أبحث عن موضوع

الجمعة، 16 يوليو 2021

اعرني قميصك المرصع بالوجد .............. بقلم : رند الربيعي// العراق


مد إليَّ عصا  صخبك  

لألم  من عنوسة  الليل 

رؤاك 

أعرني نعومة  الأمنيات  

لأزرع  أجنة  غيابك 

في مواسم نائيات 

أمطرت  رجع الصدى 

لا.....تقد أراجيح  أزمنتك  

ومشنقة الأنتظار  تشرئب  

نحو أحلام تحرسها  وسائد الليل  

أعرني  قميصك  المرصع  بالوجد

هب لي عمرا  انزلق  به 

نحو هاوية  تطارد 

مناجل  حصاد

أمسى  ظلك  وهج  ايامي  

مطمئنة أنا ...

لم يتبق  في ينابيع   قصائدي 

الا  أنت  ...

حين تكون بذاكرة خطوط  

كفي

ثمة  سؤال  اشتريته  

في غير موسمه 

 دهس كل اجوبتك  

المزيفة ...

 لم تعد ترسم صمتنا  

ولا تغري  عناويني

الهشة.




هَديل الحِجارة........... بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل- المغرب





الى حمام القدس


مرْحى أمانِيَّ

تعالى الهَديل 

في موْلاتي..

أهَل السحابُ 

في حدائِقنا

آن انتِشائي..

أزِفَ اللقاءُ لِنَقْرَع

أقْداح الصبح

ولم أعدْ أُحِسّ

سياطَ العذاب.

مرْحى امانِيّةْ 

بَنفْسجُ الشقوقِ

أثارَ النقْعَ ..

أطلّ من الرّمادِ

بِنَخوْتِه الشاميّة.

بدأ الغِواية في موْكِبٍ

امْتشقَ الحِجارَةَ ..

أشواقَ الضّحى !

مشى يتَحدّى الصهْدَ

في فَرَحٍ عفْوي ..

يُبارِزُ الغُزاة ! ! 

طالَ الليْل ..

منْ يُسْرِج الخيْل ؟

يُنْجِد الخِيامَ

والحُفاةَ العُراة.

إنا على عجَلٍ.. 

أيْن الجُنْدُ حتى 

ياتِيَ الشّعراءُ..

هيّجْتَ دمي 

أيّها البَنفْسج ! ؟

هُبّوا يا عاشَقين 

كَبِّروا وَصلّوا 

على أمَلي !

سنة سعيدة يا 

قمر القُدْسِ..

سلامُ أيّتها الخُزامى

سنة سعيدة 

أيّها البنَفسج .

وإلى الحِجارة 

أطوَل العمْر..

إنها فجْوَةٌ في 

نزيفي وغيْمةٌ 

حبْلى في 

منْتصَفِ الصّهد.

الصحْوُ الآن ..

يأخذُ زينَتهُ.

اَلشّمس تعطّرتْ 

وما قصّرتْ 

في الكُحل..

وأنا أشْبُك 

الحِجارةَ في

عُرْوَتي ..

ياحَمام القُدْس.

إنّا نُهيّئُ في 

لَهْفَةٍ لِلْعُرْسِ 

وأخشى أن 

يَغيض الحُلم.



كنت ابحثُ عنكَ ............. بقلم : وفاء العهد // العراق



منذُ سنين....

وعمرٌ طويل....

وانا أبحثُ عنكَ.....

عن قلبٍ يُشبهُ قلبكَ....

عن حنينٍ...

  يشبهُ حنينَ روحكَ....

عن همسٍ..  

اطربُ لهُ كهمسكَ....

عن عينين.... 

 اتوه فيهما  كعينيك....

عن ملاذٍ أمن....

 لتأملاتي......

عن عشقٍ  كعشقكَ .....

    عشقتكَ....

دون أن أدري....

 لم اعد اقوى.....

    بدونكَ....

فأنتَ أصبحتَ  حياتي.....

التي  احرصُ عليها.....

   احببتكَ....

 بكل جنون العاشقين....

   واشعرُ بنبض قلبي....

     معكَ.....

سنين وعمرُ طويل....

   منذ زمن بعيد....

 تعبتُ من البحث.. 

    كنت كحلم بعيد....

 نسيمٌ  عليل..

    اشتقتُ لعبيره....

 الان   وقد  ....

   وصلتُ اليكَ... 

وأخيرا  ....

  ضحكتْ  سنين  عمري....

    فدعني حبيبي...

اقولُ فيكَ الكلام والقصيد.....




سبعة أرواح .............. بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




١-ماذا لو يطرقُ بابي 

بعضُ الموتى من أصدقائي 

يحدثونني عن بساتينِ السّماء 

وأنهارِ الموتِ الجارية ، 

لكنتُ أنا المتحدثُ نيابةً عنهم 

وأعرّفهم طرقاتِ الجنائز ،

إلا أن الشمسَ تمنعني 

من الإشارةِ وإثارةِ الشبهات ..


٢-كنتُ مستلقياً على تابوتٍ

ملقىً في ميناءٍ يخلو من بحرٍ

أحسستٌ أنَّ ملاكاً 

يعدُّ سعةَ دورانِ الروح

في فراغاتِ الفضاءِ كي يسمحَ بالانتظار 

مقدارَ تحمّلِ الجلوسِ

على أعقابِ خاتمةٍ محترقةٍ بالدموع ..


٣-عندما غادرني الوطنُ مجبراً

رسمتُ على جدرانِ قبري 

خريطةً تشبهه ؛

قال قرينٌ لي

إنها حدودُ البرزخ ،

أما الوطنُ دكةٌ تسجى عليه الاسماء ..


٤-محظوظٌ منْ يموت 

عند أحضانِ أمه ؛

يغسلُ جثته نشيجها الزكي ..


٥-شفةُ دخانٍ عمياء 

تلعقُ  أثرَ قبّلةٍ 

أخذها النزعُ الأخيرُ من اللّقاء ..


٦-لكي أشتري يوماً جميلاً

عليّ الذهابُ إلى أبعدِ نقطةٍ في الموت ..


٧-عندما يحاصرني الموت

سأجدُ في الكفنِّ مخرجاً لأرى وجهَ الله…

•••••••

البصرة / ٩-٧-٢١

ألم ................ بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين

وكأن النهر يحتوي

 كل أحلامنا

فتتوه في مساربه

وكأن الشطآن مرسى

    آلآمنا 

فتواريها الرمال

بيوم عاصف



مضامين .................. بقلم : علي الحسون // العراق



لابد أن نصدقَ ما جاء به المشعوذون 

ونعظّمَ شأنَ السحرةِ

 الطبيعةُ مجحفةٌ

والتماثيلُ في ظلِّ الفوضى 

  تلهث .. مرتبكة

الغشاوة اِعتادت أن تقطع الشك

والمضامينُ لا تجد لها ظلالا ،

 غير منتفعة !

————


المنـــاقـضـــــا ت والمــعـــارضـــا ت في الشـــعـرالعـــربــي ........... بقلم : فالح الكيــــــــــــــلاني // العراق



.

بســــــــــــــم الله الرحمـــن الرحيــــــم

      (  تــمـهــيــــــــــــــد )

.

      الشعر العربي لسان الامة العربية  ووسيلتها  للتعبير عما  يقع في المجتمع العربي  وكانت العرب في العصر  الجاهلي  تقيم الأفراح  في  حالة  ظهور احد  أبنائها   كشاعر مبدع ، فالشعر عند العرب  قديما  يرفع  من شأن  القبيلة  ويحطه  من  أخرى وكذلك  ولادة  الشاعر فيها  له اهمية واسعة  فالقبيلة  التي  لا تنجب شاعرا لا يوجد من يدافع عنها .فالشاعر لسان حال قبيلته  وهو الذي  به  تقول.

       و كان الشعر في  صدر الإسلام وسيلة من وسائل الدفاع عن رسالة الإسلام  ازاء  كفار  ومشركي  قريش وما حولها من القبائل التي لم تدخل في الاسلام  في  حينها . 

      واستمر  الشعر في العصر  الأموي وفي العصر العباسي كوسيلة  من  وسائل الفرق السياسية والفكرية المتنازعة ويمثل كل النزعات والنزاعات  التي سادت  المجتمع العربي  والاسلامي  لقصد  تبليغ  آرائها، والدفاع عن مبادئها، في  مواجهة خصومها  او بيان  خلافاتها  مع  الاخرين فهو اشبه  بصحيفة  سياسية مرتبطة بجهة معينة تعبر عن اراء هذه الجهة او تلك خاصة  في الشعر السياسي   والقبلي  والحزبي  والطائفي  وما اليه  من المشتركات التي اصبحت  بمرور الزمن  فنونا   واسعة   .

