أبحث عن موضوع

الأحد، 6 يونيو 2021

ألا يا قدسُ ،حبك فرْضُ عين ٍ/ مجاراة شعرية لنص الشاعر صبحي ياسين .......... بقلم : جهاد إبراهيم درويش - فلسطين

 ٠

..


(  أنا يا قدسُ ،حبي فرْضُ عين ٍ

وهل تغني عن الفرض ِ النوافلْ )

........................................

(  أنا يا قدسُ ،حبي فرْضُ عين ٍ

وهل تغني عن الفرض ِ النوافلْ )

..

مُحَال مُحَال أن ينساك قلبٌ 

 بك الإسراء أينعتِ السنابل 

..

بكعبتنا رَقِيتِ فَصِرْتِ أُختا 

 هناك بزمزمٍ رُوِيت جداول 

..

بلالٌ فوق صدرك راح يشدو 

 نداء الله في فتحٍ  الجَّنَادل 

..

بأرضك حطَّ للخطاب ذِكرٌ 

 سيبقى شامخاً بالعهد ماثل 

..

وأمَّتْكِ النُّبوة في اصطفاءٍ 

 وأيدك الإله سرت جحافل 

..

فحيثم سِرْتِ لا تخشين بأسا   

إليك الحشر إن الظلم زائل 

..

وليل البغي حتماً سوف يمضي 

 ويجرف معه أفواج التنابل 

..

وتشرق في روابينا الأقاحي 

 وتنتفض الثُّريّا والجداول 

..

وشمسك بالتقاة تعود تعلو 

 ويأتي الوعد بالصهوات ماثل 

..

لك الأكناف قد هَبَّت بِشَوقٍ  

  برغم حصارها قامت تقاتل   

..

وتطلق من حناياها المنايا 

 تُجلجل إفكهم ترمي القلاقل 

..

وتعلن للأنام جهاد حقٍّ 

 على صهواته تأتي القوافل 

...

ألا يا قدسُ ،حبك فرْضُ عين ٍ

ولا تغني عن الفرض ِ النوافلْ

..




بوح ............... بقلم الأديب والشاعر : سلمان فراج - فلسطين


هذه من طقوسي أنا


أنت لا شك لا ...


تعرفين


مثل ما لك لي


وعلى كتفيّ الرياح تذُبّ الندى


تعرفين


لم أبُحْ بعدْ، عُريانةٌ شرفتي


والمساء يجئُ حييّا هنا


والنسيم رهيفُ الخُطَى وأنا


تعرفين


أنتِ لا شكّ بي تعرفين،


مثلُ ما بك بي


عاشق شرفتي في المساءات في صمتها


وأعدُّ السنين


تفهمين


كل ما في الحكاية ... ما


قلتُ ، لما أبحْ بعدُ، إذ


تعرفين


تفهمين


ما يقول المساء وما


يدّعيه النسيم العليل



مازلتُ .............. بقلم : راسم ابراهيم // العراق

 




مازلتُ

أفتشُ في عينيكِ 

أفُولِ ألشمسِ 

لنمضي 

نحو نهايةٍ 

أختصرُ فيها لك

بوعد

وكلمة 

وأتوجك قصيدة 

لم تكتب 

بعد

تعبر كل مساحات 

العالم 

اولها.....أنتِ 

واخرها

ليس 

بعد..



العراق...ديالى 

٢٨  مايس

الواقع الموبوء وصمتنا المشمس .................. بقلم : علي ابوالهيل سعودي // العراق





اللاهثون بلا رويهْ 

نحو السّمات الدّنيويهْ


القادمون بلا هويهْ 

باتوا الرّعاة على   الرّعيهْ 


النّاعقون بطائفيهْ 

جاؤوا خلاف الأبجديّهْ  


جاؤوا لكل فكرة 

أضفت على البلوى بليهْ 


فتواءمت أفكارهم لتجيء في رؤيًا شقيهْ 


أحلامنا كانت نديهْ 

وقلوبنا دوما شجيهْ 


هبت لتلتمس البنا 

نحو الحياة الآخرويهْ 


طمست أصابعنا الطّريهْ

بمحابرا لامنطقيهْ 


ليسوا الجناة لوحدهم 

بل ذي الأصابع فوضويهْ  


ولأن في تكرارهم 

تعسير في حلّ  القضيهْ


والشّعب قد مجّ الحيا 

بمجيئهم حلّت رزيهْ


لا لن نقاد بشعرة 

من فيض أفكار غبيهْ


تبقى ذواكرنا غنيهْ 

بحشود جند المرجعيهْ 


تلك الجموع تقدّستْ 

كسرت جموح البربريهْ 


بالجرح سعدى أنفس 

لترى جروحًا اخرويهْ 


تسمو دماء شهيدنا 

لتضيء دربًا للبقيهْ

أشياء تغري بزيارة أماكني........... بقلم : مصطفى المحبوب - المغرب




ثمة في بيتي ما يشبه السحر..

كلما تذكرت المدن التي زرتها

تقف أمامي صور الأسواق

والممرات المؤدية إلى الأدراج المظلمة

حيث يتقابل المحبون

والهاربون من أبناك الألم ..

تقف أمامي مطابخ العزاب

التي تنتظر زيارة أطعمة لذيذة

حضرتها أيادي الأمهات ..


لا أفكر الآن في زيادة وزني

أو في المصاريف التي تطلبها علاج

أو موت أحد أفراد عائلتي..


