أبحث عن موضوع

الأحد، 19 يوليو 2020

على أحرّ من الغياب ........................ بقلم : هنده السميراني- تونس




من فم الوقت المهزوم

بطعنات الرّدى

تندّ..أنّة الرّحيل

ها أنذا.. يلبسني الرّيب

وألتحف سماء

تضيئها أنجم سكنت

في عيونك..

ها أنذا..طاعن فيّ الرّجاء

مقوّس..ظهر أمنياتي

خافت نبص احتمالي

للغياب

ينخر سنيني

للأسى

أرخى سدوله وشرب

ضياء قلبي!

ها أنذا..أبحر في مدن الخيال

ملحا..وشهدا..

أقتفي آثار حلم

لم تدسه أقدام المحال

حتّى أواري سوأة الخيبة

أن أراك..

بطل الرّوايات لا تصرعه المنون

فارس الحرف يشهر سيف انتصاره

على زمن عابث..

لا يبالي

بدمع قلب حزين!

ها أنذا..أنسج من لظى احتراقي

ومن فيض طهر

سبحت فيه دون إعياء

ومن حرفي النّازف

اسمك

من الحكايا تتدلّى من سقف

ذاكرتي

تداعب حنيني..

...معزوفة عشق أزليّ

ها أنذا الآن..

لا شيء سوى فراغ المعنى

لا شيء يبقيني سؤالا

كي أحاجج عقلي

غير طيفك..وجنوني




 -جويلية 2020-

أغرق في صمت مهيب ..................... بقلم : فاطمة الزهراء فزازي _ المغرب



أغرق في صمت مهيب

كحارس ليلي في شارع طويل

لايسمع سوى صدى خطوات يتيمة رتيبة

وهي تفرغ بكل قسوة خيبتها على الأسفلت،

ونعيق بومة على سلك الكهرباء

تندب حظها العثر،

تدير رأسها في حيرة

إذ لا تدري بالضبط

أهي ندير شؤم ، أم نبراس حكمة ؟!

أراقب ضوء قمر شاحب في السماء،

يستتر كمن يستشعر عبث وجوده

أو لا جدواه في مدينة شعثاء

لم تمشط شعر رأسها حدادا

أو نكاية

أو إهمالا وقرفا..

لقلبي العليل هذا مفتاح واحد

وسبعة أبواب مقفلة

يغزل أشرعته من ضياء العيون

ومن كل البسمات الملقاة على الطرقات

والأرصفة

يقتات من شعاع شمس تطل وتغيب

كيف يحتمل هذا القلب العليل

كثبانا من غيم جاثمة تأبى الرحيل..




شفشاون ...المغرب

قُبلةٌ منسيّةً ..................... بقلم : ليلى الطيب _ الجزائر



على هدهدة الرحيل

أرتل اسمه في عُرْفِ القمر

أيامي ثكلى بدونه

تبعثرها رياح الفقد

ويخونها الوَقتُ..


---

اركض حافية مع طيف لألائه

أبحث ُعنه فِي ثَوبِ قَصائِدي.

أناجيه :

أيها المسافر بلا ظلٍ

ياأنت ...

لليل عيون لا تنام

وأنا لست سوى هاوية الحرف !

تعال أحبّك نبضًا

و نسترق لحظة حنين ..

متعبة انا دونك

فهّلا اتيت !!


---

أحضن اناتي

وانا طفلة بين يديك تترنّحُ سكّرى..وفي حلمها أحمرَ شفاهٍ مثير

دسّ سكاكر عشقي في جيب الليل .

اكتبني بحلمي على صدرك

وأطلق سراح مسائي

لعله يمدُّ الظلالَ لقُبلةٍ منسيّةٍ

لفصل آخر للحب !

في خطوط يديك أرى قدري

أمتد فيك إلى نهاية الصبر


---

أغلقت فمي ,

على اعتاب الحلم

بعد ما أمرني أن أصفق له

أنني امرأةٌ عاقرٌ

على سفوح آهات ناطقة ..

فكيف غفا بين هدبي

ناسيا اسمي

لا بعضا مني ...

في صدري نحيب

ينشج مع تنهّد المساء

سأذكر أني هربت

في ظمأٍ لقبلة


سلالة الصفر / خاطرة ................... بقلم : زكية محمد _ المغرب



احلامي دجاجة عنيدة تركض بين البراري بوحشية و احزاني العميقة ذاك الثعلب الجائع، تثيره رائحة عثراتي...عند كل موت اولد من جديد صفرا أسمرا .واول حزمة ضوء تحضن ضعفي اسرق منها لونا ذهبيا لارتديه عند مياه الفراغ هكذا اغدو شمسا مرحة...تضحك شجرة الزيتون من فعلي وترميني ببعض التربة السوداء و تلعن حظي...عند جبل الرماد اقف بحماس لاشارك صديقي الماكر رحلة صيد اخرى..

الغريب فعلا ان الثعلب ايضا من سلالة الصفر غير ان اللون الاحمر القاني يثير اطماعه قليلا ..او ربما كثيرا...هو شمالي شره كأحزاني وانا جنوبي احمق كأحلامي.

كل يغني على ليلاه .................................بقلم : نعيمة الحداد _ المغرب



كلًٌ يغني على ليلاه

كل يطل من منفاه

يَنْشُدُ سَلْوَاهُ وَمُنَاه

يَرْمِينِي عَبَثاً.. بِشَفَرَاتِه الماضية

تَتْبَعُها.. نِبَالُ أَقْوَاسِه المسننة..

وأنا .. أنا في مرمى الآمال

أَرْكُنُ مَصْلُوبَة

نَبْضِي حَزِيييين

بِأَسَى ساعاتِ ليلي والأَسْحَار

مُثقَل ..

