أبحث عن موضوع

السبت، 27 مارس 2021

يوم الرحيل................ بقلم : بتول الدليمي // العراق




في نيسان
من كل عام
أهدهد الروح
أرتدي الصمت املاً
علَّني أسمع صوت جدتي
وهي تنادينني من تحت
خزائن الأرض
أعاتبها بقلبٍ خاشعٍ
لِمَ ترَكتْ جدائلي
تبعثرها الريح؟
وكيف أخَفَتْ عني الوجع
وخبأت يوم الرحيل!!..

عودة للمدن المهجورة / ق.ق .............. بقلم : سامي التميمي // العراق



في محفظتي نقود 

هممت نفسي 

وأرتديت ملابسي 

حملت عصاي

التي تعينني عند التعب 

الطقس بارد وممطر 

أمشي ببطء

بين الأزقة والحارات 

البيوت مهدمة

والشوراع مخربة

وبعض المدن  مهجورة

خالية من البشر 

لاتسمع فيها .

غير أنين ووجع الموتى .

من تحت الأنقاض . 

قلت في نفسي .

ياألهي !؟ 

أين لعب الأطفال وضحكاتهم 

أين أصوات البلابل 

وزقزقة العصافير . 

وأهازيج الأحبة  والهلاهل وأعراسهم . 

أين هذا وذاك . 

وقفت متكأً على عصاي

وسألت شاباً .!؟

أين أهل هذا الدار

قال لي : ياعم وقعت عليهم قذيفة وماتوا . 

وقلت له : أين هذا صاحب محل الخضراوات .

قال لي : ياعم قتلوه الدواعش 

وأين فلان وفلان وفلانه . 

قال لي : منهم من قتل ومنهم من رحل  .

ومنهم من مات

 من الفقر والمرض والوجع .

خنقتني العبرات .

وقتلتني الحسرات . 

وفاضت عيناي بالدموع . 

وأزداد وجعي وحزني . 

وأستولت علي ذكريات الماضي.

وأخذت تعصف بي يميناً وشمالاً . 

 كموج البحر . 

وأذا بطفلة صغيرة .

تهمس بأذني

ياعم :  انا جائعة وأخوتي جائعون . 

أعطيتها مافي محفظتي 

ورجعت الى البيت  .

مهزوماً مكسوراً .

لم أشتري الخبز  ولا  الدواء 

بل أشتريت الوجع

وهموم الوطن 

والذكريات .


      


إلى المعلم / شُو كْبِيرْ إنْتْ ............. بقلم : عادل نايف البعيني _ سورية






إسـتاذْ  اسْـمكْ  كبير

مزخـرفْ  عقـولْ  و صـورْ

وقلوب  مزهَّرهْ  تقطـرْ عطـر ْ

إسـتاذْ اسـمكْ  سـوسني  تُنْشُـرْ  عَبيرْ

كِلْمـةْ  مِسِـكْ  ملوَّنةْ

رفّتْ  على  خـدّ  الدني

رَفْـعِتْ  سـما  بنيِتْ  قصـرْ

كَتْبِتْ  على  عتـابْ الدهـرْ

قِصِّــةْ  عمــرْ

زرعِتْ  على  شـفافِ  السـما

بسـمةْ  صـبرْ

اسـتاذْ اسـمكْ  على  صـدرْ  الهـدى

نيشــانْ

قُبْلـي  على  جبينْ  الرجـا00                                                                               

كِلمـةْ  وفــا

تِصْدَحْ  على شـفافِ  المـدى  وتقول:

كبير  إنت  إنْت  

يا إِنسـانْ                                                                           

شـعشعْ  بنـوركْ  وافتـدي

لا تِرْتجـي00  كيفْ  تبتدي؟

عِلْمـك  لغيـرك  ينهـدى

كبشْ  الفـدا

إنت  يـا إنسـان

 اسـتاذْ

اسْـمُو على صـدْرِالهدى نيشــان؟؟

* **

إسـتاذ  اسْمكْ  صبرْ

دَرْبَكْ علـى  طـولِِ  المـدى

هـمْ  وقهر 

عِلْمَـك  لغيـركْ  ينهـدى

لـولاكْ  يا كبشِ الفِـدا

لا  وردْ عطّرْ  ولا  زهَّر الليمونْ

لولاكْ  يـا  كبشْ  الفــدا

كِـلْ  الدِّني  مقيَّـده

بْعَتْمِـةْْ  ليـلْ  كانـونْ

وشـو كبير إنت إنت يـا إنسـان

***

عِلْـمْ  وهُـدى  سُـهدْ  وسَـهَـرْ

وجُـروحْ تـاكُلْ منِ جـروحْ

وكِلْ  ما  انْدَمَـلْ  جُـرْحْ

ِتْنِفـتِحْ  بَدْلو  جـروحْ

وإنـتْ   يا انسان

صـبْرَكْ  علـى  قَهْـرَكْ

فـوقْ  جُرْحَكِ المفتـوحْ

***

ليشْ  الحكـي

لا  تِرْتِجـي  منْهُـمْ  ِبِكـي

عيـونْ  مـا  بتشـوفْ

معصَّـبي تِخْمِيــنْ

وشـفِّهْ  على  شـفِّهْ  مقطَّبيْ

ترسِـلْ  أنيــنْ

وكيف  السمعْ  مـا دامتْ  الخيطانْ

علـى  الصـيوانْ

تِنْـدِفْ  قطـنْ  وتسـكِّرْ  الآذانْ

" لا  بسـمعْ  و لا  بقشـعْ

و لا  ظَـلْ  عـندي  لسـانْ"

نِسْـيوكْ  يـا  انسـان

ونسـيوا  يـا  عمـري

يُـومْ  كـانُـوا  صـغارْ

ونسـيوا  الوفـا

وكيـف    صـاروا   كبـارْ

وشــو  كبيرْ

إنت    إنت   يـا  انسـان

***

شَـعْشِـعْ   بنورَكْ   وانْتِشـي

فيـك    المحبهْ    تغْتني   وتِحْلا   الدنـي

وكِـلْ  ما  كِبِـْر  عِلْمـكْ

نجحْ  فـنَّكْ

وانْزَرَعْ   مجدْ  وعُلا

صـرتْ  أكبــر ْ

وصـارْ    الحـلا   أحــلى

وصـرْتْ  بالقلـبْ  أغلـى

ترقُصْ  معـك  فرحـةْ  عُمـرْ

لمِّنْ على دربِ العـلا  تلْـمحْ  رتــلْ

يـرسُـمْ  علـى  شْـفافْ  الدني

شـارةْ  نصــرْ

دربْ  المحبّـي  يغتنــي

يغـزلْ  خصــرْ

نغـمةْ  ســحرْ

تغزل  على  نول  العمـر وتقـول:

استاذ اسمكْ على صدر الهدى

نيـشانْ

قُبلْـي  على  جبينْ  الرجـا

كلمـةْ  وفــا

تِصدَحْ   على  شفافْ  المـدى  وتقول:

"شـو  كبير

إنت  إنـت  يا  اسـتاذ؟؟؟


/ 24/ آذار 2021



ومضة ............... بقلم : ماجد الاندلسي // العراق


 

صدِئت 


المقصلة


بعد ..