لا أفكر في فاتورة الماء والكهرباء 

و لاتهمني الإعلانات التي تشي

بالمواد الغذائية المغشوشة أو الإشهارات

التي تغري بزيارة مجمع تجاري..


أما أخبار الحارس الليلي

الذي لا يفلح إلا في العشاء مبكرا

والنوم طيلة أيام السنة

لم تعد تهمني شهادته 

لمعرفة من سرق دراجتي ..


لن أخدع مرتين

الأولى حينما استأمنت الأشياء المحيطة بي 

عن عنقي العاري..

عن محفظة أمي التي تشقى كثيرا..

عن راتبي الذي لا يغري بالسفر

و زيارة الأسواق الفخمة..

وأشياء أخرى تعرفت عليها

وأنا أستمتع بحكايات أبي الجميل..


والثانية حينما استأمنت خيالي 

وحاولت اجتياز سحب الإسمنت

وأنا حافي القدمين 

لم أفكر حينها في نقص

الحديد في عضلاتي ولكني

تذكرت أن الخطيئة التي تنتظرني هناك

ستكون أكثر عذوبة من 

عودتي إلى أجمل مدينة في حياتي...


من نبض الهايكو ............... بقلم : عماد عبد الملك الدليمي // العراق


ليلة باردة جدا جدا

أنا وسيجارتي نتبادل

الدفء  الدخان


very very cold night

Me and my cigarette exchange

Warm & Smok





في رحاب الحلم ............. بقلم : عيسى حموتي - المغرب




لما على المهجة عقد البعد القران، 

استحال الفراش قضيضا، و اللحاف أشواكا، 

فإذا الأرق على التمرد يحمل الوساد. 

*

 اقتلعت رياح البعد أوتاد الوصال 

وطوحت الانواء بالأسباب،

و بالليالي الخوالي  عبثت اعاصير سنوات  شداد 

*

كلما خلت افترار ثغره   يلامس الشغاف

في النبض تحدث زوبعة 

يغيب الوعي، يطير الصواب، ومحل النوم يحل السهاد.

**

 

أسهد بالليل تاركا  الحلم  للنهار،

 اراني  فارسا  غزوت قلبه، أبني القصور  فوق السحاب،

في أرجائه نرفل فوق مرمر الوداد

*

على أرائك العشق الوثير نستلقي

وبثريات الحب وصلنا يستنير

ومن دنان الرضاب المعتق نعب تدانيا يقينا شر البعاد

*


لا كلّ ما يُعرف يُقال ........... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




كيف يعبّرُ الجمادُ عن اشتياقه

هو في حالةٍ صلبةٍ

إن لم تنقله يدّ  ،

كيف يعبّرُ الهواءُ عن الانتعاش

في حالتهِ المشهودة

ولم يلاحقه أنف ،

كيف يعبّرُ الموجُ عن غضبه

في حالةِ الهيجان 

إذا لم يسمعْ لعنةَ الأصداف ، 

تتبددُ الحالاتُ عند التعبير  

ويصمتُ الصخرُ  جاثياً مطروحا

تحت وطأةِ الظروف  ..

ما قالَ القلمُ يوما 

للحرفِ ( كنْ فيكون )

إلا حين يبكي المدادُ 

على كتفِ شاعر ،

ما ايقظتِ النّارُ  الحَطَبَ

وقالت احترقْ فاحترق 

إن لم يعاتبِ الفأسُ الحَريقَ ،

ما قالَ الشراعُ ساعةَ السفر

هيا لنبحرَ … فيرحلُ الرحالة 

ما أصعبُ التلويحَ بلا كفّ ،

مرتبكٌ فستانُ السّهر 

أثناءَ الارتعاش 

بينما الرقصُ على أطرافِ الأصابع

فوقَ الدفوف ،

قلقٌ جدا هذا اللّيلُ 

الذي يجوبُ الغرفَ المظلمةَ 

عندما يقتربُ من نهايةِ المطاف  ،

كم أخشى طغيانَ الشعورِ  بالسطورِ 

التي تكتبُ كلّ ما يدور  ،

ابقَ بعيداً 

لا تقرأ حالتي

ليس ما في كلِّ القلبِ يُقال ..



البصرة / ٢٦-٥-٢١




ومضة ( أفول)........... بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق

 





حَياةٌ

يَجُرُّها واقِعٌ

معَ كُلِّ شُرُوقٍ

عَنِ الْحُضُورِ أَفُولٌ

*******

٢٠٢١/٥/٢٨

رد على اهداء الشاعر المرحوم د. عبد الجبار الفياض....... بقلم : باسم عبد الكريم العراقي // العراق




اهداء

المُنازلة

*******

                 مالك بن الرّيب 

(ألا ليتَ شعري هلْ أبيتنَّ ليلةً

بجنبِ الغضى أُزجي القلاصَ النّواجيا)

حشرَجةٌ 

يفقدُ فيها نَسرٌ قوادمَه . . .  

يتثاءبُ العَطشُ في أرضٍ يَباب . . .

رحيلٌ

يُفسّرُ نهايتَهُ بحروفِ بدايتِه

كلاهما قيْحٌ لجُرحٍ واحد . . .

موْتٌ 

أماطَ لثامَهُ لخطفِ روحٍ 

عرفتْهُ دوماً مُعلّقاً بحدِّ سيْف . . .

