أبحث عن موضوع

السبت، 3 أبريل 2021

مـــلامح فـي الســـماء ............. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق

أرى ملامح قريتي من بعيد في نجوم سمائها ،إن فجيعة الرقم المشؤوم وقهره ،من رماده ثبتت الخرائب ،تتبدد صورتها عند بحلقة العين

يتمدد ويصدح القلب حين يلمسها ،ما ذا أرى يا قريتي ،شوامخ اندثرت

جثث بل رؤوس ،أكّف متضرعة مقطوعة ،الهوان يغطي النجوم ،تناثرت أحلامها ،عشاء عبر طريق ممتد طويل على جانبيه دماء وأشلاء ،لم يبقَ غيري على كتفيه الحزينين ،عناء يطاردني ،أفتش عن إنقاذ ،حزني قريب من السماء ،طال ارتحال دمي ،صليت ،لم تستطع النصال سفك دمي عدت بعد عناء مع الريح لقريتي ،ما لبثوا أن قطعوني بسكين الحقد ،أشجار الحقد في قريتي تنبت ظامئة ،تسعى بأوردة البؤساء العرايا ،انطلقت يرافقني سفري الدموي ،سيف الجلاد على عنقي ،كلما صحوت من غربتي

فصل رأسي عن جسدي ،يتركني جثة لا تطيق  ،الحياة لا تأبه للموت

جسمي ينزف دما في كل درب في كل ميناء ،أتفاجأ بالليل في قريتي

وبالشمس في غربتي ،تتكوم أطفالا  ،تريد العبور الى الفجر ،يؤرقني الشوق ،يلعب ما أبقت الريح من جسدي ،تتوهج روحي حنينا ،لِقريتي الشمس ،أخلع آدميتي ،أصير طائرا يتسلق ،صخور الموت كل يوم

أنقر على نتوءاتها ،باحثا عن منفذ منه أتسلل لقريتي ،تمتد المسافات

ينزلق دمعي  على صخرات البعد ويتكسر ،ترسم أمواجه ظلالا على الأديم ،لم يعد لها صدى ،عين الأهل لم تتجسس  ،الطريق ما زال ليلا بلا فجر ،نامت النجوم ،وجهي بمقبرة الصمت ،حتى فاق القبر ولوجه في صمت أبناء قريتي ،كانت حناجرهم تتحدى  السيف والظلام على مقتربات الخوف ،يستدفئون بأنفاسهم في ليالي الشتاء ،يعدّون من حرارتها قبلا وأغنيات للعشق ،ضاع وجه شبابي وكهولتي  ،بحثا في عقيم التاريخ

عن لون أبوابها وأزقتها ،عدت على مهرة أصيلة من تراب الزمان القديم المشروخ الى الزمان الجديد ،أعبر النهر ،أجتاز الصحراء ،تتلألأ عيناي أنجما ،لم تكن أبصرتها قبلا...


العراق/بغداد

26/3/2021

"زجاجٌ مُعتَمٌ.." قصة قصيرة ........... بقلم : علي البدر // العراق

 



- صُوَرُكَ تملأ الصحف وأنت في بداياتك.

- تفاؤلكِ أحبه. يوقد ناراً وسط ناري..

- طموحُكَ!

- مابه؟

- قد ينهيكَ أو.. يقتلك.

- غريب. كلام لمْ أسمعْهُ منكِ، زوجتي الحبيبة.

- أخاف عليك من الفشل والإحباط. أراك حائرًا وربما تائهًا وأنت وسط طوق بشري يحميك وخدم يصعب عدهم يداريك وسيلُ أموالٍ جارفٍ وأنتَ....

- أكملي. كلامٌ في عينيكِ لم تقوليه.

- لا تعرفكَ شوارعُ المدينة ولا ناسَها. ماذا ستفعل في أيامك القادمة؟

- الآن فهمت سبب تشاؤمكِ. إن لم أفُزْ ثانيةً، وهذا مستحيل، نَشُدُّ رحالنا من حيث أتينا. وطني الذي أقسمت على الوفاء إليه بانتظاري. 

- لقد تعودتُ العيش هنا. طفولتي كانت هنا ولابد من إعادة حساباتك. لا أريد الخسارة. لابد أن تعيش بين الناس وتفهم معاناتهم ليكون القادم كما نريد.

- مستحيل. يمضي الوقت وأنا مشغول في توقيع الكتب الرسمية التي أتحمل مسؤوليتها كوزير لوزارة مهمة كما تعلمين.

- وأنتَ في سيارتك. أنظر إلى الناس على الأقل يا ... معالي الوزير! لن تكون وزيرًا ثانية أبداً.

- تشاؤمك يقتلني.. الناس.. الناس.. للمرة الألف أكررها. وها أنا أعيدها ولآخر مرة. أفهمت؟ لآخر مرة. كيف أرى الناسَ وزجاجُ سيّارتي مُعْتَمٌ؟

قرار ............. بقلم : أحمد خلف نشمي // العراق




 ليس هناك

من يستحق الانتظار 

لذلك قررت

أن اعيش دون رزنامة مواعيد 



كتاب انا ............ بقلم : اياد الراجحي // العراق

 




كتاب انا

تتصفح أوراقي

تقرأ عذاباتي

تسلب من صوري

كل الأحاسيس

تهزأ بدموع قصائدي

التي عانت مخاضات الزمن

لا تكترث لعواصفي

تدعني أرحل حاملاً احزاني

مثقلة حقائبي

بقصائد لن ترى النور

حبيسة كتاب

يفقد صفحاته

 كوردة يابسة

تسلبها الريح أوراقها

ورقة... ورقه

ولكنها رغم العواصف

تبقى عطرا

يلثم انوف العابرين.!!

فقراء الأمل.............. بقلم : بتول الدليمي // العراق





على مساند الغيث

يتكئ  فقراء الأمل 

تراودهم أضغاث أحلام 

 ما زال  لها صدى

ولسعات سياط

توقظ لذة النعاس

 يحتمون بسرابيل مهترئة

 لا تقيهم قيظ الأمس  

وأقنعة يتناثر حولها

رماد جثث ما زالت

 تمارس لعبة الإختفاء

كي لا توهم الشمس

أنَّ الضياء ما عاد

يخطف أنظار 

الحالمين..

الجسد باعتباره قيمة جمالية وفنية تأملات في تأملات الفنان والمبدع المتميز: يوسف سعدون ... بقلم : العلمي الدريوش _ المغرب

 .....          