      لذا فللشعر العربي دور بارز في الحياة الأدبية  والاجتماعية والفكرية والسياسية، وقد تطور  بتطور الشعوب العربية والإسلامية، وعلاقاتها بالشعوب الأخرى المجاورة لها  وغيرها .والتاثير اللغوي بينها  مما  ادى الى  بروز فنون  شعرية  متطورة  في الشعر العربي  في كل مجالات التأثير  من حيث المضمون  والأسلوب  واللغة و الأوزان  والقوافي  وما  إليها  فكان  سبيلا  لظهور انواع  جديدة  كثيرة  من الفنون  الشعرية  مثل  الفخر  والمدح  والهجاء  والوصف والغزل  والبكاء  على الاطلال   ثم ظهور الشعر السياسي، والشعر الصوفي،  والشعر الاجتماعي  والشعر   الوطني ، وشعر  الموشحات  في  العصر الاندلسي. 

       ويعد الشعر العربي واحدًا من أكثر الفنون الثقافية والادبية رواجًا واستعمالاً حتَّى على مستوى الحياة اليوميّة، فالعديد من الأبيات الشعريّة صارت أمثالاً تضرب في المواقف  والمناسبات   وتميز  الشعر العربي بإيقاعه الموسيقيّ الجميل من خلال بحوره الشعرية  وتناسق مفرداته، وجمال التشبيهات الأدبيّة فيه واسهمت  هذه الأسباب وبشكلٍ واسع  في الاستشهاد  بالشعر عند الناس.وعند متذوقي الادب و وخاصة الشعر .

           واكتسب الشعر عند العرب أهميّة كبيرة ، فقد نال الشعراء عناية خاصة في قبائلهم والمجتمع العربي - ولا غرو- فأهميّة الشعراء من أهميّة الشعر ومكانته . ولما كان  للشعر العربي  مكانة عالية عند العرب فقد شملت هذه المكانة  الشعراء قائلي الشعر ومنشديه  .

          وللشعر العربي دور كبير في حفظ اللغة العربية من ناحية الظواهر الصوتية ومن ناحية التراكيب والمفردات، خصوصًا النادر منها وغير الشائع في الاستخدام، وقد برز استخدام الشعر كمصدر رئيسي من مصادر الاستشهاد والاحتجاج في فترة مبكرة من تاريخ التصنيف والتقعيد لقواعد اللغة العربية.

        ( لاحظ كتابي دراسات في  اللغة والبلاغة والادب ) طبع دار دجلة ناشرون وموزعون   \ عمان - الاردن \2021

     وقد استخدم الشعرالعربي في الاستدلال ببعض الابيات الشعرية للاستشهاد بها في  قواعد اللغة العربية ونرى  استخدام  الشعر بغزارة في قواميس اللغة ومعاجمها وخصوصًا عند سرد المفردات النادرة الاستخدام  و كذلك ساهم الشعر بدور كبير في حفظه في مجال أصوات اللغة  والظواهر اللغوية المتعددة للنطق بالحرف العربي  والتي تختلف باختلاف القبائل ومناطق سكنها وقد حفظ  لا لنا الشعر العربي ظواهر متعددة من اللهجات العربية التي كانت ولا تزال سائدة في بعض  المناطق .

        والشعر العربي يمتاز بسلاسة ووقع عند السامعين، ولما يتميز به من نفوذ بياني يسيطرعلى ميدان الاحتجاج في قواعد اللغة العربية؛ فهويمثل  فنّ العربية الأول  وأكثر فنون القول هيمنة عند العرب على التاريخ العربي  إضافة إلى كونه وثيقة يمكن الاعتماد عليها في التعرُّف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم، فلشعرالعربي  يعتبر المرجع الموثوق به لأساليب العرب البلاغية والبيانية، والمصدر الأصيل لمفرداتهم اللغوية وطرقهم التعبيرية، فضلا عما يحويه من  المآثر العربية  ومفاخرها، وأحداث أيامها ووقائعها؛ فهو الوسيلة الأولى التي اعتمدت في تدوين  التاريخ العربي الانساني واللغوي  والوجداني والاجتماعي.

         .وانتشرت في العصر الاموي المناقضات او النقائض في الشعر بحيث لايوج عصر انتشرت فيه النقائض مثل العصرالاموي وخاصة غذاها الصراع الدائر بين فحول شعراء هذا العصر وهم جرير الخطفى التميمي   والفرزدق التميمي  والاخطل التغلبي . ثم ضعفت بعد ذلك او كادت تموت في الشعرالعربي لولا  بعض الشعراء الاندلسيين .

       اما المناقضات فقد ظهرت لاول مرة في قصيدتي امرئ القيس  وعلقة الفحل  والتي حكمت بينهما ( ام جندب ) في العصرالجاهلي  تبعها قصيدة ( البردة ) لكعب بن زهير  في مدح الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  اذ عارضها الكثيرمن الشعراء  العباسيين والاندلسيين وشعراء عصرالفترة الراكدة وشعراء العصرالحديث .

        وبقيت كذلك  في العصر الاموي  وبدايات العصرالعباسي وتوهجت في نهاية العصر العباسي والعصرالاندلسي  وعصر الفترة الراكدة وعصرالنهضة العربية حيث كانت ردت فعل  من شعراء عصرالنهضة وشعراء العصرالحديث في معارضة قصائد معينة  لفحول الشعراءالعرب  على مدى  العصور الادبية  . وفي العصر العباسي  ظهرت المطارحات كبديل للمعارضات . والمطارحات  تكاد تكون هي ذاتها المعارضا ت او قريبة جدا منها .

         والمعارضات  الشعرية هي سمة العصر الذي قيلت فيه فهي  تعد ظاهرة إبداعية خارجة عن التقليد فالشاعر قد يصوغ موضوعها صياغة جديدة  بما وهبه الله من مزايا والهاما  شعريا بعيدا عن التقليد ويثبت ذاته  في معارضته . وان قيل ان الشاعر قد يتكأ على القصيدة المعارضة  كما ظهر في الشعرالاندلسي  او ل الامر فذلك انبهار شعراء الاندلس بشعراء المشرق العربي ومحاولة شعراء الاندلس مجاراة  شعراء المشرق فهم يظنون ان شعراء المشرق افضل منهم  ابداعا  ويحاولون اللحاق بهم  والوصول الى ما وصل اليه المشرقيون في الشعر لذا ابدعوا في معارضاتهم الكثيرة .

                                 اميرالبيــــــان العربي

                            د. فالح نصيف الحجيـة الكيلاني     

                            العـــراق – ديـــالى – بلــــد روز   


خراب متحرك ............. بقلم : سلطان الحضاري - اليمن

****


أنهش الصمت بعري فاضح


يدور في رأسي الف خراب


*****


في راسي


فشل ذريع


 مثل نبيٍّ



يحلم


لو يطوي الشمس بين أصابعه


كي يدهش اليابسه


****


أنثر رأسي المثقل بالأتعاب


يستعيد الظل الهارب فأسه


أجترح كل شيء


يخرج الميت من الحي


يخرج ظلي من عريك


يتكلم الرميم


ويصلي آدم


آدم فقط 


فوق ماء اللعنة المتحركة


***


هاااااااانذا


انطفئ وفي راسي الف مصباح مضيء





كَبْشُ العِيد / ق.ق ............. بقلم : يحيى القضاة -الأردن

   




 استفاقت الحجة نفيسة من نومها ، وشَآبيب الفرح تمطرها سعادة ، وطيور السُّرور تتقافز حولها ؛ فقد حلمت في نومها أنها تركب كبشاً جميلاً ، كبيراً ويسير فيها في الجنة .

   إنّها بِشارةٌ ودَيْن ، أسابيع قليلة على عيد الأضحى ؛ عليها أن تشتري أضحيةً ، تليق بالحلم الذي رأت ، فقد كانت تسمع من أمِّها الحاجة " عيشة" - رحِمَها اللهُ - وأتْرَابِها أن الإنسان يركب على أضحيته في الجنّة .

