أبحث عن موضوع

السبت، 5 سبتمبر 2020

الحد الفاصل .................... بقلم : محمد موفق العبيدي // العراق

 الحد الفاصل


أقفُ في منطقة وسطى


بين الظل وبين الضوء


تتجاذبني أفكار الخط الفاصل


أحب أن أكون على الحدود


لا أنتمي سوى لنفسي


غيوم العبرات التي تمطر ألماً


تبلل ثياب الحزن التي ألبسها


الثياب لا تجف على الحدود


بوصلتي صارت تكره الإتجاه


وحقائبي منعت هروب الذكريات


رحيلكِ وضعني في اللااختيار


أقف في مفترق طريق


لا علامات سوى بوصلتي المهزومة


وبصمات أقدام مشوشة


وأنا على حدود الإختيار


كم سأبقى على حدود الظل والضوء


أنتظر منكِ عودة مستحيلة


ترد إليَّ روحي التي غادرتني


لتبحث عنكِ في متاهات الظل و الضوء


تعالي سريعاً وكوني بوصلتي


التي تعيد إليَّ الطريق


ريادة ............... بقلم : أكرم الأشقر _ سورية




تشِع ُّ من كلامِكمْ نفائسُ العِبَـــــرْ --   تُعيدُ للمُسَائلِ التـَّفكيرَ والنـَّظـــــــــــرْ

في نفسِنا لنثرِكمْ وشِعرِكمْ أثَــــــرْ --   أثمنُ في قلوبنا من رائعِ الـــــــــــــدُّرَرْ

أفكارُكمْ مناهلٌ للهديِ والسَّــــدادْ  --  والنـُّصحُ في أقوالِكمْ كمُحْكَمِ السُّوَرْ

نَلمَسُ في آرائِكمْ مَدارِكَ الرَّشـادْ  --  ونقتدي بنهجِكمْ يا أنبَلَ البَشَـــــــــــــــرْ

بعِلمِكمْ وحِلمِكمْ سترتقي البــلادْ  --  هُبُّوا على أقدامِكمْ وأنطِقوا الحَجَــــرْ

فنحنُ من ورائِكمْ ركائزُ العِمــــــادْ  --  فعَلـِّموا التاريخَ كيفَ يُصنَع ُ القـَــــدَرْ


أتجمَّلُ بضحكتكَ يا أبي ................ بقلم : مرام عطية _ سورية





البارحةَ جلسَ أبي وحيداً على الشُّرفةِ المسائيَّةِ للعمرِ  يدخِّنُ الذكرياتِ الجميلةَ بأسىً ولوعةٍ ، يرفضُ أنْ يشربَ قهوتَهُ المعتادةَ معنا ، لم تعدْ أشجارُ الزيتون التي تعصرُ خوابيها للنجوم  تسامرهُ ليلاً،  ولا شجرةُ الجوز الوارفةُ الثَّمرِ تناغي أحلامَهُ في الصباحِ، لم يعدْ يزهو بأيام شبابهِ ومحبةِ معلميه له، أو يحدثنا عن تحلقِ الغزلانِ حوله وغيرةِ زملائهِ من فتوتهِ ، غابت عن أسماعنا أغنياتهُ العذبةُ و أناشيدهُ المدرسيةُ التي كان يرددها كلما أطربهُ اللقاءُ .

وقفَ ينادي بأعلى صوته لأمِّي قائلا : أين أنت يارفيقتي الجميلة ؟  تعالي إليَّ ، أنت الفرحُ والجمالُ 

الحياةُ بدونك قبرٌ مظلمٌ ،والدارُ بلا عطركِ صحراءُ لايرفُّ فيها نبتٌ .

ماأحيلاها أمِّي !! خرجتْ للوقتِ من صدري مسرعةً تجيبهُ بحنانٍ وسيلٍ  من جمانٍ ، أمِّي كانت قد توسَّدتْ صدري مذ رحلتْ إلى حدائقِ السماءِ ،ربَّتت على كتفيهِ ، قبَّلتْ وجنتيهِ وعادتْ إليَّ راضيةً كما في كلِّ مرة يناديها أبي

سمعتها تغني موالاً شجياً و تغدقُ في تحنانها ، تودعُ فؤادي سفراً من عظيم الآيات وخبزِ الوصايا ثمَّ تغيبُ

لكنَّ أبي الذي أتجمَّلُ بضحكتهِ لم يسمعها ،ولم تهدأ ثورةُ حزنهِ حتى أخبرتهُ أختي الصغرى أنَّ أمِّي الحبيبةَ لم تتركنا ،وإنَّما  ترتِّبُ لنا مع الآبِ بيتاً أبدياً في السماء بيمناها، وباليدُ الأخرى تحملُ لنا غيمةَ حبٍّ طافحةً بالنعمِ الإلهيَّةِ، وهاهي تضمُّنا إليكَ ياأبي كخرافٍ وفيةٍ - فرقتها ذئابُ الزمن - لراعيها ، تقدَّمُ  لنا طبقاً فاخراً من تينِ الأحلام وعنبِ الذكرياتِ ، و تعدُنا بهدايا أسنى .

مرحى لضحكتك البهية ياذهبَ العمر .


أُحبُّك بقوة و..مازلت ................... بقلم : سمرا عنجريني _ سورية




وكأنك ..

حكاية من نسج الخيال 

لمدينة غريبة 

 شرايين بيوتها " الفقر .." 

 جدرانها  الحصينة " قلب "

قديمة ..مضجرة ..

تمدُّها الفَرَاشات بالفرح

يحطّ عليها النحل البري..

فتجفل..

يطفح قلبي باللذة 

لإيقاع همسة تكتُبها..

فأصلْ الفرْدَوس..

