أبحث عن موضوع

السبت، 20 مايو 2023

دير .............. بقلم : احمد بياض - المغرب






هو البعد
أسير الظمأ؛
على وشاح الطريق
و الرمل
يكتب على أبواب الصحراء:
نشيد الأفول،
بإكليل الفرح،
وأنأمل الغيث
وعيون الصبا
وصبار الخلود.....
أيتها المدينة،
وأنا القادم إليك،
لا ظل لي
سوى جسدي؛
في محنة الشوارع
خطواتي سدى
على أنين الطريق؛
وصوتك الغائب
وراء الألفاظ!....
رقصة النوافذ،
جثة الأوراق،
كهف السطوح
وشهوة الليل..
دخان على الجدار
من سلالة السجائر؛
وأنين الكتابة
على جسد العتمة،
وسغب يسكر البطون ؛
كأس خمرة
من فنجان عينيك...
أبحث فيه
عن جرعة عشق
حين يزهر الليل.
محفظتي
كتبي
جرائد
/متاعي/
وحلمي
وأنا طريد
مرآة حروفي
حين يشبع
الناموس
شرفة القول...

هايكو ........... بقلم : رائد طياح-فلسطين.




تحت السرير
بكراتين مغلقة
كتب تاريخ العرب!


الحديقة العامة
لم يعد متسعاً على الأشجار
نقش أسماء العشاق..

سمفونية الزمن ............. بقلم : خنساء ماجدي- المغرب




أحد عشر طيرا رأيتهم
على الشجرة
والأخير يحوم تحت قبة السماء
يتنقلون في صمت
لايكسره إلا طقطقات منقار
تدق كساعة فاتها الزمن،
تستعير صخب رناتها
من طبول سمفونية "بتهوفن" التاسعة
ولا تكترث لنشاز إيقاع
ينزع فتيل الصبر.
المالك الحزين يملك فلسفة حياة !
يقلب الوقت وهْما
على وجه الصباح،
وحيد الساق يستصغر النائبات،
حر في المتاهات،
مرغم على المسافات
لم يترك أرضا إلا ووطئها،
أتى من بلاد الغال
حيث كان يُسقِط رضَّعا
في حجر العاقرات من الأمهات،
جاب مدائن ومآذن الشام
تاركا وراءه معجما من المعاناة،
باحثا عن مدينة فاضلة.
أنهكه الترحال ووجوه الغرباء.
يرفع ساقا ويتكئ على الثانية
كَمنْ يُدوْزن نغمات على مقام "الصبا".
يُشبك أصابعه بعروش الأرز
ويتشابك عبر سمفونية الزمن،
قرع طبول الرحيل
وموسيقى تنبعث من جوف الشجر
كان ل "استراديفاريوس"
عظيم الشأن في نحت جذعها "كمان".
ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن الأنين
والعزف على وتر القلب ورعشة الروح.
عابر سبيل ستظل
أيها المالك الحزين، تسكن الأعالي،
تشبهني أم تشبه ظني؟
أنا وأنت مجبران
على العيش كما تشتهي الرياح،
أنا المُسمَّرة هاهنا
على جدار الأمنيات
وحروفي الشعثاء.
أعض على أصابع المحاولات
وأستمع إلى صدى هشيم التجارب
يندلق على فراغ الأمكنة
وساعة تشير عقاربها إلى التاسعة.
ولا موسيقى تشجي الروح !
ولازلت أنتمي إلى عشيرة الحالمين.

17 ماي 2023 م






بين العين والنون حكايا ............. بقلم : زهراء الهاشمي // العراق




قالت لي العرافة ذات حلم وقد اعتدلت في جلستها وبعد أن صوبت عينيها تجاه وجهي وهي تقرأ لي طالعي وقد تحشرج صوتها:
انتِ !!
أيتها الانثى العاشقة!!
انتِ المنصهرة وجدا بعينيه البراقتين!!!
المتيمة بصوته الرقيق وهو يناديك:
(ياأميرتي.. ياحبيبة القلب..
يامن اشرقت على دياجير أيامي فكنت شمسا ساطعة!!)
سيأفل قمرك ذات مساء
ستجدب ديارك بعد مغادرة الأحبة
لن تعلن الضحكة حضورها على شفاهك بعد الآن
سيعلن الخريف تعسكره الدائم في رياضك بعد مقارعته
لفلول للربيع.
ستذبل أزهار القداح وستجف جداول المحبة
ستغادر النوارس شطآنها
وينعق البوم في أطلالها!!!
قصصت رؤياي على صويحباتي ، ضحكن مستهزئات من
تلك الرؤيا ، لم يصدقن عرافتي وقلن: إنها أضغاث أحلام
بل عرافتك كاذبة (كذب المنجمون وإن صدقوا) لكن في مساء أسودت ليلته هتف الناعي صارخا بي:
أفل القمر!!
اتسمعين؟؟
خسف قمرك، تمتم باسمك ثم رسم ابتسامة على شفاهه الذابلة
ثم أسلم الروح لبارئها.

أتسوّلُ انشطاراتي ................... بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي // العراق




الظمأُ يشربُ
كُلّ الكلماتِ الوحشية
والصرخاتُ الجبلية
ترعبها عيونٌ شرسة
سأشعلُ قناديلَ صوتي
الحياةُ بلا مطرٍ صمتٌ قاتل
تستوحي المفارقة
ما بينَ نظرةٍ خرساءَ وموجةٍ صادحة
الأرضُ أصغرُ من حقيبتي اليدوية
البيوتُ رمليّةٌ ومفاصلي من خشب
لذا أرغبُ في زمنٍ تؤرّخهُ العصافير
لأقيمَ قدّاسي علىٰ الطرقِ الترابيّة
وأبذرَ رمادَك في البحر
فلا أبكي بعدَ رحيلِ النعش بالموتى
لأنّي أحلمُ بشمسٍ تبزغُ في الليل
فلا أنام علىٰ وسادةٍ حجريّّة
ولا أذعن لشروطِ اللعبة
ما دامَ الوشمُ في ذاتي
فلا تعنيني أسباب الضجر
لأن شظايا الحُبِّ لا تُميت
وهواجسي من زجاجٍ لا يتبخّر .


العِراقُ _ بَغْدادُ




قراءة تحليلية لقصيدة الأديب والشاعر : مصطفى الحاج الحسين في قصيدة: موقد السراب.....: قراءة: الدكتور : العربي إزعبل. من المغرب