   لديها مبلغ يكفي لِشراء كبشٍ كبيرٍ ، أمْلَحٍ ، وعليها أن تقومَ على رِعايتِهِ ليوم العيد ، فقد كانت أيّام رمضان كريمةً ، واستطاعت أن تجمع وفرةً من المال الذي جاد بهِ أهل الخير ؛ فالكلُّ يعرف حالتها ، وأنّها تعيش على ما يقدمونه من صدقات وزكوات

  تفقدت الكيس الأسود الذي يشبه الجراب ، والذي يلازم عنقها من سنين وسنين ، وهذا الرباط بمثابة جلّاد يخنق الكيس ، فلا يَصِل إليه صادرٌ أو واردٌ إلّا بِإذنه ، حملت الكيس من عنقها ، فكّت أسْرَهُ ، عدّت النقود ذات القطع الورقيّة من فئة دينار ، والقليل من فئة خمسة دنانير ، وبضع قطع معدنيّة : نصف دينار ، ربع دينار ، وجدتها تكفي لشراء قطيع - لو أرادت - فرحت ، حوطتها بالقرآن والأذكار " ما يحِسِدُ المال الّا أصحابه - قالت في نفسها .

   حملت الكيس إلى جارهم تاجر المواشي ، وقريبهم بدرجة متدنية - مفلح الغنّام ، قالت له: أريد أفضل كبشٍ في الحظيرة ؛ لأنني سأضحي هذا العام .

  دخلت ، فاختارت كبشاً ؛ فلها عين نقّادة ، أخرجت الجراب من صدرها ، أخرجت النقود ، ناولته إياها عدّها . هذه لا تكفي قال لها ، أريد عشرة دنانير ، صفعتها إجابته ، حاولت معه ، لكنها الحقيقة ، هل لديك نقود أخرى .

  انتحت جانباً ، خلعت زوج من حلق ورثته عن أمِّها ، خذ هذه حتى أكمل الدين ، لا يا حجة مش مهم ، أريد أن تكون ضحيتي كاملة مكملة .

   ربطت الكبش بحبل ، جرّته خلفها ، وفِي ساحة البيت ، أحضرت إناءً مملؤاً ماءً ، وبحنان الأم غسلته ، عطرته ، وضعت الكحل في عينيه ، وبدأت بتسمينه بما لذّ وطاب ، أخذت تبحث عن ديك ، وبيضة كبيرة ، سألت جاراتِها ، دلّوها على ديك أمِّ ميسون صاحب الصوت الجميل ، يصيح للفجر قبل ديكة القريّة ، كما أنه معروف لدى الجميع ، وله علاقات مع كل دجاجات الحيِّ ، فاوضت أم ميسون على الدّيك ، ولما عرفت أنه لإكمال الضحية أعطته إياها مع شيء من الإمتعاض.

   الحاجة نفيسة ضحت في السابق بقرة ، فقد حصلت على ورثة من زوجها الأول الذي عاشت معه نيّفا وثلاثين سنة تزوجها وهي في الرابعة عشرة ، أحبها حبا شديدا ؛ فقد كانت تنازع القمر جمالاً والشمس بهاءً، ولسان حال القرية بنت كليب وبس ، وعاشت في بحبوحةٍ ورخاء ، ولكن الصّفاء لم يصفُ لها، فمات ، وبعد عقد من زمان ، طمع بها ستينيّ أكل عليه الدّهر ، فخطبها، وتزوجته ؛ لتقتل الوحدة ، وحاز التّليد والجديد ، وكأنه نار في هشيم ، ولن يرفع لها صوت ، وبقيت تنظر أن تنجب وأن تعيش في ظله ما بقي من وقت ، وسبق عليه الأجل ، وقد أفنى من خيرها ماحصل ، ولَم تنجب ، ولَم تكحل له عين بطفل ؛ فقد كانت عقيم ، وصدقت الدّاية أم سليم ، وبعد سنة تقدم لها آخر بلغ من العمر عتياً، وافقت عليه ؛ بعد أن تفرّق أبناؤه في المدائن والاغتراب ، وانكشف ما خفي من حاله، فهو لا يقطر ولا يمطر ؛ فقد عمل جراحةً وأتت على ما لديه من أسلحةٍ وعتاد ، وبات كالنِّساء بل أضلّ سبيلا ، وتجزم أنها لم تغتسل يوماً كالنِّساءإلّا غسل الجمعة في الأثر مفروضاً.

  كان شديد البخل والمعايرة لها أنه يطعمها  ، ويسقيها ، وتمتدّ يده أحيانا فيضربها ، ويردِّد على لسانه شؤمها على الرجال ، وأنهم يموتون بنحسها ، وتفهم قصة زواجها منه أنها جليسة وممرضة ، هكذا أراد الأبناء ، وتطلب الطّلاق ، وتنتهي العلاقة ، وتبرّ بقسمها ، وتمرّ عليها عقود بلا تكرارٍ للزّواج .

 وبعد هذا الزمان بقي أن تضحي بكبش وديك وبيضة ليكتمل الأجر .

 


نجومٌ وظلّ قمر .............. بقلم : جميلة بلطي عطوي - تونس


 


نُجومٌ تعتلي قُبّة الأرق

نجومٌ وظلّ قمر 

والأفقُ من وراء النّافذة 

مُغلقُ التّفاصيِلِ

مصلوبٌ في حلقِ حكاية


 نجومٌ تُغازلُ الدّجى

تعصرُ بقايا الضّوء في عينيّ

تُغري القمر

تشدُّ جدائله الخفيّة  

تلوّحُ بها إلى المدى 

إليَّ

تبهرِني 

أُعجبُ بالشّجاعة 

بصراعها والاستماتة


يُرهبُني ذبولُ القمر 

تُحيِّرُني أسئلة

هلْ هو في طريق الاكتمال

ليصير بدرا  

أمْ أنا في طريق الزّوال

لأصير خبرا 

رحلةٌ بين البداية  والنّهاية 

يُهاجمها سواد اللّيل 

لكنّها تحلُمُ بالقمر

تَخِزُ حِسّي

أهرعُ إلى النّافذة .. أفتحُها

منها أطلُّ

أبحثُ بالبصر عن القمر 

أتقصّى هالة النّجوم

يسرحُ خاطري في المسافة 

أحاولُ حلّ الطّلسم

أهزُّ أعذاق الرّغبة 

فتسّاقطُ بُؤرُ الضّوء

تتوزّعُ نجوما 

وأراهُ القمر .. مستديرا

سابحا في اللّجة 

أراني والسّمّار على مفارش الدّهشة 

ننصبُ من العجب الموائد 

نردّدُ الأصوات 

أصداء من عهود قديمة 

ضرب عود وهمس قيثار

ألحان أندلسيّة 

تزيدُ قصر الحمراء بهجة 

تراقصُ الأسودَ وبرك الماء 

بلْ حكايا من ألف ليلة وليلة 

أركبها لأراني أجدّلُ ضوء القمر 

أعْكسُه على مرآتي الصّقيلة 

أعشّي عين الدّجى فيرتبكُ

ونافذتي أراها خميلة 

عليها أعشاشٌ بيضاء 

تؤمُّها حمائمُ 

تحطُُّ وتطير 

تربّتُ بالجناح على بصري 

تفتحُ عمقَ بصيرتي


 

تغمزُني النّجوم 

يبتسمُ القمر 

ثمّ أغفو 

لأفتح عيني على تهاليل الضّوء 

واليوم يُهديني الأريج 

يُعلّقُ يا سمينة في المدى 

يلثمُ خدّ نافذتي

 ثمّ ..

كجنين مُنتظر 

معًا نخفقُ في رَحِم العهد البهيج.

 تونس ...30 / 6 / 2021   



صوت ملاكي .............. بقلم : عيسى حموتي - المغرب




حين تناديني يا ملاك

أسمع لأحرف اسمي وقع رفيف الفراشات

أراها بألوان ريش طاووس

 داعبت نعومته أعذب ،وأرق، وأعل النسمات


حينما تناديني يا ملاك

صوتك يعطي كل حرف ما يحتاج من نكهات

بعد أن كانت أذني تمجٌه 

أحببته  ملفوفا فيما جدت به عليه من بهارات


على أنغام إيقاعه ترقص روحي

يا لصفير السين وهو ينساب بين الأسنان

وقعه في النفس لا يضاهيه سوى

شدو بلبل غازل بلبلة بين أوراق الأغصان


لِنبرات صوتك يا ملاكي جرس

منه استدعى زرياب موسيقاه واستمد موزار

لكل نبر  من صوتك عزف

يرقص مثنى العود وتحتويه  أوتار القيثار


من صوتك استعار الناي  رقته

وغنت الروح على موسيقاه أعذب الألحان

أعاد لضغط الدم توازنه

اسقر زئبقه، وزالت تجاعيد القلب الولهان


صوتك أيقظ نبضي واستفز كياني ل

فطفتً فوق السطح فاكهة بستاني

صوتك استحث ما طاب من ثمار

فلاحت بواكر عنب وموز ورمان

++

--كيبيك

هايكو ............... بقلم : رائد طياح-فلسطين.




 صوت الرعد

إنذار  أمي

مطر !!