لكنًّ غروباً يدعو شمسَهُ لمضاجعةٍ أخيرة . . .

. . . . .

رويدَكَ

أيُّها الملكُ القادمُ من غيرِ حَرس . . .

ما زلتُ أتكأُ على عصا زمنٍ 

لنْ يخذلَني  بسهولةِ شُربةِ ماء . . .

لا تعجلْ

فمثلي

يُترَكُ لهُ للكلامِ زِمام

تحضرُهُ ماضياتٌ ما ارتجَّ لي بها صوت . . .

ما سبقَ يوماً خَلْفي أمامي . . .

أنسيتَ أنّي صعبُ القِياد ؟

. . . . .

أيُّتُها الشّاحبة

دعي الحياةَ تدورُ على بيتِ غَزَل

لا على سنانِ رُمح . . .

فكلّما كانتْ عاشقة 

ازدادَ وجهُ الموتِ بشاعة !

. . . . .

ويْهاً

أيّها الرُّدينيّ*

لا دموعَ 

مالكٌ أنا . . . 

ما أخطُّهُ بكَ ليسَ لحداً 

أنّهُ آخرُ بقعةٍ لفارسٍ يترجَّل 

يتبعُهُ موتُهُ لا يتقدمُه . . .

لكنَّهُ القدر

باردتان يداي

ما رأيتَني قبلَ هذا بهذا . . .

ألمْ أقلْ لكَ أنَّ الحياةَ أجمل ؟

من غيرِ إيقادٍ لشُعلتِها

كيفَ تكون ؟

القهوةُ الباردةُ تستهوي أجنحةَ الذّباب . . .

أليسَ كذلك ؟

. . . . .

أيّتُها البيدُ المنفرجة بلا استحياء

سعتُكِ أصغرُ من راحةِ يدي . . .

ما أنتِ لَتَفُتّي عُضَداً 

تَصلّبَ في ليّ خوفِه . . . 

كمْ أزحتُ غيومَ غَزْوٍ 

طابَ خاطرُكِ لغبارِه . . .

أتوسّدُكِ في عيونِ اللّيل

أمضغُ ثدييكِ وقتَ يخنقُني شَبَق . . .

رغبتِ بي

لكنّي رغبتُ عنكِ . . .

ضاجعُتكِ عُنوةً 

تمنيتُ لسُهيْلٍ أنْ يكونَ شاهدَ اغتصابٍ

لا شاهدَ موت . . .

. . . . .

تاهَ قوْم

مُلوكٌ ضلّوا

أنا لستُ كَهُمْ 

أتسوّلُ شظايا زمنٍ مُنكَسر . . .

أمامَ أبيها

تعرّيتِ

زانيةً من سدوم . . .

من أجلِه 

رقصتْ سالومي بألوانِها السّبعة . . . 

مَنْ لأصابعَ قذرةٍ أنْ ترسمَ عيونَ مها ؟

. . . . . 

ها أنا مُنفرداً أنازلُه 

ما دامَ الميزانُ بعينٍ واحدة 

إذنْ 

لا خيارَ بيْنَ بيْنٍ وبيْن . . .

ما ضرّني شئٌ سوى إنّهُ حجبَ عنّي وجوهاً عشتُ لها . . .

لها 

تمرّدَ الدّمعُ على جفونٍ ما رفّتْ لخَطْب . . .

ربَما لا يموتُ عِشقٌ بموتِ صاحبِه . . .

خذلتُ سيفاً 

يقفُ على رؤوسِ نسوةٍ 

يبكيْنَني . . .

يتحدّرُ الخوفُ ارتعاشاً لا يمسكُهُ جَلَد . . .

هُنَّ المواسيات

لهُنَّ شخَصتْ منّي على بعدٍ عيون . . .

هذا

 لا يعني أنّني غادرت . . .

المواساةُ جرحٌ بعدَ الموتِ كذلك !

. . . . .

مهلاً 

أيّتُها القفراء

أمحظيّةٌ أنتِ عندَ هذا المَلكِ  أمْ هو سيفُكِ الذي يجبُ أنْ يُطاع ؟

معَ ما بينَنا من نهاياتٍ 

قُربٌ 

بُعدٌ

لكنَّني

لا أستجديكِ قبراً

إلآ أنْ يكونَ غِمداً . . .

ابنُ الرّيْبِ يموتُ واقفاً !

هكذا ينتصرُ المغلوب . . .

حينَما يتدلّى العنكبوتُ بخيوطِه 

تكونُ المسرحيّةُ قد انتهتْ !

. . . . .

عبد الجبار الفياض

حزيران / 2017

* من اسماء الرمح

...................

ردي على الهدية :

**************

 صولة اخرى من المنازلة :

(( تذكرتُ من يبكي عليَّ فلم أجدْ .....))*

كما في كل ... ماهو آت ...

تنسحب امنيات الشرفات الباااااردة الأنامل

من مفازات الصعاليك .....

 فالعزةُ لمن استل الرغيف

من بطون الأقداح المترعة 

 بخيلاء الخواء

ليرسم

 على مقاس زقزقته 

 أفواهَاً أدمنت

لوْكَ الغبار

على موائد الباهلي مسلم *

يسلخ جلودها

ويكسيها القار  

.........

سبحاااااااااانك شظاظ *..

1 ـ الجفان تأكل النار

2 ـ اضلاع الانبياء اثافي 

10ـ واجمرَنبضااااااه 

..لولا تسطو 

على قوافل الهشيم  

في دمي ..

