أبحث عن موضوع

الخميس، 27 ديسمبر 2018

ومضة ........................... بقلم : خالد اغباريه / فلسطين



أكتب لها ...

أحلامي أنهكها السفر

وباتت دموعي متجعدة

من جَمِّ القهر

 

ومضة ................ بقلم : رشيد الاطرش / المغرب




امام الباب ..

في سياق الحياة

وقفت أقلب أفكاري

و مفتاح بيدي..كتاب!


مناجاة _ ق.ق ..................... بقلم : علي حسن بغداى / مصر






تزوجت حبيبتى .. احترفت الأدب .. أجبروني على الكتابه باللغة العربية .. أثناء تدوينى لبعض كتاباتى .. احتجت لكوب شاى .. ناديت على زوجتى باللغة العربية .. اعترضت على اهانتى لها ..تركتني للأبد.

التيه.................... بقلم : غلام الله بن صالح / الجزائر








أفتّشُ في الكون عنْ مذهبي

كأنّي بيمٍّ بلا مرْ كبِ

وأبحث في ظلْمةٍ عنْ سنا

لعلّي أفرّ منَ الغيهب

وحيدا ضليلا أسير الدّجى

أحنّ حنينا إلى الكوكب

وحملي ثقيلٌ وصبري هوى

وناح الغراب على موكبي

أعاشر قوما كمثْل الأفاعي

يسوؤون في الحلّ والمركب

يخرّون للنّذل في ذلّةٍ

يروغون في الفعل كالثعلب

ويبغون بغيا على ماجدٍ

كريم الفعال وفحلٍ أبي

ويحنون ظهرا كظهر العبيد

ويمشون مشي الفتى المعجب

فما فيهمُ مرتجى للعلا

ومافيهمُ ماجدٌ يعربي

الجزائر

تَهاوَى الكَلام ثَملاً.......................... بقلم : رشا الجزائري / الجزائر



تَهاوَى الكَلام

ثَملاً...

شَفَتان مُتعَبتَان..

كانْكسَارِ المَرايَا

و بَقايَا مِن تَراتِيل الرُوح

أورَاق صَفراء

عَالِقة بِأهدَاب السّحَاب

و تَأوهَات الصَمت

تُعانِد الرِيح

فِي حَماقَة مَهزُوم

هُوَ !

شَوقٌ مَصلُوب..

فِي عَتمَة المَساء

يُعانِق بَرد الجِدار

يُجَادل أنِين الزَوايَا

و يَقتَص مِن تَنهُدَات

النُجُوم...

عَلى صَدر القَمر

عَلى سَبِيل الهَذيَان..

ضَجِيج نَبْضك يَقرَع أجْراسَه

لتَعْلو صَرخَات المَّدى

تَسْتجدِي الحَنين

أَنَا!

كلُ الأشْياءِ بِداخلِي..

أضْحَت نَوارِس مُتعَبة

تَمتَهن ..عِناقِي

عَلى سَبِيل الجُنُون

أرَدْتُ إسْقاطَ

النِقاط مِن الحُروف

ليَتوَّحَد البَوح .....

فِي فَم الدَهْشَة

لتَمْتَد جدائِل المَسَافاتِ

جِسْرا مِن يَاسَمين

فَهل يُمهِلني الغُروب

بِضْع..إنْتظَار

لأبتَاعَ حَكايَا مِن نُور

//18//12//2018//باريس

سرت أقلب المعاني ..................... بقلم : عبد الستار الزهيري // العراق



سرت أقلب المعاني

بين صمت وسكون

وعالم مجنون

هناك يفترش الحمام

عشه لينام

سوسن وصوت رخيم

وباغيات قدر محتوم

ستتناسل الحروف

لتلد لنا كلمات عصماء

لقصيدة غنّاء

تتسابق مجتمعة

في سوح الكلام

تأليف وألحان

وعزف على الناي

ذو أشجان

أوتار متداخلة

وكلمات بلهاء

تلك قصة الليل الطويل

تهجع به الأشباح في

عروش من صفصاف

وصفير هواء يضرب

أجساد خواء ..

أحلام تتوسد

صدور معتمة

تتسربل من بين الجوى

أتساءل

هل سنخرج الى النور

أم الظلام سيكون

مسرح الأحداث

معانٍ بارقات

وكلمات منمقات

هي زاد القصيد

أرتلها وحيدا

على ساحل بحر سعيد

تطرب لها النوارس

أراقص المحار في

ظل شعب المرجان

وزنابق المياه تتمايل

معلنة حفلة حناء

وعرس لحرف فريد

أنادي به قلبها من بعيد

هل يا ترى ستنتبه

أم التيه سيد الأحلام

تناقضات وأفكار شاردة

وحلم سيظل حبيس الجدران

دخل قلب كسوته بالزبرجرد

لينال رضا سيدة النساء

زحمة حب ....................... بقلم : الحسين بن عمر لكدالي / المغرب






في رحاب الحب

تهب رياح

تلبسنا.. تتقمصنا .

.تبعثر ذرات عقولنا ..

لحظات تهرب عقيلة البديهة ..

الجوارح تحلق بنا

في السموات السبع

في رحاب الشوق ..

تكتب حكاية حب

لا كواليس انت بطلة المشهد..

كل العيون تحدق

كل القلوب تصفق...

في سقف الذات مشاعر..

شوارع تتزاحم

تتراحم..

في غفلة من الزمن..

حتي لا تنساك..

-----------------

أمسية................. بقلم : سليمان أحمد العوجي / سورية






مأدبةُ القلائدِ وفرسانُ الهواء

سيوفٌ تنحرُ طفلَ الأبجدية

وكروشٌ تنشدُ المزيد

متثاقفٌ يمسِّدُ شاربَ فحولته..

على زبدِ القصائدِ

قصورٌ من هلام

على مأدبةِ القلائدِ

يقدمُ ( هيرودوس)

رأسَ المعمدان....

زغاريدٌ بلاوقت

كالآذانِ بين صلاتين

وخطيبٌ يسدُ بكفِ الجهلِ

فمَ ( سيبويه)...

قصائدُ كالغربةِ في

آخرِ أندلسِ الزمان

يامنبرية الهلام

ياعرافة الشهوات

كفى حشو الكلام

بزقومِ الصورِ في

أذنِ الرخام...

لايحياَ قتيلُ الأدبِ

باهراماتِ الصدرِ العاري

ولابسيقانِ الحروفِ الملساء

لغتي تؤلمني

وضلعُ الحرفِ لايستقيم

هل لي بقنديلٍ

يواسي عتمتي

يوقظُ خرافَ الصفِ الأول

على منبرِ الغرائزِ

تبدلُ الأفعى جلدها

وتصيرُ نمشاً في وجه القصيدة...

وسكيناً في عين اللغة.




لا يتوفر نص بديل تلقائي.

نبضـــــــة ................... بقلم : أروى طلعت/ فلسطين



شوقي لبعضي أتركه لديك ..

شهدي دموعي أكتبها رويدا ..

صمتي .. وجعي .. أنثره هنيده ..




هاجس ................... بقلم : أحمد خلف نشمي // العراق



هاجس يراودني


راسخا في مكنون اهوائي


كلما عاينته


يأتي حين الوجع


يلامس ذاتي


فأنزوي وحيدا


اتحسس روحي


أوصد الأبواب بابا بابا


يقف إلى جانبي


أسمع شهيقه وزفيره


يجوب المدى


اخبىء احلامي المشبوبة


يزجرني


يزحف دائرا في صدري


يكبر مع الصدى


اشعر بأن الكل يترصدني


اقبض على روحي


وادسها في جيب اوهامي

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

حلم ينزف _ شعر شعبي ...................... بقلم : نضال الشبيبي // العراق




حلم ينزف

گطًّر عالجرح همّك

ونزف حلمك ولك يفلان

عندك حيل وتشيله ؟؟؟؟

وْلَوَنْ حيلك هفت ياصاح

ومامش حيل عندك

وك تصيح الاااااخ

ومامش أخ تشكيله

اجهب عالحمل يفلان

عندك حيل لو لاله؟؟؟

ولَوَن هد التعب جسمك

وفوكه الحزن تجماله

لون دمعة عرس بسمك

لون لون الكحل رسمك

لون صار الحزن مهره
وانت اتصير خيّاله

لون مهدود حيلك

لونك بالحلم مجروح

وبس تنوح

يَچَنّه البين جرحك والدهر سچّين

يحلمك بالصبر مذبوح

وهمّك بس حصاده إوْنين

وجرحك بالحلم ينزف بگاله سنين

عوف الحمل وك مطروح

مالك حيل وتشيله


ولا حيلك جمع حيله

ولا ام التشيله بليل تلوليه

عراقي انت وعشك لهموم

عراق انت وعلصبر مفطوم

يفارس عاشك كحيله

خله العشك وك مهظوم

لو فز الفجر

وك بهداي لوليله

وْلَوَن حلمك نده فجره

ولون صبرك عشگ گبره

ولون حزنك فهم قهره

كوم الفجر صلّيله

ولون دهرك عرف ذنبه

حَشْمْ الروح وشكيله

ولك صمت الدهر صابر

ياراهب عشك صومه

بگه طول الدهر جوعان

عيب وعيب ... عيب

اتفَطْرَكْ العيله




يفارس عشك جرحه وطاح

وك بهداي تجيله

ولك يفلان بس تنوح

عراقي معلم الحرمان

ولك يفلان

يجنّك موكد الديوان

الجمر هافت،،، وبرد حيله

البگه منّه ، بس ارماد توشيله

يموگد هفت جمره ولك يفلان

هفت نار الصبر مو جان بركان

وجان العشك وك انسان

انطفه بليل وبرد ليله

هاك الصيخ وابحث بالرماد الصار

هلبت نار تضويله

وارجع بالجفوف ابحث

لم الحيل هفيله




حزينه الروح يبنادم

عراقي والحلم طال

وبقه بليل الشته يرجف

حَشْم اغاطاك دفيله

يجن اللاله لهبت نار

والفانوس تعليله

وجرح ال بالحلم ينزف

احسّم بيه طول الليل

وك لو طاح اتجيله

واظل وحدي اصيح الاخ

واصبّر بيك

تراهو الدهر يبنادم

جار إعْلَ لعزيز وشاخ

بالك تْوَطّي الراس تشكيله

وبالك يوم تحجيله

لون صمت الدهر جوعان

لونك انت بس انسان

عيب وعيب

وعيب تفطرك العيله

وعيب تفطرك العيله




@@@@@


اقتران _ ق.ق.ج ....................... بقلم : فاضل حمود // العراق




يستيقظ فزعاً ، يمسك خيط الفجر ، يرتق دروب التيه ، يهرع مسرعاً ، يسابق الريح ، تحمله الخطى مستنجداً بعكازه المهتريء ، يستحوذ فرحاً على موقعه بين الأرصفة . قبل أن تزاحمه صيحات التسول.

