتقال بين مكانين في زمن ما بل يعني أبعد من ذلك عندما يصبح سفرا داخل فضاء الزمن خارج الإطار المألوف والمتعارف عليه؛
سافر إلى عودته.../ مع همسات الحنين/ هطلت في روحه/ موسيقى/ أعمق من العاصفة/ أعمق من البحر/ بكى منتشيا..،/ تاركا أسئلة ذبوله/ على أيقونة الخلق. "أسفار"ص25
خاتمـة:
وأخيرا يلاحظ القارئ الانسجام التام بين ثلاثة جوانب أساسية ومتداخلة في الكتابة الشعرية عند الشاعر عباس باني المالكي، الجانب الفكري، والجانب الفني، والجانب الجمالي، بحيث لا نشاز بين هذه العناصر المكونة لهذه المجالات أو غيرها ويكفي أن يلاحظ القارئ كيف تكسر النصوص الشعرية في الديوان بنية الجملة الشعرية عندما يوزعها الشاعر بين سطرين شعريين أو أكثر ليؤشر من خلالها على انشطار العالم من حوله، كما تأتي بعض مقاطع القصائد عند الشاعر عباس باني المالكي على شكل ومضات شعرية سريعة، معتمدة التكثيف العميق،مثال ذلك قوله:
أودعك بفرح/ لأجمع حزني الصاخب/ من رفوف الروح "عشب النسيان" ص118
تصدر قصائد ديوان الشاعر عباس باني المالكي، إذن، عن رؤيا استبصارية مركبة تستمد جذورها وشرعيتها من الواقع المختل الذي تستوعبه الذات الشاعرة وتحلله، وتتجاوزه إلى عالم بديل، يولد من خلال استبطانها للوعي الناضج، وتجاوزها للوعي الزائف، عبر الانصهار الكلي مع عوالم الطبيعة والمحيط والكون تلك التي تحل بها الذات الشاعرة فتكشف لها عن حقائق خالدة تتخذها عالما خاصا عالم الصمت والحلم والتجلي.. لتمارس فيه لعبة الكشف الاستبصار .

كنت جاهزة للعشق........... بقلم الشاعرة : ضحى بوترعة /// تونس


كنت جاهزة للعشق
كنت المرأة الوحيدة يحرسني المعنى في
الوجوه المليئة بنزيف الوطن
قد أنسلخ من قميص أبي وأتوهج في الخطيئة
قد أركض في جدران بلا أفق
والأرض الخضراء في المجاز تلتصق بالوريد
انتبهت وكنت جاهزة للموت
لاشيء يمنع التراب من النوم على جسدي
قد أهب قيودي لبكاء طويل
واعيد المعنى لصوت يلهو بحكمة الغراب
أحتاج أريكة تقودني لنضج النعاس
سهوا أنحني
سهوا أعد لهفواتي الأريكة
وتراوغني أنثى ليست مني
قال الشاعر....
ابقى عميقة في دمي ليس في الوطن ما يثير رسام فسدت ريشته......

{ قلــــــــــــم : ضحــــــــى بوتـــــــــرعة }


لا تسأل.......... بقلم الشاعر : محمد ذيب سليمان /// فلسطين



دع عنك لا تسأل فكأس غرامي
آويتــه وخَبــأْت فيـــه حطــامي
غلفتــه بدمــوع قلبــي تاركــــا
بيـن الضلــوع مــرارة الأيــام
وكسرت ناي الحب فانسكبت له
بتوجع ٍ روحي ونبض عظـامي
للحــزن طعم لــذ َّبيـن جوانحي
كالشــعر إذ تشــدو به أحــلامي
ما كنت أحسب أن عمري قد دنا
من صحبة تسـمو على الأوهــام
فإذا حطــام الكأس عــاد بريقــه
وإذا البــراءة أشــرقت بخيـامي

صخرة .......... بقلم الشاعرة :بهية مولاي سعيد /// المغرب


صخرة وحيدة
على شاطئ الغربة
لفظها المد
تناساها هناك
تزورها الأمواج ِلمَامَا
تسقيها ملح الحنين
نتوءاتها قصة تروي
صراع البقاء
في رحلتها أضاعت بعضها
خلفته في شواطئ عدة
ما تبقى منها
يرسو هنا على رمال
تنسحب من تحتها
تدعوها للرحيل
الى أين؟
لا مرفأ يحتضن بقاياها
قابعة هناك تنتظر
عفو البحر
يجزرها الى جوفه من جديد

دونَ جدْوى.............. بقلم الشاعر : الطاهر ابراهيم /// العراق



دونَ جدْوى ،
في قفرٍ تسبحُ الروح ،
و مازلْتُ أبحثُ عنّي ،
و لم أصلْ إليّ ،
كيف لي أن ألتقيك .....؟!
حمَّلوني تمائمهم ، و قالوا :
نحن بقايا العالم الأبيض ،
سرْ في أرضِ النور
نادي باسمها ، أنفخ في معناه ،
على جنح قصيدة مرتَّلة ،
تأتيكَ ،
قبل أن يرتدَّ طرفُكَ إليكَ ،
و مرَّ العام الألف و أنا أحمل كيسَ خطاياهم ،
لم يبقَ نبيٌّ و لا رسولٌ و لا وليٌّ ،
لم أنثر بين يديه ما تقيَّؤوه من غوايات ،
أيتها السيدة المبجَّلة ،
يا كنهَ الحقيقةِ العصي ،
أيتها المبهجة و أنت تلفعينا بسرادق عزائك ،
يا بكاءك ، و هو يكمِّمُ ما أنيرَ من ضحكاتِ النهار ،
يا غناءك ، و هو يُرقِصُ الأطيار في خواء الروح ،
هاكِ أناملي المشتعلة ، إستغاثة وطن ،
قربي خدكِ الأسيل ،
إمنحينا عفوك ،
لا ذنبَ سوى إنّا لم نرك
و لا نراك .....!