لتزرعني 

في غدران السغب

 سنبلةً من لهب

تحرث سماء  

مضاربِ الهباء

...بأنشودة سيدوري *

وهي تروّض

 كوخ القصب * :

لاتخف .. 

من نضوب الانخاب

فسورةُ الطوفان

تعشعش

عند الباب

........

ابن الريب 

عاد من دلمون

بغصن المطر

.......

أهذا كل ما أستطعته

ايها الثقفي ..؟؟

تغمد في قلب البصرة

لرب الجياع

صليباً .. من ورق

اما دريتَ أنه

مع كلِّ فجرٍ يترجل

.......

* صدر بيت لمالك بن الريب

* مسلم الباهلي : وزير والي نجد في عهد معاوية بن ابي سفيان

 قتله شظاظ بسبب فساده  ونهبه بيت المال وتركه الناس جياعاً

 يعانون الفقر و ضنك العيش  

* شظاظ : هو شظا الضبي من اصحاب مالك بن الريب كان يتصعلك

معه 

*سيدوري : ينظر ملحمة كلكامش : هي صاحبة الحانة التي ارشدت

 كلكامش الى اور ـ شنابي الملاح فاخذه في مركبه في رحلة البحث

عن ثمرة الخلود 

*كوخ القصب : الملحمة اعلاه ، حين علم اله رحيم بالبشر بما اجمعت عليه

باقي الآلهة من احداث الطوفان ، نزل الى الارض ليحذر اوتو ـ نبشتم فوجه

كلامه التحذيري  الى كوخ من القصب وهو يعني اوتو 

* الثقفي : هو الحجاج الثقفي قام بصلب شظاظ


مـــوت المـــساء ................... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق




قريتي تحترق ،سئمت الغناء والتجوال في الازقة ،تثب كمهرة أصيلة عند تخوم القرية ،أبحث مع من أسهد، معها ،لِتكن فتاة حمقاء ،أبحث عن رجل يرتدي عباءة وكوفية ،أجندله في بداية الصحراء ،قريتي تتهاوى ،تهتز، ترتجف كأنثى حيوان ،أبحث بتجوال عن ركن كوخ منعزل ،أغوي به امرأة قروية بائسة ،يا فكري المطعون بطعنة خنجر عربي ،تفكيري أخرس ببلاد خرساء ،أضحك بعمق ويسيل الدم من فمي  ،زهرة برية ونسر يجثم على فريسته ،بلا شفقة هو أنا ،يا هو، يا جرب، يا جبال التراب ،يا لذة بول البعير ،يا أرضا سوداء ،ما ذا تريدون عن الفتح والدماء؟ ،غريب بفكري عندكم، لي رأس من مطر ،عينان بليدتان

تبحث رانا عن موتاها تحت رمال الصحراء ،جائع وعطش جدا ،أغني أغاني حزينة ،كدودة الارض انقلبت على سريري ،يبدو أن صحراءنا تكذب ،لمن هذه القبور المعتمة تحت النجوم، ،والرمال المتحركة؟ ،سجون يومية ،عودة ميمونة للفارس، ،المغوار مع ريحه الحزينة ،ليأخذ النجوم في منتصف جبينه ،كلمات تحتضر ،يريد رصاصة الخلاص ،نسينا ملامحنا ،يا عيون مبحلقة ،رانا جريحة مستباحة ،قبل فترة كنت أفكر ،أني أكتسح العالم بفنائي ،لأنّ لي عيوناً زرقاء ،قريتي البائسة الضارية في التاريخ ،نائمة تحت الماء ،جبالك كالنهود العامرة ،أرفع ذراعي وأصرخ

حتى يهرأ كتفي ويتمزق أبطي ،أنا كالسفينة الفارغة وريح صرصر ،على وجوه الثكالى والمغتربات ،سأطلق صيحتي ،سأكتب على الاحذية المتهرئة

عن أزهارنا البرية ،ارحل عنا يا شقاء ،ــ يا أحدب نوتر دام ــ  ،أصابعي طويلة ، عينان مجروحتان من الألم ،صرعوا قريتي ،سأطلق رصاصته على حنجرتي ،ويحدث الفناء... المساء يموت فيه ،كوخنا المصفّر ،يغفو على أنين القبور الموجع ،في وسط الكوخ ،شجرة رمان، بعض أغصانها  ،جرداء متيبسة ،تنوح ،تتكسر، لا أزهار في ربيعها ،العصافير لا تزقزق على نوافذه ،ولا تنقر الحبة من فسحة الكوخ ،أحبّك يا حبّي  ،أكثر من عدد أزقة قريتنا البلهاء ،تمنيتك تفاحة بخدود حمراء ،خَفَتَتْ تنهداتي ،إن قريتي تكرهني ،ينسلّون الى فؤادي كالدبابيس ،يرددون الغناء بحنجرتي المتورمة ،أمام الليل البهيج، ومتسكعي الازقة ،أن أمسح أغانيّ بالتراب والجروح ،لا أستطيع ،فؤادي ينبض بالعيون العسلية ، وسهدي على شاطئ النهر ،يريدون مني أن أنافق، وأنا طائر من البيداء ،أغنيتي قطافها بستان أخضر مزهر...



