أبحث عن موضوع

السبت، 16 يوليو 2022

تشظّيات وأمل ............ بقلم : عزيز السوداني // العراق





عندما أستلّ نفسي................. من بقايا الذكرياتْ
أجد الحاضرَ نهراً................ باحثاً عن أمنياتْ
ما على الشاطىءِ شيئ...........من زهورٍ أو نباتْ
غير أحزانٍ تجلّتْ ..............فوق رملِ الأمسياتْ
والصباحات تشظّتْ..............كطــــيورٍ تائـــهاتْ
كلّما يُزهر حـــرفٌ.............ضاعَ بين الكلـــماتْ
كلّما نشتاق وصلاً ............ذابَ في جمرِ الشتاتْ
وبدا الحيُّ نحــيلاً..............كالورودِ الذابـــــلاتْ
وصباح الجسرِ حزنٌ...........من ضــفافٍ يابساتْ
فوقَ وجهِ الماءِ طينٌ...........عاطــــلٌ عن طيّباتْ
فعسى القـــادم يـأتــي.......... بأريــجِ الســــنبلاتْ
أمــــلٌ بـــاللهِ فــــينا............وهو ربُّ المكرماتْ




حكايه حب ............. بقلم : علي درويش - مصر



يا قصه يا لحن الهوي
مين زيي بالحب إرتوي
حبيت لكن بدون كلام
عشق العيون أجمل هوي
نظره ولو من غير كلام
تشفي الفؤاد من غير دوا
كل المنى أحلام عيون
والقلب بالوجد إكتوي
وإبتدت ثوره فؤادي
شعللت نار الجوي
*****
لما العيون باحت بسري
قلت خلاص الأمرأمري
خفت يكون الرد قاسي
قلت ابعت رسول بشعري
جاني ردك بالقبول
كان أسعد يوم ف عمري
ليله كانت بألف ليلة
في إختبار الشوق وصبري
وإبتدت قصة هوانا
شمسها انت وقمري
*****
وإتواعدنا وجيت قابلتك
قلبي طار أول ماشفتك
قلت إهدي.. قالي أسكت
ورقص سعيد مع بصتك
من عنيكي سهم صابني
غير جمالك مع رقتك
إيدي عشقت حضن إيدك
دبت شوق مع بسمتك
وإبتدا المشوار بهمسه
أشواقي تسبق خطوتك
*****
كل خطوه مشيتها جنبك
ليها ذكرى وفيها نبضك
إيدي تعشق حضن خصرك
قلبي جنبك زي ضلك
فاكره أول مره بوستك
روحي هامت عند خدك
بعدها كان شهد صافي
طعمه أحلى من شفايفك
كل حته سهرنا فيها
قربت من قلبي قلبك
*****
يا ربيع أزهاره حب
روحي هايمه بأحلى درب
نبضي ساكن بين ضلوعك
كل دقه فيها قرب
من رضابك دقت شهد
بعد حبك م ألقى حب
وأما أضمك مني أكتر
ينبض القلبين في قلب
البدايه قصه حلوه
النهايه.... البعد صعب