  

          

 




 استمعتُ لبرنامج تأملات بإذاعة طنجة الجهوية.. كان ضيف التأملات فنان ومبدع له وقع خاص في ذاكرتي ووجداني هو صديقي يوسف سعدون. كنت أعرف الفنان منذ مراحل الشباب الأولى، وتلمست فيه مبكرا ملامح مبدع كبير بعمق ثقافي وإنساني متميز.. كان يهتم بنصوصي الشعرية وكانت بيننا جلسات، ولا زالت لدي بعض لوحاته على الورق كانت نتاج تفاعله الجميل مع بعض كتاباتي.. ثم باعدت بيننا ظروف العمل ومعارك الحياة، لكني بقيت متتبعا ما أمكن لبعض مساراته الإبداعية عن بعد . وما أن استمعتُ لتأملاته بإذاعة طنجة واستمتعت بها حتى أيقنت أن تحربة الفنان والمثقف قد اختمرت واكتملت فعلا ، وأن تجربة الرجل الفنية جديرة بالاهتمام والدرس للكشف عن بعض سماتها وملامحها الجمالية والفكرية لوضعها في المكان المناسب لها ضمن تطور الفن التشكيلي المغربي المعاصر.

  كان موضوع تاملات هذا المبدع طريفا وعلى غاية من الأهمية، وهو حضور الجسد في الإبداع الشعري والأدبي والفن التشكيلي. وتتطلب مقاربة هذا الموضوع عمقا فكريا وفلسفيا وثقافيا وجماليا قلما يمتلكه كثير من الأدباء والفنانين.

  انطلق المبدع  يوسف من تحديد تصوره للجسدالذي لا يقدره الكثيرون حق قدره،  في حين أنه قيمة مادية بأبعاد روحية فكرية وجمالية. وأريد أن أوضح هنا وأغني تأملاته المكثفة والموجزة والتي تشبه ومضات مشرقة وخاطفة.

   إن طبيعة علاقاتنا بجسدنا خاصة وبالجسد عموما طبيعة معقدة ومتشابكة يتداخل فيها عمقنا الفكري وتكويننا النفسي والاجتماعي والديني.فالأحمق يهمل غالبا جسده حيث تكون هناك شبه علاقة انقطاع بين العقل والجسد وفي أحسن الأحوال علاقة مختلة.. ورجل الدين الراقي روحيا يحرص كل الحرص على نقاء جسده .. والمرأة عامة باعتبار تكوينها النفسي الممتلئ بالأحاسيس تولي عناية خاصة لجسدها .. والرياضي المهووس نفسيا والمحفز اجتماعيا بتحقيق الألقاب يهمه بالدرجة الاولى صلابة جسده وقوته.. وهكذا يتعدد ويتنوع ويتمايز إحساسنا بأهمية الجسد..لكن هذه العلاقة الخاصة لا يتم الكشف عنها بوضوح عندما تخرج إلى مجال التواصل عبر قنوات الإبداع والفكر والفن.. فبانتقالنا بالنظرة إلى الجسد من مستواها الطبيعي إلى مستواها الثقافي تتبدل الأمور.. فقد يضاف إليها كثير من السحر والبهاء ، وقد تتعرض إلى الهجوم والانتقاص لتغدو من أشد أنواع الطابوهات.. فالجسد الذي قد نتحسسه في خلوتنا ونرتعش أمامه لهفة وإعجابا عندما نريد أن نتحدث عنه أمام الآخرين نخجل ونتلعثم وقد ندخل في تناقض مع طبيعتنا فنهاجمه أو نحتمي بشعار القدسية والعفة ونتنكر له.. ولهذا كان لا بد للجسد أن يحضر في الإبداع والفن بحالات وأشكال مختلفة.. ويؤسفني أن أقول إن كثيرا من الأعمال الإبداعية والفنية قد استلهمت ووظفت الجسد بشكل تلقائي وسطحي دون الصدور عن رؤية وموقف واضحين يعكسان وعيا فكريا وجماليا فبالأحرى عمقا فلسفيا. وفي المقابل نقف أمام إشراقات راقية تظهر لنا أن صاحب العمل لم يوظف الجسد كمادة دون أن يفكر في قيمتها وزاوية نظره إليها.

   لقد لامس الفنان يوسف طبيعة حضور الجسد في الشعر وفي الفن أيضا انطلاقا مما يوفره كل واحد منهما من أدوات جمالية وفنية.. فاللغة تميل بنا نحو التامل وتوفر إمكانية للتحليق بالجسد في عوالم روحية ونفسية قد تحطم قيود الزمن والمكان ومنطق الواقع.. وأما الفن التشكيلي فله طبيعة مادية وتجسيدية يظهر فيها الجسد بأبعاده المادية مهما حاولنا إدخال تغييرات عليها. إن إكراهات كل فن وقيوده - عندما تصبح عملية واعية - قد تمكننا من الإبداع في حدود الممكن وتجعلنا نهدف إلى البحث عن بدائل وتوليفات جديدة تخرجنا من الرتابة والاجترار إلى أفق التميز والابتكار. ولهذا قدم لما الصديق الفنان لمحات عن رؤيته الخاصة انطلاقا من تجربتيه الشعرية والتشكيلية.

  أحيانا ينصت الشاعر إلى جسده بصدق ويرى ما تحمَّلَه جسدُه من أجله، فيحن إليه ويصرخ  في وجه كل أشكال العدوان عليه . وقد عبرتُ عن هذه التجربة في إحدى قصائدي بصرخة عميقة:

جسدي أيها القتيل

يا هودج التشظي 

واندحار الفراشات في حقولي

ما الذي للشهداء عني وعن بلادي أقول.

                                     .......

من رماد ضلوعي 

والروح خارجي تشتعل

أستعير البهاء من الحرف 

أشاكس بالحرف عريي وجوعي 

ينمو بأغوار القلب دلال

لامرأة تطير بين فجاج الجمر

لتبني بأغصان جراحي 

أوكارا للألم.

    ترى كيف كان سيتعامل الفنان مع مثل هذا الإحساس والنظرة إلى الجسد؟ 

شكرا صديقي يوسف وقد فتَحَت تأملاتُك شرفة لتأملات أخرى. فكم كنت أصيلا وانت تنظر إلى الجسد كقيمة فكرية وجسدية جديرة بالاحتفاء والتصدي لكل الطابوهات التي تقف بنا عند عتباته وتكبل خيالنا وروحنا عن الغوص في أعماقه بحثا عن الأبدع والأعمق فينا لاقتناص لحظات نادرة.. وشكرا أيضا لدعوتنا إلى الحرص على سلامة وجمال ابداننا لأن جمال الروح من جمال البدن.


