أبحث عن موضوع

السبت، 19 نوفمبر 2016

أربعينية الملايين ...................... بقلم : عزيز السوداني // العراق


وعلى الطــــريق مــــواقدٌ ومـوائدٌ
للعشقِ والتســــبيحِ والصــــلـــواتِ

والشمسُ نادتْ ظلـــــها لمــــا رأتْ
قد غادهُ الماضون بالخــــــــطواتِ
زحفاً وإن بعدَ المـــــسير وإنمـــــــا
تمشي القلوبُ بلهفـــةِ العــــــــبراتِ
لبيكَ يا داعي الهدى أرواحـــــــــنا
لكَ تُفتدى يا مُنتهى الغايـــــــــــاتِ
رتَّلتَ منْ فوقِ القنــــــــــا آيـــــاتهِ
وغمرتَ كلَّ الكونِ بالسبــــــــــحاتِ
وربيعُ عشقكَ مرســــــــــلاَ نسماتهِ
فتخالطتْ بالروحِ والنبضــــــــــاتِ
الذاهبون الى ثراكَ الى الــــــــندى
لبوا نــداءَ النـــــصرِ والآيــــــــاتِ
إنّا وفي الأصلابِ نهتفُ والـــهوى
يحدو بنا للخــــيفِ والجمـــــــراتِ
ولكربلا عشـقٌ تمرَّدَ صــــــارخاً
هيــهات منـــــــا ذلة بثبـــــــــــاتِ
هذي الملايــين التي مـا أوقفـــــتْ
منها المخـاطرُ خفـــقةَ الرايــــاتِ
وكأنَّ عـباس البطـــولةِ قــــــادها
نحو الطــفوفِ ومنبــــعِ الثوراتِ



ليلٌ لم يكتملْ البلوغ ...................... بقلم : علي سلمان الموسوي // العراق



ليلٌ لم يكتملْ البلوغ
لا ضوءَ الآن..
يعشقانَ الطلوعَ ليلا ً؟
أنفاسُ القمرِ تزاحمتْ تمشطُ شعرهَا الملائكي بنفنوفِ النخلةِ الغارقةِ بسباتِ الحلم
وتنحني كذوائبِ عشقٍ ذائبٍ ببريقٍ غريبٍ ,

ما الذي يمكن أن تلدَ السماءُ في هذا الظلام ؟
اخترعتْ تعاليمَ جنونِ القمرِ المؤذنِ عندَ آخرِ صورةِ للشمس
يخطُ على الغيومِ وينشدُ في عيوني الذابلةِ ظهيراتِ النهارِ,
الحبُ رفيقُ غربتي
أسمعك وأنتَ تتهجدُ احتراقَ شمعةٍ واحدةٍ ,
أخبرْ زهرتي هربتْ إلى بيتٍ قُربَ الشجرةِ الهاربةِ كبرعمةٍ شاطئيةٍ مدربةٍ لديها تقاويمُ الماءِ
ربما تعودَ لغصنِها..
لم تجدْ غابةً ولا قمراً..
وجدتْ قلباً مقطعاً مضطجعاً بين أخشابٍ قمريةٍ مشمسةٍ ، يترًّقبُ..،
زهرتي..
أتغنين للقمر؟؟ بالحزنِ تفرحين على أيمنِ الجبينِ أكليلٌ من حنانٍ وعلى خدكِ الأيسرِ أناءٌ من غرامِ ,
أتعزفين ؟ أتحلمين ؟... وتحلمين؟
كلَ مساءٍ وعطرك الفضي
يترقرقُ كحرقةِ البحرِ على خدودِ الحالمين!



شارع اليمام ............... بقلم : محمود العودة // العراق


حين التمستُ غواية الاشواق
لم أكن المثير ..
ليتي مشيتُ على الخواطر كي أضِلَّ
الى الأخير ..
قَولي الإثارةُ في محيّاهُ انتشى
تسبيح كافور
تفصد من عبير
مهما تنفس لن يبردهُ الزِحام
مادام يحتبس الكلام
واليه يجتمع اليمام
ويفرُ من حدقٍ كبير ..
جالستُ ظلي
كي اظل الملتمس
للطيف حين سيختلس
مني اليكِ الهمس
او نظراتُ
فكرٍ يقتبس
من خدكِ الألقَ
المعبأ بالسطور ..
اوراقي تبتسم ارتضاء
ودّع
سكون الكبرياء
شاءتكَ أن تبقى حبيب
فلها تكونُ
كما تشاء
ما زلتَ تختزلُ الأثير
وتَعِبُّ من ذوق وفير
متجنباً عنها الكلام !!
حتى يُقلدَكَ
الحَمام
وحدي
واحسبني .. معك
أنت القصيدةُ
ليتي ابصر
مطلعك ..
قلتُ
القصائد
ليتني الآن معك ...


مٙسٙاءٙاتٌ بِضٙوْءِ القٙمٙرِ................ بقلم : العصبي بو شعيب / المغرب


 


كُنْتُ ٲٙمْشِي فَي هٙذٙا المٙدى
ٲٙعْبُرُ المساءاتِ
أّٙفتشُ عن عشقٍ مفقودٍ

في روض الهوى
في شمس الأصيلِ
بضوءِ القمرِ
كنت أِتيهُ في هذا السبيلِ
في بحر عينيكِ
بين أهدابكِ
وكنت انت الدليلُ
يأتنِسُ خاطري بذكراكِ
وشمع حبك من فؤادي يسيل
كنت امشي في هذا المدى
اخرج للبحر بأوهامي
أحدق بعيدًا بعيدًا ..
تتكسر الأمواج على شاطئ قلبي الدامي
لتعبر في صمت آلامي
عن هواك الدفين بين الجوانح
يا رشيقة القوام
كنت امشي في هذا المدى
كالوليد تحت زخات المطر
اغسل روحي
ٲلٙمْلِمُ جروحي
قفط بالنظر ..
الى عينيك..
يا أحلى قدر.
كنت امشي في هذا المدى
رحلة العمرِ
غريبا كان قدري
أبحرت بشراعي ..
منذ الصغر
ابحث عن شجر الأمل
والى شاطئ الغد ساعي
وفي عرض البحر
عتت الأمواج والشراع انكسرٙ
فأنهيت السفرٙ
مبحرا بذراعي
كت امشي في هذا المدى
كل يوم كل عام كل شهر
كانت تناديني جدتي׃
انهضْ
أقوم من نومي
لآخذ كِسْرٙةٙ خُبْزٍ
وكاس شاي مر
احمل محفظتي على ظهري
وفي فكري حلم ٲخضرُ
كل يوم كل عام كل شهرِ
كانت تقول لي جدتي׃
الله يحميك من بٙرٙاِثنِ الشر