مزاد في السر_ قصيدة ومضة ................... بقلم علي حمويش / المغرب






في السوق

هتف المنادي

من منكم

بشتري مني

ارث اجدادي

بربع دينار...

بحل الشفعة،

بضرب العقدة

بيع الميراث....

البردة بدرهمين للمنصور،


و السبحة و السجادة بالمجان،


و السيف و الصولة للحجاج ،

ولمن يجيد فن قطع الرؤوس ،

و اختفى المنادي،

و انسدل الستار

عن خشبة قاتمة....

زاغــــــــــــت الأبصــــــــــــار !!!.................. بقلم : ابو منتظر السماوي // العراق







** زاغــت الأبصار يا مفتـي الهوى

**** عندما مـــــرَّ غزالي فــي المغاني

****** والقلوبُ بَلَغَـــــتْ حـــــــدَّ الحناجرْ




** واللظى فــي خافقي أبدى الجوى

**** وشحوباً طال وجهـــي واعتراني

****** كان يوماً فيه قــــــد تُبلـــى السرائرْ




** لستُ أدري أهــيَ نارٌ منْ طوى

**** أم هـــو النيزك أهوى في مكاني

****** وأسيراً بِــــتُّ لا أقـــــــوى وحاسرْ




** خافقــــي مارَ مَلِيّـــــــاً واكتوى

**** بهمومٍ عاتيــــاتٍ قــــــد شَجاني

****** وكسيفٍ يَعتلينـــــي جِــــــــدُّ باتِرْ




** أيّها المفتــــــي أرى بانَ النوى

**** ليس للوصل غزالي قــد دعاني

****** فهو سلطانٌ غَـــــزا عاتٍ وجائرْ




** وبدا المفتــــــــي ينوءُ والتوى

**** ودموعـــــــي جارياتٌ دمُ قانِ

****** إعلِــــن الحكـــم بفتوى لا تُكابرْ




** لمْ يكنْ لي غير فتوى لا سوى

**** ناظراً فتواه فـــي الحكم تَراني

****** بينَ مُفتي وغزالي عشتُ صاغِرْ


غُرابُ الْبُعْد ...................... بقلم : محمد الزهراوي ابو نوفل / المغرب






غُرابُ الْبُعْد 


أراها بِحاراً

بِرُموشِها الطِّوالِ.

عِنْدَها كُلُّ

شَيْء لِمَنْ أرادَ..

هِيَ تَعْرِفُني وتَعْرِفُ

ذُنوبِيَ الْكَثيرَةَ!

وإِلَيْها كَمْ

جُعْتُ يايَدَ الشّعْر.

أُحِبُّ دِيارَها

وهِيَ بِلا بِلادٍ..

أُحِبُّها كَامْرأةٍ

لا شَكْلَ لَها..

امْرأةٍ بَعيدَةَ الشّأنِ

كَوْنِيّةَ الْهَوى

والْغِيابِ كَأنْدَلُس.

رَأيْتُها وَحْدي

فيما لا يُرى..

كانَ ذلِكَ

ذاتَ نَهارٍ !

وقَديماً سَمِعْتُها

فيما لا يُسْمعُ.

أحِبُّها مَخْفِيّةً..

إذْ مُغْرَمٌ أنا

وأُحِبُّها تُحِبُّ

التّنَكُّرَ فأغْزُوَها

مِثْلَ مَجْهولٍ.

إنّها نَهْرُ انْزِوائِي

ولا أسْبَحُ

فيهِ إلاّ مَرّةً ؟

وظِلالُها ذاتُ

الألَقِ فِـي الْمَعارِجِ

خارِجَ الْمعْلومِ أفْياء

لا حَدَّ لَها تَفْتَحُ

الشَّهِيّةَ لِلسَّفَر.

إنّها أنا عَلى

قارِعَةِ الطّريقِ

وصَفْحَةِ الْماءِ

وتَنْتَظِرُنـِي السّاعَةَ..

تَنْتَظِرُنـِي لأِفُكّ

بِالرُّقى كَما فـِي حانَةٍ

أزْرارَها الْخُرافِيّةَ

فَأَشُمّ طيبَها الْمُغْوِيَّ.

إنّها امْرأتـِي الْجَدَلِيّةُ

منْفايَ الْكَوْنِـيُّ

مبْنىً ومَعْنى!!

امْرأَةٌ لا تَغْفو!؟

وأنا كَحَيَوانٍ لا

أدْري أيّ مَكانٍ

مِنْها يَنْبَغي أنْ

أُهاجِمَ أوْ أعْبُدَ.

إذْ فِـي نَفْسِيَ

أنْفَسُ الأوْطار بِتُّ

مِنْها طامِعاً!؟

فَهِيَ والْمَدى واحِدٌ

أنْفاسُها الْعِطْريّةُ

تَمْلأُ الأرْجاءَ..

ولكِن لا أراها

إلاّ كَما يُصَوّرُها

الْوَهْمُ وَالْمعْنى.

ولِكَثْرَةِ ما هِيَ

هِيَ شاسِعَةٌ

أنا آتٍ مِن هُنالِكَ

لأِبْحَثَ عنْها

فِـي وطني وأموتَ

كنبي بيْنَ نَهْدَيْها.

ما الّذي عَلَيّ قوْلهُ

فَغِيابُها يَأكُلُني فـِي

الْجِهاتِ السّبْعِ

تَحْتَ سَماءٍ كُبْرى!

ولأِنّني فـِي الْغُرْبَةِ

تَحُثُّني إلَيْها الْمَنازِلُ

فَيُثْنيني وهَنُ الْعُمْرِ

غُـرابُ الْبُعْدِ..

والْحُجبُ الّتي

لا تَنْزاحُ؟!

والْقَبْرُ الْقَريبُ.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏محمد الزهراوي أبو نوفل‏‏

ماذا أقولُ ياقلبُ ................... بقلم : مرام عطية / سورية









برقٌ من نخيلهِ يشرقُ

كالسهم يُصيبني

يُغيِّرُ مساراتي يهدمُ حصوني

ينثالُ أمواجَ حنينٍ بين ضلوعي

تتلاشى منِّي آخرُ سحابةِ نجاةٍ

ماذا أقولُ ياقلبُ

لو كان لجراحي شفاءٌ

أو جاء قرَنْفلهُ يسألني

سوسنةً أو التفاتةً خضراءَ ؟

ماذا أقولُ

لو ساقتْ راحتاهُ الدُّمى لطفولتي

أو كان الوردُ بعضَ هداياهُ ؟

و كيفَ أصدُّ إن صارت أنامله شعراً

وغمرَ وجهي سوسنُ لماهُ ؟

ماذا أقول لو طوى شتائي ربيعهُ

أو سألتني رباهُ حمائم سلامٍ ؟

و أينَ أغيبُ

لو زنَّرتْ خصري نوارسهُ

أو عقدَ شذاهُ شالاً على جيدي

و كيف أصدُّ لو زحفت

جيوشُ الشوق إليَّ

واحتلتْ فؤادي عيناهُ ؟

وهل أبيعُ سماءً هطلتْ ياسمينا

على أقطارِ جسدي ؟

لا لن أضيعَ في دربٍ

كان نورُ الحبُّ سناهُ ؟

--------

مرام عطية

مدينة قديمة ................... بقلم : وفاء غريب سيد احمد / مصر






ذكرى تنعي الماضي

غنوة صداها يملأ مسمعي

بسمتك

يبرق ضوءُها في قلبي

تجعلني طفلة

تتحدى غروب الشمس

تسابق الفراشات

وطيفك معها

يجعلها تزين الشفاه

يصبح قلبي بها

خالياً من الهموم

رَسمت الفرحة

على جدراني بقلم مشفق

وامل يزهو بعطر الورد

معك الشمس تنثر شُعاعها

كسنابل من الذهب

أراها بعين طفلة

تسكن

جسداً غادرته نضارة الربيع

مازالت الطفلة

تعزف داخلي لحناً خالدا

لفجر يومٍ مشرق

نوره يضيء ظلمة الليل

يتبدل معه عمر الخريف

تتدلى أغصان الشجر

مع ندى الصباح

تعزف داخلي لحن الحياة

حلقت طفلتي وجالت بالخيال

جازت محيطي بزورق صنعته

من حروف تضيء السطور

تستجدي ودك كي ترتقي

بحضورٍ يضاهيك

ياقمرا يسكن أعالي السماء





18/12/2018
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

شوقٌ وبُعد................... بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق






زمنٌ

جالَ بنا الْأيامَ كقاطرةٍ

أرضٌ

عَدًَتْ بِنا للبُعدِ مساحاتٍ

شمسٌ

تكوي جبيني ساخرةً

وقلبي

في ظلمةِ الشُّوقِ

في مَتَاهاتٍ

أَناملي

حرَّرتْ أَوْراقَ بُؤْسٍ

لا النُّورُ يَأْتي

كي أَنثُرَ على يديهِ

تحيَّاتي

ولا السَّعادةُ تَرْأَفُ بي

وتظهرُ مِنْ جديدٍ

في الطُّرقاتِ

ربيعُ الْحياةِ

أَضْرَبَ عن الشُّروقِ

وصرتُ لا أَراهُ

حتى مِنَ الْفَوَّهاتِ

خُسِفتِ الْلوحاتُ

مِنْ يوم انْجَلى

ألوانُ وحيها

مِنْ أينَ أجدُ الْآنَ

مسرحاً

لِرقصِ كلماتي

ديواناً

استأنفُ مِنْهُ

حياتي ومسرَّاتي


2018/3/26
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏

ذاكرة العطش ...................... بقلم : عبير محمد / مصر






ايها المتسكع

مع الريح على أرصفة الشتاء

وظلال الردى تلسعك

بخطوات السراب وذاكرة العطش

تتعرى غصون القلب المحترقة

وهي تتعقب اثار اقدام مبعثرة

و تمتمة شفاه ظامئة

بشقاء المسافات

وخيال حلم لم ينفك من أساه

يجره الأنين بالف والف آه

أنا من انطقتك ايها الحجر

وبشفاهي استفززت أنين أحلامك اللاهثة....

الجمر واللهب يستيقظان بتلك اللذة الخبيئة

كشمعة ترفض الانطفاء الاخير

انا ابنة الزيتونة الشامخة

ومن تلك الارض الطاهرة

التى تنبت الياسمين

فكن حافظا لي

من تلك الوجوه العابثة بالسكون

ونكر عرشي بالياسمين

.....

