أبحث عن موضوع

الخميس، 1 مارس 2018

ســيــل ................. بقلم : أحمد بياض / المملكة المغربية


شجرة قمح وثريا ؛وليالي الشموع على رموش الجفون.
يحمل وصايا البرق المشتعلة ؛ يقتل الظمأ.
وهلال الجوع على عرش الأكواخ بلحن غزارة الوجود.
للبقاء طعم الإبادة في ليل مشتعل والفجر يتيم البلوغ.......

براكين الشوق .............. بقلم : قاسم عيدو // العراق




مامون أنفق أمواله *
في عشق النساء
ونامَ في حضن السماءِ
غداً أيها الإله
سألتحقُ بكَ
أكمل ما تركتهُ
غداً ! سأكون قيس ليلى
أفجر كل براكين الشوق
في قلبي
غداً سأبدأ
رحلتي
إلى قلب النساء
فعيناي جائعتان
من نظرات الحبّ
يا سيدي
وكأني انتظر يسوع
في غياهب ليلةٍ
وكأني جنينٌ
أنتظر ولادتي
غداً يا سيدي
سنتأرجح بحضور الملائكة
في عالم النساء
يا سيدي
وصديق فينوس
لم نعد نضع
على رؤوس الأنبياء
تاجاً من الأشواكِ*
يا مولاي ما أجمل الغد
وأبعده عني
كأنه عودة حفصة *
من القبور المتناثرة
وا حسرتاه
على غدٍ
ربما غدا
بلا عودة
وا حسرتاه
يا سيدي
عيون القلبِ
اصابها العمى
في هذه العتمة
رفقاً بي يا ليلتي
أمضي سريعة
قبل أن يغدو غدي
إلى مجهولٍ
أخاف .. أن أخاف
أن يؤوب لي دهر
قبل أن تمضي قافلتي
طويلة .. مريرة .. مؤلمة
هذه الليلة
نامت نجوم السماء
عاد السياب إلى جيكور
أستيقظ النهر من حلمه
ولا زال الليل ساهد معي
يعزف ألحان بقائه
على وتر قلبي المنتظر
فيا سيدي وإلهي
متى غدي ؟

جاء الغد
وهو يحضن جبريل*
في يديهما كفني
وشهادة قبرٍ
مكتوبة عليها أسمي
أي غدٍ هذا
حرمني من عالم النساء
وزرع فجره
خنجرٌ في خاصرتي
فمن الذي يبكي
ومن يستجيب دعاء عاشق
في فجر موته
فيحمل كفنه
ويبكي على قبره
قبل موته
من يا تُرى ؟
سيزرع الورود على قبره
ويقول للناس
مات وهو منتظر
عشق النساء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 مامون :اله المال
2 فينوس : الهة الجمال
3 البسوا مسيح تاجا من الاشواك سخرية به .
4 حفصة : عذراء من الموصل صلبوها ومثلوا بها .
5 جبريل : ملاك الموت

هذيان من حمّى الحرب .................. بقلم : نصيف الشمري // العراق


زامنتْ حياتي حربَ الإنقاذِ التي خسرتْ جبروتَها أمام هلع الأطفالِ وصرخة المدنِ المحروقةِ. الحُلم لم يبلغ نشوةَ حبّه. بدأت بترتيب أحلامي على بداية حربٍ لخيباتِ أملٍ حين ادركتُ أنَّ الانسانَ غايةُ الغاياتِ في أن يكون الخاسر. صار عمري حربين وبعضا من حربٍ باردة. تعلّمتُ منها ومن رهان العلماء أنّ حياتنا ستعود لعصورٍ فيها ورق الأشجار أفضل من خيوط القز. احتفظت بحصاتين، لأقدحهما شراراً أشعل نار الأولمب. أذكر أنّي قرأتُ في حروب التحرير على جنح فراشة ومضة الضياع، وما النصر الا خسارة انسان حلُمَ يوما بمدينةِ حُبٍ خارج أسوار الحرية.

نواعير الشوق................. بقلم : أحمد خلف نشمي // العراق



نواعير الشوق


تدلي دلوها في الذكريات


تبحث في سراديب الهيام

عن تلك النظرات

وتأخذني رويدا

الى المشهد الاخير

فيضيق المكان

وتنزفني الجدران

وتشدني من وادي الصمت

صيحة

تقرب الخطوات

توقظ في ازقة الغياب

اماني محنطة في غرف الانتظار

من قال قد نالني النسيان

مازالت نواعير الشوق

تذرف وجدا

بين شقوق ارضي المتعطشه

وان جفت سماء اللقاء


تنور الجدة ................... بقلم : بهاء الطائي // العراق


لافرق
ان تكون غارقا في
حضن غانية لايهمها
ازيز رصاص ينطلق
من باحة مدينة الملاهي
او
ترتب قصيدة بطعم اللوز
إرضاء لخائنة مسها
غرور مد بحر جمال جسدها ...
الأمر سيان
حاول ان تحبس قلبك
بين اضلع الياس
هاجر ودقيق عمرك
الى تنور الجدة
إحمل ماجمعت من صور الإناث
والعجائز الحالمات بارتداء اللون القرمزي
لنصف ساعة ....
أحرق حضنك
والذكريات في قفزة واحدة

زهرة من عدم.................... بقلم : هديل معتوق الشمري // العراق


أتوضأ بماء عينيك
أسعف القلب السقيم
أحجار التمائم تشظت
تذرف الدمع النجيع
هراء يدب في عروق الغفلة
للوجع لسان كليل
يوخز جسد الصمت
تداعب الريح حلمات الضجر
يلوك العفص نفسه
نفخ العطش في روح فينوس
أولَدها زهرة من
عدم.



متعب أنا .................... بقلم : سليمان الهواري / المغرب



والله أتعبني قلبي

وأتعبني وطني أكثر ،

اي المرافئ

تستوعب جموح قلب

متوحش

لا يعرف الهدوء ؟

من يخرس صهيل قلب

ولد من جمر بركان ؟

أنا الذي

تسكن المعابر أوردتي

اي امراة

تتسع ضفافها لألف ثورة

من تعشق شاعرا

يخيط من الماء جدران مدينة

و من عينيها

يصوغ أبجديات دستور العشاق

من تعشق رجلا

ليس لغيرته حدود

سوى اللعب على حافة النار ؟

أنا المقسم كما الوطن

على أرصفة المطارات ،

اي حدود تلم شتات نبي

أي امراة

تشعل كثبان الجليد

شرارات من لذة و جحيم ؟

سواك أنت

يا أنثى البراكين

اي امرة انت

كي تعشقي رجلا

يبني امبراطورية

من الف سنة

و بضربة جنون

يطيحها على راسه

ثم يعود الى براريه ،

حيث الله

و النهر

و الماء

و اجراس المعابد ..

حيث اسراب الفراشات ،

حيث ممالك الحرية

و الغجر ..

أنا الهارب مني

أي بحر

يحضن عجاج رجل

لا يعرف الاستكانة ؟

والله تعبت مني

فمن يعيدني الي

يا ذات الله

الساكنة عيون حبيبتي ..

ألهميني صبرا ،

ألهميني عشقا ..



*** ديوان : حب .. صهيل ووطن ***

أوديسيوس................ بقلم : محمد الزهراوي ابو نوفل / المغرب


هذا أنا..
إنّهُ أوديسيوس
وهوَ قادِمٌ يطْرُدُ
عنْ بابكِ هؤُلاء
المُتطفِّلين الغُزاة !
مُقْبِل إلَيْكِ..عبْرَ
الطّريق إلى إيثاكا
جذّاباً كَسَرْوَةٍ..
كما ترى الزّرْقاءُ.
يأتي أكْثرَ وُعوداً
أبْهى مِنْ سيقان
النِّساءِ ويُهْدي
لِعُرْسِكِ قُرْطُبَة !
قادِمٌ مِثْلَ مَطَرٍ..
ياتـِي وظِلُّهُ سَيِّدٌ.
ياتـيك فوْق جوادِ
اللّهْفَةِ ووَجْههُ
أجْملُ مِن فتى
الأُسْطورَةِ فِـي
كوْكَبَةِ خُيولٍ بيض!
إنّهُ عاشِقُكِ الكوْنِـيُّ..
الجَنوبِيّ الخجول!
ويشْتَهيكِ في مدى
الوطَنِ حيْثُ يُقاسِمَكِ
الوجعَ ويُضاجِعكِ ..
دونَ سريرٍ في..
غابَةِ ياسَمين !!
حيْثُ لا يمَلُّكِ ..لنْ
يغادِر الوطَن ثانِيَةً
وعنْكِ لا يرْحَل!