الشعراء ' نص شعري' بقلم الشاعر عباس عبد معله /// العراق


احتفل الان بهذا القداس الموضوع على مفترق الطرق
احمل في كفي الشمس
واصواتا امنحها لونا ذهبيا...او وشما. في لون الليل
وانثر مايتبقى في القلب
الى من يحمله عني
ابكي احيانا من وجد ....ثم اغني
......
ياهذا الصوت النائم في حنجرة القلب المسكون بهاجس ماتخفي الكلمات
افتح نافذة الصحراء
المجد
الوجد
الريح
لكي يتسلقها البصر الممتد. الى واد يسكنه الشعراء
ولا ياتي الحافر فيه على الحافر
اذ تبصرهم
يختصمون على بيت
يلعنه النحو
وينتصرون الى بيت يرفعه الدرهم ...حد الاعياء
وتنظر جوقات الاتين الى اسواق الشعر العربي
المنثور رمالا من نور في قلب الظلمة
يتبعهم شعراء
يتبعهم شعراء
يتبعهم شعراء
يتذرع كل فصيل بذرائع شتى
كي تمنحهم
عفوا ازليا
او مدحا
او درب مرور بامان
ينقذهم من سيف النقد التخاذل
في كل زمان

وما بين توقد مشعل رؤياك....وهمك
تدنو جوقات الشعراء
.......تدخل جوقة الشعراء السابقين( الجاهليين )
نحن من اوقد لون الفجر
نحن من اوجد نبع الشعر
نحن من يحدي بسيل الكلمات
نحن - لولانا - لكان الحرف مات
......
نخلق نحن من الحرف
- باذن الشعر -
طيورا ..عشقا
نطلقها في قلب الروح ...الحكمة
ننسجها بين ضلوع
ايقظها نبع دفاق من لغة
نتعشقها حينا
ثم نغنيها مايتبقى فينا من حزن
او الم
أو وحده
نتشافهها
قلبا يحملها لقلوب اجنحة
تحملها لقلوب
تحملها ..تحملها
اجنحة
ثم تطير بكنز لسماء لاتدرك بالنثر
من صحراء الحرف
زرعنا الارض بلون الشعر
ونثرنا مايتبقى فينا
نحو دروب ستؤدي أكلا
أيقظنا الجمر بألسننا
وسرنا مزهوين
ومخترقين صفوف اللاشيء
لنخلق نحن - بأذن الشعر - قصائدنا
نحن بناة قبائلنا
ودعاة تفرد مجد يورث
يبقى بسماوات العز
ونبقى نحن
قناديلا
توقظ فجر الحرف
بكل زمان
.......

واذ تمضي الجوقة في قلب السوق
تضيء الاتوار
وترتفع الرايات
وتدنو جوقات اخرى
.....
( تدخل جوقة الشعراء اللاحقين )
( شعراء الاحياء )
نحن من اوقد لون الفجر
نحن من هذب نبع الشعر
نحن من يصغي لنبض الكلمات
نحن لولانا...لكان الشعر مات
....
منذ ان فكر هولاكو بغزو الشمس
واختار الخلود الاحمر المزرق في دجلة دربا للظلام
نشر الليل خروفا اسودا
فوق منارات غفت فيها رؤانا لسنين
وانبرى صوت يمنينا بفجر
بعد حين
بعد حين
بعد حين
مالذي يبقى على ارض النبوءات من الوجد
سوى الهة التمر
وحزن نابت في الصاد
اوفي الضاد
حرف قد تشوه
في العيون... او النفوس
ثم ماذا
غير طأطأة الرؤوس
وقوافينا التي كم ابحرت فينا
نلملمها
ونرميها
رمادا..من شموس
فاستفقنا نزرع الارض اليباب
ونناحي طيف أهواء أخر
ونغذيها بانواع النذور
علها تطعمنا في سقمنا
وتروي ارضنا العطشى الى لون السحاب
ثم ايقظنا ضياء الحرف
من ليل الظلام
صارت الدنيا
عناقيدا من الكرم المدلى
صارت الدنيا ينابيع سلام
.......

حيث تمضي هذه الجوقة في سوق الكلام
تتراءى جوقة قادمة قبل غروب الشعر ,
.. او عند الشروق
( تدخل جوقة الشعراء القادمين )
( المحدثين )
نحن نن اوقد لون الشعر
نحن من عصرن نبع الشعر
نحن من يبصر لون الكلمات
نحن احييناه ....كان الشعر ...مات

نؤمن بالشعر وبالشعراء
'' نكفر بالشعر وبالشعراء ''
نشتاق بان نحرق كل الورق المكتوب
بخط ذهبي اللون
وشكل... دجنه الشعراء
نرفض...
دربا مومس
أو حرفا....مومس
أو كلمات ضاجعها
حتى اشبعها الشعراء
مسكونين
بهاجس ثورتنا
في البحث عن الشمس
التورق في الماء
وعن طير ابابيل خفافا
ترمي فاكهة
من جنة عدن
لا يأكلها الا الشعراء

أحرفنا
في لون اللحظة
أشرعة من ريح
تحملها صارية
في ريح لا تعرفها الأنواء
مزقا كانت...
أو مورقة
لكنا نعرف
اتا نا رغم تمردنا- حد الظلمة -
في احرفنا ....سعداء
وإنا ..رغم خيانتنا المسفوحة من دمنا
أمناء
...........

شارع .. و غربه ....... بقلم الشاعر : حميد الصياد /// العراق


في شوارع الضياع
يلسعني برد الغربه
تتثلج يداي
ابحث عن دفىء مدينة
ترفض ان تغادر ذاكرتي
ظلت تتراقص امامي
تسكن اهدابي ... تغفوا بين جفوني
لا شيئ في الغربة الا الضباب
وصراخ المخمورين
وقطط الملاهي .. تجوب شوارع المدينة
و انا اجترُ المسافات تيها
اشكو البرد و الخوف والضجر
احلم بالدفىء
في حضن امرأة من وطني
امراة .. يُشعلُ نهديها
ليل باريس المتجمد ..
يحول ثلجها لهيبا ودخان
اه يا وطني .. يا دجلة الروح ..
لقد اتعبني البرد ....واعياني الضجر .....
اه ... يا مدينة السلام