ضوء القمر

على الأرض

تسمع أصوات أقدام !!


كعك القدس _

صوت واحد للبائعين ؛

أمام الحرم  !!



استفهامات عالقة ؟؟؟ / مقال ........ بقلم : محمد القصبي - المغرب





قيد التعديل


هل قرأنا التاريخ حقا ؟؟؟

 و لماذا لم يعد جزءا اساسيا من هويتنا ،سدى  لحمتنا ووحدتنا ونخوة  غيرتنا العصبية ...؟؟؟


بلا تاريخ  امين  موضوعي  ،حتما و بالنتيجة المأساة ، اصبحنا و سنغدو بلا راسمال رمزي يقينا من التآكل الاجتماعي ، الاندحار السياسي  الاستلاب الفكري و الثقافي  او ما به قد يدرأ عنا سمة القطيع الحرون  فنعود كرها الى عهود عهود النخاسة و الرق تكريسا لنظريات الفيض الالهي الهادرة لكل آدمية قد كرمتها شرائع الله بمكارم المحبة وفضائل المساواة  ؟؟؟


 لم نقرأ التاريخ بحس الفخر  لانه لم يعد صالحا كي يسترجع للنقد أو المقارنة ،او لاجل  المقاسة او  للتحقيق حتى ، انصافا لعدالة موضوعيته تأريخا و تدوينا ،او شفيف نزاهته تقديرا لشهادته على العصر  هوذلك ما يجب ان يحترام في مطلق قواعده نظرية مطابقة الدال بمدلوله خارج منطق التفكيك و اليات التفجير و التشظي لمعلومات لا تقبل التأويل ،  فازمة العالم اليوم قد تواضع دهاة النفوذ الاممي المالكين  للسلطة و المال  وتكنولوجيات المعرفة  على اصطلاحها ب / نهاية التاريخ ...وعليه اصبح  المجد للاقتصاد و مختبرات صناعة الاوهام القاتلة بيولوجيا و من ثمة  فان الانسان الاخير الذي على عاتقه   تحرير صيروراته المتناغمة و ايقاعاته الكرونولوجية  انما هو من امثال الدكتور الديوث...اللقيط كتاريخ تاريخ الاقطار العربية ما بعد زمن الاستعمار التقليدي هذا  اذا ما استندنا في حجتنا  الى قولة-- إن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء---  .

فاين عظماؤنا اليوم ؟؟؟ 

هؤلاء العظام قد  تراهم يمتلكون التاريخ دون الحقيقة و القوة دونما عدالة و ان سعر خيانته يرتفع اضعافا على عاتق اجيال قادمة من دمس  ارحام داعرة ذاعرة غبية جاهلة ... و لانها تتروض ببيداغوجيات تربوية تهدف  مسخ جوهر الروح لديها ، كأن تخضع لوضعيات  تعلمية مسمومة  تسترشد بقن التدجين و التهجين  مفاده نهاية  انها  لا تتربى او تتعلم ما يهذب ذوقها، يصقل مواهبها ، يوسع افق  مداركها او توجه حسبما تتطلبه مخرجات السوق الوطنية و الدولية  ككفاءات منتجة لاثارها،  حسبك انها  تشب كما خطط لها  فارغة مجوفة  على قيم التواكل المؤثث بسلوكيات العنف الموجه لينتهي بها العمرلامحالة الى  مجرد كائنات عاهرة محنطة  تتعثر في مشيتها  بين الحروف وهي تتهجى رغباتها  غبية مصنمة   و امام سطوة الواقع بفائض حاجياته الاساسية تراها معدومة، متسولة، متمردة ،  جاهلة مكلسة و لئن كانت نابغة فهي على شاكلة  صفة الدكتور  لا محالة ديوثة مهجنة كمومياء زمن الفراعنة تستلذ السكون  بتحركات وحركات انتحارية هههه..

فاين حمية التاريخ واين مشعله الذي سيغذي  براءة ابنائه فطرة و عقيدة بكل ملاحم المجد المتوارث سموا سؤددا و شموخا  ؟؟اين كاريزمية الاجداد قدوات حمالة على الوعي بالنحن قبل الذات؟؟؟


 القى الكتاب على قارعة الطريق و قفل العودة الى حيث حشد من الرعاع يحتجون و شعارهم اليوم مغاير لما سبق من الشعارات اليوميةالتي سلفت ،  انه اليوم شعار   الدفاع عن حقوق المرأة و تحقيق مناصفتها في الارث اسوة بالرجل ...

---ترى اين هذا الرجل/العدو الوهم ؟؟ 

--- الم يعد اليوم مخصي بما يجهل و يعلمون؟؟؟؟

حق للمرأة ان تغرس بدل الفرج  فرجها قضيبا نحاسيا لا يلين حتى تخرق به هشاشة القوانين التي امعنت في تصفيد  الوعي العام بجاهلية الذكر لعل قوى الماسونية تنصف امرأة الوأد راهنا بكل امتيازات القلب و التحويل..  


الاهداء : الى الدكتور الديوث D.D الذي شكل و التاريخ القطري وجه الشبه، فكلاهما لقيط 


10/07/2021


طائرٌ من وطني ................... بقلم : مرام عطية - سورية

——————-

قال طائرٌ معتقلٌ في زنزانةِ الخوف

اعذرني ياوطنُ 

لم أكنْ أدري

 أنَّ الشدوَ في الأفراح والأتراح  من المحرماتِ

ولم أكنْ أدركُ أنَّ الأمانَ في عشي حزمةٌ من الكمالياتِ

وأنَّ الرغيفَ والضوءَ ، الدفءَ والماءَ  

حفنةُ توابلَ أو رشةُ بهاراتِ !!

*

يامن ترفلونَ بوشاحِ الحياةِ 

وتنعمونَ بنسائمِ الحريةِ 

إذا رأيتم أباً يطوف النهارَ 

يفتشُ عن وطنٍ أضاعهُ في زحمةِ الجراحِ

يفتشُ عن نافذةِ ضياءٍ

يسألُ عن قلبٍ يسمعُ أنينَ روحهِ

عن وجبةٍ تعيدُ له الأمانَ المفقودَ 

عن عملٍ شريفٍ يقيهِ مرارةَ السؤالِ

فلا يعاقِرُ السرابَ 

أو يعودُ إلى بيتهِ وعلى ظهرهِ أكياسُ القهرِ  

وبين يديه سلةُ أحزان 

عيناهُ خجولتان تهربان من نداء أطفاله

هل اشتريت لي قطعة حلوى ياأبي ؟!

فاعلموا أنَّ ذاكَ المنهكَ يكونُ أبي 

*

و إذا رأيتم امرأةً تمشي على الأشواكِ برشاقةِ نحلةٍ

وتلوكُ الصَّبر برجاءٍ

تقفُ في وجهِ الريحِ كصفصافةٍ شجاعةٍ

امرأةً تقرأُ في عينيها كلَّ الفصولِ 

تختصرُ بنونها جميعَ النساءِ

و على خطوها يهدبُ الربيعُ  وتلهو الفراشاتُ 

ترعى الغزلان في قامتها 

وعلى جبينها مسارحُ الغار 

بين يديها تستحيلُ الصحارى واحاتٍ

فاعلموا أنَّها تكون أمِّي 

*

واذا سمعتم حقولَ القمحِ والزيتون 

تتساءلُ عن غيابِ فلاحٍ يباكرهما غدوةً

و يعودُ إليهما في المساءِ ، تعلوه بشائرُ الرضا 

والآن يسكنُ لجةَ الغيابِ 

فاعلموا أنَّ تلك الحقولَ تكونُ قريتي 

وذاك الفلاحُ يكونُ في البريةِ أخي

*

وإذا رأيتم زمناً تتصدَّعُ صروحهُ

ينهارُ سلمُ الجمالِ فيه ، و تتلاشى لبناتُ الأخلاقِ

زمناً يعتقلُ الربيعَ ويحتطبُ الوردَ

فاعلمو أنَّهُ أعمى لايبصرُ نورَ العلمِ

أبكمُ لا ينطقُ بالحقيقةِ 

يستبدلُ مكتشفاتِ الحضارةِ 

بتفاسيرِ الجهالةِ 

زمنٌ يزحفُ كسلحفاةٍ نحو جبلٍ 

أعرجُ يحطُّ ركابهُ حيثُ يجدُ ماءً أو كلأ

وإذا حدَّثكم الوقتُ عن مرضٍ عضالٍ 

أو شحوبٍ في وجههِ أو وجعٍ في خاصرتهِ

فاعلموا أنَّ هذا الزمنَ هو الآن سريري 

ودثاري  ، هوائي  و رغيفي 

وماصوته المتهدِّجُ إلاَّ صدى آهاتي ونحيبي

*

وإذا رأيتم عاشقةً 

تكتبُ رسائلها للشَّمسِ والنرجس

 للسنابلِ والنجومِ 

وتنثرُ قصائدها الدمشقيَّةَ في الكونِ

كما ينثرُ النسيمُ زهرَ شجرِ الدرَّاقِ في نيسانَ

وتحترقُ في محرابِ الحقِّ 

كفراشةٍ أمامَ اللهبِ

فلا يجيبها إلاَّ الله  

فاعلموا أنَّها حبيبتي سوريةَ

جاءت ترتِّلُ في كنائسِ الحبِّ

لتُخفِّفَ ملوحةَ الأحزانِ

ويزهرَ  ياسمينُ السَّلامِ




ومضـــــــة ................ بقلم : زهراء الهاشمي // العراق

 في عينيهِ 

سحر ..