يَشْرُدُ فِكْرِي ..في ثنايا ظل بهيم

ليس له مدى

أضناه جمر الصبر

يحضن أنفاس أشعار من نوري

وخيوطُ أسراري مخبلة في وجودي

المجنون

بها .. يُنسَجُ، نثرا وقصيدا

فستانُ عرسيَ الأخير

على تراتيل، ماشاء قدري

أن يُتلى، من كتابي

وبعض من آي ياءٍ وَسِين ..



أرشيف ................. بقلم : فتيحة فهيم _ المغرب




هايبون

فالانتاين ،

سأحبني ،أدللني وأرسمني بخيوط الشمس أخاديد الجمال ،سأسكب عطري على أشواك دربي وأطبع قبلاتي على جبين الورد .

فالانتاين ،

سأكتبني ربيع فراشاتي ،وأرتشف حلمي رحيقا يسابق غيماتي .


فالانتاين

بالأحمر أرسم

وردة بيضاء

فَضُّ الْاشْتَبَاك ....................... بقلم : محمد الناصر شيخاوي _ تونس



فَضُّ الْاشْتَبَاك

أيها الليل

سأعرض عليك دعوة للتعارف والصداقة

ليس على الفضاء الأزرق

ففي صفحتي و صفحتك ما يكفي من الأصدقاء

أحبذ أن نلتقي وجها لوجه

ساعة من نهار

ساعة الهجير مثلا

حتى تراني و أراك

بمنتهى الجراة و الوضوح ...

لافتة.. عَلى جِدَار الصّمْت................. بقلم : منير صويدي _ تونس




إذا كنتَ أعمَى اعْتراك الجُنُون..
فنحنُ أسُود تدُكّ الحُصًون.


نُحبّ البلاد برُوح الفِدَاء.
لنا في القتال بديعُ الفنون


فإن سَالمُونا نكونُ كِرامًا..
وإن خادَعُونا نُسِيء الظّنُون..


لنا بعض جُندٍ كجُلمود صَخر..
غِلاظ شِداد.. ولا يُدبِرُون..


لهم في الحُروب نِزالٌ ورمْيٌ
وفتك وبَطشٌ بمَن قد يَخون..


فهلاّ تركتَ ضًروبَ العٍنادِ..
وجئتَ إلينا بقلب حَنُون..


لعلّ النّفوسَ تُجافي الخِدَاع..
وتعزفُ لحنَ الهوى والسّكون..


فَتَزهُو الحَياةُ بفيْضِ الأماني..
ونحْيَا سَويّا.. بعِرْضٍ مَصُون..




14/ 7 / 2020

مائدة الموت ................... بقلم : رياض جولو // العراق




نحن أسرة متوسطة

الحجم

نتكون من أب وأم

وثلاثة أبناء

نتصارع من أجل البقاء

بالحياة

أبي انتصر على السرطان

مرتين متتالين

لم نكن نملك الكثير من المال

للعلاج

نأخذ كل أسبوع دينارين

من كاهن القرية

ندين منه

نجتمع مرة واحدة

في اليوم

على مائدة الطعام

نبكي كثيرًا

ثم

نشرب ما تبقى من دموعنا

مع قليل

من رغيف يابس ،!

مات أبي

أثناء البكاء لم يتحمل

أكثر

ما نمر به

بعدها لم نعد كما كان !

أمي كانت

تعد لنا لحم شوي

كل يوم

ومع الكثير من دمعاتها

يا إلهي

كانت هذه وصيته

قبل الموت

كبرنا

ونحن نأكل أبي ..!


تلابيب الرجاء .................... بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية





أختبىءُ عن وجعي

أتوارى خلفَ انهزامي

أشيّدُ من ظلّي جداراً

وأسندُ عليه دمعتي

وأتمسّكُ بتلابيبِ الرّجاء

صارَت دهشتي حطباً

وتهاوت في قلبي الصّحارى

تأتيني الدّروبُ بالاختناق

وزلازلُ الظّلمةِ تفجّرُ العماء

في آبارِ حنيني

اعشوشبَ الموتُ في أضغاثِ

الرُّؤى

كأنَّ الرّعبَ فاكهةُ الحياة

يسحلني الغيمُ

على جمرِ السَّماء

الأرضُ تعضّ خطاي

والأفق يهمي عليَّ العدم

يسكنُني عواءُ المسافات

بيني وبينَ بلدي

مقابرُ الأحلامِ السّرمديّة

ويطلُّ عليَّ رمادٌ من دمٍ

وندى ينزفُ صهيلاً

أيا حطامَ رغباتي العطشى

في بلدي تتدفّقُ

ينابيعُ جهنّم

شلاّلاتِ يباس

تجرف أشلاءَ الملائكة

وثمارُ الثّورة خراب

يكتبُنا الموتُ

على قارعاتِ الحقد

قناديلَ مبتورةَ الفتيل

والطّائراتُ تغيرُ على

ارتعاشاتِ الغد

حممُ السّكاكينِ تبرقُ

على رقابِ الأغاني

والأماني تغرغرُ بالتّحشرجِ

مساكنُنا تُطبَقُ على استغاثاتِنا

وأيادينا تمتدُّ من تحتِ الرّكام

لتصافحَ معاولَ الأحباب

يا الله !!

كم علينا أن ننقتلَ ؟!

لنحظى بنتفةِ قلقٍ

وشجبِ قادةٍ

قد يتجرّؤون !! *.