تنقسم هذه القصيدة الرائعة من أديبنا وشاعرنا الكبير من إسطنبول إلى جزءين اثنين : أولهما : استرجاع لماضي الشباب حيث " القصيدة " تتحدى الشاعر بل وتتحداه ظروف و أمكنة و متاهات الروتين الحياتية مثله مثل كل الناس ؛ وكأن في كل منعطف حياتي يكتسب التجارب و تحتد عناصر شخصية الشاعر ..لا الحاجة تقف حجر عثرة أمامه ولا اليتم أناخ ظهره ، ولا كل اكراهات الزمن المشيب قادر على أن يترك فيه بصمة أذى....وقف الشامخ متحديا كل الصعاب ويشحذ هممه لتحقيق غاية سامية ظلت عالقة في الفكر والروح والوجدان والفؤاد وهذه الرغبة الأكيدة هي الفكرة الثانية لمضمون هذه القصيدة الرائعة شكلا ومضمونا :
الفكرة ، هي : محاورته ( القصيد) أي الشعر في أبهى صور وارقى بوح ، أسر لها بما في القلب والوجدان والروح والفكر واعطاها من نفسه الجمال والقوة النابعة من داخل شخصية محنكة حنكتها تجاربه الحياتية في كثير من الميادين التي اشتغل فيها ...فصاغها حكمة وقوة وقولا فصلا نتيجة كل ذلك ..
وها هو ذا في هذه القصيدة يبدع منذ استهلالها لها بعنوان مجازي قوي ( موقد السّراب) !! فلماذا حذف الشاعر اللبيب الحكيم هنا المبتدأ وجاء بالخبر ( موقد) مضافا إلى كلمة ( السّراب) إنها لغة المجاز اللفظي حيث : الموقد هو الشاعر نفسه يحترق ؛ في داخله خليط من الأحاسيس والعواطف تضطرب فلا الأرض أرض ولا السماء سماء ..وجاء بالسراب وكأنه يقول : كم تجربة مرت من عمري وكم أمنية سعيت إلى تحقيقها في جد ونشاط وعزم وقوة وإصرار على أمل مستقبل/ حاضر أكثر سعادة وهناء وراحة من الماضي القريب ...كل ذلك ذهب ادراج الرياح وكأنني لم أكن شيئا أو كأني كمن وضع قدرا فارغةعلى نار ينتظر أن ينضج
( السراب) ..وهل السراب ملموس حقيقي ؟؟أم يريد القول إن تجاربه في الحياة علمته ألا شيء يدوم على وجه هذه البسيطة ؟!
ليواصل الشاعر قصيدته في حبكة متراصة الحلقات متدرجة الأفكار متماسكة النفس الشعري من بداية النص إلى نهايته في أسلوب شاعري راق ومميز وكأنه غدير رقراق يسيل عذوبة ورقة وجمالا وتوهجا....
فالموسيقى الخارجية للنص ليست إلّا إحساساً بالإنتصار على ظروف قاهرة وهذا الانتصار مرده إلى زمانة وتعقل الشاعر وقوة شخصيته في تحقيق الذات ....
اشتغل الشاعر على مجموعة من الأساليب البلاغية وخاصة المجاز والكناية لكن في أسلوب سهل ممتنع ساعده ذلك على أن يستهل قصيدته حسن استهلال وان يوصل فكرته في يسر وسهولة وأن يختم قصيدته ختما راقيا فكرا وعمقا ووجدانا .
تحية تقدير لكم استاذ مصطفى الحاج حسين المحترم ..لقد أبدعت واوفيت وما قصرت ...قصيدة رائعة ...تحياتي وتقديري واحترامي لكم أستاذي.
دكتور : العربي إزعبل.
* موقدُ السَّراب ..*
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
على موقدِ السَّرابِ
أشعلَني الانتظارُ
كانَ السَّيفُ ينقُشُ صرختي
على امتدادِ عُنُقي
وكنتُ في قبضةِ الانهيارِ
ألبَسُ دمعتي
وأحضُنُ رعشتي
وأصعدُ سلَّمَ الاكتواءِ
الأرضُ منْ فوقي
شاخصةُ الجهاتِ
السَّماءُ منْ تحتيَ
فَقَدَتْ بصيرتَها
والزمنُ
لا مكانَ يأويهِ
والأمكنةُ تنسابُ في جدولِ
الهَباءِ
ضحِكَ الرَّمادُ منْ يفاعةِ أمواجي
وقهقَهَ العدمُ
حين أبصرَ عنادَ نبضي
الأفقُ يحترسُ منْ نافذتي
المطرُ يلتفُّ على صحرائي
والجهاتُ لا تقتربُ منْ حنيني
مَنْ زوَّدَ اللَّيلَ بشموعِ دمي؟!
من أعطى النارَ
حقَّ التوغُّلِ في يباسي؟!
أنا
لا أذكُرُ أنِّي كنت أنا
كانتْ روحيَ على خصامٍ
مع جسدي
دمي
لم يطِقِ الإقامةَ في عروقي
أهدتني أمِّي
إلى حمائمِ السَّحابِ
أودعني أبي
عند ضفيرةِ النَّدى
وأخذتْني قصيدتي
إلى بوابةِ الينابيعِ
فَمَنْ دَلَّ الصَّمتَ على صوتي ؟!
مَنْ أعطى الأرقَ
مفتاحَ الأسئلةِ؟!
آنِّي أحبو فوقَ قُيودي
أحفُرُ بحراً لمراكبي
العائمةِ على موتي .*


إسطنبول








ماذا لو ............. بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين



نطق القمر
لغردت طيور الصباح
بمكنون صدورها
ولتلعثم الفجر خجلاً
من صهيل همسٍ
أشعل فتيل الشوق
أما الشمس فيا جمال شروقها
بانت أضراس لهيبها
ولعانقت كل الهوى كله
وتمردت من حروفها
ماذا لو
تصافحت الأيادي
والقلوب قبلها
أما بعد ؟؟
فماذا بعد خذلانها
واندلاق كؤوسها على قارعة
انتظارها

لك الله يا وطني .............. بقلم : عيسى حموتي - المغرب





لمستضعفيك، المغلوبين الله
تكرير نسلك اضحى ضرورة يا وطني
نخر دواخلك،امتص دماءك
واتخذ الغرب له مصرفا
يستودعه لحمك نيئا يا وطني
خنق الأنفاس،قطر الأرواح
حولها ارصدة منها يستفيد الغير
لا مناص من غربلة النسل يا وطني
بألوان الفساد شكل لوحات
تعرض بين أروقة الإعلام
في الإبداع بات له باع.. لك الله ياوطني
هو المجرم وهو القاضي
وما زال أهلا لتسيير الشأن
وتسأل لم هجر الطيب الورد يا وطني
هاجر الزهر مذعورا
فر لا يلوي من بطش الأشواك ل
كان الله له يا وطني
طلب اللجوء خارج الحدود
لعله يحمي طيبه من السيف
هل رأيت أما فرطت في نسلها يا وطني
أينع زهرك رغم الجفاف
وسيف الحجاج به تربص
يتحين فرصة القصل يا وطني
لن يعود الطيب إلى الورد
ولن يتصل الظل بالجسد
ما دام الحجاج حيا يا وطني
رحم خصب ولقاح فاسد
كيف السماح بالزواج
أخشى ان تكون متواطئا يا وطني

زهرتُ بك زنادي .............. بقلم :على حزين - مصر




قالوا : عني
لست بشاعرٍ .. وبأني دعي
وقالوا :
لا يعرف في الحب شيء
وقالوا :
أنت لست بوفي
*
وانا الذي
نظم الشعر في عينيكِ
قروناً , وأحقاباً
مذ كنتُ طفلاً .. صبي
يا زهراء الوجه
القَمري ..
أنا تعلمت .. الشعر على يديكِ
من عينيكِ .. وشعركِ الغجري
تعلمته من ... من شفتيكِ
وفمكِ القرمزي
*
أنا أحبكِ , يا عمري
أنا أهواكِ , يا أملي
يا زهرة الوادي
زهرتُ بك زنادي
أحبكِ حباً , لا أحبَهُ لكِ
أحداً قبلي .. ولا بعدي
ولا يقدر عليه ,
لا إنسي , ولا جني ,
*
في عالم الذر , ومذ كنتِ
ومنذ كنتُ في المهدِ صبي
أنا نصف نبي
وأنتِ معجزتي الكبرى
فما أروعكِ من معجزةٍ
وما أجملكِ بالملذات
يا قدري الأبي .. الأزلي
*
أنا شاعر , ....
وأنا البحر.. في أحشائي
الدر كامن , والحلي .....
أنا التبر, أنا الحبر
أنا شواطئي آمنة جداً
وحبي لك قدري ,
قَزِّي .. أزلي
*
فاتركي الأسماك التي
في عينيكِ تسبح
وتهاجر مني , وإليَّ
كما تشاء .. تلهو وتلعب
على شاطئي الفضي
الذهبي .. البلوري
والرمان , والتفاح
يدنوا مني .. كما يشاء
والأرنب الأبيض الشقي
*
دعيه ، دعي كل شيء
في محيط شراييني يَسْرج
ويقفز حيث يشاء
ويسرح كما يشاء ,
دعيه يرعى في مراعيّ
يرتع ، ويلعب .. دعيه يأكل ..
من أعشاب صدري
ومن أعصابي ..
فهذا هو لحمي .. وهذا هو دمي ,
وهذا هو شعري
اللوذعي , الشهي