المواجهة / قصة قصيرة ........... بقلم : على حزين - مصر






أكلني الصقيع والانتظار وأنا أشعر بالوحدة والفراغ والملل لا شيء في رأسي يدور لا شيء إلا الصمت ومراقبة القطارات القادمة من بعيد لعلها تأتي بجديد ولكن هيهات ...
لا شيء هنا أفعله سوى الانتظار واجترار الذكريات .. أسترجع كل سنين عمري التي مرت أمام عيني سريعة كالقطار أحاول أن أُراجع مع نفسي ما حدث , وأعيد ترتيب حساباتي من جديد وأنا أراقب من النافذة السماء, والقطارات القادمة من بعيد وأنتظر لعلها تأتي وتجيء تحمل شيئاً, ولكن هيهات , ........
لا أحد يأتي ليسأل عني , لا أحد يحبني , أعرف ذلك جيداً.....
أنا بخير , نعم أنا بخير , وما زلت على قيد الحياة, آكل , أشرب, أتنفس , وما دمتُ كذلك لا يهم , فليذهب العالم كل العالم جميعا إلى الجحيم , فالعالم كل العالم , لا يعني لي شيئاً ......
" الكل في هذا الزمان ـ إلا من رحم ربي ـ يحب النفاق , وأنا لا أحب النفاق فما المشكلة إذاً الكل يحب مصلحته, فمن الطبيعي لا يحبني أحد , حتى أنتم لا تحبونني بل تحبون أنفسكم ، وتسلون قتكم وفقط , أنا أسف سامحوني تلك هي الحقيقة , " ...........
لا شيء إطلاقا أنا بخير, لا شيء, فقط شيء وأحد أسمعه وهو يرن في أذني الأن , صوتها ,
أحاول أن أصم أذني , أتجاهل كل شيء أمامي , أنهض مسرعاً أصنع كوباً من الشاي , أشعل سيجارتي الأخيرة , يعود صوتها من جديد , وهي تقول لي :
ــ أنت على فكرة مريض ؟!! ..
أنا الأن أمر في حالة نفسية يرثى لها, صدقوني , حالة صعبة , حزن شديد, واكتئاب حاد , فعلياً أنا الأن منعزل تماماً عن العالم , لا أحد يكلمني , ولا أكلم أحد إلا الجدران , ولا أحد يهتم بي , فقط الفراغ , والعزلة هما أصدقائي هنا ,
" الحياة تشبه القطار الكبير ونحن فيه راكبون , نقابل ناس ، نعرف ناس, نودع ناس، نحب ناس, نكره ناس , وننتظر ناس, ولا أحد يأتي , ولا شيء يبقى على حاله، الكل يتغير , والكل يتحول وتلك سنة الله في خلقه والحياة تدور, وتتغير , والتغيير سنة الله في الحياة "...
يأتي صوتها من بعيد مرة أخرى يملأ المكان , ويصرخ في وجهي :
ــ من قال لك أنك سليم .. أنت مريض .. أسمعت ...
عشرون عاماً مضت أو يزيد وهي لا تكف عن هذا الهراء , عشرون عاماً وهي تقول نفس ذات الكلام, عشرون عاماً وهي لا تتراجع عن قولها هذا , وهي تراني هكذا " أنسان مريض ويجب أن أتعالج".. وتصر على ذلك, وفي كل مرة كانت تقولها كنت أضحك , وأسكت , ولكن هي لم تسكت , أنا كنت أراها تبالغ , تمزح معي , وتضحك , لكن هي لم تمزح وكانت تصر على قولها ...
" الكتابة الشيء الوحيد الذي يريحني, ويخرجني من تلك الحالة السيئة , جميل جداً أن تُخرج ما بداخلك تتحدث إلى قلمك عبر الأوراق تتنفس فيها مشاعرك دائماً, لولا الكتب والدفاتر والاقلام, والقراءة , والكتابة لكنت فعلاً مريضاً , أو من بين تعداد الأموات " ...
حزمتُ حقائبي تركتُ لهم البيت والشارع وذهبتْ, تركتُ لهم كل شيء, وانصرفتُ, ومشيتُ لا ألو على شيء, وصوتها يتبعني خلفي كظلي يلحقني أنَّى ذهبتُ لم أصطحب معي إلا الصمت والحزن الشديد والأسف على كل ما حدث ... تركتهم جميعاً فهم لا يريدونني معهم..؟!......
لا شيء أفعله هنا إلا الحزن, والفكر، واجترار الذكريات المؤلمة , ولا أحد يعلم بحالي إلا الله لا شيء أفعله هنا إلا الفراغ الذي ملأ عليَّ كل حياتي , وقد أكلني الصقيع والانتظار ...
كانت كلماتها تأتيني كالرصاص تفجر رأسي المتعبة , ...............
في أخر لقاء جمع بيننا, في اللقاء الأخير أظهرت الحقيقة , قالتها بقوة , وبدون خوف , أو مراعاة لأي مشاعر إنسانية , هي تعرف كل شيء عني حتى أدق التفاصيل ومع ذلك لم تراعي مشاعري , وهي تقول لي الحقيقة دون مكياج , أو رتوش , ...........
ــ أنت على فكرة يجب أن تعرض نفسك علي طبيب فوراً "..
أنا أحترم رأيها دائماً , فهذه هي الديمقراطية التي تعلمناها وتربينا عليها منذ صغرنا, وذلك أن أقول رأيي فيك بكل صراحة ووضوح , وأنت تقول رأيك فيَّ بكل صراحة ووضوح أيضاً , وأنت عليك أن تتقبل رأيي فيك بكل أريحية وسعة صدر والعكس بالعكس طبعاً , ......
مازال الصوت يرن في محيط أذني التي كثيراً ما تتعبني وكثيراً ما كشفتُ عليها حتى قالوا لي بعد الفحوصات لابد من إجراء عملية جراحية وإلا سيتفاقم الأمر ..؟!! ........
وهي قالت أيضاً بأني مريض ولابد أن أتعالج ,........
عشرون عاماً أو يزيد وهي لا تكف عن هذا القول , وأنا كنت أراها تمزح معي وتضحك ...
ألا تباً لهذا المرض, وتباً لها, ولهذه الكلمات القميئة , ولصوتها الذي لا يتركني أنام , .......
" أن تكتشف بعد عشرون عاماً بأنك شخص مريض, وبأنك غير مرغوب فيك إطلاقاً البتة, وبأنك أصبحت كائن غريب , وثقيل على النفس , طفيلي, وبأنك أصبحت عبئاً ثقيلاً على نفسها هذا أمر صعب جداً وتلك حقيقة موجعة مؤلمة حقاً ",...
مازال صوتها يرن في رأسي المثقلة المتعبة المنهكة من كثرة التفكير, وقلة النوم , والألم ,
ــ أنت مجنون , مريض نفسي ولابد من أن تتعالج , اعرض نفسك على طبيب ..؟!!
سبعة أيام مضت أو أكثر ولم يأتيني أحد أو يسأل عني ولو بالتليفون , كنتُ أنتظرهم يأتوا ولكن خاب ظني ، انتظرتهم كثيراً أن يسألوا عني أو يأتوا، ولكنهم لم يسألوا ولم يأتوا، هيهات ، هيهات أن يسأل عنك أحداً في هذه الحياة إلا لأمر ما , فليذهب الكل إلى الهاوية ....
أمسكتُ الهاتف رننتُ على شخص عزيز عندي ، وانتظرتُ منه أن يرد ، لكنه لم يرد ،
ضربت عليه مرة أخرى، وانتظرتْ ، ولكن لم يرد.. ربما كان مشغولاً , أو ربما لم يسمع رنين الهاتف ، أو ربما لا يريد أن يرد عليَّ أصلاً, وربما .. وربما.. سامحهم الله جميعاً ، .......
يأتيني صوتها هذه المرة بنبرة لم أتعود عليها من قبل , كانت نبراتها في تلك المرة قاسية جداً وحادة وفيها استعلاء نبرة يغلفها الكبر وغطرسة لم أعتاد عليها من قبل , فكانت مفاجئة صادمة بالنسبة لي بكل المقاييس حتى أني حينها بحثتُ عن لساني لأرد عليها فلم أجده , أخرستني الصدمة , وطار عقلي من رأسي , وقواي انهارت وكدتُ أن أسقط من طولي , لولا أن تماسكت وانا أحاول أن أقول شيئاً, أن أفعل شيئاً , أي شيء لكن هيهات فالموقف كان أكبر من كل شيء,..............
" مؤلم حقاً ان تسمع مثل هذا الكلام من أنسان عزيز عليك قريب لديك, كنت تحبه جداً بجنون وكنت حريصاً عليه , تحميه, وتحادي وتغار عليه حتى من نفسه, وكنتُ تظن أنه يبادلك حباً بحب , وبنفس المشاعر والأحاسيس , وكنتَ تأمل فيه خيراً, أنسان كان قريباً منك جداً, وقريب من قلبك وروحك , .....................
شعرتُ بالانقباض وبأن الأرض تميدُ من تحتي, والسماء راحت تدور من فوقي , وتوقف عقلي تماماً , وكدتُ أسقط من طولي لولا أني تجلدت, تماسكت لأخر لحظة ملكت غضبي , وتمالكت نفسي من أي لحظة تهور أو انفعال برغم أن بركان الغضب بداخلي قد بلغ ذروته وأخذ يفور ويمور وراح يرمي بحممه بين طرقات جسدي وعلى وجهى الشاحب .......
" لو كنتُ ضُربتُ بالرصاص في ميدان عام أمام الناس كان أهون عليَّ , أو لو كنتُ ذُبحت بسكين تالم كان الأمر بسيطاً جداً وهين بالنسبة لي وأرحم بي من أن أسمع مثل هذا الكلام القاتل ,... آآه لو كان غيركِ قالها...,
لا أدري أكاد أُجَن , هل هي صادقه.؟!..هل هي كاذبة.؟! .. ماذا اقول ..؟! .. وماذا افعل..؟!..
وأنتِ العالم كل العالم كنتِ بالنسبة لي كل العالم , لا أدري أكاد أُجَن ,.................
ــ من قال لك أن هناك أحداً في هذه الحياة يُحبك ،
ــ ........................
تُرى هل فعلاً حقاً ما تقول بأن الجميع يكرهونني وكلهم يريدون أن يتخلصوا مني , ولا واحداً فيهم يُحبني ..؟!.. هل هذا حقاً..؟!.. هل هذا صحيحاً .. ؟!.. وهل أصدقها , ولا واحداً حتى أنتِ..؟!.. أنا أحبها , وهي لا تحبني .. كيف .. ولماذا .. ولما .. وألف هل , وكيف ولماذا , ومن يقول هذا , توأم روحك , تسمعك هذا الكلام ..........
أنا لا مشكلة عندي على الأطلاق بأن العالم كل العالم يكرهني , يحبني, لا يهمني , المهم أنتِ الذي يهمني هو أنتِ وفقط , فهل أنتِ صرتي تكرهينني إلى هذه الدرجة وإلى هذا الحد ..؟!!.. لكن لماذا ..؟! .. وأنتِ العالم كل العالم بالنسبة لي ؟!!! .....
أنا في موقف صعب, موقف لا أُحسد عليه إطلاقاً صدقوني ... يا ربي ........
رأسي تكاد تنفجر ... الساعة الأن السابعة والنصف مساءً , والليل يقترب , والبرد شديد والصقيع يملأ غرفتي , ويفت عظامي ....
حزمتُ حقائبي، وتركتُ لهم البيت وانصرفتُ , دون تردد ,
وكان صوتها ما زال يتردد بقوة في محيط أذني ويردد من جديد ..
ــ ولا واحد يحبك , حتى طوب الأرض صار يكرهك , حتى أنا أكرهك أيضاً ,.؟!!
صوتها مع منظرها مازال يطاردني في كل مكان ذهبتُ إليه وهي ثائرة في وجهي ,
وصوتها العالي لا يرحمني وهي تكرر تُعيد وتزيد , أضع أصابعي في أذني حتى لا أسمع ما تقول, وهي تصرخ في وجهي بجنون , وفي هستيرية غربية :
ــ كرهتك .. كرهتك من كل قلبي , ولا أريدك , وأريد أن اتخلص منك .. أسمعت "
ما كنت أتصور يوماً ما أن يحدث مثل هذا .....
" قديماً قالوا : إذا أردت أن تعرف حقيقة الانسان وما يكنه تجاهك , أغضبه أًولاً , أو اجعله يغضبُ منك وهو سيقول لك كل شيء بداخله نحوك وكل ما يحمله من مشاعر وأحاسيس مكبوتة تجاهك .. وصدق القائل :" إنَّ الكلام لفي الفؤاد وانما جُعل اللسان على ما في الفؤاد دليلُ " والألسنةُ كما يقال مغارف لما في الصدور .. للأسف الشديد, تلك هي الحقيقة المرة, ما كنتُ لأعرفها ولم أكن لأكتشفها ، ولم أكن لأنتبه إليها لولا هذا الاعتراف الخطير الذي حدث منها إثر مشادة كلامية , مشكلة وقعت بيننا , وهي التي بدأتها كالعادة, فهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا معي, كما أنها ليست هي المرة الأولى التي تعلن فيها هذا ,
" إنها لا تحبني " فقد سبقتها مرات عديدة ، وفي كل مرة كانت تقول مثل هذا الكلام ,
وكنت أضحك وأسكت وكنت أظنها تمزح معي ,
ترى هل هي كاذبة في هذه المرة أم هل كانت صادقة..؟!!.. وهل أنا مكروه لهذه الدرجة..
وكيف.. ولماذا .. ولما .. وهل هذه هي الحقيقة المرة , وهل هذه ستكون هي النهاية , ...
ربما يكون هذا صحيح , وربما قد يكون غير ذلك ، من يعرف, لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه ومتأكد منه أنها قالتها لي في وجهي بعظمة لسانها بأنها : قالت :
" لا تحبني , ولا تطيق وجودي في حياتها , ولا تريد أن ترى وجهي , وبأنها تكرهني , وبأنها كانت مجبرةً علىَّ , وعلى العيش معي , وبأني مريض نفسي ويجب عليَّ أن أُعرَض على طبيب, وبأنها نادمة أشد الندم كونها ارتبطت بي , وبأنها صبرت عليَّ طول هذه المدة واستحملتني كثيراً جداً , وبأن .. وبأن .. وبأن ولا واحد هنا يحبني، ولا هي أيضاً ,.. "
**********************************
 طهطا ــ سوهاج ــ مصر
تمت مساء الاربعاء / 6 / 7 3022


حالتان ............. بقلم : أوهام جياد الخزرجي // العراق






1.حنين
هذه ليلةُ الروحِ تمضي بِلا عَجَلٍ،الروحُ سَحابةٌ تمطرني أشتياقاً، وحنينا لصدرِ أمي.
2 إلتصاق
ملتصقةٌ جناحا الروحِ، رهينةٌ لديك أوراقي ,يطرقُ هو بابَ الفجرِ، ورؤاك الحلمُ يرتدي ألصمتُ ألواني، غفوةٌ تمسكُ الضوءَ,ثملةٌ تدورُ بها آفاقي.
14/ 7/ 2019