ومضة ..................... بقلم : دريد اليعقوبي // العراق



قلبي مد جذورهُ بكل الاتجاهات يبحث عن الحب ليورق

وحين أمسكتِ بهِ امتصصت كل ما لديه كنت أشدَ عطشاً

عاد هارباً يجر جذره

لكن بماذا يورق نسي روحه لديكِ

مَـــــــــن أنـــــــــــتَ ................... بقلم : ابو منتظر السماوي // العراق


قُــــم واسقني كأس المنى / لا تسقنــــــي بنت العنبْ


فرضاب ثغركَ لــــي هَنا / لا تعتقــــد فيـــــه الإرَبْ

بهلال وجهــــــــك والسنا / تحلـــو الأغاني والطربْ

أوتار قلبـــــــــي شاركت /// أوتارَ فــــــــــــــــــــي قيثاري

إن أحتفيــــــــك بذي الثَنا / جُـــــــدْ أنتَ في إيصالي

أضحيــــــتَ نوراً بَيّنـــــا / يا كعبــــــــــــــة الآمال

وعلـــــــــى الفؤاد مهيمنا / رفقاً بـــــــــــــه يا غالي

آلاء حبــــــــــــكََ عانقَتْ /// روحـــــــــــــــــي وذا إيثاري

إن جَــــــــــــدّ عذالٌ بنا / فاسرج معي خيل الوغى

أو سِـــــــرب وحشٍ أمّنا / فأنا أكــــــــــون المبتغى

سأريـــــــــــه أفنان العنا / وإن استطال ولـــــي بغا

فلـــــــه الأسنّة ناشدَتْ /// وأُريـــــــــــــــــه ما إصراري

مَــــن أنتَ قلتَ : وذا أنا / من ذاب وجداً مضطهد

هــــــــذا فـــــؤادي معلناً / وبــــــــــه الغرام قد اتقد

انت الحبيب ومــــن جنى / رُتــــب الهيام بها انسعد

ولـــــه حواسي عاهدتْ /// يا مطفئاً لــــــــــــــــــي ناري

سُرِقت.. ولا أعرف كيف..!!!! ............... بقلم : سمرا عنجريني / سورية


أن نفترق ..!!!!

تترك صور الحنين تحترق

تدور حول نفسك

لاتعرفها...وتبتهج

أن يداعبك الوقت ..

تضحك عليك ساعات اليوم

الماضي يعانقك رشداً

تُسْرَقُ ياسيدي

أجزاءُ منك تنشطر

هو ..قلب

هو قلم

هي سماء وأرض

و. بحر ينفلق

ماكنتَ يا أنا ...تنتظر

أن نبتعد..!!!!؟ ؟

أن تترك ألمك شرخاً

وتعيد الكَّرة دهراً

لا..تتعظ..!!!

ترنو إلى خصر الغياب

عيناك مكحلتان بسواد الغباء

شِعْرَكَ شلال شمس

يتلاعب هامساً

أهدابك مظلة عطر

تتقطر على جسدك

صراخاً..صمتاً

ليلاً..نهاراً...

لن..نختلف..!!!

أتستمع إلى "سوناتا ضوء القمر "

أتتنهد مثلي من ضجر

ّتشرب قهوتك بلمح البصر

تلقي التحية سيدي بالمختصر

ترى أحلامك في القعر

تحاور كلك

وكلك يحاورك بجنون القدر

تسأل نبضك

يرد عليك الصدى

لا..انشقاق عن خيالك

فتضطهده غدراً

أن نضيع..!!!!

نشم رحيق القراءة

لا..نرتعش

تجرحنا الصفحات

تمزقنا السطور

لحظات سعادة نختلس

إن افترقنا..

أو ابتعدنا

أو دخلنا متاهة البحر

لن نفترق..!!!

سيبقى القنديل

معلقا في الكوخ القديم

لاينطفئ

سُرِقت ياسيدي

لم اعرف كيف ...!!!!!

أجزم فقط بفوضى حواسي

بكبرياء أنوثتي

بقناع سقط عن مخيلتي

وأنا ألملم أعذاراً باهتة

أدفنها ..لأبقي باباً بيننا

لاينغلق..!!!

نذرت للعذراء أيقونة

زينتها بأنشودة

طيفك تأرجح

على صدري طويلاً

أهديتني إهمالاً

لاينضب..!!!!!

تركتني سيدي

أتارجح على مشجب

لتبقى أشلائي تشتاق

قرين السمرررر

خذها مني نصيحة

لاتزرع بذرة الغضب

قرّب المسافات صهيلاً

ذنب على عنق الهدى

بات عقيماً

أعد ذاك اللجام

عد حليماً

أو اكتب قصة جديدة

عنوانها...كن لئيماً

و..استرح...!!!!




24/2/2018

اسطنبول



كَلِمَات صَغِيْرَة ................... بقلم : ياسر حماد / فلسطين



إمي
عم نحلم
نكبر يا إمي
ولساتنا ما لعبنا
بكل الألعاب إلي
اشتراهم أبوي
بالعيد !
...
إمي
شو صار فينا
بعد ما عيدونا
أهلنا إلي ساكنين
بعد النهر
بصاروخ كبير !
...
إمي
أنا جوعان
عم أناديك تعمليلي
خبزه بالزيت والزعتر
قبل ما أنام !
...
إمي
ليه ما عم تردي
علي !
...
أسكت يا خوي
إمي ماتت
واحنا كمان
ميتين ؟!!

ومضتان................. بقلم : لطيف الشمسي // العراق




الروح...
مازلت تجمع 
الأغصان
اليابسة
حتى تضرم
النار
في قلبي.


*******

أنا....
حفنة من الرماد
بعثريها بأصابعك
حتى تشتعل
جذوة جنوني
الخامدة..

هواجس ................. بقلم : خالدية أبو رومي عويس / فلسطين



إذاً هو ليل يتكرر وهذيان يسيطر على عقلي
ألم فظيع يلتف حول خاصرتي يكاد يقتلني
يمتد إلى ما تبقى من جسدي يرديه طريحا دونما حراك
عقلي توقف عن التفكير وبدأت الهواجس تطبق على أنفاسي
ويحي ماذا حدث شيطانة
غزلت خيوطها لتطيح بحلمي الوحيد ألذي باشر على الولاده
نعم هي حروف إسمها هناك
تكاد تفقدني صوابي
قارب الوقت على الإنتهاء عقارب الزمن تدور لتقطع النور
وضميري جاثم هناك يتابع ردوده
على أهازيج المارين على الطرقات
بكلمات تكاد تقتل ما تبقى من خلايا أفكاري
أين أنا من ذلك الحوار الممتد هناك على شرفات قبري

هنا...هناك ................ بقلم : زكية محمد / المملكة المغربية



هنا...هناك ....
حيت الزمرد والياسمين يتربعان عروشا واهية
تصافح النار باصابع من ثلج ...
ابتسامتها المذبوحة شمعة تؤجج لوعة الشجن.
تروي حكايات ساحرة عن طرق الحرير والعاج ....
الايادي المخدرة تصفق بحرارة لبوق من ابواب المدينة.
أسوارها الابية لازالت تحتفظ بندوب التاريخ .
يغزو قوس قزح ازقتها الضيقة ليوقظ دندنة العود العاشق واهات الناي السامق.
كانت ولا تزال ترحب بالعصافير اللاجئة.
...وهاهي اليوم ترحب بغرابيب سود وكأنها نسيت قصائد العتمة المعلقة على أسوار ذاكرتها المتسامحة.
على أسوارمدينتي قصائد معلقة.

أمنيات_عاشقة.................... بقلم : اميرة ابراهيم / سوريا


كأني على موعد مع العذاب...أمشي في حكايات الخيال...

أتلمس السماء في لوحاتي المعلقة على الجدران الباردة...


وآلاف الزفرات داخل صدري...

أجلس قرب نافذة كللّها غيث منهمر...وبخار أنفاسي يعانق القطرات...

حروف ترتسم على صفحاتي...تصدح مثل أطيار على غصن المدى...

أو أشرعة مراكب في دم الكلمات....تبحر وتبحر...تبحث عن شواطئ الأمان...وغصات
تحرقني...وبعاد يشتتني...

كم أود أن ألتقيك...أدخل في محرابك...

أبعد عيون الليل التي ترقبني...أمسك بيدك ولاأفارقك...

نجتاز جسور الفجر لنصل إلى الضياء...

هناك فقط...نحقق حلمنا...نتحدث عن فنون العشق...

هناك فقط..تراني سعيدة فتمنحني بعض ماء...وزوادة حنان...

هناك فقط...يرتاح بحري وأغرق على شاطئك...

أنا وأنت ونبض يجمعنا....