تضرع من أجلي

تضرع في يوم ميلاد

لكيلا تقترب مني الأقنعة الزائفة

الملطخة بدماء الأبرياء

أنا انثاك.....

فلا تتكبر ايها الحجر المصقول بأمواج

شواطئ الوجد

أنا من جعلت منك ماء الحب يتفجر...

عطرا وشعرا

لتنشد قوافيك

في حقول العشق

لترفرف كالفراشات

لتغرد كالعصافير

وتحلق كما الأغاني في الأثير

بعيدا عن ضجيج الفوضى

وتتبع ماأوحي إليها

وتهتدي بهالتي الحبلى بالضوء

فها هو سديمها

يتفتق دموعا من نور

في سماء بعيدة عن شياطين

الإثم والغرور

ايها الحجر النيزكي

توهجْ كما تشاء

فلا سماء لك سوى قلبي

لتحط في معارجه

على مدرج الأضلاع

كطفل ابصر النور


لا يتوفر نص بديل تلقائي.

سيدة الخريف ................... بقلم : سهى النجار / الاردن





بَياضُ الشيبِ غزا ليلي،

وجُنونُ الشوقِ عانقَ فجري ..

من يُعاقِرُ الخريفَ يحصدُ

ثمارَ العشقِ الخالدة ..




في قبضةِ الغيابِ أضعتُك،

والخوفُ سيطرَ على أحلامي ..

سياطُ الحنينِ تجلدُ ذاكرتي،

وطيفُك يأبى الرحيل ..




همساتُك أحفظُها كأنها تميمةٌ،

وعطرُ قبلاتِك يملأ مسامي ..

أين باتَ غرامُك الليلة..؟

ألا زال قطارُ العمرِ يُخيفُك..؟




تَتَجَوَّلُ في دُرُوبِ الفاتنات،

تَتَنَقَّلُ بينَ الزهورِ؛

لتختارَ الفتيةَ المُثيرة،

تتمايلُ كأنها أميرة،

مسحورٌ بشبابِها ..




سَيدةُ الخريفِ أنا،

نبضي ربيعٌ دائمٌ ..

لا تطرقْ بابَ الهوى؛

فلم يَعُد لَكَ بقلبي مكان ..

منبوذٌ من نعيمي لباقي الحياة.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏نبات‏، و‏زهرة‏‏ و‏طبيعة‏‏‏‏

صمتكِ الرهيبُ يُعذبُ المجازَ في لغتي............... بقلم : أحمد بوحويطا - أبو فيروز / المغرب







صمتكِ الرهيبُ يُعذبُ المجازَ في لغتي ، فمُسي جرحي بلطفِ الأميراتِ و سيري


سيري بعدَ الظهيرةِ ، ببطءِ الغيومِ فوقَ البُحيراتِ ، كي أرى ظلكِ يأخذُ ظلي من يدهِ


يداكِ على يديَّ على رَبْوَتيْكِ الدَّافئتينِ جداً ، و النمشُ سربُ فراشٍ أحرسهُ لئلا يطيرَ


و أنتِ تُطلينَ عليَّ منكِ رجاءً لا تُغلقي البابَ ، رجاءً لا تثقي فيما يقولُ النايُ الحزينُ


لكي لا يُصابَ قلبي بانهيارٍ لُغويٍّ ، فأخطئُ في وصفِ ما يقولُ الجُلَّنارُ في مسجدهِ

هو رائحةُ التفاحِ في ملتقى نهدينِ ، هو سجعُ حمامتينِ لم تستطع آلهةُ روما صياغتَهُ


إذا مسَّكَ ترى لُجةَ البخورِ خضراءَ في زفيرِ أيقونةٍ ، و مطراً يسيلُ من وترٍ في معبدهِ


فالقيامةُ شأنٌ إلهيٌّ ، لكن يهمني ما يبقى من رذاذِ عطركِ في المكانِ ، حين يجفلُ القمرُ


فأعدي لي ما استطعتِ من الهالِ في قهوتي ، قد يكون أشدَّ بلاغةً من رقصةِ الحصانِ


فالحزنُ يسرقُ منا حدائقنا ، و أنا أحبكِ بلا هوادةٍ ، فكيفَ أخرجُ المجهولَ من غدهِ ...؟




2018/11/10

من وحي البحر .................... بقلم : فاطمة الزهراء فزازي / المغرب






جريئة هي تلك الموجة كثيرا

وإن بدت متوجسة ..أكثر

تحجب ملامح وجهها بزبد كثيف

تندفع.. تنكفئ

يتبلل الحصى عند قدميها ..صاغرا

وتتسرب بين أصابعها الرمال

هكذا هي

تنحت من الصخر

كل مد وجزر

حكاية عروس

يوشح وجهها ضوء الشمس

عند ميلاد كل صباح

وتطوي ضفائر أيامها العجاف

أشرطة غروب ملونة

كل مساء..

صروف الزمان ..................... بقلم : ضمد كاظم الوسمي // العراق


ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏



قِفْ بِالْمَرابعِ وَاسْألْ دُرَّها الْخَضِلا

عَنِ اللّواتي غَدَتْ في دَهْرِها مَثَلا

*

عَنِ النّجومِ وَقَدْ تاقَتْ لِرُؤْيَتِها

وَاذْكُرْ لَيالي الْهَوى فَالْبَدْرُ قَدْ أَفِلا

*

وَرَنَّةُ الْكَأْسِ وَالأنْغامُ ضِحْكَتُها

وَالْهَمْسُ في نَبْسِهِ قَدْ ضارَعَ الْعَسَلا

*

وَاللّيلُ ظَلَّ لِسِرِّ الشّوقِ مُرْتَقِبا

وَالْقَلْبُ مِنْ نارِهِ قَدْ شَبَّ وَاشْتَعَلا

*

عَلامَ في رَسْمِها ذِكْرى أُقَلِّبُها

في خاطِري تَنْتَضي الْأسْيافَ وَالَأسَلا

*

وَالْهَجْرُ قَدَّ سُوَيْداءَ الْفُؤادِ وَفي

حُشاشَتي زَرَعَ الْأدْواءَ والعِلَلا

*

رَبّاهُ مَنْ لِكَسيرِ الْقَلْبِ يَجْبُرُهُ

إذا صَريعُ الهوى قَدْ شارَفَ الْأجَلا

*

هذي صُروفُ الزّمانِ الْمُرِّ قَدْ عَصَفَتْ

بِوالِهٍ يَرْتَجي في ضَغْثِهِ الَأمَلا

*

هَيهاتَ إنَّ الأْماني فيهِ فانِيَةٌ

وَالْعُمْرُ تَجْري بِهِ الْأيَامُ مُرْتَحِلا

*

فَالرُّوحُ تَمْضي عَلى مِعْراجِ بارِئِها

وَالْقَلْبُ يا خالِقي يَأْتيكَ مُبْتَهِلا

حديثُ الجَـــرَاد..................... بقلم : منير صويدي / تونس






هل أتَـاك حديثُ الجَـــرَاد..

إذا هبّ وانتَـشَــرْ..

ونَـثَـرَ غُبار الخـريف..

في عيُـون البَشَــر..

وزمْجَـرَ عاليًا في وَضَحِ النّهَـار..

وعـنـدَ السّحَــر..؟.

لَــهُ صَـيْحَـةٌ.. لا تُـبْـقِـي.. ولا تَــذَرْ..

لـهُ غَـضْـبَـةٌ.. لا يَسْلمُ منهـا..

إلاّ من تصفّحَ التّـاريخ..

وتعَقّــل الواقـع.. واعْتَبـــرْ..

..

فــويْـلٌ للغافليـن..

من عاصفـة المُفقّــرين..

إذا انتـشـر صفيرها..

في السّـاحـات.. والباحـات..

وفـوْق الجبال.. وتحت الشّجـــرْ..

وويْــل للمُتـغـافلـيـنَ..

عنْ هبّـة صُـنّــاع العُـقُــول..مـنْ يـــومٍ..

لا هــرُوب فيـه.. ولا مَـفَــرّ..

إلاّ لِمن لــجــأ إليـهم.. يبحثُ عن مُستقــرّ..

..

فيــومئــذ.. لا جــدالَ.. ولا هَــــذرْ..

يَـومَـئـذٍ.. في مجَــالسِهـم.. فـقـطْ..

يـَحْـلـُـو اللّقــاء.. ويَـــرُوقُ السّهََـــرْ..

غرق ............................. بقلم : فاطمة الشيري / المغرب



قابعة في جب الغياب.

تترقب خيال دلو يطرق الباب.

ابتلع الطين أشعة شمس،

تسللت للقرار.

استنجدت الأعماق صارخة:

افتحي نوافذ الغمام!

تقاسيم الآهات استنهضت وجدا،

ردد نبض الأنين.

مزق الصدى جرحا عتقته السنين.

لامفر لك من الاختناق

داخل أنفاسي حبيبتي.

يا من ملأت الأقداح صبرا،

أثمل العشق انتظارا.

فاستغاث بالموت غرقا...

بعيدا عن نور الضياء.