يفتك بقلبي

فينزف قلمي 

ومضة عشق

سأمضي ................... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية



       





لن يلتفت قلبي خلفه

سيرافقني بصمت

يذرف نبضه طوال الارتحال

لن يجرؤ أن يحتد

أو يُعصي قراراً لي

قلت اكتفيت وانتهيت

لا رجعة لنا إليكِ

قرار حاسم وأبدي

سأزهق روحي إن هفت لحبكِ

وسأكوي أشواقي بالنار

إن كوتني أو داهمتني

لا 

هذه المرة  ليست مثل كل المرات

هي كلمة قاطعة

لا رجعة عنها

سأخنق جوارحي إن بكت

وسأحرق أحرفي

لو راودتني القصيدة

مهما أرسلتِ خلفي من حنين

لن أعود ولن أضعف

سأمرغ اشتهائي بوحل الموت

من هنا من موقع جرحي

واحتضاري 

أعلن 

من خلال منبر الجنون

انفكاك قلبي عن مسار فتنتكِ

واستقلال روحي عن هيمنة عيونكِ

وحدي سأبقى

سأهدم جسور الذكريات

لن أداعب وردة كي لا تذكرني بكِ

لن أصادق فراشة كي لا أضعف

لن أمسد لنسمة خائفة كي لا أحن

وسأعرض عن أي ابتسامة تصادفني

حتى القمر لن أعيره اهتمامي

وسأغض طرفي عن نجمة تلوح لي

كل ما يتعلق بكِ سأقطعه

من عطر إلى شعر أو موسيقى

سأعيش في مكان لا يطاله الندى

سأهجر الغيم والمطر الشفيف

لن أفتح للبحر نافذة تطل عليّ

ولن أسمح للموج

أن يستحم بدمي

سأمكث وسط الرمل

إن كان العشب  سيثير هيامي

سأوقف عمري خلف الغياب

كي لا تطلي على ليلي

سأمنع الليل على الإتيان بسيرتكِ

وإن نمت سأكبل أحلامي بالسرير

كي لا تفرّ نحوكِ

سأمسك عنك قبلات ضوئي

وتنهدات أصابعي

وشهوة أنفاسي

سأحرم دربكِ عن خطاي

لن أعانق شجر الكرز ما حييت

أو أحضن سحابة بيضاء ناعمة الملمس

فكي عن عنقي شذى طيبكِ

ولا تقتربي من أوجاعي

عليّ أن أصحو من هذا الهلاك

عليّ أن أنجو من هيمنة سطوعكِ

أنتِ بلاء القلب

شرخ الذات الوديعة

جنية الانهيار المباغت

أنوثتكِ مصيدة للروح

وطعم شهي للقلب

ولكني 

أعلنت عن تمردي

من طغيانكِ على هوايّ

كنت أحبكِ أكثر مما ينبغي

وأخلصت أكثر مما يجب

طرقت بابكِ كثيرا حتى انهزمت

وأنتِ 

لم تستجيبي

فلا تغتري على قلب

غنّى لكِ طويلاً

حتى استحال نبضه

إلى جمر من دمع *.


                                     إسطنبول

رثاء الوطن ............... بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين


 لقد  استباحوا  طهر 

      الأيام

وحرضوا الأنفاس

     والخطى 

لتعارك  طرقات 

    المنافي

ليتنفس الصباح

    آلام  النفوس

وينكر   العناد 

   صفاء  الليالي



الهدنة .............. بقلم : هاشم شويش // العراق





كنتُ على مرمى قبلة من قلاعها 

وأُعلنتْ الهدنة التي تحمل معنى الهزيمة

يبدو أن لي صلة رحم مع الهزائم 

وأن الأحبة سعداء بها

سيدة المعاني لا تعرف معنى الحب

فترميني بالفسق وأنا مقيم لصلاة الحب في محرابها


أنا وأنت ............... بقلم : سعد خليفة النوري // العراق



في.. وجع

طرقاتي لاشيء

جميل

لا محطات استراحة

تلملم شظايا قلبي

المبعثرة في ضباب

الغياب

ولا مرافئ ترسو فيها

قواربي الا أنت

وأنت.. كهشيم

محترق يبكي أفقه

المتناهي

تراودك السماء

بزرقتها المعهودة

ورأسك.. مملوء

بصور يسيطر عليها

قلق أزلي

كأنك راهب يعيش

في معبد مهجور

أما أنا..،

زهرة أقحوان بلا عطر

هجرتها فراشاتها

يكاد صوتك يقتفي

طيفي الهارب ليعيده

الى صدى الماضي

لا حضن يضمني

ولا رصيف يحتوي

محطات انتظاري

لاأسمع..سوى صدى

جراحي يستنجد

بعالمي المهزوم

ببكاء اخرس

ما تبقى من اصابعي ............... بقلم : فائق الجوراني // العراق

 




ما تبقى من اصابعي تَحلبُ عنز الفراغ

فلا عَود محمود 

ولا هجرة تُغني

ولا لحاق بأمسٍ ولا بالصاعدين 

لا ضوءَ من خُرم 

ولا قُبل تحت ظل المساء

لِمَ تجر أذيال خيبتك نحو هجيرٍ يلوح؟

أحمر باهت ٌ ورد العاقول

أهو زهوٍ 

ام في اللونِ سر العطش؟

تتنظر شهقتك الاخيرة انتَ

بعد أن أخطأتك الأقدار مرات

واقف انتَ بحيرتك

هم يهرولون بدعوى إغتنام الفرصة

يلهثون نحو مومسٍ نفذت وسائلها

وبلغت النتانة مرتين

ماتبقى منكَ

سَبخ ومحاريث مُعطلة

والقمح رجع بعيد

ماذا يعني التريث في مضمار السبق

ماذا تختزل وماذا تضيف

وانت لا تقبل القسمة مذ كنتَ

وماذا ينفع الإياب 

هل من طللٍ او ذكرى؟

لا شيء سوى صفير ريح

وثياب بالية ملأى بقصائدٍ

كنت قد كتبتها بجرائد قديمة

لا حَلب ولاضرع ولا اصابع

ولافراغ ولاعنز

ابكِ 

أصرخ بكل ما أوتيت من وجع

ابكِ..ابكِ  ولاتكف

قراءة نقدية تحليلية لقصة "الاعتذار الأخير" للقاص هادي المياح ........ بقلم : علي البدر // العراق





ملاحظة: قد يغنيك التحليل النقدي عن قراءة القصة وهي بآخر النص

+++++++++++++++

بأسلوب متسارع استعمل القاص اسلوب الشخص الثالث third person من بداية القصة لنهايتها وبدا كراوية عليم بدقائق الأمور "وضع كيس المواد الذي ابتاعه على الطاولة.. فاجأه مسؤول الاستعلامات...تذكر ذلك جيدا...وجد نفسه...ترك صالة الفندق...."، وحتى آخر عبارة من السرد "... كتب فيها بخط يده إلى هنا وصلتُ.". ومنذ الوهلة الأولى، يشعر المتلقي أن إعادة القراءة للنص لابد منها حيث يجد نفسه بحاجة إلى لملمة تفاصيل جاءت كومضات مضيئة flash points علينا توجيهها وبحذر للوصول لخيوط الثيمة theme بوقت قد يطول أو يقصر أو أحيانا تبقى الحيرة confusion تحيطنا.