سقوط النظام


فحلت 


الكارثة



شاطئ دجلة

26. 12. 2020

لِبْلاد طَلْبَتْ أَهِلْها (قصة قصيرة) ................ بقلم: فيصل سليم التلاوي _ فلسطين




       من بين كل ما خبره " أبو العجايب " في تطوافه في دنيا الله الواسعة، وما حشا به رأسه من معلومات متباينة من خلال قراءاته الغزيرة، فإن فكرة واحدة لا تبرح مكانها في كهف ذاكرته، وتظل تلح عليه بالسؤال :

- هل حقا أن أسماك " السلمون " التي تبصر النور في الجداول والروافد التي تُكوّن عند اجتماعها نهر" كولمبيا " في أمريكا الشمالية، تنحدر مع تياره حتى تبلغ المحيط الهادئ، ثم تتجه صوب الشمال في هجرة جماعية حتى تصل إلى خليج " ألاسكا "، حيث تمضي معظم حياتها في جماعات متآلفة، فإذا شبّت عن الطوق، وأدركها سن البلوغ، تاقت إلى مواطنها الأصلية، فعادت من حيث أتت في رحلة طويلة تمتد مئات الأميال، مهتدية بمواقع الشمس خلال سيرها في المحيط! أما في مسيرتها عبر النهر وعكس تيّاره، فإنها تعتمد على حاسة الشم، فلكل رافد من روافد النهر خاصيته المميزة في رائحة نباتاته وتربته وكائناته التي تتشممها، والتي علقت  بذاكرتها وليدة قبل رحلتها الأولى إلى المحيط !

   لا يوقف اندفاعها ولا يغير مجرى سيرها كل ما ابتدعه الإنسان، وما تفنن فيه من الحيل والأساليب للإيقاع بها واصطياد الكثير منها، وقد تعرف على مسالك ومواعيد رحلتيها في الذهاب والإياب .

  تصل إلى مواطنها الأصلية، فتتناسل ثم تموت. وتكمل صغارها عندما تفقس دورة حياتها في هجرة جديدة على نفس الطريق الذي سلكه آباؤها وأمهاتها ذهابا وإيابا وجيلا بعد جيل .

-  أيّ حب للوطن هذا الذي أودعه الله في نفوس هذه الكائنات ؟!

 لقد كان يحلو لأبي العجايب أن يكرر هذه الحكاية على مسامع عارفيه، وعلى مسامع أبنائه خاصة، حتى ملوا تكرار سماعها، وعاف بعضهم أكل " السلمون " والسمك عامة .

       في اليوم الذي تخلف فيه أبو العجايب عن العودة إلى بيته في حي " الشميساني " الراقي في ضواحي عمان الغربية، لم يقلق لغيبته أحد، فقد اعتادت منه زوجته وأولاده مثل هذا الغياب في الشهور الأخيرة، وبعد أن أصبح متقاعدا . 

  إنه يتذكر في هذه الأيام رفاق طفولته وصباه، فيزور من بقي منهم على قيد الحياة، بموعد مسبق أحيانا، وبدون مواعيد في أحايين أخرى، فيجامله بعضهم، وينسى آخرون معرفتهم به، ويتذكره أحدهم فيلقاه بشوق غامر . وربما أمضى عنده ليلته تلك يستعيدان ذكريات الصبا والأيام التي خلت ، إن كان الصديق مثله خِلو البال والفؤاد .

  ما فطن أحد إلى أن هذه الليلة ليست كسابقاتها، وأنها بداية غيبة ستطول، ولا تخيل أحد أن أبا العجايب قد أمضى ليلته تلك منذ بعد العشاء وحتى صباح اليوم التالي منتظرا في صف طويل أمام شباك التأشيرات في السفارة الإسرائيلية بعمان، وهوالذي انقضت من عمره ثلاث وثلاثون سنة بعد الاحتلال، رفض خلالها رفضا قاطعا مجرد التفكير في زيارة مسقط رأسه وقريته وهي تحت الاحتلال. وكان جوابه الوحيد لكل من حثه على زيارة فلسطين المحتلة في زمن السلام كما يفعل كثير من الناس :

- اقرأ رواية غسان كنفاني " عائد إلى حيفا " وستفهم موقفي. لن أعود ليسمحوا لي برؤية بلدي، إما أن أعود إليها محررة أو لا أعود أبدا. ثم يردف مخاطبا محدثه :

- إن والدي وهو الرجل الأميّ الذي عاش ثلاثين عاما تحت الاحتلال في إحدى قرى الضفة الغربية لم يخطر بباله يوما أن يزور حيفا التي أمضى فيها زهرة شبابه، وسنوات عمله الأولى في مينائها وفي مصفاة تكريرالنفط فيها، وقد صارت على مرمى حجر منه بعد الاحتلال، وعلى مسيرة أقل من ساعة بالسيارة، لأنه لا يطيق أن يراها على هيئة غير الهيئة التي يحتفظ بها لها في ذاكرته ، ولا يحتمل رؤيتها خالية من أهلها الذين عاش فيها بينهم ، ليجد أناسا آخرين يسكنونها، وليجد نفسه بينهم غريب الوجه واليد واللسان . 

هذا ما صمم عليه أبي، فقد ظل وفيا لصورة حيفا التي يعرفها، رافضا أن يخونها بمشاهدة صورة حديثة لها مع عشيق جديد، ومات على وفائه ذاك .

فما الذي يجعل أبا العجايب يتراجع عن شرط والده، فيصطف ليلة بطولها في هذا الطابورالمقيت آملا أن يتمكن غداة غد من الحصول على تأشيرة زيارة لفلسطين التي صار اسمها إسرائيل . 

إنه نفسه لا يدري سبب هذا التحول، وهذا الوهن الذي اعترى موقفه المبدئي القديم. إنه يشعر بخطئه ونكوصه، وإلا لماذا تراه يديم التلفت يمنة ويسرة طيلة ليلته، خشية أن يضبطه أحد معارفه متلبسا بالجرم المشهود، جرم الوقوف على أبواب السفارة الإسرائيلية لطلب تأشيرة، وتجده يحدث نفسه قائلا :

- أية جريمة كانت أعظم من هذه فيما مضى ؟

كيف تبدلت الدنيا ؟ وصارت لإسرائيل سفارات في وسط عواصمنا، نصطف على أعتابها جهارا نهارا نلتمس تأشيرة زيارة؟ وأين ما حشوا به عقولنا دهرا من شعارات " لا بد من تدمير إسرائيل "، وما حفظناه من آلاف النصوص العنترية :

ألإسرائيل تعلو راية             في حمى البيت وظل الحرم ؟ !

   وسرح أبو العجايب طويلا، بطول ليلته التي أمضاها مفترشا الأرض ، ليحجز له مكانا حتى الصباح ، وقبل أن يتدافع المتدافعون فلا يبقون لأحد دورا ولا موضعا .

وتذكر نفسه صبيا في الثامنة من عمره، حافي القدمين وسط جموع من الرجال والنساء والولدان تزحف في ظلمة ليلة صيفية كهذه - بفارق خلوها من أنوار الكهرباء – هائمة على وجوهها، مخلفة وراءها قرية " قاقون " مُشرّقة صوب " طولكرم" وما جاورها من قرى لم تسقط بعد بيد اليهود. وتَبدّى أمام ناظريه طيف زوجة " شحيبر " وقد هدها الإعياء في منتصف الطريق، فجلست تسند ظهرها إلى جذع زيتونة عتيقة، وهي تعض على طرف ياقة ثوبها الرث، وتطلق صرخات عنيفة كأنما يحزها أحدهم بسكين، وتذكر أمه وهي تدفعه بعيدا وغيره من الأولاد قائلة:

- " استحوا على دمكم، روحوا بعيد، الحُرمة بتولد . "

بينما ظلت بجانبها تغطي بطنها وفخذيها بشماغ وكوفية بيضاء تبرع بهما بعض الرجال .

     في  قرية" دير الغصون " حطت رحال أسرة أبي العجايب عند أصهار لهم، ولبثوا هناك زمنا، لتبقى " قاقون " أمامهم على مرأى البصر، يحرسونها بحدقات عيونهم، في انتظار يوم حسبوه قريبا .

مرت أيام الانتظار وسنواته مريرة قاسية، كبر خلالها أبو العجايب، وانتقل إلى عمان، وتخرج في الجامعة، وهاجر في أرض الله الواسعة .