طهطا ــ سوهاج ــ مصر
 الخميس 4 / 5 / 2023




أنـا مَلا َّح........... بقلم : حكمت نايف خولي - سورية





حَـنـيـن ٌ لافح ٌ يَجتاح ُ روحـي
وآهـات ٌ تـنـوءُ بـها الجِّــبـالْ
وبُركان ٌ تـفـجـَّرَ في كيانــي
غداة حَلـلـْـتُ في كفن ِالزَّوالْ
ـــ
فمِنْ خلجات ِ نور ٍ قد بَرانـي
إلهي قبل َ أن ْ صاغ َ الـوجود ْ
ومِنْ خفقات ِ روحِهِ قد حَباني
حَـيـاة ً نسْجُـها َوهَج ُ الخلــود ْ
ـــ
ومن يُنـْبوع ِ َرحْمَـتِهِ سقـاني
فأينـَعَت ِ الـمَـحَـبَّة ُ والــحـنان ْ
وأنبـَتَ في تـلافــيـف ِ كـَياني
حَـنـينا ً للـنـُّزوح ِ إلى الجنـان ْ
ـــ
أنا في الأرض ِمَلا َّح ٌ شِراعي
نسيجُـهُ من حُبـَيـبات ِ الضِّياء ْ
نزيـل ٌ في ِوشاح ٍ من سَراب ٍ
خُـيـوُطـهُ من َتهـاويل ِ الـفـنـاءْ
طويت ُ العُمْرَ أمْـخُـرُ في بحار ٍ
تجَـذ َّرَ في َموانِـئِـهـا الشـَّـقـاء ْ
عـلـى شطـآنِـهـا أمْـواج ُ يَـــأس ٍ
وفـي آفـاقِــهـا انحَسرَ الـرَّجـاء ْ
أعاصير ٌ من َ البغْضاء ِ جازت ْ
رِحاب َالأرض ِوانتـَشرَ العَداءْ
وأمْسى الكـُلُّ مَـذبـوحا ً بسـيـف ٍ
تطـايـرَ من حَـوافــيـه ِ الــبَـلاء ْ
وبَات َ الـنـَّـاس ُ خَمْـرتـُهمُ دماءٌ
تسيلُ مِـنَ الطـَّهـارَة ِ والـبَـراء ْ
وُقربان ُ الجَّـميـع ِ جُـسومُ بَعْض ٍ
ضباعٌ مَز َّ قـَت ْ جسدَ الإخاء ْ
وحوشٌ في ثـيـاب ٍ مـن ِنـفــاق ٍ
ذئاب ٌ في عَـبـاءات ِ الـنـَّـقــاءْ
ُيـناجي الكـُل ُّ ربَّـا ً فـي سَـمـاء ٍ
فـأينَ الــرَّب ُّ من هـذا الـرِّيـاءْ
أيـا زيـفَ ابـنِ ِ آدمَ مـا كـَـفـانـا
مـتــاجَـرَة ً بـأديـان ِ الـسـَّمـاء ْ
ويا عُـبـَّـاد َ إبـْـلـيس ٍ كــفـاكـمْ
شرورا ً أفـْسَدتْ صَفوَ الجِّواءْ
إلـهُ الـكـَـون ِ ربٌّ لـلـبـَرايــا
جَـمـيعُ الخَـلق ِ بالتـَّـقوى سواء ْ
وديـنُ الـلـَّهِ َنسْـجُـهُ مـن حـنـان ٍ
ومن حُــبٍّ ورحـمـتـُـهُ رجاءْ
ونبـْراس ُ الهُـدى في كـُلِّ ديـن ٍ
إخــاءٌ يَـمْـلأ ُ الـدُّ نـْـيــا بَـهـاء ْ
ســلام ٌ لـلجَّـمـيع ِ وَتضْحـِيات ٌ
وخـِدْمَـة ُ آخـر ٍ دين ُ السَّــماء ْ


( كرسي.. وعمامة ) قصة قصيرة .............. بقلم : عصام سعد حامد - مصر





لم يتبق على إفتتاح المعرض. سوى يومين..
تراودني أفكار وتخيلات..، كمبدع حقيقي. أمقت التقليد جذرياً. بحثت. فكرت. تخيلت. تأملت، عصفت بذهني عصفاً. لأبدع فكرة.. أترجمها بريشتي.. فأنا رسام بارع بلا شك، نابغة بلا جدال، أشعر بعبقريتي..، التي جعلتني وحيداً منعزلاً، لا أحد يعترف بي..، لندرة الإبداع الإبتكاري. كدت أصرخ:
ــ ( أريد أن أحقق ذاتي)..
ولأجذبها من لا وعيي. جلست على كرسي، مائلاً للخلف برأسي، أغمضت عيني، أسلمت للخيال ذهني. فقادني لغفوة، تراءت لي فيها.. أشعة الشمس متسللة لمرسمي، تتماوج على بعضها، رسمت إسمي باللغة العربية.. تارة بخط الرقعة، أخرى بالنسخ..، صغته بالإنجليزية والفرنسية ثم الإيطالية والألمانية فالإسبانية.. وغيرها. اختفت هذه التشكيلات، تحولت الأشعة لأمواج شمسية. تطفو عليها عمامة، يصدر منها ضوء ذهبيّ، استقرت على رأسي..
أفقت من غفوتي، اتجهت إلى الشباك، ناديت على أول شخص وقعت عليه عيناي. شيخاً تعدى السبعين منذ قليل.. استجاب لندائي، صعد للمرسم، اتجه لكرسي بجوار لوحة بيضاء. معدة للرسم:
ــ ( تفضل أرسم. حقق ذاتك ).
كانت عبارته. مفاجئة حالمة لذهني..، تساءلت في صمت:
ــ لمَّ اخترت هذا بالذات؟
الشيخ بنظراته:
ــ من قال إنك اخترتني؟ كل هذا في خيالك. أرسم..، انتبه لعمامتي.. فلها معك شأن..
تساءلت :
ــ يا ترى. من أين جاء هذا الرجل؟
الشيخ ما زال في صمته:
ــ دعك من هذه التهيؤات. فأنا لست هنا، لن أكون في اللوحة. أنا بداخلك، سأظل هكذا ما حييت.
قمت بتخطيط وهيكلة اللوحة، رسمت الكرسي، أيضاًً العمامة، تجاهلت الشيخ نفسه. اكتملت الصورة.. ( الكرسي والعمامة فقط ). كأن شبحاً يرتديها. يصدر منها ضوءٌ. لم أقصد إظهاره، العمامة بهذا الضوء. تريد أن تقول شيئاً.. الكرسي يشعر بحضوره.. كأنه يفرض نفسه. هذا أيضاً. لم أقصده في وعيي، لكنها أشياء فرضت نفسها..، كيفما اتفق. لاوعي الفنان بداخلي. أوحى بها لريشتي، من خلالها.. أثبت ذاتي، أبدعتها في غفلة من وعيي، انتهيت من إبداعي. استراحت سريرتي، اطمئن قلبي. هدأ عقلي، أسرعت لصالة العرض، سلمتها..
في اليوم التالي. ذهبت لأستكشف الأعمال المشاركة، لم أرَ أي عمل سوى رائعتي، ذوو الشأن أمام معجزتي. متأملين لأسطورتي..
من لحظتها. أعيش فى الضوء الأبيض بكافة مكوناته..
انتهت ،،


مصر أسيوط ديروط



أنتخاب ............. بقلم : سعد المظفر // العراق






الحروف وحبات السنابل
اسجل أسمي بوضوح
أتبرع بنصف الوقت
اخطو بداخلي أكثر مما أقصد
أكتب أضطراري
أجمع أعترافاتي بالهجاء
أمتطي ظهر المنصات 


أسرج عيوني في الحضور
وأبكي قصيدة

بقايا من القمر............ بقلم : سعد المظفر // العراق




حين قدمت رقص الحلم ملء الرقاد
أغان وأمان
ومحاولات أغواء ورغبة
لم يعد شيء يطفئني
فقد كنت جمرة
وكل ما كان حولي حريق
مرغيني بالذهول
وبا غتيني بالمطر
وأجلبي لي نجمتين قبل الصباح
وبقايا من قمر





الجمعة، 19 مايو 2023

زائرة الروح ( حفيدتي لين)..........بقلم : عادل هاتف عبيد الرميض السعدي // العراق




سألتُ روحي
والباقيات من عمري
مَنْ أنتِ ؟
ومالها أحلامي
رأتكِ فأخرجتني من قبري؟
عيناكِ ألهمتني دنيا
فعشقتُ الخائباتِ أيّامي
رِياحُكًِ معجزةٌ
هبَّت فأنزلتني
من جبالِ يأسي
جاءتني قبل الموتِ
وكانت طبيبتي ومنقذتي
إبتسامة مُحيّاكِ
حرَّكت دمي
واستقبلت بالحبِّ
نبضًَ قلبي



طوافٌ مُحْتَدِم ............... بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي // العراق




حينَ تجوبُ الطرقات
تبحثُ عنْ أعذاقِ الذكرى
طُفْ بأرجاء غمامةٍ
تذرفُ أسئلةً من أكمامِ سحابها
الذي يجوسُ المفازاتِ البعيدة
ولا يعير انتباهاً لفلولِ الصواعق
ذاكرةُ الرمالِ رؤى مبعثرةً
جنةٌ مسكونةٌ بالجثث
تغصّ بالدمعِ من عيونٍ زجاجيّة
لا تبتلع الصرخات
ووجهٌ حجريّ مالحٌ كالدمع
شيءٌ ما يشحبُ
يخفي هسهسةَ الضوء
وبإشارةٍ صعبة
تضطرمُ النارُ عالقةً بأعقابِ السجائر المهملة
مهما لوّحْتَ للبرق
فلا تمسهُ الصيحةُ
إنّها احتدامُ المسافةِ بينَ أبّوةِ الغيم
وبنوّةِ الندى
خيطُ دخانٍ يجذبهُ الضجيج
يقطعُ أنفاسَ التناهيد
ويشعلُ رمادََ الركام
أسئلةٌ عاريةٌ
لا تفقهُ سرّ المحاجر
سيظلّ الكثيرُ منها بلا أجوبة .