لو أعلنُ إفلاسي ................ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق



خلف الأبوابِ والأفقِ البعيد

أنتَ الظاهرُ كالكوكبِ الفريدِ في هالتهِ ،

شفيفٌ ، رقيقٌ ،

تمرُّ صورتكَ

تحملُ رفيفَ العبورِ

الى أحداقِ العيون ،

أنتَ المنتشرُ كالبذورِ

بين ثنايا الترابِ

المحتوي على منابعِ الحياة ،

أنتَ الجوفُ العميقُ في مياهي عندما تبحرُ ضآلتي إليكَ ،

يتسربُ منكَ الدفءُ كشعلةٍ أزليةٍ

إلى أوردةِ الوعودِ وعروقِ الشوق ،

تتساقطُ حولَكَ الأشياءُ

جراءَ غيثِ الرجاءِ من سحبِ الهيام ،

سنبلةٌ تتنازلُ عن آخرَ حبةِ قمحٍ لأرضِ الصفا

والباقي في كرياتِ النزيفِ وراءَ أشواطِ السعي ،

يا منْ ترتبُ النبضاتِ

على وقعِ سكونِ الأضلاع التي تلتفُ حولَ العشقِ ،

يجبرني الفضولٰ

أن أتلوكَ كالبيانِ الأولِ في الثوراتِ

وبسملةِ لقمةِ الهناءِ

في فمِ فاغرٍ

يستبيحُ ذبحَ الجوعِ بشظايا العطشِ ،

يا جامعَ أشلائي

ومقسّم أيامي على لحظاتِ وجودكَ وقت الضنكِ ،

يا أولَ جدولٍ عرفتهُ حساباتي

لأعرفَ نفسي كم أنا … ما أنا … متى كنتُ أنا …

أقسمُ عليكَ بالآتي من محرابِكَ ،

بأصنامكَ المعبودةِ من جهلي ، بقداستكَ العاليةِ من دخاني ،

بآياتكَ التي يتلوها

صمتي الغابرُ في وديانِ الوجدانِ ،

لو أعلنُ إفلاسي

هل عندي فكرةٌ ، قلمُ وأنتَ كلّ عنوان ؟…


البصرة / ٢٥-٢-٢٠١٨

يسائلني حرف .................. بقلم : سوسن رحروح / سوريا




يسائلني حرف


مر من هنا

حيث تستوطنين

أين تجوز الصلاة

اذا كان محراب عينيك بعيدا 

عن همس قصائدي

وكم سجودا يحق لقلبي

اذا ما أتم الصلاة بين يديك

وهل استطيع التيمم

بعطر لقاك

اذا ماجف نبع انتظاري

سؤال يدور على شفتي

حين تمر الريح صوب السهوب

تكنس غبار السنين

وتفتح باب المجرة

اين تكونين؟

حين ينهمر الزمن قتيلا

في وطن العاشقين

وكيف تمرين على ضفة وجعي

المنتشر كالصقيع

ولا تلقين رداء دفئك

على كبدي

كل الفصول باردة

ونورس الحلم يغرس جناحيه

في غيمة اغتيلت

فسقطت

في البحر قاحلة

الا من دمها المستباح

بم' اتدثر ؟

وانا الهائمة

على وتر

والشجر هناك يبيع ظله

لبائع الصمت

لا ظل لي

فقدتني الخيام المشبعة

بليل التشرد

والانهيار

بم' اقتات سيدتي ؟

وزنزانة الحقد

تصلبني

دمي ليس دمي

وصلاتي مبتورة

ضجيج الموت يحرق وجهي

وانت هناك!

افتحي باب نهر الراين

كي أجيء اليك

انهار الوطن

استقالت

وخبأت اثداءها

في كهوف الغربة

وشجرة النارنج اليتيمة

عند بركة الماء

في دمشق الحزينة

سرقوا رحمها

وكل اجنتها

ورموها بالزنا

رجموا طهرها بالموت

تركوها عارية

في اتون النار

الى اين نمضي ؟

ترى

هل استطيع ان اتم صلاتي

بين يديك ؟


أسميتُكِ ................. بقلم : يحيى السداوي // العراق



أسميتكِ الغريبةُالأطوارْ


أسميتكِ المجنونةُالأفكارْ

يا كلَّما قرَّبتُ منكِ طرفاً

يزدادُ مِنِّي بعدكِ

إن غبتُ عنكِ ليلةً

تبكينَ لي كفاقدٍ

أو تلعنينَ حظَّكِ

وأنتِ في إنهيارْ

حَبيبتي لاتَزعلي لاتَصرُخي

إبتسمي لي إنَّني مُمَزَّقٌ


مُحترِقٌ والقلبُ فيَّ نارْ

وَ ثورةُ الحبِّ الَّتي تَجمعُنا

كَيومِ ريحٍ عاصفٍ يُنثِّرُ الغُبارْ

أسميتكِ العجيبةُ

أسميتكِ الصَّافيةُ

تُخبئينَ مُعظمَ الأسرارْ

إذ تستباحُ بَسمتي بِصمتكِ

الصَّارخُ في اللقاءْ

عُذراً إذا أزعجتكِ فإنَّني

أبدو كَطفلٍ بارحٍ لا أعرفُ الأجواءْ

قَريبُ عَهدٍ بالهوَى

فَليسَ لي تجربةٌ بالعشقِ والنِّساءْ

مَكسورةٌ أجنحتي كَطائرٍ

ليسَ لديهِ حيلةٌ

يُحاولُ التَحليقَ في السَّماءْ

يَحلمُ لمسَ نَجمةٍ مُشعَّةٍ

كَنجمةِ الصباحِ

أو نَجمةِ الغروبِ في المساءْ

أحلمُ لمسَ وجهكِ حَبيبتي

مَاءٌ شُجيراتٌ ثَمرْ حَبيبتي

أسميتكِ المْلهمةُ

أسميتكِ الفَاتنةُ

ياطِفلةً صَغيرةً في مُدنِ العَجائبْ

وَحيدةٌ وَ غُصنُ ماسٍ

في ذهبٍ لجيدكِ يُناسبْ

لِخصرِكِ تَذابلُ الحريرْ

وَرقَّةُ الشَّذى

و قوَّةُ الرياحِ في المراكبْ

أُحبكِ كَعابدٍ

لألفِ عامٍ راكعٍ وساجدٍ

ويمقتُ الرَّجعيّةَ

ويعشقُ التقريبَ

في الأديانِ والمذاهبْ

ْ
أحبكِ وضعتُ فيكِ تَائهاً

أناغمُ الهُدوءَ في الأسحارْ

وأذكُرُ الآلامَ والجروحَ

وقسوةَالآراءِ

وأكتبُ الأشعارْ

وأدخلُ الحربَ الَّتي تَشُدَّني

لبحرِ عينيكِ الَّتي أذهلنَني

ثُمَّ أعودُ خائباً حَبيبتي

وَخاسراً منكِ بلا أنتصارْ

وينتهي الشجارْ

ببسمةٍ وقبلةٍ ونسدلُ الستارْ

ونسدل الستاااااااااااااااااااارْ

أياك حسبي ...................... بقلم : عماد الصكار// العراق


أياك .. حسبي فاذعني .. يا سارا

فالقلب .. صب يصطلي .. أوارا

من فرط .. وجد قد غدا .. سقيما"

ثم .. استحال شاحبا" .. أطوارا

والعين .. أبلت في الهوى .. مسيلا"

من .. وارف الدمع هوى .. مدرارا

ما .. جن ليلي و انقضى .. سريعا"

ألا .. و طرفي هازلا" .. وتارا

أمضي .. نهاري مطرقا" .. حزينا"

و النوم .. من وجدي طوى .. أعذارا

يا ليت .. شعري و الكرى .. بعيد

أمسى .. حصينا" واعتلى .. أسوارا

كم .. مخبت يطوي الدجى .. حسيبا"

ثم .. انزوى بين الربى .. أسحارا

ما .. أهون القلب الذي .. تداعى

من بعد .. حب قد خلا .. جبارا

ثم .. انتهى رغم الوفا .. صريعا"

وا .. بؤس قلب يأتلي .. أوزارا

رحماك .. ربي من لظى .. حبيب

كالنار .. ألقت وابلا" .. سجارا

في .. رجمها جمر القذا .. سعير

لم .. تبق ظلا" وارفا" .. مطارا

هذا .. بياني فاسمعي .. مليا"

صدق .. الجوا بين الحشا .. كبارا

لم .. أنس حبا" جامعا" .. وعهدا "

قد .. كان حقا" جامعا" .. أقدارا

أياك .. حسبي لا أطيق .. بعدا"

لوما .. اصطباري زادني .. أقرارا

عودي .. كما كان الهوى .. كثيبا"

بحرا" .. مديدا" سابرا" .. أغوارا

انتظرني..................... بقلم : بقلم جبار هادي الطائي // العراق




* الى صديقي الذي غادرني موتاً
...........................................