إسطنبول

أَنَلتَقي يوماً ..................... بقلم : وفاء غريب سيد أحمد _ مصر



أَطْعَمَتْني الدُنيا الأحزانَ

سِرت على جَمْرَ الهَوَى

كُل الدُروب

تُعيق خَطوات الأَمَل

أَغرق في بحرِ رمَالٍ

أُدِين بِعشقي

أَتوَضَّأْ في سَيَّل دُموعي

أُصَلي في مِحرَاب صَبْرِي

كَانَ يُناديني

كَي نَحتَسي كُؤوس الشبَق

بِأحر الأَشْواق

هو دَاخِلِي كَالأَسْحار

نَعم يَبينُ ولا يَخفى

غنيّةٌ سرائرُه

يُدوِّرُ في فَلكي هَيمان

يَجمعُ أَبجديّتي

كَي يُفسر خَلجات قَلبي

يَسْأَلُ عَنِّي المِداد

لَمْ يَحتج قَلمي

كَتب الشعر له أَبْيَات

يَتَلَكَّأَ فِي دُرُوبِ الْهَوَى

يُطلُّ بدمعةِ قَلقٍ

يَرثي بِها مَنْفاي

كَالشَفق يُثيرُه نَعْتَي

وَاشْتَهَى

بياضِا من دجى ليلٍ

كَي يُجَدد بَيِنَنا الأَمال

نَسجَ ليِّ

من خُيُوط التَمني ثَوباً

اِخْتَفَى بِدَاخِلَه

وبَدد الأَحلام

كَان الحُلم

كَبُيوت القوافي

لَيس لَه جُدران

عَانَّى القَمَرُ خُفوتا

ونهزَ رمشِي السهران

أَسقطَ حَولَي النَجْمَات

ليُبيِّض وَجْهي أنوارُها

لَعل يَترك وِسَادَتِي سُهدا

سَأل الدُجى عَن فُراقٍ

فَاضَ لَهُ دَمع اللَيل

وِشطِّ الأمسِ

تَقْطِنه الأَشْباح

أدَّخِر السرَاب لِيَوم ظمأي

فكان زَادِي أَنْ أَلقاه





9/7/2020

قيامة .................. بقلم : قمر صابوني _ بيروت



كم هو صعب

فصل رائحة الخبز

عن وجع احتراق السنابل

وحديث يدك

فاخترت كسرة

من رغيف قلبك

لأتوحد فيك

انصهر بملح سرك

إذا ما مددت روحي

ألتحق بقداس الشوق

أتعمد

نهر شرايينك

الممتد على زيف جفوني

وطنا بلا ملامح

فأكون أول من التهمها

شغفك

ونبتت في فراغ صدرك

غابات شتاء

تغرق

وقلبها المثقوب بكاء

بشجن النايات

المطرز بالدمع ..

أنا لست أنا

أنا بك

ومنك

وإليك

أستميحك عذرا

تنكرت بعطر السنديان

ليسرقني النور إليك

أنسج من نسغ جذورك

برقع روحي

وأسمو بك

صحوة فجر

لأعلن إذا ما تماهيت

ونهر دمائك

بزوغ الوجود

فارتدت النجوم

إلى رحم الليل

راودت القمر

شهقة قدر

تراه سيولد

بين أهدابنا العقيمة

حلم عنيد الظلال

ويعلن

القيامة ..




قمر بيروت

الكلمة ................. بقلم : عبدالقادرمحمدالغريبل _ المغرب





المغرب

كل الكلمات التي تود

أن تطلق من عقالها

تنزلق في حلقك

وتلوذ بأعماقك

تستجدي الأمن

لو صرخت بها

وحدك أيها الشقي

تستسيغ مذاقها:

هي مرة

كشهقة المنون

عصية

كوخز الشوك

كريهة

كقذى في العيون

بالكلمة

صلبت أجساد

على مشانق الصمت

في البدء

لم يكن شيء

بالكلمة تم

خلق الكون

وبها أصبح

الإنسان سيد الكون

كما كنّا ...................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق



كلّما يرتدي صدرُ الجوعِ أضلاعنا

نهربُ كما كنّا إلى شفتيك

نقرأ فيهما المعوذتين

من شرِّ ما سبق .

كما كنّا

نمسحُ الجراحَ ببقعةِ أرضٍ

أمست تحلمُ بأقدامِ النجباء

بينما ريشةُ القناعةِ ترسمُ على وجهِ الورود

بسماتٍ لن تزول بذبولِ الندى

أو بمحلول مسحِ البقع .

كما كنّا

نتعلم من العتمةِ كيف نستنطقُ السّماء

ونرجو من الرجاءِ أن يعتقلَ القنوط ،

نتعلمُ من البدرِ التحديقَ في ثقوبِ النجوم

لنرى ما يفعلُ الملاكُ أثناء البزوغ ،

نجدُ أنفسنا عراةً

كنّا قد خلعنا العفةَ

أمامَ عاهراتِ الفضاء ،

يمسُنا مسٌ من غضبِ الضياءِ الحليبي

ساعةَ الشجن

الذي يشعلُ حديثَ الناي

بأغنيةٍ عفا عنها النّهارُ وشرب .

كما كنّا

نقطفُ الألوانَ العبثية

عندما ينضجُ اللّيلُ بنا

وعناقيدُ السهرِ

تتدلى بمئاتٍ من ( سوالف أجدادنا ) ،

المحايدُ منا هو الغافي على أريكةِ الشخير

لا يعلم متى ماتَ البطل .

كما كنّا

نقيسُ جذوعَ النخيلِ بأعمارنا

وكلّما زادَ وزنُ السنين

نقفزُ من الأعذاق

لنلقي تحايا الرُطَبِ

على عجوزِ النحيبِ

وعلى العائدينَ من دونِ حقائب

الذين كانوا كما كنّا يحتفظون

بتموزٍ أبيض لأيلولٍ أسود ..





البصرة/١٣-٧-٢٠


رؤية / الريادة السومرية للحداثة ................... بقلم : حسين عجيل الساعدي // العراق






(التاريخ ابتدأ من سومر)

"صموئيل نوح كريمر"



(فيما مضى، وعند الأرض المعروفة باسم “سومر”، بنى الناس معبداً لإلههم قاهر الظلام والفوضى وخالق الكون، جالباً لهم النظام والمعرفة كي يؤسسوا أول حضارة في التاريخ)




مقدمة اللوح الأول من ملحمة

(إينوما إيليش) اسطورة الخلق البابلية


الحداثة من المفاهيم الغامضة في بنية الفكر الغربي الذي أنجبها. لا يمكن حصرها بحقبة زمنية معينة أو في إطار جغرافي محدد، بل هي مرتبطة بتاريخ الإنسانية بشكل عام، تمتد الى مرحلة موغلة بالقدم في تاريخ الحضارة الإنسانية.