عيون بنت العيون ................... بقلم : استيفات الوالي / المغرب




سألتك أعيدي لي الأرض ..حجرا.......حجر

أعيدي الحلم .........دقيقة ...... دقيقة أعيدي الزمان

أنا الضيف ....... وأنا المضيف

سألتك يا آنت

بصبر العذراء ...... وصفرة الليمون

رموش الذرة السوداء ........ ظل التاريخ

من تكون ..... حوراء العيون

اللحاف ألوان ..... تحكي الماضي ....تسكب الحاضر

أجنحة طاووسه ...... بفسيفساء من مر القرون

تختزن حكاية من زمان أزمنة ........ وتاريخ القلاع والحصون

من تكون ....تلك الخنساء وحشية الجفون

أكتب ياسائلا من أكون

أكتب.......... للأديب ........للشاعر

أكتب .....للعاقل والمجنون

من أكون

انأ بنت العيون

قافية النساء ......كفي تهز غصن الزمان

اناالتي أتعبت رسائلي

ظهور الجمال..........حوافر الخيل........... وأجنحة الحمام

انأ الود .........انأ الغرام

أنا التي .... يسبح فنجان الشاي أناملي

وبه أُرْكِبُ الرجال الغمام

أنا التي مهرها من كل مخلوق اثنان

أنا دفء الصحراء

أنا عطشك .......وأنا قطرة الماء

انأ بنت العيون

أنا البشرة السمراء

أنا حرفك ....... وأنا بوح الشعراء

عطري عكاظي ..... .ولمستي من هند أبا سفيان

أنا التي تحت لحافي آويت كل المضارب

أنا الإغراء

عذريتي سِباقُ داحس والغبراء

ألآ زلت تسأل من أكون

عذرا مولاتي

ضعفي صمتي و لغتي قافيتي

حصادي في غير حقلي........ وحدي أقاوم جلدي

أنت ........ يا أنت

أنت حرامي المباح ...... أنت خلود أسطورتي

حين يسافر نبيذ وسفاح

أتفتت ما بين لحن وقيثارة

سألتك أعيدي لي الأرض..حجرا.......حجر

لكي أموت ....... كروح وثمالة

اشرب واشرب بين يديك ......اشرب واشرب بين نهد ورمانة

مصرع طائر......... نَوْحُ حمامة

رحلتي على وشك الوصول ........ وكأني أشبه نفسي

احرس الحلم بيننا .... و لن اكتب وصيتي

سألتك أعيدي لي الأرض ..حجرا.......حجر

أعيدي الحلم.........دقيقة... دقيقة .... أعيدي الزمان

لأطرد ما قبل أن نلتقي.......وأنام قبل الغروب

وأنا مصاب يهوى جنونه

كحلم نحلة وراء الزجاج ...... يمشي بخوفه

هروبا خلف تلك العيون

أطيل السلام ..... أصلي على حظي

على مهلك ....على رسلك جففي قدحي

لا أنت تقتربين

ولا أنا أ ارحل عن ظلك .....آنت المعتصرة في أحداقي قطرة.. قطرة

وأنا أرافق اعتمادي على مصب غائب ....... وقليل الحنين


 19/12/2018

سجن الجسد ....................... بقلم : عماد عبد الملك الدليمي // العراق






أنا ..أنا

العاشق

ومعشوقتي

في الظل وطن

أريد ان أنتحب

بصمت

ابحث عن عشب

بين شقوق عتمتي

فقط أريد أن

أعيش حنينا

ماضيا

بلا ذاكرة أريد

ذاكرتي خرساء

خرساء

كي أروض قلبي

على النسيان

من عنق الإحتملات

وليس من عنق الوهم

فقط للغش للتمويه

للخداع

أفتح نوافذ

او ابواب الألم

امهد الطريق

للروح

كي تهرب

كي تتحرر

من سجن الجسد

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

أيقونة ..................... بقلم : هويدا عبد العزيز // العراق






في ارتسام الوجوه

لا أميز

سوى وجهك ....

حد الموت

يرسمني

كأنشودة مطر

يهدهدني

لتَروي ظمأ الكلمات

وتملأ فراغ المسافات

نقطة عاجزة

عن حديثها إليك

أشتاق لتلك الراحلة

كلما لمحتها

في مدار عينيك

فارسمني ...




23-12-2018

موسوعة شعراء العربية المجلد العاشر - الجزء الاول شعراء المعاصرة العرب ( الشاعرة جميلة الماجري ) ............... بقلم : د . فالح الكيــــلاني // العراق




جميلة الماجري هي جميلة الماجري السوداني شاعرة تونسية ولدت بمدينة (القيروان ) سنة \1951 وفيها تلقت دروسها الاولية واكملت دراستها الثانوية والجامعية . متزوجة من الوالي السابق للمدينة محمد السوداني.

احبت الادب والشعر منذ صباها وكتبته في المرحلة الثانوية ثم الجامعية . و قد نشرت العديد من قصائدها ومقالاتها في الصحف والمجلات التونسية والعربية. تقول في احدى قصائدها :

كان النخيل رفيق غربتنا‏

وكان الليل يوغل في السؤال‏

وعلى ذُؤَابات الجريد يلوح ضوؤكَ‏

مِثْلما الأسياف لاحتْ دونَما كفٌّ‏

لتُشرعها الرياحْ‏

والخيلُ لا حتْ دونما فرسانها بِيضّاً‏

ليركبها/ من قبل موعده الصباحْ‏

ويجيئُك الوطنُ الغريقُ بمائه‏

والماءُ يحمل ضفتيه وأرضَهُ‏

وأجيء وحدي - في الهوى-‏

نتقاسم الحلم القديمْ!‏

وحدي.. أجيء إليكَ مابين المحجّة والمتابْ‏

وأنا الظعينة في هواكَ .. ولو ثويتْ‏

رحلتْ دمائِي تستدلّ فصيلها‏

والروح لم تخطئ ثناياها ولو‏

سرقوا الطريق إلى هواكْ‏

وحدي أجيء إليكِ عائدةً إليْ‏

وكأنّني ...‏

ألفاً قطعتُ من الزمان وما بَرَحْتُ‏

لا العشقُ أوْرَثِنَي سواكَ ولاَ طَلبْتُ‏

أن أستضيء بغير ضوئكِ أو رغبْتُ‏

في أن ألوذْ بغير فيْئِكَ أو شكوتْ‏

لهبَ التوهَج في دمي...‏

أو كنتُ من ظمئي اشتفيْتْ‏

عُمْرُ الظمَا ألفٌ .. وعمر الشوق ألفْ..‏

والألفُ أضيقُ من مَداكْ‏

والحلم أصغر من هواكْ‏

تعمل الشاعرة جميلة الماجري الان استاذة الادب العربي في الجامعات التونسية .

جميلة الماجري شاعرة جزلة العبارة، غنية المعنى، غزيرة الخيال، خبيرة بالواقع المعاش، حكيمة في الصياغة، دفاقة مسترسلة بدون إفاضة ولا تقتير، وهي عالية الأطناب بتواضع. شاعرة تعرف ماذا وكيف تقول الشعر وتنظمه، تجولت بين مدن وبلدات أحلامها من بغداد إلى القيروان ومن القيروان إلى سلا المغربية وغرناطة الاندلسية ، وتعود إلى حيث أتت بخفة طائر، أو جناح غيمة ربيعية ندية .

فهي إنسانة تعيش الواقع بكل أبعاده وتلوذ من رمضائه بالشعر حيث تضع أوزارها فتقول :

ألفاً حمَلْتُكَ في الرّحيل وما تعبْت‏
ألفاً على الأهداب محمولاً ظللْتْ‏
قمرٌ وألفٌ.. والطريقُ إليك أقربُ منْ يدي‏
لو كنتُ أقدر أن أمدّ يدي لأقطفكَ .. فعلت‏
قمرٌ وألفٌ .. والطريقُ إليكَ أقربُ من دمي‏
لَو كنتُ أقدر أن أجيء إلى دمي‏
فلم رحلتْ‏
قمرٌ مقيمٌ في دمي‏
وإذا استضأتُ به احترقتْ‏

واللغة عندها ربما استعملتها بغير معنى اللغة المألوف أو بحسب المعنى الاصطلاحي للغة، لتجعل منها نبراسا لجميع المعطيات الإنسانية التي تثري الحياة الادبية وتشكل شكلها المادي والمعنوي . وما تهبه الأرض من خير وجمال، وما يقدمه الإنسان من إبداع وعطاء، وهي في النهاية نتيجة لكل هذا وذاك وهي تتحدث ليس بالكلمات والحروف فقط، بل تتحدث من خلال الصور الشعرية والأحداث والمواقف وكل ما يترك صداه على الأرض . بل وتكتب فتجمع بين رؤى الطفلة البريئة وعتاب الحبيبة المخلصة ، ودلال الأميرة المترفة، وكبرياء اللبوة الجريحة وتتعامل مع الآخر برقة الخيوط الحريرية او الماسية الناعمة ، وبرقة تقطع الفولاذ لاحظها تقول :

ها اسمُكَ المنفيُّ يكبر في الخرافةِ‏
ثمَ يُزهِر في الشفاه‏
قمراً بليل القادمين من المياه إلى المياه‏
والحالمين وما غَفَوْا‏
والواقفين على مدارات الرياحْ‏
قمراً يشع من الغياب على الغيابْ.‏
ففي كل رفةِ جفنٍ
يمر الغزاةُ على جسدي
في فلسطين أو في العراق
ويأتمر الخائنون
على هدم بيت القصيد
بشعر امرئ القيس
والمتنبي...

من مؤلفاتها ودواينها التي اصدرتها :
• ديوان الوجد، 1995.
• ذاكرة الطير،ديوان شعر وهو مجموعة شعرية فازت بها بجائزة ابي القاسم الشابي للشعر.
• الوجع طعمه عربي ديوان شعر
• بغداد في الليلة الثانية بعد الألف (رواية)
• المدن والنساء (مقالات)..‏

‏‏
يقول الناقد والمفكر وأستاذ الفلسفة الدكتور( كمال عمران) في تقديمه لديوان جميلة الماجري :

( ولأن صورة القيروان مولدة فكأنها (طروادة) لمحاربي الاغريق وكأنها ( القدس) لعشاق العروبة‏,‏ هي القيروان وفيها كيان وكون وكينونة ـ لم تبق القيروان مدينة تاريخية شاهدا على مجد فحسب‏,‏ بل إنها مدينة ولوذ استلهمت فيها (جميلة الماجري) القدرة السحرية علي الخلق في الماضي وفي الآتي علي حد السواء‏.‏ هي معدن الطهارة من الأدران ومن الإثم الفكري‏,‏ وهي دنيا لامرأة أنثى تجوس خلال التاريخ تبشيرا بالإبداع الذي لاينضب‏.‏ فالقاع الأسطوري إخبار عن إجراء به ألبست الشاعرة المألوف بدلة المطلق فجعلت القصائد توقا إلي حد غير محدود‏.) ‏

و‏ تنفرد جميلة الماجري بين شاعرات زمانها في (ديوان النساء )
اذ تعتبره استدعاء لا استبقاء‏ مما جعل شعرها فيه يكسر الحجب‏,ويرسم ‏ لوحات فنية في صورة جميلة ورائعة عن استشهاد المرأة‏,‏ ومن صيغ استلابها‏,‏بحيث تؤكد صرخة الرافض وتمرد الخالق‏. تقول : ‏

كبير عليك الهوي

وأكبر منك القصيدة

وأبعد عنك التماس النجوم

من الأمنيات البعيدة

فجل النساء شبيهات بعض

وواحدة بين عصر وعصر تجيء

كلؤلؤة في الكنوز

فريدة‏!‏

وما تزال نخلة جميلة الماجري الجميلة تحمل العذق والثمر‏.شامخة القد والعنق‏,‏ تمتد جذورها عميقة في قاع ( القيروان ) تلك المدينة الاثرية مدينتها الحبيبة لتغمر بشذى عطائها النقي مساحة حية من فصول هذا الزمان‏. حيث كرست كل ذلك في قصيدتها ( نخلة) التي اهدتها إلي (سكينة بنت الحسين)‏ رضي الله عنهما تقول :.