العراق/بغداد

19/5/2021



من هايكو الحياة ............... بقلم : عماد عبد الملك الدليمي // العراق


قناع وجه

وجهان لعملة واحدة

صديق منافق


 From Haiku of the life


face mask

The two sides of the same coin

Hypocritical friend







مارين ............. بقلم : رياض جولو // العراق





يمكنكِ فقط أن تعيدي ترتيب

وجهي 

كما ملامحي أيضًا

بعدما فقدتهما

منذ الأزل وما زلت أعاني

إلى الآن 

أدفع ثمن أخطائي 

وحتى لا أخفي عنكِ

بين كل شهيق

وزفير

أتنفس حبكِ 

أما عن خطوط يديّ

أمتلأت حبا 

وقد نقشت بمارين 

هااا أسمك تخفي نفسها

في زاوية ما 

خوفا منكِ بين جدار الحزن والفراق

في العام الماضي إلى الآن

أمشي بعكّازينِ

عجوزة 

تخونانني قدماي 

متعثرًا بحب لم يكن لي 

ولا مرة 

ولكنني على يقين تام 

وأي يقين هذا 

لا أعلم 

أغمض عينّي برهة ما 

أحدق للعالم 

متأملاً وجهكِ

أراكِ في آثار أقدام 

الجنود 

الذين رحلوا ولم يخبروا 

أمهاتهن 

بأن هذا آخر وداع 

أعدُّ ترتيب أصواتهم ،

أراكِ في وجوه كل المارة 

الذين 

يسخرون مني بسببكِ 

ما عدتُ أتذكر

شيئا

سوى محادثات جميلا 

حدث بيننا 

لم أكن بحاجة للوقت أبدًا

لكي أقعُ في حبكِ 

ولم أتردد بتاتا 

قد حفرت على جدران قلبي 

أن كان لي 

شريكة في الحياة والآخرة 

قد تسعدني 

هي أنتِ فقط

أنا مغمض العينين أرفع قبعة 

قلبي 

بسرعة جدًا 

بعد أن ترفرف في حبكٍ وتحلق عاليا 

لتخبر الله

والسماء والسحاب 

قبل البشرية 

أنا مغرم جدًا ليس ككل مرة 

يحدث معي 

لأول مرة

شعور 

لم أشعر به من قبل أجمع أصابعي 

دفعة واحدة

على شكل غيمة مبعثرة 

لتعود بي 

إلى الماضي 

كما معروف عنّي دائمًا أمضي قدما 

للأمام 

أفتح نافذة صغيرة 

للحب 

أحبكِ بكلّي 

هكذا أُريد ان يتكلم الله عنّي

في يوما ما 

كان هناك شاب أحببت 

فتاة 

بهذا القدر من الحب 

وافترقا بسبب 

هذا النص لا أكثر ...

.

.


غرقى بلا انهار .............. بقلم : رند الربيعي// العراق

 


يحدث ان يتأبط اليقين 

في متاهة المسافات حقائب منزوعة الشفاعة

 ليبقى نسل الايام أكثر ثباتا 

في مجرة لاتقبل

 الفتنة على اثنين.  

تتربص به أحاديث خارج المألوف

تكتنز صباحات تكابد بيدرا موحشاعلى مرمى لحظة مطر يعصف بقدر يتكاثر في قمصان 

معلقة في هواء ثمل 

غرقى بلا أنهار 

طائرات بلا نوايا 

لحلم قابع في رأس الموت 

في ااااااخر موجة لطفولة موصدة 



         

أخفيت وراء ابتساماتي ............... بقلم : علي الزاهر - المغرب

 