بين الأمس واليوم ................ بقلم : عادل نايف البعيني- سورية




أبـنـاءَ يـعرُبَ أيْـنَ مـنكُمُ زالشَّمـمُ
والـهُـندوانيُّ إِذْ زِيلـت بـه اللِّـمَـمُ
مَـنْ مُنْـجِـدٌ أنـِفٌ يُنْجِيـنا مـن عَثَرٍ
مَـنْ للعلـى مــدَدًا بالمجْدِ يَعْتَصِمُ
مَنْ لِلْحِـمَى شررٌ نُـصلِي بِـهِ قُلَلاً
مَـنْ فـي الوغَى نَجْدٌ تَسْمُو بِهِ الهمَمُ
هَذِي صَوَارِمُـنا قَـدْ ثَـلّـها صَــدَأٌ
وخَيْلُـنا اضْطَرمَـتْ في صَدرِها الحممُ
فِـيـمَ التَّــــفرُّقُ والأقـوامُ نـَاهِضَةٌ
فـيـمَ التّــشَتُّتُ والأعـداءُ تلْـتَئـمُ
بالأَمْـسِ غابِرُنـا سُـدْنـا بِـهِ أُمَـمًا
واليَـومَ حاضِـرُنــا جـرحٌ بــنا سَقَـمُ
دالَ الزَّمـانُ بِـنا والدَّهْرُ مُضْـطَرِبٌ
فالشرُّ ذئْـبٌ عـلى الأحْراِر مُقْتَحِمُ
صُهْـيـونُ يَـمْرَحُ في أقْداسِ حُرمتِنا
مَهْـدٌ يُــدَنَّـسُ بـالآثـَـامِ والحـرمُ
طِفْـلٌ يُـدَلَّلُ فـي أَحْضَانِ قَـابِلة
الشَّــرقُ لُعْـبَـتُهُ والغَـربُ والعَجَـمُ
أمريكا جاءتْ تَــمُدُّ اليَـدَّ بـاسِـمةً
وخَـنْجَرُ الصّدقِ خَلْفََ الظهرِ يبتسمُ
فلا تصدِّقوا ما قالَـتْ وما وَعَـدَتْ
فالـوعْدُ عِــنْدَ ذِئابِ الغَدْرِ منعـدمُ
وكيفَ تصـدُقُ والمعْـيارُ مُختَــلفٌ
هـذا حَـليـفٌ وذَاكَ حَـقُّـهُ العَـدَمُ
أحكامُ مَجْلِسِها فَـرْضٌ عَلَـى أُمَـمٍ
وَلَيْسَ يُفْـرضُ في أنْصَارِها الحكُمُ
فِيمَ التَّشاكي وحُـكْمُ العَدْل نَعْرِفُـهُ
مادامَ لِلْـحَقِّ لا تَسْعَــى بِـهِ قَـَدمُ
فأيْـنَ أَنْتِ أَيَا أَمْـريكا مِـنْ حَكَمٍ
مِــيْزانُ عَـدْلُـكِ عِـنْدَ الْحَقِّ يَنْـعَدِمُ
يا شَعْبُ هَيّا إلى الهيجاءِ في غَضَبٍ
فَـالقُـْدسُ تـُؤْسَـرُ والْجَولان يُقْتَسَـمُ
جَرِّدْ حُسَامَكَ لا لـهوٌ و لا طَـــرَبٌ
حتّـى يَعُـودَ لأهْـلِ الحقِّ ز ما لَهُـمُ




من وحي انتصارارات تموز........... بقلم : عبد الله سكرية - مصر




من وحي انتصارارات تموز بقيام ثورة يوليو وباندحار العدو الصهيوني تحت ضربات المقاومة نقول لامتنا أفيقي فالعدوان ما زال قائما٠٠

ولا بد من التذكير أن جمال عبد الناصروهو يقود أمته نحو التحرر والتقدم والوحدة ،كان يخوض معركة قومية قائمة على أساس ثابت وموضوعي ،هوأنّ العرب أمة واحدة ،وأن العدو الصهيوني وداعميه من الغرب الاستعماري لا يستهدف قطرا عربيا واحدا ،بل هي معركة وجود إمّا أن يقوم فيها كيان صهيوني على أنقاض أمة سائبة ،وإمّا تنهض الأمة واحدة موحّدة بأقطارها ومواقفها ،لتحافظ على وجودها وعلى حقوقها ، وتستعيد دورها الرّائد في بناء مستقبلها والمساهمة في استنهاض الحضارة الإنسانية ..
لذلك كان النداء إلى التضامن العربي ، واستجماع القوة والإتحاد ، أمرين لازمين لسياسة الثورة على مدى السنوات التي عاشها قائدا وزعيما لهذه الأمة . ومن وحي هذه السياسة نقول .
يا حاملَ َالسيّفِ خلِّ السّيفَ منشهرًا
هذي فلسطينُ نادَتْ ،والهوى عرَبُ
ماذا دهانا ،وهذا السّيف يجمعُنا؟
والله وحّدَنا ، والحرفُ ، والكتبُ
إنَّ الرِّياحَ تُذرّي ، ليسَ يُعجزُها
من خافَ أو ذلّ أو للخُلفِ ينتسبُ
منْ باع َ أمَّتَهُ ، يا أمَّةً عرَبًا
حسبُ الحقوق ِكما الأسلاب تُنتهَبُ
حسبُ الحياةِ براكينٌ تُزلزلُنا
ما صدّها أبدًا أسيافُنا الخَشبُ..


جمال عبد الناصر ......... بقلم : عبد الله سكرية - مصر




23 تموز ، ثورةُ العرب ِ الأولى لتحريرِ الأرض ِ والإنسان ِ. واللقاءُ مع قائدِها الغائبِ الحاضرِ عزٌّ وكرامةٌ .. فتعالَوا يا أبناءَ العروبة ِ والإيمانِ لنحييَ الذّكرى أصالةً ووفاءً. "وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقَدُ البدرُ " ...
......عُروبَتُنا والقدْسُ
كمْ ذا شهَرْتُ سُيوفًا في مرابِعِنا
فِدَى عُروبتِنا أهْوَى ، وأنْتِصرُ !
ما غرَّني ،في نِداها ،غيْرُ هاتِفَة ٍ
تَحْيا فنَحْيا . بها نَزْهو ونَفْتخِرُ!
قدْ أيْنَعَتْ بي هوَىً ، فاضَتْ نسائِمُهُ
تُوزِّعُ الخيْرَ. يا زَهْواءَ مَنْ فَخَروا!
في بابِ مشْرِقِنا حطَّتْ روَاحِلَها
وفي مَغارِ بِنا ، دانَتْ لهَا الثُّغُرُ !
مَنْ ذا يُفرِّقُنا ؟ والدَّارُ وَاحِدَةٌ
منْ وحْيِ أحْمَدِنا قدْ عَزَنا البَشَرُ!
لهَا انْتَهيْنا ، ومنْها كانَ منْهلُنا
في السُّقيَا منْها يَطيبُ الماءُ والثَّمَر
يا شَرَّ مَنْ حَمَلوا للعُربِ ما حَمَلوا
بِئْسَ الطُّغاةُ ، بِما جاؤُوا ومَا نشَروا!
نَحنُ الأُلَى .. زَمَنًا ضَوَّأنا ساحتَكُمْ
أنتمْ زُناةً أتيْتُمْ .. فعلُكُم قذِرُ!
ما كنتمُ ، أبَدًا ، أهْلًا لمَكْرُمَة ٍ
وشاهدٌ، في بِلادي ،البَدْوُ والحَضَرُ!
آذَيْتُمُونا !! وهذي القدْسُ آسِرَةٌ
تلوكُ همًّا !! ومَا في حمْلِها نُكُرُ!
هذي دِمَشْقٌ ، وبَغدادٌ تُرافِقُها
حتّى النَّسائمُ، هذا اليومَ ، تُحتَضَرُ!
أنتُمْ جَهالتُنا ... أنتُم عَداوَتُنا
كفَى، بِدارٍ لنَا ، قدْ غُيِّبَتْ بُدُرُ !
سَمَا بِلادي سَتَبقى . وَعْدَ واعدَةٍ
على الجَهَالةِ والأعْدا.. سَنَنتَصِرُ!
باسْمِ العُروبَة ِ، باسْمِ الدِّينِ عائِدَةٌ
يا مِصْرُعُودي ،فإنَّ القُدْسَ تَنْتظِرُ !

لا قمّة في الجزائر وسوريّةُ غائبةٌ ......... بقلم : عبد الله سكرية - مصر





بلا سوريّةَ الأعرابُ صفرٌ
وجَنحُ الصّفرِ طيرٌ لا يطيرُ
يرفرفُ لا يني ، أو قد يهمُّ
إذا وتدٌ لصيقٌ ، لا يسيرُ
وجامعةٍ تنوءُ بألفِ جرحٍ
وغيرُ دمشقَ ما أحدٌ يُجيرُ
سلوا تاريخَها ، والليلُ ساجٍ
أما سوريّةُ القمرُ القميرُ
عروبتُها تناديها تلبّي
متى ضحك التّنادي والنّفيرُ
رجالٌ زانهُم عزمٌ وصدقٌ
لها تغلي شآمٌ ، أو تمورُ
بماذا جئتمُ يا جمعَ عُربٍ
خرابًا جئتمُ ’، ، هذا كثيرُ
فيومَ الدّجنِ ما هانت دمشقٌ
هي الملجا لكمْ وهيَ النّصيرُ
لجامعةٍ تركتُم فيها يُتمًا
وليس لحاكمٍ عنها بديلُ
ألا عيدوا لحِضنِكُمُ دمشقًا
فلا طيرٌ بلا جنحٍ يطيرُ...

{ النص المانع للنص / مفتاحية بنية الاسلوب } دراسة تحليلية عن نص ( مرآتي ) للشاعر السوري ـ فيصل سليمان ......... بقلم : باسم الفضلي // العراق





النص : ( مرآتي )
ما قلت للمرآة حرفا ًواحداً
فعجبت كيف تنبهت مرآتي1
مابحت للمرآة الا بغصة
حملت حنين الطفل للحلمات2
إن جئت اسألها تبدل هيئتي
نستخرج المرأة ما في ذاتي3
او شاهدت حرث السنين بوجنتي
فانا رأيت بوجهها مأساتي
ما شانها حتى تشنف سمعها
ما شأنها فيما يخص حياتي
لو اْنها سألت لكنتُ اْجبتها
واْرحتُها من لعبة الغمزات
ماكان ضائرها رفيقة دربنا
لو انها سكتت عن الهفوات
مابحت للمرآة باسمك قاصداً
لكنها استمعت الى صلواتي
قبل البدء :
اجبرني هذا النص ، على البحث عن وسيلة تحليلية مبتكرة ، لدراسته بموضوعية
بعد ان اوصد معناه الظاهر/ الفوقاني ـ ابواب تأويله، كونه من نصوص (اللعبة الشعرية) و ( حِيَلِهِا) الأسلوبية التعبيرية ، التي يمارسها الناص / الكاتب ، ترفاً او
حباً في الظهور معتمداً الغرائبية الصورية (عبثيتها كما تصورتُ بدايةَ ) ، والكيفية السريالية ، في تركيبة بنيتها السيميائية ، بمألوفية شكلية ماقبلية المرجعية ( القصيدة العمودية )، ناهيك عن استهلاكية ( المرآة ) كاشارة تعددت دلالتها ، بتعدد من وظفها في منتجه الابداعي ، في التراثين الادبي العربي والانساني ،عبر التاريخين القديم والمعاصر.
ومرد ذلك الإجبار ، ورود تلكما الاشارتين ؛ ( رفيقة دربنا ) ، (إسمكِ)، في سياق النص، فهما ( مفخختان ) فجّرا في وعيي عدة تداعيات ذاكراتية ، جعلتني اعيد قراءة النص اكثر من مرة، فاكتشفت انه ( يمنع ) نصاً اخر يقبع في احشائه / تحت سطحه ، من الافصاح عن نفسه ، والمنع لغة ً يعنى :
الحماية : نقول منع فلانٌ وطنَه ، أي حماه ، ويعني كذلك التحريم والحظر :
نقول منعه الكلام، اومنعه من / عن الكلام ، أي حرَمَهُ اياه ، او حرمه منه ، وحظره عليه .
والنص الظاهر/ المكتوب ( المتعاطى معه قرائياً ) ، مانعٌ لنص آخر، هو الذي ( يَعنيه)
الكاتب، وما سبب المنع أهو لحمايته من المصادرة من قبل ( آخر ) رافض له ، ام
لغاية اخرى، وأحد هذين المعنَيَين ، ستؤكده الدراسة ايضاً ، معززاً بحجج وشواهد موضوعية ، مرجعيتهما النص ذاته بعد إخضاعه للتفكيك وإعادة تركيب دلالاته ثانية .
الدراسة :
اسلوب النص ، مرآة ناطقة تعكس وتترجم الذات الشاعرة ، بأدق قسمات خلجات اغوارها ، ومجهرية شعيرات اسرار ماهيتها ( النفس فكرية / الموقفية الوجودية ) ، بعِدّة بُنىً تعبيرية ؛ :بنية نحوية ، تركيبية ، دلالية ( آنية / تطورية ) ، صورية و صوتية وهو يخفي من قصديته اكثر مما يعلن ، ولايعترف لنا بمكنون معناه النهائي الا
بتفكيك بناه تلك .
وسابدا بالعنوان / مراتي :
مرآة : دالة صرفية البنية / اسم آلة ، مشتق من الفعل / رأى، على وزن مِفعال
مقاربة مدلوله معنويا : آلة تعكس صورة من يتمرأى فيها ولاخصوصية دلالية لهذا الدالة ، حتى اذا اضيفت الى الضمائر / ياء المتكلم هنا ( مرآتي )
، فهذا الضمير يخصص ملكيتها وعائديتها فقط ، ولايفقدها عموميتها الوظيفية ، وهي بهذا لاتخرج عن معناها اللغوي المعجمي ، لذا يجب معرفة دلالتها السياقية ، لكي تفتح لنا بعض مغاليق النص باعتبارها عتبته ، وهذه مما سنحصل عليه من دلالات ، بعد ان اقوم لاحقاً بتفكيك بنى الاسلوب ذات الصلة بدراستي .
وهنا سأقوم بمقاربة قرائية لدلالات الاشارات السطحية في البنية اللغوية للنص :
يفاجئونا اسلوب النفي الصريح ( الظاهري ) بإشارته الدلالية ( ما ) في البيت
الاول ( ماقلتُ ..! )
وخلت انها مصادفة او محض استهلالية مضمونية ، الا ان تكرار النفي بداية البيت
الثاني ( مابحتُ ) الذي تكرر بدوره بدابة البيت الاخير / تكررت ( ما ) 3 مرات
مع وجود النفي الضمني ( غير الصريح ):
لو انها سالت لكنت اجبتها ( شرط متضمن معنى النفي / امتناع لامتناع ) ،
جعلني متيقناً من وجود ( قصدية ) ما لهذ النفي ، وهذا ماعززته ، الحضورية
المتواترة لتلك الاشارة ( ما ) في عموم السطح النصي ، وان بدلالات اخرى فهي :
موصولة / مرتان : مافي ذاتي + فيما
استفهامية / 3مرات :ماشأنها / مرتان +ما كان
عدد مرات تكرارها هنا / 5
المقاربة القرائية :
حضورية الاشارة ( ما ) ببنيتها الصورية ،في سياق نص شعري ، بتكرارية مساوية
لعدد ابياته ( مجموع تكرارها و عدد الابيات / 8 ) ، يدل على قوة حضوريتها في السياق النفسي ( الانفعالي ) للشاعر، وبحكم ان ( ما ) النافية بدلالتيها :
المعنوية / الصورية
، قد أُختزنها الشاعر ذاكراتيا كإشارة انكارية دفاعية، مقابلة لمثير خارجي للقلق والتوتر (اخر) ،فقد هيمنت على بنيته ( اللاشعورية ) وراح يسقط ( صورتها / رسمها )
على باقي الدلالات النحوية المذكورة
وبتأويل ما سكتت عنه هذه المقاربة :
ان تكرارية اسلوب النفي في السياق النصي دلالة على كثرة ممارسة الشاعر فعل الانكار ( وهو معنى النفي ) ،حتى تحولت تلك الممارسة الى ( عادة قهرية ) ملازمة
لبنية ذاته الاجتماعية اللاواعية / تحوّل ذلك الآخر الى ( هاجس ) توتري .
وغائية الانكار هي ( نقض افكار خاطئة او افعال مرفوضة ) مقاربتهما المعنوية/ تُّهم او شكوك ، موجهة / مرسلَة من متَّهِم ( آخر ) ، الى متَّهَم بهما ( الشاعر )
وهذه المرسلة اشارة مثيرة للقلق والتوتر في روع الثاني ، فدلالتها توحي بعقاب سيوقعه الاول عليه / الحاق الاذى به
ولابد ان يكون هذا المتهِم الاخروي قوياً نافذ القول والفعل ( سلطوياً )، مهيمناً متحكماً بالواقع الحياتي للشاعر / مستلب لكيانه المجتمعي ، مما يعجز معه الشاعر ، عن مواجهته فعليا ، فيضطر للدفاع عن نفسه كلامياً بالانكار، و مع تصاعد شعوره باقتراب خطر (الاخر ) منه ، يقرر الابتعاد واعتزال الحياة الجمعية ( الانسحاب الانغلاقي على الذات ) كوسيلة احتجاجية دفاعية نفسية ( احتجاجية على ذلك الواقع المستلب كما يعتقد ، ودفاعية تجنبه مخاطر التعرض للأذاه العقابي المتوقع ) ، مما يفقده توازنه النفسي ( وفق احدى معانى هذا التوازن التي حددها علم النفس والتي تذهب الى انه ذاك التوازن بين البنية الداخلية للانسان / ذاته الحقيقية ، و البيئة الخارجية في الحياة / ذاته الاجتماعية ) ، فيقع في دوامة قلق وتوتر تصدع استقراره النفسي ، وهنا يُثار سؤال مهم :
لماذا كانت التهم والشكوك توجَّه للشاعر وتحاصره ؟
والاجابة عنه : ان الشاعر لابد ان يكون قد تقاطع مع ذلك ( الاخر ) ، وتمرد على واقعه المستلب ، الذي وجده غير صالح لتحقيق ماحمله من فكراو تطلعات حياتية ، وبهذا غدا مستحقا للاتهامات بالعصيان ورفض الانصياع لإرادة الآخر السلطوية ، وصار كل مايقوله او يفعله مثار شك ورصد من قبل اعوان وعيون تلك السلطة .
ان الانغلاق على الذات ،وفقدان التوازن الداخلي ( نفسياً ـ عقلياً )، ومايجلبانه من توتر و قلق مستمرَين ، دفع الشاعر للبحث عن آلية ( تنفيسية* واستردادية** ) يفرغ من خلالها شحنات انفعالاته المقلقة ويستعيد شيئاً من سلامه الداخلي ، فلم يجد سوى ذاته المثالية***، كتعويض نفسي لاشعوري داخلي ،عن افتقاده من يشاركه همه في
واقعه الشعوري ، أو من يبثه بطمأنينةٍ ، مشاعرَه الممنوع عن التصريح بها خارج حدود سريرته ، فقد تحاشوا التقرب منه ، مخافةَ أن يُؤخذوا بجريرته ، وتسري عليهم
ذات التهم والشكوك ، ولما كانت تلك الذات مستوع رغباته ،رؤاه ، وافكاره التطلعية لما يرومه ويتمناه في الواقع ، والانقطاع اليها بالشكوى يشعره بالأمان التام ، ويخفف من قلقه ووطأة توتره الداخلي ، فقد شيَّأها له لاشعوره كائناً حياً يتفاعل مع خفايا هواجسه الملونة بالاحباط واليأس ، ويعكس أدقَّ قسمات ما يضمره في لاشعوره ، من
نوازع البحث عن خلاص ، وتوحده مع حلمه الوجودي ، وهو كائن صادق ، لايخادع
ولايوارب ، ولو اعدنا تجميع كل هذه المركبات المعنوية التي حصلنا عليها من تفكيكنا
اعلاه نحصل على دالة ( المرآة ) معلومة المدلول ، وكما يلي :
مُرسّل اليها تتفاعل مع مرسِلِ صوري + تعكس اليه ماتستلمه من مرسَلاته بحيادية = مرآة
ولما كان هذا الكائن قد تشيّأ جراء إحلال الشاعر ذاته المثالية محل من يمثلون بالنسبة اليه آليةَ تنفيس واسترداد ، اذاً فان فمقاربتها الدلالية هي :
ذات الشاعر المثالية = مرآة اعماقه ( النفس ـ فكرية ) = هويته الوجودية
وباضافتها لياء المتكلم تكون : مرآتي / هويتي الوجودية
وهذا هوالمعنى المخفي / التحتاني لعنوان النص
وبما ان هذه المرآة الذاتية حية عاقلة ، تحاوره وتستمع اليه ، وتتماهى مع همه وتنفعل به وله ، فقد أسقط الشاعر ، كل هذه الصفات الحية على المرآة / أنسنها :
فهي تستشعر مالا يقوله :
( فعجبت كيف تنبهت مرآتي)
وهي مطلعة على مافي دواخله وتظهره له :
( تستخرج المرآة مافي ذاتي )
الاشارة الحدثية الدلالة ( تستخرج ) : تعني الكشف عن شئ مخبوء / مدفون
واظهاره للعلن جليا / المكافئ المعنوي لها : انها تكشف له عن ارائه وافكاره الدفينة
في اعماقه / التي طمرها في اعماق وعيه مخافة رصدها من ذلك الرفيب
وهي تستمع لدعواته :
(لكنها استمعت الى صلواتي )
الصلاة لغةً هي الدعاء
ومتلازمة (الدعاء / الاستماع اليه )،تمثل منتهى مايبعث على الامان النفسي فلا رقيباً ، يمنع الشاعر عن التصريح بما يرجوه ( يدعو للحصول عليه )
بل انها تشنف مسامعها به :
( ... حتى تشنف سمعها )
واستمتاع المسامع ( معنى شنّف لغةً ) بهذه الدعوات يعني انها سارة مفرحة تثير البهجة ، ولكي تكون كذلك فلابد ان تكون (هذه الدعوات ) مؤرضنة قابلة للتلبية ( أي ذات مطالب واقعية مؤنسنة / متقاطعة مع تلك السماوية الغيبة الرجاء والمؤجلة التحقق ) ، ، وهذا ما تبعثه تلك الصلوات من تشنيف للمسامع ، وامتاع النفوس ،
وبلغ من استئناسها بما يبثه الشاعر اياها من مكنون نفسه ، انها ( تغمز ) اليه مستزيدةً :
( واْرحتُها من لعبة الغمزات )
وتقرأ مايرتسم على وجنته من اثار الشيخوخة :
( او شاهدت حرث السنين بوجنتي )
وترسم احزانه على محياها :
( فانا رأيت بوجهها مأساتي )
نلاحظ ان البنية الاسلوبية لتحاور الشاعر مع مرآته الذاتوية يشوبها التوتر
كإنعكاس لتوتره الداخلي ( النفس ـ فكري) ، الذي ذكرناه سابقاً ، وهذا يتمثل في هاتين البنيتين الاسلوبيتين :
1ـ البنية النحوية
النفي الظاهر ، يقابله مثبت ظاهر :
ماقلتُ / تنبهتْ
مابحتُ / استمعتْ
اما النفي الضمني فقد سبق لي ان ذكرتُ مايقابله في السياق الذي ورد فيه في مطلع الدراسه اعلاه
2ـ البنية الصوتية :
نلمس بوضوح كبير هذه العلاقة المتوترة بين الحركة والسكون التي تحكم معظم
حروف النص المتجاورة وكمايلي :
( سأنتقي عينة محددة ، وبامكان القارئ التعميم )
صدر البيت الاول / ما قلت للمرآة حرفا ًواحداً
ما :الميم مفتوح / الالف ساكن( مقطع صوتي قصير مغلق)
قلتُ : القاف مضموم / اللام ساكن ( مقطع صوتي قصير مغلق ) ، التاء
متحركة ( مقطع صوتي قصير مفتوح)
مغلق / مفتوح = توتر
للمرآة : اللام الاول مكسور / الثاني ساكن ( م ص ق مغلق) ، الميم مكسور / الراء
ساكنة ( م. ص. ق. مغلق ) ،التاء المربوطة متحركة ( م ص ق مفتوح )
مغلق / مغلق / مفتوح = توتر
حرفاً : الحاء مفتوح / الراء ساكنة ( م ص ق مغلق )، الفاء مفتوحة / تنوين النصب : نون ساكنة ( مغلق )
مغلق / مغلق = كتم صوتي ، مكافئ للخوف = قلق توتري
عجز البيت الخامس :
ما شأنها فيما يخص حياتي
ما : كما مر بنا انفا ( مغلق)
شأنها : مفتوح / ساكنة ( مغلق ) ، النون مضمومة ( مفتوح ) ، الهاء مفتوحة / الالف
ساكن ( مغلق)
مغلق / مفتوح = توتر
مغلق = كتم / قلق توتري
فيما : مكسور/ ساكن ( مغلق) ، مفتوح/ ساكن ( مغلق)
مغلق / مغلق = كتم / قلق توتري
يخصّ ُ :الياء مفتوحة ( مقطع مفتوح) / الخاء مرفوعة / الصاد الاولى ساكنة (مقطع مغلق ) / الصاد الثانية مصمومة ( مفتوح)
مفتوح / مغلق = توتر / الصاد الثانية مضمومة متعلقة ب(حَيا) في ( حياتي ) اترك امر مقطعيتها الصوتية ومابعدها للقارئ
نجد مما مر ان السكون يقمع الحركة التي قبله ، ويسلبها انطلاق / امتداد، صوت
حرفها ( حتى ان توالت حركتان ) للتدليل على ذلك التأزم / التوتر ، النفسي ،
( لم اتطرق للبحر العروضي ، وآثرت التركيز على اصوات الحروف الداخلية للمفردة
باعتبارها اكثر تناغما والتصاقاً صوتياً مع اصداء التوتر النفسي الداخلي للشاعر )
واذا ما اردنا معرفة أي الحروف طغياناً على بنية المفردات النصية لوجدنا انه حرف التاء، حيث تكرر ( 39) مرة ( اسقطت حرف الالف المفردة / غير المهموزة ، الذي تكرر بنفس القدر كونه صامت )، وصوت ( التاء ) مهموس انفجاري متوقف ، لايوحي بأية مشاعرانسانية ( ماحوليات النص / معجم معاني الحروف )،و اختياره هنا كان مناسبا من قبل الشاعر لعكس اصداء ما يعتمل في روعه من مشاعر مصطرعه كلما حاول ان يهمس بها:
( مابحت للمرآة الا بغصة )
انفجرت حممها في دواخله :
( فانا رأيت بوجهها مأساتي)
لكن كل هذا الهمس والانفجاريوقفه / يخفيه الشاعر ويواريه ،حرصاً على عدم لفت انتباه
الرقيب الذي بات هاجسه مقيماً في اعماقه ( رهاب الرقيب )، واخفاؤهما يحققه صوت
الحرف ذاته فهو ( لايعبر عن اية مشاعر انسانية كما مر بنا )، مع انه يوحي للرقيب
الرهابي بتنكره واستغرابه من تطفل مرآته على خصوصيته الحياتية :
(ما شانها حتى تشنف سمعها / ما شأنها فيما يخص حياتي )
حيث يستشف من هذا الاستفهام ، انكاره وتكذيبه لما جاءت به المرآة من تطفلها على حياته وتشنيف سمعها بتاوهاته
كما انها ( اعني التاء ) هي روي القصيدة الممتدة بصوتٍ ينحدر نحو التوقف / يتلاشى ، من خلال اضافتها الى حرف هابط الامتداد صوتياً ( ياء المتكلم )، او جرِّها بالكسرة ذات الصوت المحكوم بالخمود / الانطفاء ، والاشاراتان الصوتيتان هنا تدلان على قمع النفَس وكتمه بما يقارب معنوياً ( وأد / طمر) الشاعر مرارةَ شكواه واحتجاجه ، في قرارة دواخله ، لذات السبب السابق ( عدم اثارة انتباه الرقيب او عيونه ) ، كما ان لحرفَي الميم / 21 مرة و النون / 16 مرة ، ،صوتين يحملان دلالة توجُّعية ، تعمقان الايحاء الحسي بتلك المرارة ، وهذه الحروف الثلاثة تشتت مايبعثه الحرفان المهموسان السين والصاد / 12 مرة ، من احساس مخالف
والسؤال المحوري الذي يفرض نفسه هنا : ماهو ذلك المكنون ( النفس ـ فكري) الذي طمره الشاعر في اعماق اعماقه ، ولم يبح به الا لمرآته الذاتوية تلك ..؟ ، مكنون تُعَدُّ مجرد الاشارة اليه تهمةً في عُرف الآخر السلطوي الذي يمثل الضديد الفكري لما يؤمن به الشاعر
لنبحث عن مركبات الجواب المعنوية ، من بعض الدلالات المتوفرة من هذه الاشتغالات
تفكيكية :
نبدأ بـ ( رفيقة دربنا ) الواردة في البيت :
( ماكان ضائرها رفيقة دربنا
......... لو انها سكتت عن الهفوات )
فضمير المتصل ( نا ) و بدلالة كاف المخاطبة في البيت :
( مابحت للمرآة باسمك قاصداً)
يدل على ( جماعة) هم :
الشاعر + مرآته الذاتوية + المخاطبَة بتلك الكاف
هذا الضمير المضاف لـ ( درب / دربنا )، هو اشارة لمقابل الاخر السلطوي
فمن هي صاحبة هذه ( الكاف).التي تردف الصلوات اسمها :
(لكنها استمعت الى صلواتي )
التحليل الدلالي :
صلاة : دال ،مدلوله اللغوي / طقس / فعل مقدس
اسمك :
اسم : دال مجهول المدلول ، خص بالتانيث باضافته لتلك / كاف
تركيب الدلالات:
اسمك = صلاة = فعل مقدس
بازاحة دالة المدلولين المشتركة :
اسمك = فعل مقدس ( هذا مركب معنوي اول للجواب )
وهنا يتشعب السؤال :
من هي التي كتب الشاعر لها نصاً عميقاً منعه النص الظاهر( المكتوب ) من الخروج للعلن ؟
لا توجد في النص اية اشارة لأمرأة بأية صفة ؛ حبيبة ، صديقة .. الخ ، ولا حتى على
سبيل الازاحة الدلالية ، انما هو دال حرفي ( ضمير ) لمدلولٍ لانعرف عنه
سوى انه اسم مؤنث ( بدلالة اضافة الكاف الى الاسم المجرور / بإسمكِ )
لذا ساقوم بتحليل بعض مركبات البنية السطحية للنص ، ذات الصلة بدراستي هذه وتفكيك بنيتها الدلالية، بقصدية اعادة تركيبها لتوليد مقاربة معنوية موضوعية لذلك المدلول الذي قد يمثل مفتاح ذلك النص العميق / الممنوع ،
والتفكيك سيشتغل على بعض مركبات البنى الاسلوبية بتداخلية بينها
تتطلبها الدراسة :