أضيئي لنا شمعتين
وأرخي الخباء قليلا
سأتيك بعد التهجد نبكي
بكاء طويلا
ولا توقدي النار كي أستدل
فإني إذا ما ادلهم سبيل
أضاء هواي إليكم سبيلا
ولا توقدي النار قصد التجلي
ففيك من النور ما لو دري التائهون
اهتدوا‏,‏ وكنت لهم في الضلال الدليلا‏!‏

‏****‏
فها نحن نظمأ ما بين ماء وماء
ولانحن كنا بدفق الحنين ارتوينا
ولا نحن كنا ابتردنا بفيض البكاء
وفي الرمل نطلع كالنخلتين
وفي الرمل كالنخلتين نطول
وبيني وبينك قفر يباب
ولكن إذا اشتد بي الوجد ألقاك
بين الوريدين مني
فأجمع بين الشتيتين علي
ألوذ بباقي دمي‏,‏ أو لعلي
أفيء إلي بعض ظلي‏!‏

‏ جميلة الماجري هي بنت ( القيروان ) تلك المدينة التونسية التي اسسها القائد العربي ( عقبة بن نافع ) بعد الفتح الاسلامي لشمال افريقيا فاثرت فيها الذكرى واخذت تنسج من ( القيروان ) أسطورتها‏ الجديدة أو لعلها تعيد تشكيل مدينتها في مرآتها الشاعرة علي صورة غير معهودة ‏.‏ ف(القيروان) التي أنشأها هذا القائد العربي العظيم (عقبة بن نافع )عام ستمائة وسبعين ميلادية لتصبح مقرا للحكام العرب في شمال وغرب إفريقيا حتي مطلع القرن التاسع الميلادي حيث أصبحت العاصمة الأولي للدولة الفاطمية عام تسعمائة وتسعة ميلادية‏.‏ اذ تراكم على مدارهذا التاريخ تراث ديني وروحي‏,‏ وذخيرة من البطولات والأخبار والوقائع‏ والحكايات ,‏ يجسدها او يشهد عليها اليوم ( جامع القيروان ) المشهور الذي أسسه القائد المذكور اعلاه في القرن التاسع‏,‏ ولايزال يمثل الحجة الناصعة‏,‏ والشاهدعلى عظمة ذلك التاريخ البعيد وتغلغله في نفوس من يتمسكون بالحياة في ( القيروان).

وفي الختام تقول جميلة الماجري في عشقها للقيروان :

تمضي الفصول وهذا العشق مؤتلق
وكل فصل له من صيفها حرق

لا النوم بلغه في الحلم ما منعت
أو كان خلصه من وهمه الأرق

يجد من كل فصل في هواه هوي
وهي الفصول‏,‏ ولون العشق‏,‏ والقلق

وهي العناصر من أهواء خالقها
كالبدء خالصة تذكو وتنفتق

كل النساء بها‏,‏ لورام منعتقا
من أي أهوائها ينجو وينعتق

هذا الهوي القيرواني فوق ما تصف
من ألف عام تربيه وترتفق

وقد جعلت له الأشعار مفترشا
وقد جعلت به الأشعار تختفق

وقد رعيت له الأعذاق طالعة
حتي استوي ثم طاب العذق والورق

لما هممت به في الحلم تقطفه
فانساب منفلتا‏,‏ والشامتون بقوا

فالشعر منها إذا هلت طوالعه
فكل آنية للعـــطر تندلق

أما إذا طاب منها في الهوي غزل
فاح الخزامي‏,‏ وزهر الفل‏,‏ والحبق

قل ما سيبقي إذا العشاق ما ولهوا
أو إن همو لوشاح العشق ما امتشقوا

هذا الهوي القيرواني فوق ماعرفوا
من عهد بلقيس بالأكباد معتلق

فلا المعز بعز الملك أدركه
ولا أغالبة من قيده انعتقوا

فكيف تدركه والجمر مسلكه
والريح سكنه والوهم والفرق

والطامحون إلي مرضاتها حشدا
كم كابدوها وجدوا الليل واغتبقوا

لم يألفوا مدنا بالعشق عابقة
في كل خطو بها الأهواء تنبثق

أو أنهم جهلوا أن الهوي سفر
والقيروان له ملقي ومفترق

حتي ليرثي لمن بالعشق قد قتلوا
ومن هوي القيروانيات ما نشقوا

هن المواسم إن واتتك مقبلة
والجذب هن‏,‏ إذا أعرضن‏,‏ والحرق

هن النخيل إذا مالاح مرتفعا
فيهن منه شـــــموخ القد والعنق

والنار تقدح ـ لو تحتاج ـ جذوتها
من حرهن فيذكو النور والألق‏!‏

.
امير البيـــــــان العربي
د . فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بل

جميلة الماجري

جميلة الماجري هي جميلة الماجري السوداني شاعرة تونسية ولدت بمدينة (القيروان ) سنة \1951 وفيها تلقت دروسها الاولية واكملت دراستها الثانوية والجامعية . متزوجة من الوالي السابق للمدينة محمد السوداني.

احبت الادب والشعر منذ صباها وكتبته في المرحلة الثانوية ثم الجامعية . و قد نشرت العديد من قصائدها ومقالاتها في الصحف والمجلات التونسية والعربية. تقول في احدى قصائدها :

كان النخيل رفيق غربتنا‏

وكان الليل يوغل في السؤال‏

وعلى ذُؤَابات الجريد يلوح ضوؤكَ‏

مِثْلما الأسياف لاحتْ دونَما كفٌّ‏

لتُشرعها الرياحْ‏

والخيلُ لا حتْ دونما فرسانها بِيضّاً‏

ليركبها/ من قبل موعده الصباحْ‏

ويجيئُك الوطنُ الغريقُ بمائه‏

والماءُ يحمل ضفتيه وأرضَهُ‏

وأجيء وحدي - في الهوى-‏

نتقاسم الحلم القديمْ!‏

وحدي.. أجيء إليكَ مابين المحجّة والمتابْ‏

وأنا الظعينة في هواكَ .. ولو ثويتْ‏

رحلتْ دمائِي تستدلّ فصيلها‏

والروح لم تخطئ ثناياها ولو‏

سرقوا الطريق إلى هواكْ‏

وحدي أجيء إليكِ عائدةً إليْ‏

وكأنّني ...‏

ألفاً قطعتُ من الزمان وما بَرَحْتُ‏

لا العشقُ أوْرَثِنَي سواكَ ولاَ طَلبْتُ‏

أن أستضيء بغير ضوئكِ أو رغبْتُ‏

في أن ألوذْ بغير فيْئِكَ أو شكوتْ‏

لهبَ التوهَج في دمي...‏

أو كنتُ من ظمئي اشتفيْتْ‏

عُمْرُ الظمَا ألفٌ .. وعمر الشوق ألفْ..‏

والألفُ أضيقُ من مَداكْ‏

والحلم أصغر من هواكْ‏

تعمل الشاعرة جميلة الماجري الان استاذة الادب العربي في الجامعات التونسية .

جميلة الماجري شاعرة جزلة العبارة، غنية المعنى، غزيرة الخيال، خبيرة بالواقع المعاش، حكيمة في الصياغة، دفاقة مسترسلة بدون إفاضة ولا تقتير، وهي عالية الأطناب بتواضع. شاعرة تعرف ماذا وكيف تقول الشعر وتنظمه، تجولت بين مدن وبلدات أحلامها من بغداد إلى القيروان ومن القيروان إلى سلا المغربية وغرناطة الاندلسية ، وتعود إلى حيث أتت بخفة طائر، أو جناح غيمة ربيعية ندية .

فهي إنسانة تعيش الواقع بكل أبعاده وتلوذ من رمضائه بالشعر حيث تضع أوزارها فتقول :

ألفاً حمَلْتُكَ في الرّحيل وما تعبْت‏
ألفاً على الأهداب محمولاً ظللْتْ‏
قمرٌ وألفٌ.. والطريقُ إليك أقربُ منْ يدي‏
لو كنتُ أقدر أن أمدّ يدي لأقطفكَ .. فعلت‏
قمرٌ وألفٌ .. والطريقُ إليكَ أقربُ من دمي‏
لَو كنتُ أقدر أن أجيء إلى دمي‏
فلم رحلتْ‏
قمرٌ مقيمٌ في دمي‏
وإذا استضأتُ به احترقتْ‏

واللغة عندها ربما استعملتها بغير معنى اللغة المألوف أو بحسب المعنى الاصطلاحي للغة، لتجعل منها نبراسا لجميع المعطيات الإنسانية التي تثري الحياة الادبية وتشكل شكلها المادي والمعنوي . وما تهبه الأرض من خير وجمال، وما يقدمه الإنسان من إبداع وعطاء، وهي في النهاية نتيجة لكل هذا وذاك وهي تتحدث ليس بالكلمات والحروف فقط، بل تتحدث من خلال الصور الشعرية والأحداث والمواقف وكل ما يترك صداه على الأرض . بل وتكتب فتجمع بين رؤى الطفلة البريئة وعتاب الحبيبة المخلصة ، ودلال الأميرة المترفة، وكبرياء اللبوة الجريحة وتتعامل مع الآخر برقة الخيوط الحريرية او الماسية الناعمة ، وبرقة تقطع الفولاذ لاحظها تقول :

ها اسمُكَ المنفيُّ يكبر في الخرافةِ‏
ثمَ يُزهِر في الشفاه‏
قمراً بليل القادمين من المياه إلى المياه‏
والحالمين وما غَفَوْا‏
والواقفين على مدارات الرياحْ‏
قمراً يشع من الغياب على الغيابْ.‏
ففي كل رفةِ جفنٍ
يمر الغزاةُ على جسدي
في فلسطين أو في العراق
ويأتمر الخائنون
على هدم بيت القصيد
بشعر امرئ القيس
والمتنبي...