باريس / اكتوبر /2007

فاتنة المغرب............ بقلم الشاعر : ضمد كاظم وسمي /// العراق


شغفتْني فاتنة المغْربْ
في ضحْكتها نغمٌ يطْربْ

في لهْجتها شِعْرٌ أندى
منْ لكْنتها شهْدٌ يسْكبْ

جُنّ الرائي في وجْنتها
نورٌ والشّمسُ بهِ تُحْجبْ

منْ بغداد النّهْر الصّافي
راقَ الساقيْ طيبُ المشْربْ

لضفاف البحْر بها طيفٌ
أمواجاً قد شقّ المركبْ

وفراتُ الخير جرى غربا
لبلادٍ صار بها أعذبْ

والزّاجلُ فوقَ النهْر طفا
ببريد الشوق سعى يعْتبْ

وعلى حدّ التّيماء قضى
دهراً والصّبْرُ بدا ينْضبْ

قدّمْتُ جوازي للشّرْطيْ
وجوازي مازال الْأنْسبْ

فأشار الى فمهِ مهْلاً
لجوازك أمْرٌ قدْ يُحْسبْ

ولبثْتُ بها دهْراً ثانٍ
إذْ نفْسي مازالتْ ترْقبْ

الشاعر ضمد كاظم وسمي


البحث عن الآخر في قصيدة ( سأبحثُ عنكِ ).... للشاعر : سعد المظفر // بقلم د . مرتضى الشاوي // العراق