والحداثة كمفهوم، شائع في الأوساط الأكاديمية والأدبية، أُستخدم على نطاق واسع في الدراسات العلمية والأدبية والنقدية، من قبل العديد من الأساتذة الأكاديميين والأدباء، والنقاد التي أتسمت دراساتهم بتعدد المفهوم ودلالته. هذا التعدد أقتضى وجود حقبة زمنية قد سبقته وهي ما قبل الحداثة. وقد أُختلفت هذه الأوساط في تحديد المرحلة التاريخية التي بدأت فيها الحداثة، وهذا الأختلاف فتح الباب على مصرعيه أمام التحليلات والتخمينات والتكهنات في تتبع المرحلة التاريخية في ظهور الحداثة كمنهح ونمط فكري يضم مزيج من الأنماط الثقافية والفكرية، تشمل مجموعة من المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والثقافية، والفلسفية، والعلمية. هذه الأنماط رسمت صورة للحداثة في ظل عوامل وإتجاهات إنسانية، وسياسية، وعلمية، وعقائدية، وفلسفية، وايديولوجية، وأقتصادية. وفي ظل هذا التباين في الرؤى، تظهر الأشكالية الجدلية في إعطاء تعريف مناسب لـلحداثة من قبل المختصين، وتعود هذه الأشكالية الى أن المفهوم خاضع لرؤى إيديولوجية وفكرية مختلفة، لذا نرى صعوبة إيجاد وتحديد مفهوم شامل للحداثة.

تُعرف الحداثة باللغة الإنجليزية باسم (Modernity)، وهي (الشيء الجديد، الذي يعطي صورة معاكسة عن الشيء القديم)، ورغم أن مفهوم الحداثة عصري ظهر أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين.

ألا أنه حمل الكثير من المرادفات، مثل (عصر الكمبيوتر)، (ثورة الألكترونيات)، (أنفجار المعلومات)، (ثورة المعلومات)، (ثورة العلم والتكنولوجية)، (ثورة الأتصالات)، (عصر أقتصاد المعرفة)، وغيرها الكثير من المسميات. حتى إن مصطلحات (التجديد) و(التحديث) و(المعاصر) و(العصرنة) كثيراً ما تترجم إلى الحداثة على الرغم من أختلافها شكلاً ومضموناً. إذاً هناك أشكالية جدلية في تحديد مفهوم الحداثة.

أما الأشكالية الأخرى هي بداية ظهور الحداثة. وقد أختلف كثير من الذين أرخوا للحداثة حول بداياتها الأولى، وكيفية ظهورها ونشأتها. وذهبوا الى مراحل تاريخية شتى مرتبطة بأحداث معينة.

هناك مجموعة من التساؤلات التي تطرح، هل مفهوم الحداثة معاصر أم تاريخي؟، وهل الحداثة وليدة إطار جغرافي محدد وزماني معين ؟ وهل الحداثة واحدة مرت على مدى تاريخ الإنسانية أم سبقتها حداثيات أخرى موزعة على أكثر من رقعة جغرافية وفي مراحل تاريخية معينة نشأت خارج إطار المركزية الأوربية للحداثة؟ وهل نستطيع أن نحدد النشوء الأول للحضارة السومرية هو الانطلاقة الاولى للحداثة؟

لو أُريد وضع أجابة واضحة لهذه التساؤلات، هو الرجوع الى ملامح وخصائص ومنطلقات الحداثة.

أن الاوربيين أستحوذوا على لفظ (الحداثة) كأكتشاف لغوي فجيروا كل أنجازات البشرية وعلى مر تاريخها الطويل لصالحهم الحضاري. إن الحداثة لم تنشأ من فراغ إنساني، بل هي أمتداد لتراكمات معرفية وإتجاهات فكرية وإيديولوجية وأنجازات مادية، أنتجتها الحضارات العالمية التي سبقت الحضارة الغربية، وبالرغم من عدم وجود إجماع بين المعنيين على تعريف واضح لمفهوم الحداثة. أردنا الأستعانة بتعريف "رولان بارت" للحداثة كتعريف يمكن أن نعول عليه حين يقول:(في الحداثة تنفجر الطاقات الكامنة، وتتحرر شهوات الإبداع في الثورة المعرفية مولدة في سرعة مذهلة، وكثافة مدهشة أفكاراً جديدة، وأشكالاً غير مألوفة).

إذاً الحداثة لم تنشأ من فراغ، بل أمتداد لتراكمات معرفية وإتجاهات فكرية وإيديولوجية سادت أوروبا في القرون الماضية. يؤرخ لها من الناحية التأريخية وفي أطارها الأوربي، منذ نهايات القرن الخامس عشر وبدايات القرن السادس عشر، تمتد حتى منتصف قرن العشرين تقريباً. وهذا التأريخ يؤرخ له من قبل المفكرين الغربيين، نتيجة أحداث حصلت في أوقات مختلفة. وفي نفس الوقت يذهب بنا هذا التعريف الى التراكمات المعرفية التي شهدتها الحضارات الإنسانية السابقة لحضارة أوربا الى ثورات حداثة ظهرت فيها خلال مراحلها التاريخية المتعاقبة. في أوربا يؤرخون الى الحداثة من خلال الأحداث التالية:

▪︎ أختراع غوتنبرغ للطابعة المتحركة عام 1436.

▪︎ أكتشاف غاليلو مركزية الشمس.

▪︎ أكتشاف أمريكا من قبل كريستوف كولمبس عام 1492.

▪︎ ثورة الأصلاح الديني التي قادها مارتن لوثر ضد سلطة الكنيسة البابوية 1520.