العِراقُ _ بَغْدادُ




ألفُ وصيّةٍ للورد ............. بقلم : فراس حج محمد - فلسطين






ما بين كلِّ رصاصةٍ وجسدْ
يصنعُ الوردُ مسافته الأخيرةَ
يرتوي
ويُطيلُ هذا السردُ عمرَهْ
***
ما بين كلّ هديل حمامتينِ
قرقعةٌ عبثيةٌ مجبولةٌ بغبار طلع النائحاتْ
ضياءٌ مطلقٌ، ورحابةٌ، وسناً، ولحنُ أغنيةٍ على وترٍ شجيّْ
لهذا الوردِ في هذي الوجوه المسفراتِ
روايةٌ بيضاءُ في الإيقاعِ تعلو بانهمارِ "المرحمةْ"
تحِنّ لدقّة القلبِ الدقيقةِ
والرؤى مثل انبلاج نبيٍّ حاملٍ رؤيا السماءِ "الممطرةْ"
في وصايا عشرةْ:
الوردُ للونِ، واللونُ للهِ، واللهُ يسري في "الرياحِ العاتيةْ"
والريحُ رائحة وغادية مثل الظلالِ مزنّرةْ
والظلّ خطّ الشمسِ تكتبه جسرَ العبورِ "محرّرةْ"
والأرض سطرٌ في الحياةِ الشاهدةْ
والشهدُ يشهدُ أنّ روحَ الوردِ زيتونُ الجبالِ وطعمُ لبِّ الثمرةْ
والطعمُ هذا الطعمْ
لذّة مقصورة لتذوبَ في نهر الصفاءِ "مغامِرةْ"
والنهرُ يتلو الحكمةَ الجُلّى على الخلائقِ "جامعةْ"
والضوءُ متّصلُ الغناءِ، يشعُّ أنغاماً يُعرّفُ في "السماءِ السابعةْ"
ألفٌ من الآلاف هائمة تُعَمّدُ نفسها برحيق وردةْ
واللذّة الكبرى انتباهُ الروح في عليائها
تُروى بنورِ سنائها
ترضى بحبّ حبيبها فتعيدُ للأحياءِ وجْدَهْ
***
ما بيننا شيءٌ تبقّى؛ سرونا الممتدّ فينا
مثل مدّ سحابةٍ رجراجةٍ تهمي
ليكتبَ سرَّه الوعدُ الإلهيُّ العميقُ في دمنا
فجرَ ارتفاع صوت المئذنةْ
ويلقي الساجدون على الرمالِ آخرةَ التعاليم المهيبةِ
تشربُ زهرة من عطرنا كأساً تَنفّسُ في الصباحِ تدفُّقَهْ
***
ما بيننا لغة مفهومة من كلّ ما يحوي الترابُ
من الحقيقة والخيالِ يحومُ حولَهْ
لغة لها شكل امتداد اللحم في شريان طفلةْ
ما بين معناها المخبّأ في الغيومِ وبيننا
أحلامُ سنبلةٍ تهدهدُ خيلَهْ
وتفيض سبعاً ثمّ سبعاً، سبعمائة ضعفِ جَوْلةْ
تُسرّحُ في اشتعالِ النارِ ظِلّهْ
ما بين كلّ رصاصتينِ جديدتينِ قادمتينِ من "غول البلادْ"
يستعيد الوردُ شكلَهْ
ما بين كلّ رصاصةٍ وخليّة ومسافةٍ، وحشٌ بدائيٌّ
تفرّدَ بانتقاءِ الوردِ، تنبت ألفُ وردةْ
ما بين كلّ وصيّة ووصيّة للوردْ
تشتدّ أنفاسُ الرحيقِ بكلّ صولَةْ
لا شيء ينفع غير هذا الوردِ في دمنا
حنينٌ "كامل الأوصافِ" نعزفه ليظلّ مرويّاً
كنرجسةٍ
قرنفلةٍ
وفُلّةْ
صلّى الإلهُ على الحقولِ مباركاً أمواجها في كلّ جُملَةْ



عتاب الديار .............. بقلم : لمياء فرعون - سورية



تعاتبني الـديـارُ على الـغـيـاب
فـتـسقـطُ دمـعـتي فوق الثياب
وأصمتُ دون هـمس ٍ أو كلام ٍ
ويـمتنعُ الـلسانُ عن الـجـواب
فما قولُ الحقيقة ِسوف يُـجدي
ومـا من مُـنـقـذ ٍسـيـدقُّ بـابـي
فكلُّ الناس ِفي خـوفٍ رهـيـب ٍ
وجُلُّ القوم ِيحيا في اضطراب
إذا مـالـفـردُ بـاح بـأيّ ِحــرفٍ
فـقـول الفرد ِمضمونُ الحساب
فـيـا بـلدي الحبيبَ كفـاك لومـاً
فـإنّي قـد تـعـبـتُ من الـعـتـاب
لـربّي سوف أشكو حزنَ قـلبي
وكم عـانيتُ من ألـم الـمـصاب
بـلادي سـامحيـني واعـذريـني
فـإنِّـي لست مــرغـوبَ الإيـاب
عـسى يـومـاً نـعـود بـلا قـيـود ٍ
وننسى مـاضـيـاً مُــرَّ الشـراب
ونُحيي من جـديـد ٍصرحَ مـجـد ٍ
نـبثُّ الـعـزمَ في روح الشـبـاب


سورية-دمشق
1\5\2023

إنتظار ............. بقلم : أوهام جياد الخزرجي // العراق




سنرمِّمُ بقايا رمادِنا المتناثرِ
بالحبِّ..
؛ ركامٌ يزاحمُ المكانَ..
ونساءٌ مكتنزاتُ الجمالِ..
ينتظرنَ المحاربين..

9/5/2016





بسمةُ الله.......... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.





تهاوتْ جبالُ قسوتِكِ
على صدرِ أنيني
كانتِ ابتسامتي تحبو
على أعشاب فتنتِكِ
السامقةِ بالندى الأخرسِ
يدايَ تقطفانِ بعضَ رحابِ نورِكِ
منْ تدفّقِ شلّالاتِ الغرورِ
قربَ ظِلِّكِ الطافحِ بالبهاءِ
قاتلتي الرقيقةَ
معذّبتي الراقيةَ
ملهمتي بالانتحارِ
عاركتُ غاباتِ عطرِكِ
أدميتُ شذى شهوقِكِ
تسلّقتُ رميمَ صمتِكِ
شددتُ جدائلَ عليائِكِ
سيّجتُ أمواجَ التصحّرِ
عندَ نافذتِكِ
قلتُ : أحبُّكِ
مهما كانتْ نصالُكِ
حادّةَ المسافاتِ
أعشقُ أظافرَ السخريةِ عندَكِ
أموتُ على بصيصِ نجمةٍ
تطلّ في ذكرى الآفاقِ
منْ حرفٍ سقطَ منكِ سهواً
أنتِ بصيرتي
سراجُ لوعتي
أحبُّكِ
يا نهدَ السحابِ
يا أمّ التعطّشِ
يا مسكنَ الفردوسِ
حلبَ التنهيدةِ
حلب الإشراقةِ
حلب الأبديّةِ
يا تنّورَ الذكرياتِ
يا بسمة الإلهِ المعمورةَ .


إسطنبول



ديوان " دمع الزنابق " للشاعرة اللبنانية " جميلة حمود "....قراءة للكاتب والناقد القدير قاسم ماضي



ديوان " دمع الزنابق " للشاعرة اللبنانية " جميلة حمود " محاولة لكسر الصورة النمطية المعتادة لدى بعض الشعراء .