في قصيدة سعد المظفر نجد توافق الضمير المستتر للدلالة على ذات الشاعر ، وهو ( أنا ) في الفعل ( سأبحث ) ، مع ياء المتكلم مقاربة من ذات الشاعر كما في ( طفلتي ، غاليتي ، غانيتي ) .
في حين يكون الصوت الآخر عند المظفر متعلقاً بالفعل ( أبحث ) ومتأخراً عنه بوساطة الجار والمجرور ( عنك ) وفي بهاء المعشوقة عند مفردتي( طيفك ، ألوانك ) ، ومع الصوت الآخر حاضر في قلب الشاعر بين كاف المخاطبة في ( سأبحث عنك ) و عند مفردتي( طيفك ، و ألوانك ) ، وياء المخاطبة في ( لا تنفري ) .
ومن هنا نستنتج أنّ البحث عن الذات عند المظفر لا يحتاج إلى إثبات الذات ؛ لأنّ همه الصوت الآخر ، وهو مشترك معه في كلّ شيء .
إنّ معجم سعد المظفر الشعري متنوع ، فكلّ مفرداته موسومة بشيء من التحسس العرفاني ، وقصائده غالباً ما تخلو من تجارب أصحاب المهن ، فهو ليس موظفاً حكومياً ولا صاحب مهنة إلا بالقدر الذي يحتاجه ويتنامى معه مثلاً مفردة ( سوق ) في ضوء التعايش البيئي كما وردت في القصيدة .
سعد المظفر للشعر فقط دون غيره ، هو نفسه وروحه الذي بين جنبيه ، خياله خطب ورؤى نافذة وفكره صاف وصوره ناضجة ، فالبحث في معجمه الشعري يدور في نبض الشعراء بتوصيفاتهم الحسية ومحاكاتهم الفنية والرمزية الرومانسية غير المباشرة ، وبلغة إيحائية مبطنة بالجمال العفوي .
فالبحث في معجمه الشعري يدور في نبض الشعراء الرمزيين العرفانيين ( الصوفية ) ، والمفردة عنده عرفانية لها عدة تفاسير ، لها ظاهر ولها باطن ، والمفردة عنده رمزية مبطنة تحتاج إلى متلقٍ ليس عادياً يفكّ شفرتها بدقة ؛ لأنّه يطير بك بخياله الواسع إلى عالم الحسيين ؛ ولأنّ عالمه خال من المهن الجاهزة ، وليس بعالم الواقع التراتبي المصنف ، فضلاً عن قلبه الذي ينقلك إلى عالم خالٍ من الشوائب .
عندما تتلمس مفرداته تجده من خلال العمق الذي يتعايش معه هولا يمتهن شيئاً سوى تواجده بين عالم الكتب فصداقته عرفت بخير جليس في الزمان كتاب ، ولهذا تشعر منذ الوهلة الأولى في بداية القصيدة أنّ قاموسه هو البحث والتنقيب في كلّ العوالم ، وقد جاءت مفردة ( سأبحث عنك ) ، قالها مرة واحدة ، ولم تتكرر؛ لأنّ البحث عنده ثابت ومستقر لا يحتاج إلى تأكيد ، ولأنّ الحروف عنده منظمة ودقيقة ما تحتاج إلى تبعثر وترهل ، فهي مغنّاة على شكل قصيدة في نغم تصاعدي لهذا يقول عنها :
" لا تنفري غزلة الحروف
أغنية تنمو القصيدة
في المواسم
أيام الوداد "
كذلك يبرهن سعد المظفر عن انتقائية في معجمه الشعري مشحونة بالإختيار العرفاني ( الصوفي ) مثل ( قعر كأس ، وبقايا خمرة ، وقيامة الفراق ، وانتفاخ سديم ) ، فكل مفردة من هذه المفردات لها دلالة مشحونة بتفسير ظاهري وباطني ، ولا يريد التفسير الظاهري العائم ؛ لأنّ المتلقي يفهم أنّها بذيئة ساقطة ، أو يظن أنّ الشاعر في هوس عندما يسمع بالكأس والخمرة وغيرهما ، بل لها تفسير باطني أبعد مما يتصور القارئ ، فقد يعيدك سعد المظفر إلى عصور ابن الفارض والحلاج يقتبس روحية المعنى وليس اجتراراً للفظ مثلاً :
( قعر الكأس يرمز إلى التواضع ، والكأس ترمز إلى الحياة أو الأنثى ، والخمرة ترمز إلى حياة الإنسان ، والانتفاخ يرمز إلى الولادة الحقيقية ، والقيامة ترمز إلى الاحتضار ،) وغير ذلك .
أما البحث الجاري عند المظفر فهو مخصص بالظرف المتصرف القائم بالليل ( الليلة ) وهو تخصيص في بدأ البحث وفي عوالمه لا بظرفية النهار؛ لأنّ الليل عند الشاعر الفضاء الممدود وهو الأنيس والصاحب السمير ، فبدونه لا يستطيع بثّ تباريحه وأشواقه .
يبحث عن معشوقته في ضوء ظرفية الليل وفي كسل النجوم بخفوت الضياء في بداية الليل ، ومن ابتداء حيثية الظلام عبر مخاطبتها بصوت العاشق الواجد على ذلك الطيف المارّ في لحظات النعاس إذ يفتشّ عنها في مواقع النجوم ، وعند ارتشاف الظلام ضوء النجوم ، وعبر حضور الطيف ساعة الوسن ، وكأنّه سلعة بصرية كبقية العيون الباصرة ، لكنها مضنية تباع في سوق المبصرين بلا ثمن مثل إنسان أدركه النعاس فعيونه ذابلة ما بين أناس في حالة اليقضة ، كما جاء في قوله :
" سأبحث عنك
الليلة في كسل النجوم
حين ترتشف الظلام
وطيفك يبيعه الوسن
في سوق العيون بلا ثمن "
فالبحث عنده جار ممدود لا ينتهي في ظرفية واسعة ، وقد علّق فعل البحث ( سأبحث ) بحرف الجر ( في ) ودلالته على الظرفية المستمرة .
وقد تكرر ( في ) في خمس مواضع ( في كسل النجوم ، في سوق العيون ، في الأسود من ثياب الليل ، في ليل الجنون ، في المواسم أيام الوداد ) ، للتأكيد على استمرارية البحث في ظروف زمنية متشابهة بوساطة حرف الجر ( في ) الموجود في النص .
وآلية البحث عند المظفر جاءت منظمة ومرتبطة بمكون نحوي في نداء الآخر مستعملاً أساليب الطلب عبر وسائل متقاربة :
الوسيلة الأولى :
مخاطبة الآخر بأداة النداء ( يا ) التي تفيد مطلق النداء للقريب والمتوسط والبعيد ، وبما إنّ البحث في مواقع النجوم وفي السماء المظلمة ، لا بدّ من استعمال ( يا ) للبعد ، ولم يناديها باسمها الصريح ؛ لأنّه نداء الشعور والعواطف والأحاسيس من خلال انعكاسات الأشياء على المحبوب وهو ينادي في صومعته كالعابد يتقرب إلى معشوقه ؛ لأنّه في قلبه فلا يراه إلا في شكل الهلال الملتف كالجنين في غياهب البطون الملفوف كما يلف الهلال بثياب الليل الأسود زاهياً بلونه كاحتراق الشفاه باللون الأحمر في ليل المتهجد العاشق المفتون ، وكأنّه غابة زرقاء ؛ ولأنّ لون الغابات تبرز من بعيد بزرقة داكنة بكثافتها من الأشجار ونتيجة انعكاس ضوء النجوم وضياء الهلال المحترق في بدايته وفي قعر كأس العابد الصوفي وهو في صومعته كأنّها بقايا خمرة الحياة في قعر الكأس ؛ لأنّها تمثل عنده الحياة التي تسقي السهاد لكي يكون يقضاً من أمره دائما ، فالمحبوبة عند سعد هي الحياة بكاملها ، وقد شبّهها بخمرة العارف المتهجد في الليل وفي قعر الكأس كما جاء في قوله :
" يا نصف نصف هلال
يلتف كالجنين
في الأسود من ثياب الليل
ألوانك احتراق الأحمر كالشفاه
في ليل الجنون
وزرقة الغابات وقعر كاس
بقايا خمرة
تسقي السهاد "
الوسيلة الأخرى :
مخاطبة الأخر والبحث عنه في نفس الشاعر وبين خوالجه أشبه بالمنولوج الداخلي ، لهذا السبب حذف أداة النداء نهائياً ؛ لكي يشعر المتلقي أنّ المعشوقة قريبة من نفسه لا تبعد كثيراً فهي في أحضان قلبه يحنو إليها غالبا كأنّها طفلته المدللة وكأنّها ثمرة أو القطعة الأثرية الغالية ؛ لأنّها أقرب من الرقاد في ساحة الاحتضار ، لقد وصفها بقوله بأنّها رقاد قيامة الافتراق ، وقد حذف المسند ( المبتدأ ) في الجملة الاسمية ، لأنّها هي نفسه الذي يبحث عنها بين جنبيه التي يفتشّ عنها تلك الطفلة المدللة الغالية وكأنها قطعة عزيزة أثرية ، وهي الغانية لحسنها وجمالها الذي ينبهر من يراها لهذا السبب قد استغنت عن الزينة ، وقد استعان بمفردات الصوفيين في نقل الصورة الرمزية وإحساس الشاعر تجاه الآخر كما في قوله :
" طفلتي
غاليتي
غانيتي
رقاد... قيامة الفراق "
لذا هي باقية يتذكرها ببقاء الشاعر نفسه لتذكره النجوم ، وكأنّها ثقوب انتفاخ في سديم يدلّ على مجموعة من الكواكب في المجرة مثقل بالهموم ، وأجمل قصائد الرثاء في النوح ، كأنّها لم تلد من قبل ولم تكن موجودة ولم ينظر إليها وتشاهد من بعيد مثل السراب عبر تتابع الذكريات ، وقد ختم القصيدة بقوله :
" وتصبح النجوم ثقوبا ً
انتفاخ سديم بالهموم
كأنّها رثاء
كأنّها لم تكن
والذكريات سراب "