كيف يدافع النحل عن وطن .................... بقلم : أحلام ملحم / سوريا


حبيبتي
على أهداب عينيك
هدأ الليل
ما زلت أفتح ثقوباً في الأدمغة
لحزمات الضوء
أحمل شموعاً في وضح النهار
لأنير ظلمتك
وزهوراً أتوج بها قباب الأقداس
وأُلبسُ قبعتي للسنديانِ
الذي نسي لونه في عينيك
أقندل شطآنك
. ليتسامر البحر والنوارس
وتهتدي السفن إلى مرافئك
أنا النحلة
فهل تسأل النحلة الزهرة؟
كم لديك من العسل؟
أطير في رحابك
وأسجد عند قدميك
أرتل الصلوات
لتكوني عصفورة شجني
تغردين في ظلال مزرعتي
أمشط شعرك بفلِّ الفجر
أكحل رموشك بريش الحمام
أقرِّطُ أذنيك
بحباتٍ من رازقيِّ العنب
أرطب شفتيك
بقبلتي الندية
وأشرب من رضابك
رحيق الجوري
وأصنع عسلاً شافياً
لأنفاسك المتعبة
أزين عتباتك
برذاذ اللجين
فيطلّ الياسمين
على شباك عينيك
وتزدحم الطفولة
على صدرك
ويطيب العيد
وتلاحقني الأحلام
لأقطف لك من شلال القمر
شعاع مخيلتي
فأراك ملكة في قصرك الفريد


  17 11 2016

يسألني الوطنُ ..................... بقلم : مرام العطية / سوريا



يسألني الوطنُ
عن نسرٍ غابَ
وغديرٍ جفَّ
عن خميلةٍ اصفرتْ
عن نحلٍ احتجبَ

ماذا أقولُ لتضاريسِ الأنوثةِ
في جسدي الأخضرَ
لأقطارِ الزَّهرِ في غصوني
لأقاليمِ الجمالِ
لعيونٍ تسهرُ على أطلالِ أملٍ ؟!

أيُّها الحبيبُ
أريدكَ نسراً لموطني
فلا تزحفْ
و أرزاً في جبالي فلا تضعفْ
و في الرجولة سنديانا
أحبُّكَ في الجودِ زيتوناً
وفي الأصالةِ نخيلاً

أحبُّكَ كأشجارِ الرُّبى في الألقِ
تسبحُ خضرةً
وتنسابُ عطراً
فالأرضُ العطشى تعشقُ
في فصلِ الشِّتاءِ
انثيالَ السَّحابِ
وفي الخريفِ
حنوَ الشَّمسِ
وعرسَ الفصولِ بميلاد ِ المطرِ

فانزع كراتِ الثَّلجِ من عينيكَ
وامسحْ وصايا اليبابِ
أطلقْ جناحيك في المدى
وتحررْ من عقالِ الكسلِ
ابتعدْ عن السَّلاحفِ
ونقيقِ الضفادعِ
عن موائدِ العجائزِ والصقيعِ
وعُدْ كناريا
تسيَّدْ خصري ربيعا
لأتوسدَ دفءَ ذراعيكَ
وأقرأَ رواياتِ الصفحِ
فتكونَ الأميرَ
ويفرحَ الوطنُ

















حنين .................. بقلم : حميد الصياد // العراق


،
بالأمسِ ...
كانَ الليلُ .... طويلاً جداً
أحسَسْتُ ...

بالبردِ من حولي ،،
أتُرانا نتقاسمُ الحنين
الى دفء قلبينا.... ؟
....... حين كنتِ الى قلبي
تنامين ..!!
،
آه ..... حبيبة عمري
كم تمنيتُ
أن أكونَ قربكِ ....
.......... كل ليلة
تمنحينني الدفء والحنان
و أنا أقرأُ لك ِ
ما تيسرَ
من حكايا
عشقنا الجميلْ ....



هلوسه وعقول ...................... بقلم : سعدي محمد النعيمي // العراق



هلوسه وعقول ) وهي محاكات لواقعنا المتردي الذي يعيش على الخرافات الباليه والبدع في زمان يغزو ألإنسان الفضاء من اجل العلم والمعرفه بينما نحن مازلنا في الدرك ألاسفل من التخلف والجهل -- ؟
-------- هلوسه وعقول -----------
قرأتُ منَ ألفلسفةِ ألكثير
وبَصرتُ بما لم يبصر بهِ ألآخرون
فوجدتُ ألانام في بلدي

ضرير يقود ضرير
والدين عندهم مسبحة
وسجادة من حصير
وقرآن في ركن مهجور
لن تطاله الآيادي
ولن تحتوي النفوس منه تفسير
ألعقول أحجار ألرجام
أحياء في رمس حقير
ودنياهم بدع وخرافات الفجور
فإذا ألناس كالسكارى
من دون ندام وكأس مقرور
شراب أعناب ماء ألعصير
ونحن في ألقرن ألواحد والعشرين
علم يزن ألارض بما رحبت
وغزوَ ألفضاء وبه ألتفسير
ونحن ومذهبان في صمت ألتنظير
والارض تدور والعمر يسير
أنقتل بعضنا ------ لماذا
أنشرد أهلنا ------ لماذا
أنرمل حرائرنا ----- لماذا
ولماذا يلد طفل يتيم ---- ؟
فقل للمعممين كفى
دعوا الانام على ألفطرة تعيش
دعوها تتلذذ بطيب الحياة
بالطبيعة بكل شيء نظير
تشمُ شذى ألزهر
تطير كما تطير ألعصافير
إن ألحرية مفهوم عظيم
دعوا للطفولة أفراحها
أحلامها لعبها نعمة ألاسلام
إن ألاسلام دين وتدبير
يامن لبس ألعمامة بجهلٍ
وخواء ألعقول من حسن ألتفكير
أنصف بحال أمة
جرى عليها من السقم الكثير
فوجب عليكم نصح أنفسكم
قبل أن يأتي أليوم ألأخير
 