  


القنيطرة: 15 مارس 2021

حدیث النفس ............ بقلم : دلشاد احمد // العراق

 



یؤرقني اسمه

حینَ تٲتي عتمة اللیل

یزدادُ نبض فؤادي

هل في الخیال

یتحقق الوصال

وٲصلُ الی مُرادي

ضمیري يؤنبني

لماذا تركته وحیداً؟

حدیث النفس یؤلمني

وحتی الشوق یعاتبني

عندما ٲقفُ ٲمام النافذة

البلابلُ ساكتة

ولا ٲسمع شدوها

ٲری الفراشات حزینة

والوردة ٲخفت وجهها

لٲنها مهمومة

القمر لم یظهر

بلباس الجمال

والنجومُ لاتمنحني ودها

حینئذ عرفتُ

ٲنني ابتعدتُ

 عن ٲرض الٲمل

ولٲنني تركتُ هذه الوفیة

قيود الحرية ............ بقلم : عيسى حموتي _ المغرب




 كما يرى النائم في الحلم، 

رأيتني طوقا حول عنقي

وفويق الكعبين العقال استقر

*

في موضع السوار  من يدي أصفاد

  وأنا فرح جذلان 

عن ابتسامة عريضة ثغري افتر


داخل محيط قيده، وبين شوك أسلاكه

مر بي طيف منهك يزحف 

نظر إلي مليا  واديم وجهه اكفهر


 وقال بصوت تخنقه حسرة:

هنيئا لك بما أنت فيه من حرية

 اغبطك على نعمةلا ينالها إلا من بنفسه بر


عاش مرتاحامن عرف حدود الحرية

عند الإشارة يوقف  العجلات

 حتى إذا ما جاز الغير  مطمئنا، واصل  واستمر



لا تعبث بي أيها الرماد ........... بقلم : سلام العبيدي // العراق

 نحن الذين أفرطنا في تعتيم الوقت  .. فأغرقنا  شواطئنا بهوامش غامقة ..حاولنا ان نضيء أيامنا الغافلة .. لكن الحكاية التي قيلت لنا .. كلفتنا الكثير من الحماقات والوهم .. نجري خلف وميض المطلق الطاعن بالفراغ الوعر .. دون أن نلحقَ بشيء .. 

لا تعبث بي أيها الرماد 

فلا أحد يواسيك .. 

لو عصف بك الحظُ الآثم ..  

أو تنصت لنصفك القمري الصدئ ..

والنصف الفاقع الذي

ضاع في زحام النشيد .. 

أقيمُ الحدَّ على موت بنفسجة .. 

قبل ولادة القزح الحزين ..


لا تعبث بي .. أيها الرماد

فلست من أهل هذا الغناء 

ولا من سكان هذا القطار 

أنا ابنُ المرايا والخيال 

والحصادُ الذي لم ينضج بعد ..

سيرتُنا المتأخرة .. لا تقرأ تأريخَ القمح ..

أكملُ في أنفاقِ المشيئة العارية 

هزائمَ روحي ..

أنجزُ أشيائي .. وبعضَ هفوات الليل 

مقيداً بصراخٍ صامت ..

لا أُسامحُ جسدي المثقل الخطى ..

والوقتَ المرادف للخذلان ..

كأني خارج الرحلة ..

لا يبحث عني أحدٌ في زجاج الماء 

ولا شيء يشغلني .. في السطر الأخير 

ما وراء الإنتظار .. 

انا أرجوان النبيذ

تنقصني إضاءة عينيك 

لأعرفَ كيف أقرأُ  غرقي 

أو أتساقطُ ميلاداً آخر  

حين يقدحُ صوتُك الملائكي 

في برجِ روحي ..

—————-

١٨-٣-٢٠٢١

بغداد



الدروب مقفرة ............ بقلم : عبد الكريم الحسون // العراق

 




الدروب مقفرة

لم تعد مرتعا للخطا،

وانغام الضحكات تلاشت

وحل محلها الانين

الوجوه متعبة يعتريها اصفرار

قد طلقتها البسمة منذ سنين

الاجساد منهكة

نسج عليها بيوته عنكبوت التعب

تبحث عن صيد

لبطون اطفالها الخاوية

لم يكن الدهر معها منصفا

يعاملها بقسوة

لا يرضخ لطلباتها

مجدودب العاطفة مثل صخرة لا تلين

عواصفه تحمل غبار البؤس

واشواك الشقاء

ويوغل بالتلذذ على سماع انغام آهاتها

في حفلات الحرمان

حيث الجراح تقرع طبول الوجع ،واللوعة

تغرس انيابها في قلوبهم الآيلة للسقوط

في هاوية الانكسار..

29.3.2021

ومضة .............. بقلم : جلال ابن الشموس // العراق



 كل ما فيك يجذبني… 


إلا ظنونك، 

هفوات بددت أحلامنا.!!!



قديسة الحرف .............. بقلم : فاطمة الشيري _ المغرب

 


الليل ارتدى قدها الخجول.

فأدخلته معبد صفاء الروح.

نفحات طيب سمت في العلياء 

أثملت حنينا بعثره الغياب.

المفاتن عرتها تضاريس الأيام .

  على شرفة الزمان عرش الياسمين   بين الضفائر.

في غفلة عن سواد العيون. 

 رددالنبض  تراتيل فجر أزاح ستارة الأمس.

فُكَّ العقدة من اللسان...

الحبر من دمع المآقي انساب صارخا:

لا أنحاء لغير البياض.

عزة النفس رأس مال

عشاق  الحرف.

وسام الفخر جثا على الصدر

 و الهذيان يسكب القوافي.

رحماك يا قلب

لم يبق  سوى

البوح أو الموت.

30/3/21

لن أفلت يدك ........... بقلم : هاشم شويش // العراق


    كطفلة يحملها الموج

    أضحيةً للبحر

    كلما أمسكُ يدها تفلتها

    وكأنها تشتهي الغرقَ

    ما زالت طفلة لا تعرف مكر البحر

    وما زلت ماسكاً بيدها

    حتى الساحل

                     


      

بقايا زمن ........... بقلم : سعد النوري // العراق



حصيلتي..،

من بقايا هذا الزمن

وكل ما أملك

أوراق مبعثرة وأقلام

ملعثمة

أحتضنتها.. حافظة

اوراقي البالية

أوراق.. صنعت

منها زوارق أحلامي

وأقلام.. أخرستها

قسوة الأيام

هذا.. بعض ماعندي

وتلك هي هواجسي

لم.. يبق لي

من الأحلام مايخضر

فقد يبست أعوادها

سأظل..، 

 أنا وحافظتي

نحتضن الشواطئ

نصنع قوارب أحلام

بلا أشرعة



يوميات تشرينية ............ بقلم : باسم العراقي // العراق





وجوه الارتقاب .. محلقة العيون 

صوب بؤرة الوجوم الراسم اصداء الآتي في

زحمة كواتم تواريخ الحبو بين جدران الحلم ..