صدر للشاعرة اللبنانية " جميلة حمود " مجموعتها الشعرية المعنونة " دمع الزنابق " عن دار نشر " ألأمير " للثقافة والفنون " وهي من القطع المتوسط ، وتقع في 208 صفحة ، ويضم الديوان 78 قصيدة .وقدم لهذا الديوان الناقد والدكتور العراقي " ناظم حمد السويداوي "
يقول " مولير " انني لست هرما ً موضوعيا ً ، لكنني قد أصبح كذلك قريبا " وهناك ماهو أخطر من الاوجاع الجسدية ، ألا وهو ان أرى موهبتي الشعرية المعجبة ، ووضوح أفكاري ، وقوة رجائي التي تشكل في الواقع رأسمالي ، تهترئ ، و تأفل ،و تتلاشى في هذا الوجود الرهيب المليئ بالهزات .
شاعرتنا تحسب كل الحسابات ومنها الفلسفية التي إتكأت عليها لتدخل هذا الميدان الصعب وهي تعيش في هذا الواقع الرأسمالي الذي تحدّث عنه الفليسوف " مولير " بهذه الأسطر لتضعها في هذه الحسابات ، وهي رافضة كل النُظم المتعارف عليها مؤكدة ومن خلال قصائدها التي ضمتها في هذا الديوان وهي منطلقة من خصوصيتها التي جعلت منها مختلفة عن الآخر ، قائلة " فلا اتكأت على العناوين الحاملة للنصوص ، ولا وضعت طعماً لأصطياد القارئ ، حاولت فقط كسر الصورة النمطية المتوقعة ، وأرجو أن قد وفقت " ص7 وهي مقدمة كتبتها الشاعرة .
وهي بهذا ومن خلال موضوعاتها المختلفة تريد أن تقول للقارئ العربي أو للشاعر العربي أنني تلك الأنثى التي وضعت في حساباتها المختلفة كل ما تريده برؤية مختلفة ، حتى أطلقت تلك الفلسفة من نظرية " النفري " كلما أتسعت الرؤية ضاقت العبارة " راسمة حروفها من حصتها التي أخذتها من الحروف ، فتبللت من ثقوب ذاكرتي المنتمية إلى اللا زمن ، فنشقتُ بعضاً مني ، بل كلي ، وما اتبعت النظم المتعارف عليها ، فلا أتكأت على العناوين الحاملة للنصوص .
أنا من تسولت الأمل
من باب ِ المحبين
لكن ظلي بات قصيرا
فكل الكائنات
تتناسل
وانا قابضة َ
على حلمي القديم ص26
مشكلة حروفها كل ما يطوف بمخيلتها من مدى ، ما بين رؤى المتصوفة الروحية الرحبة بالمطلق ، إلى حدود الإيروتيكية التي عرت الإبداع من آخر ستر ٍ لجمال التخيل والإيقاع الدرامي .هذه الشعرية التي صاغتها أخذت منها الكثير كي ترسم ملامح تجربتها الحية في هذا الإغتراب الذي كان معينها الأول والأخير،
ولا يزال بداخلي نور
يكسو كل النجوم الآفلة ص187
وهنا يؤكد الناقد العراقي الدكتور " السويداوي " حين يقول وبكل جرأة أن كل من يقرأ لهذه الشاعرة يجدها "مرهفة الحس لجمالية التعبير الذي يصل إلى كل المريدين بلغة عالية ، ويبدو ثيمة الخيال كانت حاضرة ، على انها تعويض واع لشيء ما يجول في الذاكرة ، وهذا الذي يدعونا ان نقلب النص مرات ومرات وصولا إلى المبتغى الذي تريد شاعرتنا ان تصل إاليه ، ص9
حروفي مغلولة اليد
إلى عنق
الجفاف ص15
فالشاعرة اللبنانية " حمود " تعرف ما يدور في أعماقها وهي تكتب قصيدتها بكل ما تحمله من هموم هذه الحياة ، وفي كل مفردة من مفرداتها هي صياغة لعالم أسسته وانطلقت منه لتكون شاهدة على عصرها ، ومفرداتها تثبت لنا وللقارئ أنها ضحية هذا العالم المشّوه ، ولهذا درست الأديان والعلوم والتاريخ ، وهي موضع فخر في عصرنا هذا لما كتبته وعبرت عنه ضمن رؤية فلسفية ولغة معبرة ، وكل قصيدة من قصائدها تمثل فكرة كاملة ، وتتكون قصائدها الصغار والكبار من ترتيب عدة صور شعرية ، أنها تعيش التجربة في إغتراب حقيقي عن المفردات والطقوس والتفاصيل ، وكل محاولاتها مستمرة من أجل أن تجد لنفسها مكانا تبحث عنه .
إذا لم تجد شيئاً
تفعله
فسوف تُصبح شاعرا ً
أقول لكم سرا
لا تكتبوا شعراُ أو نثرا ص21
وهي تهدف بكل قصائدها بالوضوح وتفصيلها وفق منطومة شعرية مخطط لها ، وبعيدة كل البعد عن الإستهلال التقليدي الذي خطه البعض من الشعراء التقليديين ، وهي تسعى للتعبير في كل قصائدها وان تحولّها إلى وحدة متكاملة في موضوعها التي تريد الإنطلاق منها ، وان صورها كما يقال عنها هي تعبير مغلق ، لكنها تنفتح على جميع الصور التي لها علاقة بإرث الشاعرة ،فهي تحط على المعنى فأنها تسيّجه بسياج عاطفي .
بوصلتي
تقودني
ملامح الصمت ص11
في ديوانها المعنون " دمع الزنابق نجد " خيالأ خصبا ً ، واستعارات نابضة بالحياة ، وهي توجه الكثير من الأسئلة للقارئ العربي عن موضوعات يمر بها ومنها ضيق افقه وتعصبه وكذلك ضعفه الذي يمر به ، وهي تضع وجهة نظرها السياسية والاجتماعية التي من خلالها توجه النقد لأبناء جلدتها .وكذلك تطالب أصحاب اللُحى وهم يثرثورن في محافلهم وحججهم السخيفة التي اوصلتنا إلى ما نحن عليه .
تراهم في الخُطب
والتصريحات نسورا ً
ومصيرهم
إما في السجن
أو في الجحور
كالجرا ذين ص195
بقى ان نذكر ان الشاعرة حاصلة على شهادة الماجستير في التاريخ من الجامعة اليسوعية من ديترويت – ميشغين ، اجازة في التاريخ من جامعة ميشغين ، أدب لغة –فنون سينما ومسرح من جامعة ميشغين ، وهي شاعرة وناقدة لعدة كتب بالعربية والانكليزية ، ولديها مجموعة شعرية بعنوان " رفيف الذاكرة " طبعت في سوريا عام 2018

قاسم ماضي – ديترويت
 






اَلْحِلْيَةُ.............. بقلم : العلمي الدريوش - المغرب





إلى أحد اطيب وأخلص أبنائها
إلى الصديق عبد الناجي الساهل
سَرِيفِيَّةٌ تَسْكُنُ نَفْسِي
كَمَا يَسْكُنُ الْجُلُّنَارُ غُصْنَ رُمَّانْ
أُمُّ الْقُرَى
فِي خُشُوعِ الزُّهَّادِ
تُرَتِِّلُ الْقُرْآنْ
َأرَاهَا فِي رَبْعِ الفُؤَادِِ
حِلْيَةً تَقْرَأُ سُورَةَ الرَّحْمَانْ
بِمِحْرَابٍ يَعْلُو أَمِجَّادِي
فَتَنْحَنِي تَحْتَ أقْدَامِهَا الْجِبَالُ
فِي انْتِظَارِ أَنْ يَصْدَحَ لُوكُوسُ بِالأَذَانْ.
صَوْتُكِ مَوْلَاتِي
فِيهِ رَنَّةُ أنْسٍ
وَأصْدَاءُ أَمْجَادِي.
يَا دَوْحَةَ ذِكْرِ اللهِ
يَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا الْإِنْسَانْ
وَيُثْمِرُ فِيهَا زَهْرُ أَجْدَادِي
أنْتِ فِي الْقَبِيلَةِ حِلْيَةُ بُسْتَانْ
وَأًَنتِ دِيوَانُ هَمْسٍ
تَرْقُبُهُ عُيُونُ أَحْفَادِي.
أََنْتِ صَوْتُ التَّارِيخِ فَجْراً يُنَادِي
حِلْيَتِي قَرْيتِي
مِصْبَاحٌ فِي تَلَّةٍ
فَتِيلُهُ الرُّوحُ وَالزَّيْتُ أَجْفَانْ.