 حُرش الرمان يتحرك

فأتحول غزالةً بعينين لامعتين 

رشيقة القوائم ..رقيقة 

تتخذ هيئة الدفاع ..

تثب في دفء الشمس 

و..تداعبك ..

لو كان لي حبيبي ..

جناحا طائر..

لواسيت كل المساكين 

في وطني ..

لسعيت نحو الحقيقة المختبئة 

خلف دمعة يتيم 

و ..مهاجر  ..

لانطلقت معك حبيبي 

الى السماء اللازوردية 

مفعمة الطيبة..

نتبادل الورود البيضاء 

نتراشق النظرات ..

نسكن في روض معزول 

نغترف كل أسرار الحب 

بلهفة المحروم..

لكننا حبيبي ..!!!

نحيا على صخرة وعرة 

كلما حاولنا اجتيازها 

يعيدنا قدرنا ..

 أحُبُّك بقوة ..

و..مازلت ..!!!!!



30/ 8/2020 

اسطنبول

نواقيس النور............... بقلم : سعيدة محمد صالح _ تونس

 

نواقيس النور

قالت:

يا لوجهك  القمر  المغموس 

في عتمة اللّيل والكلمات 

يا لطالع النّهارات البيضاء 

على وسادة الحالمين 

ياذات صدفة تشرق

  من ندفات  الوقت 

وتُبعث من شهقة الحديث 

ونغم عيونك تبث عزفها 

على أوتار زمن  توّقف لحظة في المكان 

وثبّت  سمارك القمريّ 

 كشعاع شمس 

على قماش  اللّون 

ونقشه  على لوح رخاميّ كفلّين 


وعنوان لكلّ المعزوفات 

فأراك تشرق من أعماقها  وفقا لمواقيت 

دفق قلبك الحاني بالحبّ والامان 

فردّ على هتاف همسها 

بِوَلَه المجانين 

قال:

لم تأخرت وانت ساكنة

مقل العين

  في خيوط من حرير  ارسم اسمك عطرالياسمين 

على  شرفات الاقمار الخجولة الشّاردة 

أراك مكتملة السّحر والبوح والحنين  

لما نسيت  تدوين حكاياتك 

بين قنديل الشّوق 

وضوء   موجة ماردة 

 ألا تدركين  أنّك 

في براري العمر 

تغيبين مع القمر 

ومع شروق  الشمس تحضرين !!!


شمائل المحبة ............... بقلم : نصيف علي وهيب // العراق



 


كريم هو الزمن، أنتقي منهُ شمائل المحبة، درع تتكسر على صلادتهِ سهام الكره، أتصداها بالقلب الصابر، أسمو بالنور على أرضي، أُحلقُ مع أطيب كلمات النجوى، مانحة الأفواه عطرا، أستقبل أيامي بعينٍ، لا يرتد لها طرفٌ، إلا والعيش بها، حلم يهفو على ضفاف نهر العيون، يتمايلُ على أنغام بصرها، يزرع مع كل خطوة أنواع الأماني، يتفيأ في ظلالها، من يرى في الشمس ضوءَ خلودٍ، مات على رملِها حباً، يعصرُ ذراتها عطشا للحرية.



202‪0/8/29

وَمْضَةٌ في رَمْسٍ .................. بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق




   