كان يبتسم

وكنت ادغدغ خصلات خجله

ويضمنا الرهان

.. كان يدلف تحت ضلوعي

وصرت أُقبِّلُ فراشات قهقهات سكِينته في حضن حَنوي

ويهرب المكان

...فإذا ... ويتشظى الزمان

 ...سأكون الوعد

ويكون آخر انسان ../ النهاية بهتان


قال الفيلسوف رؤية يكتبها ويقدمها لكم : علي حزين _ مصر




محاكاة للبرنامج الإذاعي الذي كان يقدمه الأستاذ سعد الغزاوي والأستاذة سميرة عبد العزيز .. ويخرجه الأستاذ/ إسلام فارس .. وتأثراً به.. أقدم لكم على غرارة 

                    

                    قال الفيلسوف ... الحلقة الثالثة عشر عن الكتاب ..   

كان لي صديقٌ فيلسوف ... بأقوال الحكماء شغوف ... سألته يوماً عن .. 

ــ يا فيلسوف ماذا تقول عن الكتاب وفي الكتاب .. 

فقال الفيلسوف , عن أي كتاب تسأل يا بني .. 

ــ عن الكتاب عموماً يا فيلسوف .. 

ــ اعلم يا بني أن أفضل الكتب واشرفها على الإطلاق هو كتاب الله عز وجل الذي أنزله على نبيه ورسوله محمد عليه أفضل الصلاة السلام وهو المنقول ألينا تواتراً والمعجز بلفظه ومعناه والمتعبد بتلاوته والمتحدى بأقصر سورة من سوره الموجود بين دفتي المصحف من أول " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الي آخر قوله تعالى في آخر سورة الناس " من الجنة والناس " ثم يأتي بعد ذلك الكتاب الذي حوى الصحيح من أحاديث النبي المختار عليه افضل الصلاة والسلام ــ صل الله عليه وسلم ــ وذلك من أحاديث صحيحة .. ثم يأتي من بعد ذلك سائر الكتب كلاً على حسب مكانته ونفعه للبشرية والإنسانية جمعاء .. 

ــ فتح الله عليك يا فيلسوف , ولكن قل لي يا فيلسوف 

ــ أقول ماذا يا بني ..؟ 

ــ قل لي لماذا انصرف الناس عن الكتاب في هذا الزمان الي غيره حيث  وسائل العصر الحديثة .. ومغرياته الحثيثة ؟!! 

ــ لا شك ولا ريب أنها لغة العصر وأدواته ومتطلباته إلا أن الإنسان لا يمكن ولا ينبغي له أن يتخلى عن الكتاب , ولأن الإنسان يا بني بطبعه ملول الا من رحم ربي فمن الناس من يحب الكتاب ويقتنيه ويبلغ في سبيله وفي سبيل الحصول عليه الغالي والنفيس لما عرف له من نفع ومنهم من يراه غير ذلك .. 

ــ ولكن يا فيلسوف الكتاب لابد منه , ولا مفر عنه , مهما أغرانا العصر بوسائله الحديثة , فالكتاب يا فيلسوف هو الصاحب المخلص النافع الصدوق وقد أحسن من قال .. " وخير جليس في الزمان كتاب " .. أحسنت وأحسن شاعرك يا بني هو كذلك .. ولذلك ترى العالم المتقدم ابتدأوا من حيث انتهينا نحن 

ــ فعلا يا فيلسوف أصبت هم أخذوا منا كل العلوم وأخذوا عنا , وبدأوا من حيث توقفنا نحن لذلك تجدهم اليوم في الصدارة .. 

ــ ولكن قل لي يا فيلسوف كيف كان أسلافنا الاوائل يهتمون بالكِتاب والكُتَّاب ..

 ــ اه يا بني لقد بلغ من سلفنا الصالح أنهم أول من جعلوا للكتاب مكاناً مخصص له وسموه ببيت الحكمة وبذلك تكون أول دار علمية اهتمت بالكتب أُسست في عهد هارون الرشيد وكان مقرها في بغداد

ــ هذا ما كان يخص الكتاب والكتب فماذا صنع سلفنا الصالح بالكُتَّاب والمؤلفين 

 ــ في قصتي إجابتي اسمعها يا بني

ــ  قل أسمع يا فيلسوف  

ــ يحكى بأن المأمون في العصر العباسي الأول حين تولى الخلافة أصدر فرماناً أميرياً بمقتضاه أن كل من ألَّف كتاباً في فن من فنون المعرفة أو ترجمه من لغته الأصل الي اللغة العربية أعطاه وزنه ذهباً..

 ــ ذهباً يا فيلسوف .. أجل يا بني ذهباً خالصاً عيار واحد وعشرون 

ــ يا سبحان الله فما بالنا نحن في هذا الزمان لا نهتم لا بالكتاب ولا بالكاتب في هذا الزمان , وهذا العصر والاوان .. 

ــ لنا الله يا بني .. 

ــ ولكن قل لي يا فيلسوف كيف نعود إلي ما كنا عليه في القديم وفي سالف العصر والزمان , وكيف تعود لنا الصدارة والريادة كما كنا في الماضي القديم , ويكون لنا السبق في كل شيء 

كما كنا يا فيلسوف 

ــ يكون لنا السبق ونعود إلي ما كنا عليه في القديم وفي سالف العصر والزمان .. حين نرجع الي كتاب ربنا وسنة نبينا ونهتم بالعلم والعلماء , ونقبل على الكتب ننهل من معارفها ونتيمم حياضها ومواردها العذبة كما كنا.. أنسيت يا بني أن أول ما أنزل من عند ربنا هو قوله تعالي ( اقرأ ) وقول الله تعالى وهو يطلب من نبيه أن يدعوه بقوله .. (وقل ربي زدني علما ) 

ــ صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين 

ــ ولكن ماذا تقول يا فيلسوف في من يعرض عن الكتاب وعن العلم والمعرفة ماذا يكون جزاءه  , وكيف يكون حاله .. 

ــ يا بني هذا أمرٌ شرحه يطول وأنا الليلة مشغول 

ــ وأنا بكل الحب والمعرفة بمشاغلك الليلة أقول .. إلى الغد إذا يا فيلسوف



تمت الخميس 25 / 3 / 2021 

طهطا ــ سوهاج ــ مصر

زهرة القلب ............ بقلم : شاكر محمود الياس // العراق




مهما أحاطت بك 

الأشواك يا زهرتي 

القلب يعانق الخدود 

ولو سالت منه 

ينابيع من الدماء 

الحب غزى تغلغل 

جوارحي سكن الأعماق 

شفاه الورد أن 

أرتوت لا تموت 

مخضرة حدائق الروض 

كأن بها سحر 

الجمال فواحة بالأريج 

وأنا ذاك الصب 

مغرم فؤادي الأليم 

كم قالوا تريث 

قلت كيف للروح 

أن تتجاهل وتطيع 

هو انا وأنا هو 

لم يعد بيننا 

حيز أو فراغ 

ومن غيره عزيز 

طيب ناعم الملمس 

بهي الطلة كالشمس 

كلامه شهد لذيذ 

طبعه ودود أليف 

أحبه دون الورى 

كم أنا سعيد الحظ 

الله ما أروع هذا الأرتباط 



٢٥/٣/٢٠٢١

لأول مرةٍ ............ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق



لأول مرةٍ


 في حياتي 

لم تفض عيناي من الدمعِ

في أوديةِ الشعور

طيفُكِ  الوحيدُ هو المستفيدُ

من انفعالاتي  ،

الفيضانُ أنتِ

يا كلَّ الأنّهارِ الجارية 

في الفراديس 

اسقي فيافي الحزنِ 

لترتقي في غيابكِ انثيالاتي .

