أبحث عن موضوع

السبت، 4 مارس 2023

لِلسُجَنَاءِ ذِكرياتٌ .............. بقلم : | إيثار فيصل // العراق





لِلسُجَنَاءِ ذِكرياتٌ على أجسادِهِم
كاسم الحبيبَةِ أو الوَطن
لا يَمحوها الجلاّدون بسياطِهِم.
تُشبِهُ ذكرياتي معكِ،
لا يَمحوها رجلٌ غيري
رجلٌ لا يَجدُ فرقًـا بينَ القُبلةِ على جبينِكِ
أو على خدِّكِ
ما دامَت هيَ ذاتُها مِن فَمِّـه الجاف.
لا يُعيرُ اهتِمامًا لظِلِّ ملامِحِك..
بينَكِ وبينَهُ بَقايا مِنّي،
دروبٌ ورَسائِلٌ
لا يُحسِنُ لملمتَها،
ولا أنتِ..
لكِن طريقًـا مِثلي لا تَقودُهُ لكِ خُطاه،
ليسَت كلُّ السّماءِ بِزُرقتي
ولا الغيومُ حمراء أمامَكِ كُلّها،
نظراتُكِ الهارِبَة
لا تَجِدُ مأوىً غيرَ حياتي
وتجرُّني بِقوةٍ للأمَل،
ما زالَ في عينيكِ ما أنتظِرُ حدوثَه
رُبّما رحمة جلاد
أو قتل الرهينة.




ان القيامةَ يوم كشف الساقِ ................ بقلم : ابو منتظر السماوي // العراق





يَخشى الإله ويَرتَجيــــهِ ساجداً
وتراهُ ليلاً ناسكــــــــــــاً مُتعبّداً
أهواكَ قلتُ فقالَ لـــــي مُتَجَلِّداً
أحداقهُ تَرنو لِحالِــــــــيَ راصِداً
يَلظـــــى بِشَوقٍ هائماً ومُعانِداً
لمْ اَنْسَــهُ إذْ قامَ يَكشِفُ عامِداً
،،،،،،،،،، عَـــــــــــــــنْ ساقِهِ كاللوليء البَرّاقِ
قَسَماً وأيـــمُ الله مِلأ حُشاشَتي
ودّاً وحُبّاً وإبتهال صَبابتـــــــي
لا تَعذلونــي ليسَ تِلكَ جنايتي
هوَ مَـنْ جَنى فلتعذلوهُ أسادَتي
إنْ كانَ قدْ أبْدى الغرام لحالتي
لا تَعجبوا فيـــهِ قيام قيامتــــي
،،،،،،،،،، إنَّ القيامــــــــــــة يومَ كشف الساقِ
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
{{{ وقامت الحربُ على ساقِها }}}
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مالـــتْ مَها بعطرها النرجسي
إذْ فـي لُقا الوجه البهي مأنَسي
بالعشق بوحي لي ولا تَحبسي
رِفقاً بخلـــــــــــق الله والأنفُسِ
يا كبرياءً في الهوى دهرسِ
جاءَتْ بســـــاقٍ أبيـــــــــضٍ أملَسِ
،،،،،،،،،، كلآلــــــــــــــــــــيءٍ يبدو لعشّاقها
تالله مِـــــــنْ ساقٍ جَرى مُبهِرا
عـــــن روعة الدملج قـــد أخبَرا
يا مَنْ بكشف الساق لي سَعَّرا
أوهَيتِ قلبـي , ناءَ عنّي الكرى
ومُـــذْ نَحــــى عَنْ ساقِها مِئزَرا
إفتتَنَــــــــتْ فيها جميــع الورى
وقامت الحرب على ساقها



هامات ................ بقلم : نعيمة الحداد_ المغرب






على ضفاف الريح
ودعتْك أناملُ روحي
وانحنت لموكبك المهيب
هامات صبري،
ملوحة
بمناديل من ورق
أخضر..
وكاساتُ عشقي
أخمدت
جمرَ انتظاري
وعن جوْرِ الزمان
خبأتْ
بقايا أمنياتي..

لا أذان صاغية ............ بقلم : عبدالقادر محمد الغريبل - المغرب




......و أخيرا عاد لدياره
ورعب الموت قابعا بعينيه
سخام البارود متغلغلا برئتيه
عزيف المدافع خرب سماعاته
غبار الخنادق أزكم خياشيمه
أوساخا طمرت مسامات جسده
هسيس الرصاص شوه ذاكرته
أتلف وميض خلايا فكره
و وشوش كل تفاصيل ذكرياته
كصوت مذياع صدئت أزراره
لا مواساة لواقعة مصابه
لا عزاء لفاجعة رزيته
عاد نسيا منسيا
لا أحدا تروق له صحبته
عبثا حاول ترفيه نفسه
بقص محكيات مغامراته
لا أذان صاغية لقصصه


قَلَّ الْحَياءُ ................. بقلم : اسماعيل خوشناوN // العراق






قَلَّ الْحَياءُ وَما يُدريكَ ما الْخَبَرُ

أَرْضُ الشَّهامَةِ لا عِزٌّ ولا حَسَبُ
إِنَّ الْحياءَ إَذا لَمْ تُعْلَ رايَتُهُ
عَتْمٌ سَيَحْصُرُنا فَحْشٌ ولا أَدَبُ
في كُلِّ يَومٍ أَرَى أَرْضاً بِلا شَجَرٍ
وَالْوَرْدُ في شَجَنٍ مَوْتٌ لِمَنْ هَرَبُوا
لا يَخْجَلُونَ وَهُمْ في مَنْصِبٍ أَخَذُوا
خَيراتِ شَعْبٍ وَقالُوا إِنَّهُمْ كَسَبُوا
قَولُ الرَّسُولِ إذا ما كُنْتَ مُسْتَحياً
ما شِئْتَ فَافْعَلْ فلن تَسْمُو بِكَ الْكُتُبُ
ما عادَ يَعْلُو لنا في عالَمي عَلَمٌ
فَالْعَينُ دامِعَةٌ يُرْوَى لها الْعَجَبُ
فَالدِّينُ تَعْرِفَةٌ ضاعَتْ كذا وَطَني
ما طابَ نَجْمٌ لَئِنْ تَمْضي لَهُ الشُّهُبُ
قَهْرٌ وَيَقْتُلُني جَهْلٌ غَزا بَلَدي
وَالْكُلُّ في غَفْلَةٍ لا يَنْفَعُ الْعَتَبُ
ذُو الْجَهْلِ خابَ وَظَنَّ الْفُحْشَ مَفْخَرَةً
في الْوَحْلِ ما بانَ يَوماً مَشْرَبٌ عَرِبُ
دُونَ الْحياءِ يَخُونُ الْمَرْءُ مَوْطِنَهُ
هَلْ دامَ دِفْءٌ بِنارٍ خانَهُا الْحَطَبُ
********
٢٠٢٣/٢/٢٦