في حين كان البعد الطلبي الآخر يضاف إلى أسلوب النداء بوسائله الظاهرة والمحذوفة من وجود أداة النداء وحذفها ، لقد حقق الشاعر مطلباً آخر عبر وسائل المخاطبة فسعد المظفر لا يقبل بالنداء وحده وسيلة طلبية ، ربما يشكل عنده نوعاً من الصمت ، فلا بد من أشعار المتلقي أنّ هناك صوتاً آخر موجود معه يأنس ويحدثه ؛ لأنّ البحث عنه مستمر ؛ ولكي يجعل الحوارية تامة بينه ومعشوقته عن طريق السؤال والجواب ، راح يطلب منها البقاء بزمن ممتد ؛ لأنّها بالحقيقة انتظام الحروف ، وكأنّها وشائج المغزلة المنتظمة ، ولأنّها نمو القصيدة في لحنها التي تطربه وهي غنّاء في مواسم أيام الوداد تلك الأيام الهانئة وهذه إشارة إليها بأنّها ودودة ولطيفة أيام الإشراق .
وقد استعمل أسلوب النهي ويراد به ترك العمل ، لأنّه يطلب منها بعدم الذهاب منفرة بقوة البحث والتفتيش ، ولأنّها موجودة في القلب وفي كل مكان فلا تنفري مني بالابتعاد كالدابة النافرة الناشزة ذات نفار كما جاء في قوله :
لا تنفري غزلة الحروف
أغنية تنمو القصيدة
في المواسم
أيام الوداد "
استفاد المظفر من ظاهرة الحذف في اللغة في التخفيف من العناصر اللغوية ، وهذا ديدن الشعراء العرفانيين ( الصوفيين ) بحذف الأهم ، لأنّه قريب من أنفسهم كما في قوله :
" أغنية تنمو القصيدة " ، والتقدير : أنت أغنية تنمو القصيدة
وأيضاً قوله :
" رقاد قيامة الفراق " ، والتقدير : أنت رقاد قيامة الفراق
وفي ندائها ( طفلتي ، غاليتي ، غانيتي ) حذف اداة النداء ، لأنّ المعشوقة قريبة من نفس الشاعر يعيش معه في قلبه وكيانه ، وهو يراها كالنجم في ثبات نوره والهلال في احتراقه .
فضلاً عن ذلك استثمار مخاطبة الآخر بصفاته وليس باسمه لإبراز محاسن المحبوبة بشيء من صفاتها المعنوية لا بصفاتها الجسدية كما في قوله :
" طفلتي
غاليتي
غانيتي " وقد حذف أداة النداء كما قلت آنفاً ، ولا تحذف إلا في مجال التدلل والدلال المفرط والغنج وترقيق الألفاظ للتخفيف من الآلام ؛ لأنّها عزيزة مدللة مشرقة بحسنها ، وكأنها طفلة ، ليس لها ثمن مشاحة بحسنها الطبيعي بدون زينة .
في حين أسلوب التكرار عند سعد المظفر لم يأخذ أبعاده اللاشعورية ، بل كان تكراراً يقينياً بالمفردة الواحدة في بيت واحد من أجل حشد التصوير وتقوية المجاز الاستعاري في قوله ( يا نصف نصف هلال ) بالرغم من أنّ البحث عن الآخر ممتد إلى زمن المستقبل في الفعل ( سأبحث عنك )
أما البنية الإيقاعية عند سعد المظفر فنجد فيها القافية مرسلة ؛ لأنّ القوافي عنده متنوعة تجري على التخالف والتناظر والتشابه ، كما تجري القافية في قصيدة الشعر الحر ( شعر التفعيلة ) ، لأنّ المظفر من بيئة بصرية ومن جنوب العراق وأثر القصيدة الحرة في شعره واضح وبارز على الرغم من أن أغلب قصائده نثرية إلا أنّ مواطن التأثير فاعلة في قصائده .
مثلا تتواجد القوافي المتشابهة الموحدة :
كالميم في ( النجوم ، الظلام ، المواسم ، هموم)
والنون في ( الوسن ، ثمن ، الحنين ، الجنون )
واللام في ( هلال ، الليل )
والدال في ( السهاد ، الوداد )
والياء مع حرف الروي التاء ( طفلتي ، غاليتي ، غانيتي )
فضلاً عن القوافي المنفردة :
كالكاف في ( سأبحث عنك )
والهاء في ( الشفاه )
والسين في ( كأس )
والفاء في ( الحروف )
والقاف في ( الفراق )
والهمزة في ( رثاء )
والياء في ( سراب )
أما الصورة الفنية عند سعد المظفر فهي غاية الإبداع منذ الوهلة الأولى وقد امتازت صوره الشعرية كلّها بالرمزية الرومانسية غير المباشرة ، فضلاً عن إدخال الرمزية في حالة التوصيف الحسي ، مستفيداً من عرفانية المفردة في مخاطبة العقل الباطني مما يجعله في درجة شعراء العرفانيين ( الصوفيين )
كاستفادته في تجزئة الأشياء من أجل الدلالة على الكلّ كقوله :
" يا نصف نصف هلال "
وكذلك استثماره من معانيهم الباطنية في قوله :
" وقعر كأس
بقايا خمرة تسقي السهاد
....................
رقادِ ... قيامة الفراق
وتصبح النجوم ثقوباً
انتفاخ سديم بالهموم "
وقد أشرت إلى معاني المفردات هذه سابقاً ، لقد وظف أساليب البيان من أجل أغناء صوره الشعرية بالجانب البلاغي، وهذه مميّزات فنية خاصة بشعره ، وهي حقيقة ملموسة للقارئ النموذجي و العادي .
مثلا توظيفه الصور التشبيهية مستعملاً أركان التشبيه من مشبّه ومشبّه به وأداة التشبيه ( الكاف ، وكأنّ ) كقوله :
" يا نصف نصف هلال
يلتف كالجنين
في الأسود من ثياب الليل
ألوانك احتراق الأحمر كالشفاه
في ليل الجنون "
وكذلك قوله :
" وتصبح النجوم ثقوباً
وانتفاخ سديم بالهموم
كأنّها رثاء
كأنّها لم تكن
والذكريات سراب "
وأيضاً توظيف الصورة الكنائية في قصيدته كما في قوله :
" سأبحث عنك
الليلة في كسل النجوم " كنى عن خفوت ضياء النجوم
وكذلك " وطيفك يبيعه الوسن
في سوق العيون بلا ثمن " كنى عن النجوم الكثيرة
بثياب الليل عن الستروالوقاية
وبزرقة الغابات عن كثرة الهموم
وبالكأس عن الحياة الصافية
وبالخمرة عن حياة الإنسان
وبغزلة الحروف عن انتظام القصائد
وبطفلتي عن محبوته المدللة
وبغاليتي عن قطعة أثرية
وبغانيتي عن الجمال الطبيعي
وبقيامة الفراق عن احتضار الروح
وبانتفاخ السديم عن ولادة النور
أما عن المجاز الإستعاري - الصورة الاستعارية - فقد بلغ ذروته قي سلم التوليد والابتكار في المعاني الجديدة ، مثل ارتشاف الظلام ضياء النجوم كما يرتشف العاشق لمى معشوقته في قوله :
" سأبحث عنك
الليلة في كسل النجوم
حين ترتشف الظلام "
وتجارة النعاس بطيف المحبوبة في سوق العيون في قوله :
" وطيفك يبيعه الوسن
في سوق العيون بلا ثمن "
وتثقيب النجوم بالسماء وهي مثقلة بالهموم كانتفاخ السديم وهي بقع سحابية متوهجة أو مغيمة في الفضاء ناتجة من تكاثف أو تصادم عدد لا يحصى من الأجرام السماوية .
وأظن أنّ الشاعر قد أعطى سبباً معقولاً وتعليلاً حسناً لتثقيب النجوم نتيجة انتفاخ السديم ، وقد سجّل حضوراً بارعاً على مستوى علم البديع في حسن التعليل وهو من المحسنات المعنوية .
وهذا يدعوننا إلى أن نتلمس المبالغة الفنية في شعر سعد المظفر لكي يكون في ريادة الوصف الحسي والمعنوي معاً وقدرته على التوليد والابتكار في المعاني كما قيل سابقاً ( إنّ أعذب الشعر أكذبه ) ويراد به الكذب الفني .
في حين برز المجاز الاستعاري في التفاف الهلال ، وهو وصف للحبيبة في ظلام الليل كالجنين عندما يكون في ظلمات البطون ولا يقبل بذلك بل يمازج ويداخل الأشياء الحسية مع الأشياء المعنوية ليصنع منها صوراً مركبة كقوله :
يا نصف نصف هلال
يلتفّ كالحنين
في الأسود من ثياب الليل
ألوانك احتراق الأحمر كالشفاه
في ليل الجنون
وقعر كأس
بقايا خمرة تسقي السهاد "
فضلاً عن رمزية الألوان وهي من مكملات التصوير الشعري عنده ، ربما كان اللون الأسود هو من ثمرات حياته التي تميزت به قصائده بكثرة ، وهو لون عائم على شخصية الشاعر مما جعل له انطباعاً وبصمات على شعره ويتناغم معه اللون الأزرق ، وهذا دليل على العمق الجاذب والهدوء العاطفي والاسترخاء والحاجة إلى الراحة ؛ لما يحمل من آلام كثيرة وكبيرة قد مرّت عليه لكنه لا يرضى بهذين اللونين مهيمنين على حياته بالدرجة الأساس فدائما يتطلع إلى اللون الأحمر ؛ لأنّه القوة والشجاعة والريادة ومتضمن كلّ معاني الحب والعاطفة المتوثبة الجياشة ، مما تشعر منه بشخصية تشع نشاطاً متميزاً بحيوية الشباب وانبساطية وتواضع مستمر لا حسداً عليه ، وإنما من باب الغبطة والفرح والسرور.
د . مرتضى الشاوي
2011م = 1432هـ