لأول مرةٍ

 في حياتي 

عيناي تحتفظانِ  

بصورةٍ مطبوعةٍ 

حتى أصبحتْ عرجوناً

فيها أحسبُ مواقيتَ الأَهِلِّة . 

كلّما يهيجُ الشغفُ 

وجهكِ يبزغُ من صندوقِ التحميض

والحَسرةُ تطبعُ 

الملامحَ ، الوجناتِ ، البسمةَ الثابتة ، والمعنى الصحيح . 

لأولِ مرةٍ في حياتي 

عرفتُ مدى العلاقةِ بين الصراعِ والبقاء ،

 فالقُبّلةُ المحفورةُ 

في ذهني رغم انفرادها بي

ولدتْ منها مئاتٌ 

في عمرٍ واحدٍ .

كلّما أراكِ من بعيد 

كنتِ تخبرينني  

أنّكِ تعيشينَ وتقتاتينَ على لقطاتٍ من لحظات 

لأجلِها تحيين البدايات ..



البصرة /٣٠-٣-٢١

حُبٌّ بَعدَ فَواتِ الْأَوان .......... بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق





هَرِمٌ

على عَتَبَةِ كُلِّ يَوْمٍ

تُعَرْقِلُهُ

سَواعِدُ الْعِتاب

تَأَخَّرَ الْمِشوار

وَأُغْلِقَتِ الْأَبْوابُ

عَنِ الْإِياب

قَلَمٌ اعْتَنَقَ الْهوى

وَبَلَغَ في الْكِتابَةِ

حَدَّ النِّصَاب

زَغْرَدَةٌ

خَجِلَتْ مِنْ فِعْلِها

عِشْقٌ بِدونِ عُرْسٍ

وَقَيْسٌ

عُلِّقَتْ على عُنُقِهِ

شُؤْمُ الْغُراب

الْعُمْرُ

عَوَّجَتْه الْهُموم

فَما عادَ يَليقُ بِهِ

أَيُّ نَوْعٍ مِنَ الثِّياب

حُبٌّ

وَقَدْ عَزَمَ نَفْسَهُ 

بَعْدَ أَنْ فاتَ الْأَوان 

أَمِنَ الْقَدَرِ

أَنْ يَبْقَى اسمي

على سِجِّلِ الْغياب

سَأَسْتَمِرُّ و أكْتُب

لَعَلَّ التَّأْرِيخَ

يَحْسَبُني يَوْماً

حاضِراً

فَيكونُ لِيَ الْواقِعُ

وَلِيَ الثَّواب

********

      ٢٠٢١/٣/٢٨

عُواءُ جُرْح .............. بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل _ المغرب



أنْتِ غيْمَةٌ

وأنا الرّيحُ

أمْشي إلَيْكِ

وأنْتِ مَعي..

أمْشي مُحاطاً

بِكِ كالْهَواءِ.

لَمْ يَعُدْ فِي

جسَدي مكانٌ

مِنْكِ شاغِرٌ.

وَلِيَ فِي كُلِّ

نَأْمَةٍ مِنْكِ..

مَخْدَعٌ وسَريرٌ

وأَبْهى قِلاعي!

وعِنْدَما أَهمُّ بِعُرْيِ

ساحِلِكِ الْمحْمومِ

راقِدَةً أمامي

 لا أرى الا..

سَرابَكِ الأعْذَبَ

كأَنْ لَمْ تَرَكِ الْعَيْنُ

كأنّكِ نائِيَةٌ دائِماً

أوْ كأَنّني..

لَن ألقاكِ أبداً!

وأخَذْتُ أعْوي

كأرْمَلَةٍ وطِفْلِها

عَلى حُلُمي

الْمَوْؤودِ فِي الْمَهْدِ.

لَمْ تقُلْ ساقِيَةُ

الْحانِ شَيْئاً وكانَ

كُلُّ مَجْدي يا امْرأَة

أنَّني حاوَلْتُ!..

وما زِلْتُ أُحاوِلُ

عَسى أنَ تَرْضى

الْقَصيدَةُ أوْ تُطِلَّ

مِنَ الْخِدْرِ مَعَ

أقْمارِها الْبيضِ

مَحْلولَةَ الشّعرِ كَإِلهَةٍ

لِتَحْظى بِحُبّي

وأحلامي الملكية 

وقصور آمالي..

لأنك في وطني

جنتي الأخرى..

وفي قرآن عشْقي 

لسْتِ كَكُلِّ  النساء.




ياسيّدَ الخراب أنتَ .................. بقلم : بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية




منذُ زمنٍ سحيقٍ

وأنا أسكنُ دمعتي

لا أغادرُها أبداً

وهي لم تتخلَّ عنّي

حتّى في أشدِّ حالاتِ

الفرحةِ العابرةِ

عنوانيَ الدَّائمُ

الذي لم أغيّرهُ قط

دمعتي المتدفّقةُ

بالنارِ والحسرةِ

كتبتُ على بوّابةِ أيّامي

من هنا مفارقُ الغربةِ

تبتدئُ وتمتدُّ

إلى أقاصي الاختناقِ

حجرٌ يتكسَّرُ في دمي

ماءٌ يتصلَّبُ في حنجرتي

وصحارى قاتمةٌ تعصفُ

في صوتي

وأكداسٌ منَ الانتظاراتِ

ترقدُ في قلبي

أَفرد ْ لي ذراعيكَ يا حزنُ

يا أبتي

الذي تربَّيتُ في كنفِهِ

ليسَ لي غيرُكَ

لأَئْتَمنُهُ على دمعتي المُتَجَدِّدةِ

وحدَكَ مَن يتقنُ رعايتَها

ويسهرُ على تفتُّحِها

فلا تهجرني يا أبتيَ الصَّلبُ

وقد بدأتُ أولى خطواتي

وأنا أمسكُ أصابعَكَ

لا أعرفُ سوى الظُّلماتِ

لا أثقُ إلاّ بالأوجاعِ 

أنا ربيبُ الانهزاماتِ

نشأتُ في زمنِ الانهياراتِ

وحدَهُ الحاكمُ العربيُّ

مَن يستحقُ هتافاتي 

تحيا يا أميرَ الموتِ

يا سيّدَ الخرابِ أنتَ

يا قاتلَ الأحلامِ البيضِ

اغسل قدميكَ بدموعِ الأوطان

ليرتفعَ علمُ البلادِ

فوقَ الجَماجمِ *.