إشكاليات قصيدة النثر العربية ..............بقلم: حسين عجيل الساعدي // العراق




هناك من يتحدث عما يسميه بـ(أزمـة) قصيدة النثر، وسبب أزمتها تعرضها إلى إشكالية (المصطلح والتجنيس)، وقد صاحب هذه الإشكالية ردود أفعال متباينة من قبل النقاد بين قبول ورفض. ولكن هل أكتفت قصيدة النثر في هذه الإشكاليات أم أفرزت إشكاليات أخرى؟
لقد كشفت قصيدة النثر عن إشكاليات عدة ومن هذه الإشكاليات ظاهرة الغموض والابهام، التي أحدثت جدلاً واسعاً في الدراسات النقدية، وأفرزت ثالوث مسبباتها (الشاعر والنص والمتلقي).
إن الذي ساعد على كشف هذه الإشكالية كون قصيدة النثر متعدد الدلالات، والإيحاءات، والصور الذهنية، التي تشكل جوهر النص الشعري الحديث. هذه الإشكالية كشفت عن أزمة لدى المتلقي في مواجهة نماذج من النصوص المثقلة بالرموز والألفاظ المبهمة، أفرزتها مضامينها الفلسفية والصوفية والأسطورية والميتافيزيقية
، مما جعل من قصيدة النثر، نصاً غير متجانس بسبب تراكم الجمل والروئ، وأنكفاء الشاعر على ذاته.
لقد قامت فكرة الغموض في الشعر العربي الحديث على فلسفة الرمز، كأداة تعني الإيحاء، و (الصلة بين الذات والأشياء بحيث تتولد المشاعر عن طريق الإثارة النفسية لا عن طريق التسمية والتصريح). وهذه الظاهرة لم يختص بها الشعر العربي فحسب، بل شملت الشعر العالمي عموماً، وأنعكس أثرها في الشعر العربي الحديث نتيجة التأثر بالمذاهب الوافدة اليه من الغرب، -الرمزية والسوريالية- الذي وجد فيها الشاعر متكأً يستند إليها في كتابة النص الحديث.
إن رواد شعراء قصيدة النثر حين تأثروا بتجارب الأخرين من شعراء قصيدة النثر الغربية، تراهم وقعوا في مصيدة التقليد، بكل ما يحمله التقليد من معنى وتباين وأختلاف في الرؤى والأفكار. وهذه التبعية للغرب ناشئة عن حالة الإعجاب والأنبهار بالمنجز الشعري الغربي، كمرجعية في الشكل واللغة، وهذا الإعجاب والأنبهار يعد من أهم العوامل التي ساهمت في نشأة قصيدة النثر العربية. لكن معظم النقاد المعاصرين أجمعوا على (أن الحداثة العربية ينبغي أن تنبع من الجذور العربية نفسها، ولا يمكن أن تكون صدى لسواها، ولا يمكن أن يكون هناك انقطاع مع الماضي أبداً)، "فاضل جهاد، أسئلة الشعر". ولعل من أبرز شعراء الشعر العربي الحديث الذين أنبهروا بالمنجز الشعري الغربي، وشاع أستخدامهم أسلوب الغموض في نتاجهم الشعري هم: (أدونيس، محمود درويش، محمد عفيفي مطر وغيرهم)، وفيما يلي نماذج من أشعارهم:
ما قاله الشاعر "أدونيس" في قصيدته (الفراغ):
حُطامُ الفراغ على جبهتي
يمد المدى ويهيل الترابا
يُغلْغِلُ في خطواتي ظلامًا
ويمتد في ناظري سرابا
أما الشاعر "محمود درويش" فقال في قصيدته (أحب الخريف وظل المعاني):
أحبُّ الخريفَ وظلَّ المعاني، ويُعْجِبُني
في الخريف غموضٌ خفيفٌ شفيفُ المناديل،
كالشعر غِبَّ ولادته إذ "يُزِغلُهُ"
وَهَجُ الليل أو عتمةُ الضوء، يحبو
ولا يجد الاسم للشيء
والشاعر "محمد عفيفي مطر" في قصيدته (رفع القمع عن فراشة الدمع):
كان انتظارها الطالع في العينين
فراشتين‏
أو أنها ألقت على يديه صدرها المبتل بالندى وبالمطر‏
أو ضمدت أوسمة الموت بنهدها العريان‏
أو مسحت جراحه الخثراء والسيف الذي انكسر‏
بثوبها الظمآن‏
من جانب أخر ساهمت ظاهرة الغموض في ظهور فكرة لدى البعض من الشعراء الجدد الذين رأوا (أن لغة القصيدة ليست إلا الصورة فقط، وأن الصورة هي الأستعارة وكلما كانت الأستعارة تتسم بالغرابة كانت القصيدة حديثة)، "د. مسعد العطوي، الغموض في الشعر العربي، ص 59". وقد ساروا على نهج المدرسة الرمزية، عندما أكثروا في نصوصهم الرموز والغموض، فكانت لا معنى لها، فهم لم يكتبوها للمتلقي، بل كُتبت لذات الشاعر نفسه ولا يفهمها أحد سواهم.
اليوم نرى في المشهد الشعري العربي الحديث الكثير من شعراء ثورة (وسائل الأتصال الأجتماعي)، الذين فهموا الحداثة في قصيدة النثر العربية على غير معناها الحقيقي، فأقـحموا أنفسهم عن عدم دراية في عوالم الرمزية والغموض، وعدم فهمهم لقصيدة النثر، فتراهم يضعون بين يدي المتلقي نصوصاً فاقدة لخصوصيتها الشعرية، متناسين أن الغموض في قصيدة النثر العربية من خياراتها (جماليتها وتقنيتها الفنية الحديثة)، تدعو القارئ الى التأمل والتفكير من خلال (ضوء جمالي خافت) يتركه الشاعر لكي يستهدي به القارئ الى المعنى أو الى فكرة النص.
إن المغالاة في الغموض الملغز والمعقد ليس إلا هو جهل بقصيدة النثر العربية من حيث الصورة المركبة والأستعارة والرمز والمجاز. فنصوصهم تتعمد الغموض الى حد التعمية، فتستعصي على القارئ فهمها. فهم (يلجئون إلى صف الكلمات، وحشو العبارات بمعاني جوفاء لا طائل من ورائها، فيلفونه بثوب الغموض، ويكفنونها في عباءة الطلاسم، ولا يدفعهم إلى ذلك إلا عجزهم عن إيضاح فكرة، أو خدمة هدف، فغايتهم أن يسموا أدباء، وأن يكتبوا وينتشروا ويشتهروا)، "مطلق بن محمد شايع عسيري، الغموض في الأدب الحديث أسبابه، وآثاره". والغريب في هذا النوع من الشعراء، أنهم وجدوا من يطبل ويصفق لهم من قبل (أدعياء النقد) الذين يقدمون قراءات تحليلية لنصوصهم الغارقة بالغموض والإبهام والهذيان.