▪︎ نهاية حرب الثلاثين عاماً، وسلسلة الصراعات الدامية التي مزقت أوروبا بين عامي 1618 و 1648 م .

▪︎ وهناك من يربط بين الحداثة والثورة الفرنسية عام 1789 أو الثورة الأمريكية عام 1776.

▪︎ نظريات فرويد في التحليل النفسي.

وغيرها من الأحداث والمحطات المهمة التي رافقت ظهور الحداثة وأعتبرت نقطة أنطلاق لها. فالحداثة (أكبر من أن تكون ظاهرة فقط، فهي أنقلاب حضاري إجتاح الفكر البشري بكل نسيجه المعرفي والأدائي المعبر عنها)، "قراءات وأفكار في الفنون التشكيلية"، تأليف د. زهير صاحب وأخرون.

الحداثة كرؤية وكفكرة كائنة في كل عصر وفي كل جغرافية ولا تنفرد بها مجتمعات دون أخرى، فهي (متغير فكري في بنية الوعي) . ولو أردنا أن نستطلع الأنجازات الحضارية في بنية حضارة وادي الرافدين لظهرت لنا الملامح الأولى لأول ظواهر حداثوية مبكرة في تاريخ الإنسانية، وهذا يأتي من خلال الربط الذي أوجده علماء الأركيولوجيا Archaeology (علم الآثار)، من الغربيين بين الحضارة السومرية، وبين التطور الحاصل في الحضارات الأخرى. أعتبروا الحضارة السومرية أقدم حضارة متمدنة على وجه الأرض. وأنجازاتها تعد من أروع وأثرى الأنجازات الحضارية التي تحمل قدراً هائلاً من "الحداثة". فالسومريون يتمتعون بمكانة متميزة في التاريخ الحضاري للشرق القديم. فهم نواة ظهور التمدن، والحياة الحضرية، والنظام، والدولة المدينة، وتشكيل النظام السياسي والإداري والتطور العمراني. وفق هذا المنجز الحضاري ألا تمثل الحضارة السومرية رؤية جديدة للعالم قائمة على منهجية عقلية في التوصل إلى معرفة ملموسة. خاصة وأن الحداثة تعتمد (على ركيزتين أساسيتين هما العقلانية والأنفجار المعرفي) .

فالحداثة الغربية توصف بثلاث خصائص وهي: (البنية الكلية، والسياق الشامل، والوعي النوعي).

وفق هذه التوصيفات والقراءات، هل يعتبر السومريون رواداً للحداثة الاولى سبقوا بها الحداثة الغربية بأنجازاتهم الحداثوية قبل أكثر من ستة الاف سنة. وبعيداً عن الخوض في الجدل الفلسفي حول الحداثة، وما بعدها وما قبلها، لضيق المساحة.

قد يبدو تساؤلي ذاتي، وخارج نطاق أحتمالات أصحاب الحداثة، ويكون أضغاث أحلام أنتجها اللاوعي في ظنهم. ولكن الواقع يدحض كل التصورات العنصرية الغربية، عندما نضع عظمة أنجازات الحضارة السومرية أمام ما أنتجه العقل الغربي، ونتتحرر من السلطة التبعية للغير، سوف تنتج معادلة جديدة ومغايرة للواقع.

▪︎الحدث الأعظم الذي إكتشفه السومريون، في تاريخ البشرية هو ابتكارهم الخط المسماري في الألفية الرابعة قبل الميلاد الذي ظهر على اللوحات والتماثيل والمسلات. وأستخدامهم القلم المثلث الذي أعطى شكل الكتابة كرؤوس تشبه المسامير، ولهذا سميت كتاباتهم بالمسمارية.

▪︎أختراع الأختام الأسطوانية لتنظيم المعاملات، وأنتشار أستخدامها مع أزدياد النشاط التجاري، وكانت وسيلة للتوثيق وتحديد الملكية، فكان استخدامهم للكتابة والمعرفة هو انتقالهم من مرحلة البدائية إلى مرحلة الحداثة.

▪︎الزراعة اهم المقومات التي ميزت الحضارة السومرية في العالم القديم، وساهمت في استمرارها ونهضتها.

▪︎أوجدوا صيغة مبتكرة في علم المثلثات أكثر تطوراً وتفوقاً من الصيغة الحديثة المعروفة في حاضرنا.

▪︎تفردوا بأول ظهور لنظام دويلة المدينة، وهو أول شكل من أشكال الحكم في التاريخ البشري.

▪︎أنشأوا أول الأنظمة الديمقراطية في العالم، وأقاموا أول برلمان في العالم عام 3000 ق.م. فكانت السلطة السياسية العليا والقضايا التشريعية بيد مجلسين، هما الشباب والشيوخ، وينتخب أعضائهما من الشعب.

▪︎من إصلاحات الملك السومري "أوروكاجينا" أنتقال السومريين من "إقتصاد المعبد" إلى مجتمع علماني أكثر حداثة مبني على أساس السلطة الحاكمة، حيث كانت المعابد سابقاً هي المراكز الإدارية للحكومة وهذه أشارة الى الدولة المدنية العلمانية.

▪︎نصوص الأدب السومري أقدم الآداب البشرية المعروفة، والتي تعكس خيالاً واسعاً وتصورات فكرية عميقة الدلالات. وتعد (ملحمة جلجامش) السومرية نموذج للادب والتي دونت قبل أكثر من ألف عام من ولادة الملاحم اليونانية.

▪︎أستخدام نظام الأرقام الستيني في الرياضيات على أساس العدد 60 .

▪︎تقسيم الدائرة الى 360 درجة وهو أنجاز علمي عظيم في تلك الفترة أبهر علماء الفلك اليوم، وعملوا على تقسيم الزمن الى ساعات ودقائق وثواني في طريقة التقسيم الستيني للأوقات.