من مؤلفاتها ودواينها التي اصدرتها :
• ديوان الوجد، 1995.
• ذاكرة الطير،ديوان شعر وهو مجموعة شعرية فازت بها بجائزة ابي القاسم الشابي للشعر.
• الوجع طعمه عربي ديوان شعر
• بغداد في الليلة الثانية بعد الألف (رواية)
• المدن والنساء (مقالات)..‏

‏‏
يقول الناقد والمفكر وأستاذ الفلسفة الدكتور( كمال عمران) في تقديمه لديوان جميلة الماجري :

( ولأن صورة القيروان مولدة فكأنها (طروادة) لمحاربي الاغريق وكأنها ( القدس) لعشاق العروبة‏,‏ هي القيروان وفيها كيان وكون وكينونة ـ لم تبق القيروان مدينة تاريخية شاهدا على مجد فحسب‏,‏ بل إنها مدينة ولوذ استلهمت فيها (جميلة الماجري) القدرة السحرية علي الخلق في الماضي وفي الآتي علي حد السواء‏.‏ هي معدن الطهارة من الأدران ومن الإثم الفكري‏,‏ وهي دنيا لامرأة أنثى تجوس خلال التاريخ تبشيرا بالإبداع الذي لاينضب‏.‏ فالقاع الأسطوري إخبار عن إجراء به ألبست الشاعرة المألوف بدلة المطلق فجعلت القصائد توقا إلي حد غير محدود‏.) ‏

و‏ تنفرد جميلة الماجري بين شاعرات زمانها في (ديوان النساء )
اذ تعتبره استدعاء لا استبقاء‏ مما جعل شعرها فيه يكسر الحجب‏,ويرسم ‏ لوحات فنية في صورة جميلة ورائعة عن استشهاد المرأة‏,‏ ومن صيغ استلابها‏,‏بحيث تؤكد صرخة الرافض وتمرد الخالق‏. تقول : ‏

كبير عليك الهوي

وأكبر منك القصيدة

وأبعد عنك التماس النجوم

من الأمنيات البعيدة

فجل النساء شبيهات بعض

وواحدة بين عصر وعصر تجيء

كلؤلؤة في الكنوز

فريدة‏!‏

وما تزال نخلة جميلة الماجري الجميلة تحمل العذق والثمر‏.شامخة القد والعنق‏,‏ تمتد جذورها عميقة في قاع ( القيروان ) تلك المدينة الاثرية مدينتها الحبيبة لتغمر بشذى عطائها النقي مساحة حية من فصول هذا الزمان‏. حيث كرست كل ذلك في قصيدتها ( نخلة) التي اهدتها إلي (سكينة بنت الحسين)‏ رضي الله عنهما تقول :.

أضيئي لنا شمعتين
وأرخي الخباء قليلا
سأتيك بعد التهجد نبكي
بكاء طويلا
ولا توقدي النار كي أستدل
فإني إذا ما ادلهم سبيل
أضاء هواي إليكم سبيلا
ولا توقدي النار قصد التجلي
ففيك من النور ما لو دري التائهون
اهتدوا‏,‏ وكنت لهم في الضلال الدليلا‏!‏

‏****‏
فها نحن نظمأ ما بين ماء وماء
ولانحن كنا بدفق الحنين ارتوينا
ولا نحن كنا ابتردنا بفيض البكاء
وفي الرمل نطلع كالنخلتين
وفي الرمل كالنخلتين نطول
وبيني وبينك قفر يباب
ولكن إذا اشتد بي الوجد ألقاك
بين الوريدين مني
فأجمع بين الشتيتين علي
ألوذ بباقي دمي‏,‏ أو لعلي
أفيء إلي بعض ظلي‏!‏

‏ جميلة الماجري هي بنت ( القيروان ) تلك المدينة التونسية التي اسسها القائد العربي ( عقبة بن نافع ) بعد الفتح الاسلامي لشمال افريقيا فاثرت فيها الذكرى واخذت تنسج من ( القيروان ) أسطورتها‏ الجديدة أو لعلها تعيد تشكيل مدينتها في مرآتها الشاعرة علي صورة غير معهودة ‏.‏ ف(القيروان) التي أنشأها هذا القائد العربي العظيم (عقبة بن نافع )عام ستمائة وسبعين ميلادية لتصبح مقرا للحكام العرب في شمال وغرب إفريقيا حتي مطلع القرن التاسع الميلادي حيث أصبحت العاصمة الأولي للدولة الفاطمية عام تسعمائة وتسعة ميلادية‏.‏ اذ تراكم على مدارهذا التاريخ تراث ديني وروحي‏,‏ وذخيرة من البطولات والأخبار والوقائع‏ والحكايات ,‏ يجسدها او يشهد عليها اليوم ( جامع القيروان ) المشهور الذي أسسه القائد المذكور اعلاه في القرن التاسع‏,‏ ولايزال يمثل الحجة الناصعة‏,‏ والشاهدعلى عظمة ذلك التاريخ البعيد وتغلغله في نفوس من يتمسكون بالحياة في ( القيروان).

وفي الختام تقول جميلة الماجري في عشقها للقيروان :

تمضي الفصول وهذا العشق مؤتلق
وكل فصل له من صيفها حرق

لا النوم بلغه في الحلم ما منعت
أو كان خلصه من وهمه الأرق

يجد من كل فصل في هواه هوي
وهي الفصول‏,‏ ولون العشق‏,‏ والقلق

وهي العناصر من أهواء خالقها
كالبدء خالصة تذكو وتنفتق

كل النساء بها‏,‏ لورام منعتقا
من أي أهوائها ينجو وينعتق

هذا الهوي القيرواني فوق ما تصف
من ألف عام تربيه وترتفق

وقد جعلت له الأشعار مفترشا
وقد جعلت به الأشعار تختفق

وقد رعيت له الأعذاق طالعة
حتي استوي ثم طاب العذق والورق

لما هممت به في الحلم تقطفه
فانساب منفلتا‏,‏ والشامتون بقوا

فالشعر منها إذا هلت طوالعه
فكل آنية للعـــطر تندلق

أما إذا طاب منها في الهوي غزل
فاح الخزامي‏,‏ وزهر الفل‏,‏ والحبق

قل ما سيبقي إذا العشاق ما ولهوا
أو إن همو لوشاح العشق ما امتشقوا

هذا الهوي القيرواني فوق ماعرفوا
من عهد بلقيس بالأكباد معتلق

فلا المعز بعز الملك أدركه
ولا أغالبة من قيده انعتقوا

فكيف تدركه والجمر مسلكه
والريح سكنه والوهم والفرق

والطامحون إلي مرضاتها حشدا
كم كابدوها وجدوا الليل واغتبقوا

لم يألفوا مدنا بالعشق عابقة
في كل خطو بها الأهواء تنبثق

أو أنهم جهلوا أن الهوي سفر
والقيروان له ملقي ومفترق

حتي ليرثي لمن بالعشق قد قتلوا
ومن هوي القيروانيات ما نشقوا

هن المواسم إن واتتك مقبلة
والجذب هن‏,‏ إذا أعرضن‏,‏ والحرق

هن النخيل إذا مالاح مرتفعا
فيهن منه شـــــموخ القد والعنق

والنار تقدح ـ لو تحتاج ـ جذوتها
من حرهن فيذكو النور والألق‏!‏

.
امير البيــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــد روز

******************************************************موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الاول
شعراء المعاصرة العرب
.
بقلم د فالح الكيــــلاني
.
( الشاعرة جميلة الماجري )
.

جميلة الماجري هي جميلة الماجري السوداني شاعرة تونسية ولدت بمدينة (القيروان ) سنة \1951 وفيها تلقت دروسها الاولية واكملت دراستها الثانوية والجامعية . متزوجة من الوالي السابق للمدينة محمد السوداني.

احبت الادب والشعر منذ صباها وكتبته في المرحلة الثانوية ثم الجامعية . و قد نشرت العديد من قصائدها ومقالاتها في الصحف والمجلات التونسية والعربية. تقول في احدى قصائدها :

كان النخيل رفيق غربتنا‏

وكان الليل يوغل في السؤال‏

وعلى ذُؤَابات الجريد يلوح ضوؤكَ‏

مِثْلما الأسياف لاحتْ دونَما كفٌّ‏

لتُشرعها الرياحْ‏

والخيلُ لا حتْ دونما فرسانها بِيضّاً‏

ليركبها/ من قبل موعده الصباحْ‏

ويجيئُك الوطنُ الغريقُ بمائه‏

والماءُ يحمل ضفتيه وأرضَهُ‏

وأجيء وحدي - في الهوى-‏

نتقاسم الحلم القديمْ!‏

وحدي.. أجيء إليكَ مابين المحجّة والمتابْ‏

وأنا الظعينة في هواكَ .. ولو ثويتْ‏

رحلتْ دمائِي تستدلّ فصيلها‏

والروح لم تخطئ ثناياها ولو‏

سرقوا الطريق إلى هواكْ‏

وحدي أجيء إليكِ عائدةً إليْ‏

وكأنّني ...‏

ألفاً قطعتُ من الزمان وما بَرَحْتُ‏

لا العشقُ أوْرَثِنَي سواكَ ولاَ طَلبْتُ‏

أن أستضيء بغير ضوئكِ أو رغبْتُ‏

في أن ألوذْ بغير فيْئِكَ أو شكوتْ‏

لهبَ التوهَج في دمي...‏

أو كنتُ من ظمئي اشتفيْتْ‏

عُمْرُ الظمَا ألفٌ .. وعمر الشوق ألفْ..‏

والألفُ أضيقُ من مَداكْ‏

والحلم أصغر من هواكْ‏

تعمل الشاعرة جميلة الماجري الان استاذة الادب العربي في الجامعات التونسية .

جميلة الماجري شاعرة جزلة العبارة، غنية المعنى، غزيرة الخيال، خبيرة بالواقع المعاش، حكيمة في الصياغة، دفاقة مسترسلة بدون إفاضة ولا تقتير، وهي عالية الأطناب بتواضع. شاعرة تعرف ماذا وكيف تقول الشعر وتنظمه، تجولت بين مدن وبلدات أحلامها من بغداد إلى القيروان ومن القيروان إلى سلا المغربية وغرناطة الاندلسية ، وتعود إلى حيث أتت بخفة طائر، أو جناح غيمة ربيعية ندية .