في طريقي الى ليلِكَ المُبهَمِ
لَمحتُكَ مُتّكئاً على جدارِ نجمةٍ
حزيناً كنتَ - يا صاحبي -
تُمرِّرُ عينيكَ نحوي
تُحدِّقُ في الّلانهاياتِ
انتظرني
لم يعُدْ يفصلُني عنكَ
سوى نجمتينِ
وَ نهرٍ من زجاجٍ مُعتمِ
...
....
.....
خذْ مرآتكَ - الآنَ -
حدِّقْ
أ تراني ؟
أمضي الى الّلانهاياتِ التي تحدِّقُ نحوها
لم يَعُدْ يفصلُني عنكَ
سوى نجمةٍ
وَ بعضٍ من الجوى العَلقمِ
...
....
.....
ها أنذا
أطرقُ بابكَ - الآنَ -
أ تسمعني ؟
أتيتُ على موعدِنا
يسبقُني اليكَ ظلّي
وَ بعضٌ من خيالكَ العندَمِ

مـعزوفـــــــــــة....***! ....................... بقلم : وليد جاسم الزبيدي // العراق


أصابعُها ترفرفُ فوقَ
مفاتيحِ البيانو..
رأسُها ينحني لبدء قبلةٍ
مع ورقةِ النوتةِ
جسدُها يميسُ معَ
أضواءِ المسرح
تنفخُ في آذانِنا حياةً
لقصّةِ حبّ..
تنهمرُ شلاّلاً في أجسادنا
نسبحُ داخلَ القاعةِ
تتعرّى خيالاتُنا نُضجاً
تُفصحُ عن اكتمالِ
عذريةِ الدورةِ
ما زالتْ أناملُها تفتحُ
أزرارَ قمصانِنا
وتداعبُ شعرنا،
فيرقصُ الجنونُ في أرجلنا
ويجلسُ في آخرِ كرسيّ
"بيتهوفن" مبتهجاً..!



عزاء آخر..................... بقلم : عماد عبد الملك الدليمي // العراق



في عراء الرغبة
سأبني مملكة
للحب
اللمسة توقظ
حسي
نامي حبيبتي
في حلمي
كي أغفو في
عينيك
سأخرج من
قبري
لأقيم عزاء آخر
فالحب... الحب
صراخ لايبدأه
ولا يتقنه
إلا الأطفال









أغصان ُ حسنُك................. بقلم : صادق العقابي // العراق


.أغصان ُ حسنُك ِبالأزهار ِ مثقلة ٌ

وابيض ُ الورد ِفي الخدين ِيضحك ُ لي

.

مراكب ُ الشوق ِ في العينين ِتفضحني

كأنّ َ رسمك ِفي الأحداق ِ والمقل ِ
.

هذي حروفك ِ كم امسيت ُ أُدمِنُها

أ ُعتّقُ الحب َ في شعر ٍ وفي غزل ِ

.

أحبّ ُأسمَك ِ أعواما ً أردِدَه ُ

فيزهِر ُ الحرف ُ أشعارا ً على مَهَل ِ

.

يا شهقة الشعرِ في بستان ِ قافيتي

يا روعة َ الحب ِفي قولي وفي جُمَلي


الإخاء العزيز .................. بقلم : زيد الطهراوي / الاردن




من أنت حتى ترتقي لتواضعي
و تفيض من فيضي بهمس أمثل


ماذا أتى بك و العيون تحجرت
لا رمش بشر بالإخاء المقبل

كل الطيور تسيح في هجرانها
لم تلتفت لما هتفت: تمهلي

أيجيء منها بعد لأي طائر
يجتاح ليل الكون بالصبح الجلي

عذري بأني كنت أبني للإخاء
امام كل الناس أبهى منزل

فإذا بهم بستهزؤون بعشنا
و يسارعون لغربة كالفيصل

فإذا بقلبي هائم مثل الرياح
مطوف فوق البناء الأول

ان الإخاء هو الصفاء فما لهم
يستأهلون شراك غدر معضل

أقبل فديتك ان قلبي لم يزل
يصغي و قلبك منشد كالبلبل

. أتَذكُر ؟................ بقلم : رائد محمد // العراق



أتَذكُر ؟
حين المنعطف
يحجب الضوء ،
ويهدئ خفقة الإلتفات ،
وحصى الطريق
تقلق أذن الواش
وهمس الشوق
يربك صمت العصافير
أتَذكُر ؟
أني لا أفقهُ
لونَ عينيك

العيد .............. بقلم : وسام السقا // العراق



للحب عيد، للعشق عيد، وللخدود النضرة عيد، وعيون ساحرة تصطاد الجمال في بحور العيد، وشفاهٌ باسمة تحضن القُبل، ذلك أجمل من العيد، وتنبض القلوب ويرقص الحب في لقاء العيد، فبدون ربيع، وبدون عطر، وزهرة تجمل محياه لا يحتسب ذلك عيد، لان العيد ضحكة حقيقية، لقاء بحب، قلوب بعطاء مفعمة.

صرخة ...................... بقلم : كاظم الماهود // العراق



حبيبي
صرختي بوجه
مرايا فقدك
تنعكس إبتسامة

********

دعوات الثكالى
صرخات زلزلت
العرش ألألهي
وما حركت عروشهم
قيد أنملة

***********

لا تنشز
على مقامات الصراخ
بقهقهاتك المفتعلة

***********

لجمت ألكبرياء فمي
دوٌت ألصرخة
بداخلي أوجاعا
فجرها مشرط الجراح


أغنية .................. بقلم : عبد العزيز الحيدر // العراق



أية حيوانات قابعة في هذه الرياح
لم نشرب منذ زمن بعيد من هذا النبع الخرافي...وهذا الهمس لأغاني الهمس
سماؤنا التي أستندنا أليها
فتحت ذراعين من بهجة زرقاء
كان نشيدا طافحا بالمسرات
وإنتظاراتنا تعالت....
طائرات من ورق ملون
أيدي لدنة...وأقدام حافية
تتراقص
أي نشيد يتدلى من الصفاء والزرقة
ألقينا جثثنا في المياه الباردة
رقصت الأسماك في أحضاننا
كنا نسحب الأشعة الذهبية إلى ألقاع الصديق
نداء خفي يدعوا السطح .....إلى وليمة القاع
كائناتها الطائرة... كانت تحلق وتغطس بإيقاعات طربه
أما نحن سكان القوارب الخشبية
فقد تركنا المجاديف ..ونزعنا أيدينا من الشباك المغنية
ممتلئين ببهجة الوصول إلى المواني الملونة
الرمل والحصى والمحار والزبد المتراقص... آلات عزف تتناغم مع الغيوم والأمواج
ونحن قلوب تسير على مياه رقراقة
تسير بنا إلى أرصفة الميناء
الأرصفة الخشبية العطرة

همسات وطن حائرة .................... بقلم : هدى العلي // العراق



حبيبي ....
لم اقلها قبلا ....
ولن تقال الا لك .
انا نخلتك اسقيتني
من عذب فراتك ...
اسمعتك عذب الغناء
وأنا اهز مهد ابنائك .
كم جلت ..ورحلت...
وابتعدت عن عطر
ترابك ......
لم اهتدي في ظلمتي
وعتمتي الا لدربك ..
لن تنطفيء جذوة
عشقي يوما .....
ياوطني وسكني
وولائي لم ..ولن
يكن الا لك .....
ياسيدي العراق !!!!