رُحْمَاكَ يا رَبِّي

قَد قَسَتْ عَلَيَّ مَنْزِلَتِي

هَلِ الْمَوتُ أَهْمَلَنِي

وابْتَعَدَ عَنِ الْغَزَلِ

وتَرَكَ على الذَّاكِرَةِ

أَبْجَديةَ النِّسْيانِ

قَد كانتْ لِي مَعَهُ

جَلَسَاتٌ على طَاوِلَةٍ

فَأَصبَحتُ أَهْواهُ

وَيَهْوانِي

قَد خَانَتِ الْمَنيَّةُ

لُبَّ عَهْدٍ

فَقَد أَخَذَتْ قَبْلِي

أَقَارِبي و أَعيَانِي

الْجَامِعُ

تَرعَى أَذَانَهُ

مِئْذَنَةٌ

والْكَنيسَةُ تَصِيحُ

قَد شَفَتْ بِدَقَّاتِ النَّاقُوسِ

أَشْجَانِي

أَضَعتُ بَيْنَ غُبَارِ النَّمائِمِ

قَافِلَتِي

و ظَلَّتْ تُبَعثِرُ خُطُواتي

هُمُومِي و أَحزَانِي

رَمْسٌ

فَتَحَ دَفَّتَي لَوْحَتِهِ

الْأَمَلُ في طَرَفٍ 

والْيَأْسُ يَرصُدُ

في الْجَانِبِ الثَّانِي

أَيَا لَيْلَى

هل سَيَسُرُّنا الْخَبَرُ

فَيَتَبَرَّجُ الْلِقَاءُ

و يَكُفُّ الشَّوقُ

عَنِ الْغَلَيانِ



         ٢٠٢٠/٩/١

ذاتُ الرّداءِ الأحْمر ................. بقلم : جميلة بلطي عطوي _ تونس




البارحة

غَفتِ الجدّةُ  في مُنتصف الحِكاية 

ترَكتْ دبّوس الغُول مُعلّقًا

على فَوْهة الحَكْي 

أمّا الغولُ فقدْ أرْهقه الحِمل 

مَلَّ البَقاء مَحشورًا ودبُّوسه 

في قُمْقُمِ الانتظار 

فكّرَ .. تدبّرَ ثمّ قرَّر

اِستقالَ دونَ أن يُعلمَ الجدّة  

حَوّل الدّبّوسَ إلى عَصَا رِحلة


على بابِ المدينةِ شدَّ انتباهَه

طائرٌ مُهاجرٌ 

خُطّاف ألفَ العودةَ 

تهزُّه في كلّ مرّةٍ أجْنحَةُ الحَنين 

إلى عُشّه القَديم 

إلى بْيته المَعمُور 


مَعًا صَعقتْهما الدَّهشة 

بابُ المدينة مُوصدٌ 

بلا مفتَاح 

المدينةُ يَجثمُ عليها صمتٌ ثقِيل 

كلُّ الحياةِ فيها حَرَكة أشْباح

الطّائِرُ مُتردِّد 

يُفكّرُ هلْ أضاعَ الطّريق 

الغُولُ يتساءَل على رَأسِ مَنْ  

كانَ سَيهوي بِدبّوسِه 

ليْت الجَدةَ تَستفِيق 

ليْت الطّلسَم يُفكّ 


الطّريقُ تضاريسُها فقدتِ الانْضباط

تداخلتْ

الطريقُ موغلةٌ في الالتِواء

وحَده مُنعرج بيْت الجَدّة ظلَّ واضحًا 

طريقٌ تسلُكه ذاتُ الرّداء الأحْمر

 كلّما فكّرتْ في الزّيارة

سلّتُها مَليئةٌ بالخَير 

لِلجدّةِ 

لِكلِّ جائعٍ 

لوْ يُفْسح الذّئبُ الطّريق

لو يَتمُّ العثورُ على مفتاحِ بابِ المدينَة 

مدينةٌ مسكينة 

لا حارسَ .. لا رقيبَ

وذاتُ الرّداءِ الأحْمر على الباب 

تحْلُمُ بالوُصول 

تخْشى هُجوم الذّئب

يُرْبِكُها تداخُلُ الفُصول


المدينة ، الجدّة والغول 

حكاية يرُدّدها الخُطّاف في كلّ عام 

قصّةُ المدينة يُغْتالُ فيها الأمن 

بِضرْبة  صَديقةٍ 

والغُولُ  يقبض الأرواح بأمْر حَكْي 

تسقطُ في  عرفه المدينةُ 

تلوَ المدينة 

في غفوة  أو غفلة 

أَوْفي عُنُقِ حكاية 

بلْ  زُجاجة رَمتْها الأحداثُ

في هوّةٍ بِلَا قرار. .



تونس.....2 / 9  /2020 



دَفْــقٌ سَــاطــع.. فِـي عَـتـمَــة قـلـبٍ تَــائــه.............. بقلم : منير صويدي _ تونس





دَعُــونِي وَحِـيــدا لأخْــفِـي جَــفَـائــي..

وَأبْـحَــثُ عَـنّـي، وَعَـنْ سِـــرّ دائـــي..


لـقَـدْ ضَـاعَ خِــلّـي، وَتـــاهَ دلِــيــلـــي..

فـأمْـسَــيْـــتُ وَحْــدي، أجُـــرُّ رِدَائــي..


أكَــفْــكِــفُ دَمْـعِــي، وأبْـحَـــثُ عَـنــهُ..

"أيَــا قَــوْمُ قـدْ ضَــاعَ نَـجْــمُ سَـمَـائــي.. 


فجُـبْـتُ الفَـيَـافِـي، وطُـفْـتُ الصّـحَـارَى

أغَـالِــبُ شَــوْقِــي، وَرَجْــعَ العُـــــوَاءِ..


ألاطِــفُ وَحْـشًــا، أسَــائِـــلُ نَـجْــمًـــا..

وأبْـحَـــثُ عَـنْــهُ رَغْـــمَ اسْـتِـيَــائِـــــي.."

***

وَحِـيـنَ الْـتـقَـيْــنَـا، اكْـفـهَــرّتْ دُرُوبِــي

وَدَوّتْ رُعُــــودِي، وَفَــاضـتْ بِـمَـــــاءِ..

 

"ألا تـسْـمَـعِـيــنَ؟ ألــسْــتِ الـتـــي قَـــدْ 

هَــوَتْ وانْـتـشـتْ، ثُـمّ خَــانَـتْ وَفــائـــي؟


دَعِــي غــدْرَكِ المُـسْـتـفِـيــضَ وَدَاوِي..

جُـنُــونِــي بِــوَصْــلٍ يُـعِـيـدُ صَـفَــائــي.


فَـلـسْــتُ أبَـــالِــــي إذا مَـا الـتـقــيْــنَـــا..

بِـعَـسْـفِ الـغِـيَــابِ وعُـسْــرِ اللّـقـــــــاءِ.."

           ***

أيَـــا قـلْـــبُ هَــــوّنْ عَـلـيْـــــكَ فَــإنّـــي..

سَـئِـمْـــتُ الـبُـكَــاءَ وطُــــولَ الــدُّعَـــاءِ..


وَيَـــا نَــفْـــسُ هُـــزّي إلــيْـــكِ بِـشَـــوْقٍ..

وَتـــوْقٍ وَعِــشْــقٍ يُــجَــاري رَجَــــائِــي.


يُـعَـمّــدُ رُوحَــكِ طُــهْــرًا وَ وَجْــــــــدًا..

وَيَـبْـعَــثُ فِـيــهَــا ضُـــروبَ الضّـيَـــــاءِ.


فـتــزْهُــو الـحَـيَــاةُ، وتـحْـيَــا الـنّـفُــوسُ..

بِـفـيْــضِ احْــتِــوَاءٍ، وَدَفْـــــقِ انْـتِـشــــاءِ.