فهي إنسانة تعيش الواقع بكل أبعاده وتلوذ من رمضائه بالشعر حيث تضع أوزارها فتقول :

ألفاً حمَلْتُكَ في الرّحيل وما تعبْت‏
ألفاً على الأهداب محمولاً ظللْتْ‏
قمرٌ وألفٌ.. والطريقُ إليك أقربُ منْ يدي‏
لو كنتُ أقدر أن أمدّ يدي لأقطفكَ .. فعلت‏
قمرٌ وألفٌ .. والطريقُ إليكَ أقربُ من دمي‏
لَو كنتُ أقدر أن أجيء إلى دمي‏
فلم رحلتْ‏
قمرٌ مقيمٌ في دمي‏
وإذا استضأتُ به احترقتْ‏

واللغة عندها ربما استعملتها بغير معنى اللغة المألوف أو بحسب المعنى الاصطلاحي للغة، لتجعل منها نبراسا لجميع المعطيات الإنسانية التي تثري الحياة الادبية وتشكل شكلها المادي والمعنوي . وما تهبه الأرض من خير وجمال، وما يقدمه الإنسان من إبداع وعطاء، وهي في النهاية نتيجة لكل هذا وذاك وهي تتحدث ليس بالكلمات والحروف فقط، بل تتحدث من خلال الصور الشعرية والأحداث والمواقف وكل ما يترك صداه على الأرض . بل وتكتب فتجمع بين رؤى الطفلة البريئة وعتاب الحبيبة المخلصة ، ودلال الأميرة المترفة، وكبرياء اللبوة الجريحة وتتعامل مع الآخر برقة الخيوط الحريرية او الماسية الناعمة ، وبرقة تقطع الفولاذ لاحظها تقول :

ها اسمُكَ المنفيُّ يكبر في الخرافةِ‏
ثمَ يُزهِر في الشفاه‏
قمراً بليل القادمين من المياه إلى المياه‏
والحالمين وما غَفَوْا‏
والواقفين على مدارات الرياحْ‏
قمراً يشع من الغياب على الغيابْ.‏
ففي كل رفةِ جفنٍ
يمر الغزاةُ على جسدي
في فلسطين أو في العراق
ويأتمر الخائنون
على هدم بيت القصيد
بشعر امرئ القيس
والمتنبي...

من مؤلفاتها ودواينها التي اصدرتها :
• ديوان الوجد، 1995.
• ذاكرة الطير،ديوان شعر وهو مجموعة شعرية فازت بها بجائزة ابي القاسم الشابي للشعر.
• الوجع طعمه عربي ديوان شعر
• بغداد في الليلة الثانية بعد الألف (رواية)
• المدن والنساء (مقالات)..‏

‏‏
يقول الناقد والمفكر وأستاذ الفلسفة الدكتور( كمال عمران) في تقديمه لديوان جميلة الماجري :

( ولأن صورة القيروان مولدة فكأنها (طروادة) لمحاربي الاغريق وكأنها ( القدس) لعشاق العروبة‏,‏ هي القيروان وفيها كيان وكون وكينونة ـ لم تبق القيروان مدينة تاريخية شاهدا على مجد فحسب‏,‏ بل إنها مدينة ولوذ استلهمت فيها (جميلة الماجري) القدرة السحرية علي الخلق في الماضي وفي الآتي علي حد السواء‏.‏ هي معدن الطهارة من الأدران ومن الإثم الفكري‏,‏ وهي دنيا لامرأة أنثى تجوس خلال التاريخ تبشيرا بالإبداع الذي لاينضب‏.‏ فالقاع الأسطوري إخبار عن إجراء به ألبست الشاعرة المألوف بدلة المطلق فجعلت القصائد توقا إلي حد غير محدود‏.) ‏

و‏ تنفرد جميلة الماجري بين شاعرات زمانها في (ديوان النساء )
اذ تعتبره استدعاء لا استبقاء‏ مما جعل شعرها فيه يكسر الحجب‏,ويرسم ‏ لوحات فنية في صورة جميلة ورائعة عن استشهاد المرأة‏,‏ ومن صيغ استلابها‏,‏بحيث تؤكد صرخة الرافض وتمرد الخالق‏. تقول : ‏

كبير عليك الهوي

وأكبر منك القصيدة

وأبعد عنك التماس النجوم

من الأمنيات البعيدة

فجل النساء شبيهات بعض

وواحدة بين عصر وعصر تجيء

كلؤلؤة في الكنوز

فريدة‏!‏

وما تزال نخلة جميلة الماجري الجميلة تحمل العذق والثمر‏.شامخة القد والعنق‏,‏ تمتد جذورها عميقة في قاع ( القيروان ) تلك المدينة الاثرية مدينتها الحبيبة لتغمر بشذى عطائها النقي مساحة حية من فصول هذا الزمان‏. حيث كرست كل ذلك في قصيدتها ( نخلة) التي اهدتها إلي (سكينة بنت الحسين)‏ رضي الله عنهما تقول :.

أضيئي لنا شمعتين
وأرخي الخباء قليلا
سأتيك بعد التهجد نبكي
بكاء طويلا
ولا توقدي النار كي أستدل
فإني إذا ما ادلهم سبيل
أضاء هواي إليكم سبيلا
ولا توقدي النار قصد التجلي
ففيك من النور ما لو دري التائهون
اهتدوا‏,‏ وكنت لهم في الضلال الدليلا‏!‏

‏****‏
فها نحن نظمأ ما بين ماء وماء
ولانحن كنا بدفق الحنين ارتوينا
ولا نحن كنا ابتردنا بفيض البكاء
وفي الرمل نطلع كالنخلتين
وفي الرمل كالنخلتين نطول
وبيني وبينك قفر يباب
ولكن إذا اشتد بي الوجد ألقاك
بين الوريدين مني
فأجمع بين الشتيتين علي
ألوذ بباقي دمي‏,‏ أو لعلي
أفيء إلي بعض ظلي‏!‏

‏ جميلة الماجري هي بنت ( القيروان ) تلك المدينة التونسية التي اسسها القائد العربي ( عقبة بن نافع ) بعد الفتح الاسلامي لشمال افريقيا فاثرت فيها الذكرى واخذت تنسج من ( القيروان ) أسطورتها‏ الجديدة أو لعلها تعيد تشكيل مدينتها في مرآتها الشاعرة علي صورة غير معهودة ‏.‏ ف(القيروان) التي أنشأها هذا القائد العربي العظيم (عقبة بن نافع )عام ستمائة وسبعين ميلادية لتصبح مقرا للحكام العرب في شمال وغرب إفريقيا حتي مطلع القرن التاسع الميلادي حيث أصبحت العاصمة الأولي للدولة الفاطمية عام تسعمائة وتسعة ميلادية‏.‏ اذ تراكم على مدارهذا التاريخ تراث ديني وروحي‏,‏ وذخيرة من البطولات والأخبار والوقائع‏ والحكايات ,‏ يجسدها او يشهد عليها اليوم ( جامع القيروان ) المشهور الذي أسسه القائد المذكور اعلاه في القرن التاسع‏,‏ ولايزال يمثل الحجة الناصعة‏,‏ والشاهدعلى عظمة ذلك التاريخ البعيد وتغلغله في نفوس من يتمسكون بالحياة في ( القيروان).

وفي الختام تقول جميلة الماجري في عشقها للقيروان :

تمضي الفصول وهذا العشق مؤتلق
وكل فصل له من صيفها حرق

لا النوم بلغه في الحلم ما منعت
أو كان خلصه من وهمه الأرق

يجد من كل فصل في هواه هوي
وهي الفصول‏,‏ ولون العشق‏,‏ والقلق

وهي العناصر من أهواء خالقها
كالبدء خالصة تذكو وتنفتق

كل النساء بها‏,‏ لورام منعتقا
من أي أهوائها ينجو وينعتق

هذا الهوي القيرواني فوق ما تصف
من ألف عام تربيه وترتفق

وقد جعلت له الأشعار مفترشا
وقد جعلت به الأشعار تختفق

وقد رعيت له الأعذاق طالعة
حتي استوي ثم طاب العذق والورق

لما هممت به في الحلم تقطفه
فانساب منفلتا‏,‏ والشامتون بقوا

فالشعر منها إذا هلت طوالعه
فكل آنية للعـــطر تندلق

أما إذا طاب منها في الهوي غزل
فاح الخزامي‏,‏ وزهر الفل‏,‏ والحبق

قل ما سيبقي إذا العشاق ما ولهوا
أو إن همو لوشاح العشق ما امتشقوا

هذا الهوي القيرواني فوق ماعرفوا
من عهد بلقيس بالأكباد معتلق

فلا المعز بعز الملك أدركه
ولا أغالبة من قيده انعتقوا

فكيف تدركه والجمر مسلكه
والريح سكنه والوهم والفرق

والطامحون إلي مرضاتها حشدا
كم كابدوها وجدوا الليل واغتبقوا

لم يألفوا مدنا بالعشق عابقة
في كل خطو بها الأهواء تنبثق

أو أنهم جهلوا أن الهوي سفر
والقيروان له ملقي ومفترق

حتي ليرثي لمن بالعشق قد قتلوا
ومن هوي القيروانيات ما نشقوا

هن المواسم إن واتتك مقبلة
والجذب هن‏,‏ إذا أعرضن‏,‏ والحرق

هن النخيل إذا مالاح مرتفعا
فيهن منه شـــــموخ القد والعنق

والنار تقدح ـ لو تحتاج ـ جذوتها
من حرهن فيذكو النور والألق‏!‏

.
امير البيـــــــان العربي
د . فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بل

جميلة الماجري

جميلة الماجري هي جميلة الماجري السوداني شاعرة تونسية ولدت بمدينة (القيروان ) سنة \1951 وفيها تلقت دروسها الاولية واكملت دراستها الثانوية والجامعية . متزوجة من الوالي السابق للمدينة محمد السوداني.

احبت الادب والشعر منذ صباها وكتبته في المرحلة الثانوية ثم الجامعية . و قد نشرت العديد من قصائدها ومقالاتها في الصحف والمجلات التونسية والعربية. تقول في احدى قصائدها :

كان النخيل رفيق غربتنا‏

وكان الليل يوغل في السؤال‏

وعلى ذُؤَابات الجريد يلوح ضوؤكَ‏

مِثْلما الأسياف لاحتْ دونَما كفٌّ‏

لتُشرعها الرياحْ‏

والخيلُ لا حتْ دونما فرسانها بِيضّاً‏

ليركبها/ من قبل موعده الصباحْ‏

ويجيئُك الوطنُ الغريقُ بمائه‏

والماءُ يحمل ضفتيه وأرضَهُ‏

وأجيء وحدي - في الهوى-‏

نتقاسم الحلم القديمْ!‏

وحدي.. أجيء إليكَ مابين المحجّة والمتابْ‏

وأنا الظعينة في هواكَ .. ولو ثويتْ‏

رحلتْ دمائِي تستدلّ فصيلها‏

والروح لم تخطئ ثناياها ولو‏

سرقوا الطريق إلى هواكْ‏

وحدي أجيء إليكِ عائدةً إليْ‏

وكأنّني ...‏

ألفاً قطعتُ من الزمان وما بَرَحْتُ‏

لا العشقُ أوْرَثِنَي سواكَ ولاَ طَلبْتُ‏

أن أستضيء بغير ضوئكِ أو رغبْتُ‏

في أن ألوذْ بغير فيْئِكَ أو شكوتْ‏

لهبَ التوهَج في دمي...‏

أو كنتُ من ظمئي اشتفيْتْ‏

عُمْرُ الظمَا ألفٌ .. وعمر الشوق ألفْ..‏

والألفُ أضيقُ من مَداكْ‏

والحلم أصغر من هواكْ‏

تعمل الشاعرة جميلة الماجري الان استاذة الادب العربي في الجامعات التونسية .