العفش _ ق. ق .................... بقلم : عادل نايف البعيني / سوريا


ماذا كنتَ تنتظر أكثر من ذلك، لقد فرشْتَ طريقك بالنّعم، و خاتلت نفسك وأنت تتصوّر الجنة بين أحضانها، ظننت أنك ملكت الدنيا وأنت تحادثها بأصابعك على أزرار الكيبورد، ولكم كنت سعيدًا عندما عرفت بأنها تعيش في المكان ذاته الذي تخطط للسفر إليه، أفرخ الفرح في عينيك، ورقصتْ فراشات الهوى على سراجهما كي تحترق حبًّا بِكَ. أتذكرُ عندما سألك أبوك:"من استقبلك في المطار؟" رحت تراوغ كفأر أمام ثعبان، حتى إذا أفلس منك أسرّت له أمُّك بالسرّ قائلة:"استقبلته تلك البلغارية التي تعرّف عليها على الإنترنت". لَم تجرؤْ أنتَ على إخباره تركتَ الأمر لوالدتك تتحمّل بئس المصير، والآن أين هي بلغاريتك التي أبعدتك عن أحب الناس إليك، وتركتك تسوح بين أبراج المدينة باحثا عن هواء تستنشقه، يعيد إليك روحك المرحة، التي أضعتها لأجل متعة ظننتها غير عابرة، لكنّها عبرت وتركتك وسط مستنقع من الآلام.
هيّا ها هو هاتفك الخلويّ يرن، - احمد الله أنّك اشتريته قبل أن تطير أموالُك، فليس لك من منقذ سواه الآن _ ما زال يرنّ بعنف، إنّها هي من كنت تخشى أن تتصل بك، ماذا ستقول لها، الرنين يلحّ عليك كي تردّ، ما الكذبة التي ستخترعها، هيا افتحْ خطّك، ما بالك تنظر إلى الرقم باكتئاب، تتألّم عليها أم منها؟ لا تريدها أن تعرف ما أنت فيه، أ لأنّك جائع وليس معك ما تأكل، أ لأنّك ضائع وغريب في وطن الضاد، وأنت الناطق بالضاد، أوليس معك أجرة "السرفيس" الذي سيعيدك إلى أكواخ التنك والصفيح، الجرس يهتف بك!! لا تتركها تنتظر كثيرا على الخط، افتح خطك اليتيم وكلّمها، لن تستطيع أن تقفله وتتصل بِها، فما لديك من وحدات بالكاد يبقي هاتفك صالحا للرنين، لا بأس عليك.. اعتذر لها وفصّل كذبة بمقاس ألمك ووجعك الذي نحتته الأيام السود على جلدك، واجعلها تتنهّد مزيحةً همّا يكاد يقتلها. هيّا افتحِ الخط وقل لها بأنّك بخير تأكل جيّدا وتعمل بانتظام، وتجني ما يسد الرمق وعن الحاجة يفيض، قل لها بأنّك تنام على سرير عريض وفراش سميك، وتلتحف بأنعم وأفضل البطانيات، لا تخبرها عن ذلك الرجل الهندي الذي أخذ الفراش الوحيد من الغرفة الوحيدة، وتركك تنام على ستارة النافذة .. لا تقفل الخط، فسوف تزيد من قلقها، ولن يلبث هاتفك أن يرنّ ثانية وثالثة، وإن أفلسَتْ من ردّك، ستتصل بصديقك سامر، الذي جعلتَهُ يديرُ لك ظهره، وينسى الخبز والملح، وقد لا يهدأ لها بال قبل أن تسمع صوتك، هيّا افتحِ الخطّ الآن وبسرعة، إياكَ أن تقولَ لَها بأنّك مشيت اليوم أكثر من عشر ساعات تحت قيظ النهار، متنقلاً من ورشة لورشة باحثا عن عمل، إياك أن تقول لها بأنّك صرفت مرغما كلّ ما جلبته معك من نقود، وما أرسله لك أخوك من السعودية، لا تقل لها بأنّك تتوق الآن لأن تسد صراخ معدتك ولو بساندويش من الفلافل مع البندورة والمخلل، لا تقل لها بأنّك تسير وكل تفكيرك منصبٌّ حول أسئلة ثلاث:"أين سأقضي ليلتي تلك؟ كيف سأمضي يوم غد بلا طعام أو شراب؟ ومتى أجد العمل الذي يحل بعض مشاكلي؟" إنّك تكابر على نفسك، ولن تتصل بأحد من أصدقائك الذين قضيت معهم بعضا من سنوات الدراسة، خوفا من اعتذارهم، بعد الذي حصل مع صديقك سامر، ولكن أتنكر أنّك السبب في امتناع سامر عن المساعدة؟ أحسنت عملاً هكذا جيّد افتح الخط وكلّمها!!
-" آلو.. أهلا ماما كيف صحتك أنتِ ؟ أنا بخير والحمدُ لله، ( أيّها الكاذب أين الخير الذي تدعيه) لا تشغلي بالك، أيوا ماما لقد استلمت الشغل، (هئ ..هئ استلمت الشغل؟؟ أيّ شغل استلمته، أنت لم تقرر بعد أن تستلم العمل في تلك الشركة التي وجدت فيها عملا) هو جيّد والمرتب لا بأس به (جيّد لا بأس به؟ تابع تابعْ كذبك) سلمي على بابا وقولي له أنني بخير،.. لا..لا.. لا تحملي همّي لقد استأجرت "استديو" غرفة وتوابعها بحالة جيدة، ( أين استأجرت استديو؟ تحت شجرة الغرباء على قارعة الطريق يا لك من منافق) سأتصل بكم لاحقا عندما يستقرّ أمري..( يستقرّ أمرك؟ هيهات أن يستقرّ !!)"
أحسنتَ أنّكَ رددتَ أخيرا، من علّمك الكذب أيها المنافق، لقد تركت
الفرحة تغمر قلب أمّك، ولا بدّ أنّها الآن تخبر والدك عنك وتقول له:"ابنك بدأ يعمل، والراتب جيّد، ولن يتأخر عن مساعدتك في القريب العاجل" فحضّر نفسك منذ الآن فوالدك ينتظر المساعدة بعد تلك المكالمة اللولبية. إنّك تضحكني يا ولد، ها أنت لا تملك شروى نقير كما يقول المثل، وتقول لأمك التي أعيتها الحيل بسببك:" سأتصل بكم لاحقا عندما يستقر أمري" متى تظنّه سيستقر، ومتى تلك الـ (لاحقا) هل تقول ذلك كيلا تحمّلهم عبء المخابرات الدولية وهم يتصلون بك عن عجز. لا عليك عندما تستقر أمورك يمكنك أن تدفع عنهم تلك الفواتير التي راكمتها عليهم.
ماذا بعد هل ستظل جالسا تحت تلك الشجرة، وعلى هذا الحجر الذي نحتته، ولَمّعته مؤخرات الغرباء أمثالك، اسألْه كم من المهجّرين من أوطانهم مرّوا من هنا، وجلسوا عليه، كما تجلس واضعين رؤوسهم في الأرض، وأيديهم على ذقونهم، أيفكرون بما سيأتي أم غائبون عن وعي التفكير؟ أتراهم مثلك الآن كانوا ينكشون الرمال بذلك العود الذي تيبّس مثلك من عطش وجوع وضياع. أراك تُمعن النظر إلى جذع تلك الشجرة، وكأنّك ترى فيه أبا أو أخا أو صديقا، بل تكاد تعانقه، هل ذكّرك بشيء، أتراني أصدّق لو قلتَ بأنّك ترى فيه الثبات والتمسّك بالأرض والوطن، وكيف تريدني أن أصدّق وقد قلت ذات مرّة :"إنّ هذه الشجرة مثلي ومثل كلّ المهاجرين، اقتلعوها من الأرض التي رضعت من حليبها، ثمّ هجّروها، إلى تلك الصحارى القاحلة، جاؤوا بِها بالغة عملاقة، حفروا لها قبْرًا ، ودفنوها تاركين رأسها تلعب به الريح".
و ها هي مثلك قررت أن تناضل لتبقى حيّة من أجلك وأجل الآخرين أمثالك، إنّها تعيش غربتك الآن في أرض لَم ترضع نسغها. أ تراها أنتَ وأنتَ هي.
ما بالك تتلوّى كالأفعى بين الحين والآخر، ما الذي يقرصك أهو الجوع بدأ يفعل فعله ؟ ماذا ستأكل يا مسكين وأنت لا تملك أكثر من لا شيء، قفْ وسرْ على الطريق، علّك تجد سيارةً عابرةً تخرجك من دوّامةِ الإحباطِ التي أكلتْ وجهَك، اذهبْ واعملْ لليلةٍ واحدةٍ في أحد المطاعم لقاءَ عشائك، أو انتظرْ ها هو جرسُ هاتفك يرن مرّة أخرى، احمد ربّك أنّه لا يزالُ حيّا، وبه رمق للردّ، واحمده أنّك تستطيعُ أن تردَّ على اتصال، دون أن تجريه، من تراه المتصل الآن، ليست أمّك بالتأكيد، فلا يعقل أن تتصل مرتين خلال ساعة، لعلّه اتصال من إحدى الشركات التي قرأت إعلانك المكلف، تطلبك للعمل عجّل بالرد قبل أن يُقفل الخط وتضيع فرصةٌ تنتظرها، افتحه لا تتردّد. ما بك تنظر إلى الشاشة باندهاش، تراك عرفت صاحب الرنين، لا أظنّ ذلك فأنت لم تعط رقم هاتفك لأحد، لا عليك عجّل بفتح الخط أيّا كان قبل أن يقفل.
-"أهلا سعيد، الحمد لله أنا بخير، (سعيد؟ صديق عمّك !! حسنٌ قل له الحقيقة يا مجنون، هذا ليس أمَّك لتكذب عليه، اخرج من عنادك) لا..لا.. الأمور بخير، لا أزفر ولا أعنُّ، لا شيء ..لا شيء، (سبحان الله ما زلت تكذب، إلى متى أتحبُّ أن تنام على قارعةِ الطريق، والديدانُ تنهش معدتك، قل له أين أنت واذهب إليه، أو اجعله يأتي لأخذك وإنقاذك من حيرتك، لا تستحِ اطلب منه طعاما عندما تلتقيه، إذا لم يكن لك، فللديدان المسكينة التي جعلتها تصوم معك).. نعم يا سعيد لماذا تصر أن تعرف أين أنا، لا تخف علي، ( أخبره أين أنت كفاك عنادا) حسنًا ما دمت مصرًّا، أنا على الطريق الرئيسي بالقرب من معرض (س) للسيارات، تحت شجرة الغرباء هل تعرفها، جيد ، لا بأس أنا بانتظارك"
ها أنت تفعل الصواب، لا تكابر وتتركه عندما يأتيك، أخبره الحقيقة واطلب المساعدة حتى تنجلي تلك الغمة، و ريثما يستقر حالك، ها هو يقبل عليك بسيّارته، اصعد، وأخبره بِما تعاني.
-سلاما يا سعيد، ما أخبارك؟ كيف حصلت على رقم هاتفي؟
= أهلا رشوان، أخباري جيّدة، وأنتَ لا أراك على ما يرام، التعب والإرهاق باديان عليك، عرفت رقمك من جريدة إعلانات هل وجدت عملاً؟ وما الذي تفعله هنا؟
-لا ما زلت أتنقّل من شركة لأخرى باحثا عن عمل جيّد، وقد جئتني اليوم في الوقت المناسب. لا أملك وحدات لأتصل بأحد.أنفقت آخر درهم اليوم ولا أملك ثمن رغيف، كنت محبطا قبل مكالمتك، لقد أنقذتني باتصالك، أشكرك يا سعيد أتعبتك معي.
= لا تقل هذا يا رشوان، عمّك عماد مفضِل علي، وأنا مدين لكم جميعا بالسداد، سأحزنُ إذا شعرتَ بالإحراج وستبقى عندي حتى تستقر أمورك، ويعود عمّك من سوريا.
-ألَمْ يحلُ له السفر إلا وأنا في أمس الحاجة إليه.
هيّا تنفّسِ الصعداءَ، ومنِّ نفسَك بالخلاص، لا تدّعي أنّك لست بحاجة لسعيد اليوم، اشكرْهُ على مساعدته لك، وعِدْه بالمغادرة خلال أيام كي لا يضجر منك، عُدْ لتلك الشركة التي عرضت عليك أن تعمل لديها، اشتغل فيها الآن، وابحث عن الأفضل، جِدْ سكنًا، فالشركة تكفّلت أجرته كما قال لك مديرها، يقتطعه من مرتبك لاحقا، عد إليها غدا وابدأ العمل، سيساعدك سعيد بالبحث عن سكن ملائم.
....حسناً تفعل ضعِ المفتاح في جيبك، واحرص عليه ألاّ يضيع، فقد ملكت لياليك به اليوم، وما عدت تخشى أن تمضي ليلتك جالسا بين الغفو والسهر تحت شجرة الغرباء، والعيون البلهاء تأكلك من الآتين والغادين، ماذا تراك فاعل الآن؟ اذهب إليها وادخل من بابها، وفكّر كيف ستمضي ليلتك الأولى.. على البلاط؟ ..ما رأيك ببضعة علب من الكرتون الكبيرة، تفككها وتَمدّها ثم تنام عليها. نم على ظهرك الليلة، فلا تنتظر أن تجد مخدّة. أمّا الغطاء فلا داعيَ له فالطقس ليس دافئا فحسب بل حارٌّ، ويمكنك أن تنام بملابسك الداخلية. ألن تتعشّى قبل أن تنام، هيّا اذهب واجلب طعامًا، بما تبقى معك من الدراهم التي استلفتَها من سعيد ، والآن بعد أن ملأت بطنك، وأطعمت ديدانك، افترش الأرض، فلن تجد أحنّ منها على الغرباء أمثالك.
طق..طق..طق ؟ من ذا الذي يطرقُ بابَ غرفتك، وعقربُ الساعات راح يزاحم الثانية عشرة ليلاً، أتراه صاحب الغرفة عدّل عن رأيه وجاء ليرمي بك في الشارع قبل أن يطلع الصبح. أم هو صاحب الكراتين التي أخذتها من أمام متجره دون استئذانه، ظنًّا منك قد رماها. لا أحد يعرف مكان سكنك هذا إلاّ سعيد، وسعيدٌ سافر منذ يومين إلى الوطن، ولن يعود قبل أسابيع، هيّا قمْ وافتحِ البابَ، وانظر من أتاك في هذه الساعة، ألقِ نظرةً نحو الطريق من نافذتك الصغيرة، ماذا ترى؟ شاحنة صغيرة؟ لمن يكون هذا العفش يا ترى؟
لعلّه مستأجرٌ جديدٌ رأى ضوء غرفتك فجاءك طالبا المعونة، دعك من التخمينات وأدر المفتاح وانظر من الطارق.
تك .. تك
_ ميييينْ يا إلهي عمّي عماد معقووووول يا مرحب يا مرحب أهليين وسهلين عمّي تفضّل بس قل لي كيف عرفت عنواني؟.
= أهليين فيك يا غالي نتكلم لاحقا...تعالَ ساعدني على تنزيل العفش.