  يوم تعرّف على صديقته الأمريكية في فرنسا وهما يدرسان معا اللغة الفرنسية، وعرضت عليه تسهيلات الهجرة إلى أمريكا، ولمّحت له بالزواج ونيل الجنسية الأمريكية وطرح كل همومه وراء ظهره، يومها لم يجد لديه جوابا سوى الإسراع بمغادرة فرنسا، تاركا لها رسالة اعتذار من جملة واحدة :

- البلاد طلبت أهلها 

 وعندما اختار أن يُنهي سنوات عمله في الجزائر التي أحبها، وهام بجمال بحرها وسهلها وجبلها، كان لا يزال في مقتبل عمره، وعبثا حاول المسؤولون أن يثنوه عن عزمه على الرحيل، ويحثوه على البقاء بينهم فترة أخرى، لكن جوابه الوحيد كان :

- لِبلاد طلبت أهلها .

 وتذكر بعدها أيام الأغوار والكرامة وأحلام النصر والتحرير، والمفوض السياسي أبا العجايب ومحاضراته الثورية، والمقاتلين يلتفون حوله متمنطقين بأحزمة الرصاص وقد قبض كل منهم على خصر كلاشينكوفه الأثير .

لكنه ما إن أمضى بضعة شهور في عمان حتى تهاوت أمام ناظريه كل المُثُل التي حلم بها، وتبدد الوهم الذي ركنت إليه نفسه حينا، وصدمه الواقع بمرارته، وأيقن أنه ليست له بلاد لتطلبه، فعاد إلى مُغتَرب جديد لبث فيه سنين عددا، تزوج خلالها وأنجب كما تفعل سائر الكائنات، لكنه كان يحس أنها جميعا لا تعدم جحرا أو كهفا تلجأ إليه عند الضرورة طلبا للأمان، وتلبية لنداء الغريزة الفطرية، بل ورغبة في موت سعيد في نهاية المطاف في مُستقر تُتاح فيه فرصة للزيارة والاعتبار .

لكن أبا العجايب كان ينقصه هذا الملاذ، ومع ذلك فإنه لم يتخل عن عادته، كلما سئم من عمل أو ملّ الإقامة في بلد فإنه يغادره غير آسف على شيء متذرعا بحجته الواهية :

- لِبلاد طلبت أهلها .

       كبر أبناء وبنات أبي العجايب، وتخرجوا في الجامعات، وباتوا يعتمدون على أنفسهم، وتزوج منهم من تزوج، فأحس أنه قد أدى رسالته الأسرية، ولم يعد لوجوده بينهم ضرورة مُلحّة .

 ثم إن هذا الحيّ الباذخ الذي يسكنه رغما عنه، ونزولا عند رغبة زوجته وأولاده، لا يبعث في نفسه سوى المرارة والزيف. يحس أن هذا الحي ليس سوى قناع خادع، وأن جميع سكانه يرتدون أقنعة زائفة يسترون بها خواءهم النفسي .

 جلهم مثله من أبناء ريف فلسطين، الذين أثروا ثراء فاحشا في غمضة عين أيام طفرة أسعار النفط في دول الخليج، فبنوا هذه القصور الباذخة ليداروا بها فقرهم المعنوي، وعجزهم عن امتلاك سقيفة أوعريشة، أو حتى موضع قبرفي قرية من قرى فلسطين . 

إن مكانه الذي يهوى أن يُمضي فيه بقية حياته هو منزل ريفي متواضع في أي قرية سهلية شبيهة بقاقون .

    لقد أنصت خلال ليلته لحكايات كثيرة عن أناس ذهبوا بتأشيرة زيارة ، لكنهم واصلوا العيش هناك بعد انتهاء تصريح زيارتهم . عادوا إلى قراهم ومدنهم، وعاشوا فيها كما يعيش السمك في الماء، فلم يفطن لهم أحد، وتغاضت السلطة عن بقائهم، ومضى على بعضهم سنوات .

     صحيح أن هؤلاء قد تسربوا في مواطنهم، في مناطق السلطة الفلسطينية وليس في مناطق فلسطين 48 التي صارت إسرائيل حيث موطنه الأول. لكن ما الذي سيحدث لو رغب في البقاء هناك؟ يطأ ثرى قاقون بقدميه ويشم هواءها، ويفرك بين أصابعه حفنة من ترابها، لماذا لا يجرب ذلك ؟  

   أشرقت الشمس التي أيقظت أبا العجايب من أحلامه، ويا لدهشته وهو يرى معظم الذين اصطفوا في الدور طيلة الليل، يتخلون عن أماكنهم لغيرهم ممن وصلوا لتوهم مقابل خمسة دنانير، نظير سهرهم وحجزهم للدَورالليل كله.      إنهم يبيعون الزمان والمكان، أي تفنن في طلب الرزق هذا الذي ابتدعوه؟ وساءل نفسه :

- تُرى كم يساوي ثمن الليالي والأيام والسنين التي أمضيتها منتظرا لقاء قاقون ؟

إذا كانت الليلة بخمسة دنانير، فإن سنوات انتظاري تساوي ثروة طائلة. لكن من يشتري الماء في حارة السقائين؟ ومن يدفع ثمن انتظار العودة في مخيم لاجئين ؟

وتلفت حواليه فاكتشف أنه الكهل الوحيد بين هذا الحشد من المنتظرين الذين باتوا ليلتهم هنا، وأنه كان بمقدوره أن يشتري سهر هذه الليلة بخمسة دنانير .

لم يأسف كثيرا إذ وجد نفسه المغفل الوحيد في هذا الطابور، فقد كانت ذكرياته وخواطره المؤلمة التي استرجعها في هذه الليلة الطويلة لا تقدر بثمن .

    بينما استطال أبناؤه غيبته لعدة أيام، وطفقوا يسألون عنه كل أصدقائه ومعارفه في المدينة، فما دلهم أحد على خيط يوصلهم إلى مكانه، مما اضطرهم إلى تقديم بلاغ لسلطات الأمن عن غيابه .

 في هذه الأثناء كان أبو العجايب قد وصل من يومه الأول إلى طولكرم عبر جسر" الشيخ حسين " كما يسميه باسمه القديم، دون أن تعلق بذاكرته التسمية الجديدة للجسر .

  كانت ترتسم في مخيلته معالم الطريق الترابي القديم الممتد من قاقون إلى طولكرم، مرورا بقرى" دير الغصون – المسقوفة – الجاروشية – شويكة "، وقد حرسته على جانبيه نباتات شوكية بطول قامته أو تزيد، وقد يبّستها حرارة الصيف. لا يزال يتذكر آلام وخزها لقدميه وجنبيه أثناء الزحام، وهو يسير حافي القدمين في الثامنة من عمره .

   إنه يحلم أن يسلك هذا الطريق ذاته مشيا على قدميه في طريق عودته البائسة إلى قاقون .

ها هو يتمكن بصعوبة من التعرف على ملامح المخرج الشمالي الغربي لطولكرم المؤدي إلى" شويكة " و"دير الغصون" وسائر قرى" الشعراوية " . يسير فيه قليلا، فلا يجد دربا ترابيا، ولا معالم مما علقت بذاكرته، وإذا الدنيا غير الدنيا، والقرى التي يعرفها قد صارت بلدة واحدة متصلة، وإذا المعالم قد انقلبت رأسا على عقب . لكن الناس – حتى الان – نفس الناس الذين ألفهم هنا وهناك . 

   احتار أبو العجايب في أمره، وحدث نفسه :

- كل هذا التبدل وأنا بعد في ضواحي طولكرم، في الضفة الغربية وبين العرب، فكيف إذا اجتزت ما يسمونه الخط الأخضر ووصلت إلى " قاقون" ؟

رغم أن أبا العجايب ما تعرف على شيء مما رآه، وما تعرف عليه أحد، إلا أنه تابع سيره على هدي اللافتة التي تشير إلى طريق " دير الغصون "، فهو يعرف أنه عندما يصلها ستكون قاقون أمام ناظريه وجها لوجه . 