إن الذائقة الشعرية عند القارئ العربي، اعتادت على القصيدة التقليدية القائمة على الوزن والقافية، تعاني اليوم من ظاهرة الغموض والإبهام في ظل مفاهيم الحداثة الغربية الوافدة. حيث يجد القارئ نفسه أمام كم هائل من الشعراء، ولكن لا يجد الشعر إلا عند البعض منهم. فالقارئ مهما بلغ من فهم النص، فأنه لا يصل إليه. ويجد نفسه أمام نصوص غامضة الى حد الإبهام، لم يستطع فك مغاليقها، مما ساهم هذا الغموض في توسيع الهوة وتعميقها بين القارئ والشعر عموماً، وأصبح في حيرة من أمره، لا يدري هل هو أمام نص شعري أم طلسم من الطلاسم التي يستعصي فك رموزها؟!.
أرى أن شعراء قصيدة النثر وشعرهم الغامض الملغز الذي يعتمد الصور الذهنية، يعقد نصوصهم الشعرية، فتراهم ينظروا الى القارئ أنه أقل ثقافة منهم، ويظهروا بالمظهر المتعالي من خلال أستخدام الغموض، حتى يقال عنهم أنهم شعراء مبدعون يتمتعون بثقافة عالية، لأنهم أتو بشيء لا يفهمه غيرهم، ولكنهم خسروا في جميع الأحوال المتلقي، لأن نصوصهم بشكلها السريالي العبثي الغامض أدت إلى نفور القارىء منها، وبتروا الصلة القائمة بينهم والقارئ. وهذا يفسر لنا أن هناك من ينظر إلى الشعر العربي المعاصر على أنه (لقيط تربى في ملجأ أيتام)، "غالي شكري، شعرنا الحديث إلى أين، ص131".
والشيء بالشيء يذكر، يُروى عن الجنرال "شارل ديغول" كان رئيساً للجمهورية الفرنسية، أن وزير الثقافة في عهده "أندريه مالر" قال: في إحدى جلسات مجلس الوزراء الفرنسي مخاطباً ديغول : (سيدي الجنرال، إن شاعرنا "سان جون برس" حائز جائزة نوبل سنة 1960 وهو شاعر ذو شـهرة عالمية، ويستحق وساماً رفيعاً من أوسمة الدولة، لاسيما أن شعره قد ترجم إلى العديد من لغات العالم). فابتسم الجنرال ديغول وقال لمالرو :(ما تقوله صحيح، ولكن متى يترجم شعر سان جون برس إلى اللغة الفرنسية؟ !).
أرى إن القراءة التأويلية بالنسبة لقارئ يمتلك وعي وذائقة شعرية، ومتأمل هادئ، وذا تفكير عميق. تعتبر أنسب القراءات في تحليل نصوص الحداثة الشعرية، لأنها تحتمل تأويلات مختلفة وتكشف ضبابية النص. فالنص الغامض حين يستعصي على القارئ وعنده الرغبة في دراسته، عليه أن يكون فاعلاً في محاولة أعادة تفكيكه وأنتاجه مرة أخرى وكشف غموضه، لأنه نص مثقل بالدلالات والإيحاءات والرموز والصور. وهذه خصائصه. وعلى الشاعر أن لا يحول الغموض إلى غاية يبالغ فيها إلى حد التعمية، بل ينبغي (أن نفرق بين الغموض من حيث أنه طبيعة للشعر وبين الغموض من حيث أنه لعبة لغوية أو هدف لذاته). ولكن لا ضير أن يَستفزّ الشاعر فهم القارئ للغوص في أعماق نصه الشعري، ولكن على القارئ (ذا خلفية معرفية وثقافية نوعية، عسر عليه فهم هذا النوع من الشعر واقتناص دلالته)، د.عبد الرحمن محمد القاعود، الإبهام في شعر الحداثة،ص 72. وفي نفس الوقت أن لا يحدث الشاعر أزمة لدى المتلقي في مواجهة نصوص، مثقلة بالرموز والألفاظ المبهمة، وطلسم لا يفكه إلا هو. فينبغي أن يكون في الشعر وخاصة قصيدة النثر وضوحاً كافياً، فلا جدوى من أستخدام الرمزية المفرطة والغموض المبهم حد التعمية يثقل به كاهل القارئ.
هكذا هو الشعر أضحى اليوم، فلم يعد يحمل ذات المفاهيم التي كان يحملها بالأمس. وعلى شعراء قصيدة النثر، أن لا يلوون عُنق النص، ويغرقونه بالغموض إلى حد الإبهام، فيفقد مفاتيحه وشفراته، فيصبح غائم المعنى، لا يساعد على وضوح المعنى، فعلى الشاعر أن يقترب في ذهنيته من المتلقي، فهناك من شعراء قصيدة النثر (أجادوا صياغة قصيدة النثر، -ولكن- جرجروا على خطاهم كالعادة المفلسين الذين لا يتقنون -الشعر-)، "كمال نشأت، شعر الحداثة في مصر، ص 224". وهؤلاء (جنس ثالث) كما يقول عنهم الشاعر نزار قباني :
شعراء هذا اليوم جنس ثالث
فالقول فوضى والكلام ضَبابُ
يتكلمون مع الفراغ فما هم
عجم إذا نطقوا ولا أعراب
لقد أنكفأ بعض شعراء قصيدة النثر على أنفسهم، وكأنهم يكتبون لمتلقي أفتراضي لا وجود له سوى في مخيلتهم، وهذا الأنكفأ يخل في المعادلة الشعرية التي تعتمد على ثنائية (الشاعر والمتلقي)، فلا قيمة لأي نص شعري ما لم يكن له أثر في المتلقي.
إننا نرى أن قصيدة النثر مازالت تبحث عن كينونتها، فهي في أزمة قائمة، أزمة وعي عند الكثير من يكتبونها ويدعون أنهم يكتبون شعراً، في حين أنهم لا يعرفون مكونات هذه القصيدة وتاريخها، والتحولات التي تطرأ على الشعر عبر سياقات الزمن. بل هي كما وصفها أبرز من عرفها "أندريه بروتون" (مَا مِنْ شَيءٍ أصْعَبُ هَذِهِ الأيَّامِ، مِنْ أنْ يكونَ الإنْسَانُ، شَاعِرَ قَصِيدَةِ نَثْرٍ). فلا يمكن أن يجعل الغير من قصيدة النثر (مطية ذلول)، باعتبارها وليدت حركة الحداثة الشعرية الغربية.