متن القصيدة :
سأبحثُ عنكِ – سعد المظفر
سأبحثُ عنكِ
الليلةَ في كسلِ النجوم
حين ترتشف الظلام
وطيفك يبيعه الوسن
في سوق العيون بلا ثمن
يا نصف نصف هلال
يلتفُّ كالجنين
في الأسود من ثياب الليل
ألوانُكِ احتراقُ الأحمر كا لشفاه
في ليلِ الجنون
وزرقةِ الغابات
وقعرُِ كأسٍ
بقايا خمرةٍ تسقي السهاد
لا تنفري غزلة الحروف
أغنية تنمو القصيدة
في المواسمِ
أيام الوداد
طفلتي
غاليتي
غانيتي
رقاد...
قيامة الفراق
وتصبح النجوم ثقوباً
وانتفاخ سديم بالهموم
وكأنَّها رثاء
كأنَّها لم تكن ...
والذكريات سراب !!!
سعد المظفر

مســـــــــرح الطقـــــــــــوس ... الحســــــــــين ثائـــــــــــرا ...... اعـــــــــــــــــداد : حســــــــــن نصـــــــــــراوي /// العراق


يرجع أصل المسرح في جميع الحضارات إلى الاحتفالات المتصلة بالطقوس الدينية. والدليل مخطوط لمسرحية دينية مصرية كتبت قبل 2000 ق.م، وتدور حول الاله أوزوريس وبعثه. وقد نشأت الدراما الاغريقية- وهى الاصل في التاليف المسرحي الغربي- عن الاحتفالات بعبادة الاله ديونيسوس، فكان الناس يضعون أقنعة على وجوههم، يرقصون ويتغنون احتفالا بذكراه. ويقال أن ثسبس كان أول الذين انفصلوا عن جماعة المحتفلين ليلقى بعض الأناشيد وحده( 535ق.م)، وبذلك ظهر أول ممثل. وكان مولد المسرح حين اضاف ايسخولوس ممثلا ثانيا، وقد بلغ المسرح اليوناني أوج مجده في القرن 5ق.م. وكان سوفوكليس ويوريبيديس وايسخولوس هم أكبر كتاب التراجيديا وأريستوفان هو أكبر كاتب كوميديا. ولم يصل المسرح الروماني إلى مستوى الدراما اليونانية، وان وصل كتاب مثل سينكا في المأساة، وبلاوتس وتيرنسفي الملهاة، وكان لهم تأثير بالغ في الدراما بعد القرن 16. ثم تدهور المسرح في ظل الامبراطورية الرومانية، وكاد يختفي أمام معارضة الكنيسة. وظهر نوع آخر من المسرح في العصور الوسطى في أوروبا، نشأ عن الطقوس الدينية، فشاعت مسرحية المعجزات ومسرحية الأسرار والتي تغيرت تدريجيًا حتى ابتعدت عن الموضوعات الدينية.
ملحمــــــة الحســــــين ثائـــــــــــــرا ... نموذجــــــــــــــا
....................................................