***

أوت 2020

سريرُ الصَّدى ................. بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية




تركضُ النَّافذةُ صوبَ أجنحتي

يتأوَّهُ زجاجُ الانتظارِ

وتُرفرفُ ضحكةُ الهواجسِ

حينَ السّماءُ تتسلَّقُ نبضي

إنِّي أصطحبُ الموجَ

إلى قاعِ دفاتري

أرافقُ ثمارَ الوجدِ

وأنا أندسُّ

تحتَ لحافِ القٌبلةِ

لأشتلَ على صدرِ الكلماتِ

برقَ الحنينِ

وأذوبَ في رعشةِ

النَّجوى

أتحسَّسُ أطرافَ اللانهايَةِ

وأنا أحتضنُ أنفاسَ التلاشي

وأعضُّ نواجذَ اللهيبِ

على سريرِ الصَّدى

والشَّهيقِ *


                 

                          إسطنبول

مَقَامٌ صُوفِيٌَّ ................ بقلم : العلمي الدريوش _ المغرب


سَكَنْتُ يَا حَبِيبِي مُحَيَّاكَ

             فَأنَا أَلقَانِي حَيْثُ أَلْقَاكَ

خَطَوْتُ نَحْوَ مَعْلَاكَ أََهْوَاكَ

           خُطُوَاتِي كَانَتْ بِمَسْرَاكَ

سَمَوْتُ يَا حَبِيبِي لِمَعْنَاكَ

           وَعَرَفْتُ أَنَّ دُنْيَايَ دُنْيَاكَ

رَجْوْتُ فِيكَ حَلاًّ لِمَرْآكََ

            وَكَتَمْتُ أَنَّ مَرْآيَ مَرْآكَ

صَبَوْتُ مِثْل خِلٍّ لذِكْرَاكَ

       وَنَسِيتُ أنَّنِي لَسْتُ أَنْسَاكَ

إِِليْكََ أُبْتُ شَوْقًا لِرُحْمَاكَ

       وَحَلَلْتُ فِيكَ رُوحاً  سَتَرْضَاكَ    


أحلامنا ............... بقلم : خضر الياس آلدخي // العراق






 أحلامنا التي

رسمناها ونحن نتسامر 

ليلة الأمس 

لم تستطع أن تصارع نور الشمس. 


الشمسُ تسرقُ منا خَلوتنا 

كلما اجتمعنا 

تحت جنح الليل. 


الليلُ المُقمَر

أعشَقهُ ويكرهُني

لأن لي قمراً أجمل.


أجملُ معزوفة 

هي تلك التي نسمعُها

آواخر الليل معاً

وقد ثمِلت كما نحن كؤوسنا. 



الوحدة ................... بقلم : البير رعد القفان // العراق

  


وجه آخر للعطش

لكنه يروى باللقاء 


اللقاء 

كذبةٌ ترويها المساءات

و تغطيها الشمس


الشمس 

هالة تشع نورا

كلما ابتسمت هي


هي 

 زمان

و مكان 

تمشي على هيئة شجرة 


الشجرة 

عروس 

تفض بكارتها

من ابنها الفأس


الفأس 

قاص جريء جدا

لهذا يخط النهاية

على ظهر الشجرة

 قبل البداية


البداية 

لعبة تدليس 

النهايات


النهايات

حزن مغرور

يمشي على أطراف أصابعه


    

أمنية .. سحقتها ساق مكسورة / قصة قصيرة ............. بقلم : علي حداد // العراق




الكلمة :  ربما انعطافة صغيرة تغير مسار حياتنا وتقلبها راسا على عقب

حتى لو كانت ساق مكسورة لرجل بسيط

الاهداء : الى الدكتور.. جاكي عبود  وبدرعبد المجيد.. وصادق علاوي ..

والى كل من يطلق ألآه قبل المريض

كنت اتمنى ان اصبح طبيباً.. لأعتني بأمي وأبي.. وأخواتي..واهلي في منطقة الطيطران..وابو دودو.. لكنهم جاءوا يحملون أبي الذي أنزلق وسقط على الارض.. وكسرت ساقه.. وكان لابد لي وأنا الابن البكر.. أن أعمل في المقهى الصغير بدلاً منه.. وقد أجرى له طبيب عملية جراحية أتضح فيما بعد ان هناك خطأً في اجراء تلك َالعملية.. مما دفعنا لاجراء ثلاث عمليات اخرى على فترات متباعدة .. نتيجة لذلك الخطأ..  مما اضطرني للعمل بدلا عن ابي وتركت الدراسة وبقيت أعمل وأوفي جزءاً من الدين الذي غرقنا فيه.. وحين ذهبت لرؤية الطبيب ..كان مهندم الثياب بنظارة طبية أنيقة واظافر مقلمة باعتناء وحذاء مصبوغ.. لكني لم استطع أن أمسك نفسي عن الثورة في وجهه.. فطردني من المستشفى.. وكنت أبكي بحرقة..

وتمضي السنين بطيئة وسريعة..باردة وحارة .. حزينة وسعيدة.. وذات ليلة وقفت سيارة طويلة نظيفة امام (مقهاي الصغير) وترجل منها رجل طويل.. نظيف.. بأظافر مقلمة.. وحذاء مصبوغ ونظارة طبية انيقة.. وطلب مني قدحاً من الشاي.. نظرت اليه.. طويلاً.. عرفته.. وكيف لي ان أنساه.. سألني باستغراب:

- أنت تحدق بي.. هل تعرفني؟

- أنت طبيب.. اليس كذلك؟

- نعم. من انت؟ هل تعرفني..؟

- كنت اتمنى ان أصير طبيباً..

- وما الذي منعك من تحقيق امنيتك ..؟

- ساق أبي .. المكسورة.. يا دكتور

وما منعني.. هم أولادي .. الذين ينتظرونني .. وربما كان واحداً منهم يحمل في قلبه أمنية.. لا أريد أن اسحقها ولو بجمجمة طبيب!.