نحن أمام شخصية متأزمة مشتتة الفكر. ولانعرف محتويات الكيس الذي ابتاعه، وهو ايضا يحس بالبرد الذي كرره القاص لثلاث مرات " وراح يفكر بالبرد الذي أصابه خلال فترة مكوثه في الفندق... أصابه البرد بسبب الوحدة ، فشعر بحاجة الى الدفء.... وكان لايزال يشعر بالبرد وخلايا عروقه في سبات....". ياترى.. أي نوع من البرد هذا؟ لشهر تقريبا وهو مع زوجته في أحد الفنادق والبرد يلفهّ! تركها نائمة وخرج "تقوده أفكار مشاكسة.." وبالتأكيد افكار تتداخل في تصور لايعرف مدى التيه فيه، جعله يتعثر بخطواته ويصطدم بالمارة "وقدم اعتذارا لمطبات الطريق التي واجهت خطواته، اعتذر كذلك لأشخاص اصطدم بهم بسبب الازدحام..". ويدفعه التشتت الى الدخول لفندق مشابه للفندق الذي يسكن فيه.

ويبدو ان القاص هادي المياحي شعر بضرورة اماطة اللثام عن شخصية البطل حيث منحنا استرجاعا flash back عندما تعطلت سيارته يوما " كما كان عاطلا عن الحب منذ عدة أيام.."ونرى البعد الزمكاني هنا حيث الفندق الذي يستقر فيه. ولابد أن نركز على مدى الحذر الذي استعمله القاص في كشف القصور الجسدي والنفسي الذي يعانيه البطل، وها أنا أضيف لتكملة الصورة " كما كان عاطلا عن ممارسة الحب قبل أيام.." . عجزه عن الحب يعني عجزه عن ممارسة الحب sexual intercourse . ونلاحظ أيضا استعمال كلمة "عاطلا" بدلا من "عاجزا". إن التبئير الذي تميز به أسلوب السرد لابد ان ينكشف لنا ولكن الكاتب يخرجنا من زاوية لندخل في اخرى بحذر.

وهاهو يستقر في صالة الفندق . مشاعر التيه والتعب تحيط به. زوجة تركها نائمة وخرج، ويفترض أن يصعد متلهفا إليها. واي لهفة تحركه و" مسؤول الاستعلامات رآه يتثاءب من شدة النعاس؟" وفي كل الأمور لابد من الصعود. هاهو أمامها. " نظر اليها طويلا متأملا بأردافها الممتلئة، وشعرها الطويل السارح، وساقيها الملفوفتين. كانت مستلقية على السرير المزدوج، الذي جمعهما فترة قاربت الشهر." إنها إشارة واضحة لشهر يفترض أن يأكلا عسله سوية، لكن شعور الإحباط frustration توغل في أعماقه.. هاهي امامه ولكن ولمجرد احساسه بالعجز تضعف قواه ولا يدركيف يلوم نفسه : "من منا الظالم ومن المظلوم؟". وكان صوت الرجل المسن وهو يصيح "عسل طبيعي.. عسل" يرن في أعماقه. وأي عسل ينفعه والقلق worry يهده " منذ اليوم الاول في الفندق وحتى اللحظة.".

ونحن في ذروة النص بعد أن تحسسنا حدود وأبعاد المشكلة، يهيؤنا القاص هادي المياح الى مالاتُحمَد عاقبته".. احتقن دمه، وفكر . عليه أن يعتذر، قبل ان يقدم على أي فعل..". ياترى أينوي شراً؟ يقتلها؟ يعتذر لها؟ وماذا يقول باعتذاره؟ واي كلمات يختار وعجزه اعتذار ملموس؟ حالة من اليأس والارتداد الداخلي تنتابه. "  انتبهَ إلى صورته بالمرآة، رأى نفسه يشبه شخصا له ملامح وجه ميت.." لا روح فيه ولا أمل. نظر لزوجته النائمة وهو مشتت الفكر. مدَ يده في حقيبة مركونة جانبا فلامست " كتابين.. كان الأول بعنوان :الجريمة والعقاب والاخر: مع وقف التنفيذ. فتح الصفحة التي كتب أعلاها بيده "إلى هنا وصلت".. قرأ السطر الأول، واقتلعها من مكانها..

ونتساءل.. أيكون للعنوانين مغزى يبيّته لنا القاص هادي المياح يتحدانا على فك هذا الرمز الذي يبدو محيرا أول وهله أو يدخلنا في متاهة قد تجعلنا عاجزين او يائسين، كبطله الذي "احتقن دمه..." وبحث ثانية بالحقيبة " فوجد حزاما جلديا أخرجه وتمعن به طويلا..". أجل نية مبيتة إذن، حيث يضعه على خصره ليبدو " ضيقا عليه.. وضعه على رقبته، فوجده مناسبا جدا.. طواه ووضعه بالحقيبة.". فعلٌ خطيرٌ لابد أن يحدث. أما الكيس الذي تعرفنا عليه في بداية القصة والذي لم يخبرنا القاص عن محتواه، هاهو بطلنا يمد يده بداخله ليعثر" أثناء تخبطه على سكين كان قد خبأها مع المواد..". وعند ربطنا السكين بشعور التيه والضياع، ، وتعثره واصطدامه بالمارة ودخوله الفندق الخطأ، نتوقع جريمة قد تقع. وللأسف انسانة بريئة هي الضحية. "

أخرجها، كانت حادة ولامعة تحت ضوء المصباح.. قبض عليها بقوة، وخطا نحو الفتاة. جلس على كرسي قريب. وألقى نظرة طويلة تخللتها شهقة أو شهقتان لبكاء داخلي.. وقف بعد ذلك.. رفع السكين إلى مستوى أعلى.. وهوى بها على منطقة الصدر حتى غاصت هناك في العمق، في الجهة القريبة من القلب، بنفس المكان الذي توقعه. شعر بالدم يتدفق ساخنًا من تحت القميص! وأمال بالرأس الناهض بعنفوان من لا يريد الموت..". سبحت الزوجة بدمها و"ظلت تصرخ صراخا محموما.. وجدت نفسها مكورة على بعضها وقصاصة الورق تلتصق بين اصابع كفها، وهي نفس الورقة التي كتب فيها بخط يده:إلى هنا وصلتُ." وها نحن وصلنا الى نهاية القصة وعلينا فك رموز الكتابين وايضا عبارة "ألى هنا وصلت" ويتحتم علينا البحث عن الزوج القاتل الذي اختفي في نهاية السرد.

لقد عرف الكاتب الروسي دوستويفسكي بكتاباته السيكولوجية، ولاشك أن بطل رواية "الجريمة والعقاب " ،راسكولينكوف، يعتقد أن القتلة مشهورين مثل نابليون الذي اشتهر ببطشه وغدره حيث صوره بعض المؤرخين بالعظيم والشجاع وباني الحضارة. وقد تأثر بطل قصتنا بهذه الشخصية رغم أن اداة القتل مختلفة لكن الطريقة واحدة. استعمل بطل دوستويفسكي الفأس بقتل العجوز ايلينا ايفانوفا واستعمل بطل القاص هادي المياح السكين. إن الشعور بالنقص عند بطلنا جاء نتيجة عجزه عن المهمة التي جاء من أجلها لقضاء شهر العسل لكن عجزه الجنسي sexual dysfunction  سبب له احراجا لم يستطع التخلص منه. كيف يعيش مع زوجة وهو يعاني من إحساس بالضعف وتساؤل " من منا الظالم ومن منا المظلوم؟" لقد باتت الجريمة والعقاب جزءً من تفكيره، عندما تتبع سلوك راسكولينكوف وتوقف عند قتله ايلينا ايفانوفا وكتب "إلى هنا وصلت" أي أن بطلنا تابع قراءة الرواية "، حيث تطابق النص مع الواقع، عندما تكررت طريقة القتل وانجزت. وكما وصل راسكولينكوف لنهاية جريمته وصل بطلنا لنفس النهاية.

وإن انتهى راسكولينكوف الى السجن، أي ان حكما قد نُفِّذَ بحقه، فإن بطلنا بات مجهولًا ومختفيا بعد الجريمة. بحثنا عنه بتأن فوجدناه داخل الحقيبة التي أُخرِجَ الكتابانِ منها: " أعاد الكتابَ الى الحقيبة معتذرا لدوستويفسكي.. بحث مرة أخرى فوجد حزاما جلديا... وضعه على خصره، بدا ضيقا عليه.. وضعه على رقبته فوجده مناسبا جدا! طواه ووضعه في الحقيبة." وهكذا ينكشف مصير بطل القاص هادي المياح. مات منتحرا خانقاً نفسه متخلصا من شعور الذلة humiliation وعقدة الشعور بالنقص  inferiority complex. نفذ الحكم على نفسه ولا داعي لسلطة تنفذ الحكم عليه لأن تنفيذها سيوقف بالتأكيد. وعليه فإن كتاب "مع وقف التنفيذ" بات فاعلًا أيضاً. وبالتأكيد كان هدف دوستويفسكي هو إعطاء الدروس للمجرمين بأنهم إن طال الزمن أو قصر لابد من العقاب لأنه يرفض الجريمة ويجاهد في الحد منها، وهذا قد يكون السبب في اعتذار بطلنا من الكاتب الروسي "أعاد الكتاب معتذرا لدوستويفسكي.." فالنتيجة كانت مغايرة للطموح النفسي والتربوي العقلاني الذي يطمح الأدب الرصين في ترسيخه.. لم يملك البطل حق القتل وأن يكون قاضيا يصدر الحكم لكننا أمام شخص مريض فشل في الاختبار وبنفس الوقت متشبعا بالايحاء السايكولوجي الذي سببه اعجابه بالبطل وتقمصه ارائه التي منحت بطلنا تأثيرا سايكوباثيا psychopathic influence عدائيا . ومن خلال تجربتي المتواضعة في النقد، وجدت أن القصة جاءت بحبكة pot متفردة غير طبيعية وسرد غاية في الاحترافية، يشير وبوضوح إلى قاص مجتهد وذكي.