أَمِـــــــــــــــنَ الأمـــــــــــــلاك دعــــــــــــــدٌ .................. بقلم : ابو منتظر السماوي // العراق




أوْعَدَتْ لكنما لم تفِ دعــــــــــــــدْ :: إذ فوالله ولا تُنجِزُ وعـــــــــــــدْ
كلَّما لاقيـــــــــــــــتُ دعداً تَستَبدْ

عُذرها قالتْ سآتــــــــــي بعد غَدْ :: حبل في الجيد كحبْلٍ مِنْ مَسَدْ
شارَكَـــــــــــتْ فـــــــــــي غَيِّـهــــــــــــــــــــــا أبـــــــــي لَهَـــــــــــــبْ

ذا فؤادي فــــــي الهوى قَدْ قُدَّ قَدْ :: دعد تَبَّــــــــتْ وصلها لا يُعتَمَدْ
دِلّها قـــــــــدْ صابَ رأسي بالعَمَدْ
ليس يكفي هجرُ منكِ إذْ وَصَدْ ؟ :: لم يكن لي في الورى إذْ مِنْ سَنَدْ
مــــــــــــــنْ دمٍ جسمـــــــــــــي ولحمـــــــــــــــــمٍ وَعَصَـــــــــــــــــبْ

قَــــــدْ ثَوى ركن الهوى وانْهَدَّ هَدْ :: وانطوى لــــــــي بالرزايا لا بِعَدْ
رأيها فـــــي الحب أضحى إذْ فَنَدْ
عاهداً في العشق مَـــنْ جَدَّ وَجَدْ :: دعدُ لا تَرعى ذماماً مِـــــنْ أَمَدْ
لا قَوانينــــــــــــــــــــــــــاً ولا شَرعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً ورَبْ

حِرْتُ فيها ما لها مِــــــنْ مُعتَقَدْ :: لا لموســى لا لعيسى لا لأحمدْ
غُنجها بالثغـــــر والصَدر المُمَرَّدْ
والتفاتاتٍ كريمٍ أزهَـــــــــر الخَدْ :: عَينُهـــا اللهم كالسَهم المُسَدَّدْ
حُبّهـــــــــــا فــــــــــــــــي خافقـــــــــــــــــــي قَــــــــــــــــــدْ دَبَّ دَبْ

أَحْدَثَــــــــتْ ما بيننا سوراً وَسَدْ :: وعلــــــــى الساترِ حُراساً رَصَدْ
مَـــــــــنْ رآها الروح والعقل فَقَدْ
أمِـــنَ الأملاك دعدٌ ؟ ما الجَلَدْ ؟ :: حُبّها فــــــــي القلب ناراً قَدْ وَقَدْ
هكــــــــــــذا العشــــــــــــق وهـــــــــــــذا مَـــــــــــــــنْ أَحَــــــــــــبْ








نحن الأطفال .................. بقلم : عزت خديدة /العراق




لا نغمض عيوننا عندما تمر جثة
من امامنا ، بل ننظر إليها نسأل
كيف مات هذه المرة

الأمر الذي ما يحيرنا
أن بعض الجثث تكون مبتسمة
سعيدة
هل هم في الجنة الآن ؟

كل يوم يمر سرب فوق المخيم
ليس سرب حمام تبحث عن السلام
أنها اروحنا التي ملئت السماء

بينما العالم ملطخ بدماء
وغزارة دموع الأمهات
تنبت الجثث بارملة وايتام

شبان ينظرون إلى شاشات
التلفاز وحدهم يرون كيف تغتصب حبيباتهم أمام أعينهم

أجد نفسي محظوظا بكوني طفلا
لن أقتل ويقطع رأسي
سأموت جوعا كأي يتيم
 


شخصيه من بلادي ( نازك الملائكه) .................. بقلم : جميل الغالبي // العراق


نازك صادق الملائكة ولدت 23 آب 1923 في بغداد في بيئة ثقافية ، كانت والدتها سلمى عبد الرزاق تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية من خلال اسمها الادبي ( ام نزار الملائكة ) ، أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة دائرة معارف الناس في عشرين مجلدا.
وقد تدرجت في دراستها من الابتدائية الى المتوسطة فالثانوية، وتخرجت في الثانوية عام 1939، وكانت، منذ صغرها تحب اللغة الانجليزية، والتاريخ، ودروس الموسيقى، كما كانت تجد لذة في دراسة العلوم وبخاصة علم
الفلك، وقوانين الوراثة، والكيمياء، وكانت تعدالسنين يوماً يوماً لانهاء المرحلة الثانوية، فتتخصص بدراسة الاداب. ثم دخلت دار المعلمين العالية، فرع اللغة العربية، وتخرجت منها بليسانس الاداب عام 1944 بدرجة الامتياز.
وخلال سنوات دراستها احبت موضوع الفلسفة حباً شديداً، فساعدها على تكوين ذهن منطقي، وكانت دراساتها الكثيرة للنحو العربي في اصوله القديمة قد هياتها له تهيئة واضحة. وقد بدأت تنظم الشعر وتحبه منذ طفولتها الاولى والواقع انها سمعت ابويّها وجديها يقولون عنها اننها "شاعرة" قبل ان تفهم معنى هذه الكلمة، لانهم لاحظوا عليها التقفية واذناً حساسة تميز النغم الشعري تمييزاً مبكراً. وبدأت بنظم الشعر العامي، بعمر سبع سنوات.
درست نازك الملائكة اللغة العربية وتخرجت عام 1944م، ثم انتقلت إلى دراسة الموسيقى ثم درست اللغات اللاتينية والإنجليزية والفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي عام 1947 صدرت لها اول مجموعة شعرية ( الشعر الحر )، وقد سمتها "عاشقة الليل"
وفي عام1949، صدرت ببغداد مجموعتها الشعرية الثانية (شظايا ورماد)
وفي عام 1957 صدرت في بيروت مجموعتها الشعرية الثالثة (قرارة الموجة)
في عام 1957 عينت مدرسة معيدة في كلية التربية ببغداد تدرس النقد الادبي
وفي عام 1964 سافرت وزوجها للعمل في تاسيس جامعة في البصرة حيث كان الدكتور عبد الهادي رئيساً للجامعة، وكانت تعمل في التدريس بقسم اللغة العربية. ثم انتخبت رئيسة للقسم واستمر عملهم هناك اربع سنوات. وغادروا البصرة الى بغداد اواخر عام 1968 حيث عادا الى التدريس في كلية التربية سنة واحدة، غادرا بعدها الى الكويت للتدريس في جامعتها.
وانتقلت للعيش في بيروت لمدة عام واحد ثم سافرت عام 1990على خلفية حرب الخليج الأولى إلى القاهرة حيث توفيت، وحصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996، كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو/أيار 1999 احتفالا لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي .

يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا ( نظمتها حزناً على من ماتوا بوباء الكوليرا في مصر ) من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي. وقد بدات الملائكة في كتابة الشعر الحر في فترة زمنية مقاربة جدا للشاعر بدر شاكر السياب وزميلين لهما هما الشاعران شاذل طاقه وعبد الوهاب البياتي، وهؤلاء سجلوا في اللوائح بوصفهم رواد الشعر الحديث في العراق
لها مجموعات شعريه
عاشقة الليل 1947,نشر في بغداد / شظايا الرماد 1949 / قرارة الموجة 1957 /شجرة القمر 1968 / ويغير ألوانه البحر 1970 / مأساة الحياة واغنية للإنسان 1977 / الصلاة والثورة 1978 .
وتوفيت رحمها الله في صيف عام 2007م.

شبق الخطابة ...................... بقلم : مصطفى الحاج حسين / سوريا




من دمعتي يشرب القهر
ويغتسل الخراب
يتلصّص الغبار على حلمي
والعتمة تسرق لي خطواتي
أبكي على احتراقِ الغيمِ
في دروبِ الصدى
مات المدى في أوردتي
وأورقت أوجاعي بالظمأ
جفّت شفاه النّدى
وشلّت أيادي الهواء
تتنفّسني غصّتي
وينهش بي الاختناق
ماض إلى الجرحِ
تحيطني كآبتي
يتدفق الانتحار بدمي
السّماء تقطر موتاً
الشّمس تلفحني بالخيبة
الوقت يلتاث من نبضي
وأشرعة الحرب ترفرف
فوق الرؤى
الليل يأكل من ضوئي
الموت يسكن حركاتي
وحبيبتي تخونني مع عجزي
أراقبها كلٌما نامت
أضبطها متواعدة مع طيفي
حيث تفتح قبر الذّكريات
وأراها تنبش بالأوراق
عن أوّل قصيدة كتبتها عنها
تبحث عنّي بين كلماتي
تجدني مختبأ في النقطةِ
مجرّد من شبقِ الخطابةِ
أحفرُ أنفاسي
لأدفن ينابيع الحنين
تناديني بكامل انوثتها
تغويني بكامل ثقافتها
تغريني بكامل خيبتها
وأنا أتسرّب في الحلكةِ
أتوارى خلف الوهن .
16/11/2016

حفاةٌ في ضمير الزيف.................... بقلم : مهدي سهم الربيعي // العراق

 
خَيالٌ مُجَرَّد..
وَهمٌ مُنْصبٌ في الحقيقةِ
إِذْ أَمُدُ يَدي
لا أَجدُّ غَيرَ زَعيقَ الرّيحِ الباردةِ
يُمرِغُ وجهَ الأرضِ ويُغرِّقُها
حُفَاةٌ ولُدنا وسَنبقى
إيماناً زائِفاً ..
فَقدْتُ السَّبيلَ إِلى نَفسي
فَقدتُ الخَيطَ الأخير
الَّذي يَشدُّني إِلى اللَّه
في روحِ هذا العالمُ المُلتاع
رُبَّما كُنتُ في ضَميرِ الهَلعِ
في مِعْصمِ نَجْمةٍ طافيةٍ
في مَجرَّةٍ تائهةٍ
في كَونٍ .. لا يَعرفُ حُدودَهُ غيرُ خَالِقه
شَظَّنِّي الأمرْ..
أبواقُ مَنائرِهِمْ تَنْمُو
على بَقايا أَطْلالي المُهَلهَلةِ
بَعدَ أَن أُتخِمَّ السَّوطُ
بِحراشفِ الجِلدِ الفاقدِ لِلذَّاكرةِ
رَغمَ نَشيدي للأشْجارِ الخُضرِ
والقِممِ المكسوةِ بِالضَّبابِ
عُقْبانُ النُّجومِ الجارِحةِ تَدنو مني
أُصْفِدَتْ كُلُّ الأيادي
صَيَّروا كُلَّ حَديدِ الدُّنيا قيودا
لَمْ تَعُدْ الرُّموش .. تَلتقِطُ الأحْلامَ اللَّذيذَة
اِنْهَمرَتْ السُّيوفُ ..ألوفٌ منَ البَرْقِ المُكَثَّف
تُقطِعُ الجُدْران .. مثلَ أَوْراقٍ بَالِيَةٍ
كُنَّا غُرباء .. في فَلاةِ المِلحِ القَاحِلَة
حِينَ دَبَّ العَطَش
أَهرَقتُ دِمائي في أفواهِهِمْ
نَزفتُ حتَّى آخِري .. دَمَّ صبَارٍ أبْيَض
وحِينَ أَهْلَكَني الظَّمَأُ
لَمَحْتُ قَطرَةً مُتبَقِّيةً مني هُناك..
على بَوَّابَةِ رِحْلتي الَّتي .. لابدَ مِنها.. !
لِأَرحلَ معَ صوْتي
أَكْتسِحُ ديدانَ الأرضِ والمَواسِم
سَأَرحلُ معَ الرّيحِ
تَرتجِفُ أَجزائيّ يَقينًا
لكن.. ؟
لا يَسْتقِرَّ الفزَعُ في قَلبي
في زَمنٍ..
لَيسَ لي مَكانٌ في دَقَّاتِ سَاعتهِ