▪︎أن الحضارة السومرية شهدت تميزا وتفردا في المجال الزراعي، ساعدهم على ذلك إتقانهم لتربية المواشي والأبقار، وكانوا من أوائل الشعوب الذين عرفوا نظم الري وكيفية التخطيط والسيطرة على الفيضانات وأنشاء السدود وحفر القنوات والجداول، مما جعلهم حضارة متميزة في الزراعة.

▪︎أكتشفوا العجلة والمحراث والعربة بأربعة عجلات بالأضافة الى صنع المراكب والسفن الشراعية .

▪︎أبدعوا في صهر المعادن وتحويل الذهب والفضة إلى أشكال في غاية الجمال، ومزج القصدير مع النحاس للحصول على البرونز.

▪︎أظهرت التنقيبات الآثارية فن العمارة السومرية ومخططاتها الهندسية وخاماتها. وآثار المباني الضخمة والقصور الجميلة المزينة والمطرزة، ذات الأغراض الإدارية والأقتصادية، وأبرزها المكتشفة في كيش وإريدو وماري.

▪︎المعابد الدينية المبنية من الآجر الطيني، وفق تصاميم معمارية وأساليب تقنية متنوعة، والتي تضم ساحات وقاعات للشعائر الدينية والعبادة. وبناء القبب والصروح الفخمة كالزقورات.

▪︎من بين الإنجازات المعمارية السومرية، أقتران ظهور المدن السومرية بفكرة نشوء العمران والتخطيط الحضري، وعملوا على تزويد المدن بالشوارع والمجاري لتصريف المياه.

▪︎تعتبر أريدو بداية الحضارة وأول مدينة في العالم للسومريين، واول مركز حضاري وثقافي لهم في التاريخ. وقد كتبت المؤرخة النمساوية "جويندولين ليك" عن مدينة اريد تقول:(يعرض لنا التاريخ أريدو كنموذج حقيقي للجنّة. كانت مكاناً حقيقياً للبشر مشبعاً بالقداسة، والوصول إليها كان سهلاً دائماً).

▪︎صناعة الأواني الفخارية، الملونة والمزينة برسوم تمثل مشاهد أحتفالية وولائم مقدسة وصراع الأبطال مع الحيوانات الكاسرة.

▪︎تماثيل مجسمة مشكلة من الحجر أو المعدن، يظهر فيها التطور من الأسلوب الهندسي الجامد إلى النزعة الواقعية الطبيعية والملامح الحيوية.

▪︎أعمال فن النحت النافر، كاللوحات النذرية المربعة التي صورت عليها مشاهد دينية وحربية، وكانت تثقب وتعلق على الجدران .

▪︎القوانين العراقية القديمة تعد من أهم إنجازات الحضارة العراقية في العصور القديمة، فهي أقدم القوانين المكتشفة في العالم، التي أظهرت درجة كبيرة من النضج والتنظيم .

▪︎تطور علم الفلك، فقد كانوا على علم بحجم وعدد الكواكب في المجموعة الشمسية، التي تتألف من تسعة كواكب أضافة الى الشمس والقمر. وعرفوا طبيعة وشكل الأرض الدائري والبعد الذي يفصل الأرض عن القمر بدقة عجيبة.

▪︎اهتموا بالتدوين، وكتابة أسلوب حياتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم على ألواحهم الخاصة. فكان التدوين من أكثر مظاهر الحضارة السومرية، وما ميزها عن غيرها من الحضارات القديمة... هذه الإنجازات وغيرها الكثير لا يسع الحديث عنها الان.

أن الثراء الفكري السومري، أقوى من أن يقف عند حدود، فهو ملك الأنسانية وإرثها الحضاري، الذي مازال حياً ومتحركاً حتى هذه اللحظة.

فالانجازات الحضارية السومرية النموذج الأمثل في التغيير والتطور الذي حصل لاحقاً في مناطق أخرى من العالم. فالمؤرخ البريطاني "باول كريفاشيك" يقول:(أن السومريين، وجنوب بلاد الرافدين هو المكان الذي تحقق فيه كل ما حدث لأول مرة)، وكتب ( باول كريفاشيك) عن حضارة سومر يقول:(ثورة عظيمة في تاريخ البشرية وليس انقلاباً عابراً. كان السومريون يهدفون بوعي وإدراك تام ومتقن في تغيير العالم. لقد كانوا أول من تبنّوا المبادئ الصحيحة التي أدّت الى دفع عجلة تقدم العالم عبر التاريخ، وما زالت تلك المبادئ تحفزّ معظمنا في العصر الحاضر).

همس القوافي ...................... بقلم : محمد علي حسين أحمد القهوجي // العراق




همس القوافي

تزحف فوق سريرك

قبلات و قبلات

لم يخن ذاك الخيال

بل كان في خشوع

بعد لحظة جنون

مر مسرعاً وفات

تمسك بأركان الجدار

تاه مع نور الغرف

أو ربما أنتحر

أور ربما مات

أراد ان يحب

خاف من نفسه

أرتجف قليلا

خجله تناثر الواناً

أختفى في سُبات

ترك إرثه اشعاراٍ

وحروفاً تعشقها النساء

وبعض أبيات تُغنى

كتراتيل الاجراس

حباً وكلمات

ماذنب النقاب

إن كانت عيونها

تحبس الأنفاس

تحز بجمالها الرقاب

ماذنب روحي

أن كانت على النظرات

تعيش مرة بسكوت

ومرة تقتات

ومرة قمر الزمان

ينير الشمال

ومرة في غرفتي

ومرة في ليلتي

ومرة احلامي تنهار

على الوسائدأسيرات

من يعرفك يعذر شيبتي

ففيك قد شابت ذوائبي

كأنهار من الاشواق

او ازهار الرمان

تتراقص كأنها نجمات




 العراق الموصل ٢٠٢٠

صراع ..................... بقلم : فيصل البهادلي // العراق






قالت اريدكَ..ورفَّ حاجبها

وثغرُ الهمسِ أفترَ..