                 إسطنبول

علي البدر والمبالغة المقبولة The acceptable exaggeration في قصة "الأريكة" للقاص والروائي عادل المعموري



لقد ارتبطت الأريكة بالحياة البسيطة لعجوزين يجلسان عليها بصمت ،وسط حديقة تَكْسُرُ زقزقاتُ العصافيرٍ وأصواتُ الفخاتي حُجُبَ صمتها ليعيش الاثنان أوقاتًا مريحة هادئة، ثم يرجعان للبيت بهدوء وسكينة. ويحين اليوم الذي تموت فيه الزوجة ليبقى الزوج في وحدة قاسية محاولا التخفيف من حدتها بالجلوس ساعات طويلة مع خيال زوجته وكأن الموت لم يختطفها منه. وتأتي المفاجأة عندما اختفت الأريكة حيث اقتُلِعَتْ من مكانها بقوة. ويتعمق الأستغراب عندما يراها قرب قبر زوجته حيث يسأل الزوج الدفان عن الذي اقتلعها ووضعها جانب القبر تمامًا. وكانت الإجابة " للمرّة الأربعين ، أُأمرُ غلماني بحمل الأريكة ووضْعْها في غرفة مكتبي ..نعودُ في صباح اليوم التالي لنجدها في المكان نفسه قرب القبر ..ماحكاية الأريكة من فضلك ؟!".

     إن تكرار جلوسهما على الأريكة ولحظات الصمت أعطت فسحة من التأمل والغور نحو الأعماق وهما بهذا العمر حيث يغادر الأبناء ويبقى الزوجان يحاكي كل واحد منهما الاخر.. ياترى... لو غادرتُ الحياةَ ما مصير زوجتي في وحدتها وهل ستتحمل النكبةَ وهي بهذه الوحدة؟

 مشاعرٌ يَمُرُ بها كل زوجينٍ خاصة في المراحل الأخيرة من عمرهما عندما تكون المحبة النقية ونكران الذات قد بلغا مداهما طيلة حياتهما. ألزوجُ لا شيء يشغله سوى التفكير بنصفه الاخر الذي سيطر على وجوده تماماً وباتت الأريكةُ متنفسًا قويًا يمنحه دعما نفسيًا psychological support يزوده بطاقة عصبية قد تعينه على الصبر ومقاومة الوحدة. لقد وصل الحب بينهما أقصى درجاته، وعندما تكون بجانبه على الأريكة، فهي بأعماقه روحيًا فقد بلغت حالة تقمص الاخر empathy أعمق مستوياتها وباتت حياتهما المادية منعكسةً روحيًا ومسيطرة على مشاعرهما. وعليه، فقد حاول القاص عادل المعموري بما يتصف به من ذكاء لافت وحس وجداني، أن يكسبَ الأريكةَ بعدًا إنسانيًا ضمن عملية أنسنةٍ لافتة unique personification ليجعلنا نتساءل ونقول: عندما عجزت الأريكة التي عايشت اللحظات الوجدانية بين الزوجين على تحمل فراق إنسانة تركتها رغمًا عنها، فكيف يتحمل زوجها الذي عايشها كل هذه الفترة الطويلة؟ أجل قد يشعر الطير والشجر وحتى الحجر بلحظات الحب النقي والعاطفة السامية ونكران الذات بين الحبيبين. لقد أراد القاص والروائي عادل المعوري تحفيز بذور النقاء في العلاقات الإنسانية حيث الإمتزاج والذوبان الروحي الذي قد يولِّد حالة تخاطر فكري telepathy بين الإثنين، وما استغراب الزوج والدفان من إصرار الأريكة على البقاء قرب قبر الزوجة إلا محاولة لجعلنا نغور في إعماقنا، علنا نصل ولو لجزء من تلك المشاعر التي أنسنها القاص بعمق لتكون رمزًا للعطاء والوفاء. ياترى هل تنهضُ الزوجةَ مغادرة بيتَها الأبدي لتجلسَ عليها وتسامرَها لتشعرها بمعاناتها ومعاناة فراقها لمن بقي في وحدته منتظرًا يوم اللقاء الأبدي؟ تساؤلٌ لابد أن نجاوبَ عليه، ولكن.. بعد الغور في أعماقنا، الآن أو غدًا.. وربما في لحظاتنا الأخيرةِ ونحن نودعُ عالمَ الفناءٍ إلى عالمِ البقاء.....



قلت لك ام لا ................ بقلم : رياض جولو // العراق

 




قلت لك ام لا 

الوقت يداهم الموتى حفروا 

قبورهم 

بنصف يد مقطوعة 

هذه اليد 

لأحد آخر أيضًا 

كم مرة قلت لا تودع صديقًا تحت التراب 

الوداع بشع جدًا 

يمكنه النهوض متى ما شئت 

تغلي جسده 

في القبر على وداع لم يكن له 

إنما للآخرين قبل 

الرحيل 

الأبدي 

هنا دفنت آخر من قال للحياة

الوداع 

يلوح بعزف جديد على ناي 

الموتى 

أقترب منه فجأة جسد حي 

ليس له أسم 

ولا ذاكرة 

يتبعثر كله نحو الهاوية 

يلهو مع الريح 

أنا 

والموتى نرقص كل ليلة قبل مجيء الضيوف 

ففي البداية 

لم أكن على استعداد للرقص

أمام الكل 

يسخرُ الجميعُ على من لا يجيد 

الكثير من الأشياء

يجب 

ان تعلم او تموت وأنت ميت حقًا 

هنا 

لا تشعر بشيء 

لا حزن 

لا يأس 

كل ما عليك أن تجيدَ الأشياء بدقة 

ثم تنام مطمئنا ..