ابيات مستوحاة .................. بقلم : خليل الدولة // العراق



قلتُ مُسْتَوحياً مِنْ قولِهِ تعالى (لا يستوي أصحابُ النّارِ وأصحابُ الجَنّةِ أصحابُ الجنّةِ همُ الفائزون):

الفائزونَ هُمُ الّذينَ تَزَوّدوا ---- بالصّالحاتِ وطاعةِ الرّحمنِ
تَرَكوا الوَرى في لَهْوِهِمْ وتَطَلّعوا -- للفَوزِ بالفُردوسِ والرّضوانِ
شَغَلوا زمانَهُمُ وليسَ بِراجعٍ ---- بالذّكْرِ والتّسْبيحِ والقرآنِ

راسخة كالجبال................... بقلم : محمــد عبــد المعــز / مصر



المبادئ لا علاقة لها بالمواقِف، تظلُّ راسخةً كالجبال، في بناء النفس السوية، لا تتأثر بمَنْ قال، ولا ما قال، ولا مَنْ فعل، ولا ما فعل، ولا مَنْ شمت، ولا مَنْ شتم، لأنها ثوابت، ومازالت وستظل، وكل مَنْ وما حولنا مُـتغيرات...!






البعد الفلسفي لجزء من قصيدة حفار القبور للشاعر بدر شاكر السياب ............... بقلم : عماد ألدعمي // العراق


يا رب أسبوع يمر و لست أسمع من غناء
إلا النعيب
و تنهد الريح الرتيب
واخيبتاه ألن أعيش بغير موت الآخرين
و الطيبات من الرغيف إلى النساء إلى البنين
هي منة الموتى علي فكيف أشفق بالأنام
فلتمطرنهم القذائف بالحديد و بالضرام
و بما تشاء من انتقام
من حميات أو جذام
نذر علي لئن تشب لأزرعن من الورود
ألفا تروى بالدماء و سوف أرصف بالنقود
هذا المزار وسوف أركض في الهجير بلا حذاء
و أعد أحذية الجنود
و أخط في وحل الرصيف وقد تلطخ وقد تلطخ بالدماء
أعدادهن لأستبيح عدادهن من النهود
و سأدفن الطفل الرمي و أطرح الأم الحزينة
بين الصخور على ثراه
و لسوف أغرز بين ثدييها أصابعي اللعينة
و يكاد يحنقها لهاثي و هي تسمع في لظاه
قلبي ووسوسة النقود نقودها و اخجلتاه
أنا لست أحقر من سواي و إن قسوت فلي شفيع
أني كوحش في الفلاء
حفار القبور قصيدة ذاع صيتها للشاعر المرحوم بدر شاكر السياب وقد أخذنا نصا منها لنرى البعد الفلسفي لهذا التشكيل السردي المائل للحكي بلغة شعرية،كان رذاذ اللغة فيها قويا ومشعا مصحوبا بعدة تساؤلات حين الدخول في عمق المفردات
يا رب أسبوع يمر و لست أسمع من غناء
إلا النعيب
و تنهد الريح الرتيب
واخيبتاه ألن أعيش بغير موت الآخرين
و الطيبات من الرغيف إلى النساء إلى البنين
هي منة الموتى علي فكيف أشفق بالأنام
فلتمطرنهم القذائف بالحديد و بالضرام
و بما تشاء من انتقام
من حميات أو جذام
أسبوع وحفار القبور لم يسمع الغناء لم يسمع سوى النعيب والموت وهو منشغل ليلا مع نهار بدفن الموتى الذين يكسب المال من خلال موتهم فإذا لم يموتوا يقتله الجوع ؟
أبعاد فلسفية هل خلقه الله ليكون حفارا للقبور لكي يعيش
ويقتات من الدفن والطعام الذي يؤتى به للأموات ؟
واخيبتاه ألن أعيش بغير موت الآخرين
لاحظ السؤال والخيبة التي تصاحبه ؟
و الطيبات من الرغيف إلى النساء إلى البنين
هي منة الموتى علي فكيف أشفق بالآنام
كيف يشفق بالآنام ؟
تصوير يحتاج تأويل يعيش على الموتى ويشعر بالخيبة ... فيضع كيف الاستفهامية ..... ليقول أن الله أراد منه أن يكون حفارا للقبور وإلا سيقتله الجوع ...
كيف يشفق بالموتى وهو من يقتات من فضلاتهم ويعيش عليها ليشعر بالذل والخيبة ؟
ترابط فلسفي عميق توسوس له النفس به وحيرة ما بعدها حيرة
ليقينه أن الله أراد له هذا القدر المخيب !
فلتمطرنهم القذائف بالحديد و بالضرام
و بما تشاء من انتقام
من حميات أو جذام
نذر علي لئن تشب لأزرعن من الورود
ألفا تروى بالدماء و سوف أرصف بالنقود
هذا المزار وسوف أركض في الهجير بلا حذاء
و أعد أحذية الجنود
و أخط في وحل الرصيف وقد تلطخ وقد تلطخ بالدماء
أعدادهن لأستبيح عدادهن من النهود
و سأدفن الطفل الرمي و أطرح الأم الحزينة
بين الصخور على ثراه
و لسوف أغرز بين ثدييها أصابعي اللعينة
و يكاد يحنقها لهاثي و هي تسمع في لظاه
قلبي ووسوسة النقود نقودها و اخجلتاه
أنا لست أحقر من سواي و إن قسوت فلي شفيع
أني كوحش في الفلاء
قوة غضبية حادة فلتمطرهم القذائف بالحديد والنار بالمرض بالجذام ليكثر الموتى ....
تجسيد لغضب النفس الإنسانية يصاحبه عدم القناعة والرضا .... يجبرنا على أن نتيقن أنه آمن إيمانا مطلقا بأنه ميسرٌ تماما ولا خيار له غير أن يكون حفارا للقبور ..... لذا كان فرحا بكثرة الموتى ومؤمنا إيمانا مطلقا إذا لم تمت الناس لن يعيش ، فمن أين يقتات ؟
نذر علي لئن تشب لأزرعن من الورود
ألفا تروى بالدماء و سوف أرصف بالنقود
هذا المزار وسوف أركض في الهجير بلا حذاء
و أعد أحذية الجنود
و أخط في وحل الرصيف وقد تلطخ وقد تلطخ بالدماء
أعدادهن لأستبيح عدادهن من النهود
عجيب هذا الانفعال الذي رافق السياب أثناء كتابة النص فأي مؤثر هذا الذي دعا الذات الشاعرة لتصور لنا ما رسم من صور مؤلمة ومؤثرة على النفس ...
ينذر لكي تشب الحرب وتموت الناس ليزرع الورد الذي يرتوي من الدماء .... صورة غريبة أن يكون مورد الورد الدماء ...
ثم رصف المكان بالنقود والجري بلا حذاء وعد أحذية الجنود
والخط على وحل الرصيف وقد تلطخ بالدماء ليعد أعدادهن ...
ملحمة غريبة وعجيبة حلقت بها الذات الشاعرة من دون وعي وربما أرادت من اللا معقول المعنى الحقيقي للشعر الذي ينبثق من عالم لا نعرفه من أين يأتي ومتى ...
الذات الشاعرة اشتغلت على عناصر الدهشة عند المتلقي وليس أي متلقي كما يتصور الجميع ، بل المتلقي الذي يقف طويلا لكي يصل لعدة رؤى ولكنه لا يجزم بصحة رأي على الآخر مما يبقي باب التأويل مفتوحا وهذا بحد ذاته بعد فلسفي عميق الدلالات والمعاني ، ناهيك أن عملية التركيز وفلسفته لا تتوقف عند نقطة معينة مما يتطلب مهارة فنية وخبرة دقيقة تصل إلى كشف ما في النفس وهو أمر ليس من السهل اكتشافه من اللغة فحسب ، كما إنها اعتمدت الدراما والسرد المصحوب بالشواخص والحوادث فالأمكنة التي استخدمها كان لها الأثر العاطفي العميق نتيجة الزخم الانفعالي الذي صاحبها أثناء الكتابة .
و سأدفن الطفل الرمي و أطرح الأم الحزينة
بين الصخور على ثراه
و لسوف أغرز بين ثدييها أصابعي اللعينة
و يكاد يحنقها لهاثي و هي تسمع في لظاه
قلبي ووسوسة النقود نقودها و اخجلتاه
أنا لست أحقر من سواي و إن قسوت فلي شفيع
أني كوحش في الفلاء
لاحظ شدة الانفعالية والصور الغريبة وكأنه في معركة لا يعرف بها سوى الانتقام وهو جواب لخيبته وهي أنه حفارُ قبورٍ، تلك المهنة البائسة التي جاء بها القدر عليه رغما على أنفه فعلام خلقه الله لهذه المهنة ؟ تساؤلات عجيبة ولدها النص ...
يدفن الطفل ثم يطرح أمه على ثراه ثم يغرس يديه بنهديها تعبير غريب ينم عن حقد وغضب عجيب كي تسمع لظى قلبه ووسوسته لأنها مصدر نقوده وكأنه يحملها سبب موتها وأنها إن لم تمت لا يعيش هو وبذلك تكون لها الأثر الكبير من امتهانه هذه المهنة ...... واخجلتاه .......
مؤلم ما تصور من صور عجيبة ... هناك من أحقر منه ... فلماذا يجري معه ما جرى ...؟ أسئلة ذات بعد فلسفي تتعلق بالعدل الإلهي ؟
هناك عدة مؤثرات ولدت هذا النص الغريب أولها الدمار الذي يراه الشاعر من حوله ... والفقر لعب دورا كبيرا في النص وأكيد كان سببا قويا للتأثير الشعري خصوصا لو وقفنا على حياة السياب القصيرة والتي عانى منها من الحرمان والفقر ، ونحن نرى أن العامل النفسي والتساؤلات التي فرضها علينا النص هي فلسفية بحتة تحتاج رؤية عميقة قد تتعلق أجوبتها بمنطقية عالية لأنها تعود لأمور لا نستطيع الخوض بها بدقة وكأنها لغة عتاب أراد من خلالها الشاعر معرفة عدة أجوبة تتعلق بالعدل الإلهي والقدر وما كتبه الله للبشر وما شابه ذلك والله أعلم .