هامش :
الحلية قرية من أقدم قرى قبيلة آل سريف وهي تطل على قرية أمجادي، وقد اشتهرت القرية بكثرة حبوسها وحفظة القرآن الكريم عبر تعاقب اجيالها.
القنيطرة 30 أبريل 2023





جلست .................. بقلم : فيصل البهادلي // العراق




جلست ُولم أجدْ
حرفاً أداري فيهِ ما يكوى به قلمي
وعندي في كتاب الشعر موروثٌ
وأنغامي بروق الغيثِ لو صدحتْ
يضجُّ الكون موسيقى..
يداعبُ حرفي المحزونَ من شجني
وأنظرُ في زوايا العينِ
علَّ الريحَ قد تاتي..
تسوقُ الغيمَ عن عينيكِ
تشعرُ في ضياعِ الحرفِ في بوحي
ويهطل غيثُكِ المملوء كلّ الخيرِ
في حرثي فتنمو كلُّ أفعالي
ويخضر المدى المنظورُ في عيني.
زوايا أخفتِ الأضواءَ
عن شعري..سيأتي سيلُ أضوائي وبركاني
بومضةِ عينك الأولى إذا قدحت
لتكسرَ من سكون الغصنِ
برعم وجديَ المفتونِ في لهبٍ
وفي حرٍّ
ليزهر شِعْري المخصوص
في عينيك من جمرٍ على غصني



الخميس، 18 مايو 2023

عداء أنا ............. بقلم :عيسى حموتي - المغرب






لي في كل سباق كبوة
عداء أنا دون إنجازات
عداء أنا
لا حذاء لقلبي.. ولا زي له
أقتحم المضمار دون تدريبات
عداء أنا
أجهل طاقة قلبي
ولا تقدير لي لطول المسافات
تعددت مضامير الهوى
ومضمار سباقي واحد
مختص أنا في الوجد وذرف العبرات
عداء أنا
تقاس أرقم العدائين بالثواني
ورقمي لا يقاس بغير النبضات



الكاتب والناقد الفسطيني _ رائد محمد الحواري _ الكتابة والسجن، عالم الكتابة في السجن للاديب كميل أبو حنيش