علي البدر/ قاص وناقد أدبي وتشكيلي

العراق

القصة 

وضع كيس المواد الذي ابتاعه، على الطاولة أمامه في الصالة، وراح يفكر بالبرد الذي أصابه خلال فترة مكوثه في الفندق. تذكر إنه تركها نائمة في الغرفة وخرج. جذبته لافتات الشوارع الضوئية وصيحات الشباب الخارجين من الحانات. كان خدرا دون ان يحتسي خمرا في حانه. لا يعلم أين وجهته، تقوده أفكاٌر مشاكسة. لكنه رغم ذلك، أبدى تواضعا نوعيا لما حوله، وقدم اعتذارا لمطبات الطريق التي واجهت خطواته. اعتذر كذلك لأشخاص اصطدم بهم بسبب الزحام.

بدت له المسافة إلى الفندق طويلة جدا. وأصبح كيس المواد ثقيلا عليه، فنقله إلى يده الأخرى قبل ان يصل الفندق.

فاجأه مسؤول الاستعلامات بوجه آخر وبنظرات غامضة، لكنه فهمها جيدا، وشعر بالخطأ. خرج بسرعة وهو يحاور نفسه، في محاولة لأقناعها بأن كل الفنادق متشابهة! القى نظرة طويلة على امتداد الشارع، ثم خطا ليسير فوق الرصيف تجنبا للمطر. بوعي تام قرأ عداد الخطوات في جهازه الجوال، فوجد الرقم كبيرا، اكثر مما يتصور، ولأنه لم يعتد التجوال راجلا، تذكر سيارته الحديثة، وتخيل كم هي جميلة ومثيرة. كانت أمه تحذره دائما: "لا تنتبه على نفسك، فأنت أول من يحسدها".

تذكر ذلك جيدا وهو على الطريق المؤدية إلى الغابة. قيل له أن هناك في نهاية الطريق توجد الجنة. قاد سيارته بأقصى سرعة، لكنها تعطلت قبل أن يدخل الجنة، فتركها وسط الطريق وعاد. تيقن انه أصبح عاطلا عن المشي، وعن مواصلة الطريق كما كان عاطلا عن الحب منذ عدة أيام.

وجد نفسه وحيدا في الصالة، على مسافة حلم أو حلمين من مسؤول الاستعلامات الذي رآه يتثاءب من شدة النعاس. أصابه البر ٌد بسبب الوحدة، فشعر بحاجة إلى الدفء، وتخيل الفتاة تنهض أمامه بوجهها المشرق وخديها المتوردين.

ترك صالة الفندق وارتقى السلم، حاملا معه كيس المشتريات. إلى جهة اليمين، اجتاز ممرا ضيقا في الطابق الأول، قاده ذلك إلى غرفته. وقبل ان يفتح، وقف وألقى نظرة إلى الخلف باتجاه السلم. ثم فتح الباب بهدوء، واغلقه بهدوء أيضا. نظر إليها طويلا متأملا بأردافها الممتلئة، وشعرها الطويل السارح، وساقيها الملفوفين. كانت مستلقية على السرير المزدوج، الذي جمعهما فترة قاربت الشهر. همس مع نفسه: "من منا الظالم، ومن المظلوم؟". تتالت في ذهنه الأحداث منذ يومه الأول في الفندق وحتى اللحظة التي يعيشها.

كان لا يزال يشعر بالبرد، وخلايا عروقه في سبات، عندما نهض على صوت غير واضح في الخارج. خطا قريبًا من النافذة التي تطلّ مباشرة على الشارع. رأى عربة جوال صغيرة، خلفها رجل مسنّ يحمل بيده علبة صفراء اللون، ويصيح:

"عسل طبيعي.. عسل".

احتقن دمه، وفكر عليه ان يعتذر، قبل ان َيقدم على أي فعل. بحث عن كلمات اعتذار مناسبة ولائٔقة، تصلح لأن تكون الأخيرة، فقد لا تفي أية كلمة لهذا الغرض! انتبه إلى صورته بالمرآة، رأى نفسه يشبه شخصا له ملامح وجه ميت.. نظر إليها مرة أخرى، تأكد أنها تغط عميقًا في النوم.. جلس بعيدًا عنها.. مدّ يده بداخل الحقيبة، فلامست كتابين كان قد احتفظ بهما.. أخرجهما معا، كان الأول بعنوان "الجريمة والعقاب"، والآخر "مع وقف التنفيذ".. فتح الصفحة التي كتب أعلاها بيده "إلى هنا وصلت".. قرأ السطر الأول، واقتلعها من مكانها.. أعاد الكتاب إلى الحقيبة معتذرا لدوستويفسكي.. بحث مرة أخرى، فوجد حزامًا جلديًا.. أخرجه وتمعّن فيه طويلًا.. ثم وضعه على خصره، بدا ضيقًا عليه.. وضعه على رقبته، فوجده مناسبًا جدًا! طواه ووضعه في الحقيبة.

أعاد كل شيء إلى مكانه، ثم راح يبحث هذه المرة في الكيس، فعثر أثناء تخبطه، على سكين كان قد خبأها مع المواد. أخرجها، كانت حادة ولامعة تحت ضوء المصباح.. قبض عليها بقوة، وخطا نحو الفتاة. جلس على كرسي قريب. وألقى نظرة طويلة تخللتها شهقة أو شهقتان لبكاء داخلي.. وقف بعد ذلك.. رفع السكين إلى مستوى أعلى.. وهوى بها على منطقة الصدر حتى غاصت هناك في العمق، في الجهة القريبة من القلب، بنفس المكان الذي توقعه. شعر بالدم يتدفق ساخنًا من تحت القميص! وأمال بالرأس الناهض بعنفوان من لا يريد الموت.

في تلك اللحظات السريعة الخارجة عن خط الزمن، كالوقت الضائع. راودته فكرة للتراجع، لكنها بدت غير نافعه، حيث لا يوجد أحد يسمعها، لا هو ولا الفتاة ولا أي شخص آخر. كانت تلك الفكرة مثل اكتشاف متأخر أو مشروع عمل قبل نهاية العالم بلحظات.

في ركن من الغرفة، ظلّت الفتاة تصرخ صراخًا محمومًا. وفي ساعة متأخرة من الأعياء، وجدت نفسها مكورة على بعضها وقصاصة الورق تلتصق بين أصابع كفها، هي نفس الورقة التي كتب فيها بخط يده: "إلى هنا وصلت

على باب الله ............. بقلم :محمد الناصر شيخاوي - تونس





... رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ ( سورة القصص/ آية 24 )

فشل ذريع

على كل المستويات 

حاشا 

حسن ظني بك يا إلاهي

وبعض الكلمات

جبرت بها خاطر هذا وتلك

صغيرا كان 

أم كبيرا طاعن الخيبات

مجرد كلمات  

واسيت بها حبا وصدقا

مظلوما أو مريضا أو صاحب حاجات

فاجعل اللهم رصيدي الهزيل من الدنيا

أضعافا مضاعفة يوم عرض الْعَطِيَّاتِ

واصبب رحماتك صبا 

في موازين حسناتي

وصلي اللهم وسلم وبارك 

في البدء والنهايات

على الحبيب محمد 

فيض التَّجَلِّي وَالتَّحَلِّي

بفاخر الصفات

وعلى آل بيته الأطهار  

مزن العلم والرحمات


حبيبتي أنتظريني عند الشجرة ............... بقلم : محمد فاهم // العراق

 




حبيبتي أنتظريني عند الشجرة -

أعني الشجرة الاولى التي زرعتها أواخر العام الماضي

قرب الجدار الاسمنتي

قفي قربها

و لا تدعي

أطفال الحي يرمونها بالحجارة

أتعلمين أنها

الشجرة الوحيدة في العالم

و أنها أغلئ شجرة عندي

حيث سأبني

قربها كوخا صغيرا

يحمي جسدينا

من الشمس اللاهبة

أكرر مرة ثانية

حبيبتي أنتظريني عند الشجرة

حيث هناك سنتبادل طعم الشفاه

///

/5/7/2021/

اَلْعَرَائِشُ ................. بقلم : العلمي الدريوش - المغرب

 ...      


