(1)
حين وضعوا رؤوسهم المنكسة
بجيوب سراويلهم
لم يدركوا أن للأرض عيون
وللجدار معاول تهشم الصمت
(2)
أخلع عنك كبريائك الميتة
النجوم ترسل الضياء رغم العتمة
والعويل يملأ طرقاتنا الممتدة صوب الحنين
شعراء الأرصفة والحانات
هم وحدهم يصنَعون الفرح
كما تصنع أنت قصيدة عفنة
(3)
اللغة غادرت لبيتها
أو لقبرها المحاط بالورد البلاستيكي
هناك ثمة لصوص
لم يكتفوا بسرقةِ جيرانهم
أو بسرقةِ شرف الآخرين
هم بارعون بالاحتيال على حروفِ الجر ايضا
(4)
في الأرضِ الخَضراء
بين البيت والجدول
يأتي الغناء
كما تأتي السنابل للطيور
ميسان والهواء ..
كان موالنا الأول حين أشرقت الشمس
بين بيادر سومر
(5)
أيتُها الحمقاء
كما أسميها سيدة الجنون
للقلب ربٌ يحميه
فلتغلق النوافذ بوجه المَزامير
أخشى أن تحمل لمركبي رائحة ألحرب
(6)
للنخلة في البصرةِ سلاما
للجُندي سلام
............
.............
.............
للمغني على مسرح الأطفال سلام
(7)
لست وحدك مصابا بالزكامِ
مُدننا حضاراتُنا
مصابة بالزكام أيضا
فصوتك على منابرِ الوحل
يبيح الموت ويرسل الرذاذ
(8)
عانقها قبل المَغيب
تزوجها لبعض حسرات
خانها العُمر كله
(9)
في منفاي لا أملك إلا الرسائل القديمة
في الصباحِ الباكر سَيخرج الأطفال
عيونهم لا تعرف الدموع اليابسة
يطرقون الأرض بأجنحةِ الغيوم
(10)
خذ جلدي أصنع منه طائرة ورقية
كي لا ترحل الريـــــــــــــح
في دروبِ الله وقفت كثيرا أنتظر
عسى أسمع صوت الخطوات ..
(11)
أيها النجم لا يخيفك ظلام الليل فالبدر يتوضأ بنهر العيون
دعنا نرمم زمن الثغرات بهدوء
هناك نرسم للعابرين أقدام من بلور
(12)
من الفجرِ حتى المساء
أجمع غلتي
كي أضعها بفمِ السلطان
(13)
في شارع الرشيد
وجدتُ الماضي ملقى على الشرفات
بعيونِ ساحات الرجم
وقافلات الحجيج المستباحة
تعاقبت الطعنات
والأرصفة ملأى برائحةِ دجلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق