أبحث عن موضوع

الخميس، 26 يناير 2017

إهداءٌ إلى نونِ النّسْوةِ والتاءِ المربوطَةِ ... وإلى " سورية الوطن .....أوّلاً............ بقلم : عادل نايف / سوريا



علامَ ؟؟
كلّما طالَعَنِي رَسْمُكِ
أَنْشَغلُ بِمِلْءِ عَيْنَيَّ
فيكِ
فلا غُرُوبٌ بسحر العيْنِ
يأسُرُني
ولا شُروقٌ لشمس الثغر
يُبْهِرُني
وَتَبقينَ سُهيلا فاردا أحداً
لصيقَ الروحِ أَسْكُنُُهُ
وَيَسْكُنُنِي
تَشُعِّينَ كنجمٍ هامَ في سفرِ
سَكُوبَ العطرِ والسحرِ
تَلْبَسِينَ الوَرْدَ ثَوْباً
وَشَقائِقَ النُّعْمانِ خدّاً
وتخْذِلُني حَنَايايَ
فَلا أَقْوَى عَلَى صَبرِ.
فأصبو كيما تطلقني
من الأسرِ
حناياكِ.
لعلّي أُطْلِقُ القيدَ
فَقَدْ أَعْيانِي مَهْواكِ
وَمَا عادَ لِيَكفيني
رجاءٌ فيه مَُرْضاكِ
فأطلقيني وحاصِريني
فأنا لا زلتُ أحياكِ
وَسَوْفَ أَبْقَى غِرِّيدا
عَلَى أَغْصَانِ مَسْراكِ

 

اعتزلت الكلام ................ بقلم : السعدية خيا / المغرب

اعتزلت الكلام
ما عاد في حلقي
حروف تؤدي
وظيفة الكلام
ما ظل لصوتي
نبرة
تصرخ في
مسرح الأنام
أبرمت مع الصمت
عقدا
وأنا معه في التزام
اكتفى السؤال
باحتلال فكري
وفي عيني
يسكن استفهام
أحمل مآربي
زهورا
وأنعيها فوق
شواهد الأحلام
ما عساه اللسان
ينطق
والصواعق حوله
في اصطدام
إلى متى يمكن الساعد
أن يواصل رحلة
تجديف
والنوائب أمواج
قوية الإرتطام
حظي تيارات
معاكسة
على الدوام
فهل يظل القلب
ينزف حسرات
والخصوم أفواج
فاقت طعناتها
قوة الحسام
انشب مخالبك
يازمن و انزع
ما بقي من وئام
وارقص منتشيا
فوق جثمان السلام
من البداية غاياتك
خسيسة،خائنة
تضاجع الظلام


عمالة الأطفال................. بقلم : عبد القادر زرنيخ / سوريا




 
(نص أدبي)....فئة النثر.......
.
.
أطفالنا أحلامنا

أطفالنا آمالنا
أطفالنا شجرة الدر التي أثمرت براءات الطفولة
.
.
.
طفل مشرد بعمالة دنيئة

ماذنبك يا بني إذا كانت الظروف قهرت طفولتك
ماذنبك يابني وأنت من العلم محروم
.
..
على حائط المدرسة وقف باكيا مكلوما

بعينيه أحلام الدراسة ومقاعدها
غرغرت عينيه بدموع الطفولة
ينظر لأبناء جيله بحرقة معذبة
.
.
يابني آلمتني دمعاتك الطاهرة

آلمتني أناتك العميقة
عمالة جعلت منك رجلا هرما قبل أوانه
عمالة حرمتك ابتسامة عمرك
.
.
.
يابني خجل منك ومن أناملك الرقيقة

واخجلي أمامك وقد حرمت من المدرسة
واخجلي من طفولتك الحزينة...فماذا أفعل
آه ياولدي........آه ياولدي....آه ياولدي........
شردت وعذبت بين الشوارع قهرا واستغلالا
ليت صفحاتي مريول مدرسي يزينك
ليت أقلامي قرطاس لك يا رجل المستقبل.
.
.

عتبي على أسرة رضيت لأبنائها العمالة
عتبي على دول رضيت لأطفالها العمالة
ياويح البشرية من طفل مشرد
ياويحكم قد قضيتم على مجتمع بأسره...
.
.
أتوجه برسالة للمجتمعات شديدة اللهجة

إياكم وأطفالنا
هم قمة أحلامنا
هم براعم المستقبل
هم كواكب إنجازاتنا وانتصاراتنا.
.
.
أقف منبر الأمم مخاطبا عقولها

عالجوا عمالة الأطفال فإنها كبيرة
لن تنعموا بالأمن والحضارة وأطفالكم مشردة
.
.
نداء لكل الأمم والإنسانية

ماذا عن أطفالنا المشردون بالمهجر
زملوهم....أغيثوهم.....فهم نبراس شعب قد تحطم
أطفال سورية فقدوا جل ابتساماتهم........
يا أخي بالمهجر كن معهم وارحم ضعفهم
أطفال مشردة وعن التعليم مبعدة
بالله عليكم أيتها الشعوب الكريمة والطيبة
احضنوا أبناءنا وأبعدوهم عن العمالة
لعلهم يكتبونكم بالمستقبل قمة الإنسانية
وينقشون حبكم على جدران سورية الأبية.....
.
.
.
لاتحزن يابني

ها أنا أقف على منبر العالمية
أروي لهم حكاياتك القاسية
لعلهم ينظرون لك بعين الحب والرأفة
وتفتح أبواب العلم والإنسانية
وتودع آلام العمالة القذرة.......
.
.
 

إخلع نعليك ............. بقلم : باسم النادي / الاردن


إخْلَعْ نَعْليْكَ
وَزَاوِلْ صَمْتَ القَلْبِ
فأنْتَ تَجولُ هُنا في مِحْرابِ الحُبِّ
هُنَا تَجْتَمِعُ الآلامُ
وَتَنْحَتُ في الجُدْرانِ دُموعَ الأشّواقِ
هُنا تَخْتَبىءُ وَراءَ الأشْواكِ
حِكاياتٌ يَغْرسُها الشَجَرُ المُشْتاق
إلى العشّاقِ
هُنَا القَمَرُ على الأَيامِ شَهيدٌ
والشّمْسُ تَزاورُ عَنْهُم
أو تقْرضُهُم
والخُبْزُ هُنَا قُبُلاتٌ
سَقَطَتْ مِنْ أَفْواه
إخْلَعْ نَعْلَيْكَ
وعَانِقْ آلِهةَ الآه .....

أحلام الأبد ............. بقلم : رسول مهدي الحلو // العراق .



إعتاد الغناء أمام البحر إلى جنب المرفأ البعيد يحمل الأثير صوته الكرواني إلى أشرعة السفن لترقص حولها النوارس البيضاء كهالة القمر يشع منها الحياء بلون الإرجوان ومورقة ندب قرمزية ،
أطل الصقيع بقرون الوعول وعواء الذئاب تمردت الرموز على رمزيتها بعد إن إشرأبَّت أعناقها لغليان الجليد ولأن التزلج سيد الفنون تكسرت المجاذيف في عتمة الاجتراء والجنون ، فأنصتت الأسماع لاسطوانة مشروخة تنعق الغربان على أنغامها ، يسهر الظلام على عداد النجوم ينتظر ولادة المحاق من رحم القلوب المشمعة بأساطير الطلاسم وقهقهة الشيوخ الغافية في ذكريات الحرمان تشحذ الوقت العاري ليعرج بلا إمتطاء نحو أحلام الأبد .

2017 / 1 / 20 .

كذبة الدانتيلا............... بقلم : سمرا ساي / سوريا



مابينَ شتاءٌ راحل
وربيع نيسان قادم
أرضٌ تستجدي الأماكن
زنبقةٌ تحاورُ غيمة عطر
في حقيبةِ طينٍ
لئلا تغادر ..!!!!
لحن سفر شجي
في قطارٍ شقي
ِ السكةِ نفسها يناور
الصوت يعلو ويعلو
يشقّ السحب
يمتطي الشهب
يصلُ قمة القعر
يفرغُ عذابات العمر
في عناقِ تلةٍ ونهر
وطائرينِ عاشقين
مابين تدانِ وتجافِ
يأسرهما قلق صامت...!!!!!
تعال حبيبي نلهو قليلاً
نضحك على انفسنا طويلاً
نصوغُ تاريخ الحياة
نعيدُ قسم التفاحة الأليمة
نُقطّرُ عصيرها بكأسين
الأول شوق جارف
لايحتمل نظرتين
والثاني عشق غامر
لايؤجل قبلتين
على الجبين والشفتين
يحط طيف طائر
تعال أخبرك مجازاً
عن سر الزر والضفيرة
عن كذبة الدانتيلا
كيف حرقت جسد الأميرة
في لثغِ نحلٍ
استوطن وسادة الحلم
قلبَ بها السريرَ
تركَ ندبات
في روحها المنيرة
و أنا هنا ..!!!
وأنت هنا ..!!!!
مازلنا نغني حبيبي
نشيد العمر
حتى نلتقي
وننهي وضعاً مريراً..!!!!!


21 /1/2017
اسطنبول

ومضات.......... بقلم : قاسم عيدو // العراق


1
سألتُ الحاكم
عن تهمتي
قال أنكَ إنسان
2
بحثوا عن الحرية
فوجدوا أن القيدَ
يحفرُ قبرها
3
الأحزابُ والدينْ
قيودِ العشقِ
4
أنا لو كنتُ حاكماً
لأستقلتُ فوراً
قبل أن يشتمني الشعبُ
5
ذات مرة في حفلةٍ
سمعتُ المغني يُغنى:
عائدون يا وطن
ما إن مرّت ثوانٍ
حتى رأيتُ جسده بلا رأس

حَنِينُ اللَّيْل.............. بقلم : طاهر مشي / تونس


لاَزِلْتُ أُنَاجِي السُّطُور ...
لَعَلّهَا تَأْتِينِي بِطِيبِ العُطُور ..
أُعَطِّرُ بِهِ لَيْلِي الصَّامِت ..
وَأَدَعُ شَذَرَات الجَوَى مِنْ قَلْبِي تَثُور ..
هَكَذَا أَبِيتُ اللَّيْلَ أُناجِي القَلَم ..
أُسَافِرُ بَيْنَ السَّطُورِ بِنَغَم ..
عَزْفٌ فَرِيدٌ لِسَيِّدَةِ قَلْبِي ..
أُهْدِيهَا طِوَالَ اللَّيْلِ نَزْفَا وألَما ..
مَتَى سَيَأْتِي طَيْفُكِ يُوَاسِينِي ..
وَتَجْتَاحِينَ أَسْوَارَ لَيْلِي وَالجِرَاحُ تَنْدَمِل ..
هَلُمِّي إِليَّ سَيِّدَتِي ..
فَقَد بِتُّ عَلِيلا
بَيْنَ آهَاتِ الفُؤَادِ أَفتَتِن ..
لاَزَالَ لَيْلِي بِحًبك ظَلِيلا
لكن قَلْبِي بعشقك زاد وَهَن ..
حِينَ تَمُرِّينَ بِبَابِ دَارِنَا ..
يُنَادِينِي الحَنِينُ لِذَاك الوَطَن..

يا فؤادي لا تَسَـــــلْ.............. بقلم : ابو منتظر السماوي // العراق



يا حَمام الدوح شَنِّفْ مَسمَعـــــــي
ففؤادي غيرَ شَجوٍ لا يَعـــــــــــي
أنتَ مِثلي في الهوى أمْ تَدَّعـــــي
إلفِيَ المفقود فإندبهُ معــــــــــــــي
×××××××××× وشَجا الأحزان نُبدي فــــــــي العَــــــزا

فَقدُ إلف العُمر ألـــــوى أذرعـــي
نَكَّدَ العَيش وأدنـــــى مَصرَعـــي
فَلِمَنْ مِنْ بَعد إلفي مَفزعــــــــــي
ولمَنْ أنحو بدهري البَلقَــــــــــــعِ
×××××××××× وبرأسي الشَيب قهــــراً قــــــــــدْ غَــــــزا

يا حَمامات على الأيكِ إسجعــــي
شاركيني بأنينٍ موجِـــــــــــــــــعِ
ودعي العاذل يَجفو مَرتَعـــــــــي
عَذلهُ قَطَّعَني بالمبضَـــــــــــــــعِ
×××××××××× وعلى أركان قلبــــــــــــي قـــــــدْ نَــــــــزا

يا فؤادي لا تَسَـــــلْ عن أدمعـي
خَضِّبَ الكفّ بقــــــانٍ مُدقِــــــعِ
لمْ يكنْ في الدهر لي مِنْ مَرجِـعِ
كانَ لي إلفاً نَحا لمْ يَرجِـــــــــعِ
×××××××××× ومُكافاتي لهُ القانــــــــــــــــــــــي جَــــــــزا

خيوط واهيه ................. بقلم : هدى ابو العلا / مصر


ينشطر نصفين
لكنه يظل متعلقا
بخيوط امل واهيه
تربطه بالحياة
ماذا لو لم تتحمله..؟!
ربما يهوى
فيتفتت قطعا صغيرة
من يهتم بجمعها..؟!
ربما يصرخ صرخة
تمزق أوردته
لينزف أخر قطرة
من دمه
ربما يولد ...
فى حياة أخرى
يظل يواري نزفه
بابتسامة مشرقة
كأنها سر الحياة.


ايها الوطن................ بقلم : كاظم الميزري // العراق



ايها الوطن أحببناك
على نصل خنجر الحمائم تغفو
أيها الشجر أحببناك
غير أن الخفافيش عند الليل
تعبث . وربما الافاعي
أيها الزيتون عشقناك
ربما الليمون هو الآخر أيضا
أيها النخل عانقناك
ربما يرتحل النمل الأصفر
أيها الشاطيء سألناك
هل الجرح يندمل في صفحة الذاكرة
أيها الليل نبذناك
ربما كنت سياطا
تلهب وجوهنا
ايها الورد أحببناك
ربما أسكرتنا عطورك
وحملناك وسادة
متى تعود ...الحب دفء السنين
ربما سيذوب الثلج على حمم الجباه
ربما أتدرع لقتال التماسيح
كم طرقنا أبواب الريح؟
ولم تهزنا العاصفة
أيها الوطن أحببناك
رغم قسوة الأسلاك التي تحيطنا
سنعود حاملين الأمل للعيون
حامليين خبزا للجياع
وبسمة لكل طفل.
 

يا إلهي ................ بقلم : عيد النسور / الاردن



حتى رؤانا تُساقُ لِتُسبى .
جَنَّ الليلْ ..
لا قمرٌ يختالُ
ولا نجمٌ نهتَديهِ ولا شُهبٌ ,
الرعاةُ بلا ثوبٍ
سقطوا في شِراكِ الصّقيعْ
الشّياهُ ..
تذائَبَها الجوعُ والخوفُ
الذئبُ الجليديُّ ..
أطرَبَهُ الثغوُ شرقا ً
سيّدة ُالخِصْبِ ترقصُ للريح ِ
وابنة ُعمّي نازفَة ٌ
ترضِعُ النّهرين ِدَما
جنّ الليلُ ..
وجُنّ العالمُ ياشرقْ
أنكيدو ..
أغوتهُ لعوبٌ ثلجيّةُ النهدينِ ,
وقيلَ ..
لها ذ ُبـِحَ السّومريُّ
بُعيدَ لُهاث الخيولْ .
وعلى بُعْدِ جرحينِ
تمنطق " كنعانَ "وفاءَ الارضِ ..
وعاد ليقرعَ أبوابَ المدينةِ
باباً .. باباً ..
مُنتَضياً حُلمَهُ العرَبيَّ
ولا رجعٌ للصّدى
" ميشعَ " ..
أسرجَ خيلَهُ للوجعِ المحفورِ
على عَتباتِ البيتِ العتيقِ
وفزّ ليشهدَ فجراً
ينتظرُ العائدينَ من الجرحِ
إيثاراً وصهيلا .
جَنّ الليلُ يا شرقْ
أيقظْ صهيلَكَ من خَدرِ الصّمتِ ..
لملمْ رمادكَ ..
طيّرهُ أجنحةً
العنقاءُ بكتها الأساطيرُ
ثاغيةُ الشرقِ تهجعُ فجراً ,
لتجترّعشبَ دمي
دَمُكَ المسفوكُ دمي
حسبوهُ رُعافاً
وما ارتعفتْ بيداؤك يوماً
إلاّ سيولا .
ع.ن

تنهيدة باكية............... بقلم : مليكة بوربڨة / الجزائر


شطآن عمري تسأل
من أكون؟
عيون الصباح
همسات الرياح
دمع المطر بحياة الماء
يذر أكاليل الألم
على رموش مرهقة
يسوق الأماني بثوب الرماد
عمق الصدى
مستغرق
برطوبة الصدر
حلم اليمام
غمامة فصل في ضلوع السحاب
صقيع الضمير يدركني
بوحدة تذيبني في رواق اللوعة
أبحث عني في الأماكن القديمة
أتنفس لكن لم أعش
بأوردة الليل صمت يموت
متاهات قلبي تعد الساعات
في غياب دقاته يتملكه الظلام
شفاهي يلبسها الرحيل


كُنتَ ولم تزلْ ................ بقلم : مرام عطية / سوريا



يامن وشمتك في قلبي
منذ الأزلِ
وزرعتكَ قمحاً وخضرةَ دربٍ
غرستكَ نخيلاً وسنديانَ عهدٍ
كُنتَ ولم تزلِ
بلبلاً وحديقة وردِ
نجمةً وطفل مهدِ
لاتسلْ
عني تأخرتُ
أو الآنَ وصلتُ
غبتُ شهورا أو حضرتُ
اغتسلتُ من آثامي
أو كم هفوةٍ اقترفتُ !!
عيناك لحني
لا فرقَ في تقويم الأبدِ
وجهكَ حلمي
لونكَ ضفافُ السَّرمدِ
كالعيدِ للأطفالِ
وأجملُ الهدايا
في مخابئ الغدِ
-----

بيكادون (قصة قصيرة ) .............. بقلم : عبد الكريم الساعدي // العراق



الفجر عابس على غير عادته، يمدّ ظلّه فوق ساعة حائط حجريه، عقاربها السوداء اتّخذت شكل مسخين، يشيران إلى الثامنة والربع صباحاً، يسوقان النظر تجاه الشرق، حيث مقابر الموتى، هالني خروجهما من قبو قبيح، ينبثق من أطرافهما أجنحة رمادية، يحلّقان عالياً، يجوبان الفضاء، يهويان، المسافة بين الأرض والسماء تتلاشى، الساعة الحجرية تسقط في حضن المدينة العاجّة بالحياة، صواعق من برق شديد تومض في لحظة واحدة، وميض كأنه مزيج من الأصفر والبنفسجي والرمادي والبني الداكن يشعّ في عينيّ، حرارة نارية تغزو جسدي، دوي انفجار يفزعني، يصمّ أذنيّ، يتبعه صوت راعد، هادر، متصل، مخيف، لا أعرف أيّهما أسبق، الوميض أم الصوت؛ فجأة يصفر الجو، غيمة كبيرة على هيأة قبة تشبه الفطر تغطي سماء المدينة، تمتدّ، تتناسل بسرعة مذهلة سحباً سود، الشمس تختفي، الكون ينزف مطراً من حمم؛ الحقول تحترق، النباتات النامية تغطّت بالطين والرمال المشعة التي أثارتها الرياح، المباني تتشكّل حطاماً، تتدثّر بتراب أحمر؛ علّه يستر عاهاتها.
في الطريق إلى المشفى يسعى الخراب والخوف تحت قدمي، أجوس الرعب بعينين، يكادان ينطّان من محجريهما من هول المشهد، لا يسعهما غير الدمع؛ مخلفات الدمار، الشوارع، الجسور، جثث مشوهة، تسري بها إلى المجهول سيول جارفة، داكنة اللون؛ أحدّق في الفراغ، ألتفت حولي، أنظر إلى السماء، أتوسل إشراقة الصباح:
- يا إلهي، هل سأراها من جديد، حاملة ضنى الروح؟ هل سنجري في الحقول فرحين كما الأمس؟
أفزّ مرعوباً على صدى صرخات ترتفع إلى السماء، الفارّون بجراحهم يتساقطون في النهر كجدار منهار، الجسر الذي احتضن خطواتنا بالأمس، يلوّح لي ببقاياه، أقترب منه، أسمعه يئن لفقد سوره، يتعكّز على جثث تطفو تحته؛ ثمة امرأة عارية ترقد في المياه الضحلة، القريبة من الشاطئ، ترنو ببصرها نحو السماء، تضغط على ثدييها النازفين دماً بكفين مرتعشين؛ أعبر النهر، أحثّ الخطى إلى المشفى، أصطدم بوجوه متورّمة لآلاف التلاميذ، شبه عراة، جلودهم مسلوخه، يرومون النهر؛ أكاد أجنّ ممّا أرى، أصاب بالغثيان، أتقيّء، أسقط أرضاً، يلفّني الغياب، تعانقني كوابيس مرعبة، أفرّ منها صوب الجحيم، أفتح عينيّ، منهكاً، عطشاناً، أتوكّأ على قلقٍ، ترافقني طرق موحشة، لم أرها من قبل، المسافة تمتدّ، تقطع أوصالي، يهدّني التعب، الليل يلقي بعتمته فوق ظلام المدينة، أبصر بيتاً في طرفها، ما زال يحتفظ بوجوده، أسند ظهري إلى أحد جدرانه، ينتصب أمام عيني منظر مخيف، أفواج من الجرحى يحاولون الهرب إلى التلال البعيدة، جلودهم تتدلى من أجسام محروقة، أنفاسهم ضعيفة، لا يسمعون ندائي اللاهث خلفهم، يلفّهم الأنين والصراخ، يمرّون أمامي طوال الليل، يسيرون كما النمل على خطّ طويل، أغفو بلا وعي منّي، أستيقظ صباحاً، يصفعني الاستغراب، وجدتهم متراصين على جانبي الطريق، لوثة جنون تلعق عقلي، أوشم آثار خطواتي فوق أجسادهم المتهرّئة، أهرول هلعاً، يطاردني صوت قادم من خلف التلال:
" رُدّوا لي البشر
ردوا لي أمي وأبي
جدي وجدتي
أبنائي وبناتي
ردوا لي نفسي
وأعيدوا البشر لإنسانيتهم
ما بقيت هذي الحياة
ردوا لي في هذي الحياة
سلاماً لا ينتهي"1
بعد يومين ألتحق بفريق المساعدة في عمليات البحث عن الأهالي المحاصرين والمصابين؛ لعلّي أجد أثراً لزوجتي و طفلي الرضيع، لم أر غير أكداس من الجثث تُحرق في ساحة المدرسة، وطابوراً من أشباح رجال ينظرون إلى زوجاتهم وقد أصبحن زنجيات بعد إن شوت الحرارة وجوههنّ، وأطفالاً ذابت ملامحهم كما يذوب الشمع.
في اليوم الثالث يخالني أصبحت جزءاً من المدينة، تحاصرني الجبال من ثلاث جهات، والبحر من الجهة الرابعة، يجلدني الصراخ والأنين، يرافقني أحد الناجين، كان مشدوه البال، يداري جرحاً ينزف دماً في جنبه الأيمن، يزيح عن رقبته شظايا متناثرة من زجاج، شيء ما يشدّني إليه:
- هل من مساعدة أقدمها إليك؟
- شكراً لك، هناك من أحقّ بها منّي.
تخزني شهقاته، تثيرني دموعه:
- ما الذي يبكيك؟ لقد نجوت.
- ما الفائدة، وقد حملت ألماً يحزن قلبي ما حييت؟
- ألم تر امرأة تحمل طفلاً؟
كان السؤال حجراً في الفراغ. يلتفت إليّ، يشهق وجعاً:
- هو والله ما يحزن قلبي.
الصمت يخيم بيننا، الدهشة تحتلّ ملامحنا، نمسح بقايا دموع، تنفرج شفتاه:
- سمعت صوتاً يتوسّل جرعة من ماء، كان الصوت ضعيفاً، لكنّه متواصل، اقتربت من مصدره، رأيت.......
تأخذه نوبة بكاء، أنفاسه تتقطّع، يسكت، يحدّق في وجهي، كأنّه يفتّش عن سرّ سؤالي:
- ماذا رأيت؟
- امرأة مصابة بحروق شديدة في جميع أنحاء جسمها، تحمل رضيعاً بين ذراعيها، شفتاه تمسكان بحلمة أمه، ممّا زاد من ألمي رأيت الطفل ميتاً، والأم ما زالت ترضعه رافضة حقيقة موته.
- وماذا فعلت لها؟
- لم يكن بوسعي أن أقدم لها شيئاً، اعتذرت ومشيت بعيداً.
- ألا وصفتها لي.
- لم أنتبه إلى ملامحها، كنت مشغولاً بالنظر إلى الطفل؛ لكن هناك علامة فارقة لا يمكن نسيانها.
- ما هي؟
- خال على طرف...
لم أدعه يكمل حديثه:
- أرجوك، لا تقل على طرف حاجبها الأيسر.
تنتصب علامات الدهشة على وجهه، يضغط على جرحه، يجهش بالبكاء، وقبل أن يمضي مع الناجين، تساءل مستغرباً:
- وهل تعرفها؟
أصابني الخرس، لا أكاد أسمع صوتاٌ، ولم أر أحداً حولي... أنتبه لحالي، ألاحقه، أرسل خلفه آخر سؤال:
- وإلى أين مضت؟
- صوب النهر.
كلّ شيء ينفرط، المكان يضيق بي، الهواء الكريه يخنق أنفاسي، قلبي الطاعن بالشوق يتوق إلى نبضه، أوقظ الخطى نكاية باليأس، الجنون يطير بي نحو النهر، أحسّ أنّ الموت يترصدني، أجلد قدمي بسوط الشوق؛ فالمعذبون، الموتى، ينتظرون؛
" يا ترى من يسقي عينيّ دمعاً بعدما جفّت قنوات الدمع، ويمنح الشفاه المتحجّرة صراخاً عند اللقاء"
صوت يأخذ بلبّ القلب، يصفع عقارب الساعة الحجرية المتوقفة عند الثامنة والربع صباحاً، يأتي من بعيد، من خلف الجبال، تحمله ريح المرافئ:
" أيّها الصغار
لا تصمتوا
تكلّموا
قاوموا الكبار في العالم كلّه
-أرباب الحرب-
اصرخوا فيهم
بأصوات ناصعة
وعيون تلمع
افتحوا أذرعكم
حرروها.. لتعانقوا الجميع"2
وقبل أن أصل إلى ضفة النهر، يُشيّع خطواتي ضوء آخر يسطع في السماء ناحية الشرق، على بعد مئات الأميال، هو ذات الوميض، مزيج من الأصفر والبنفسجي والرمادي والبني الداكن، ذات الصوت الراعد، ذات الرائحة الأولى الكريهة؛ حينها اكتشفت أنّي عاري تماماً.
----------------------------------------------------------------------------------
*بيكادون: اسم أطلقه اليابانيون على القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، ويعني بريق لامع، يعقبه انفجار هائل.
1-2: الشاعر الياباني سانكيشي توجي.

صراخ في البرية ................ بقلم : رند الربيعي // العراق


.
فراديس تحت أكمام نائية
عرائشي التي صيّرتُها منذُ ألفِ لظى
افترسها أصحابُ الكروشِ المتدلّية
زمني الذي فُجِعَ بوطن
يعزف بأبجديات منخورة
أسدلَ الرّجاءُ ثوبَهُ
وعناقيدُ على كتف قريتي
سحقتها كعوبُ أحذيةٍ بالتبنّي يئست
ونيرون بلادي أطفأ فتائل قناديلي
قمحُ عصافيري اقتاتته حاشية نيرون
داني القطوف وجعي
أقرؤكَ معوّذاتٍ بلسان جدّتي
لستُ حزينة يا حبيبي .....
ولكنْ موؤودة
تارةً تحت نخلة قريتي
ومذبوحة على جرف الفرات تارةً أخرى
وإنّي المشنوقة أعلاه
أمامَ كهرمانة
سيري عراقيّةً سامقةً
وأنا المنزوعة الأماني
أكلتُ آخرَ إصبع ندم
غطسَ في محبرة وطن مُباع


الوَهْمُ ................ بقلم : إحسان الخوري / لبنان


هِيَ تَصْرُخُ وَأَنَا أَسْمَعُهَا ...
تَصْرُخُ فِي غَابَةِ الصَّنَوْبَرِ المُجَاوِرَةِ ..
الضَّبَابُ كَثِيفٌ ..
هُنَاكَ شَيْءٌ مِنْ الظَّلَامِ الشَّاحِبِ ..
هِيَ رُبَّمَا تَحْتَ شَجَرَةِ الكَسْتَنَاءِ ..
شَجَرَةُ الكَسْتَنَاءِ تِلْكَ الوَحِيدَةُ بِالغَابَةِ ..
تِسْعُونَ مِتْراً دَاخِلَ الغَابَةِ ..
كَمْ مَرَّةٌ قَاسَتْ قَدَمَاكِ المَسَافَةَ إِلَيْهَا ...
أَتَذْكُرِينَ عِنْدَمَا ضَاعَ خَلخَالُكَ ..
كَمْ بَحَثْنَا يَوْمَهَا ..
كَمْ مَرَّةٌ تَوَقَّفنَا وَتَلَاقَتْ نَظْرَاتُنَا ..
أَذْكُرُ قُبْلَاتِكِ حِينُهَا ..
كَانَتْ تُثْمِلُنِي ..
أَنَا أَعْشَقُكِ يَا اِمْرَأَةُ ....
آهْ،
كَمْ أُحِبُّكِ ...
غِيَابُكِ عَدِيدَهُ لَسْتُ أَعرِفُهُ ..
أين أَنْتِ ..؟
لَا تَخْتَبئِي خَلْفَ النُّجُومِ ..
هَلْ تَعْلَمِينَ ..
صَارَت عِنْدَي عَادَةٌ ..
أُغْمِضُ عَيْنَاي مِرَاراً لِأَرَاكِ ..
أَوْ رُبَّمَا لِأَمُدَّ يَدِي وَأَلْمُسُ طَيْفَكِ ..
أَنَا لَا زِلتُ أَعْشَقُكِ ...
آهْ....
إِنَّهُ صَوْتُ صُرَاخِكِ ..
سَأُهَروِلُ ...
خَطَوَاتِي غَدَتْ عَجُولَةٌ ..
أَنَا آتٍ حَبيبَتي ..
إِنَّهَا حَبيبَتِي السَّمرَاءُ ...
اِنْتَظِرِي ...
أَنَا آتٍ ...
اِقْتَرَبْتُ كَثِيراً ..
هَا هِيَ الكَسْتَنَاءُ ..
هِيَ كَبِيرَةٌ كِفَايَةً ..
وَلَكِنْ أين أَنْتَ ..!
حَبِيبَتِي ..!
حَبِيبَتِي ..!!
أين أَنْتِ ..؟
لَيْسَ صَوْتٌ ....
إِنَّهُ الهُدُوءُ الصَّامِتُ ....
وَأَلَّان دَارَ العَقْرَبُ الصَّغِيرُ مَرَّتَيْنِ ..
أَكَادُ أَتَجَنَّنُ ..!
أَنَا سَمِعْتُ صُرَاخَكِ ..!!!
رَائِحَتُكِ لا زَالتْ هُنا ..!!!ِ
فَأُغْمِضُ عَيْنَاي زَمَناً ..
أهزُزُ رَأْسِي في خَيبَةٍ ....
إِنَّهُ الوهمُ عَادَ يَلْبَسُنِي ..
يَنْهَشُ بَعضِي فَوْقَ بَعضِي ..
يَشْرَبُني ..
يَأْكُلُ فُؤَادِي ..
وَأَنَا لَا أُخْفِيكِ أَنَّنِي بِتُّ أَخْشَاهُ .....

من ديواني الرابع : نِسَاءٌ مِن شَمعٍ

أسف (ق.ق.ج)............... بقلم : حيدر حسين سويري // العراق


 


" كُنتُ أظنهُ يغبطني، حتى أكتشفتُ أن نار الحسدِ تملأُ قلبهُ، وذلك حين إلتَهَمَتْهُ "... بهذه الكلمات أنهى مذكراتهِ، وضع القلم، توجه نحو الشرفة، نظر إلى مسكن صديقه، ثُمَّ قال بألمٍ وحسرة: آآآآه، لماذا إنتحرتَ يا صديقي؟! أسف...
............................................

ومضات ............. بقلم : جميلة عطوي / تونس



شرايين الوطن
أنهكها الصّقيع...
تهفو إلى رذاذ الدفء
...لقاء...
2
في الجسم تسري رعدة ...
على الخدّ تهمي دمعة...
في القلب قنديل يستغيث
...ضياء...
3
بين الصّحوة والغفوة
ترفّ الأماني ...
تروّض أوجاع الكَلْم
...شفاء...
4
في شرفة الفجر
يركع حلم...
يسبّح أبواب الخلاص
...رجاء...
جميلة عطوي
تونس

دم الخاتم ( قصة قصيرة )............... بقلم : مزهر جبار // العراق




- تعال أستاذ عصام
- لاتنتظرني
وقفت أنظر الى الانحاء. شىء مني في المكان جذبي إليه. تخلفت عن الجميع. لم يبق أحدُ من العمال وأرباب العمل من الأجانب. أمامي، أعمدة ( ريك) الحفر؛ لحفر بئر نفط جديد. أتعبني العمل في شركة النفط كمترجم من الأنكليزية الى العربية وبالعكس. في مكان أبعدني كثيراً عن أمكنة رغباتي وعن الأمكنة التى أحقق فيها ذاتي. تركض ذاكرة الماء إليَ. يصلني ضجيج وصخب العمال. مخيم الشركة الى الخلف مني. لا يبعد سواء بضعة أمتار. أقتعد على التراب. تمشي بي السنون. محطات لقطار العمر. أبتلعت التربة الماء. شجيرات الطرفة والاثل والخرنوب على وجه الارض. كانت يوماً بحور ماء خلف الساتر. ركض الزمن على لوح الذاكرة. عبر جسور الألم. تركت الشمس خلفها وهي تغادر؛ لوحة بلون الدم. اشباح منحنية وواقفة وممددة. تنزف خيوط دم يتراقص. هدأ المخيم. تسيده الصمت والسكون. أختفت اللوحة عن ناظريَ. دفعتها ذاكرة بحور الماء وسواترها الى خارج الوجود. حل الظلام. سكت فم الموت. لحظات هاربة من مطحنة البشر. تمنيت في الداخل مني أن تدوم. على مقربة مني. تمتد اعانق الاحدايات والثنائيات. أحاديتي، أحتمت بالصمت. قبل دقائق، أختفت ذيول الشمس. أسمع غناءاً شجياً في بداية الليل. في دقائق كهذه، يفرد جاسم جناحيه على جسد الموت المتوثب بين ثنايا العتمة وأردية الغفلة. غناء شجي. جاسم أخذ يغني. يؤلمني صوت جاسم. بحة متفردة في النبر. يكثف وحشية الصوت الناعم، وجع الروح. تدور به دوامات الحزن. فراق حبيبته طوق حديد ساخن، يحرق القلب. أودع الشجن في الكلمات. في كل ليلة يغني. عندما يتوقف صراخ المدافع. دقائق؛ يبث خلالها الحسرات. يشعرني من أنه لايغني، تبكي البحة في حنجرته. كان يغني مذ حط رحاله على الرغم منه هنا في الموضع. غناء فيه حزنا شديداً ، كما النادبات في العزاءات. منامتي جوار منامته. أحسه حين يرجع من أجازته، حاملاً الهم على راحتيه. لم يفتح فاهه. يبكي من غير بكاء. لم أشأ في كل مرة يعود، أن أثقل عليه. كهذه الدقائق، كان الساتر كمقبرة. حتى ولا نأمة. وجاسم يغني. يغني أم يندب على حبيبته مياسة. كان قد أسر لي بحبه لشابة من قريته، قرية الزجيه، أسمها مياسه. عشقها بحب عاصف. يزجيا الوقت بالغناء. هي تغني وهويغني.
- كنتما تتحاوران بالغناء
- نعم في النهار وفي الليل شكل آخر
في الليل تأخذ الحياة والحب طريقاً مختلفاً. يختليا بستر الظلام. النجوم فوانيس حب تتلامع. ظلا ينتظرا يوم الفرح. أسبوعان ويدخلا جنة ما رغبا. أرادا أن يسبقا السوق الى الجيش. بعد شهرسوف تساق مواليده الى الخدمة العسكرية.عندما يتذكر ذلك اليوم يتنهد ويدفع من فيه في وجهي؛ حزم من زفير حار يلفحني: "الفرح خاصمني ولم يزل". كان يقول لي في لحظة الاسى. جاء النذير من المذياع. فتحت أفواه الحرب. في ذات اليوم الذي أتفقا فيه على يوم العرس بعد أسبوعين. كان يوم صارخا بالنهاية. أنقطع الآمل في الزواج لحين. قالا لبعضهما: شهر، شهران وتنتهي الحرب. الحرب لم تنته. ظلت بلا هوادة تطحن كل آمل له بالخلاص ومن ثم العرس والحياة. قلت له: لماذا لا تتزوج في أثناء الاجازة. تأفف مثل أسد جريح، ينتظر شفاء جراح جسده. كان يخاف الأستشهاد ويترك حبيبته تصارع الدنيا بلا معين لها في دروب العاديات. ردد على مسمعي بامتعاض وحسرة: الطامة الكبرى، أستاذ؛ أن يمنحني رحم العشق أبناً أو بنتاً وربما أكثر أذا أمهلتني صوارخ الموت بعضاً من الزمن. في اليوم الذي ألتحق فيه الى الحرب؛ أنفجر بالغضب واليأس. لحظة عانق فيها مياسه، بكى من غير دموع. قال لها: لامفر من الذي لا مفر منه. القرية والهور عيون تتلصص. لذا دخل في خوانق الرصاص. رد عني بؤس المكان ووحشة ظلام الليل ونباح ألسنة الحرائق. يستمربلا أنقطاع وبالذات في ليل النار؛ يموسق الأسى بأوتار أدامية. يضخ فيها كل مابه من شوق الوصول سالماً ذات يوم. تتباعد المسافات كلما قطع شوطا الى محطة الحب المنتظر. أسألني في الحندس والسكون المباغت والمحبب: أأننجح في البقاء أحياء. أأننفلت من دوران المطحنة. كم من الحيوات نجت في هذه الدقائق من الفناء. ثمة فوران يصرخ داخلي في كائنات البشر المتخندقة في الشقوق والرابضة وراء السواتر من الجانبين: ما ضركم لو أوقفتم الأصابع والأكف من الضغط على زرر المطاحن. في قرارة نفسي؛ أعرف أن هذا محض خيال وحلم بعيد المنال. تعيدني لواعج الروح في ذات جاسم من ملمات فراغ العمر من الحياة. وحاضر ضاع فيه الآمل في الخلاص من رماح حرب لاتنتهي في القريب: يمه يا يمه... أنصت حزيناً إليه. يشعرني بأن أشياء كثيرة كسرت فينا. كان يبوح لي في لحظات الشجن والهم: نحن حطب الحرائق. عندما تمارس حنجرته الغدر معه، ينام. أظل أنا ساهراً وناطراً أنقضى الليل وتوقف عوى المدافع والاحاديات والاثنائيات. تخذلني ولا تتوقف. رغبتي رغم القلق من الموت القادم من غير أذونات، في كون من أزيز وأنين؛ أتحايل عليها وأقود يدي الى حقيبتي. أخرج روية الحرب والسلام. أشرأب أياد برأسه من تحت الغطاء: ألا تنام. لم أجب. كنت أنتظر أن يفرغ ما فيه من توبيخ لي. لأعود الى السياحة والحوار مع كائنات تولستوي. أذ ودعتها في الليلة الفائته. همهم كاظم من الطرف الثاني للملجىء. أنتظرت بفارغ الصبر أن ينتهيا لوم أياد وهمهة كاظم. " أمري لله". قال أياد ورجع الى النوم يئساً من ثني كعادته. أخذت أقرأ بنهم كما في كل ليلة. تؤنسني الكلمات. تفرغ من روحي مخزونات القلق والخوف من الموت أو الأعاقة. أنسى لساعة وأحيانا أكثر ما أنا فيه من فضاءات الفناء. جاسم من فيه؛ تخرج خنة لصوت مختنق في الحلق وشخير. ينقلب جهة ذبالة الفانوس أمامي. تكلم بتأتأة. مخارج الكلمات مفهومة: جاسم خلينه نعرس. الحرب ما تخلص. خايب يخلص عمرنه وما تخلص. أتأمل السكون على أمتداد الساتر. أقول متهكما: ربما صوت جاسم أخرس نباح البنادق والهاونات. يستمر في الغناء على مقربة مني. كم جميل هذا الليل بلا ضجيج ووميض. أقول مترنما بصوت أم كلثوم: الليل، الليل، الليل..لكن طبقات النغم الريفي الفارط النعومة لأشجانه، يرجعني إليه. أتجاوز على المحظورات. أجبرني حرماني من أشتهاءاتي لعشق الحياة والكلمات. أشعلت سكارة. دفعت مع الدخان الى صدري، كل قهري. عاط مدفع من الجانب الثاني. ثم تبادلت قذائف الموت؛ العواء من الجانبين. أختفى وهج الليل في خنادق الدخان. أجنحة دوامة الهواء، رفعتني من مكاني، بأقل من حركة رمش العين. دوي أنفجار هائل، شق الفضاء خلفي. غيوم نار ودخان. سقط الترب على جسدي. صراخ من كل مكان في الانحاء حولي. ثمة من يمضغ الألم مع القول، مختنق العبرات يقول: لقد أستشهد جميع من كانوا في الملجىء. وجدتني أتحسس صدري وأطرافي وبطني.
- ألهي
تلامعت بالضوء مشاعل الانارة. تماسكت ومن ثم تغلبت على رعب السقطة وزمجرة القذائف والرصاص. أدرت الذراع. نفضت عنها التراب. أرجفتني رهبة الدم. يتقاطر حاراً من جذر الذراع. مسحت الدم من على خاتم الخنصر. تمعنت فيه على ضوء حزم التنوير فوقي
- الخاتم، مكتوب فيه أسمانا يا أستاذ
أشتد الرمي من الجانبين. شذرة الخاتم، تلمع. نام الساعد على صدري. أستمر سيل الدم، أسفل بطني. سحبني سعد من وجع السنين السابقات؛ نادني من المخيم: أن تعال. العشاء جاهز...

ومضات ............. بقلم : حسين اعناية السلمان // العراق



احب رؤية بدايات كل شئ
الا بداية الانهزام
ــــــ
النهايات موجعة
أن راودها الاهمال
على بدايات جديدة
ـــــ
حياتي وتر لم تمنحني
الظروف
اجادة العزف عليه

سجين أنفاسي ................... بقلم : سهى النجار / الاردن


لا تقل أريدك ، قلبك مختوم
بالشمع الأحمر ، مثقل بذكرى
عشق الماضي .. طيفها يستوطن
فكرك ، وعيناك تبحثان عنها في
كل مكان .. أأكون بديلة لأنثى
وأنا سيدة الغرام ..؟ مغرور أنت
سيدي ، وفي العشق تهوى الخصام ..
غرك عشقي لك وزادك إصرارا على
تغيير ملامحي ؛ لتعلن الانتصار ..
أي انتصار وأنت ملك أحضاني..؟
سجين أنفاسي ووجداني..؟
أيكتفي قلبك بأنثى إن همست تتراقص
البلابل والطيور تنشدنا أعذب الألحان..؟
عناقي ذبذبات تسري بجنون ، ولمساتي
تغازل نيسان .. أتقول أهواك معذبتي
وقلبك مقيد بالماضي..؟ أنا يا سيدي
أنثى ترفض فيك الاقتسام .. إن لم تكن
لي وحدي فعلى الدنيا السلام .


طال الغياب .................. بقلم : خالد اغبارية / فلسطين


وأنادي طيفك
يرافقني
كلما اشتقت إليك
واترك بريقًا
أينما مشيت
كلما أحنُّ إليك
واتَّسعت أحلامي
كلما رأيت طيفك
ويتحوَّل قلمي
لوردة حمراء
عندما اكتبك
وكل ما يشبهك
أحببته لأجلك
طال الغياب
وكبر الاشتياق
حتى أنهكني الحنين
وفي سراديب الحنين
ألملم أشواقي
وبين أوراقي
أرسمك
وكأروع ياسمين
تتنثرين العبير
بين سطوري
وبدموع الشوق
تعطرين صفحاتي
وبحسرات الأنين إليك
أطرز كلماتي
بالخفاء أشتاقك ألف مرة
وعندما أرى طيفك
أحن إليك آلاف المرات
فأنت روايتي
أقصها عليَّ كل ليلة
ولن أرويها لأحد

فتوى (ق.ق.ج).............. بقلم : ابراهيم الجنابي // العراق


على بعد قمرين من الحكاية استل وشاحه حين بلغ من الوجع عتيا .قال يا شيخي افتني فيما أقول ..هل يصح لأمي - ان تستعين بزوجتي- بعد أن اقعدتها الأيام ..قال معاذ الله لا يحق هذا لأمك.. رجع مستوزرا بالفتوى ..التقى صديقه المخمور في طريق عودته حين سأله وقد شاهد علامات الفرح على جبينه ماذا وراءك .قال كنت عند شيخي بفتوى ...رد صديقه ..إذهب انت وشيخك ف صلّيا ........

شذرات ................. بقلم : أحمد بوحويطا أبو فيروز / المغرب


- الكلمات إناث كالإوزات تمقتُ الزنا
- الحنين اختبارُ اللّٰهِ للعاطفةْ
- أنا أغبطُ طيورَ البجعْ
لأنها تغير موطنَها
إذا لم يهبها غيرَ الوجعْ

- و أنا أوشحُ صدركَ بالألمْ
نسيتُ أن أقولَ ما أروعكْ

- أنا التي طوعتْ عواطفُها الضجرْ
و أوقفتْ نبضَ قلبها في انتظاركْ

- لولا عصى اللهَ آدمُ
لما كنتِ أنتِ حصتي منَ الحبْ

- قالتْ يداكِ ليديَّ كلاماً كثيرَا
- كم تعبتُ في تدريبِ قلبي على نسيانكْ
- يحدقُ قلبي في الحبِّ و يحزنهُ
كلما تخلَّص منهُ يدمنهُ

- بأكثرَ من لغةٍ أحبكْ
- غريبٌ أنا فيكِ برتبةِ عاشقْ
- كمْ كذبنا ... و كم صدقَ القلبُ كذبتنا
- ثلاثون عاماً من الحبْ
لكننا ما نزالُ نسألْ
هل نغيرُ الساقي أمِ النبيذْ ...!

- النايُ أخُ النايِ في الخطيئةِ إذا يوجعني
- لا ضربةُ النردِ ملأتْ غيمتي مطراً
و لا النبيذُ الشريفُ أعادَ إلي أندلسي

- في حانةِ حلُمي جالسٌ أنا يتأملني الضجرُ
- مكرُ الناياتِ من مكرِ عازفها
- أظن رداءةَ النايِ ليستْ من رداءةِ القصبِ
- علميني حدودَ الموتِ فيك سيدتي
فموتُ القطا غرقاً فيكِ يحرجني

- كلما كأسي صدقتْ حدسي
رسبتُ كثيراً أنا في حبكْ

- إني أخافُ حبكِ ... إني يتيمْ
- أتحسسُ حلُمي حين يذكرني النسيانْ
و يغمزُ لي بأنه مايزال حياً

- كلما تذكرتُ نكهةَ عينيكِ
أطعتُ صبري الذي ألهمني الرجوعَ إليكْ

- أنا أشتهيكِ كل يومٍ أشتهيكِ
كما أريدُ و لا أتعبْ

- كم غانيةً ستحتاجُ رحلتُنا
لقد أتعبنا ليلُنا و أتعبَها حزنُنا الطويلُ

- المرايا خليلاتٌ لذيذات
لكن ينقصها قلبٌ و ذاكرةْ

- من كأسٍ لأخرى أعبرُ الذكرياتْ
- قناديلُ البحرِ لا تضيئْ
- بكل ساديتي و أسلحتي
تصلبني عينانِ غمازتانْ

- ليتني كنتُ ناياً لأعدتُ صياغةَ العاصفةْ
- في طريقي عودتي إليكِ نسيتُ أنني
نسيتُ كل عناويني في جيوبِ السفرْ

- الكلماتْ ...هُويتنا بعد صرخةِ الأم و زغرودةِ القابلةْ

 

أرقص للحياة (ومضة).......... بقلم : محمد اضويرفة / المغرب


 


زوربا
يكفيه مافات
سيرقص للحياة
أيتها العيون الجامدة
العمر يمضي
وزوربا
يخاف أن يقضي
ذون أن يودع الحياة
برقصة وابتسامة

لَاحَ طَيْفُه...فِي الْأَسْرِ وَقعْتُ.................. بقلم : خديجة حراق / المغرب



أوَّلَ مَرةٍ لَاحَ فِي أفُقِي
بَادَرتُ بَإسْدالِ جَفنِي
خِفتُ الأسْرَ بِملءِ إرادَتِي
وَتزْيِينِ مِعصَمِي بِالاصْفادِ
لَا تَسآلونِي كَيفَ ذُبْتُ فِي
غَياهبِ رُوحٍ بَدتْ الى
عُمْقها تَجْرِفني..
وَجدتُ نَفسِي أرْكبُ
رَذاذاً مِن هَمسٍ
بِنايٍ مَسحورٍ
فِي غِابِ الوِجدَانِ
تَسقطُ ألْحانهُ تَعويذَةً
تَشلُّ مُقاومَتِي
وَلَها وَقعٌ فِي الشَّرايِينِ
تَنبضُ بِلهفةِ مُشْتاقٍ
فِي قَفرِ الصَّحَاري
يَحلمُ بقطْرةِ مَاءٍ
وَإن كَانتْ مِنْ سِنامِ حُمرِ النيَاقِ..
لَا اقولُ لِجَمالِه أوْ سِحْرِه
عَشِقتُه...
فقَطْ لِأَنَّه هُوَ مَا كُنتُ
أَنْتظِرُ..
شَيَّدتهُ رَمزاً
تِمْثالاً
سُلطَاناً
وَحتَّى راعِياً...
سَحرَ أميرَةً
لِأَعَيشَ الصَّفاءَ
بِردَاءِ الْبَياضِ
وَعِبقِ اليَاسَمينِ
وَاسْتظلَّ بِقوسِ قُزحٍ
دُونَ أَنْ يُلونَ فِطرةَ العِشْقِ
سَطَّرتُ أبَجَدياتٍ عَلى صَفحَتِي
أثْملتُ حَرفِي
تَغنَّى وَهذَى بِسَمْفونِيةِ حُبٍّ
وَنبْوءَةٍ مِنْ إِرْثِ الْعُشاقِ..


قطاف المنعرجات................ بقلم : أحمد بياض/ المغرب


نغمة شادية على خد قبلة عروس الريح.............
من هناك : رماد زنزانة ‚ هواء التعب وفراشة المغيب..............
سأناولك صوتي ‚ حين يسدل السكون ستاره على زهرة السماء ويتراقص الأطفال بدمية الموت٠
لم نتعارف بما فيه الكفاية........ساعة على مهد أسطورة; لم نجتن من لذة الوصال إلا لحظة الوداع الأخيرة٠
ليبقى على سواحل رموش عينيك وحي الأطلال.......
هكذا أنتِ ‚ وهكذا أنا في شهوتي الممزقة٠
سيتورّد الشوق حين تطفو مناجم الدمع من غيث الأشجار وخلايا زيتونة‚ سأرتشف ما بقي من مدام فنجان نديمي الذي غاب وراء كفّ البحر ولحاف الجدار............
لشهر آذار القادم من سفوح الجبال
للموت القريب على مطر الريح
للسحابة الماضية إلى قفطان الجليد
للطيف المختمر على مرايا التجاعيد
لخلاياك المدفونة في استحياء على كفّ الرماد المتهرئ
للمكان المفقود في نعش الذاكرة
للبحر والموت
للبحر والدم وولادة القمح والسنابل المأجورة
للنهايات المصلوبة على شفرة الوصول
للتعب الموروث على شقوق الأقدام وغبار النعال
لقصيدة أخيرة على شفرة برزخ فاصل بين نشيد الوصول ورغامة الذاكرة
لصيحة روما القريبة- البعيدة‚ على حدائق النار وعشب اللهيب
لآخر ضوء على ثدي الشموع
لضوء القمر وهو يعانق سعال السحاب
لكِ:
خلخال أضلعي ورعشتي المتماسكة بحنين التراب
لكِ:
هذا الوادي المخمور في زهرة الليل‚ والبحر المولع بالفراق
لكِ:
جناح طائر يكسّر السماء
الديمومة الخانقة في مزرعة الأنفاس
لكِ:
أول زهرة على غصن التفاح
لكِ:
شقاء الحروف واتساع الكلمات
ليس أمامكِ:
إلا نوافذ على قدم البحر
والإبهام المنحني في صبح الولادة
تفاحة مقضومة
ويدان ترتعدان
وريحان
وقمر متسوّل بين الرماد والدخان
 

تعالي نردد أحلامنا................... بقلم : محمد الفهد // العراق



تعالي نردد أحلامنا
بليل الأماني وحزن الصباحْ

بشوق ندي بلون السحاب
وفيض تجلى بفيض مباحْ

بليل شجي يفوق المدى
بسهد وسحر تداوي الجراحْ

تعالي نحقق أمالنا
تعالي وقبل هبوب الرياحْ

نصد المنايا بصوت الخطى
بصوت حفيف وصوت النواحْ

تعالي لتزهر أيامنا
حروفاً تخطت درب النجاحْ

لألقيك شعرا سحر الخيال
وأفقاً رحيباً تجلى ولاحْ

وبرد ولليل يهب النسيم
كعطرٍ بهيٍ وعبق أفاحْ


   ٢٠١٧

جدائل آلليل.................... بقلم : سفيان آلسبوعي / تونس


تسرحين جدائل ليل منير
و تسكبين نبيذ النجوم في ساعة السحر
تسبحين بين مضارب آلنجوم....
كطير آلفينيق و رفيف جناحيه وقت آلأصيل
تقطفين آلأماني من حقول آلخيال آلبعيدة
و تطلين على مشارف و تلال دمشق آلحنونة
عيونك مشرقة كشمس فلسطين.....
و أنفاسك ريح ينثر ذاك آلحنين....
في كل صدر يتوق آلى آلحرية
إلى آلعيش في كنف آلإطمئنان...و آلكرامة آلأبية
يمتد آلفضاء....آخضرارا...كآنبثاق آلحلم
كأفول ليل مبهم محغل بآلظلم.....
جدلي خصلات آلمجهول......
لكي يعم آلنقاء...و آلحب....و آلسلام
في صرخة آلموج....و رعشة آلموت
صيحة آلشمس....و طلقة آلهمس.....
يتدانى آلهدوء و آلسكينة...في صحوة آلأجفان
و آلضياء آلسرمدي لمدن نست آلنوم و آلسكينة
جدلي ستائر آلليل آلمخيف.....
جدلي صرخات آلأطفال ....و حزن آلتلال
لتشرق شمس آلأمل...و يغني آلسهل و آلجبل
و يغادرنا ذاك آلصمت آلرهيب.....
مع أول شعاع للشمس بعد ليل مهيب
فترتفع هامة آلنخل من جديد.....
و تتوارى عنا لغة آلترهيب و آلوعيد........


لو أننا لم نفترق................ بقلم : كاظم الراجحي // العراق



لو أننا لم نفترق،،
لغرقت في عينيك في حضن الألق
في حضنك نومي هنيء دام واحتار الأرق.
وعزفت في لحن الوداد مشاعري،
وتراقص الورد الجميل بلا قلق.
وتسارعت نبضاتنا في لهفة،،
وبدا يراعي مغرم فوق الورق.
الليل يدنو من لهيب مشاعري،،
من فرحة دامت تناجي طيفك الممزوج في سحر الشفق.
 