  لم تمض سوى ساعة وبعض ساعة حتى كان أبو العجايب على مشارف " دير الغصون " التي بدت له مدينة مزدحمة متراصة البنيان، وليست كما يعرفها قرية وادعة تتناثر إلى الغرب منها في الطريق إلى قاقون خِرَب "بثان " و" يمة " و" بير السكة " .

      لم يسأل أحدا عن الطريق، إنه يعرف طريقه الآن وحده وإن تغيرت المعالم . ما غرب دير الغصون إلا قاقون . وسار مُغَرّباً في السهل الذي تراءى له كأنه يبصره لأول مرة، فما عثر من قاقون التي يعرفها على حجر فوق حجر، ولا أمكنه التعرف على موضع عين الماء في وسط القرية، حيث كانت النساء يردنها حاملات جرارهن ليملأنها من مائها العذب، بينما يتسلين بثرثرتهن المعهودة .

 كل خبر جديد في القرية كان يُبث أولا من ساحة العين ثم تتناقله الألسن سريعا، وكل سرٍ كان يفتضح أمره هناك، وكل شائعة كانت تنتشر من هناك .

فلان يحب فلانة، وفلانة ستُخطب قريبا لفلان . تبدأ الهمسات والوشوشات من هناك ثم تنطلق إلى كل بيت من بيوت القرية . لقد كان درب هذه العين مهوى أفئدة العشاق، وشاهدا على أغلب قصص الحب والغرام المفضي إلى معظم الزيجات في القرية .

  ما لمح من بقايا قاقون التي يعرفها غير أطلال القلعة القديمة التي تعود إلى عصر الغزو الصليبي، وقد انتصبت على مرتفع من الأرض أحاطته الأسلاك الشائكة، وغير بقايا سور حجري خمّن أنه من بقايا سور المدرسة . لم يكن أمام ناظريه على مرمى البصر سوى مزارع نموذجية حديثة، وحظائر لتربية المواشي والأبقار . 

هام على وجهه طويلا كأنه يدور حول نفسه، فما سمع صوتا ناطقا بالعربية، ولا طالع لافتة كُتبت بها . فلما جن عليه الليل كان الإعياء قد هدّه من طول تطوافه أطراف النهار، فأوى إلى مقعد خشبي تحت شجرة وارفة الظلال وغط في نوم عميق . 

تراءى له في منامه أنه صبي صغير يسوق حماره من الحقل إلى البيدر، وعلى ظهر الحمار حمل كبير من أعواد القمح، يميل الحمل مرة يمينا فيعدله بإلقاء حجر ثقيل فوق الناحية اليسرى، ثم يميل يسارا فيعدله بحجر آخر من الجهة اليمنى، ثم يسقط الحمل والدابة جميعا فوقه، يهرسانه هرسا، ويتلفت حواليه صارخا طالبا العون فلا يطالع إلا جنودا لهم رؤوس أفاع، وقد أحاطوا به من كل جانب، وأخذوا يوسعونه لدغا بأنيابهم، ويلمح على البعد أيادي تلوّح له من وراء أسلاك شائكة، يتأملها فيرى هيئة أبنائه وبناته يصرخون محاولين وقف الأفاعي عن نهشه . بينما تبدى له من الناحية الأخرى طيف أبيه مُربدّ الوجه غاضبا يُعنفه في حنق :

- لماذا فعلتها وقد نهيتك عنها ؟ ما الذي غيرك بعدي ؟ 

فلا يجد أبو العجايب جوابا سوى صرخات متقطعة :

- لبلاد طلبت أهلها يابا .

كان صراخه في هذا الكابوس قد لفت انتباه ثلة من جنود الحرس الليلي الذين هرعوا إلى مكانه. أيقظوه من نومه ، ودققوا في أوراقه الثبوتية وجواز سفره وتأشيرة زيارته، وأفهموه أنه لا يجوز النوم ولا حتى الجلوس في الأماكن العامة في ساعة متأخرة من الليل، وأن عليه أن يسرع فيبحث له عن مأوى يبيت فيه ليلته .

ما انتبه أحدهم إلى ملاحظة مكان ولادته في قاقون، وحتى لو انتبه فإنه ربما لم يسمع مطلقا بهذا الاسم، فقد أطلقوا على المكان اسما عبريا جديدا لا يمت للاسم القديم بصلة .

ركب أول سيارة صادفته وعاد بها إلى طولكرم القريبة. بات فيها ليلته في أول فندق قابله .

أدمن أبو العجايب طيلة أيام تصريح زيارته الخمسة عشر على تمضية يومه متجولا على قدميه في أرجاء المكان الذي كان اسمه قاقون، فإذا أقبل الليل قفل راجعا إلى طولكرم ليبيت فيها في نفس الفندق .

 لقد طاف بالمكان الواحد والشارع الواحد عشرات المرات، وما شاهد من فلسطين شيئا آخر غير بقايا قاقون التي ما تعرّف فيها على حجر ولا شجر .

   فلما كانت صبيحة اليوم السادس عشر، وعندما ترجل من السيارة عازما على معاودة جولته اليومية، كانت مجموعة من الجنود تحاصره وتقيّد يديه، ثم تدفعه إلى سيارة عسكرية محكمةالغلق، وتتجه به مُشَرّقة صوب جسر الشيخ حسين الذي قدم منه، فقد انتهت مدة الزيارة .

   عندما ألقى به الجنود على الجانب الغربي من الجسر، وفكوا وثاقه وأمروه أن يعبر إلى الضفة الشرقية مشيا على قدميه، لم يكن حافيا هذه المرة، لكن وقع الإهانة على شيخوخته وشيبته كان أكثر إيلاما من المرة السابقة .

   وعندما سأله شرطي الحراسة الأردني عن سبب تخلفه بعد انتهاء تصريح زيارته، واضطرارهم لإبعاده بهذا الشكل ، لم يجد ما يتمتم به سوى قوله:

- لبلاد طلبت أهلها .

5/6/2000

ممسكا بتلابيب الوقت ............... بقلم : علي الزاهر _ المغرب

 