أخفيت وراء ابتساماتي ، 

تلك الذكرى التي لم تفارقني

رتبت دفاتر دمعي

داليات العشق تنمو مفردة مفردة

تؤلف لي وطنا من أمناياتي المسافرة

من نافذة الأمس ، أطل 

على صدى أغنياتي الغجرية

و انتظرت النسيان ، كما ينتظر الغرباء

أفق بلادهم ، على حدود قصيدة ثائرة

جلس قليلا ، على قارعة الذكرى

لا شيء تحمله دمعاتي ، 

غير حزني المبثوث غيما في مداي

و راودت الحرف ، قليلا

بسطت أشرعتي للرياح الآتية 

سريعا إلى كنف الحلم 

و رتبت ألحاني الأطلسية 

على أوتار مسافرة بين همس النخيل 

و وعد الزيتون و رائحة الخبز البلدي 

هممت بالرجوع من وصايا الجد 

و أنا أخفي وجعي ، خلف رمال البيد

و همت في بلاد الله

أحمل حلمي تارة و أخرى

أحمل ثقل حقائب فارغة 

من عاطفة الانتماء

و أفرغ كل مواجع قلبي

بين ضفاف قصائد مثخنة بالغياب 

لا شيء أخفيه ، أحرفي شفافة 

مثل زجاج لم يمسسه قطر الندى

و لم أنتظر أحدا ، غير دمعي العنيد 


تنجداد المغرب

یا بحرُ.............. بقلم : دلشاد احمد حمد // العراق








یا بحرُ

استمع لكلامي

ٲوقف صدی 

موجاتك

الا تشعر بآلامي

ٲتعبتني الحیاة

وضاعت 

في ظلمات الدجی

ٲحلامي

لم یبقَ لي ٲنیس

جئت الیك

بعدما غابت

ٲفراح ٲیامي

یا بحرُ

افتح لي حضنك

لكي ٲنامَ

وٲنسی همومي

یا بحرُ جئتك

وٲنا حائر الوجدان

لاتتركني وحیداً

خفف عنّي

آلامي

جئت الیك

هارباً من الٲحزان

اذا لم تستقبلني

ٲین ٲضعُ 

ٲقدامي


  1-6_2021


لا تنظري ................ بقلم : اميرة ابراهيم - سورية


فالغائبونَ الحاضرونَ

شرّدتهمْ رصاصةٌ

وتلكَ الوجوهُ تهشّمتْ،،أزهرتْ

حينَ سالَ دمُ الشّهادةْ

تُهنا واحترقَ الشّراع فينا

لمْ يبقَ سوى

أسماءٌ على الأضرحةِ باكيةْ


لاتنظري


فكلُّ ماحولنا يحترقُ،،يحترقُ

كجمرةٍ في الجسدِ ،،في الرّوحِ كاويةْ

لمْ يتركوا لنا شيئاً..لمْ يتركوا حتى القصاصات أُخيطها لكِ

تعرّت  صرخاتُنا الباكيةْ

لمْ تكتمل فرحتي،،طفولتي،،بسمتي

حين أباحُوا دمِي بخنجرٍ كالصاعقةْ


لاتنظري


لمْ تعدْ الطّرقاتُ إلا أغنياتٍ

ضاعتْ بين حسراتِ الثّكالى

ودموعِ اليتامى

بينَ أكفِّ الأطفالِ حينَ مساء

يُغلقونَها على بعضِ عيديّة 


لاتنظري


ماعادَ يُغرينا بزوغُ القمرِ

ولاهمسات العشّاقِ

على ضفافِ أمنيةْ

دعينا في دهشةِ الوقتِ

في تجدّدِ الحلمِ

في انبعاثِ الفجرِ

فالطفولةُ مازالتْ حاضرةْ

والشّعرُ لغةٌ مجاهدةْ

لواءٌ على الأرضِ يرفرفُ

لتضيءَ القصيدةْ


لاتنظري


وأنت تحتمينَ بتربةٍ تتراقصُ على كفِّ ريحٍ غابرةْ

لسنبلةٍ من هواءٍ،،لحبةِ قمحٍ نمتْ تحتَ وسائِدنا

لجرحٍ مازالَ ينزفُ دمًا

لبيتٍ تعتّقتْ فيهِ رائحةُ الموتى

لنهرٍ جَرى،،وجَرى حتى اكتهلْ

لعاشقةٍ   تلّوحُ عندَ الأصيلِ

تلهثُ،،تبحثُ،،تدعو كراهبةْ


انظري

لتلك الفصولِ التي تركتْ

آثارها على جبينِ جدي

تكبر،،تكبر،،

ترافقُها ابتسامةٌ مثابرةْ 

مغسولة بفرحةٍ قادمةْ



قراءة في مقدمة ديوان" سفر أيوب" للشاعر المغربي أحمد بياض ..... بقلم : نجلاء المزًِي - تونس





                            

إنً المُطًلِع على ديوان "سفر أيوب"للأستاذ " أحمد بيًاض" سيشعر حتما بأنًه يعيش لحظة فارقة في تاريخ قصيدة النًثر العربي. إذ هو يستظلً بقامة شامخة لشاعر نحت لغته بمعين فيه من الجدًة والفرادة ما يرفعه إلا مرتبة سامقة.  ذاك ما خبِرته وأنا أقرأ قصائد الدًيوان أوًل مرة. ولمًا طلب منًِي الأستاذ أحمد بياض تحليلها _فقد سبق وحلًلت قصيدته الرائعة : "عزف على أوتار الليل"_تنازعتني مشاعر الرًهبة و الرًغبة. ولكنً خوض مغامرة التًنقيب في خبايا النًصوص انتصرت على مخاوفي من هذا الغموض الشًفيف الذي يكتنف نصوصه. 

***وديوان :" سفر أيوب" هو الدًيوان الخامس للشًاعر المغربي الأستاذ:  أحمد بيـًاض .هذا الشًاعر الذي سيبهرك بسعة إطًلاعه. فهو ملمً بما جاء في الكتب السًماوية حِرصا على النًهل من المعين الأوًل. كما هو مطًلع على الشًعر العربي قديمه وحديثه .ضِف إلى ذلك اطًلاعه على الشًعر الغربي والفلسفة الإغريقية. فما ترك من منهل إلا واغترف منه. وهذا ما ستستشفه وأنت تقرأ نصوصه المزدحمة المضغوطة المتفجرة بالمعاني

*يستوقفك الدًيوان من العنوان:"سفر أيوب" .والذي يمثًل الثًقل الدًلالي في النًص لما يبوح به من دلالات تختزل مسافات المتن لتتعدد القراءات. فيحضر التًناص مع سِفر من أسفار التوراة يحمل نفس العنوان. والتًناص مع ديوان للسًياب الذي يحضر صراحة في قصيدة "لغة المطر" من الباب الثًاني.

كما يحضر معنى السًفر و ينتشر في ثنايا الدًيوان لتنفتح القراءات في كلً الاتجاهات.

*يتكوًن الدًيوان من ثلاثة أبواب. ويضمً إحدى عشرة قصيدة. وهي قصائد نثر ثائرة على الأغلال معنى ومبنى. فشاعرنا صاحب مشروع غايته تحرير الشًعر وتجديده .فكلً قصيدة مكتملة بذاتها. تقول كلً شيء في تمنع يدفع القاريء إلى البحث لفهم هذه اللًغة الكثيفة الموجزة في بلاغة. وهذا ما أقرًه الشًاعر في القصيدة الأولى: "غيث السواقي" :. أقول الشعر

                      بندرة الألفاظ

                   وجفاف السًواقي.