.حين تغرق الفراديس................... بقلم : هيام الشرع // العراق



نظراتٌ ...
بِمَحْضِ صُدْفَةٍ
تَفَيَّأَتْ ظِلالاً
في زاويةٍ منْ قَلبي ...
ارْتَوَتْ مِن خَمْرَةِ الحُبِّ
فَحَلَّقَتْ طيورُ الفؤادِ
كَأسْراب تُنْشِدُ
لَهْفَةَ الشوْقِ ...
منافِي سنينَ مُوْحِشَةٌ
انْحَسَرَتْ
انْتَزَعَتْها الذكرياتُ
وسَكَنَتْ تُخومَ عُبابِها
طيوفُ الحنينِ ...

تلكَ السهومُ الشرقيةُ
خَطَفَتْ رَجْفَةَ أنْفاسي
وَسَرَتْ بشراييني،
كسريانِ الماءِ العَذْبِ
بينَ صُخورِ الرواسي ...

نَقَشتُ بِدَغْدَغاتِ هَمْسِكَ
التي داعَبَتْ
بِشاشَةَ قلبي
على شجرةِ
الدِفْلَةِ المُورِقَةِ
خلفَ فناءِ دارِنا
حُلُمٌ خَجِلٌ ...!

كُلَّما غِبْتَ
عن ظلالِ حُبّي
يَكْتَسِحُ طَيْفُك اللّهِفُ
كُهوفي العميقةَ ...
فَيَتَرَدَّد صدى
نَغَمٍ ونَشْوةٍ ...
وحينَ تَهْتَزُّ
أوراقُ الدفلَةِ
بإعصارِ شوقي المُلْتَهِبِ
أَعْلَمُ أَنَّكَ تُفَكِّرُ بي ...؛
فَيَلُفُّني
بَعْدَ عَصْفِ الغيابِ
هدوءٌ مُدْقِعٌ
كما هدوءِ النهْرِ
حين يَلُفُّهُ الضبابُ
فَيَهْجَع ...