ممسكا بتلابيب الوقت

يجرني ، أجره

لا وقت للوقت يحين

لعله مني يرتاح

و لا وقت لي يحين 

لعلي منه أرتاح 

يراوغني الوقت حينا

أتكئ عليه و على ذكرياتي

يجرني ، أجره 

لا وقت لدينا و لا هدنة تجمعنا 

أهرول ممسكا بظلي

يجري الوقت أمامي

لا حلم يتركه لي

لا شيء يجمعنا

غير تفاصيل صغيرة

علقت بأوهام الحقيقة

ممسكا بتلابيبه عبثا

أحمل ظلي تارة

و أخرى يحملني الظل

و خطاي المثقلة الآن بأنين النفس

تفتح لي بابا نحو نهاية أخرى

فإذا بي منحصر في مدي و جزري

لا الوقت يسعفني 

و لا بعض لحظات من وجعي

فآذا بالوقت يدعني

يتركني في يم انكساراتي

ألملم بعضي و الوقت يداهمني

أترك ظلي حينا ، أحمله أخرى

فإذا ببطولاتي حكايا تنسجها أيامي

و إذا الوقت كفيل ليمحو كل أحلامي

و إذا بي أمسك شيئا يشبه أوهامي 

و أنا أمضي ، لا راحة لي

و الوقت في سيري يشبهني

أمضي ، أجري ، إني الوقت

و الوقت لا يشبهني 



تنجداد المغرب

مغرب الابرار ................ بقلم : استيفات الوالي _ المغرب



مغربي انا

اقولها

مرفوع الهامة ....... اعيدها

كلميمي انا

ابن واد نون ......والتاريخ حشا حشوتي

شامخ .....أتجول معاقل الكتب

رفرفي حمرة علمي...رفرفي 

رفرفي الاعالي .......اكتبي عزتنا على ابواب السحب

رفرفي بصرختي

مغربي انا

 نطقت هويتي

 نطقت عزتي ......كرامتي

نطقت غربتي.......بنحيب اغنيتي

 بندائي

مغربي انا

وتكفيني فخرا مغربيتي

كل الأرض قفار

الا ارض بلادي

بلادي ......بلادي

بريحها ......صخرها 

موجها وصيفها

سلام عليك بلادي

سلام عليك موطني

سلام على الحنين كل مادنى

سلام عليك وادنون....قرة مغرب الابرار

مغرب لا يباع ولا يشترى

ليله نجوم واقمار .....نهاره بستان وازهار

وطني

 قد تسألني عشقا...........قد تسألني هياما

قد تسألني

 ما بين شهواة الليل ..... و ثدي يتقاطر

قد تسألني

عن ناقتي .... عن حلمي ......وانا بك اتفاخر

امطتي ندائي

مغربي انا

اقولها

مرفوع الهامة ....... اعيدها

كلميمي انا

بمعتق القصيدة مخمور انا...... استحضر دفئ الصحراء

استل قسمي ...وغمدي من طين وحجر

اني لن ولن.....اجبن امام زناة التارخ

جغرافيتك حضني ......من اجلك اراود قطرة الماء

مغربي انا

اسير مرفوع الهامة

لا ابالي الاعادي ......لا ابالي كثرة الصخب

مغربي انا

كل يرتل سجادة وطنه.......وسجادة وطني غزلت من العجب

لبيك وطني

لبيك 

لك فرحي في السراء ........لك معصمي في الضراء



 20/03/2021



نزلة عشق .............. بقلم : عيسى حموتي _ المغرب




في احد دوارات الحياة

بينما القلب ماض يفكر في مباراة 

حدث معه ما لم يخطر على بال ولا كان من الأولويات


في أسرع من ومضة البرق، 

سحر القلب، وغدا تابعا لمالك الرق،

سقط في مضمار الغرام، جراء نزلة عشق 

*

في اسرع من ردة الطرف

قبل ان ينوي الجفنان او يعزما على الرف 

كان القلب ملتهبا يكتوي بنار  الشوق

*

في اسرع من خفقة النبض

 شك القلب شهاب، بالطول والعرض

فكانت صعقة عاطفة إلى الجنون تفضي


لم يع  اهي صعقة من ليزر العين؟

أم إغماءة جراء رقص الردف على إيقاع الكعب؟

أم سبحة إعجاب في تناسق الأعضاء مع مشقة القد؟


 سرعة لا مثيل لها في الأساطير العاطفية

لذا نحتت في سجل الأرقام القياسية

بها احتفى نوبل، وحازت جائزة الغرام  العالمية

***


أحب الشعر............... بقلم : رياض جولو // العراق

 




الآن أمشي دون تعثر

بالآخرين 

أبي نبهني قبل موته 

بأسابيع قليلة 

لا تترك أثرًا وراءك سوى الحسنات

أفكر منذ يومين 

لا أنام

إلا قليلا 

لماذا قال لي بالضبط رغم أننا خمسة أبناء 

لم أعلم 

حينما ولدت كنت ولدًا 

شقيًا 

أتصرف بغرابة جدًا 

أشتم كل الأشياء 

لكنني الآن يا أبي أفعل ما قلت لي وأكثر 

أصبحت أبًا كريما 

مثلك 

فقط ينقصني الحظ 

بعض الشيء 

الناس ينادونني الأب الكريم 

كما أنني أترك في 

كل ركن من العالم بصمة لي 

ولكنني أحب 

الشعر كما لو أنني ولدت من أجل الشعر فقط ..



براكين الصدمات !! ........... بقلم : خنساء ماجدي _ المغرب


قطعاً 

ستمضي الأيام 

وسيدور العالم 

من دوننا... 

من يعرف كم ؟ 

ثلاث مائة عام 

أم اكثر ؟ 

فلماذا احتار؟ 

لن انتظر غدا 

يأتيني افولا بالأمنيات

سأحوك من ارقام العمر برنصا

يدثرني من زمهرير الخيبات 

وألبس زرقة السماء قميصا 

للأحلام... 

سأعلن العصيان 

في وجه الريح 

وأعلق قوس قزح 

في جيد الأحزان 

وأنثر حبات الشعر

على روابي النثر 

وأكسر أوزانه 

قوارير عطرٍ 

على حقول السهرِ.

وأعزف سمفونية القمرِ

على سلَّم الهجرِ.

هناك على حدود السماءِ

تتأهب بكبرياء

كل نجمة

مكسورة الضوءِ

لهطول شهب الجراح.

قد يتسلل اليأس 

على رؤوس الأصابع 

تاركا كدمات

على خطوط الفجر. 

ناقشا في المدى البعيد 

بوادر النهايات...

لكني لم أنته بعد، 

الآن بدأت رحلة اليقين

من ركام المتاهات... 

مبتورة ساق الرجوع 

إلى درب الضياع.

فقد استوى عنادي 

على براكين الصدمات

ولن أصغي لتفاهات وحماقات 

الكآبة.. 

وبالسرعة الممكنة 

سأتصدى لتوقيتها المفاجئ. 


21 مارس 2021



السيد القمر .............. بقلم : كاظم الميزري // العراق




حملوا بثورهم الموبوءة 

لينثروها في الصحاري 

التي تزحف لتزدرد الخصب 

وبين صوت الطفولة الحالمة 

وصوت النذير 

اتسخت شهوة الحضارة الحولاء 

مثل تياما البابلية 

غادرتها الرغبة 

أكانت هناك لغة لاتصطاد إلا الحروف 

في صحراء أغلق بها بابي 

لأجل غاية جسدية 

حيث أبدية النار يلمحها البحر 

ماذا تفعل الصحراء بجسد 

حمل فزع الأنثى والسلاسل؟ 

راكضا على أسلاك الجغرافية 

بأقصى البطء 

إلى حيث تشقق الأمنية 

وتاويل الظلام 

انه يزيح الغموض 

بجرة قلم 

حتى صار يمضغ المقاهي 

ويستخرج ضجيجها 

يمد يديه لدرب الصعاليك 

ربما سنابله ستموت على حافة الرصيف 

يقلق حين يفلت الوقت 

مثل سراب 

ومن أجل الذين رحلوا 

سيكتب بحبر الدموع 

قانون الحياة 

لزعزعة الخوف رغم قصر المسافة 

فالوقت سرير من ريش 

وبقايا جثة العطر 

حبلى بالاجنحة 

عند منتصف السواد 

يجلس السيد القمر 

مع احجاره مع الينابيع المضيئة 

مع المراثي. . مع القيثارات 

مع الخواتم مع الطواحين 

ياسيد الاقحوان 

ياسليل الطقوس المقدسة 

لهبوبك هذا الفناء الطافح بالنواميس 

من أجلك اصافح كف الحنظل

وفي الممرات ساعلن براءتي 

واهيىء الدموع والأناشيد 

واعتصر القلب مطرا 

اني الأن بلاظل 

حزني لابيت له 

فدعني أواصل رحيلي في الضوء 

ونغني آهات أرواحنا 

فلم يعد النهار 

يكفي لامتصاص لزوجة العالم 



ومضة ............... بقلم : جلال ابن الشموس // العراق


 

بعد كلمات الحنين… 

تلتف حول عنقها اللامع؛

أنفاسه اللاهبة.