ارتخاءً "قرْب ساقيةِ النخيلِ..

اراك ليلاً انتظرني"

لجَّ حلمي..

في نهار اليومِ من أثر الكلامْ

أعددتُ نفسي..

كي أُثيرَغبارَ أيامي..

واطحنَ عزّعينيها..

واخفي..ما يبوح القلب

من حقد اللئامْ

....................

جاءت تخطُّ على الدجى

شبحَ الظلالِ..تورّقَ المخبوءُ

في صدري..تقرب ظلّنا.

كانت بكاملِ زينة الموفورِ

حظّاً في الحياةِ وفي الغنى.

وأنا بفقر الحالِ..

أسبحُ بالركامْ

أدنيتُ كفي من قلادة جيدها

قلّبتها..همهمتُ في سرّي..

وغرّد حاضري..

"عرق الفقيرِ هنا"

جرّدتُ اوراق الربيعِ

وزخرف الانثى الحطامْ

ثوّرتُ نار جحيمها..

حتى هوت بالارض ..

تحلم بالفطامْ



15 /7/2020

لا يـــعرف الـــسبيل ...................... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



أسى، ذهول، حائر، مرتبك بخطواته هائم، متوسل، مآسٍ دربه، لا يعرف السبيل، ليت لم يتمنّ، كفر، وأي دليل! كريم ، جريح القلب، موحي العزم،

جاري الدمع، دم يواريه، يخبيه بكف على الخدين، يفر خجلا وخوفا إن يراه صديق، تحت الظلام ، يتخفى، وفي زوايا الدروب، ليت الزوايا سجنا، وظلام تسربل بالهموم، أمسى والذل لا يرحم الفقر، كسرة خبز لم يذق، يتلوى ألما وجوعا، يرتدي من الأسمال، دون جيوب، وجه شاحب ومضمر، هزيل، عفيف، لم تدنى نفسه التسول، أنف وكبرياء، قبل هذا كان، ذا مقام ودلال ، يتهادى السعد من حوله ويصول، حتى النسيم يناجيه،

يغشى تلفظا معسول، ذكرياته جياشة، توالت برغد العيش، لو أنها ما تزول

هان الأسى والذل، ما تمنى غير العيش الشريف لا يلام، فقد فارق الاهل والاحباب لمكان بعيد، يَحسب الايام يوما بعد يوم، واليوم بألف يوم عند المفارق الغريب، حال كريه واغتراب، شباب ضاع وسط الضباب، ضاقت به الارض ما وسعت، لا معين ،لا صديق، لا نصير، لا بيت يرقد فيه، مرهق ، متعب كالأسير، خطواته ثقيلة، كمقيد بالأغلال، حزن اكتسى وجهه، ذوى مثل زهرة منع عنها الماء، انزوى على حاله ، لا من جليس ،ولا أنيس يلفظ روحه، ألما، والديار بعيد، المنال والوصول، يرفع رأسه للسماء، يتوجه بالدعاء، ربما في السماء حلول ،ضامه الدهر، وليكن في السماء ما تمنى، هو رجاءه الاخير.




العراق/بغداد

14/7/2020

أبجدية. المعرفة .................... بقلم : محمد أحمد دناور _ سورية




(في البدء كانت الكلمة)

وأنا عليل

والضجيج من حولي

يهز زوايا المكان

لاشئ يبلسم جراحي

كما الكلمة

وهذا الصوت الفيروزي الملائكي

يأخذني إلى أنداء

وعوالم أجيب بها عن أسئلة

الذات الحائره

تخاطبني الكلمات بايقاعها المضطرم

وتقول لاتحزن. لاتعتب

كن مخلصا لمعاني الألفاظ والجمل

التي تعج بها الذاكرة

فهي وحدها القادره على حملك على هودج الأمل

(فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان)