قُرْطُبِيَّةُ الْعَيْنَيْنِ وَاللِّسَانْ

لَكِنَّ رُوحَهَا 

مُوغِلَةٌ أَكْثَرَ فِي الزَّمَنْ

هِيَ فِينُوسُ الْمُدَلَّلَة

بِقَدٍّهَا  الُمُتْعَبِ مِنْ سَهَرِ اللَّيَالْ

أَعْرِفُهَا كَمَا يَعْرِفُ عَازِفٌ

 أَوْتَارَ الْكَمَانْ..    

عَلَى مَقْرُبةٍ مِنَ الرِّمَالْ

فَاتِحَةً ذِرَاعَيْهَا لِلرِّيَاحْ

تَوَسَّدَتْ أَجْمَلَ التِّلَالْ 

وَغَطَّتْ فِي نَوْمِهَا المُعْتاَدِ

كُلَّمَا أَدْرَكَهَا الصَّبْاحْ.


كَانَ الْبَحْرُ الَّذِي لَا يَعْرِفُ الْوَسَنْ

يُدَاعِبْ خِدْرَهَا

فَيَهْتَزُّ فِي الخِدْرِ كَامِلُ الْبَدَنْ.

وَمِنْ جِهَةٍ تَنْحَنِي لِلشَّمَالْ

هَبَّتْ عَلَيْهَا رِيَاحٌ

لَا تَعْرِفُ الْحَيَاءْ

فَانْكَشَفَ نِصْفُهَا 

حِينَ اَمْسَكَتِ الرِّيَاحُ أَطْرَافَ الْغِطَاءْ..

لَكِنَّ لُوكُوسَ الْعَظِيمَ 

مَدَّ ذِرَاعَيْهِ فِي حَنَانْ

وَبِغيرَةِ الْبَدَوِيِّ الَّتِي قَلَّتْ فِي الرِّجَالْ

لَفَّ خِصْرَهَا بِلِحَافٍ طِينِيٍّ  

مُوَشَّى بِقَشٍّ وَرِيشٍ 

أَتَى بِهِ مِنْ أَعَالِي الْجِبَالْ.


كَانتْ تَسْتَيْقِظُ فِي الظَّهِيرَةِ شَوْقاً لِلْمَسَاءْ؛  

عَيْنَاهَا بِالرَّذَاذِ مُبَلَّلَةْ،

وَفُسْتَانُهَا الْأَزْرَقُ الْمُحَلَّى بِالبَيَاضِ

تَفَتَّحَتْ أَزْرَارُهُ الْمُقَفَّلَةْ..

كَاَنَّهَا مُهْرَةٌ فَكَّ الْمُحِيطُ قَيْدَهَا،

مِنَ الشُرْفَةِ الْأَطْلَسِيَّةِ *

لَوَّحَتْ لِلْمَرَاكِبِ وَالنَّوَارِسِ الْمُقْبِلَة

ثُمَّ أَدَارَتْ لِلْمَوَجِ ظَهْرَهَا..

فَبُرْجُ اللَّقْلَاقِ* يَرْنُو إِلَيْهَا هَامِساً بِاللِّقَاءْ، 

يُرَتِّبُ حَفْلاً صَاخِباً

فِي لَيْلَةِ الْأََغَانِي وَالشِّعرِ الْمُجَلْجِلَةْ.. 

لِيَشْرَبَ الْعُشَّاقُ نَخْبَهَا

وَيَعْلُو نَشِيدُ عِشْقِهَا فِي السَّماءْ.

  

كُنْتُ هَائِماً أَرْجُو وَصْلَهَا 

كَجُرْحٍ هَامِسٍ فِي الصَّدَى،

تَسْحَبُنِي مِنْ شَرَايِينِي "الطُّرُقُ الْأَرْبَعَة"*

 قِيثَارَتِي الْمَجْنُونَةٌ

تَقُودُنِي فِي الزِّحَامْ

وَالذِّكْرَيَاتُ وَالصُّوَر

وَرَغْبَةٌ عَمْيَاءُ فِي البُكَاءْ..

قُلْتُ أَيْنَ اخْتَفَتْ مَعْشُوقَتِي؟!

لَا بِرْكَةَ بَطٍّ تَدُلُّنِي

وَلَا أَسَدَ يَزْأَرُ بِصَوْتِهَا فِي الرُّخَامْ !

وَقَالَ عَاشِقٌ مِثْلِي أَنَا

أَضَاعَ عُمْرَهُ فِي الذِّكْرَيَاتِ وَالْكَلَامْ:

هِيَ الْيَوْمَ تَخْجَلُ مِنْ نَفْسِهَا

وَتَبْكِي حِلْيَهَا عَلَى الدَّوَامْ.

قَدْ مَرَّ لُصُوصٌ مِنْ هُنَا 

في غَفْلةٍ مِنَ الزَّمَنْ،

وَمَرَّ تُجَّارُ النَّوَارِسِ وَالنَّفَائِسِ وَالْحَمَامْ..

فِينُوسُ اخْتَفَتْ يَا صَاحِبِي

فِي غَابِ اللَّحَى وّالْفَتَاوِي وَالظَّلَامْ.


يَا عَرَائشَ الْمَدَائِنِ الْعَتِيقَة،

يَا بِنْتَ لِيكْسُوسَ* الْمُقَتَّلَة،

عَلَى مَتْنِ لُوكُّوسَ جِئْتُ رَاكِباً

أَحْمِلُ الْعُطُورَ وَالْبُخُورَ

وَشَالاً جَبَلِيّاٌ..

أَحْمِلُ الْوُرُودَ وَالزُّهُورَ 

مِنْ حَدَائِقِ هْسْبِرِيسَ* الْمُبَجَّلَة،

وُتُفَّاحاً ذَهَبِيّاً

وَفَسَاتِينَ مِنْ دُولَابِ الْقَصْرِ* بِالشَّوْقِ مَا تَزَالُ مُسَرْبَلَة..

فَلْتُغَنِّي قِيثاَرَتِي الْمَجْنُونَةُ 

بِسَاحَةِ التَّحْرِيرِ* خَلْفَ المَدِينَةِ الْعَتِيقَة  

فَلْتُغَنِّي لَأَطْلَالِكِ

أُنْشُودَةَ عِشْقٍ مُورِيسْكِيٍّ  

يَا قبْلَةَ رُوحِي الْمُُفَضّلَة.



هوامش:

* برج االقلاق: من المآثر التاريخية بمدينة العرائش. والفضاء المجاور للبرج ساحة لاختلاء العشاق.

* الشرفة الأطلسية El balcon atlantico: اشتهرت مدينة العرائش بهذا الشارع الجميل المطل على المحيط الاطلسي وهو يشبه شرفة طبيعية خلابة . ويسميها سكان المدينة بالكو اطلنتيكو.

* ليكسوس: مدينة أثرية من أقدم مدن المغرب لم يبق منها إلا الأطلال فوق هضبة مطلة على مصب نهر لوكوس.وهي تجاور العرائش ولا يفصل بينهما سوى النهر.

* الطرق الأربعة أو ما يسمى عند العرائشيين بالإسبانية  plaza de quatro caminos أي ساحة الطرق الأربعة، كانت بموقعها المميز وجمالها تحتل مكانة خاصة في ذاكرة ونفوس الساكنة .. وامتدت إليها يد الهدم لتشوه جمالها.

*ساحة التحرير: هي أيضا  من أجمل الساحات بمدينة العرائش، وهي تقع خلف السوق الصغير وعلى مقربة من شرفة الاطلسي  وتوالى تغيير معالمها على مراحل..لكن ما طرأ عليها من تغيير محا سحرها وجاذبيتها.

*القصر: مدينة القصر الكبير المجاورة لمدينة العرائش  والتي كانت تعرف في العصور القديمة ب" قلعة  أوبيدوم نوفوم" التي شيدها الرومان ، ويمر بجانبها نهر اللوكوس الذي يصب في المحيط الاطلسي بالعرائش.


الصورة الاولى :  ساحة الطرق الاربعة Plaza de quatro caminos.

الصورة الثانية صورة من الاعلى لمدينة العرائش تتوسطها ساحة التحرير.