حنين / ومضة ........... بقلم : خالدية ابو رومي.عويس- فلسطين





ما بالها الروح
باتت تهذي تعانق
السماء
في هذيانها
تداوي جرحا طفا
فينزف ألفاً من
جراحها

الجمعة، 3 مارس 2023

متمردة ............. بقلم : الحسين بن عمر لكدالي - المغرب





--
حقا متمردة
احرفي لها دوما تغازل طرفها
تبثها اشجاني
تراود جمالها
تلبسني قدها
تشاكسني
تعاكسني
تناظرني
لكن
حين اراجع نفسي
اجدني
حيث تجدني
ببابها
خانعا
عابدا خاشعا بمحراب عشقها
ساكنا
حقا متمردة
بكلها
وجلها
نادرة
ثائرة
مسيطرة
لكنها صغيرة اتفهمها
ياليتها تفهم نبضي لها
حارق
جارف
بارق
كلي لها
حقا تمردت احرفي
في تمردها متدمرة
--
طنجة النور المغرب الكبير
24/02/2022





دراسة تحليلية بقلم الأديبة والفنانة التشكيلية أ. سامية خليفة لنص صرخة مخنوقة للأستاذة الشاعرة والمترجمة أ. تغريد بو مرعي

   




النص صرخة مخنوقة من النصوص التي يغلب عليه طابع التساؤل بغرض استفزاز فكر القارئ رغم أن التساؤلات جاءت مرمّزة ففي استهلال الشاعرة للنص (أكنت لأبقى حيّة....؟ ) ما يشدّ القارئ لمتابعة القراءة من خلال نزعة الفضولية وحب المعرفة ، ثم يلي التساؤل عبارة لولا حرف الامتناع فبقاؤها على قيد الحياة مشروط بالصبر والأمل الذي بدأت شمعته تخبو ليكون هناك الليل كرفيق يقطع الصمت في ذبول الروح بتحريض الذكريات على التدفق من خلال الصرخة المكتئبة، وهنا نجد أنسنة الشاعرة للصرخة بمنحها صفة الكآبة.
التشبيه باستخدام كاف التشبيه بعبارة كفتاة ميتة ، هنا نجد أن الموت المقصود ليس موتا حقيقيا بل مجازيا ولأن الموت اكتنف الذات فهي ستصبح لصيقةً للظلمة وللصمت الذي سترفض الرضوخ له لأنه أنهكها تقول الشاعرة ( أسقطت عن كاهلي جميع التّهم ) ولكن كانت ضريبة هذا الصمت إحراق جثتها في نوبة الشك والريبة وهنا تتجلى الإزاحة في استبدال الصمت بفعل آخر وهو إحراق الجثة كما ولو أن بالألم ستحدث صحوة ومن تلك الصحوة ستنطلق صرخة تقضي على ذلك الصمت .
وهنا تتضح صحة تعريف الإزاحة في علم النفس الفرويدي: هي آلية دفاعية لاشعورية حيث يستبدل العقل هدفا جديدا أو كائنا جديدا كبديل للأهداف التي يشعر أنها خطرة أو غير مقبولة في شكلها الأساسي.
ونعود إلى عبارة جثة في النص لنجد أنها تمثل (قتيلة) وتلك القتيلة أعطتها الشاعرة صفة امرأة هشّة أي هي امرأة حية ولكنها ميتة بحكم هشاشتها، تتساءل الشاعرة قائلة: هل لامرأة هشة القدرة على مواجهة سفاح؟ وهنا نعصف ذهننا لنصل إلى غاية الشاعرة من ذلك وهي في طرح قضية إجتماعية كبيرة حول تعنيف المرأة فماذا يمكن أن يشكل هذا السفاح هل هو رجل؟ هل هو المجتمع ككل؟ هل هو الظلم؟ ولماذا صفة هشّة للمرأة إن لم تكن معنفة معنويا أكثر منها معنّفة جسديّا؟!
في عبارة (الموت يوزع ألاعيبه ) إن فككنا لغزها سنجد أن الموت المعني هنا ليس بمعناه الحقيقي وإنما بمعناه المجازي الترميزي وهو ليس نقيض الحياة بل هو المساهم في تشويه الجمال، في نشر الفساد، في بث روح التفرقة،
في توسيع رُقعِ الجراح، في استبداد الطغاة، في التحريض على العنصرية والطائفية، في تعنيف الضعيف وإذلال الفقير.
يستوقفني هذا الجزء من النص
(ومثلَ لعبةِ القطِّ والفأر لفيلمٍ متحرّكٍ مثيرٍ في تدويرِ عدسةِ الإدانة لعقلٍ مختلٍ)
هنا الترميز في أوْجِه وأقصى مداه، فاللعبة الدائرة بين القط والفأر هي تلك الحرب المستمرة التي لا تنتهي وتلك اللعبة تستغلها الدول الكبرى لإشغال البلدان المتخلفة فكريا والمتشددة دينيا لتصبح تلك الدول لعبة بيدها تدينها على اللاشيء وتحاصرها وتفرض عليها العقوبات أو تجعلها بلدانا أشدّ ضعفا تنهكها النزاعات الداخلية .
النص بقلم تغريد بو مرعي:
صـرخـة مـخـنـوقـة!
أكنتُ لأبقى حيّة لولا أنْ ابتلعتُ بكائي وتلاشت آخر شمعة خلفَ أضلعِ الصّبر .
ثمّ وعلى حينِ غرّةٍ، أطلقَ الليلُ ثرثراتهِ واجتازَ ممرّ الإرتعاشات في ذكرياتي بصرخةٍ مكتئبة!.
وكفتاةٍ ميّتة تركتُ نفسي تنزلقُ في أرديةِ الظلمة محدّقة في الفراغِ يملؤني ألمٌ لا أعرفُ موضعه .. !
وكي لا ألتزم الصّمت ، أحرقتُ جثّتي في نوبةِ الشّكّ والريبةِ ، فأسقطّتُ عن كاهلي جميعِ التّهم ..
وفي خضمِّ صرخة ، لم يردعني أحد ، حاولتُ الكشف عن هويةِ القاتل ، فكيفَ لامرأةٍ هشّةٍ ، لا تكادُ تقوى على الحياة أنْ تواجهَ سفاحًا؟
ومثلَ لعبةِ القطِّ والفأر لفيلمٍ متحرّكٍ مثيرٍ في تدويرِ عدسةِ الإدانة لعقلٍ مختلٍ ، يوزّعُ الموتُ ألاعيبه بتضليلٍ متسلّطٍ وساديّ..!






تعطّلت الحروف................... بقلم : فيصل البهادلي // العراق





وكم تعطّلت حروفُ الوصفِ
في تلك العيونْ
برغم صدق النوايا
ورغم زهو الحرفِ بأشرعة الجنونْ
بأوّل الكلماتِ في رملِ الصدى
على بساط الليلِ في وادي الرّمال
وكلّما أزدادَ هوسي
في الوقوف الممتلىء
في عطرِ أثواب الصباحْ
أعادني لحنٌ هناك.. ( عاد من ثاني
عاد الربيع...
عاد من ثاني..)هنا
ويصدحُ الموالُ بالتذكير في شطّي
لوجهها المحمّر من خجلٍ
في مرآةِ أحلامي
أحملني على شفتين من ضوءٍ..
تضيءُ الحاضرَ المسكونَ
في نخلي بدفء الهمسةِ السكرى
على نار الخيال ْ




22/2/2023

خبز حار................ بقلم : صفاء الصحاف // العراق




يخبرنا التاريخ
في كل مرة
إنّا سنؤكل ..
لكننا..
ومنذ ازل ٍ بعيد
نسمع حسيس النار
ولا نبردُ أبدا
كخبزٍ لا زال يشوى
كخبزٍ .. لا يحبذ الاحتراق
ولن يكون يوما
لقمة في فمِ الطغاة
كلما خفتت جمرة
تتأجج أخرى
وكأننا على موعدِ خلودٍ
منبعثٍ من لهيب..
يتطاير شرر الصبر
ونعيش ..
نصغر جدا.. ثم نولد
ثم نكبر ..من جديد
ليبقى التنور قلقاً
قلقاً جداً
يترقب..




هزَّة ضمير !.................... بقلم : خنساء ماجدي - المغرب





الشمس غاضبة
بخيوط القدر شارقة،
وهذا فجرٌ يدُق أبواب الهلع
والله أكبر على هذا الوجع
هذه مقابرنا
فكيف هي مقابركم؟
زحْف الموت
يَطْوي الأعناق
يرُجُّ الأعماق
وهذا الصقيع
جمَّد القلوب
وأظهر الثقوب
في مفاتن العيوب.
ٱعطوا الكلمة للرعاع !
وٱحسبوا لصورة "السيلفي"
كم لها من أتباع...
وهناك .. في قلب الياسمين
أرقام الموتى في ٱرتفاع
ناموا والناس عراة جياع !
إنَّ الموت يأتي على حين غرَّة،
لا ضير..تتبعوا نجوم الكرة !
تكحلْن وتزينَّ بالرقاع
وسيحوا جميعا في وادي الضياع !
ٱشربوا "الموهيطو"
بأوراق النعناع !
وهناك ...تحت الركام
أشلاء ودماء تختلطُ
في القاع
كل شيء ضاع ....
تساقطت زهور من هول الفاجعة.
ياربُ أين المسير ؟
أ نحتاج إلى هزَّة أرضية ؟
أم نحتاج إلى هزَّة ضمير
بضربات إرتدادية
تُوْقظ الهِمم
والأنفس الضائعة ؟
اليوم ..من الأه‍م؟
الفاجعة :
أن تتخلَّوْا عن أشيائكم
أم خسارتكم لذاك الإنسان ؟

10 فبراير 2023م




إقرار ................ بقلم : ابراهيم حفني - مصر

أقر وأعترف وأنا بكامل وعيي وانتباهي ..بأنني غير مسئول من قريب أو بعيد عما يقتحمني أثناء وجودي خارج دائرة الحياة أغُطُّ في سُبات عميق....وهذا إقرار مني بذلك ...................... * (حيثيّات ) يعتقد المعنيُّون بمجالات الإبداع أن الحالمين أُناس مغلَّفون بأُطُر منسوجة من إفرازات الرقة وليونة الخواطر التي تنعكس علي سلوكياتهم الحياتية ويصنفهم البعض تحت مسمّي (الرومانسىة) ...وأعتقد أن الزومانسية هي حالة كيانية تشمل كل سلوكياتنا وتناولنا للأشياء وتعاملنا معها .....هذه الفرضية تدفعنا للتساؤل :ماذا يعني الحُلم للإنسان ؟ وهل له علاقة بالخيال والتصور ؟.. سيقول بعضنا ليس ثمة فرق ...وأري أنّ الفرق شاسع ...ذلك أنني أستطيع التخيُّل لأصنع عالما وهميا أهرب إليه من واقع أرفضه كلما أردت ذلك ..بينما أعجز عن جَلْب الحلم إذا أردت ......الحلم كيان مقتحِم للنائمين ..يسيطر علي اللاوعي ..(النائم كالميت) غير مسئول عما يحدث له ..فإذا مااستيقظ انصرف الحلم ...نحن هنا لانتحدث عن الحلم كعالم له مضامينه ودلالاته وله مفسروه ...فالذي يهمنا هو الإبداع ...النائمون لا يبدعون..النائمون يحلمون ...أما المبدعون فهم الذين يتخيلون *