الْأَثَرُ ................... بقلم : أديب عدي / المملكة المغربية



إِذَا جَهَرَ فِي الْفَصْحِ مُعْتَبِرَا ☆☆☆ كُنْهَ السُّكُوتِ لَرَاعَى الدَّرْسَ وَ الْعِبَرَا

وَ الصَّمْتُ جَهْرُ الْمَعَانِي جَاءَ مُقْتَصِراً ☆☆☆ وَ مِنْ سُكُونِ صَدَى يَزْدَادُ إِنْ قَصُرَا

فَمَدَّدَ مَدَى الصَّوْتِ وَ انْتَشَرَا ☆☆☆ وَ الْقَوْلُ إِنْ يُعَ أَجْلَى الْخَيْرَ وَ الشَّرَرَا

لَوْ قِيلَ فِي مُحْكَمِ الْإِفْصَاحِ مُخْتَصَراً ☆☆☆ لَأَفْصَحَ الْبَكِمُ الْفَحْوَى وَ مَا حَصِرَا
-------
-------

الأَثَرُ : ما خلَّفه السابقون

المعاني: ما للإنسان من الصفات المحمودة ؛ فلان حَسَنُ المعاني

حَصِرَ الوَلَدُ : عَجَزَ فِي نُطْقِهِ وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الكَلامِ












أعجبني

سيميائية العنوان في ديوان الشاعر "كمال الشاطي" (صخب الصمت)..... بقلم : حسين عجيل الساعدي // العراق