أُحِبُّكَ ... يا ويحَ قلبي
كمْ أَخْفَقْتُ في قولِها ..!!
وكُنْتُ أَتَلَهَّفُ لأَشُقَّ
السحابَ بها ...

هلْ تعْلم يا حبيبي
أنّكَ أوّلُ
رعشةِ حُبٍّ عذراء
في قلبي
وأنك نسيمُ
هفهافٍ على
ضفافِ أحلامي ...
رُبَّما تكون
قدري ...!
وَرُبَّما زورقٌ
حينَ تغرقُ الفراديسُ
وَيَهْرُبُ اسمي مني ..!


18/11/2016

رفـيـف بلــون الشـمـس ( قصة قصيرة )...................... بقلم : عادل المعموري // العراق


قضيتُ طفولتي في حالة انتباه دائم وحذر من كل شيء، تعلمتُ من أبويّ أن أنام بعين واحدة لئلا أؤخذ على حين غفلة ،
،فقدتُ أمي وأبي في حريق اندلعَ في شجرة سرو عملاقة ،كان سقوطي من العش كفيلاً بانقاذي من الحريق ،ولكني وقعتُ في يد صبيِِِ صغير ،هذا الذي كنتّ أتوجس منه ،إنه يمسكني بقسوة ويضغط على ريشي فيؤلمني جلدي الرقيق الذي نما عليه الزغب في جسدي الصغير .
الفتى الصغير كان يقضي معظم أوقاته معي ،يطعمني ويسقيني ويمسح على رأسي ويناغيني ثم يضعني في قفص صغير من سعف النخيل ،اطمئنان الصبي لعدم هروبي من القفص، جعله ينساني لساعات طويلة وهو يلعب مع أترابه ،يوما بعد يوم كبر جناحي،أشعرُ أنهما يستطيعان أن برفعاني في الفضاء ،الصبي لم يعد يهتم بي ،أحيانا يتركني يوما بأكمله دون أن يملأ آنية الماء الصغيرة التي تقبع في زاوية القفص ،قررتُ هذه المرة أن اتحين الفرصة للهروب في غفلة منه ، كنتُ أنظر إليه وأتمتع بمداعبته لأخوته داخل البيت.
،لم يكن يسمح لأي منهم بالإقتراب مني ،سمعتُ أخاه الكبير يهدده ،بأنه سيطلْقُني في الهواء لو لم يلتزم بأوامره إذا أرسله في حاجة ما وتمنّع عن الذهاب .يعد يومين جاءت الفرصة التي حلمتُ بها ،فقد امتدت يد أخيه الكبير نحوي وهو يتمتم غاضبا ،أخر جني بكفه الغاضبة ورماني في وجه السماء ،وجدتها فرصة لتقوية جناحيّ بتحريكمها كي أحافظ على إتزاني فيما لو سقطتُ على الارض أو أقع في فم قط جائع أو في كف صبي مشاكس ،
اليوم امتلكتّ حريتي كاملة فما أجمل الحرية وأنا أتنقّل من شجرة إلى شجرة وقد ارتبطتُ بصداقات مع أتراب لي، نطيرُ سوية ونلتقط الحب ودود الأرض، ونتمتع في أجواء الحدائق الجميلة وعبق الزهور المنتشرة، هنا أو هناك عند الأسوار وفي واجهات البيوت الفاخرة ،
كنا يوما نجتمع في ظلال أغصان توت ضخمة والليل يوشح بعتمته كل مكان، إلاّ من بصيص ضوء ينبعث من مصابيح نيون تغفو فوق أعمدة الكهرباء ،فجأة ودون سابق إنذار ارتمتْ فوقنا شبكة كبيرة أحاطت بأغصان وأوراق الشجرة .منّا من أفلتَ منها والبعض سقط فيها، كان من سوء حظي أن أكون مع من وقع في أسار الشبكة اللعينة ،دنا من الشجرة رجلان ..لملما أطراف الشبكة بطريقة هما يعرفانها ،ولم يفلت من تلك الحركة في جمع أطراف الشبكة سوى صديق لي كان متحفزا قبل حدوث الكارثة، كنّا مجموعة كبيرة من العصافير بعدد مهول ،لا أعرف كيف تم جمعهم بهذه السرعة .
في الطريق كان نصيبي أني تعرضت لمضايقات كثيرة من شدّة الزحام والتدافع داخل القفص الخشبي الكبير ،بتنا في أحد البيوت ليومين متتاليين عانينا فيها نحن الصغار من ظلم وجوربعضنا فقد حُرم الكثير منا من أخذ حصته من الطعام والشراب ،لم أستطع أن أجد الراحة.. إلاّ عندما وضعونا في قفص واسع يسع لخمسين عصفورا، فيه مكان واسع للقفز والطيران والتمسك بجوانب القفص وتسلق قطع ا لخشب البارزة في أركان القفص ،برغم وسع القفص الا أننا كنا نعاني من الغربة والوحشة لعدم العثور على أصدقاء لنا كنا نعرفهم ..في داخل القفص استطعتُ أن أتعرّف على صديقة جميلة ،كانت لا تحب تناول وجبتها إلاّ معي ،كانت مسرورة بوجودي وقد وعدتني أنها ستتزوجني لو حصلنا على حريتنا ،قلتُ لها أنك تطلبين المستحيل ،لن يفكوا أسرنا وسيذبحوننا ،لمَ لانتزوج في القفص؟ ..رفضت ذلك، ولجمالها ورشاقتها تعرّضتْ إلى مضايقات كثيرة من قبل أقران موتورين يريدون اغتصابها وكنت أدافع عنها بضراوة،
،لم أكن أعرف أن لي مقدرة على قهر أعدائي ممن هم في سنّّي، بتلك السهولة ، أمّا الكبار فلا أقتربُ منهم لأنهم معقّدون ،لم أشاهد أحدا منهم يبتسم أو يضحك، كان الحزن يسيطر عليهم تماما ..عند الصباح وجدنا أنفسنا في مكان ،يسمى (سوق الغزل )ببغداد,الناس بالعشرات يمرون بقرب قفصنا وأقفاص لبلابل وطيور زينة وببغاوات وحتى لكلاب صغيرة تملأ السوق منتشرة في كل مكان ،لم يكن يفترب منا أحد ،كانوا يشترون الطبور الجميلة ويتركوننا نجتر أحلامنا الماضية ،مرت ساعات طويلة ونحن ننظر عبر قضبا ن السجن إلى الناس وهم يدورون فرحين بطيورهم الجميلة واقفاصهم الملونة ، حتى أشرف السوق على الانتهاء ، فجأة وقف بالقرب من القفص، رجل كبير يرتدي بذلة عادية ،كان ينظر الينا بألم .. سمعته يتكلم مع الصبي صاحب القفص،طال الحديث بينهما ،حدّستُ أنه يساومه على شرائنا ،لم أكن واثقاً تمام الوثوق من شرائنا جميعا.. أو فرادى .. ربما سيكتفي بعصفورين فقط،
أنظارنا معلقة به وهو يتحدث مع الصبي ،فجاة أخرجَ من جيبه عملة ورقية حمراء وأنقدها للصبي ،ابتسم الصبي وأشار إلى الرجل بالموافقة ..رفع الرجل ذراعه وفتح باب القفص ومدّ أصابعه ليخرجنا منه.. لم نكن نصدق ما يحدث.. هذا الرجل الكريم أطلقَ العصافير القريبة من الباب في الهواء ،ثم سحب يده وانطلقنا نتزاحمُ على الخروج من الباب ا لضيّق وهربنا كلنا ،فرحين تملؤنا البهجة والفرح باطلاق سراحنا ونوال حريتنا ..فوق أسلاك الكهرباء للبناية المقابلة للسوق، توقفَ أقراني والبعض استمر طائرا غير مصدق لتلك المفاجأة، ظللتُ أبحث عن عصفورتي وسط الهياج والفوضى التي حدثت ،أصابني حزن كبير لعدم العثور عليها ،فكرتُ أن أعود ألى القفص للبحث عنها ،اقتربتُ من القفص أنظر بداخله والحيرة تلفني ،سمعتُ الصبي صاحب القفص يصيح بي هازئا:أهرب أيها الغبي قبل أن يصطادك غيري ..علوتُ بجناحي مجتازا أسلاك الكهرباء المتشابكة .. في خضم يأسي وحزني رأيتها ، هذه عصفورتي تقفُ على جدار العمارة المقابل ، ،كانت تنظر إليّ بغنج ، عندما رأتني ، أخذت تدورُ حول نفسها ، مستعرضةً جمالها ورشاقة جناحيها برقصة جميلة تؤسر القلوب وانطلقتُ نحوها بكل عنفواني .