رحيل الشباب..............بقلم : لمياء فرعون - سورية




ولَّى الشبـابُ فهـل تـُراه يعـود
وابيضَّ شعري والمشيبُ يزيد
بـالأمس سـابقـتُ الرياحَ كأنني
فرسٌ أصيلٌ في السباق يـجود
واليومَ ضاعت قـوَّتي وتشتَّتت
وغدوتُ أمشي والطريقُ تميد
ذهب الشباب مودّعاًياحسرتي
ياليت يا زمـنَ الشبـابِ تـعـود

سورية-دمشق

الكلمة سيف ................ بقلم : علي درويش - مصر






قالوا قديماً :
الكلمة سيف بتار
مابين السنة السفهاء
وبين شفاه النبلاء
إما نصل مسموم غدار
أو ترياق من علم الحكماء
فالحرب بدايتها كلمة
والسلم مراده يتحقق
بكلمة عبر الوسطاء
ونفس المرأة تمنحها
لرجل يطلبها حليلة
إن قالت : زوجتك نفسي
يختلط الماء مع الماء
وبريئا تقتله كلمة
كظلوم ينقذه الزور
وقلوب منها تتألم
وعيون بالدمع تجود
بكلمة خبث ينفثها
من ليس له عهد ووفاء
أما الكلم الطيب شجر
دائم أُكُله كل أوان
مكسور الخاطر يجبره
وبلطف يواسي الأحزان
وللأرواح الثكلي دوما
بلسم و دواء و شفاء
ونحن عن كلمة نبحث
نجعلها عقدا وميثاق
تمنحنا حبا وحنانا
تعطينا أمنا وأمانا
يكتبها المولي صدقات
وتنفعنا بين الأحياء .

بشارة ود ............. بقلم : نصيف علي وهيب // العراق



رهين الشجن قلبٌ، سجين الشوق ذكرى، تآلفا عشقاً، زينا السطرين بالكلمات، بعد كل حلم يفرشان يباب الهجر أملاً، يباغتان بالحنان لحظة، تتألق دفئا، تسامر كل اللحظات، تعود غرام نهار، للحب المسكون بالضحى، بشارة ود من ليالينا والأحلام.




العراق

عيناك .................. بقلم : عيسى حموتي - المغرب




إن لعينيك بريقا
عن بعد، يدير مزلاج القلب
يستحيل نبيذا
بالنشاط يمد خلايا النبض
إن في عينيك سحرا
يخطف اللب، يلغي نظام العقل
يملأ الروح ارتباكا
فإذا الحسن يغدو مالك رقي
إن في استبداد سحرك لطفا
جرد قلبي من كل إرادة وعزم
حتى أضحى مريدا،يطيع شيخا،
قاموسه محصور بين النهي والأمر
إن لعينيك طاقة
تجعل القلب ألطف من لطف الحمل
ترفع الضغط درجات
تمد الشريان بالصهيل ودقات طبل
إن لعينيك ليزرا
عليه تدمن مهجة العشق
فتضحي أمة له تخلص الرق
يخضعها للرقيا، يتحكم فيها عن بعد

صهيلُ العُشبِ.................بقلم : مصطفى الحاج حسين- سورية.





يهرسُنا الثلجُ
يقتلعُنا المطرُ
والريح تدقّّنا على قممِ البركانِ
والأرضُ تعتلي أنفاسَنا
نحنُ من نُشرِّدُ الدروبَ
ونطاردُ الشجرَ
ونصطادُ ذرِّيَّةَ الأملِ
نجيءُ إلى البحرِ
لنخبِّئَ بأعماقِهِ أحلامَنا
نُعطي الزلازلَ أسرارَاً تُصدِّعُ قاماتِنا
ونلوي أعناقَنا أمام الانحدارِ
يأتينا النهارُ لنبطُشَ بصحوتٍنا
ونصطحبَ المكائدَ إلى مخادعِ
ضحكتِنا الخاثرةِ
نصلبُ صهيلً العّشبِ النابتِ
في دمِنا
ونستلٌّ الخناجرَ في وجهِ
انبعاثِ الضوءٍ
من شمسِ غُربتِنا *.


إسطنبول



لا أجيد الغزل .................. بقلم : ندى الياسمين احمد // العراق




أيها الغافي على أعتاب قافيتي
قصةُ هوانا فوق تصوير الخيالِ
من عمقِها لاتترجم
أنت ربيعي
مسائي وفجري
والزهر من ضجيجِ الأطيافِ
في دياجرها الدهِم
إن شاع حبّ ليلى
لقيسٍ بين قبيلتها
قصةُ هوانا حديث
رواة العربِ والعجم
أنتَ ضياء العينِ
وكُل جمرة في القلبِ
تلتهبُ
سُلطان مملكتي
كُل العروش تُمنح وراثة إلا عرش قلبي
بلا جدال اليك مكرم
وقعتُ في غرامكِ
وطويت سنين الحزنِ
ياويل قلبي إن نادوا
باسمك
تتهاوى نجوم الليلِ
تتساقط الأوراق
ويرتجل القلمُ
نشرت أطيابك ريحا للصبا
ونسيم الروض من هواك
شافٍ لكل ذي سقم
كيف اسلوك
وعقلي بهواك تائهٌ
أيها الهائم في مخيلتي
وادي الهوى جفَّ غيثُهُ
حبذا لو تسأل العذال
واللوام
لا أجيد الغزل معذورة أنا
في بلادي كل شيء مباح
إلا غزل النساءِ
محرمُ




خوف ............... بقلم : أوهام جياد الخزرجي // العراق






العشقُ تجاهلَ المحرابَ بيننا ، لا خوفَ يمتدُّ، طريقُنا الضوءُ،
علَّمني القمرُ الغيابَ، والعشقُ تحتَ وطأةِ السكونِ ،وعنادُ الروحِ يخبئُ تذكرةَ النسيانِ،
ألوانُ السطورِ بيضٌ،ربَّما تأتي الروحُ مكابرةً،ترتقي بضفافها موجةَ الأملِ، فليسَ في الديارِ غريبٌ، فالغريبُ للغريبِ نسيب.