لقد اكتسبت المسرحية شخصيتها اللغوية والبيئية وميزتها عن ألوان الأدب المسرحي المتأثر بتيارات الغرب والشعر الملحمي الإغريقي وتمكن الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي أن ينطلق ويحلق بالكلمة البلاغية نحو الإبداع والسمو المشحون بالعاطفة لأنه يمتلك القدرة على التصوير وبتفاعل مع الأحداث باندماج كلي يعينه بذلك فهمه الثقافي وثروته اللفظية من اللغة التي يمتلكها ، أنه عالج موضوعا تاريخيا شغل بال كل الإسلاميين الأحرار الذين اتخذوه طريقا للخلاص على مر الأجيال ، كذلك تأثر به غير المسلمين من طالبي الحرية في العالم ، لقد رسم الخصوصيات من خلال تشابك واضطراب حاضرنا الذي ساده الظلم والاضطهاد والقمع .
وتاريخنا الإسلامي معين لا ينضب يستطيع كتابنا المسرحيون أن ينهلوا منه الكثير لخصوبته ولدلالاته الحيوية التي تعيش متجددة ما دام الإسلام ينشر فكره المشرق المتجدد في كثير من مناطق العالم .
إن هذه الدراما الشعرية المأساوية تجسدت في لقت نظر الغافلين واللاأباليين من جهة والثائرين المطالبين بالعدالة من جهة أخرى أن يسيروا على منهج جده صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه عليه السلام ومنهجه عليه السلام ويذكروا ثأره لأنه أضحى من أجلهم ومن أجل الأجيال التي تلتهم ومن أجل قضية أزلية تخص البشرية جمعاء .
{ حســـــن نصــــــراوي }

وجهي والعصفور ........ بقلم الشاعر : سعد المظفر /// العراق


أفلتُ وجهي بوجه الزمان
فمه ثوانٍ تلمنا فُتات...
أشعلتُ في قلبي الوجود المدى
ولم أدرك غايتي
غبتُ فيه ثم عدتُ
ولم تتبدل الأمكنة
دلني عصفورٌ على غصنين
بأعلى الشجر
قال هنا بنو لعشتار أرجوحةً
من اجل عينيها
وهنا كان الفجر يرقص على الزقزقات
وهنا كان الهَور ... وكان الفرات
وكان تحت تلك النخلةِ
تلعب آلاف البنات
كلهنَّ تزوجنَّ
إنه سّفر المواويل
لا يدوم الغناء على نغمةٍ واحدة
عطش الهور
ولعب الغبار بالنجوم فلم ! نعد نراها
والفتياتُ عُدنَّ إلى أهلهن أرامل
إنها الحربُ
وكلما نعست حربٌ ونام جمرها
أفاقت أخرى وسعر لهيبها
واختطفوا الأطفال حين بانت شواربهم
ودفنوا أول لحظات الحبِ
صنعوا مدارساً للموت
حين سهرت قلوبهم تخفقُ
جمعوهم في مقبرة
وانهال عليهم التراب ثقيلاً
عليلاً ...
عاد وجهي
غريباً محملاً بالسؤال
وضعتهُ على كتفي
فظل يبكي طويلاً

ماكتبت الشعر غزﻻ......... بقلم الشاعر : عبده شحاته /// مصر



ماكتبت الشعر غزﻻ
لوﻻ حسنك قد دعانى
فيه ارسم شوق ليل
من تراتيل الحسان
فانتشى الوجدان منى
والمشاعر في ثوان
والندامى حيرتنى
كالصبا مما يعانى
قد اباح لكل خدٍ
سكر ما فيه العنان
طيرت روح المعنى
فاستباحك كالجمان
وانتشى الولهان منه
خمر شفتك من عيان
سحر عينيك اللواتى
قد رسمتك من حنان
والهوى فيك ابتسام
قد يكونه في الجنان
ياملاك الروح دمت
دام عشقك بامتنان

عينانِ من دمشق............. بقلم الشاعر : علاء الحمدان /// الاردن


بهما للؤلؤتانِ
من البياض
أمصحهما الله
من فسيح رحمة
هبة في الحياة
غوريهما أستبان
بريخ دجلة
ربوع أزهار
تورق ناصعه كحلة
السواد يلتفهما
الآراك عليل المسواك
أجفان الفل و الياسمينة
أرج حجريهما
لهبً من الوأم
رأيتُ... فيهما
حلةُ مدخلهما من
ثمار خروب
يصحبهما روائح
الطيب بارع التعطف
من جنة الأرحبي
ينقلهما إلى منازلنا
القديمة من الطين
المسوح مُرصعه بالحجارة
إلى بيت الخباءُ
أغمت عليهما
حرير الرموشِ
من الخزيبةُ
ما أطيب الواصل
وما أحلى
الغزل في الخلوةُ
يسامرني ألحان الناي
تغريدة الزاجلُ
عـــلى...
الصفصاف والكينا
يدربصني أكوام شمطاء
من الخوف خوف الضياع بهما
عينانِ من دمشق
بهما اللقائي..
بهما اللقائي..
ـــــــــــــــــــــــــــ
للكاتب علاء الحمدان.

شكرا لعينيك............. بقلم الشاعرة : احلام البجاوي /// تونس

"شكرا لعينيك رأيت فيهما لون رجولتي......"
قالها والقلب يئن فوق حروف الجر....وكسر الأيام....
حيرة والروح فخ من حنين...
شكرا لعينيك :
رأيتُ فيهما لونا من زرقة بحار منسية..تحج إليها الآلام....
سحر...يسْقِمُ وعي العاشق...
صفرة تاهت بشحوب الخريف...
تشتعل كخطى الغسق على ضفاف الليل ...
تغتسل بغفوة بين طيات المطر.....
شكرا لعينيك رأيت فيهما بعثي وبعضا من أحجيات اللغة..
....أبعثر نفسي....حرفٌ بحرفٍ...
كسرٌ بكسرٍ....
أتعلق بخيوط الصمت الفضية...
لاستر تفاصيل ارتجافي...
وخارطة من لهفة الماء تشبهني...
اريد قليلا من الغرق في بحارٍ بلون النبض...
أمر بنوافذ اللاكون ...
هي مواطن الدمع في موسم الكلام ..
ضحية انا...
والقلب يداعب ضفائر الخطايا...
فينشطر...
قد بلغت نصف المسافة ...
أمامي عثرات الزيزفون ونبت الخلود...
خلفت وراء السديم الكثير من الغمام ....
لن أعود....
أتبع ضوء المرايا......
...والطين يغطي تشوهات الجسد عند دروب عارية....
هل صحيح أن مقلة الوجد تفضح
ظمأ مفرداتٍ عاشقة...؟؟؟؟
وأن عطر الندى لا يعانق غير حقول الزنبقِ الذابلة؟؟؟؟
أبجدية الجر...
تكسر عبثية الصمت و ظلالا زائفة .....
لا أدري.....
هناك هذا الإحساس....مثخن بهذيانِ الياسمينِ...
مرهقٌ...بحلاوةِ الإنتظار...
يُسكرني ...
فشكرا ليعينيك أرى فيهما مأوى الذاكرة...
ولون أنوثتي....................................................... أ.م


فضاء محبتنا............ بقلم الشاعر : حبيب النايف /// العراق

الوجه
يغويه البياض
تنفرج اساريره حين
تحوم حوله
فراشات الضوء
المنبعث
من ثنايا النهار .
يكلل
صمته بالانشراح
ويعيد لذاكرته
الالق المتنامي
كالفرح .
يصعد
سلم الروح
ويقتطف
ثمار البهجة
يرتب
اللحظات الهاربة
ويؤثث عرشك
ايتها المتربعة
على كرسي القلب
كالملكة .
الكلمات المتقافزة
كالعصافير
يدفعها الفرح
تطرز جيد القصيدة
بقلائد الندى
لتضيء
بوهج الحروف
فضاء محبتنا

خربشات فنان......سقوط فوق الجاذبية...... بقلم الشاعر والفنان : البشيري بنرابح /// المغرب



سيدة البوح عاشقة اللوح
من ضلعك الأيمن
خرجت تفاحة الخلد
ومن شمالك
سقطت تفاحة الجاذبية
بين اليمين و اليسار
بين الخلد والجاذبية
كان استقطابي
سيدة البوح عاشقة اللوح
آدم آكل التفاحة
فخرج عُريانا كما خلق
نيوتن توصل للجاذبية
بسقطة التفاحة على الرأس
و بين السقوط والسقوط
خرت أوصالي استحياء
لذات مملكة التفاحة
يا مملكة العطر والورد
يا مملكة التفاح والرمان
أُشهد التاريخ الأدبي
أني أُقدم ذاتي قربانا
لذات ...........عرشك
إمضاء: الفنان البشيري بن

غِيابٌ........... بقلم الشاعرة : احلام دردجاني /// لبنان


يرحَلُ الأصدقاءُ
يتوارَوْنَ خلف أبوابِ الصَّقيعِ ،
يتجَمَّدونَ ،
قِطعُ جليْدٍ صَلْدَةٌ ...

نتَلَمَّسُ جُدرانَ اللّيلِ العالِياتِ ،
يَحْجُبُ الرُّؤْيَةَ ضبابٌ كثيْفٌ ،
يُسَمِّرُنا وحيدِيْنَ
إلى كُرسِيٍّ هّزّازٍ ،
ورِثناهُ عن أجدادٍ ،
كانَتِ المحَبَّةُ عنوانَهُمُ .

نزْدَرِيْ لُقيْماتِ المحَبّةِ
بقلوبٍ غائمةٍ ،
نهتِفُ للّريْحِ أنْ تبدَدِي ...
فياقوتَةُ النُّورِ صديقٌ
من جوهَرٍ نَدَرَ.

عُدْ أيُّها الهارِبُ من رُكنِكَ،
لا تدَعِ العواصِفَ تُذَرِّيكَ ،
أوهامُ الظِلِّ تتَبَدَّدُ ،
كلّما أَنبَتَ الرَّبيعُ زَهرَهُ .

عذوبة .. المشاعر........... بقلم الشاعر : محمود برهم /// الاردن


أبهرني هدير..
شلال حبك ..
فأنصت إلى..
عمق نغماته ..
وكتبت رواية..
في الحب..
البطلة فيها..
أنتي ...
وجلست..
على ضفة ..
النهر أنظر ..
إلى خيال..
جمال وجهك ..
أستجمع ذكريات..
الحب من..
ملامح ضحكتك ..
وبهاء إبتسامتك ..
وعذوبة صوتك ..
أفكر فيك..
أحن اليك..
أسمع كل..
لحن به ..
يقرب إلي..
قلبك ..
أجمع كل ..
أزهار حديقة ..
الفل لأشتم ..
منها عبير ..
روعة عطرك ..
كل لحظة..
يحثني قلبي..
لملاقاتك ..
والبوح لك..
بكل كلمة ..
عشق ..
الروح بها..
تشتاقك ..
أغمريني ..
أحضنيني ..
ٱه كم انا ..
محتاج الان..
إلى فيض ..
حبك وحنان ..
قلبك وصدق ..
إحساسك .
أحبك .. أحبك .

بقلم /محمود برهم .

حماســــــــــــة............. بقلم بتول الدليمي /// العراق

يبحث في
ديوان ابي تمام
عن حماسة
لقصائده الأخيرة
كي يلقيها على
جموع .. الصامتين
يسمع من بعيد بعض العويل
وتراتيل .. الحزن
و تصفيق .. الصامتين
الساكنين دون حراك
لعلهم ينهضون !!
ربما يبكون
على نغمات حرفه
أو على موسيقى
تعزفها .. كلماته
لاحماسة لديهم!!!
كل قصائد الشعر لاتهمهم.....

اعرني انتباهك... ................ بقلم الشاعر : مهدي سهم الربيعي /// العراق



1..
كفى تجاهﻻ مصطنع

فلست شبيها ﻻحد
يد العتمة طالت سنيني
بانتظار قناديلك الصغيره
تشق عصا الضﻻم وتنفذ..
2..
بنيت لك بيتا بين اضلعي

من طابوق الشناشيل القديمه
معتقا بروائح اﻻزقة الضيقه
وتلك المقاهي العتيقه
مملوئة بدخان سجائر
كبار المحله..
دمائي نهر دجلة الجاري
ان نزفت ..تنزف خيرا..
3..
اعرني انتباهك

انا تاريخ بغداد
قادم الشمال
منحدر الجنوب
حبي ..ارضي وطينها
قصب البردي وزرازيرها
اغنياتي اطوار ومقامات
طور ..الشطري
طور ...جبير
ابكيك في اﻻبوذيه
انا صوره شعريه
لوحه تشكيليه
اصباغها قهوة اهلي
الداكنه.
موسيقاها
فنجانان يتراقصان
بيد ساقيها.
انا سومر واكد
ولست شبيها ﻻحد..
اعرني انتباهك...
.....................................................................................
مهدي سهم الربيعي...27/9/2014