سبعون عامًا............. بقلم : بقلم : فيصل سليم التلاوي _ فلسطين




خمسون عامًـــا يا أخيـّـهْ أرنو لطلعتــك البهيـــــــهْ

وأخـــــط ألــف رســالــةٍ  في كل صبـح أو عشيّــه

طال انتظــاري، لا يـــدٌ  من وجدها تزجــي تحيــه

قـــيــسٌ أنا يا حلــوتي يرنو لليلــى العامريــــــــــه

قد جئت أقبس قبسةً من وهج ناركم الدفيــــــــــــــه

هي نظــرةٌ لو بعـــدهــــا أعشى وتُطفــأ مقلتيّــــــه

ما شفني ندمٌ ولاستقبلها نفسي رضيـــّـــــــــــــــــه

وسألتها : من أين هذا الحسن والريح الزكيـــــــــه

من أين أنت؟ سحــرتني قولي بربــك يا صبيــــــه

من أيّ أرض تنبت القامات من عز رماحًا سمهريه

زيتون هذي العين، نرجسها، ونظرتها الأسيـــــــه

"مرج ابن عامر" في الخدود ولون حنطته الشهيه "1"

وجمعت سحــر "دليلـــة" جنبًا لطهــر المجدليــــه

قالت: أصــبــت فإننـــي يا سائلـــي بنت القضيــه

في ساحة الأقصى ولدت وصنت جيرته الهنيــــــه

ورضعت من عنب الخليل، نقشته في ساعديـــــــه

بنت الروابي الخضر تعبق زعترًا أو "ميرميــــــة"

وكبرت تحرسني الشمائل والخصال اليعربيـــــــه

وحفظت أشعار الحماسة والقوافي العنتريــــــــــه

وهتفت حتى بُحّ صوتي بالأهازيج الشجيـــــــــــه

وأحلت كل هزائمي نصرًا وأمجـادًا أبيــــــــــــــه

ورأيت خيل الروم داستني حوافــرها الشقيـــــــه

وشهدت رايات المغول وهول زحف البربريـــــه

ولقد حززت ضفائــري لأذيقكم طعـــــم الحميّـــه

وصنعت منها للخيول أعِنَة النصر القويــــــــــــه

وصرخت ملءَ فمي فلسطينية نادت أميــــــــــــه

ورنت لرايات الجهاد وللسيوف المشرفيـــــــــــه

وهفا إلى حطين قلبيَ، بل لخيل القادسيــــــــــــه

وسخرت من هذا السلام وجدته أدنى مطيــــــــه

ورأيت فيه مكيــدة لا تنطلي أبــــدًا عــــليّـــــــه

لين الملامـس يختفـي في الناب منها ســم حيّـــه

سبعون عامًا والقرابين المباركة الزكيــــــــــــه

ودماء أحبابي تسيل ضحيةً تتلو ضحيــــــــــــه

نهرٌ من الدم والدموع أغوص حتى ركبتيـــــــه

هذا دمي وتقاتل الجلاد حتى مقلتيــــــــــــــــــه

فأنا فلسطين التي لم تحن هامتها العليـّــــــــــــه

كل الغزاة مضوا وعكا درعها أبدًا عصيـّـــــــه

سل عنه نابليون تعرف خزيه كل البريـــــــــــه

إذ رده "الجزار" مدحورًا وهيئته زريــّــــــــــه

بئس السلام فتاتهـــم والسلم سلــم البندقيـــــــــه



"1" مرج ابن عامر: أشهر سهول فلسطين

همسة ............. بقلم : خالدية ابو رومي.عويس _ فلسطين

بعض    الأمور 

تحتاج   لمسحة من 

        الجنون

 لتأخذ    مسارها    



السيد القمر .............. بقلم : كاظم الميزري // العراق





حملوا بثورهم الموبوءة 

لينثروها في الصحاري 

التي تزحف لتزدرد الخصب 

وبين صوت الطفولة الحالمة 

وصوت النذير 

اتسخت شهوة الحضارة الحولاء 

مثل تياما البابلية 

غادرتها الرغبة 

أكانت هناك لغة لاتصطاد إلا الحروف 

في صحراء أغلق بها بابي 

لأجل غاية جسدية 

حيث أبدية النار يلمحها البحر 

ماذا تفعل الصحراء بجسد 

حمل فزع الأنثى والسلاسل؟ 

راكضا على أسلاك الجغرافية 

بأقصى البطء 

إلى حيث تشقق الأمنية 

وتاويل الظلام 

انه يزيح الغموض 

بجرة قلم 

حتى صار يمضغ المقاهي 

ويستخرج ضجيجها 

يمد يديه لدرب الصعاليك 

ربما سنابله ستموت على حافة الرصيف 

يقلق حين يفلت الوقت 

مثل سراب 

ومن أجل الذين رحلوا 

سيكتب بحبر الدموع 

قانون الحياة 

لزعزعة الخوف رغم قصر المسافة 

فالوقت سرير من ريش 

وبقايا جثة العطر 

حبلى بالاجنحة 

عند منتصف السواد 

يجلس السيد القمر 

مع احجاره مع الينابيع المضيئة 

مع المراثي. . مع القيثارات 

مع الخواتم مع الطواحين 

ياسيد الاقحوان 

ياسليل الطقوس المقدسة 

لهبوبك هذا الفناء الطافح بالنواميس 

من أجلك اصافح كف الحنظل 

وفي الممرات ساعلن براءتي 

واهيىء الدموع والأناشيد 

واعتصر القلب مطرا 

اني الأن بلاظل 

حزني لابيت له 

فدعني أواصل رحيلي في الضوء 

ونغني آهات أرواحنا 

فلم يعد النهار 

يكفي لامتصاص لزوجة العالم 



تسع عجاف ............. بقلم : زهراء الهاشمي // العراق

 تسع عجاف 

والقلب يسعى

بين مروة الاشتياق

وصفا الحنين

تسع عجاف

وانا ألوك الصبر 

واترقب هلال العودة

تسع مرت ..

لم يهطل غيثك على

ارضي التي أجدبت

وأصابها البوار

ابيضت عيون الروح

والقلب كظيم 

من يلقي عليَ قميصك

لعل القلب يرتدَ بصيرا ؟

26 / آذار ...