محاكاة ............... بقلم : علي السيد _ مصر





                 قال الفيلسوف ... الحلقة الثانية عشر عن المرأة   

كان لي صديق فيلسوف بأقوال الحكماء شغوف سألته يوماً عن ...

ــ ماذا تقول عن المرأة يا فيلسوف 

ــ عن ماذا يا بني 

ــ عن المرأة يا فيلسوف ....؟؟؟ 

ــ المرأة  يا بني كائن لطيف , وضعيف جداً , وقوي في نفس الوقت , خُلق من ضلع أعوج إذا أنت ذهبت لتقيمه كسرته وإن تركته ظل أعوجاً , وهذا العوج ليس عيباً فيها وإنما هو من تمام وجمال خلقتها , فالله سبحانه وتعالى حكيم في خلقه 

ــ يا سبحان الله , وما تقول يا فيلسوف في قولهم بأن النساء ناقصات عقل ودين 

ــ ذلك لأن المرأة يعتريها ما لم يعتري الرجل من امور النساء من النسيان الذي هو مركب في طبيعة خلقتها فكانت شهادة امرأتين بشهادة رجل كما قال الله تعالي في كتابه الكريم وذلك في أية الدين ((وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا))هذا معنى ناقصات عقل , وأما معنى ناقصات دين فذلك لأنها تعتريها أعذار شرعية تجعلها لا تؤدي بعض الفرائض من صوم وصلاة وحج وغير ذلك من العبادات . 

ــ أحسنت يا فيلسوف , أحسنت , ولكن أريد أن أعرف أكثر وأكثر عن المرأة يا فيلسوف 

ــ  إذاً فلتعلم يا بني بأن المرأة عموماً تميل إلي العاطفة بطبعها أعني تفكر بعاطفتها في كثير من الأحايين , وفيها التهور والطيش وفيها الرزانة والتعقل وقد جمعت كل المتناقضات  , صلدة , سهلة ,عنيدة , طيِّعة , وجميلة أيضاً وعاطفية زيادة , خلقها الله عز وجل من الرجل ليأنس الرجل بها وتعينه على الحياة فهي آية من آيات الله سبحانه وتعالى يقول الله ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ويقول النبي محمد صل الله عليه وسلم ( النساء شقائق الرجال ) ويقول أيضاً " المرأة صنوان الرجل " وبالعموم يا بني ليس هناك امرأة تشبه أخرى , فلكل واحدةٍ منهن خصائصها , وتكوينها الخاص بها , وقد صدق من شبههن حين قال بأن النساء كالزهور ومنهم من شبههن بالفاكهة , 

ــ وأنت يا فيلسوف بما تشبهن 

ــ أنا أشبهن بالمعادن 

ــ ولما يا فيلسوف هذا التشبيه ؟!.. 

ــ لأن المعادن فيها ما هو نفيس ومنها ما هو رخيص 

ــ أولست بتشبيهك هذا تكون قد ظلمت المرأة يا فيلسوف 

ــ لا حاشا وكلا , انا عندما شبهتهن بالمعادن كنت أعني بذلك بأن هناك من تكون معدنها نفيس وغالي وأصيل فتكون نعم المرأة الصالحة التي تعين زوجها وكل من يحيط بها على نوائب الدهر وخطوبه وتتفانى في إسعاد من حولها وتكون كالشمعة التي تحترق لتنير الطريق للأخرين 

ــ  ولما لا نشبههن بالمصابيح , منها ما هو صالح ومفيد , ومنها ما هو غير ذلك , كلاً على حسب ما ينتفع به الناس 

ــ أحسنت التشبيه يا ولدي , بارك الله فيك 

ــ وبارك الله فيك أيضاً يا فيلسوف , والأن حدِّثني عن مكر النساء وكيف يكون هذا المكر والدهاء  

ــ اعلم يا ولدي بأن المرأة لا أحد يستطيع أن يغلبها في هذا الأمر أعني المكر والدهاء , فإن أرادت فعلت المعجزات, ألم ترى كيف وصف الله مكرهن في القرآن الكريم حيث وصف مكرهن بأنه عظيم فقال (إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم  (بينما وصف مكر الشيطان فقال ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا} (النساء:76, ) .. فعندها مكر ودهاء يفوق العقل بل يتفوق على إبليس نفسه , فلا تستهن بامرأة مهما كانت , وتعوذ يا بني من مكرهن 

ــ وكيف يا فيلسوف يكون مكرهن ودهائهن 

ــ في قصتي إجابتي فاسمعها يا بني 

ــ كلى أذان صاغية يا فيلسوف 

ــ يحكى أن أحد الرجال الأذكياء قابل امرأة على بئر فقال لها بعد أن طلب منها الشراب  فأعطته فشرب 

فقال لها : هل صحيح إن كيدكن عظيم 

فضحكت وقالت له نعم 

فقال لها : وكيف ذلك 

فقالت له : أتريد أن ترى 

فقال لها : نعم 

فأخذت في الصياح والصراخ والعويل حتى اجتمع الناس من حولها حين على صوتها 

وقبل أن يصل الناس إليهما 

قالت له : الان سأقول لهم بانك تريد أن تراودني عن نفسي وتتحرش بي وسيضربونك ويأخذونك إلي الوالي وستحبس , وربما تقتل أيضاً 

فقال لها ــ متلطفاً , متعطفاً , وقلبه يكاد أن ينخلع منه من الخوف 

ــ لقد عرفت كيف تستطيعي أن تفعلي ذلك فكيف تقومي بخلاصي من هذا الأمر فوراً 

فقالت له وهي تبتسم ــ انتظر الإجابة بعد قليل 

فلما تجمع القوم حولهما , وقف ينتظر وهو يرتعد , كيف ستخلصه من هذا المأزق الصعب  واجتمع الناس وأخذوا يسألوها ما أصابها , ولما الصراخ والعويل .؟! , 

فقالت لهم ــ الحمد لله لولا هذا الرجل الشهم النبيل لكنت سقطت في هذا البئر فقد أنقذني بفضل الله تعالي هذا الرجل الواقف أمامكم , فشكروا له صنيعه , وتركوهما وانصرفوا .. أرأيت يا بني كيف كان من ذكائها ودهائها 

ــ أعرف يا معلمي , أعرف 

ولذلك قال أحدهم وهو يستعيذ بالله من شرهنَّ 

إن النساء شياطين خُلقنّ لنا --- نعوذ بالله من شر الشياطين 

فردت إحداهن عليه فوراً :

إن النساء رياحين خُلقن لكم --- وكلكم يشتهي شمّ الرياحين 

ــ ولكن قل لي يا فيلسوف ... ماذا عن قلب المرأة ... 

ــ قلب المرأة يا بني , لؤلؤة ثمينة نفيسة تحتاج إلى صياد ماهر , وهي لا تعطي قلبها إلا لمن تحبه , فإذا أحبت المرأة أعطت من غير حدود .. 

وإذا كرهت فابتعد عنها ولا تنتظر منها شيئاً , 

ــ كيف أعرف يا فلسوف مَن مِن النساء تحبني , ومن تكرهني .؟!.

إليك بعض العلامات التي تعرف من خلالها ذلك 

ــ قل يا فيلسوف قل  

ــ إذا أقبلت إليك المرأة بحديثها في جرأة وجراءة فاعلم بأنها تحبك , وإذا وهبتك ابتسامتها مع بشاشة وإشراقة وجهٍ , وإذا حدثتك عيناها بابتسامة .. وهنا يحضرني قول الشاعر الحكيم المحب عن الحب : ..

(نَظرَةٌ فَابتِسامَةُ فَسَلامٌ .. فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءٌ

يوم كُنا ولا تسل كيف كنا .. نتهادى من الهوى ما نشاء ) 

وأما كيف تعرف كرهها لك فهذا أمرٌ شرحه يطول وأنا الليلة مشغول .. 