26/2/2018





الْحَجَر............... بقلم : محمد الزهراوي ابو نوفل - المغرب





حجر الانتفاضة !
الغضَب الوَحيد الذي اسْتعْصى عَلى
مَعاوِلِهم رغْم الحِراسَة والوقْتِ
المُكبّل والرّصاص
إلى انتِفاضَةٍ آتِية
تَنْتابُني على
إيقاعِكَ دَنْدَنةٌ ..
ويَسْلكُني العَبيرُ.
إذْ أنْتَ الْحُضورُ
خُطايَ ..
رَفيقُ الشِّعْر.
النّورُ بَعْضُ
عرَباتِكَ عَلى
طريقِ الْمُنى..
لِذا حلَلْتَ دمي
وَوَعاكَ الْمَدى..
خَريراً مُنْحازاً لِلنّهْر
طوالَ الْمَتاهِ كنْتُ
أبْحَثُ عَن مفاتيحِ
الأبْوابِ التي
تُفْضي إليْك..
كنْتُ أُحاوِلُكَ في
سَفَرٍ إلـى الآمالِ
وغاباتِ الْوَميضِ .
يا نَديمَ الرّيحِ
أيُّها الْمُلْتَحي
بِالرّنينِ والحُبِّ
عَوَّلْنا علَيك وارْتمى
عِنْد بابِكَ الحلْمُ
تَشَقّقتِ الْبَراري
ولوْلا ياسَمينُ
حُضورِكَ لَتِهْنا.
ورْدُكَ الآن في كُلِّ
الْمَعابِر إلى الآمالِ..
امْتَطِ يَفاعَتكَ الْحبْلى
بِالصّهيلِ كُن مطَراً
أيُّها الْغَبَشَ الْحَيُّ
ولَبِّ شبَقَ الأرْض.
كُنّا افْتَقَدْنا في غِيابكَ
بوْصَلَة الوُصول.
أنا صَدى النّهار
اَلنّدى انْسَلّ إليْكَ
مَع الْحَبقِ الْباسِلِ
لِتَتَدارَكَنا! !..
حَتّى الْجُنْدُ إذا
ما اشْتَدّ الصّقيعُ
يَلوذونَ بأَعْتابِكَ
الدّافِئَة ..
وحتّى النّوارِسُ.
مُرِ البَحْرَ أنْ
ينْطَلِقَ ويُسَرِّحَ
جِيادَنا الحُمْر.
نرْجوكَ الْتِفاتةً أيُّها
الْخَبيرُ فـي
شُؤونِ الغِوايَة.
يدُكَ الآن على كتِفي
لُهاثُكَ الْمورِقُ فـي
الطُّرُقاتِ نَشيدي !
أيُّ طُيورٍ
تحطُّ السّاعةَ ..
عَلى أسْطُحي ؟ !
أيَّ مُؤَذِّنٍ أسْمعُ
في الْقُدْسِ..
أيّةُ أجْراسٍ تدُقّ
فوْقَ قِبابِ
نَقاوَتِكَ الـمـُفْعَمةِ
بالسّطوع.
تبارَكْتَ يا كاتِدْرائِيةً
تشْمخُ في انْكِساراتِنا
لَكَ البَنادِقُ والسُّيوف.
وهُبوبُكَ في
هذي الجغْرافْيا..
رقْصَتي الوَثَنِيّةُ في
الْهَزيعِ الأخيِرِ
مِن هذا الّليل.
إنّا نتَنَفّسُ هَواءَكَ
ولإيقاعِكَ اللُّطْفُ
فـي هذا النُّحاس .
واصِلْنا سَيِّدي في
هذهِ الدّروب..
هاتِ زَفيرَكَ أيُّها
الغامِضُ الفاحِش .
نِعْم الظِّلّ أنْت ..
اَلْوَفاءُ / الحافِرُ
اَلكُحْل / الأصابعُ
أنْت اَلْكُلُّ الذي
ينُزُّ الْماءَ والحـُب !
روحي مَخْدوشَةٌ مِن
بُعْدِ حَريرِكَ الكَوْني.
جَبيني أسيُر مَناراتِكَ
الّتي تَميسُ تَحْتَ
أقْواسِ نَصْرٍ.
أنا في ذِمّة بلاغتِكَ
_كَأُمّتي حتّي
إشْعارٍ آخرَ.
إذْ سَوْف يَلْغو
القَطيعُ بِثُغائِكَ
حتّى التّشَفّي مِن
الذينَ يخْصُونَ التُّراب .
حُضورُكَ رَفيفُ
أجْنِحَةٍ تُسافِرُ
إلى نَهاراتٍ بيْضاءَ
لَطّخَها عَسَلٌ أبْيَض.
أنْتَ النّفيرُ لِتَتَقدّمَ
طُفولَتَنا العُذوبَةُ
خلْفَ بَجَعاتِ الْمِياه
شَجَرٌ يَمْشي
لأِحْلامهِ الْواعِدةِ
وزادُ الْقصيدَة .
اَلْجَوادُ الْوَحيدُ الّذي
أُحِبُّ أن أمْسَحَ عُنُقَهُ
بِمِنْديلِ حُزْني على
الطّريقِ إلى مدينَةٍ مّا.
لوْلاكَ ما كُنْتُ أسْمَعُ
هذه المَقاماتِ
الغَرْناطِيّةَ ما
كُنْتُ أرى الْمَباهِجَ
النّبيذِيّةَ مـعَ
فَواكِهِ البَحْرِ وما
كان يحْلو معكَ
السُّكْرُ والسّهَر.
مِنْكَ تَتَعَلّمُ النّوارِسُ
الْبَطْشَ العادِلَ
وَعلَيْكَ يَتَوكّأُ مَن
يصْعَدُ الأبْراج ! ؟
يا أنا ..
لَكَ شَفافِيّتي
في حَدائق الحُلْمِ.
تبْدو شَديدَ الإغْواءِ
فأنتَ الوِلاداتُ
وحْدكَ تعْرِفُ مدى
اشْتِياقي وأُوسِّدُكَ
كلَّ ليلَةٍ لنَنْتفِظَ
معاً ذاتَ فَجْر.
زُمُرُّدٌ نادِرٌ أنْتَ..
وما أجْمَلكَ قُرْطاً
لِلْحَبيبَةِ يا حَجَر.
كنْ صديقاً لـي
فـي هذا البرْدِ ودِفِأً
لِلجُرْحِ والعِشْق






دفاترُ الهواجسٍ................بقلم : مصطفى الحاج حسين- سورية.





يصرعُني طيفُكِ
أنوثتُكِ تبطُشُ بقلبي
عيناكِ تلتهمان صحوي
وعطرُكِ ينقضّ على سقوطي
ألمُسُ غيابَكِ بشغفٍ
تُطلّينَ مِن حُرقتي
من غباشِ صوتي
ومن دفاترِ هواجسي
أراكِ شمساً على ارتعاشي
مطراً على يباسِ لهفتي
زلزالاً يشقُّ حَيرتي
وينكبُّ على قصيدتي
ليتدفّقَ السرابُ من عطشي إليكِ
أنا لُحاءُ نبضِكِ
عشبُ توهّجِكِ
قيثارةُ رحيلِكِ
ندى السعيرِ في عناقِكِ
أحبُّ ما فيكِ من أشرعة
من شهوقِ النارِ بلمساتِكِ
و البراكينَ التي تصطحِبُ بسمتَكِ
هائلةٌ المسافةُ
مابين حنيني وصخبِ حضورِكِ
حاضرةٌ أنتِ في رُكامِ عمري
وتهدُّمِ دمعتي النادبةِ *.


إسطنبول




قصيدةُ الولادةِ.. ...............بقلم : مصطفى الحاج حسين- سورية





أَمتَدُّ أمامَ نِيرانكِ
لا أُقاومُ لهيبِ توغُّلكِ
تنشبينَ في دمي
بحار من فتنةِ الإكتواءِ
وتتدفَّقينَ في سعيري
أمواجَ بهجةٍ وغبطةٍ
تتأوَّهُ في قفاري
وتتنهَّدُ على رمالي
وصحارى عمري تختلجُ
تصهلُ بأوديتي النَّشوة
تحمحمُ جبال الرُّوح
وتحلِّقُ أجنحة الرَّغبةِ
يتألَّمُ الضَّوءُ
تنصهرُ الفرحةُ
تذوبُ الآفاقُ
تتقوَّضُ الجبالُ
تمطرُ الشَّمسُ
وتخمدُ أنفاس السَّماء
فيهلُّ رذاذ النَْدى
وتورقُ مسامات السَّكينة
تشرقُ أعشاب الزَّمن
وتمتدُّ يدي إلى خصلةٍ
من شعرِكِ المخمور
كانت تدندنُ قصيدةَ الولادةِ .