بَراعِمُ التَّمَنَّي ................ بقلم : خالد حامد // العراق



عِنْدَ أَوَّلِ لِقَاءِ طُهْرٍ

أقْبَلَتِ الشَّمْسُ مُنْسَرِحَةً، تُخْيِطُ

عَثْرَاتِ دَرْبٍ لِأَقْدَامٍ تَائِهَةٍ

كُلُّ المَحَطَّاتِ فَارِغَةٌ 

يَرْتَسِمُهَا الزَّيْفُ بِرَمَادِ 

لَوْنٍ آسِنٍ؛ إلاَّ أَنْتِ، نَقَاءٌ 

مُنْذُ الأَزَلِ وَأَنّا الْمُثْخَنُ 

بِرَذاذِ أَمَلٍ عَاشِقٍ

بعَبَقِ لَحْنٍ سُوْمَريٍّ 

كُلَّمَا نَفَثَ صَوْتُكِ في رِئَتِي

أَتَدَحْرَجُ مُرْتَطِماً بِجِدَارِ حُلُمٍ 

كَهْلٍ، فَأوْقِضُهَا، بَراعِمُ

التَّمَنَّيَ؛ مِنْ وَسَنٍ عَمِيقٍ

فَأَنْزَلِقُ مِنْ جَيْبِ الْحُلُمِ كَمَاءٍ 

يَصْعُبُ جَمْعِي، مُغْلِقاً نَظَرَ

التَوَقُّفِ لِمُغْرَيَاتِ الطَّرِيقِ

فأَرْقُدُ تَحْتَ سَحَابَةٍ تَعْزِفُ 

اِسْمَينَا، فَيَبْكِي الْمَطَرُ عِنْدَ

أَوَّلِ التَّرَنُّمِ بأَدْمُعٍ سَخِيَّةٍ

تَقْتَحِمُني عَتْمَةُ التَّصَخُرِ 

دُوْنَ رِفَائكِ، فَتَنْسَلِخُ مِنْ 

أَخْيِلَتِي مَلاَمِحُ الْألْوَانِ

قَمَرٌ، بِسَمَاءِ وَجْهِكِ أكْتَمِلُ

كُلُّ الأَشْيَاءِ صَامِتَةٌ وَحْدَهَا

الصَّفْصَافُ يَعْزِفُ لِمَقْدَمِكِ

نَشِيدَ العَصَافِيرِ

فَيَنْطِقُ الصَّامِتُ 

مِنَ الأَشْيَاءِ لِجَمَالِ سِحرِكِ

سَيَّدَتِيُ وَأَثْمُلُ بِكِ عِشْقاً 

جَمِيلَةٌ كَبَغْدَادَ أَنْتِ

وَجُنُونِي فِي العِشْقِ عِرَاقُ




و أنا أصرخ في وجه الريح ............. بقلم : علي الزاهر _ المغرب

 




و أنا أصرخ في وجه الريح

يذكرني صدى حزني وهج النخيل

لا قافية تستقيم و لحن يطيب

و أنا أصرخ ملئ جنوني

تجتازني الآهات مثلما غيم 

عابر أفق هذا الغياب 

تروادني الكلمات في مسقط الحلم

لا أرى غير وقت يأخذني

إلى منتهى الأمنيات 

أسكب حبر أشجاني في كؤوس البوح

و أنا أصرخ في وجه الريح 

تكتبني القصيد على الرمل

أعود من شجني سيد العشاق 

و أنا أصرخ في وجه الريح 

أرسلت يدي بين الذكريات

باحثا عنك أبي

لم أجد شيئا ، أحمله بين ثنايا الأيام 

لا صرخة و لا لحظة 

يتوجني الحزني يا أبي

و أنا ، منذ نعومة حلمي

في منفى أيامي

بعيد عن صراخك ، همسك 

كأني يتيم و أنت تراقبني 

و أنا أصرخ في وجه الريح 

يذكرني جرحي ، قصيد اغترابي 


تنجداد المغرب

( أمّي ) القصيدة الفائزة في برنامج بوح الصورة بالمرتبة الثانية للشاعر الفلسطيني جهاد إبراهيم درويش





ولدي حبيبي  أنت روحي   والمنى 

وبك   السعادة    كلها   وبك الهنا

..

نفسي  فداك  أتشتكي من   علةٍ 

ليت الذي  تشكو  ليرضى  بي  أنا

..

إنّي   أحبك   من   شـغافي  كلها 

وضممتُ قلبك نحو قلبي سوسنا 


أســهدت جفني  في رحابك ساكن

 يرنو    إليك   بعبق  روحٍ من سنا


وبقيت    جنبك    لا   أبارح مسهدا 

إذ ضـــمنا  لـــيل   العقارب    مسَّنا 

..

أمسيتُ قربك    والهموم   تنوشني

أحيا    على  أمــــلٍ    أراك   الأحسنا

..

الآه    تخنقني    تنغـــص    عيشتي 

قلبي   عليل    لا    يفارق    مسكنا 

..

ما    عاد بي   جلدٌ   و أنت    مُؤرَّقٌ 

 يا بضعةً   مني     تعاورني   العنا

..

لا من سبيلٍ   أن أفارق     طيـــفكم  

أو   أن   أراك    تحوم  حولي موهنا 

..

أنت    الحياة    حياة   روحي والمنى

أنت    السنا   والزهر   يعبق والجنى

..

أنت   النسيم الغض في فجري هفا

وسراج    ليلٍ    بالـــدجى   قــد عمَّنا 





( منازل القمر )القصيدة الفائزة في برنامج بوح الصورة بالمرتبة الأولى للشاعرة البنانية قمر صابوني





منازل القمر 


رهنْتُ القلْبَ

بينَ أخاديدِ ملامِحِكِ 

لتَزْرَعَكِ بذورَ وَطَنٍ 

فنبت الخبزُ بيدكِ 

طعاماً للعصافيرِ المُهاجِرَةِ 

تلكَ الياسمينَةُ الحزينَةُ

ألقيتُ عليها عصارةَ كبدِكِ

تعاويذُ شوقٍ عَطِشٍ 

لتنتعِشَ ذاكرةَ جَسَدٍ 

مازالَ يُلملِمُ صَهِيلَهُ

فتاتاً 

يصرخُ بينَ أَجنِحَتِكِ 

مَنْ أجبَرَكِ يا صغيرةُ 

على حَمْلِ الأسى

فارتقَيتِ سماءً فوقَ رمادِ الحكايا ،

و بَكَى محضَ أصابِعِكِ

قهقهةُ جدرانٍ باردةٍ 

وجليدِ الصّبرِ كَسَرَ

محضَ نياطِ قلبٍ

إذا ما تَعَلَّقَ بشهيقِ البَرْقِ 

سَبَقَتْهُ بزفيرِ وَدَقٍ

فأمْطَرَتْ شموعُكِ دمعاً

وأنتِ تُعِدِّينَ وليمةَ لقاءٍ،

وكلٌّ أَمْسَكَ بطرفِ رداءِ الشَّفَقِ 

طاروا أسراباً

تركوا رحمَ القَلبِ

مغشياً عليه

مَحْروماً كسراتِ عِطْرِهِمْ

فارِغَةٌ صحونُهُ من لُقمةِ عَتَبٍ 

كمْ شَخَصَتِ الرُّوحُ

لاشيءَ يملأُ عينَها

إلا أصواتُهم و الصَّدَى

أيا سنابلَ الحنينِ 

إذا ما تَماهَتِ الطّريقُ 

عن حوافِرِ حَدَثِهِم

كنتِ سُدرةَ انتظارٍ

لدربِهِمِ التَّائهةِ ومحطّاتِ سفَرٍ ...

و إذا ما عَبَروا

المسافاتِ

فللقَمَرِ ظلُّهُ الرؤومُ

على لُجَّةِ جبينِكِ 

يُوشي لكُحْلِ الليلِ 

بأنَّ سِرَّ الضِّياءِ 

لهفةُ مُقْلَتَيْكِ

سكبتها عند زِيفِ المَدى

فمازالَتْ منازِلُك

أسطورةَ بقاءٍ 

وبينَ الحنايا .. 

وستبقى 

أمي ..