يقول الناقد الفرنسي "ميشال هاوسر" قبل النص هناك العنوان، وبعد النص يبقى العنوان) .
العنوان يعد مفتاحاً إجرائياً ومدخلاً أساسياً لأي نص، بل هو النواة الدلالية واللغوية الاولى له، لأنه يشكل لحظة تكوين الوعي لدى المتلقي، وعلى هذا الاساس شكل إشكالية أحداثوية لدى القارئ في الكشف عن البعد الدلالي والرمزي للنص، وتفكيك شفراته، فهو (إشارة مختزلة ذات بعد إشاري سيميائي... يؤسس لفضاء نصي واسع، قد يفجر ما كان هاجعاً أو ساكناً في وعي المتلقي أو لاوعيه من حمولة ثقافية أو فكرية يبدأ المتلقي معها فوراً عملية التأويل) سيمياء العنوان: بسام قطوس، ص36.
لقد كان للعنوان حضوره الواسع في الدراسات والبحوث السميائية، وهذه الدراسات لا تبحث عن دلالة العنوان فحسب بل عن طرق تشكيله، وتحليله من منظور سميائي، وهذا شائع في القراءات النقدية الحديثة، فهو عند رولان بارث (نظام دلالي سيميولوجي) وقد عرفه "ليوهوك" في كتابه ( سمة العنوان ) بأنه (مجموعة من العلاقات اللسانية التي يمكن أن ترسم على نص ما، من أجل أن تشير إلى المحتوى العام، وأيضا من أجل جذب القارئ ) عبد الفتاح الجحمري، عتبات النص (البنية والدلالة)، ص٧٠.
ومن خلال هذه الرؤية تتأكد دلالة العنوان في المجموعة الشعرية للشاعر "كمال الشاطي" (صخب الصمت)، كونه شكل (نصاً موازياً ) لا يقل أهمية عن المكونات النصية الأخرى، بل هو سلطة النص، فلغتة غرائبية بتنافرها وانزياحها مما يحفز المتلقي الى فهم ماهيته . وعليه لا يمكن لأي قارئ أن يلج عوالم النص واستنطاقه، وتفكيك بُنيته التركيبية والدلاليـة، دون امتلاك المفتاح الأولي وهو (العنوان)، الذي يرافق المتلقي كنص موازي، لان البنية الدلالية له، فتحت مجال التأويل أمام المتلقي وسمحت بتعدد القراءات له. وهذه التعددية عائدة الى الشاعر حين لجأ الى الأسلوب السيريالي الذي يقفز على الواقع في وضع العنوان .
أذن العنوان (إبداع لغوي ، يتواصل من خلاله القارئ مع النص فبالإضافة إلى تحديده لهوية النص ووصف خصائصه الشكلية والموضوعاتية، له مجموعة من الوظائف الأخرى التي يؤديها، والتي من بينها إغواء القارئ والتشويش عليه من خلال أحتمالات غير متوقعة بكسر أفق أنتظاره) جوزيف بيزا كامبروبي ، وظائف العنوان، ص٤٠.
الإشارة الأولية لعنوان المجموعة الشعرية للشاعر "كمال الشاطي" تتشكل من كلمتين (صخب الصمت) التي تشير الى ضدية وتنافر أعطته صبغة شعرية، من خلال الخروج عن السائد الشعري المتناقض مع طبيعة الاشياء، وتأويل كلمتي العنوان ‮(صخب الصمت) أو كما يطلق عليها "جون كوهين" (المنافرة) وأقامت التناقض الدلالي بين (الصخب) و(الصمت)، وهذا الطرح يتناسب مع ما يحدث في العالم من خلل فكري وإيديولوجي عندما يكون اللامعقول هو المعقول.
العنوان (صخب الصمت) هو مجتزء من أحد نصوص المجموعة نظرا لما يتميز به من رمزية وكثافة لغوية، ذات دلالة مختزلة، ومعيار جمالي خارج عن المألوف في لغته الانزياحية، ويشير الى دلالات سيميائية كامنة في لا وعي المتأمل له، فلايمكن أن نرى ملامحه الكلية الا بقراءة النص. فـ(صخب الصمت) ينبغي التوقف عند تركيبته اللغوية والنحوية من جهة والدلالية من جهة أخرى.
فالبنية اللغوية والنحوية التي يتركب منها العنوان (الصَخِب:َ الضَجِيج النَاتِج عَنِ اخْتِلاَطِ الأَصْوَاتِ وَارْتِفَاعِهَا وَجَلَبَتِهَا)، لسان العرب، لابن منظور . جاء جملة مجتزئة وهي (شبه جملة) دالة على (الثبوت والاستمرارية) ومكونة له، فهو يبدأ باسم نكرة (صخب)، وهو مضاف أي التكثيف الدلالي يقع عليه، ويعطيه اتساع في الدلالة لان العلاقة بين العنوان والنص تتمثل في (أتساع الرؤية وضيق العبارة)، فهناك علاقة بين الدال الأول الـ(صخب)، المضاف، وبين الدال الثاني المضاف إليه (الصمت)، وهذا يدل على أن المضاف هو المجهول (النكرة)، والمضاف اليه هو المعلوم (المعرفة)، وفي هذه الحالة أكتسب المضاف (النكرة) التعريف.
أن حالة البدء بأسم نكرة ظاهرة لغوية مهيمنة على اكثر من عنوان في المجموعة الشعرية (خلف العيون/ أنت العيد/ مقاطع الحنين/ نافذة الذاكرة ...). وهذه ظاهرة شائعة في لسان العرب، (لأن الاسم إذا كان سمة شيء ما فانه إلى التنكير أقرب). فالنكرة أصل والمعرفة فرع، لأن النكرة لا تحتاج إلى قرينة للدلالة عليها، أما المعرفة فتحتاج إلى قرينة، يقول سيبويه:(واعلم أن النكرة أخف عليهم من المعرفة وهي أشد تمكناً، لأن النكرة أول ثم يدخل عليها ما تعرف به، فمن ثم أكثر الكلام ينصرف الى النكرة)، كتاب سيبويه الجزء الثالث .
الجانب الآخر في العنوان هو الانزياح وثنائية التضاد أو التنافر الذي تضمنه والتي تشير الى أن (الصخب) لايمكن أن يكون صامتا إلا في حال وجود مصدات له. وهذه الثنائية في تضادها تعطي تأويلا يتعلق بالمفردة الثانية (الصمت) ليكون لهذا الصمت صخب. وسواء كان الصخب صامتا أو الصمت صاخبا، وعلى الرغم من إحالة المضاف (الصخب) الى المضاف اليه (الصمت) فهو يخفي لدى الشاعر بوحاً داخلياً ومقدار من الالم النفسي لا يسمعه ويعرفه الا هو، فكان لـ(صخب الصمت) صرخة في سكون موحش، عبر عنه الشاعر في نصه المعنون (صخب الصمت):
مخالبُ الوحشة تنهشُ النّورْ
تُمزق جمال الزمكان
سكونُ الوحدة سرابُ التمني
يُدحرجُ الذّاكرة ..
عبرّ شريط الوجوه،
على أكفِّ القناديلِ المبتورة..

الشاعر "كمال الشاطي" يختط أسلوباً فلسفياً يتسم تارةً بالغموض وتارةً اخرى بالرمزية التي هي منجم ثري لكل شاعر، فهو يقرأ الصخب بغير لغه الاخر. أما القارئ يأخذ بلغة الدلالة التي يستنطقها بشيء من التحليل، فالصمت في الصخب يصنع هدوءاً داخلياً . والمرء بعض الأحيان يحتاج للصمت ليس للهدوء، وانما يحتاج لوقار الصمت، فهو شطحة صوفية ذات عمق وجودي وأختزال فلسفي، واستجابة لعقل وروح الإنسان .

(سيقان لاهثة)
وسط صخب القلق
تَحدَّثْ بهدوء ..
،،،،،،
(اليوغا)
لا صوتَ لي .. وسطَ الصخبِ
كيف الوصولُ إليكَ ؟
،،،،،،،
(اليوغا)
لتلتصقَ روحينا
وَتتوضّآ بماء الصمت
على دكّةِ القدر
،،،،،،،،
(كأس)
الكأسُ الممتلئةُ بالصمتِ
صوتُهَا حقيقة
في مسارح الأيام

قد يصعب على القارئ استحضار المعاني في نصوص الشاعر "كمال الشاطي"، لان ذلك يتطلب قراءة لمضامين ميثولوجية ولغوية وفلسفية، لان هذه المفاهيم التي استند إليها في مجموعته تنبع من ثلاث مصادر شكلت مرجعية معرفية له، وهذه المصادر هي النفسي والفلسفي والميثولوجي الاسطوري. فاغلب نصوص المجموعة تتسم بدلالة رمزية متشظية الأبعاد متحركة ومتنوعة، تحمل في طياتها مفاتيح تفتح به مغاليق نصوصها . فهو يستحضر رموزه المتنوعة مع وجود دالة لاتخلو من جمالية ورؤية .
(عشبة الخلُود)
(مجنون ديستوفسكي)
(مسخّ كافكا)
(عمى يعقُوب)
(صخرة سيزيف)
(قوانين مندل وأينشتاينْ)
(وتر قوس أوديسيوس)
كذلك النص يمثل معادل موضوعي للشاعر "كمال الشاطي"نفسه، محملا بصخب الحديث الداخلي للنفس، لأن الصورة الشعرية فيه تتمثل في البؤرة الدلالية الأكثر صخباً والتي تتجسد في الموقف من الواقع المزري الذي يعيشه .

(ومضات)
تجري الآن ..
في مَسارحِ الأرضِ ..
فوبيا القتلِ وَ التدميرِ
على مرأى وَ مسمعِ السماءِ
في ذاكرتي عصافيرٌ
طارَتْ بلا أجنحة
الجسدُ أوراقٌ محترقةٌ
وَالروحُ مصباحٌ …
في كل زمانٍ
صعاليكٌ محترفونَ
يتمردونَ على القوالبِ
وَلا ينتظرون غودو
،،،،،،

الموتُ هو الحقيقةُ المُطلقةُ
في هذه الحياةِ
العراق الآن مثلثٌ فيه :
مربع الحروب
يساوي مربع الفتنة
زائد مربع الجهل
،،،،،،
رغم أنفِ الطغاةِ
لي دمٌ أحرقتهُ الحروبُ
وَروحٌ يعتصرها الوجعُ
لكنني .. على العهدِ
ما زلتُ أنثرُ الورودَ
على الدروبِ
،،،،،
(أين أنت)
هولاكو على الأبوابِ
حسامُهُ يقطّع هشاشةَ الأعناقِ
وأمتي أرملة ..
تستجدي متاهتها
مذعنة للطغاة
نيرون قادم بحرائقه
فرانكنشتاين وَطِنَ بغداد
قصعته الانفجاراتُ
ومساربُ التفرقة
إيه أيها التّأريخ
كم أنت غشاش ؟
،،،،،،،،
سكارى نحن ..
نترنح في الحاضرِ
نصنع الموتَ ونزيّنُ التّوابيتَ
بألوان الرّايات
الكلّ يدهسنا بأقدامه
وفراعيننا آلهة ..
أين أنتَ يا محمد ؟

العشق .................. بقلم : لطيف الشمسي // العراق




في حبكِ
عبادة ألف عام
الرب...
سوف يغفر لنا
ما تقدم...وتأخر
من الخطايا
نحن لمْ نرتكب أيّ إثم أبدا
كنا نمارس طقوسنا
الصوفية..
على سجادة صلاة.
ونترك القّبل
تعربد على أجسادنا
الموشومة بالطقوس
والتراتيل
قلوبنا وحدها
تتأرجح على خيوط النور
وأرواحنا في السماوات
تطوف.