نبوءة .................. بقلم : راسم إبراهيم العزاوي // العراق


حبيبتي
تأتي مثل النبوءة
وترحل مع نسائم الصباح
ترمي بمسامها دروب القناديل
لأمسح عن عينيها
ذاك العناء
تخرج بين كل الناس
لتقول لي:
اقترب وكن أغنية لنا
تغازل الطيور وقتا
وأخرى
لتصدح أنفاسها
حمائم المساء
حبيبتي لم تزل
اجمل نساء
السماء




نُصوصٌ عائمة .................. بقلم : نبيل طالب علي الشرع // العراق





1.
جَفاف

........
مِن مَنطقةِ الحَنيِن
سارَت بِي شَوارعُ الصَبر
اتَسولُ بَسماتِ الشَوق
فَقط سَكائرِي
تُكلمُنِي عَن دُخانِ الوَحشة
أَشنقُ أَناملِي بِقبَضتِها
أَسلاكُ الشُرود
لَم تُمزقُها رائحةُ صَوتك
أَمامَ شاشةَ الفِراغ
أَأندبُ مَثابةَ المَوعد
بِلا أَغطيةٍ وَبرٌ يَطيِر
مِن ظِهرِ الحُلم المُترب
عَجزتُ عِن الغَزل
بَعدَ أَحتراق المَسرات
لا أَتنهدُ لأَنَ السَريرَ جاف

2. تَساؤل
ها أَنا
أَعَيشُ غِيابَك
أَتَحدثُ مَع النَسماتِ الفَقيِرة
أَمزجُ فَراشاتِ الرِقة مَع دُموعِ الصَبر
أَحملُ دَفاترَ المَطرعلى ضِهر شَوقي
أَتَلظى عَطشاً لَليلٍ كُنتِ فيِهِ أَنفاسِي
أُمسكُ أَناملَ الدَهشةَ بِكفِ الحِيرة
أَقُولُها كَلمةَ الهِيام فَيرتدُ الصَدى مَجروحاً خائفاً مِثلِي مِني
أَنظرُ أَمامِي وتراً مَقطوعاً لا يُصلحُه اليَومَ ولاغَداً غيرُ شمّةِ ندى
أَرتَشفُها قَصيدة
أَحكِي لَها مَعنى الوَحدة أَينَ أَنت ؟؟؟
أَسأَلُ مَن عَنك ؟؟؟

3. ثأَر
أَينَعَت شَذراتُ صَوتِي ,
بَها أَمزجُ وَقرَ الضَوء كَلماتِ الصُراخ ,
طاقٌ فَوقَ طاق مَشاويرُ وَجهِي
الى فَزعِ الدَليِل ,
كَلميِني عَنِي يا جَناحِيَ ,
أَطربِي جَلساتِ هَوسِي
فَأَنا غارقٌ ثَملٌ فِي حانةِ أَنيقِة
مَكتوبٌ عَلى بابِها سرٌ
يَقرأهُ فَقط قَلبُ قَمرِك ,
وَطنِي يُؤلُمنَِي لَكن لا أُؤَلِّمُ وَطنِي ,
لَيسَ لِيَ فِيهِ غَيرُكُ فَرَحا ,
أَبحَثُ عَن مُختارٍ يَثأرُ لِيَ مِن صَمتِك ..

  2016