الشك.................. بقلم : علي الحسون // العراق



كبرياءُ غيرةٍ
تأبى الركونَ على مضاربِ الشفقةِ
تعبثُ بحتميةِ الزوالِ
و ما آل اليه الانتشالُ
خفقةُ رأفةٍ
تصلبُ العنادَ
تُوقِعُ بين مكامنِ التأني
ينحدرُ بغزارِةٍ
سيلٌ جارفٌ يزيحُ أمامه تراتيلَ الاحتضارِ
كي لا تبقى له ذكرى
تمدُ جناحَ السرابِ
تحلقُ فوقَ سفوِحَ التقصي
كي تتيقنَ أن الهلوسةَ التي أفاضتْ من صدرِ الضيقِ
هي نفحاتٌ
أوقدت شموَعاً تحومُ حولها فراشاتٌ
تبغي الاحتراقَ
لا لشيء ..فقط لان النورَ المنبعث يساورهُ الشكُ
يريدُ له قرباناً

خيالات الجياع .................. بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




إليكَ أن تفرحَ
بلا مقابلٍ
فالعزفُ على أوتارِ الحزنِ
مدخلُ السّعادةِ
أو ربّما مغاليقُ البكاءِ
بيدِ خواتيمِ التّعساءِ
من العيونِ تمرُّ الأحلامُ
بسلامٍ٠٠ بسلامٍ
فوق المراود تحمل
ركامَ الأمنياتِ٠
حسرةٌ
تقفزُ كنحلةٍ
من وردةٍ إلى رحيقٍ
لا تأبهُ بإيقاظِ
عصفورةٍ
لفجرٍ جديدٍ
ثمَّ يستمرُّ الغناءُ
ترقصُ سنابلُ الرّيحِ فَرحاً
تتمنّى الذبحَ من الخواصرِ
أو فرك قبضةِ التّفريطِ
هكذا نريدُ أن نحيا
مثلَ أصحاب القرارِ٠٠


البصرة / ٢٣-١-٢٠١٧

يا أجمل النساء .................... بقلم : عادل إبراهيم حجاج / فلسطين


سأكتبُ قصيدة ً عنوانها... أنتِ
أغازُلُك فيها بعشق ٍ
يُشبُه...
جمالَ عينيكِ
يَسمعُ فيها الكونُ
تَنفسَ صمتي
مسكونٌ أنا.... بكِ
أنتِ فروضي ونافلتي
أنتِ في عروقِ ..يدي
في صوتي
وفي لغتي
أتوسلُ
فمُنى علىَّ ...بقبلةٍ
وضعيني بينَ ذراعيكِ
واحتفلي
لا تَملي ..مغازلتي
أنا مأوى ً
لما تتقنين من فنون العشقِ
فاتنتي

تواري خجلاً في كفيَّ
واغرقي
في خطوطِ يدي
سأُسكِرُ الخدين
بلا خمر ٍ
وأنصبُ ...كلَّ أشرعتي
جيوش رمشيك
احتلت... كل قصائدي
أسلمتُ....
فأعتقي....
بالله
كيف غزوتني
في الأشهرِ... الحرمِ
أحببتُكِ... بلا شرطٍ
أحببتُكِ ....بلا جدل ِ
أحببتُكِ
من الرأسِ إلى القدمِ
أضعتُ الطريقَ
فلا تُضيعي ...ذاكرتي
ودعيني أسكنُ إلى.. النهدينِ
وكوني أنتِ ... قاتلتي
 

أغار ................ بقلم : غزوان جمان العراقي // العراق

 
أغارُ من عطرِ الندى
أغارُ من قطرِ المطرْ
اغارُ من ريحِ الهوا
لو حرّكتْ ذاك الشعرْ
من غيمةٍ ورديّةٍ
قد لامستْ ذاك الثغرْ
من نظرةٍ مفتونةٍ
لو عاينتْ ذاك النحرْ
من همسةٍ من لمسةٍ
من كلِّ اعينِ البشرْ
من غنّوةٍ مجنونةٍ
من كلِّ شيء قد خطرْ
اشبُّ كالمشاعلِ
تطايرتْ منها الشررْ
وقد اكونُ عاصفا
لو مرَّ لا شيءٌ يذرْ
هذا الهوى حبيبتي
ارقٌّ من عزفِ الوترْ

شعر ورسم : غزوان جمان العراقي

أشْواكُ الْعَداوة ...!.................. بقلم : محمــد عبــد المعــز / مصر



كما أن للتكنولوجيا إيجابياتها، التي لا حصرَ لها، فإن لها سلبياتها، التي تنتهِكُ الحرمات والأعراض، لأغراضٍ في أنفسِ مَنْ يُسيؤون استخدامَها، فيتجرأون على أهل الحقِّ بالباطل، وينتزعون الكلامَ من سياقه، وينزعون الصورَ، بتركيبها، والأصولَ بتدميرها، والْقِيَمَ بتغييبها...!
....................
ولأن الْغَرَضَ من ذلك معروف، لا يتوانى هؤلاء عن فَضْحِ مَنْ ليس معهم، ولو كان قديساً، والتسبيح بِحَمْدِ مَنْ معهم، ولو كان إبليساً، لأن الْحَقَّ يؤذيهم، والْعَدْلَ يُخيفهم، ودعوةَ المظلوم، تَقُضُّ مضاجعهم، وبدلاً من التوبة، يوغِلون في التجبُّر، ويتوغَّـلون في الإيذاء، بل والإذلال...!
....................
كل ذلك، لأنهم لابد أن يُكْمِلوا الطريق، لأنهم في مُنتصفِ بحر الظلمات، ولن يخرجوا منه، لذلك يَفْجُرون في العداوة، ويُفَجِّرون ألغامَ الخوفِ في وجهِ الآمنين، ويزْرَعون أشواكَ الْعَداوةِ في حُقولِ الحائرين، ويقتلون الأحلامَ قبلَ الأرواح، ويُحْبِطون الْـهِمَم، ويُــثبِّطون العزائم، والمشكلةُ أن مَنْ يفعل ذلك، لن يُريحَ ولن يرتاح...!

وللأزهارِ دوماً............ بقلم : أروى طلعت / فلسطين

وللأزهارِ دوماً الـ عِطرُ و الرَحيق ..
تُخبرُ العاشقَ أن هنالِكَ حبٌ ..
وَ مُحبٌ .. وَ رَفيق ..

تُسعِدُ الرائي وَ تضفي .. ،،
عبقاً ..
وَ جمالاً .. وَ عُمراً جديد ..

يَمتدُ سِحرَهُ لـ ِ يفوحَ في الأفقِ البعيد ..
تُنشِدُ عَن حالِ الكلماتِ وتَصفو في الخاطرِ .. ،،
لـِ تسعدَ كلَ مُريد ..


هايبون (ق.ق.ج).............. بقلم : ناهد الغزالي / تونس


هدير...
تتراقص أحلامي من شرفات حب دفين، تلامس الشمس، تغمز النجوم، تمتص بريق الأصداف فوق شواطئ الغرام، أعانق طيف الجنون، لنسافر في كوكب الخيال، حيث صهيل الذكريات يطلق لحنا غريبا، يفقأ مرارة الواقع ويلتحف رداء سراب البهجة، وحين تهم شمس المساء بالغروب تولد دمعة الشوق العنيد، حاملة عطر الورد المضمخ بهمسك، أتمادى في جنوني فأدعوك لنرشف قهوتنا عند مفترق الأحزان...
بين خسوف وكسوف
أعبر طريقي
طيفك دليلي
 

أنا لا أكتبُ شِعرًا................. بقلم : رضا الموسوي / المغرب

من ديوان : حب .. صهيل و وطن

أنا لا أكتبُ شِعرًا
كيْ أعيش
وكيْ
يمنحني صاحبُ المَقامِ
مقامًا
أنثرُ بين الناس أحلاما
وبعضَ حشيش

وكي تحومَ حولي
العاشقاتُ
كلَّ حين
تنفُخْنَ مِن نُهودهن
في قلمي
فأهرعُ راقِصًا
أُقبل أعتابَ البَلاط
أصفّقُ
ككلُّ المصفقين
نُمارس على الشعب
فِعلَ التّدليس
كلما هَشَّ الحاكم
على الوطن
بأنيابه
سارعنا إلى تبجيل
عضِّ الكلاب
نُطعم الناس
بدل الغضبِ
قصائدَ التنفيس

نُوزع آياتِ الصبرِ بالمجان
نغدق على الرعية
مِمّا لا عينٌ رأت
ولا خَطرَ على قلبِ إبليس
نرفعُ مع الجوعى
أكُفَّ الضراعةِ
فتقبَّلِ اللهم مِنا صيام الدهر
وبارك لنا في وَلِي أمرنا
كما باركتَ كلَّ نبيٍّ
وكُلَّ قِديس

خُذْ مِن صِحتنا
وهَبْهُ عافية
حماه الله
مِن شرِّ النفاثات في الغضب
وحماه
من حسدِ كل خسيس

أنا شاعر
لا أكتب شعرا
كي أعيش
كما البهائمُ تعيش
تأكل
تشرب
تتوالد
وتتناهق
كلما رمى السلطان
بين أفخاذها
بعضَ بقشيش

أنا شاعرٌ
أكتب كي أحيا
كيْ أكونَ حرا
مهما تناسلت
فيالق
شعراء الشعير
تجار الزمن البئيس .