أهمية أي كتاب تكمن في الشكل الأدبي الذي قدم به، وبالمحتوى/ بالمعرفة/ بالمضمون الذي يحمله، وأن يأتي كتاب يكشف لنا كيف يتم تمرد الأسير/ الكاتب/ الأديب على السجان وتجاوزه للجدران فهذا يعد أمر بالغ الأهمية، فسجون الاحتلال تعد أكثر تحصينا وبطشا من سجن الباستيل، وما يمارسه الاحتلال بحق الأسرى أكثر وحشية مما مارسه النازي بحق الآخرين، ومع هذا نجد هناك كما ونوعية من الإصدارات الأدبية والفكرية تخرج من هذا السجون، فكيف يتم كتابتها؟ وما هي العلاقة بين الكاتب/ الأسير وما ينتجه من أعمال أدبية/ كتب؟ وكيف يتم إخراجها من بين الجدران؟ وكيف يتم إيصالها لينا؟ كل هذا يجيب عنه الأديب "كميل لأبو حنيش" في "الكتابة والسجن".
الكتاب مكون من سبع وعشرين حلقة، تتناول كافة الأعمال الأدبية التي كتبها كميل أبو حنيش، إضافة إلى علاقة الأديب بالأدباء والنقاد والأصدقاء الذين تركوا أثرا فيه، وساهموا في إيصال/ خروج أعماله إلى الحياة، من هنا نجد ذكر لأكثر من مائة شخصية، فنجد الوفاء لهم ولدورهم حتى للذين رحلوا واستشهدوا، "فالكتابة والسجن" يعد مثلا للإخلاص والوفاء واحترام كل من قدم ويقدم لفلسطين ولشعبها.
في الحقلة الأولى يبين الأديب الكتب التي أصدرها ووصلت إلى القارئ: "وأنجزت حتى الأن ما يربو على خمسة عشر كتابا متنوعا في حقول السياسة والأدب والفكر فضلا عن نشر عشرات المقالات والدراسات السياسية والأدبية، وقصائد الشعر التي تناهز (190) مقالة ودراسة وقصيدة شعرية، يبدو أن هذا الاحتفاء الكتابي لا ينطوي على التفاخر بالإنجاز بقدر ما يعكس ألوانا من المعاناة" ص10، رغم أهمية المعلومة التي يقدمها "كميل أبو حنيش" إلا الفقرة الأخيرة هي المهمة، والتي تبين أن الكاتبة (هي رد فعل على السجن والسجان) وإنها تخرج كتعبير عن الألم/ المعاناة التي يتعرض لها الأسير.
ويتحدث عن الكتابة كشيء مستقل عن الأسير/ الأديب بقوله: "...كما أنها مثلي تعرضت للقمع والتنكيل والملاحقة والاحتجاز، غير أنها كانت أيضا عنيدة مثلي مصرة على الولادة والانعتاق، إذ رغم احتجازها لأشهر أو ضياعها، تظل تصرخ وتتحدى، ولها نداؤها السري الذي كان يحثني أن أظل ألاحقها، إلى أن تعود من جديد، لأعيد إنجازها وتسريبها خارج الجدران" ص11، اللافت في هذه الفقرة أنها تشير إلى أن الكتابة بالنسبة للأديب/ الأسير بمثابة ولد/ مولد له، لكنه مستقل عنه، لهذا نجده يحرص على الاعتناء به وإبقاءه حيا خارج الجدران، من هنا سنجد أن العلاقة بين الأسير/ الأديب وما يكتبه علاقة توحد وتماهي، وهذا ما انعكس عليه بحيث كان حريصا على كتبه/ إنتاجه كحرصه على حياته.
فنية الكتابة
في الحقلة الثانية يتحدث الأديب عن الكتابة وكيف ينظر إليها فيقول: "إنها فن ورسالة يسعى الكاتب المناضل من خلالها للتأثير في الناس، فالكتابة تنطوي على رسائل موجهة للجمهور، موجهة للأعداء والأصدقاء، للبسطاء والمثقفين، للرجال والنساء والأطفال والشيوخ، والفئات والقطاعات كافة" ص18، اللافت في هذه النظرة للكتابة أن الأسير يبين أنها فن ورسالة" وهو يقدم الفنية/ الأدبية على المضمون/ الفكرة وهذا يشير إلى اهتمامه بالشكل كاهتمامه بالمضمون.
يؤكد الأديب الناحية الإبداعية في الكتبة في الحقلة الثالثة قائلا: "...لذا يصل الكاتب إلى قناعة أن الكتابة من قلب السجن تنطوي على مسؤولية وعلى رسالة، ولهذا يتعين عليها أن تمتلك شرط الإبداع" ص27، من هنا ليس المطلوب الاهتمام بالفكرة/ بالمضمون فحسب، بل يجب إعطاء الجانب الفني/ الأدبي مكانته لكي يكون العمل مقبولا من الجمهور، فالأديب هنا لم يعد يهتم بالفكرة المجرد بفدر الشكل الأدبي الذي تخرج فيه، وهذا ما جعل أدب الأسرى في فلسطين يصل بشكله وفنيته إلى مستوى العالمية.
قد يقول قائل إن "الفنية" التي تحدث عنها الأسير /الأديب جاءت بصورة عابرة، ويرد "كميل أبو حنيش" بصورة قاطعة على هذا القول في الحقلة العاشرة" قائلا: "...وبالكاد كنا نستطيع التوفيق بين المهام التنظيمية والاعتقالية وبين الدراسات الأكاديمية، أما الكتابة الإبداعية فكانت مؤجلة إلى حين أن تتراجع الضغوط الممارسة بحقنا" ص61، بهذا التوضيح يتم حسم فكرة أن الأدباء الأسرى يعرفون أن الإنتاج الأدبي له معايير ومواصفات تختلف عن الدراسات والأبحاث، وهذا ما جعل إنتاجهم متميزا ولافتا، فقد اعتنوا بنواحي الجمالية والفنية فكان ما أنتجوه ممتعا/ جميلا، وهذا ما جذب القراء لما ينتجونه من أدب بصرف النظر عن تعاطفه معهم كأسرى وكمناضلين.
دور الكتابة ولمن يكتب الأسرى
وعندما قال أنها "رسالة موجهة للأعداء" كان يعي ما معنى/ أهمية أن يتم إنتاج أعمال أدبية/ فكرية من داخل الأسرى: "ويدرك السجان خطورة ما ينتجه الأسرى من كتابات داخل السجن خاصة إذ كانت هذه الكتابات تحمل إبداعا يحظى بالانتشار، لأنه من زاوية يثبت فشل الاحتلال في هزيمة الإرادة الفلسطينية، ومحاربة كي وعيها، وفي تدجين الإنسان الفلسطيني بإخضاعه للإجراءات التنكيلية القاسية" ص21، الأهم في هذا المقطع يكمن في توضيح فكرة "الكتابة الإبداعية" ودورها المزدوج في هزيمة السجان وانتصار الأسرى، وهذا ما يجعل الكتابة فعل مقاوم، فعندما ينتج أي عمل أدبي ويخرج للحياة من وراء القضبان والجدران فهذا يعني أن الأسير حي، فكما يتم تهريب النطفة من الأسير يتم تهريب الكتابة ليكون له وارثا/ وليدا يحمل أسمه وفكره وأخلاقه.
لكتابة تماثل الولادة
من يكتب يعلم جيدا أن الكتابة تتماثل مع حالة الولادة، لهذا نجد الكاتب متلهف لإخراج عمله للحياة، فيكون متشوقا / ملهوفا لخروج هذا الكائن للحياة، هذا حال الكاتب (الطليق/ الحر) فما بالنا بالكاتب الأسير؟
يتناول "كميل أبو حنيش" الكتابة في أكثر من موضع منها: "وتمثل عملية تسريب المادة المكتوبة إلى خارج السجن هاجسا خامسا في سلسلة الهواجس" ص27، نلاحظ أن هناك (خوفا/ هاجسا/ ترقبا) يلاحق الأديب في كيفية خروج مولوده للخارج/ للحياة.
من هنا عندما يفقد الأديب/ الأسير عمليا أدبيا بسبب التنقلات أو بسبب مصادرة الاحتلال له يكون حال الأديب:
" العالم البني
سيفاجأ العديد من الأصدقاء والمقربين بعوان هذا الكتاب، الذي لم يسمعوا به من قبل، لأنه لم ير النور أولا، ولأنني لا أزال مفجوعا بفقدانه، كمن فقد عزيزا عليه ويحجم عن ذكره، لئلا يظل في دوامة الحزن والفقدان" ص55، اللافت في هذه المقطع تأكيده لشكل العلاقة التي تربط الأسير بالكتاب، فهي يبقى متألما/ حزينا بمن فُقد.
ويؤكد على هذا الحزن والألم: "وها أنا أذكره لأمنحه على الأقل بعضا من حياة الاسم، حتى وإن لم يحي يوما ككتاب، له حضوره مع بقية الإصدارات" ص57، إذن علاقة الكاتب بالكتاب عي علاقة الأم بولدها، من هنا يكون الحرص والحب والعطاء حاضرا وعند الغياب/ الفقد يكون الحزن والألم حضرا ومستديما.
كما يحب الأب/ الأم أن يرو مولودهم/ ابنهم يحب الأسير/ الأديب أن يرى مولوده/ إنتاجه يحدثنا الكاتب عن هذه الأمر في الحلقة الحادية عشرة بقولة عن رواية الكبسولة: "حظيت الرواية باستحسان الكثير من القراء، وكتب عنه العديد من النقاد والمختصين، .. غير أن صاحبها لأسير لم يحظ بنسخة منها إلا في نهاية عام 2019، أي بعد عامين من صدورها، حيث صودرت ومنع إدخالها أكثر من خمس مرات إلى سجن "هدريم" و"ريمون" إلى أن تمكنت أخيرا من إدخالها" ص68، بهذا الشكل تكتمل فكرة الولاد الأدبية مع الولاة الحقيقية، وتتضح فكرة الحب الذي يكنه الوالد/ الكاتب لمولوده الأدبي.
فقدان الكتاب
في السجن من الطبيعي أن يتم مصادرة ما يُكتب من السجان، أو ضياعه بسبب التنقلات أو بسبب التفتيش الذي تقوم به قوات الاحتلال، فعندما يفقد الأسير ما كتبه يصاب بحالة نفسية صعبة، حتى أنه لا يتقبل فكرة الفقدان ويبقى متعلقا باسترجاع ما فقده، يحدثنا كميل أبو حنيش عن ضياع وفقدان ما يكتبه في أكثر من حلقة، منها الحقلة الثانية عشرة التي تتحدث عن رواية "وجع بلا قرار" التي يقول عن فقدانها: "ورغم هذه الخسائر المادية، لم أسمح لهذه الإجراءات الانتقالية أن تفسد سعادتي بانتصار الإضراب، لكن همي كان منصبا على العثور على أوراقي وعلى الرواية تحديدا" ص71، وعن بحثه "دولة بلا هوية" الذي جاء في الحقلة الثامنة عشرة يقول عن فقدانها: "... لا أزال أعاني عرجا في المشي جراء الإصابة وشككت بأن ثمة كسر في قدمي، ولكن همي كان منصبا على العثور على أوراقي والخشية من تعرض كراسات المادة الجديدة للإتلاف أو الضياع" ص109، في الحالة الأولى نجد الأسير/ الأديب يتجاهل حالة الفرح والانتصار الذي تحقق بسبب هاجس فقدان رواية وجع بلا قرار، وفي الحالة الثانية يتجاهل ألمه الجسدي والمتمثل بوجود كسور في رجلة ليحمل هم فقدان/ ضياع/ تلف المادة البحثية التي كتبها.
فنسيان/ تجاهل الفرح والألم بسبب الكتابة يؤكد أن الأسير يعتبر الكتابة أهم شيء/ فعل/ عمل يقوم به، فمن خلالها يحقق انتصاره ويجد ذاته المقاومة والمستمرة في مقاومتها، هكذا هي الكتاب عند الأسرى.
القراءة
كل كاتب قارئ في الأساس، والقراءة هي البداية/ النطفة التي تشكل الأديب، يبين لنا "كميل أبو حنيش أهمية ودور القراءة في الحقلة الخامسة حيث يقول: "...حيث أن القراءة والمطالعة في عالم السجن لا تقتصر على غايات تحصيل المعرفة والثقافة، وملكة الكتابة وحسب، وإنما باتت وسيلة للحفاظ على القدرات العقلية، ، وامتلاك القدرة على مواجهة السجان وإجراءاته اليومية والحيلولة دون تسريب فكرة السجن القاتلة إلى أعماق السجين" ص35، ما يحسب لهذه الفقرة أنها تكمل حلقة/ دائرة الأدب، فالكاتب لا يكون كاتبا دون قراءة.
ويفتح لنا باب القراءة بقوله: "إن التنوع في المطالعة يعكس تنوعا في المعرفية والثقافة، ويحرر القارئ من إشكالية الثقافة أحادية البعد" ص36، وهنا تكمن أهمية الفقيرة التي توضح أن التنوع والتعدد المعرفي والثقافي هو من يوجد/ يخلق الإنسان المتحرر والحر من قيود الروتين والأفكار الجامدة.
.
كيف يتم إخراج كتابات الأسرى؟
بداية كانت الكبسولة التي يبتلعها الأسير المحرر أو المنقول إلى سجن آخر، وبعد أن يصل غلى المكان الجديد يخرجها، لكن هذه الطريقة كانت مقتصرة على المواد الفكرية والتنظيمية الخاصة بالأسرى، ونادرا ما كانت تحتوي على مواد أدبية، أما عن الأدب والنصوص والقصائد والقصص والروايات وكيفي يتم إخراجها للحياة يقول: "... إخراج هذه الكتابات عبر الهواتف المهربة"ص12، هذه إحدى الوسائل التي يستخدمها الأسرى، ويضاف إليها: "...فقد علمت أنه يسمح بإخراج المواد المكتوبة مع الأسرى المحررين دون تفتيش أو مصادرة" ص67، طبعا هذا حصل مع أن خاض الأسرى معارك عديدة وطويلة مع إدارة السجون، قبل أن يحصلوا على هذا الإنجاز، حرية إخراج المواد المكتوبة دون مصادرة.
الوفاء
قلنا أن الأديب يذكر أكثر من مائة شخصية فهو وفي لهؤلاء الذين قاموا بواجبهم ودورهم تجاه الأسرى وتجاه "كميل أبو حنيش" لكنه أيضا يذكر رفاقه الشهداء: "ولا يفوتني أن أذكر الشهداء الذين شكلوا على الدوام مصدر إلهام وإسعاد معنوي، يامن فرج، وفادي حنني، وجبريل عواد، وأمجد مليطات، وعماد كبروك، وربحي حداد، وسامح أبو حنيش" ص15، وإذا علمنا أن رواية "الجهة السابعة" تذكر هؤلاء وتتحدث عنهم كشخصيات روائية، نعلم حجم الوفاء الذي يحمله الأديب لمن ضحوا وراحوا.
السياسة
بما أن الأسرى يتبعون تنظيمات وفصائل سياسية فلسطينية أو قومية عربية، فكان لا بد من تناول شيء من السياسة، يحدثنا الأسير عن السياسة من خلال عقوبة تعرض لها بسبب: "...وعلى الطريق أبلغني ضابط استخبارات السجون، حين أبديت استغرابي من عدم نقلي على مقالات تتناول الشؤون الإسرائيلية بالنقد والتحليل، بينما يجري نقلي لأنني انتقد الدول العربية المهرولة للتطبيع، قائلا: بإمكانك أن تنتقد إسرائيل وتشتم قادتها، لكن ليس مسموح لك بانتقاد هذه الدول وزعمائها؟" ص133، وهذه إشارة إلى الود الذي يحمله المحتل للدول العربية المطبعة التي تعمل لخدمة دولة الاحتلال وإظهارها على أنها دولة طبيعية/ عادية في المنطقة.