ـ بنية الاسلوب النحوية / اساليب النفي ( تم التطرق اليها في مطلع دراستي) ودلالاته
* اسلوب النفي الظاهر
له دلالتان معنويتان متضادتان :
1 ـ دلالة فوقانية انكارية
قصديتها : تضليل ، خداع الرقيب ( الهواجسيِّ الحلول ) في اعماق
الشاعر ( يُنظر ذات المطلع ) .
2ـ دلالة تحتانية اثباتية / نفي النفي
قصديته :عدم انكار/ تثبيت الاقرار، بوجود ذلك الفِكر المُحرَّم و ( المُجرَّم )
في اعماق الذات المثالية المرآتية
وهذا التضاد المعنوي ( الفوقاني / التحتاني ) يتمثل بالتقابلات الاتية :
ماقلتُ / قلتُ
مابحتُ / بحتُ
* النفي الضمني ( غير الصريح ) في :
( الشرط غير الجازم ) :
( لو انها سالت لكنت اجبتها ) / ( امتناع لامتناع )
ذات التضاد المعنوي والتقابل الدلالي :
لو أنها سألتْ ( معنى فوقاني ) / انها سألتْ ( تحتاني )
لكنتُ اجبتُها ( فوقاني ) / اجبتُها ( تحتاني )
* النفي المؤوَّل :
نستشعره في :
( حرث السنين بوجنتي )
الحرْث لغةً : الزرع والغرس ، وباضافتها للظرف الزماني / السنين ، ازيحت
دلالتها الى معنين
احدهما : الوهن والشيخوخة ( المعنى الفوقاني المضلل )
والآخر : التراكمية التجرباتية / المعرفية الانسانية ( المعنى التحتاني المقصود )
فاذا كان المعنى الاول يشير الى افول حياة الشاعر / نفي نضارة الشباب ،
فان المعنى الثاني يتضاد معه باشارته الى تكامل وعيه الجمعي / اثبات عنفوان حياته الفِكرية
ـ البنية الدلالية :
( مابحت للمرآة الا بغصة
حملت حنين الطفل للحلماتِ )
نتعرف هنا على افكار الشاعر، فهي حيةً التفاعل مع معاناة المحرومين ، واقعيةً الوعي
بتوقهم لإشباع حاجاتهم الانسانية التي مُنعوا عنها ، وهذا ما يكشفه معنى البيت التحتاني بعد تفكيك واعادة تركيب دلالات اشاراته :
( غصة ) : اشارة لها اكثر من دلالة لغوية ، اكثرمعانيها انسجاما مع السياق هو :
الحزن ، الالم و الهم الشديد المتواصل
وهي دلالة مقصورة بـ ( ما .. الا ) للتأكيد على ما اظهره وكشفه ( معنى باح ) الشاعر لمرآته وصفة هذه الدلالة سيكشفها تفكيك عجز البيت اعلاه ، وكما يلي :
( حملَتْ ) : اشارة فعلية ماضوية مؤكدة الحدوث ، ودلالتها مقرونة بإرادة فاعله لتمثلَ :
ـ موقفاً مسؤولاً من المحمول ادناه ( حنين ) / تحمل وزر حمله
ـ موقفاً متحدياً اعتراضياً ضد مسببه
فالدلالة المعنوية لهذا المحمول ( حنين ) موِّلدة للدلالة :
فدلالة ( الحنين ) : الاشتياق الناجم عن فقد او حرمان
تولِّد دلالة المسبب لها: المنع او القمع
المقاربة الدلالية الاولى : موقف مسؤول من الفقد والحرمان مقابل المنع والقمع
(الطفل ) : اشارة متعددة الدلالات : منها انها ظرفية زمانية معلومة ( عمر محدد السنين )
و منها ذات ازاحات دلالية متعددة، اذكر منها مايوافق قصدي التحليلي :
ـ طفولة الوعي : مزاحة عن دلالة الجهل
ـ طفولة الارادة الجمعية / الشعب : مزاحة عن السلطوية الشمولية
ـ طفولة الحرية : مزاحة عن الظلم
وبتركيب هذه الدلالات نحصل على :
طفولة الوعي + طفولة الارادة الجمعية / الشعب + طفولة الحرية = فقد و حرمان الجمعي
المقاربة الدلالية له : الهم الجمعي
فتكون المقاربة الدلالية الثانية لذاك الموقف المسؤول : موقف مسؤول من الهم الجمعي
( الحَلَمات ) : دال جمعي مفرده (حلَمة ) ، له مدلولان :
رأس الثدي ، نوع من نباتات المراعي
ويتولد من تركيب هذين المدلولين دالٌ جديد :
المدلول الاول +الثاني = الدال ( مورد / منهل )
دلالته اللغوية : مصدر اشباعي لحاجات حياتية متجددة
وتتعدد معاني هذه الدلالة ( المصدرالاشباعي ) بتعدد المعاني الازاحية للاشارة ( طفل ) اعلاه
وكما يلي :
المصدر الاشباعي لطفولة الوعي : المعرفة / مقابل الجهل
المصدر الاشباعي لطفولة الارادة الجمعية : سلطة الشعب / الشمولية
المصدر الاشباعي لطفولة الحرية : العدالة الانسانية / مقابل الظلم
تركيب دلالات المقابل :
الجهل + سلطة شمولية + الظلم = الآخر السلطوي
وباعادة تركيب ما حصلنا عليه من دلالات :
فعل ارادي + موقف واقعي مسؤول + هم جمعي + تقاطع مع الاخر السلطوي = فكر حر
وهو فكر ازاحي للفكر الشمولي
وبتأويلية مكثفة :
الفكر الحر انقلابي على نقيضه
ومن قراءة ما ركبناه من عجز البيت من دلالات تكون صفة ( غصة ) :
حزن الشديد متواصل متماهي مع الهم الجمعي
وهنا نكون قد تعرفنا التهمة التي يوجهها الاخر السلطوي للشاعر ، فهو يحمل فكراً حراً انقلابياً ازاحياً للفكر الشمولي ، وذا تاثيرية في عقول ابناء مجتمعه ، مما جعل منه خطراً حقيقياً يحيق بشمولية هيمنة الاخر السلطوي، على الوعي الجمعي ،
و يهدد فعلياً تفرده بالتحكم بواقعه الوجودي ،والشاعر يؤكد هذا الفكر و( ينفي نفيه )
في اعماق مرآته الذاتوية ، وهذا ما ساعرضه في تفكيك ثاني مركبات البنية النحوية :
ـ اساليب التوكيد ودلالته
مفهوم التوكيد لغةَ ( أسلوبٌ تُستعملُ فيه ألفاظٌ مخصوصةٌ من أَجلِ تثبيتِ معنىَ معينٍ في نفس السامع أو القارئ ، وإزالةِ ما يساورهُ من شكوكٍ حَولهُ )
وقد اكتظت البنية النحوية بشتى انواعه اهمها :
1 ـ التوكيد اللفظي ( تكرار الكلمة ) :
* تكرار الاسم ( مرآة ) / 6 مرات
* تكرار ضميرها المتصل ( ها / كما في وجهها مثلاً ) / 11 مرة
* تكرار ضميرها المستتر ( هي / فاعل مستتر للفعل تشنّف مثلا ) / 6 مرات
مجموع التكرارات = 23 مرة
2ـ التوكيد بالتقديم الجائز لما حقه التأخير :
*تقديم الفَضْلة على المفعول به / 3 مرات :
ماقلتُ للمرآة حرفاً / رأيتُ بوجهها مأساتي / مابحت للمرآة بإسمك
* التوكيد بالقصر / مرة واحدة :
مابحت للمراة الا بغصة
* التوكيد بالحروف المؤكدة ( أنَّ ) / مرتان :
لو اْنها سألتْ / لو أنّها سكتت
المجموع الكلي = 29 مرة تم تأكيد المرآة ( الذاتوية ) فيها
، وبمقارنة هذا العدد مع عدد ابيات القصيدة / 8 أبيات ، يمكننا التوصل الى هذه المعادلة الفهمية : :
التأكيد المتواصل على شئ ما / اشارة 1 = رسوخ حضوره في وعي المؤكِّد عليه/ اشارة 2
وبتعويض الاشارتين / ا و2 بما يكافئوهما من رُكنَي التوكيد في الجمل اعلاه :
ثبات حضورية المرآة الذاتوية / مستودع الفكر المضاد للاخر كما مر بنا ) في وعي الشاعر
وبمقاربة معنوية مكثفة لهذه العبارة :
للشاعر فكر حر مؤكد الرسوخ في وعيه
وبالعودة الى صاحبة (الكاف) في :
(ما بحت للمراة بأسمك قاصدا )
فقد مر بنا دلالة الجواب الاول عن السؤال المحوري في بدايات الدراسة وكما يلي :
اسمك = فعل مقدس
وبالعودة الى التاويلية المكثفة لدلالة الفكر الحر ( المذكورة اعلاه)
الفكر الحر = فكر ازاحي ومنقلب على ضديده الشمولي ، وبتفكيك معناه المؤول :
الفكر الازاحي لضديده = غاية تغييرية ايجابية + توفير المصادر الاشباعية = ثورة فكرية
ولما كانت الثورة فعلاً مُبعِد ، مُنحّي ومقصٍ.( معاني الفعل ازاح لغةً ) لنقيضه الشمولي المسبب للهم الجمعي ، فهو فعل مقدس ، لدى اصحاب هذا الهم لانه فعل خلاصي بالنسبة لهم
والمقدس لغة يعني : المعظم والمبارك المنزَّه
وبتكثيف الدلالة :
الثورة الفكرية = فعل مقدس
وبتركيب دلالة الجواب الاول اعلاه مع هذه المكثفة :
اسمكِ = فعل مقدس = الثورة الفكرية
وبحذف المعنى المشترك :
اسمك = الثورة الفكرية
وهذا هو الجواب النهائي للسؤال المحوري اعلاه
فالنص ( الممنوع ) مكتوب لهذه ( الثورة الفكرية) المحرّم عليها الافصاح عن حقيقتها في ظل وجود ( آخر سلطوي ) شمولي ، فهو يعتبرها ( تهمة ) خطيرة تلحق من يؤمن او يبشر بها وسبب منع النص الظاهر لهذا (الممنوع ) من الاعلان عن نفسه، هو من اجل حمايته من المصادرة
من قبل ذلك الآخر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش توضيحي :
* آلية التنفيس كمايعرفه علم النفس:
هي آلية نفسية نجري من خلالها
عملية تفريغ لشحنات الانفعالات السلبية
كالغضب والقلق والحزن والخوف ، من
خلال الحديث مع أشخاص نحبهم ونثق فيهم
** الآلية الاستردادية :فهي قدرة الإنسان على
استعادة حالته الطبيعية بعد مواجهة أحداث
صعبة أو مؤلمة
*** الذات (المثالية): هي ذات تطلعية يؤمل منها أن تكون - أي تمثل - ما يطمح الفرد أن يكون أو يصبح عليه