ــ وأنا أقول  لك إلي الغد إذاً يا فيلسوف 


تمت مساء الأثنين 22 / 3 / 2021 

 طهطا سوهاج ــ مصر

أخر تلويحة وداع ............ بقلم : عبدالباسط عبدالسلام قاسم الصمدي أبوأميمه _ اليمن

 



أمي التي كانت تبتسم لي

 في كل ترحال

يانبع الحنان يا أمي

بغيابك عرفت 

سر تلك الإبتسامة

أنها كانت أخر تلويحة وداع


بغيابك يا أمي

صرت أنا والحزن 

كفرسي رهان

فأستدمعت سحابة  قلبي

و تمزقت كل خطوط القلب

وصرت حزينا يا أمي

كقلب لم يمر عليه أحد


كبرت يا أمي و مازالت

 عين قلبي تبكيك

يا قرة العينين

  و قلبي الذي كان بقربك

  يدمع فرحا

أضحى حزينا كحال تلك 

الوردة الحمراء 

التي لم يلمسها أحد


كبرت يا أمي 

وشاب رأسي وشيب

حتى صار الحزن 

أطول مني 


 يانبع الحنان يا أمي

 الحب الذي بدأ من قلبك 

رحلة لاتنتهي

 بتلويحة الوداع الأخيرة 

مادام في هذا القلب نبض 


أشتاقك أماه

 أشتاق إلى أيام الطفولة 

والطريق إلى المدرسة

والإستماع إلى كلماتك 

إستودعتك الله 

الذي لاتضيع ودائعه



دعاء أم دعوى............... بقلم : جهاد إبراهيم درويش _ فلسطين

 


دعاء محبةٍ أم تلك دعوى 

 بها سار الأنام أتلك بلوى 

..

لكم زعموا المودة والتصافي

وما بلغوا بها معشار رضوى 

..

وقد زعموا ليوم الأم عيدا 

به نثروا الورود تطير زهوا 

..

وقد صنعوا لدعواهم قلوبا 

بها نقشوا الوداد أتوه رهوا

..

لقد دخلوا جحور الضب طوعا 

 متى خرجوا وهم كالريم عدوا

..

تراهم يا اللبيب على التكايا 

وتلك الأم في الجنبات تُزْوى

..

بدورٍ للأرامل واليتامى 

كبار السن أسموها بنجوى

..

فإن ذُكروا بطول العام يوما 

فتلك غنيمة والدور نشوى 

..

وإن هُجروا فثمَّ هناك ربٌ 

ورب العرش فوق الناس أقوى 

..

ألا عدلٌ بدنيانا فيرجى 

 أبات العدل في حاليه أضوى

..

تناسوا دينهم بالبر أوصى 

 وما قال الرسول بأم حوا

..

ثلاثاً كالنجوم مؤكداتٍ 

 بأمك ثمّ أمك ليس تُلْوى 

..

وفي الآيات جاء البر نصا 

 وكم قصصٍ به رُويتْ وتُرْوى 

..

ألا يا قوم إن البر حقٌ 

ومن شيم الكرام البر عفوا

..

وأمك ثم أمك فهي أولى 

بوصلٍ ترتجي الجنات حبوا

..

لها العتبات طول الدهر دوما 

مُحَال محال أن تلقاك جفوا

..

لها حقٌّ تجذَّر كالرَّواسي  

حذار حذار من عنتٍ وشكوى

..

لها الدعوات تُزْجى كلَّ حينٍ 

لها الآيات لا تسطيع مَحْوا

..



ومضة ............. بقلم : اياد الراجحي // العراق

 علىٰ مسرح 

عينيه 

توج الحب

فصفق الحاضرون

بنبض القلوب..!!!



الموسيقى المتوحشة / ق.ق.............. بقلم : صباح خلف العتابي // العراق




الكثير من الدمار ، والكثير من الحزن في قريتي الجنوبية ، وفيها أختفت مع بقية الذكريات قدرتنا على الأحساس الحقيقي بالحياة ٠

مسقط رأسي يقبع على خط النار بين الدولتين المتحاربتين دوماً ٠٠٠حيث سقطت فيها القنابل بديلاً عن المطر ، وبعضها لازالت مدفونة تنتظر العابرين لتقطع أوصالهم ٠

٠– متى يُزال الرعب المدفون هنا ٠٠؟

قريتي تلك المساحة المنزوعة السلام تبحث الآن عن مغفرة بشرية ، سماواتها خالية من الحلوى مليئة بغيوم من زقوم ٠

الناس تكدح وتعاني بلا أمل ، بلا نهاية ،فقط شعلة الموت تضوي ليلهم الطويل ، ضوء موت ساطع ٠

٠—— لماذا لا تتركوا بيوتكم وتهاجروا ؟ ؟ هل الدموع كُتبت عليكم لتذرفوها هنا ؟ ؟

مسقط رأسي أصبح أرضاً خطيرة، ووحشية ، حادة كالسكين تعمل بتضاريس أجسادنا ، ارضاً مفترسة وشرسة لايمكن ترويضها ،وهذه الالغام العشوائية التي زُرعت فيها بدل النخيل وأشجار البرتقال  أصبحت تقضي على كبرياء ساكنيها كل يوم  ٠٠٠أرض تدوسها  كوابيس الموت ٠ 

قريتي عالم ضاعت فيها النفوس ٠٠٠ عالم بدون مخرج  ، غضبي الان مثل صخرة أحملها داخلي ٠٠ وبدأت تثقل كاهلي ، وما عدت أستطيع حملها ٠ 

أنا الآن أرفع صوتي ، وبصري نحو السماء منادياً في جوف الليل :

٠— من رسم هذه اللوحة المدمرة ؟ ؟ وأنتم أيها المتحاربون من أيّ جنس بشري همجي ؟؟ 

في مسقط رأسي مات الكثيرون بفتات الشظايا المنفلتة  من الغام مجنونة مدفونة بخبث ٠٠٠٠ الباقون من الناس هم محطمون في عالم  التخمينات والترقب ، والأمل المفقود ٠ 

أخطاء بشرية لا يمكن غفرانها ٠٠٠ يدفع الفقراء ثمنها من أجسادهم الواهنة ٠٠ حيث الجميع مطرودون سلفاً الى غياهب الظلمات ، والمصير الأسود ٠

وها أنا أشعر بأن بصري يخبو ٠٠ وعقلي يزداد تشوشاً كل يوم في أرض تنتحب الصخور فيها …وكل المعادن مابقي منها مجرد ظل حزين من مجدها السابق حيث كانت تقع على حافة الفرح ، في مركز كل شيء جميل  ٠ 

الشاطئ هناك كان يصدر أصوات موجات مؤنسة  ، حيث كانت باديء ذي بدء ضخمة  المنشأ ، لكنها تنتهي رقيقة على الضفاف الناعمة ٠

أُناسها أتقاء  جداً … وذووا  أرواح مشعة بالأمل والرضا ، أرض مباركة تماماً ، هكذا عهدناها بالأمس ٠

وما  اِن  أشتعلت الحرب ضاعت قريتي وديست بالكامل … وحتى الشمس ضلت تشرق مظلمة … 

لا أحد يكترث ، بل حتى الموسقى تخرج ليلاًمتوحشة  تجبر الأرواح والأشباح على الخروج غير الأمن 

طالما ناديت  بأعلى الأصوات : 

—- تعالوا وشاهدوا فناء أهل قريتي … تعالوا وشاهدوا شاطيء من الجثث والرؤوس المهشمة … هنا البطون المبقورة ، هنا اللحم المحروق ، هنا تجري  أنهار السموم  ،تندفع بين بيوت قريتي  ……

—- ( لامجيب … لا مجيب … لا مجيب  )٠



ٲمي .............. بقلم : دلشاد احمد // العراق


ٲمي عیناك باهتتان

الی الٲفق البعید

ٲمي ٲری فی عینیك

الكثیر من المناجاة

تبتسمین لي

ومن ورائها تخفین

الكثیر من الآهات

ٲمي تتٲملین

لكي ٲكون سعیداً

في المستقبل القریب

ٲمي اری في عینیك

ٲنك تتٲلمین

بسبب الظروف العصیة

تعرفین ٲن جذور الفساد

غرست في الطرق

تخافین من مستقبلي

تنظرین الی الشمس الصفراء

وهي تخفي نفسها

في داخل الغیوم السوداء

عیناك فیها الكثیر

من المناجاة

تنظرین الی البحر الساكن

و تخافین من ٲصوات الرعد

......