الكتاب من منشورات طباق للنشر والتوزيع، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى 2023.







على ناصية حلم .................. بقلم : ندى الياسمين احمد // العراق




يراودني طيفك
تجتاح مدني
أمنيات صغيرة
اقرأ فنجاني
يخبرني قدري
بعض أحزاني
يعصفني الشوق
قوافل الآهات تعتري وحدتي
صداها يؤرق أحلامي
مدن الحنين مغلقة
على أعتابها الف من الاسباب
على جيد فراشة أكتب أمنيات اللقاء
لقاء غائب في فهرس الحاضرين
أربت على كتف الهزيمة
بأشجان قصيدة
تبذر الحروف
آهات الوجع
نبضات تنتفض من سراب القطاف
صور لأيام مضت
أعانق الأيام عناقًا وهميًا
أطياف ك مراكب غيرت مسارها
وهوت إلى جزرٍ على عتبات الغياب
صمت على أطرافِ الطرقات
دموع حائرة
تعاقدات غيماتي مع الأنين
خلف سفوح الرجاء
يطل من الأفق
خيط من الأمل
على ناصية الحنين،،،





لوحة ................. بقلم : دلشاد احمد حمد // العراق




في حدیقتي
رغم ٲنها صغیرة
لكنّ الورود
بٲلوانـــها الزاهیة
تمنحني السكینة
رائحتها تبعث الٲمل
النحلة تلاعبها
ورقصات ٲوراق الشجر
مع نسیم الصباح
تزید البهاء
وتنسّي هموم المساء
لوحة فنیة
لاتُشتری بمال
لٲنها تمنحُ السعادة
وتتلذذُ العیون بها
هدوء الٲعصاب
وتفاؤل القلـــب
وٲنت في زمن الصعاب
من ٲجمل ما یناله الٳنسان

وجهان.............. بقلم :نصيف علي وهيب // العراق




وجهانِ يستريحانِ بالطفولة، قيل هذانِ من نِعَمِ الحياة، أستفيقُ على البراءةِ المجبولةِ من الطين، أجدها مودة لمقدارِ شوقٍ في العيون، أسافرُ لربيعٍ لا ينتهي، وجهُ حنانٍ وعواطف،
لهما من القلبِ الكلمات.
...



العراق

لوعة البعاد............. بقلم : لمياء فرعون - سورية




إنِّي بـبـُعدِكَ قـد أضعـتُ صوابـي
منذ ارتـحـالـكَ صرت كالأغراب
نـهرٌ من الآلام يـخـتـرق الـحـشـا
ويصبُّ في الأطراف والأعصاب
يا من رحلتَ عن الديار مـهاجـرًا
قـلـبـي يـعـانـي فُــرقـةَ الأحـبـاب
نـاديـتُ والـلـيـلُ الـبـهـيـمُ يـلفُّني
روحي تـكـابـد قـِلَّـةَ الأصـحـاب
لا زائرٌ يـأتـي فـيـؤنس وحـدتـي
والوَجْـد يطرق غـاضبـًا أبـوابـي
إنّـي بـشـوق يـاحـبـيـبُ فـدلَّـنـي
كيف الكرى والكربُ في أعقابي
أصبـحـتُ مـثـلَ سـفـينة ٍرُبّـَانُـهـا
مـتـحـيـرٌ يـشكـو مـن الأعـطـاب
أنـا بـانـتـظاركَ يـارفـيـق بـلهفـةٍ
فـالعـمـر في الدوران كـالـدولاب
لا شيءَ يُسعِد أو يـهـزُّ مشاعري
حتى احـتـفـاءُ الأهــل ِوالأنسـاب ِ
فغدوتُ كالطفل الصـغـيـر ِتـأثـرًا
أبـكـي بـدمـع ٍغـاص في أثـوابـي
في القلب آهـاتٌ تـؤرِّقُ مـضجعي
والـروحُ في شــوق ٍإلى الـغُـيَّـاب
سـأظـلُّ أنـتـظـر الإيـابَ بـلـهـفـة ٍ
عـلِّي أراكَ تــدقُّ فـوقَ الـبـاب
طال الزمـانُ وأنـتَ عـنِّي مُـبـعـدٌ
فـمـتـى تـعـود لــديــرة الأحـبـاب

سورية-دمشق

ثواب............ بقلم : عادل هاتف عبيد الرميض الرباح السعدي// العراق





إقْبَلي بيَّ
كي أُجمعَ الأحلامَا
وأحتَسِبُ لماضينا الثَوابا
وأنسى ولو لساعةٍ
أوجاعَ صبري
وافتحُ لاستحيائِي بابا
إقْبَلي
كي أرى الشوقَ صلى
وبَني للميعادِ محْرابا
إقبَلي
كي أهدمَ أشكالَ خوفي
واعودُ أنا
وشجاعة العشاق أصحابا
مخلوقةٌ أنتِ
من ألفِ سحرٍ
وفي كلِّ ليلٍ
ألبسُ الجنون
بألف لونٍ
فيضحكُ الشامتون
وابكي معاتبًا الأسبابَ
منذورةٌ الروحُ للمُلتقى
أَقْبَل وإن يأتينا لُقياكِ قصابا




.إذا ماالتقينا.............. بقلم : إبراهيم حفني - مصر




..وأبحث عنك كصبارة..
في ضمير الظنون. .....
و أمضي وحيدا...
.أعانيك خلف جدار الشجون. ..
وأصنع من همهمات المحال. ..
طريقا إليك. ..
كمس الجنون. ..
وأعرف يوما. ..
إذا ما التقينا. ...
يموت الكلام. ..
و تبكي العيون. ....*



إطلالةُ حرف ............بقلم :أوهام جياد الخزرجي// العراق





تغفو النجومُ بينَ الموجِ،
فيُحاكي الهمسُ غيمتي،
أينَ أَنا والمطرُ،
ضفةٌ تقتلعُ جذوةَ الرُّوحِ،
تبقى حَيرى مِنْ دونِ رجوع،
يفرُّ الدمعُ بحنينِهِ، شمعةً تَجلَّتْ إليهِ بخشوع..
سرابيلُهُ معتَّقةٌ..
أشلاءُ الرُّوحِ مبعثرةٌ..
بينَ الرِّمالِ كانَ الطلوعُ،
ليالٍ عقيمةٌ،
وخمرةُ العشقِ
ومملوكٌ يأبى الخضوع..
وديَّةُ الحُبِّ إشتياقٌ..
ديَّةُ الحُبِّ عشقٌ ممنوع..

11/5/2016