إسطنبول



براميلُ العفنِ ................... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية





الحياة صرخة عاتيَّة
لن تنتهي
حتّى بعد موتٍنا
نسجتها في دمِنا
أنيابُ الجشعِ
الغدرُ يسكن طباعَنا
والقتلُ فطرةَ الرّوحِ
تحاول النسمة ترويض بشاعتنا
تجهدُ الهمسة
لنتمالك شراستنا
والقبلة تعمل على تهدئة قلوبنا
الوردةُ
الشعرُ
الموسيقا
والرقصُ
امتدَّتْ إلينا أياديها
لكنَّنا سكبْنا فوق الندى
براميلَ العفنِ
كان وجودُنا محضَ خطأٍ
نحن لا نستحقُّ الأرضَ
لا نستحقُّ السماءَ
لا نستحقُّ الجنَّةَ
فقط
نحن من نصيبِ
الجحيمِ
تباً لنا من الذرَّةِ الأولى
ما عادتِ الأرضُ
تحتملُ جرائمَنا
ولا نفاقَنا المتفاقمِ
للشيطانِ الرّجيمِ *.
مصطفى الحاج حسين.

إسطنبول



وتقولُ لي ................ بقلم : فيصل البهادلي // العراق





وتقولُ لي ماذا كتبتَ..
على شواهدِ صدقِ من تهوى
وتقولُ لي رمّمْ بقايا الآجر المكسورِ
في دربكْ
واحضن أريجَ العطرِ في ثوبي..
وأُدخلني إلى باحاتِ حرفكَ..
كي أكونَ قصيدةً تتلَى
إذا جفّت منابعُ غيمكَ المسكونِ
في شعرٍ وكان الحلّ في ودقي.
وتقولُ لي جمّعْ مناكَ إلى فمي
وأحرثْ شفاهي كلّما..
بدأ الذبولُ يعمُّ في أغصانِ أزهاري،
يميتُ براعمي الحرّى،
يميتُ نوارةَ الإثمارِ في جسدي
وكان جفافُ أيّامي يذيبُ الحلمَ في مطرٍ،
وآمالُ الرّبيعِ تذيبني فأشدُّ أزهارَ الحياةِ
إلى ربيعكَ كي أُقاومَ كلَّ موجاتِ التّصحّرِ
والجفافِ الآن في عرقي



28/2/2023

قراءة في كتاب "الجنس في العراق القديم"للـدكـتـور جـمـعـة الـطلبي........... بقلم : حسين سالم // العراق





 من عائلة الآثار التي أصابها صدع كبير، وذلك بسبب صور النشاز والخراب في العراق..! الصور التي تطحن المعنى وتحوّل الحياة برمتها إلى ساحة صراع محموم في ظل لا وعي أسود ! انبثقَ الدكتور جمعة ليكتب ويترجم لنا هذا الكم المعرفي الهائل، وكان هذا الكتاب قد صدر عن ” دار آشور بانيبال” في العراق. وجاء في ٢٨٢ صفحة..جميع موضوعاته بالغة الأهمية.. يستهل هذا الكتاب بفصل "النشاط الجنسي والنظام" إذ أسهب الكاتب بشرح النشاط الجنسي للآلهة عشتار بسبب اتساع دلالتها، وتنوع الوظائف الممنوحة لها في العراق القديم.. يتابع في الفصل الثاني "النشاط الجنسي في العالم القديم" عدة موضوعات، أهمها الزواج.. كفل الزواج استمرار الأسرة، ووفر الاستقرار الاقتصادي.. وكان الزواج بين البابليين، والآشوريين، والســومريين ترتيبــاً مصممـاً لإدامة النســب عن طريــق الإنجـاب. إذ كان الزواج عقداً شرعيّاً بين والد العروس ورجل آخر، ويبدأ كل زواج بعقد شرعي، يوقع بحضور شهود، وكان هذا العقد / الارتباط جديًّا. فعلى وفق قانون حمورابي، فإن الخاطب الذي غيّر رأيه سيخسر وديعته بالكامل "هدية الخطوبة" ومهر العروس. وكانت هذه العقوبات القانونية رادعاً قوياً ضد تغيرات القلب، وحافزاً لاتخاذ القرار المسؤول، والسلوك الاجتماعي المُنظّم. في الفصل السادس "المعبد / الدعارة المقدسة في بلاد الرافدين القديمة، الدين في الاقتصاد" يؤكد هنا لا يوجد دليل على"الدعارة المقدسة" في بلاد الرافدين. وتعيد هذه الدراسة النظر في الأدلة في إطار نموذج اقتصادي، بسيط موجه للمعبد - الدعارة المقدسة. إذ رفضت النتائج التي توصلت إليها الباحثة أسانتي بكونها غير متسقة. الاستنتاج الرئيس هو أن عبادة إنانا - عشتار كانت معنية بشكل مباشر، أو عن طريق ممثليها، في إنتاج وبيع الخدمات الجنسية. ويقترح استعمال الطقوس والأساطير، و تراتيل الآلهة الجنسية الصريحة، لزيادة الطلب على خدمات بائعات الهوى. ويعتمد هذا التحليل في المقام الأول على النصوص الأدبية، ومع ذلك تقدم النصوص القانونية أدلة موحية على أن المتعبدين يكتسبون دخلاً من بيع الخدمات الجنسية. من الواضح أن التفكير المنفتح لمشكلة الدعارة التي تبدو ضيقة، يلقي ضَوءا جديدا على الأسئلة الأساسية المتعلقة بدور المؤسسات الدينية، في الشرق الأدنى القديم.. عنوان "الجنس في العراق القديم" ملفت جداً، يفوز بخطف انتباه الجميع. ومن الوعي أن ندرك الجنس بكامل تفاصيله، فالجنس هو محبة الإنسان لنفسه، وتُعتبَر هذه المحبة الصلةَ بين قطبي الحياة لتوليد الحياة أو للتعبير عنها. وهكذا تتولد الحياةُ وتتحقق في الوصال الجنسي الذي يتم بين الرجل والمرأة على نحو حبٍّ ومحبة. بالنهاية.. يجب الإشارة للمترجم.. يمارس الطلبيُّ الترجمةَ بدفء فني، لا بضجة ميكانيكية مملة، فهو استثناء فكري منيع، و فاصلة نوعية، يتمتع بأشكال وأساليب تعبير جديدة، ترجمات صاغها بلغة فذة تحمل متعة لا متناهية لقارئها. ترجمات الطلبي ستسعنا جميعاً وستتسع... تاركاً له أثراً مُبيناً داخل المدونة العراقية. 







ربیعُ الخیر ................ بقلم : دلشاد احمد حمد // العراق





زهورُ الربيع دليلُ الجمال
نسيمُ الصباح يُنَسّي المَحال
فأهلاً بفصلٍ يزيدُ البهاء
وحلمُ الليالي مجيء الوصال
نداوي الجراحَ بشمّ العطور
فدربُ المعالي قریبُ المنال