عيناك .................. بقلم : راسم ابراهيم // العراق



عيناك
حدائق بابل
تلاحقني
اينما يممت وجهي
تتمكن مني
تكتبني
تتهجى اول حرف
من أسمي
تطعمني حبات التوت
وتغني لي
على أعتاب الليل
ثمل الكأس
وبقيت مقتول الصمت
يفجر أشلائي
يوقدها وميضا
وأنت الغائب لا تبالي
وأسمك يحمل أسمي
فتعال...
نعانق ليلنا بالهمس
فمقام الجبال السكون
وأنت تقتل
رمسي..


العراق ..ديالى
25 شباط


يوميات عاشقة ................. بقلم : هدى أبو العلا / مصر



أتصدقهم..
كنت فى الشدائد ..
حصني وأماني
زادي وكهفي
عندما تكسو سمائي الغيوم
وتضيعني الدروب
اليوم تشك في..
أتصدقهم
وهم من ..؟!
الواشون المنافقون
يالهول مصيبتي فيك..!
دوامة الذهول تسحبني
لأغرق فى بئر وجعي
ألعن الساعة التي لجأت فيها إليك..
بكل ثقل الخيبة ..
مصدومة أنا فيك .


أبجديتي أنت ................... بقلم : أدهام نمر حريز // العراق



السكون علمني أن أكون كالريح

يحتضن الاغصان برعشة الأوراق

يقبل السماء فيطبع على خدها سحابة

تحملها أجنحة الحالمين بالضياء

قطرات أخيرة من عطر الذكريات

تطرد أختناق النسيان للصور

الاشتياق يلتحف بالقلب

يغص بخلجات سريعة

مكتومة الانفاس

خيالي ينسج حولك الاساطير

يصنع منك بطلاً من العصور الغابرة

شيء ما يجعلني في مكان أخر

اقتفي أثر خطواتك القديمة بين أطلال ضلوعي

أتذكرك كحلم مستمر رغم يقظتي المريرة

تسكن ملامحك بين صفحاتي

يرسمها قلم عشق أسمك

في كل حرف لك نبض و شهيق

يهمس بخجل

أحبك

بغداد 2018/2/25

عيال الله .................... بقلم : مصطفى الحاج حسين / سوريا



ينحني لَكِ نبضي

بخشوعٍ جمٍّ

يقبِّلُ أصابعَ عطرِكِ

ويقعدُ فوقَ سجّادةِ الابتهالِ

يرنو لعينيكِ

بعطشٍ طائشٍ

أيّتها الأنثى

المخلوقةُ من نورٍ

في راحتيكِ يسكنُ لهاثي

ومن على بُعْدِ المدى

يتناهى إليَّ ما فيكِ من بهاءٍ

أحملُ في جوارحي

غصّةَ الاقترابِ المضنيِّ

أجيءُ إليكِ مسربلاً روحي

مهيضَ القلبِ

متلعثمَ الحُلُمِ

مقضقضَ الدّمعِ

حافيَ الحنينِ

دثّريني بلحافِ السّكينةِ

علَّ أوجاعي تموتُ

وينبتُ لي عمرٌ آخرُ

أرفرفُ بهِ حولَ شهوقِكِ

وأنطلقُ

لأضمَّ ما فيكِ من وهجٍ

وأرتقُ جراحَ النّدى

تحتَ أغصانِ ابتسامتِكِ

وسأعلّقُ موتي

على جذعِ هالتِكِ

لنْ أموتَ

طالما يتنفّسُكِ الغيمُ

لن أموتَ

طالما يمدُّ الكونُ يديهِ لَكِ

سأكونُ خادماً

لقداسةِ سحرِكِ

جنديّاً

على بابِ ظلِّكِ

معماراً

أرمِّمُ ما تهدّمَ

من كبرياءٍ

وزبَّالاً

أكنسُ الحقدَ

من شوارعِكِ

حلبُ من عيالِ اللهِ .

.

إسطنبول

رسمتك الربيع ................ بقلم : سامية خليفة / لبنان





حبيبي
لا تسلني
لماذا أرى فيك كل الفصول
لماذا حبي لك
أنبت في شفتيك
كرزتين
ومزج في لون عينيك ألوان الربيع
أنت لي الزمان
في عمري الذي ولى في عمري الآتي
في كل لحظاتي
أنت لي المكان
أراك في السماء من الكواكب القمر
لأنك الأجمل
حبيبي لا تسلني
كيف تعصف بي الأشواق
حين لا أراك
لذا
وشمتك في قلبي وعقلي وروحي
أحبك ترتيلة تنمو بين شفتي
صلاة
أنت لي القمر
أنا لك الشمس
نحيا في رباط أبدي
من انعكاس ونشور
كن لي في الأشياء
كلها
رسمتك الربيع
أزهرت حبا خالدا
كتبتك أسطورة
نطقت باسمك فارتد إلي الصدى راعدا
تفرست ملامح فتنتك فتوهج السنا من جبينك بارقا
بحبك
تصفو السماء
تشدو الطيور
اخترتُكَ الجوريّةَ
لأنك الأشدّ عبقاً
من بين كل الورود اخترْتُكَ النّسر
من بين الطيور
حلّقت عاليا في سماء الوجد
لذا
أنا أحبك...

قدري .................. بقلم : وفاء غريب // مصر



قدري
أيا قمري
وليس بذاك لديّ إختيار
عاشقة ملكتني
فكنتَ الدرب وكنتَ المسار
لا تلمني على حبي
تجعل مسكنك بفؤادي ينهار
أخوض معارك في نفسي
وتعج بك الأفكار
أنت مجدي
تسكن أعالي السماء
نجومي والأقمار
اخبرتك يوما
عن مكنون صدري والأسرار
قبطان سفينتي
معك بيدك تمسك بيّ ليل نهار
تملك حروف عشقي
فلا تسألني عن حبك والأشعار
تبعد عني والحنين والأشواق
صافٍ كالماء وتارة تلهبني كالنار
أنت ليّ ضياء الأيام الصعبة
وهدية الأقدار
أغار عليك ولا أملك لنفسي
حق اللجوء من الأخطار
القلم لا يمل كما نبضي بصدري
يغرق شوقاً بإصرار
غرامك ابدي بين الضلوع يرعى
عمري وفارس قلبي المغوار

أحترق وحيدا...................... بقلم : عبد الكريم الحسون // العراق



أحترق وحيدا
بنيران لوعتي, وأنا ملقى
في زوايا كهوف الزمن
وقد نسجت على أبوابها عناكب النسيان
بيوتا من وحشة
ابحث عن شعاع ضوء تمتطيه نظراتي
لتعود لي محملة بألوان البهجة والسرور
المكتظة هناك بعيدا
في أماكن الصخب القريبة
من جنائن الفردوس
حيث اللهفة والحنين
ودفء النظرات...

تذَكّرْ .................. بقلم : سميرة بن نصر/ تونس




تذكر ،، تذكّرْ

مزيج اللّيالي ولمّا اعتصرتَ

الكروم خمورا بكأس مدوّر

شفاه الكؤوس تطوف سجالا

ونحوك تمضي ...تجرّعْ لتَسكرْ

.... وإن سامرتك ظلال المرايا

بضوء هزيل يجوب الخبايا

بروح تعكّر...

بنصف ملاك ونصف هلاك

فأي ملاذ تروم تصوّر...

*******

تذكّر حبيبي رموز القوافي

وقد ساورتك المعاني الغريبة

وقد راودتك النّجوم البعيدة

وألقت بزادك شجون القصيدة

بالف جواد تطوف الفيافي

وتخشى وميض العيون الكئيبة

*******.

تذكّر ،،،

تذكر أفول السراب بعينك

وسرب خيال يجوب المدينة

ويسرح منك الخيال بعيدا

وعند المساء يعود وحيدا

فتغدو عيون السنين حزينة

وفي الحزن يشبه وجهك وجهي

********

تذكّر وعودك ، وعودك غضٌّ

فإن جف عنه رضاب الهوى

فرافق عنادك ووافق عنادك

هجير الجفاف ان صاب يُكسر

وعد مثل طيف غريب السجايا

سجين الحكايا

يؤثّث عشّا بقبضة قشٍّ

بقصر الرّياح ،فلا تتذمّر

وحاول فقط حاول تذكّر