ٳبني الحبیب

وٲنا اراك تبتسم

كٲنما ٲصبحت ملكة

ٲو صرتُ مالكة للدنیا

وما فیها

عیناك الجمیلتان

تمنحني الحب والٳطمئنان

لاتخف من ریب الدهر

ستنتهي الٲعاصیر

وستزول جیوش الظلام

سٲحتضنك

وٲنت اصبحت مهندساً

كما كان یرجوه والدك

سنفرح من جدید

وسنجلس علی مائدة واحدة

وسیزول الٲلم



للصدفة حكاية ................ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




اخبرني

 كي انسى ،

علّمني 

وغادرْ ساحتي فورا

لقد أصبحتُ أثقلَ من عمري بكثير ، 

التجاعيدُ واقفةٌ 

بين طياتِ الزمن 

تحسبُ ألواحَ الشجر ،

النّارُ قادمةٌ لا محال

والفيضانُ على حدودِ المشاعر ..

اخبرني 

كي لا اهتم بما جرى ،  

لملمتُ نفسي التي تكررت 

مع الظنونِ 

حتى أصبحتْ غشاوةً لليقين ،

أتكاثرُ بالوسواسِ في أقبيةِ الزمنِ المنفردة 

وانشطر مع الحنين

كخلايا حميدةٍ في جسدٍ ميت ..

يا للخيبة ..

عندما لا أجدُ كلمةً  

تقيّم آخرَ ما تعلمته منك 

كيف الشوقُ يتحجر 

وكيف أمزّقُ رداءَ النكبةِ

تحت قدميك .. 

اخبرني 

كي أمشي مع عباراتٍ عابرةٍ

إلى قلبٍ يتفطرُ أمامَ مرأى الأطلال ،

إني أراني أحملُ فوقَ رأسِي همّاً

يأكلُ الشعرُ منه 

ينبئني بتأويلِ طعمِ صمتٍ 

يطفو فوق الأراجيز ..

اخبرني 

وابحرْ بشراعِك الفضي

فأنا وراءَ الموج 

أتبعُ الوهجَ الساقطَ 

خلفَ مسافاتٍ عجاف ،

متيقن … نعم متيقن ، 

نلتقي مرةً أخرى 

عند تهشيم القواقع 

لقلائدٍ شحيحةِ الاعناق ،

أما أصدافُ الصِدفةِ ستكملُ بقيةَ الحكاية ..


البصرة / ٢٠-٣-٢١

دورة القمر ................... بقلم : محمد علي حسين أحمد القهوجي // العراق




كم جرحٍ نسيت

وكم في القلب العتيق

جرحا لايندمل

وكم جرحٍ

 فوق الأجساد

قدترك اثرا

حين أراه

 أشكو من سهام

قد شاب فيها النظر

غير القمر صورته

من نور

 فوق قمم الجبال

إلى نجم

صغيرٍ يبتسم

لو أعلم ان للقمر دورة

لسكنت في افلاكه

حتى الممات

أو حين القدر

ماذنب شاعر هام بحرفه

قبل أن يسرق الذئاب

كحلا من فوقه مطر

علمني الهجر صبرا

حين افقده

متى اللقاء حين أتصل

مات سيفي خجلا

 في غمده

وقد كان في الأثر

جباراً ينتصر

ماتوا بحقدهم

 سائلين متى

يموت هذا الشيب

إن فاز بها القمر


 الموصل  ٢٠٢١

يوميات / أنا وبلبل ............. بقلم : رعد الإمارة // العراق



١ (مفاجأة)


 قدمني الناشر لها بطريقة مسرحية فيها الكثير من الأنحناءات والتعرجات، قال :

_كاتبنا الشهير..... . احمرَّ وجهي كالعادة ، لكنه هذه المرّة صارَ قرمزياً تماماً، وَجدتُ البنت تقفز عن مقعدها، أخذتْ تصفق بيديها البضّتين مثل أطفال المدارس، لم تمنحني فرصة لألتقاط انفاسي، جرتني من يدي ولَوّحتْ بهاتفها :

_هل تسمحْ؟ سيلفي أنا وأنت. أحنيتُ رأسي، أخذ صديقي الناشر يشجعني، المسكينة ما أن رَفعتْ هاتفها للأعلى، حتى رَفستْ حبيبتي الباب ودخلتْ، كانت مفاجأة، أتذكر أني أخذتُ سيلفي، لكن مع من؟ لست أدري!.


٢  (النساء أولاً)


 كانت في سبيلها لأطعام طيور النورس من فتات الخبز ،كانت راحتها ممتلئة به، هَرعتُ خلفها قبل أن تطوّح بذراعها، أمسكتُ بكتفها ، قلت :

_انا الأول. وجدتها تَقطبُ حاجبيها في وجهي، قالت وهي تتنفس من أنفها :

_بل أنا، النساء اولاً، حضرتك كاتب وتفهم في هذه الأمور. بالكاد فتحتُ أصابعها المنطبقة، قلت بعناد :

_بل أنا يابلبل. رحنا نتجاذب فتات الخبز فيما بيننا، لا أعرف كيف حدث الأمر، لكن زعيق طائر النورس اخافنا، أخذ يحوم فوق رأسينا قبل أن يحطَّ على كتف حبيبتي، قال وهو يفرد جناحيه على وسعهما :

_ناوليني ما في كفّكْ بسرعة. أخذتُ أحدّق في بلبل المذعورة ،تباً، النورس يتكلم! كانتْ مصفرّة وهي تبسط راحتها، الطائر اللعين أنشبَ مخالبه في كتفها الرقيق، تَحركتُ خطوة للأمام، لكن النورس زعق في وجهي قائلاً وهو ينفض جناحيه :

_الآن، خذ بُلبلكْ ورفرفا بعيداً عن هنا.  بلبل لم تنبس بحرف!. 


٣(زئير)


 ألقيتُ بحباتٍ من الفول السوداني صوبَ الأسد، ارتطم أغلبها في وجهه، حدّق في بدهشة قبل أن ينهض ويتوجه صوبي، شدتني بلبل من يدي ودَفعتْ بي بعيداً عن أسلاك القفص، قالت بوجهٍ جامدْ :

_الأسود لاتأكل الفول السوداني، الا تعرف ذلك حبيبي، ها؟ جاوبني أين ذهبت؟. كنت أقف خلفها، تأملتُ صفحة خدّها الحلو، وحمل لي النسيم شيئاً من شذاها العذبْ، قلت :

_أعرف عصفورتي، أنه فقط من أجل المزاح. استدارتْ بكل جسدها هذه المرة صوبي، قالت وهي تكاد تخفي ضحكة خلف ملامحها الجادة :

_هنيئاً لي بكَ، تمزح مع الأسود! لماذا لاتمزح معي عوضاً عن ذلك، الستُ لبوتك؟. هَمستُ وقد أخذ جسمي يتوتر حالما التصقتْ بي :

_نعم نعم، فعلاً أنتِ لبوتي الفريدة من نوعها. قلت هذا ووضعتُ يدي على كتفها، أبعدت بلبل يدي وقطبتْ حاجبيها الرفيعين، حتى أنها زأرتْ!.