E:mail:alihadad012@Gmail.com


على جناح العشق .................. بقلم : علال الجعدوني _ المغرب




-١-


هكذا  أنا 

أسافر عبر الزمان بلا خرائط ولا بوصلة 

أسافر  حيث أرتاح ، حيث السكينة

اختفي بين جثث الكلمات 

أضمد جروحي

أنسى وجع السنين  . 


-٢-


هكذا  أنا   

أحمل  كل المتناقضات  

أسافر إلى حيث أشواق اللقاء 

لا ألتفت للماضي  

ولا لما تخفيه الأيام 

فالمقدر  مقدر  

فلا داعي لإعادة النظر   

وطول الإنتظار  .


-٣-


هل تذكرين  يوم بحت لك بأسرار قلبي 

ولبست عشقك كما أنت

ونصبتك  أميرة   وطني  .

هيا خذيني أجيء إليك كما تأمرين 

فنبض قلبي  

بالعشق  يرتجف   . 


-٤-


آه  ...!

كم أشتاق  لحنانك  

لعطرك الفواح المنعش  .

العمر بقربك دفء  

يحيي العظام وهي رميم   .

أنت الحلم الجميل الذي ينسي الجراح  

 فتعالي خذيني ظلا  

فيه نتحد   ... 


-٥-


هيا تعالي  ...

اجعليني  وترا  يرقص على إيقاع العشق 

أترع أحاسيسي  بأغان  دافئة  

قبل  ما يسرجني الزمان 

وأركب ظهر الرياح 

فأسافر مع السحب الهاربة    .


-٦-


ليتك تعلمين   ... !

ظلك ، طول المدى لا يفارقني

وطيفك  كلما طفا ، تنتفض أوردتي  .

إني أقسمت

برب إله الحب  °° إيروس  °° °°  Eros  °°

أن أتطهر  من كل النسوة  

غير  سواك 

و أن تظلي أنت وحدك  ،

 طول العمر  ،

أنشودة  روحي الأبدية  .




✓ إيروس   Eros في الميثولوجيا اليونانية هو إله الحب والرغبة والجنس   . 

✓ كان  الاغريق يسمونه  سفالوسا  .

✓ بينما الرومان يسمونه سفاليسيا .

الموت يوجع كثيرًا ................. بقلم : رياض جولو // العراق

 





الموت يوجع كثيرًا 

ربما لا تعلم 

لكن أرى الموتى

يتجولون 

كل مساء 

على سقف اللاحياة 

سأخبرهم يوما 

ما 

عن ما يدور في هذا العالم 

الكئيب 

سأخبرهم ان لا يحزنوا 

أجل نحن في

الحياة

لكن نموت بألف طريقة 

حتى الشوارع 

تنزف حزنا 

ارفع كلتا يديّ نحو

السماء 

أدعو بأن أموت 

موتا 

هنيئا 

توقعوا شخصا على قيد 

الحياة 

هكذا يريد الموت 

بشدة 

لابد ان يكون هناك 

أشياء أكبر ،

كل مرة اقف على رأس الشارع

قبل 

ان أنزف 

ارقص عاريا 

وأغني 

هيا يا موت ..!


جاء الليلُ ................ بقلم : عادل هاتف عبيد // العراق



جاءَ الليلُ

وحضارة عشقي

 مازلت 

 تبحثُ عن تأريخ بداية

يلعنهُ هذا الشوقُ المجنون

يسألهُ عن عارٍ

 شاءتْ أقدارُ الدُنيا أن يدوم

جاء الليلُ

وأنا مازلتُ أعوم

أسألُ أمواجي

عن مرجانةِ  بحري

وياقوتة صدري

آهٍ يا عزائمَ أمري

جاءَ الليلُ

ومعهُ حلمٌ مظلوم

منذُ هواكِ

غَرِقَت أحداثهُ 

في بحرِ فشلٍ محتوم

حُلُمٌ متعوب

يسألُنِي عن ساعةِ لُقياكِ

أتعبَنِي قبلَ وبعدَ

مغيبِ الشمس

 حُلمٌ مخبول

لا يسكتُ أبَداً 

لا ينساكِ

أحرجنِي كثيرًا

أرسلَ  للشمسِ خطابًا

يسألُها لماذا يا ياقوتتي أنتِ ؟

الأجملُ منها بعدَ الفجرِ يراكِ؟

جاء الليلُ

يا عطرَ النرجس

وأنتِ فاتنتي

سحرُ  مشمس

وشوقٌ مهيوب

الآن وليس غدًا

أنتِ وخداكِ

أنتِ وعيناكِ

أنتِ ومراهقتي

 على صدري يتمناكِ

يصرخُ ينادي الشمس

قفي أترجاكِ

يا شمسَ الدنيا

يا شمس؟

هاتِ برهانكِ هاتِ

أنا وأشواقي

أنا وأحلامي

نتحداكِ

إن جاءت فاتنتي

مع ليلي

ورأيتِ عينيها الآنَ

قبلي ستقولين إليها

ما أحلاكِ


عُذْرَا لِبَحْرِكِ يا أكْنَافَ مَقْدِسِنَا .............. بقلم : جهاد درويش _ فلسطين

 



لله بيروتُ .. ثَوْبُ الْحُسْن مَنْ حَرَقا ؟ * * الْحُزْنُ فِيكِ وفِي شَطَّيْكِ قَدْ غَرِقَا

....

مَا لِي أُصَبِّرُ نَفْسِي هَلْ نَمَى أمَلٌ ** هَلْ ثَمَّ يَوْمَا متى ؟ هل يَلْتَقِي الْفُرَقَا ؟

..............