جميلة الماجري شاعرة جزلة العبارة، غنية المعنى، غزيرة الخيال، خبيرة بالواقع المعاش، حكيمة في الصياغة، دفاقة مسترسلة بدون إفاضة ولا تقتير، وهي عالية الأطناب بتواضع. شاعرة تعرف ماذا وكيف تقول الشعر وتنظمه، تجولت بين مدن وبلدات أحلامها من بغداد إلى القيروان ومن القيروان إلى سلا المغربية وغرناطة الاندلسية ، وتعود إلى حيث أتت بخفة طائر، أو جناح غيمة ربيعية ندية .

فهي إنسانة تعيش الواقع بكل أبعاده وتلوذ من رمضائه بالشعر حيث تضع أوزارها فتقول :

ألفاً حمَلْتُكَ في الرّحيل وما تعبْت‏
ألفاً على الأهداب محمولاً ظللْتْ‏
قمرٌ وألفٌ.. والطريقُ إليك أقربُ منْ يدي‏
لو كنتُ أقدر أن أمدّ يدي لأقطفكَ .. فعلت‏
قمرٌ وألفٌ .. والطريقُ إليكَ أقربُ من دمي‏
لَو كنتُ أقدر أن أجيء إلى دمي‏
فلم رحلتْ‏
قمرٌ مقيمٌ في دمي‏
وإذا استضأتُ به احترقتْ‏

واللغة عندها ربما استعملتها بغير معنى اللغة المألوف أو بحسب المعنى الاصطلاحي للغة، لتجعل منها نبراسا لجميع المعطيات الإنسانية التي تثري الحياة الادبية وتشكل شكلها المادي والمعنوي . وما تهبه الأرض من خير وجمال، وما يقدمه الإنسان من إبداع وعطاء، وهي في النهاية نتيجة لكل هذا وذاك وهي تتحدث ليس بالكلمات والحروف فقط، بل تتحدث من خلال الصور الشعرية والأحداث والمواقف وكل ما يترك صداه على الأرض . بل وتكتب فتجمع بين رؤى الطفلة البريئة وعتاب الحبيبة المخلصة ، ودلال الأميرة المترفة، وكبرياء اللبوة الجريحة وتتعامل مع الآخر برقة الخيوط الحريرية او الماسية الناعمة ، وبرقة تقطع الفولاذ لاحظها تقول :

ها اسمُكَ المنفيُّ يكبر في الخرافةِ‏
ثمَ يُزهِر في الشفاه‏
قمراً بليل القادمين من المياه إلى المياه‏
والحالمين وما غَفَوْا‏
والواقفين على مدارات الرياحْ‏
قمراً يشع من الغياب على الغيابْ.‏
ففي كل رفةِ جفنٍ
يمر الغزاةُ على جسدي
في فلسطين أو في العراق
ويأتمر الخائنون
على هدم بيت القصيد
بشعر امرئ القيس
والمتنبي...

من مؤلفاتها ودواينها التي اصدرتها :
• ديوان الوجد، 1995.
• ذاكرة الطير،ديوان شعر وهو مجموعة شعرية فازت بها بجائزة ابي القاسم الشابي للشعر.
• الوجع طعمه عربي ديوان شعر
• بغداد في الليلة الثانية بعد الألف (رواية)
• المدن والنساء (مقالات)..‏

‏‏
يقول الناقد والمفكر وأستاذ الفلسفة الدكتور( كمال عمران) في تقديمه لديوان جميلة الماجري :

( ولأن صورة القيروان مولدة فكأنها (طروادة) لمحاربي الاغريق وكأنها ( القدس) لعشاق العروبة‏,‏ هي القيروان وفيها كيان وكون وكينونة ـ لم تبق القيروان مدينة تاريخية شاهدا على مجد فحسب‏,‏ بل إنها مدينة ولوذ استلهمت فيها (جميلة الماجري) القدرة السحرية علي الخلق في الماضي وفي الآتي علي حد السواء‏.‏ هي معدن الطهارة من الأدران ومن الإثم الفكري‏,‏ وهي دنيا لامرأة أنثى تجوس خلال التاريخ تبشيرا بالإبداع الذي لاينضب‏.‏ فالقاع الأسطوري إخبار عن إجراء به ألبست الشاعرة المألوف بدلة المطلق فجعلت القصائد توقا إلي حد غير محدود‏.) ‏

و‏ تنفرد جميلة الماجري بين شاعرات زمانها في (ديوان النساء )
اذ تعتبره استدعاء لا استبقاء‏ مما جعل شعرها فيه يكسر الحجب‏,ويرسم ‏ لوحات فنية في صورة جميلة ورائعة عن استشهاد المرأة‏,‏ ومن صيغ استلابها‏,‏بحيث تؤكد صرخة الرافض وتمرد الخالق‏. تقول : ‏

كبير عليك الهوي

وأكبر منك القصيدة

وأبعد عنك التماس النجوم

من الأمنيات البعيدة

فجل النساء شبيهات بعض

وواحدة بين عصر وعصر تجيء

كلؤلؤة في الكنوز

فريدة‏!‏

وما تزال نخلة جميلة الماجري الجميلة تحمل العذق والثمر‏.شامخة القد والعنق‏,‏ تمتد جذورها عميقة في قاع ( القيروان ) تلك المدينة الاثرية مدينتها الحبيبة لتغمر بشذى عطائها النقي مساحة حية من فصول هذا الزمان‏. حيث كرست كل ذلك في قصيدتها ( نخلة) التي اهدتها إلي (سكينة بنت الحسين)‏ رضي الله عنهما تقول :.

أضيئي لنا شمعتين
وأرخي الخباء قليلا
سأتيك بعد التهجد نبكي
بكاء طويلا
ولا توقدي النار كي أستدل
فإني إذا ما ادلهم سبيل
أضاء هواي إليكم سبيلا
ولا توقدي النار قصد التجلي
ففيك من النور ما لو دري التائهون
اهتدوا‏,‏ وكنت لهم في الضلال الدليلا‏!‏

‏****‏
فها نحن نظمأ ما بين ماء وماء
ولانحن كنا بدفق الحنين ارتوينا
ولا نحن كنا ابتردنا بفيض البكاء
وفي الرمل نطلع كالنخلتين
وفي الرمل كالنخلتين نطول
وبيني وبينك قفر يباب
ولكن إذا اشتد بي الوجد ألقاك
بين الوريدين مني
فأجمع بين الشتيتين علي
ألوذ بباقي دمي‏,‏ أو لعلي
أفيء إلي بعض ظلي‏!‏

‏ جميلة الماجري هي بنت ( القيروان ) تلك المدينة التونسية التي اسسها القائد العربي ( عقبة بن نافع ) بعد الفتح الاسلامي لشمال افريقيا فاثرت فيها الذكرى واخذت تنسج من ( القيروان ) أسطورتها‏ الجديدة أو لعلها تعيد تشكيل مدينتها في مرآتها الشاعرة علي صورة غير معهودة ‏.‏ ف(القيروان) التي أنشأها هذا القائد العربي العظيم (عقبة بن نافع )عام ستمائة وسبعين ميلادية لتصبح مقرا للحكام العرب في شمال وغرب إفريقيا حتي مطلع القرن التاسع الميلادي حيث أصبحت العاصمة الأولي للدولة الفاطمية عام تسعمائة وتسعة ميلادية‏.‏ اذ تراكم على مدارهذا التاريخ تراث ديني وروحي‏,‏ وذخيرة من البطولات والأخبار والوقائع‏ والحكايات ,‏ يجسدها او يشهد عليها اليوم ( جامع القيروان ) المشهور الذي أسسه القائد المذكور اعلاه في القرن التاسع‏,‏ ولايزال يمثل الحجة الناصعة‏,‏ والشاهدعلى عظمة ذلك التاريخ البعيد وتغلغله في نفوس من يتمسكون بالحياة في ( القيروان).

وفي الختام تقول جميلة الماجري في عشقها للقيروان :

تمضي الفصول وهذا العشق مؤتلق
وكل فصل له من صيفها حرق

لا النوم بلغه في الحلم ما منعت
أو كان خلصه من وهمه الأرق

يجد من كل فصل في هواه هوي
وهي الفصول‏,‏ ولون العشق‏,‏ والقلق

وهي العناصر من أهواء خالقها
كالبدء خالصة تذكو وتنفتق

كل النساء بها‏,‏ لورام منعتقا
من أي أهوائها ينجو وينعتق

هذا الهوي القيرواني فوق ما تصف
من ألف عام تربيه وترتفق

وقد جعلت له الأشعار مفترشا
وقد جعلت به الأشعار تختفق

وقد رعيت له الأعذاق طالعة
حتي استوي ثم طاب العذق والورق

لما هممت به في الحلم تقطفه
فانساب منفلتا‏,‏ والشامتون بقوا

فالشعر منها إذا هلت طوالعه
فكل آنية للعـــطر تندلق

أما إذا طاب منها في الهوي غزل
فاح الخزامي‏,‏ وزهر الفل‏,‏ والحبق

قل ما سيبقي إذا العشاق ما ولهوا
أو إن همو لوشاح العشق ما امتشقوا

هذا الهوي القيرواني فوق ماعرفوا
من عهد بلقيس بالأكباد معتلق

فلا المعز بعز الملك أدركه
ولا أغالبة من قيده انعتقوا

فكيف تدركه والجمر مسلكه
والريح سكنه والوهم والفرق

والطامحون إلي مرضاتها حشدا
كم كابدوها وجدوا الليل واغتبقوا

لم يألفوا مدنا بالعشق عابقة
في كل خطو بها الأهواء تنبثق

أو أنهم جهلوا أن الهوي سفر
والقيروان له ملقي ومفترق

حتي ليرثي لمن بالعشق قد قتلوا
ومن هوي القيروانيات ما نشقوا

هن المواسم إن واتتك مقبلة
والجذب هن‏,‏ إذا أعرضن‏,‏ والحرق

هن النخيل إذا مالاح مرتفعا
فيهن منه شـــــموخ القد والعنق

والنار تقدح ـ لو تحتاج ـ جذوتها
من حرهن فيذكو النور والألق‏!‏