*هذه القصائد التًي نهلت من كلً المشارب: من قصص ديني، وفلسفة، وتصوًف ،وأساطير ،ورموز...تذهلك وتحبس أنفاسك إذ تطلً عليك العنقاء وسيزيف وكهف أفلاطون ....جنبا إلى جنب مع وصايا لقمان، وقصًة صبر أيًوب،  وهدهد سليمان، والسًامري ونوح.....

كل ذلك بأسلوب فريد  مختلف. إذ يسلك شاعرنا المبدع الفذً دربا جديدا

يعكس نرجسيته وهذا الزًخم الذي يحمل من المعارف. يعرض كلً ذلك بلغة: تفكًر وتتفلسف تبوح وتتمًنع. فتبدو القصائد كأحجية فكً رموزها يورثك متعة غامرة.

هذا السعي إلى التجديد لم ينس الشًاعر شواغل أمته: من وصف للمهمشين، وللموت العبثي للاًلجئين في قوارب الموت، والقضية الفلسطينية ومشاغل وجودية بحثا في الذًات وعلاقتها بالآخر وآثار العولمة ....

هذه القصائد تتحدًاك وتلحً عليك. فإذا ما دُعيت لسبر أغوارها فأنت بين متعة وإغراء متعة تصيبها مع كلً صورة شعرية تقف عندها. فتخرج بذلك من مجرًد متقبًل سلبي إلى منتج للنًص مع كل قراءة جديدة. وإغراء للإستزادة من هذا الفيض المتدفًق كالشًهد المُصًفى.

**ختاما إنً قصيدة النًثر لانفتاحها على كلً روافد المعرفة باتت تخاطب قارئا واعيا.  وبقدر إطًلاعه تنفتح أمامه معانيها. ولا شكً أنً هذا يشرًع وجود القراءات النًقدية التي من شأنها تقريب هذه النصوص من القرًاء. وما قدًمته في تحليلي للدًيوان هو غيض من فيض ممًا يزخر به من المعاني. وإنًما هي دعوة لخوض مغامرة القراءة. وهي لعمري متعة لا تضاهيها متعة.

قصة قصيرة ( إختفاء الضوء )............... بقلم : صباح خلف عباس // العراق

 







قبل وفاتها بأيام سألت ( جدتي) ، مازحاً : 

—- أأحببتِ في صباك …؟؟ أكان جدي ؟؟ 

فقالت : 

—  نعم أحببت … ولكن لم يك جدك ….   ثم أردفت :

— لامعنى للحب إن لم يُصحبه قليل من الجنون …

قلت لها :

— أنا صاغ جدتي ، أنا أُحبُ الجنون …

ضحكت باستحياء ، ثم تابعت : 

— أولا أُريد قلباً أحكي له ما اشاء ، وهو صاغ لي بإهتمام … والاّ تخبر أحدا ً بسري قبل أن أموت … وتابعت جدتي حديثها :

( كان عمري ستة عشر عاماً ، ومنذ ذلك الوقت دُفن السّر والألم باعماقي … حتى أصبح غطاءً لأنسجتي ،. وعضلاتي … ، نعم ، كان ذلك الفتى اللطيف ، وإن كان متهوراً ،فهو  ايضاً كان ذكياً  ومرحاً ، ووسيماً جداً  …  عندما كان ينظر اليّ كنت أذوب كالكعكة الطرية ، وكان ذلك مذهلاً ، ويبدو إن ذلك الشاب القمر  قد أخذ كل أمنياتي وأحاسيسي … والتقينا قرب بيتنا أول مرة 

مال اليّ وقبلني ، وأنا قبلته كذلك ، تحت ضوء القمر … وبمجرد أن أنتهيت من تقبيله ركضت داخل البيت … وأغلقت الباب  ، رقصت … ورقصت فرحة…

أتصل بيّ في اليوم التالي ، عن طريق ابنة الجيران ، لكني لم اجبه…ولم أرد له خبراً … لأنني بكل بساطة كنتُ مرعوبة جداً … وذهبت الى الفراش، وحلمت بتلك القبلة… فكرتُ بها كل ليلة ، كل صباح وكل مساء ، حاول مرات عديدة ولكني كنت شديدة التوتر ،لقبول تواصله ،… 

ثم تابعت جدتي ، وأنا مصغ تماما : 

أظنّ أنني لم أرده ان يقول إنه كان مخطئاً ، او يُعطيني فكرة سيئة عن نفسه … بل كنت أُحاول أن اتشجع ، وأن أُجيبه على الأقل ، كنت أُريد أن أُخبره :

— إنها كانت قُبلة رائعة …وربما ، وربما علينا تكرارها 

كنت أُفكر بتلك القُبلة كل ليلة… وكيف جعلتني أشعر بالكمال … وإني سأعاود الاتصال به …  ولم أتواصل … وظلت تلك القُبلة الوحيدة غذائي لسنوات طويلة ، وكأنها وشمت على شفاهي … حتى بعد زواجي من جدك … ظلت ملتصقة في عقلي وقلبي ، ولم أستطع نسيانها ،وإنها ستبقى الى ابد الآبدين …