في كُلِّ شِبْرٍ – أيا بيرُوتُ - طَائِفَةٌ  ** الْكُلُّ يَحْرُثُ ما ونَّى وما رَفَقَا

...................

ما بينَ شَرْقٍ وَغَرْبٍ ضَلَّ جَمْعُهُمُ **  هلْ يَلْتَقِي فيهما الضِّدَّانِ من صَدَقَا

.......................

عُذْرَا لِبَحْرِكِ يا أكْنَافَ مَقْدِسِنَا ** يا زِينَةَ الشام بات الشام مُحْتَرِقَا

...................

كُلٌّ إلَيْهِ تَنَادَوْا دُونَمَا كَلَلٍ ** كَالُوا إلَيْهِ حُطَامَ الْمَوْتِ مُخْتَرِقا

.....................

قد أعْمَلُوا الْقَتْلَ يا بَيْرُوتُ في رِئَتِي ** الأرضُ كَالجَّوِّ .. كُلٌّ مِنْهما طَبَقَا

...............................

تَرْمِي الْحَمِيمُ عَلَيْنَا لا تُفَارِقنا ** تَقْتَاتُ مِنْ دَمِنَا نَهْرَاً جَرَى عَبَقَا

…………………..

في النَّوْمِ في الصَّحْوِ لا تَنْفَكُّ جَذْوَتُهَا ** تَجْرِي سِرَاعَا فلا تَلْقَى لها أرَقَا

....................

بِئْسَاً لِطَلَّتِهِمْ .. يَا بُؤْسَ أُلْفَتِهِمْ ** بِتْنَا الدُّمَى .. كُلُّ عِلْجٍ  .. فَوْقَنَا مَرَقَا ؟!

………………

لله حُسْنُكِ يا بَيْرُوت مَعْذِرَةً ** قُولِي بِرَبِّكِ مَنْ هذا الذِي سَرَقَا

.....................

تَفَحَّمَ الْحُسْنُ في شَطَّيْكِ وَا أَسَفا ** ولا جَوابَ أَيَا بَيْروتُ مَنْ حَرَقَا ؟

..................

هل بَاتَ حُسْنُكِ ذِكْرَى كَيْ نُعَلِّقها ** وَنُنْشِدُ الشِّعْرَ فيها أَيُّنَا سَبَقَا

..................

يَا أُخْتَ غَزَّةَ وَالشَّهْبَاءُ نَازِفَةٌ ** والأرْزُ فيكِ يُنَاجِي الله مُغتبقا

..........................

يا كَوْكَبَ الْحُسْنِ هَلْ وَلَّتْ بَشَاشَتُهُ ** وَوَدَّعَ الشَّمْسَ .. كالأمْوَاتِ .. مُخْتَنِقَا

.....................

أنْتِ الجَّرِيحَةُ في أَهْلٍ وفي وَطَنٍ **أَغْوَى الْفَسَادُ بِحُسْنٍ فِيكِ فَانْمَحَقَا

.........................

وَاصْطَادَ رُوحَكِ بِنْتَ الْبَحْرِ شِرْذَمَةٌ ** في غَفْلَةٍ مِنْك سَدُّوا نَحْوَكِ الْأُفُقَا

...........................

كُلٌّ تَوَاطَأَ ..  صَبُّوا الزَّيْتَ وَا لَهَفِي ** مَنْ ذَا وَمَنْ ذَاكَ كُلٌّ نَحْوَكِ الْتَصَقَا

..........................

نَفْسِي فِدَاؤُكِ بِنْتَ الشام فاصْطَبِرِي ** وَكَفْكَفِي الدَّمْعَ .. كُلٌّ قَلْبُهُ انْفَلَقَا

.........................

نَفْسِي فِدَاؤكِ مَا الشَّكْوَى بِمُجْدِيَةٍ  ** الجَّمْعُ نَحْوَكِ شَدّوا الْقَوْسَ وَالْحَدَقَا

...........................

كُلٌّ إلَيْكِ سِهَامَ الْغَدْرِ قَدْ نَشَبُوا ** كُلٌّ إلَيْكِ بِحُبٍ هَامَ وَاخْتَلَقا

.................................

أنْتِ الْلَبِيبَةُ يَا بَيْرُوتُ مَعْذِرَةٌ **  فَلا تُغرِّي بِمَعْسُولٍ جَرَى دَفِقَا

..................................

يا جَارَةَ الْبَحْرِ مَوْجُ الْبَحْرِ مُنْقَلِبٌ ** وَالنَّاسُ كَالْمَوْجِ كُلٌّ بِالْهَوَى ارْتَزَقَا

..................................

كُلٌّ مَعَ الرِّيحِ يَجْرِي نَحْوَ غَايَتِهِ ** وَالرُّزْءُ رُزْؤكِ .. عَنْكِ الْهَمّ مَا افْتَرَقَا


عــجــبا.. لِـــتنهيدة عـــميقة طـــويلة؟ ........................ بقلم : المفرجي الحسيني // العراق


ما بي من تعب، ساقني اليه ما عجب، في عينيها وميض، تحضنه جفنان كالهلال، تتمايل وهي منحدرة، ما أدري ما الذي طرأ، أبهرني منظرها ما عاد اذا انسكب، تثّب في مشيها ، كالبركان، اذا وثب، غزتني بلحاظها، والعين منها مترعة، جرحت أعماقي بغنجها، مثل المكلوم بالألم، تدفعني دفعا نحو أكيد اللهب، روحي وما انسكبت، فيها العجب، صهباء ، أغرتني ، وأغوتني، فمها كأس خمر معتق، في مقلتها صدى المنبع، وشفتيها انسياب الجمال، يختلج بين أضلعي، في صوتها نغمة جميلة، حلوة في مسمعي، أردد ألحاني وأزهو مع نفسي ومع صحبي، أجلس ويعجبني مجالستها، وحين تلهو معي أجذل بالضحك ،وأطرب تمازحني لاهية ، زاهية، وتطرحني، أرضا ، كي تصرعني، إن غضبت مني ، ما لها الاّ هاطل الدمع، ما أحلاها وغضبها، أحببتها يا قلبي ، بين أضلعي تزهو،