هايكو .............. بقلم : محمد فاهم // العراق




في النفايات
يبحث عن طعامه
متسول جائع
______



/٦/٧/٢٠٢٢/
العراق -مدينة السماوة -

مات مقتولا .............. بقلم : رياض جولو // العراق




كان عليه ان يبتعد عن الوحدة
قبل أبتلاعه
كل أشكال الحزن
هناك قطار ما يمر مرة واحدة في السنة
يقتل كل من يقف
بالطريق
كان يودّ ان يكون أول من نجا
بعد موته ببضع دقائق يأتي صوت ما
أود ان أنجو بموتي
فات الآوان
نسيان ما حدث قبل قليل
أفضل للجميع
كان عابر سبيل قتل هنا لا أكثر
مجرد وهم فوضوي
للأحياء
هناك هدوء وعزلة تامة
كل شيء هنا ينحني للموت لا مفر
الزمن يتكئ على ساق واحدة من العالم
قبل ان تجتاح عاصفة
الأنتظار على
بقية العمر للإنسان في صمت مرعب
أنا
مَن لبست زي التراث الأيزيدي الأصيل وقبعة الرأس
هكذا
نجوت من اللا نهاية
دون
أنتظار الآخرين ..

إليكِ المسافة ................... بقلم : جميلة بلطي عطوي- تونس





تدور على أعقابها كلّ المسافات
تعلّقني على رأس الدّرب
توغل بي في الوقوف
أمدّ الخطو نحو الغد
تحجزني اللّحظة
تدفعني إلى كان
إلى موقعي في الرّفوف
أنا نجمة ذاوية
تطمح أن تكون شهابا
أن تمخر عمق المجرّة
أن تذبح العجز قربانا لخطوي
فتعوي على مدى التّوق الذّئاب
أراها كما أرى الوعد
يغلّف كلّ ضياء
يعلنها العتمة
على التّوق والشّوق
على الأرض يمزّقها الأدعياء
على المُهج ترتدي سرابيل يأس
تلهج بالنّداء
تناجيني
أن دثّري الحزن
علّميه معنى التّجاوز
صُبّي في أقداح يومك ملحا
دعيه يشرب كي يظمأ
كي يسعى إلى الينابيع
كي يقسم البحر نصفين كما الأنبياء
لِجي معه دنيا جديدة
بلون الورود
تكلّل كلّ الدّروب
تزرع على الضّفاف حياة
هديلا
تروّض المسافة أن لا تدور
أن تدوس الشّوك وكلّ الصّخور
وتمضي
إلى حيث لا ليل
لا حزن
ولا صوت نشيج
إلى الخلوة العظمى
تصلّي
لك تهمس
تعالي
إليكِ ركن الضّياء
إليكٍ المسافة نهرا
خريرا لا يعرف الانقطاع
إليكِ الدّنى كما يشتهيها فؤادك
سجود قيام
صلاة وعيش نقاء .


تونس ....13/ 7/ 2022

القلبُ ينزفُ ............ بقلم : حكمت نايف خولي - سورية





القلبُ ينزفُ مستغيثاً شاكيا
ويئنُّ مكلوماً حزيناً باكيا
والروحُ ثكلى مذْ جفتها روحُها
والله يعلمُ ما أعاني ما بيا
جفَّتْ دمائي في العروقِ تخثَّرتْ
والغمُّ أمطرَ فالدموعُ سواقيا
بالأمسِ كانت كالنَّدى تُحيي المنى
بيباسِ عمري تستحثُّ شبابيا
كانت تُطلُّ تُضيءُ ظلمةَ مهجتي
وتُشيعُ في حلكِ الشجونِ رجائيا
وتعيدُ لي صورَ الفتوةِ والهوى
فتؤجِّجُ النيرانَ في أحشائيا
كم كنتُ أسهدُ في الليالي حالماً
أن التقي في الصبحِ وجهَ حبيبيا
وأصيخُ ملهوفاً أمني مسمعي
نغماً يدغدغُ خافقي وحواسيا
والآن أطوى في الثلوجِ وغربتي
زنزانتي تبكي وترثي حاليا
تبَّاً لها الأقدارُ أفتتْ بالنَّوى
فطرتْ فؤادي قوَّضتْ أحلاميا
فغدوتُ مسلوبَ النُّهى متهدِّماً
وتناثرتْ فوق اللظى أشلائيا
فارقتُ روحي يوم غادرتُ الحمى
وغدوتُ ظلاًّ هائماً متهاويا
أودعتُ حمصَ وديعتي متمنياً
ربِّي يصنها يستجيبُ دعائيا
حتى أعودَ وأنتشي بلقائها
فتعودُ أحلامي وأفراحي ليا