ثم تنهدت وتابعت :

رأيته ذات يوم في السوق بعد عشرات من السنين …عرفته ، ضحكتُ… لقد نظر اليّ هو الأخر وأبتسم … أبتسم لي بدوره ،  فلوّحتُ له بيدي ، فلوّح بدوره … بعدها جاءت امرأة ، وضعت يدها على كتفه ، ومن ثم طفلان صغيران، بل ثلاثة أطفال صغار … صبيان وفتاة ،أمسكوا بساقه يتصايحون  ( ابي … ابي أيمكننا شراء تلك الكرة ) ٠

إنها زوجته بكل تأكيد …أطرقتُ الى الأرض ثم نظرت الى نفسي عبر زجاج نافذة سيارة متوقفة قربي … فرأيت تجاعيد وجهي …كانت يداي متهدلتين … 

لديّ دوالي في ساقيّ … ولدي أجزاء متكتلة ،. البعض الاخر مقشرة ، وشعري كالقطن … كنت في الستين من عمري ، وهو كذلك ،بدا رجل أشيب ، ويبدو ضعيفاً جداً …ظهره محدودب ، وكأنني فقدت تمييز الوقت نسيت الزمن عندما تقابلنا وجهاً لوجه ، ولكنه استبق الامور وقدمني الى زوجته ، بدت غير مهتمة بيّ ، أظنّ إنها كانت ستكون أكثر  إهتماما بيّ لو عرفت كم كان مهتماً لعشقي ، لو علمت كم كان يعني بالنسبة لي ٠ 

وفكرت حينها ( كان عليّ الاجابة عليه ذلك اليوم ، قبل خمسين عاما … ، وفكرت لِمَ  أنا كنت خائفة ؟؟

 دمعت عينا جدتي ، ويبدو لي إنها رجعت الى الوراء ستين عاماً ، وعلمت أن جدي لا يعني لها شيئا ، وأن قلبها كان ولايزال مع ذلك الفتى اشعث الشعر …

وإن حبها  لم يمت إطلاقاً……

—-  هذا غير عادل يا جدتي … 

قلت لها ذلك …تركتها منكسرة ،ولعنتُ تلك السنين التي أخذت صحتها ولم تأخذ ذكرياتها ،

أنا الان بحاجة لإيقاف نزيف قلبي …لم أنم تلك الليلة ،بل بقيت أنسج من خيالي نهاية سعيدة لها حيث شعرت بأني سرقت  أعزّ مالديها ٠

—   رحمك الله جدتي …وآسف لإن وقتنا معاً كان قصيراً ، وإن سُرك سيدفن معي ٠٠٠٠٠


وحشة الغروب ............... بقلم : لطيف الشمسي // العراق






قلبي...

ناي حزين

ملآن بالثقوب

امرأة ثكلى تنوح

بين القبور

حتى يسدل الستار

عن ضوء النهار

وينشرالظلام عباءته

 السوداءعلى الدروب

ترجع خائبة

......خاوية

تتعثر أقدامها بوحشة الغروب

التابوت الملعون ............. بقلم : عبد الغني أبو عريف - مصر

   


عندما يفقد الإنسان منا حلم عمره وأمل حياته تتساوى عنده كل الموجودات ، ولا يبقى فى القلب مكان لشيء ! وهل بعد موت الحلم الذى كان يملأ القلب شيء آخر ؟؟

   فكل منا عاش حلما لم ولن ينساه ، مهما جرفتنا الدنيا فى تيارها ، ومهما ارتفعت حياتنا فوق القمم الشاهقة أو انحدرت بها الأيام الى جوف الكهوف الرطبة المظلمة ، مهما حدث ، يبقى داخلنا جرح الحلم الذى لم يتحقق، وحلاوة الماضي وذكراه ، داخلنا تبقى دائما ذكرى الحلم القديم ، ذكرى اللحظات التى جاد بها الزمن ومن بها علينا ، حيث ارتفعنا الى علا السماء مع وردية الأماني تاركين أرض البشر ! ، ارتفعنا مع شفافية الحلم ونقائه وطهارته ، مع ملائكية النفس وشفافيتها ، مع نبل الغاية التى تتفوق على طهارة قطرات المطر قبل أن تختلط بتراب الأرض !! دعونا نعترف لأنفسنا : من منا لم يعش حلما ؟؟ من منا لم يعش خيال أمانيه ؟؟ من منا لم ترتجف يده وهو يضعها فى يد الآخر ؟ من منا لم تَتُه منه الكلمات وهو يطالع وجه الآخر ؟ كاذب كل من ينكر هذا ، فعمرنا الحقيقي الذى عشناه هو عمر حلمنا ! عمر أمانينا ، عمر حبنا ، عمر الطهارة والبراءة والنقاء ، عمر رجفة القلب وارتعاش الأيدي وفرحة العيون عند ملاقاة الحلم ، نحن الآن نكذب على أنفسنا ونعيش بها فى وهم كبير ، نكذب على أنفسنا – قبل مستمعي حديثنا – مداراة لجرح الأماني التى عشناها ولم تتحقق ، هذه المداراة وهذا الكذب هو التابوت الملعون الذى نضع أنفسنا فيه لنتخلص من عذابنا ، كي نهرب من واقعنا الممتلئ مرارة وحزنا ، هل هناك مأساة اكبر من هذه الأوهام التى نعيشها ؟ لا أظن !! .