بِمَبسم كالدر، ما أروع، تبدي دلالا، كما تشاء، ويشاء خاطري،

لا أمنع هواها، هواها يُحبني، ويطربني، إن لم أراها ليلة، فؤادي بالنار يشتعل أناجيها ،وأدنيها من فؤادي المهموم، على صدري ، وألثمها، مرة في الجبين، وأخرى على الوجنتين، أشقى لأسعدها، وابكي لأضحكها.. صمتُ أعشاب الحديقة وورق الازهار كما صمت غرفة الموتى

قدميّ العشب من بعد أن تلا أنفاسه ،زفرة عميقة طويلة ،أبعد قصاها من تلك من يدفعها ،وإن كان من يكن ،راح يتنفس بلا جدوى ،لم يكن لصوته ظل ،رغم تنفسه القاسي ،عجبت الموتى ،لم يكن له أثر على وجوههم

سَعَلَ واشتد سعاله ،أحرق فمه شيء ،أشتعل في جسده ،حائر أين يختبئ

أنفاسه وصوته ،قبل أن يستيقظ الموتى ،خلف الجبال البعيدة لهم ذكريات

يسردونها بمجالسهم حول نيران المواقد ودلال القهوة المرّة ،دوما دماء على أجنحة صقورهم ،عيونهم ثعابين تفترس النهاريات ،أظلم الليل،

يلعب ويمرح صغارهم مع صغار النمور، هم طلائع الليالي القادمة

مخالهم حادة وأكثر حنان ،وحيدون في صحراء من غير أمل ،لا رغبة بالمغادرة ،هكذا هم لا يختفون لا يغرقون.




العراق/ بغداد

31/8/2020


دهاء .............. بقلم : سعد النوري // العراق



اوهمتني..

انها تحبني

تركتني مركونآ

على رصيف انتظارها

اجهزت..

على ماتبقى من احلامي

طعنتني طعنة نجلاء

ثم كفكفت..

دموعي بوقاحتها

 المعهودة

تركتني..

انزف المآ

ثم اعتذرت سرآ


Saad. K. Alnoory

جوهرتي والحنين ................. بقلم : خالد اغباريه _ فلسطين




فكرت ..

ثم تكلمت وقلت ..

اغسل فؤادك

وطيِّبْهُ بالفرح

كسوسنة تفتحت في الصباح

كعطر فاح

من سوسنة ربيعية

تطرد الحزن

وقهر السنين 

فخلاياي الساكنة

في حبور ...

وتقودني الى سوسنات 

لتجتاح تفاصيل أيامي

وحكايا ليلي الجميل

وترجعني قسراً 

لِما يُسمّى 

بالـ (( حنين )) ....

سأطوي صفحاتٍ 

من الحزن الدفين

مسافات وجبال 

وبحور وامواج عاليات

وأتجاوز كل الوجوه

وأترك لعبير السوسن

متنفسًا وفسحة أمل

علها تَخُطُ كل فرح في قلبي وروحي

يجول ..

فحلّقي يا روحي 

في سماء السعادة

وعبير السوسنات

بدون توَقُّف

ولا توقفي نضوج الكلمات والحروف

رياح الدمار .................. بقلم : فاطمة الشيري _ المغرب


   


يا رياحا عصفت شموخ الأرز.

فانتحب لها السنديان في الغرب.

الأشجار ترثي الأوراق

قرابين للمرفأ.

ظلل الحفيف  هول الدمار 

فانتفضت الأغصان  تعلن رقصة الموت

شحوب الخريف ودع

عذوبة التين 

ووحوحات الريح أثملت

كروم العنب. 

عتق العويل  شجون الأرض بين الشقوق. 

فانبرى الفجرحزينا

يستنجد برب الكون

أيرتوي بغمام الرماد !؟

أم بشظايا 

أمطرت ظمأ الأرض؟!

الحطام بين دروب زرعت ذكرى الرحيل.

فانتفضت العنقاء من بين الأنقاض تنادي

لبنان


ترقّب .................. بقلم : فيصل البهادلي // العراق

وقفت تراقبُ دربها

وتعيدُ ذاكرة الدّروبِ صدىً

وهمسُ الليلِ يفترسُ الرؤى

والذّكرياتُ على الشفاهِ

تكونُ نيراناً وزادْ

ويثورُ بعض جحيمها..

في الحلمِ..لا يبقى لها

غير التّشبثِ في نداء الامسِ

من زهو الرّبيعِ

على سريرِ الحبِّ...

في سور ِالحديقةِ ...

.....

..كيف ينصهرُ الودادْ

وتذوق شهدَ رحيقها..

فيما تخمّر في عروق العشب ..

من اثر الرّقادْ

..........................

كلُّ النوافذِ تلمحُ الشّبحَ المرابط..

خلف اغطيةِالظلامْ

وتعدّاحلامَ المسافةِ في الخطى

وتعدّ جمرات ِاللقاءِ..