ومضة ....... بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين



قالت
أصالح بكم الأيام
مرغماً على قهرها
فإذا
بعقارب الأيام
تلسعني

هَمْسُ الشَّجَن............... بقلم : نجيب محبوب - المغرب




عَمِيق حَدَّ الْوَجَعِ،
هَذَا اُلسُّكُون.
غَائِرٌ حَدَّ الْألَمِ،
هَذَا اُلْوُجُوم.
هَاذِي دُموعِي فِي مَآقِي
تَكَلَّسَتْ.
تِلْكَ عَبَرَاتِي فِي مَجْرَى لَحْظِي
اِنْحَبَسَتْ.
وَ كَأَنَّ حَنَايَا عُيُونِي، بِكُحْلٍ
غَيْرَ كُحْلِ اُلْأِثْمِدِ، تَكَحَّلَتْ...
لَا الشِّرَاعُ اُلْمَسْدُولَةُ عَلَى اُلصَّاري
أَسِرَتِ الرّيح.
وَ لَا الْقِلْعُ اُلْمَضْفُورُ عَلَى مُؤَخِّرَةِ السَّفِين
قَاوَمَ الْحَيِّدَانَ فِي وَجْهِ التِّيه.
لَيْسَ يَحْتَاجُ النَّهَارُ لِلْغَسَقِ بَعْدَ الْيَوْم،
لِيَجْهَرَ
هَجْرَهُ
اِنْصِرَافَهُ
لَيْسَ يَحْتَاجُ اللَّيْلُ لِلْغَبَشِ،
لِيُعْلِنَ
مَوْتَهُ
اِنْدِحَارَهُ.
فَهُمَا سَيَّان
فَهُمَا وَاحِدٌ وَ لَيْسَ اثْنَيْنِ...
يَا أَنَا قُلْ وَ لَا تَتَرَدَّد:
أَلَمْ يُحَدِّثْكَ الْبَرْزَخُ؟
بِأَنَّ الْحَائِطَ اِنْكَسَر...
وَ الْحَاجِزَ اِنْدَثَر،
وَلَمْ تَعُدْ هُنَاكَ مَسَافَات.
أَلَمْ تُجْهِشْ بِالدَّمْعِ
مِنْ جُرْحِ الْبَوْحِ، وَاِغْتِرَابِ الشَّهَادَةِ.
أَلَمْ تَحْزَنْ
أَلَمْ تَشْجَنْ
وَ أَنْتَ تَعْرِفُ تَفَاصِيلَ الْحِكَايَةِ...
أَلَمْ يَقُولُوا إنَّ الطُّيُورَ هِي أَوَّلُ
مَنْ يَشْهَد بَيَاضَ الْفَجْرِ
وَ هُوَ يَتَخَلَّصُ مِنْ بَقِيَّةِ سَوَادِ ظُلْمَتِهِ!
كَاُلْحَيَّةِ وَهِي تَطْرَحُ جِلْدَهَا الْقَدِيمَ.
سَلِ الطُّيُورَ عَنْ خُيُوطِ التَّمَاسِ.
وَ خُطُوطِ التَّلاقي...
أَلَمْ تُلَاحِظْ أَنَّهَا
لَمْ تَبْرَحْ وُكُنَاتِهَا.
وَ لَمْ تُغَادِرْ فَنَانَهَا.
لَا لِأَنَّهَا تَحْضُنُ بَيْضَهَا.
أَوْ تَشْدُو حُبَّهَا.
وَ لَكِنْ، لِاِمْتِزَاجِ الشُّرُوقِ وَ الْغُرُوب بِعَيْنِهَا.
الصُّبْحُ حَزِينٌ يَا جِلْجَامِش وَ الْمَسَاءُ حَزِينٌ.
وَ اللَّيْلُ لَمْ يَعُدْ سُكُونًا...
فَلِمَ قُدِّرَ عَلَيْنَا أَنْ نُرَدِّدَ مَعَكَ:
إِلَى أَيْنَ تَسْعَى يَا جِلْجَامِش.
إِنَّ الْحَيَاةَ الَّتِي تَبْغِي لَنْ تَجِد.
وَ أَنَّ اُلْآلِهَةَ حِينَ خَلَقَتِ اُلْعِظَامَ ...
قَدَّرَتِ اُلموْتَ عَلَى اُلْبَشَرِيَّةِ.
وَ اسْتَأْثَرَتْ هِيَ بِاُلْحَيَاة.


 القنيطرة




عَسَلُ الموتِ ............... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية .



أتملَّقُ الدّربَ الصَّاعدَ عندَ اشتياقي
ليقودَ الحنينَ الجّامحَ إليكِ
أهزُّ النّسمةَ من جذعِها
أتضرّعُ لهبوبها أُشبعُها بالرَّجاءِ
وتنوحُ أوجاعي في احتضانِها
علَّها توصلُ لهفتي إليكِ
أتخفَّى وراءَ ظهرِ اللّيلِ
أندسُّ تحتَ جلبابِهِ الأسودِ
أمشي على أطرافِ حنيني
كي لا يتعثَّرَ فؤادي بجرحِهِ
وأتمسَّكُ برسغِ الصَّمتِ
ليتمكَّنَ بوحي من الوصولِ
عندَ أطرافِ هواكِ
أشدُّ حبالَ الأماني
أتعَلَّقُ بذيلِ الغيمِ المرفرفِ
ويحملُني النّدى على جناحَيْهِ
أستترُ بظلِّ فراشةٍ
علِّي أصلُ إليكِ
أنسابُ مع الماءِ ملحاً
مع هسيسِ الوقتِ حُلُماً
وحفيفِ العشقِ المضطرمِ بالوجدِ
مع آهاتِ الشَّذى
وأوراقِ الفيءِ الغافي
وترقرقِ الدَّمعةِ في الحلّقِ
لأطلَّ على شهوقِ فتنتِكِ
أنتِ ..
مبتغى الضَّوءِ في رحلتِهِ
منارةُ الفرحِ الجريحِ
سَآتي إليكِ
لو زاحفاً على نصلِ المستحيلِ
أهيمُ في ترابِ الوردِ
وأرشفُ من راحتَيكِ
عَسَلَ المُوتِ الجَمِيلِ ..
يا حَلَبُ *.


اسطنبول

يا قلب ............ بقلم : جاسم ألياس // العراق



يا قلبُ ماذا تقولُ..؟! الطريقُ جاءَ..أنحملُهُ أم يحملُنا..؟!

من يحملُ مَنْ وكلانا بالهمٍّ مسكونٌ والقادمُ ليس لنا..؟!


ومضة ............ بقلم : لطيف الشمسي // العراق




أنتِ امرأةمن الجنةِ
لا تشبهين سوى وجهكِ
في المرآة.

خوف ............ بقلم : عادل هاتف عبيد // العراق




الخوفُ في عينيكِ
يناديني ارحلْ
مرعوباً من ماضٍ مفضوح
من قصةِ رجلٍ غدّار
كذّابٌ من كذبهِ لا يخجلْ
إنسي ماضيكِ سيدتي
واغسلي خوفكِ بغيثِ حناني
فأنا أعطيتُكِ عمري
وسلمتُ لعينيكِ هذي الروح
يا وعدًا مازال بعيدًا
ما ذنبي أن يقتلني هذا الصمتْ
أنهيتُ العمرَ
وأنا لازلتُ أسبحُ مجنونًا
في بحرِ الكَبت
سينطقُ حرماني بعد عذاب
ويصرخُ في عينيكِ
أنا أنا
أنا أحبُّكِ قد كُنتْ
قد جئتكِ
وأنا
لا أعرف غيركِ محتاجة
لرجلٍ عانى مثل ما عانيتِ
أبكاهُ الماضي
أكثر مما أنتِ بكيتِ
ما ذنبي
وأنا أولُ أحبابِكِ يا امرأةً
وأجبرني القلبُ قديمًا
أن أكونَ لعينيكِ حبيبًا
ما ذنبي وأنا عدتُ أقسم للآتي
ان أعيش الباقي من عمري
بين ذراعيكِ طبيبًا
ومن خوفكِ هذا لن أزعلْ
فتعالي واطلبي
من ماضيكِ أن يرحلْ
فأنا مثلكِ مجروح
يا كلَّ مُناي
يا أجملَ ما ولدت دنياي
عن شوقكِ لا تسكت عيناي
يا وهجَ جنوني
سيتركنا العمر
إن نبقى زادًا للجرح
تكرهنا الدُنيا
إن نبقى اوراقًا تحفظ
للداعي والقاضي
فدعينا نرحل
من مقْصَبَة الماضي
وفي وطن الحبِّ الآتي
لا نتركُ للذُّلِ أراضي
يا سيدتي
أن نلبسَ حزنًا منبوذ
أن ندفن سرًّا مأخوذ
لا قلبي ولا قلبكِ يقبلْ
فتعالي واسكني في كلِّ نقاطي
فأنا وانتِ سندفنُ جرحًا مذبوح
ولن يلعبَ فينا كذّابٌ اولْ




حديث المساء ........... بقلم : صلاح الورتاني - تونس





كعادتي أشرب قهوتي
في ركن بيتي
كل مساء
فجأة رن جرس الهاتف
مساء سعيد
صوت خافت دافئ
في البداية ترددت
لكني بعد حين عرفت
أطلت الغياب
ليتني أعرف الأسباب
أتركها لحين اللقاء
متى يحين الوفاء
عند الغروب
تسكن الأصوات
تسكن الأرواح
تتعانق القلوب
في كل الدروب
يقترب الرجاء
همسات .. خلجات
تزيد الكون ضياء
نسبح في الكون طويلا
ننسى العناء
نتأمل في دفاترنا
نبحث عن صورنا
صور ألفناها في أماسينا
كانت من لطفها تناجينا
تنير درب الصفاء
لينقشع الغيم
ويحل الضياء
وننعم بالحياة والحب
ككل مساء
ونهمس لليل الطويل
حديث المساء