كَأْسٌ وَهَمْسٌ ............. بقلم : خالد الحامد // العراق





شعر : خالد الحامد
رُؤَاهَا الدَّرُّ فِي رَأْسِي
كَخَمْرٍ صُبَّ فِي كَأْسِ
وَقَلْبِي فِي الهَوَىٰ صَبٌّ
يُدَاوِي الهَمْسَ بِالهَمْسِ
يُضَاءُ الــدَّرْبُ إِذْ مَرَّتْ
تَزُقُّ النُّوْرَ فِي الشَّمْسِ
فَــلَا حُسْــنٌ يُـضَاهِيْهَا
وَلَا عِطْــــــرٌ لِذِي أُنْسِ
إِذَا خَامَرْتَ شَدْوَاهَــا
تَعِيْشُ العُمْرَ فِي عُرْسِ
كَأَنِّــي دُوْنَ سُقْيَـــاهَا
جَدِيبُ العَقْلِ وَالحِسِّ
وَدُوْنَ العَقْلِ مَنْ يَزْهُو
أتَزْهُو النَّاسُ فِي هَوْسِ
أَبَــعْدَ العَقْلِ مِنْ كَنْـــــزٍ
يَـــدِّرُّ الفِكْـــــرَ بِالنَّفْسِ
فَلِـــي قَــلْبٌ بِهَـا يَـحْيَا
وَعِشْقٌ صِيْغَ مِنْ قَبْسِ
فَكَمْ أَقْـــــوَىٰ بِهَا عَزْمَاً
كَعَزْمِ السَّـــهْمِ بِالقَوْسِ
فَيَـــا دِفْءَ الشَّرَايـــينِ
أَغِيثي الرُّوْحَ مِنْ بُؤْسِ
فَمِنْكِ القُرْبُ ذُو سَلْوَىٰ
وَعَنْكِ البُعْــدُ ذُو تَعْسِ
وَيُصْغِي الصُّمُّ إِنْ شَاءَتْ
وَيُشْفَىٰ البُكْمُ مِنْ خُرْسِ
وَلِلْأَعْمَىٰ تُزِيْـحُ الحُجْبَ
بِالـــــــسَّمْـعِ أَوِ اللَّمْـــسِ
فَمَنْ أَهْــــــــدَىٰ لَهَا قَلْباً
تَصُنِ الوَعْيَ مِـنْ وَكْسِ
لَهَا الأَجْيَالُ فِــي عِشْقٍ
مَـــكِيْنِ العَــــزْمِ بِالغَرْسِ
فَتَاةٌ بَعْـــــــدَهَا الــدُّنْيَا
كَجِــــسْمٍ دُوْنَـــــمَا رَأْسِ
بِهَا الأَطْـــيَافُ زَاهِيَـــةٌ
تُذِقْكَ الحُــــبَّ فِي مَسِّ
وَقَلْبِي بِالجَـوَىٰ يَـشْدُو
لَهَا الأَشْـــــــعَارَ كَالدَّرْسِ
أَيَا لُغَتِي وَمَـــــنْ يَـعْلُو
بِـــــلَا ضَــــــــادٍ وَلَا أُسِّ
فَيَا لُغَـــةً لَهَا وَحْـــــــيٌ
يَبُثُّ الرُّوْحَ فِــي الرَّمْسِ






مُعاهدَة حُبّ ................. بقلم : محمد الزهراوي ابو نوفل - المغرب




إلى الرّوح التي
عانقتْها روحي
إلى القلب الذي
اطّلَع على كل
أسرار قلْبي
والنّجمَة الوَحيدَة
التي أراها ليْل
نهارٍ في سمائي
الصّافِيّة..إلى
الحبيبَة الغائبة
الحاضرة التي
تُطْفئُ نار شوْقي
بالآمال وتُدْفِئُ
شِتاء عمْرِيَ البارِدَ
بِشَهْد بوْحِها
الخالِد أكْتبُ هذا
البوح مِن منْفايَ
نِيابة عن قلْب لا
يُحِبّ ولا ينْبضُ
إلاّ بكِ وعنْ عيْنٍ
لا ترى سِواك يا
أرْوَع ما رأتْ عيْني
بالله عليْك دعيني
أُحِبّكِ ويشْهد الله
علَيّ وكلّ العالَمين
أنّني وروحي لك
منْذ الأزل ما كانت
ولمْ أكن لِغَيرِكِ
أبَدا وذلك مذ
سرقتني مِنّي كوطن
دِفْؤهُ حضْنُكِ
الوَريفُ سماؤه
جبينُكِ العالي..
هواؤه عِطْر أنْفاسِكِ
وماؤهُ زلال
ريقك العذب حيث
فيك أبحث عني
أقول كلّ هذا
وما تمنّيْتُ أن
أكونَ إلا أنْت وأنا
أهْربُ من روحي
ونفْسي إلَيْك..
وإلاّ فاطْرُديني مِن
جنّتِك الخالدة
لكِ كلّ حريّتكِ..
أنا لا أُنافِس أحداً
يَروقُكِ وترْتضينَه..
لِأنّه يُسيء أدبِياً
وخلُقِيّاَ إلى الجمع
مِمّا يُعرِّظُكِ
وأنت كوطن..
للسخرية والهزء





حيـــاة قاسيـــة، نــحبـّـها ................. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق





الحياة قاسية بالرغم ما فيها من سوء وسيئات
نحن طيبون لسنا اشرارا لا قساة، نحبّ
ننفض ما علق كالغبار بأرواحنا
في ستين غابرات من
استياء هائج وصرخات
امنياتنا نحققها، نريدها ان تظل ابدا
حبنا يأتي لذيذا خافت الحياء
توقظنا لمعته مهذب ،ضوؤه رعشة
تتساقط على كل الظلام
افكارنا ليست مضطر ،وان كانت طيور تطير
نسمع خفقها حين تطير
لا تجد مأوى ،ظلت تحوم
مشاعرنا نريدها ونخشاها
اخفت عن اسرارها
نعيش وخبزنا وسادة وزهرة
حبنا يختلط بطعامنا وحروفنا
طاقة خلقنا
غير مندهشين لحدود الدهشة
همسنا سرّي ناعم بالكاد نسمع
نعلم الصمت ،مبتسمين
نحسن القرب من الحياة ،نعرف الحبّ
نختر اجمل اللحظات
عشّاق ،حبّنا اضاء صحارينا
لم ننتبه لحياتنا
طريق العيش ليس ناعما ،تشوبه المخاطر
عشقنا صعب ،نواجه عذاباته
لكن نمتلك قدرة العبور
لنا قدرات عجيبة
مضت سنوات الفوضى
حبّنا ظلالها ارتجف ،لكنا واصلنا مشرقين
لا بد ان ينتصر الحبّ والجمال
لمن يحبّ الحياة تنصره
يغمرنا بعض الضباب
همسنا عذب
نفرز الازمنة المبتذلة
كبريائنا سامٍ
ننشد من الحياة الفاضلة النظيفة ،والنوافذ المضاءة
والحلم الذي مات فيها
وقفنا بوجه الريح
حبّنا عظيم في طرقنا المهجورة
حياة تمر متخفية
ارضنا ملاك تغتصب الملل تشيع الرمال
واضاءة على اللامبالاة ويأس الوجوه الوردي
وجوهنا تنشر البشرى الفرح للذين ينتظرون
من يسمعني فأبثه حديث البصيري
نحبّ الحياة جُبلنا
نخاف الاحلام طافت بنا اقدار مخبوء
نمنا وليل الخطوب ما بنائم
سفن الحياة جرت ببحر روئ العيش مرغمين
نحن في بستان بتنوفة اغصان اشجارها في السماء
اوراقها جفّت الاّ من آفلة
اجتثت ولعقتها الرياح الهوجاء
العمر يزداد لكنا في الاعمار نواقص
تتهدم اجسامنا نعمرها بطعام سيئ
كبلنا بدهم الحياة غدونا نجاهد دونها
دعتنا لارتكاب المعاصي
لو خيرنا غير هذا الوجود لاخترنا العدم غير آسفين
الموت جار في سلكه الينا سبيله مستكين واضح
غضب الدهر علينا قابضا بسيف المنون قائما
في بسيطتنا لا ترى الاّ عامرة بالمصائب
احزنتنا المفجعات وضاعت كرامتنا
اراملنا تستذرف الدموع
اليتامى كأسرب الفراخ واليمام
حرائرنا تسعى سعي ابكاها كالخوادم
ليت المنون قوضهّن قبل طوم البيوت
الخير مضى كمزنة
خُلّب واشر ضربنا ضربة حسام قاطع
ان بنى احدنا كوخا خلفه كان الف هادم
وان كان صادقا كذبه الف كذوب
جهلاء يا لتعاسة الحاكم
**********



العراق /بغداد
25/2/2023