أنا غذاء الروح

معجزة تلجم خيول الليل الهاربه

من تحت سياط فرسان الفجر

المنحدر كالسيل

دائما أترع الكأس بقطراتي

كي تتسع مساحة الرؤيا

ولنقطف ثمار المعرفه

.فيلسوفا يتفانى في البحث عن الحقيقة

بجهد وإرادة لاتلين

لأن الحقيقة الكاملة والخالصة

ملك لك وحدك يارب



 حماة حلفايا

نجوى طائر ................. بقلم : فيصل سليم التلاوي _ فلسطين





عصفورةٌ قالت لجاراتـــــــها ذات صباحٍ مخمليٍّ قشــــيبْ

والأرض قد جادت بمكنونها ونافسَ الوهدةَ منها الكثيـــب

ومالت الأغصان في دلِّــــها من فنَنٍ غضٍ وعودٍ رطيــب

وكلما هزّت صبــــــــا بلبلاً جاَوَبهُ في شدوهِ عندليــــــــب

تُنغّمُ الطيـــرُ بترنيـــــــــمةٍ فينتشي السربُ سميعًا مجيب

واستيقظت من نومها نشوةٌ أخمدها برد الشتاء القريــــب

والتمّت الأطيار في جوقــةٍ لم يبقَ في غُربته من غـريب

تعانقت نشوى مناقيــــرها في قُبَلٍ صميمها من لهيــــب

يا روعة الطيـــر ويا دفأه إذ يحضنُ المحبوب منها الحبيب

ومرّ آذارُ بديـــــع الرؤى ينفح أنف الكون من كل طيــب

وشمسه تبطئ في سيرها كأنما قد نسيت أن تغيــــــــــب

والطير فوق البيض في توقهِ كلٌ على ليلاه حانٍ حسيــــــب

عصفورةٌ قد رفعت رأسها واحتضنت فرخًا صغيرًا زغيب

باهت به جاراتها تزدهـــي إذ إنه أولُ فرخٍ تصـيــــــــــــب

لكنها أفضت على رغمـها في لحظة الوجد بأمر مريــــب

يا جارتي: بين قطوف المُنى يومضُ في الخاطر برقٌ كئيـــب

هذا البديع الناضرُ المُجتبى أغذوهُ من لحمي ودمعي الصبيب

وأبتني من خافقي مسكنـًــا ترنيمة النومِ توالي الوجـــــــيب

أطعمهُ عينيّ أو مهجتــــي إن مرّ في الأيام يومٌ جديـــــــب

لكنني يا أخت أخشى الذي لا بدّ آتٍ في نهارٍ قريـــــــــــب

يوم يفرّ الحِبُ من سربـــهِ ذات صباحٍ نحو حقلٍ خصـــيب

تتبعهُ عينيَ في لهفــــــــةٍ لكنهُ يوغـــــــلُ حتى يغيــــــــب

إني أرى الناس ودنياهــمُ كل ُ غريبٍ ذات يــــــومٍ يؤوب

فما الذي جئناهُ من أمـرنا فمسّنا يا أختُ هذا اللغــــــــوب

وانتُزعت أكبادنا عُنـــوةً فانصدعت تحت الحنايا قلـــوب

يا حسرةً ما ذقتُ أهوالها لكن قلبي إن تبدّت يـلـــــــــــوب

قالت لها: يا أختُ لا تحزني وتبصري قبل الجروح النــدوب

يكفيكِ من دنياكِ يا حُلوتي أنكِ أمٌ رغم كل الخطـــــــــــوب

حنانُكِ الغامرُ طوبى لــهُ بُوركتِ من أمٍ حنونٍ وهــــوب

ولينطلقْ فرخكِ في أفقِهِ ما من محبٍ يأسرالمحبــــــــوب

هذا هو الكــون بأسرارهِ تمضي سُروبٌ ثم تأتي سُــروب

وكلما هبت شماليـــــــةٌ أو نفحت ريّا رياح الجـنــــــوب

تراقص الطيرُ وغنّى لها ما ابتسمت شمسٌ ووافى غــروب


26/2/2001

صهيل الحب ...................... بقلم : اسماعيل آلرجب // العراق



- عتاب -

إعذريني.

لَمْ تزلْ عطشَى سنيني

حينَ ولّى غمامُك مدبراً

ضاحكَ البرقِ يزدَريني

كنتُ والآمال تترى

أسكب الاحلامَ في خاطري

آملا أن تَمطريني

إعذريني

كنتُ موهوماً بظنّي

أنَّني لا أنثني

فوجدتُ أنّ مَشاعري تُثنيني

إعذريني

ذابَ قلبي بجمرِ لَومي لَهُ

فكفّي عتابك لم يعد يغريني

هتافُ جُرحي ينزّ أغنيَتي دماً

لكنَّ سمعك يوصد الأبواب دوني

فإذا سالَ على اعتابِك ضوءُهُ

فاعْلَمي أنّي قد قتلت ظنوني

وعلّقي فوقَ البابِ أُغنيَتي

لعلَّ شاعرا يقرأها فيرثيني

آلة الزمن .................. بقلم : خديجة الميموني _ المغرب



ماذا لو ركبنا آلة الزمن؟

وعدنا إلى الماضي

ومحونا القليل من الأحزان

***********

ماذا لو اسودَّ شيبك

وانمَحت تجاعيدي ؟!

فاجتمعنا في لقاء غريب

نكتشف بعضنا، من جديد..

نسطر كلاما

يٌخلَق من تناهيدي.

حين يركع الفرح

في رحاب الأحاديث

تضيع قافيتي

ويعلو حرفك مواعيدي

فتنشَقُ من أخاديدي

ينابيع الصفاء

وتتعالى الضحكات

في مجلس الحزن العنيد

نطرد الأهات

من جفنات السُّهاد

ونحيك الأمل الوحيد

فيتدلى من اكمام

... الأيام

بخيوط سرمدية

لاتتوارى مع سواد ليلِكَ

وحمرة الشفق القاني..

فأخذل جميع

مَن فيك لامني !!

ونرقص على عقارب الساعات

نحرق المسافات..

في يوم كان مقداره

سنة ضوئية..

حتى نصبح على صفحة العمر

كطوق الياسمين،

جثةً بيضاء، تدفعه

جيوش الحنين ...

ملعونة هي الساعات

جعلتني أعد النجمات

حتى اغتيل مني عطر السنين.

**********

ماذا لو نزعْتُ حجاب

الصبر ؟!

وتركت خصلات من الأماني

تتطاير بريح هواك

وأفرد جناحي

..عصفورة شوك

تحلق بين سحاب الشوق.

هل في يوم تلقاني؟

فلا يذبحني جنونُكَ

ويضيِّعني نكراني

هل السعد يعود..

إلى عنواني؟

وتصون العهود..

وتُسقى أيامي؟

من غيوم النبض

من زهر الليمون..

عند انفجار آخر الفصول

وانهيار الأنين من العيون !؟

ملعونة هي الساعات

جعلتني أعد النجمات

أهلوس..

بما ليس لي به علم

.. ولا يقين.


6 يوليوز 2020

صمت (ق.ق.ج) ................. بقلم : فاطمة الشيري _ المغرب





تتأمل النافذة.. والطبق الذي تتناوله بشهية . تاهت عيناها بينه وبين الخارج..

المطعم تقليدي الطراز. تنوعت لغات الزبائن. ومع ذلك تواصلوا.

لكن لغتها لم يفهمها أحد.

اِعْتِلال / ق . ق . ج ................ بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي // العراق




صدودُهُم نَكَأَ الجُرْحَ ، ضَنّوا عليهِ بأَبخس أثمانِ ال...

أغلقُوا قنوات الاتّصالِ ، أضافُوا سهماً آخرَ في خاصرتهِ وفي يومِ عزائهِ أنفقُوا الملايين .


العِراقُ _ بَغْدادُ