بما تجمّع من رمادْ

3 /9/2020

أضعف الإيمان / قصة قصيرة ................. بقلم: فيصل سليم التلاوي _ فلسطين




كعادته يُبكر عبد الحميد إلى موعده الدوري في عيادة السكري مرةً كل ثلاثة أشهر، ليظفر بموقف لسيارته أولا، ثم بمقعد يريح عليه بدنه قبل أن تغص صالة الانتظار بالمراجعين، فلا تجد فيها موطئا لقدم. ومع كل حرصه على التبكير الذي يسبق الدوام بساعة على الأقل، إلا أنه يجد عشرات من المراجعين قد سبقوه. يضغط على آلة الترقيم ويأخذ له رقما متسلسلا، وبصعوبة بالغة يجد لنفسه مقعدا بين المقاعد القليلة التي لم تزل خالية.

يسأل عبد الحميد نفسه:

- منذ متى حضر كل هؤلاء؟ وعلامَ يتسابقون مبكرين ما دامت المراجعة تبعا للدور بكل مراحلها؟ مِن أخذ الرقم، فانتظار الكشف الأولي، فمراجعة المختبر، ثم مقابلة الطبيب، فالمحاسبة، ومراجعة الصيدلية لاستلام الدواء، ثم أخذ موعد جديد. كل ذلك يستغرق وقتا بين الساعتين والثلاث ساعات مهما تقدمت في حضورك أو تأخرت.

كان النهار صيفيا حارا ينفث سَمومه من أوله، والريح الهائجة تثير في الخارج غبارا يزكم الأنوف ويلهب العيون.

جلس عبد الحميد وهو يخمن أن ساعة قد تمضي بعد بدء الدوام حتى يصله الدور، ويبدأ خطوته الأولى. اكتظت الصالة بالمراجعين الواصلين تباعا، حتى صار الواقفون أكثر عددا من الجالسين. زادت أنفاسهم وزفرات انتظارهم الجو حرارة وسخونة، لولا مكيف هواء يتيم ينفح الصالة ببعض نسمات باردة رطبة، تخفف قليلا مما يكابده هؤلاء المنتظرون من ضيق ونفاد صبر وحرارة.

طال على هؤلاء الأمد وهم يحدقون في ساعاتهم، ولما تبلغ الثامنة بعد، ليبدأ النداء على الأرقام بالتتابع، عندما نهضت امرأة بدينة من مقعدها وأدارت ظهرها لجميع الحاضرين، وتوجهت صوب النافذة المجاورة لها ففتحتها على مصراعيها، ثم استدارت منتشية مواجهة لجمهور الجالسين، تهف بيسراها على وجهها وصدرها كمن يستمتع باستجلاب الهواء ليبرد به نفسه، وعادت متمايلة إلى جلستها الأولى.

تململ كثير من الجالسين في مقاعدهم، ونظر بعضهم ذات اليمين وذات الشمال، كأن كل واحد يستنكر ما حصل، ويحث جاره ليكون البادئ بالاعتراض، ويقينا أن كل واحد منهم كان يتمتم بينه وبين نفسه:

- ما جدوى مكيف الهواء مع شباك مفتوح على مصراعيه للحر والغبار؟

كرروا تبادل النظرات لكن أحدا لم ينبس ببنت شفة. تجهمت وجوه بعضهم تعبيرا عن استنكارها لما حدث، ولبثت على تجهمها حينا كأنما رأت منكرا وأرادت تغييره، لكنها همست في أعماقها:

- (... فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)

ضاعت نسمات مكيف الهواء أمام فحيح الهواء اللافح الممتزج بالغبار، الذي يأتي من النافذة، وواصل الجالسون تسمرهم على مقاعدهم كأنهم خُشُبٌ مُسنَّدة، وعيونهم مشدودة إلى شاشة تلفاز عملاقة، تقدم تمارين رياضية تعليمية لمرضى السكري، لتساعدهم على حرق مخزون السكر الزائد في أجسامهم.

يؤدي تلك التمارين رجل وامرأة بطريقة فنية جذابة، هي أقرب إلى الحركات الإيقاعية الراقصة منها إلى الرياضة، ويمكن أن يؤديها كل شخص بمفرده في منزله.

كان الجالسون في غاية الانسجام والمتابعة، إذ لا تسلية أخرى يُزجون بها وقت انتظارهم، عندما نهض من وسط الصالة ذلك الرجل بلحيته الكثة، واتجه صوب الشاشة ضاغطا على زر التشغيل ليقفله، ثم ليعود إلى مكانه نافخا صدره منتشيا كأنما هو عائد من غزوة مظفرة.

تململ الجالسون في مقاعدهم، وحرك الواقفون أقدامهم خطوات تبادلوا بها أماكن وقوفهم، ونظر كل واحد يمينا وشمالا، وتشجع بعضهم أكثر من غيره فمد نظره أماما وخلفا، ولم ينبس أحد بنت شفة مرة ثانية، وهمهم كل منهم بينه وبين نفسه:

- ( من رأى منكم منكرا فليغيره....فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).

ظلت العيون مبحلقة في الشاشة المطفأة، ونسيت النافذة التي أشرعت قبل حين. وواصل عبد الحميد رواية مشاهداته لذلك اليوم قائلا:

- لفت نظري مراجع جديد دخل الصالة لتوه، رجل في منتصف العمر، بدت عليه سيماء الرزانة والوجاهة، توجه من فوره صوب الموظفة ليقدم لها ملفه. شدتني نحوه هيئته ومهابته، فأردت أن أصنع له خيرا بأن أدله على مكان آلة الترقيم، لأدخر بعض وقته الذي قد ينقضي قبل أن يأخذ رقما، وقد يسبقه آخرون جاؤوا بعده، فأشرت له صوب الآلة فتجاهل إشارتي، وواصل طريقه صوب الموظفة ليناولها ملفه.

عندما خاطبته الموظفة المختصة:

- خذ رقما وانتظر دورك. أدار لها ظهره.

وعندما أصررت على مواصلة تطوعي في تقديم الخدمة المجانية له، وتقدمت نحوه لأدله على موقع آلة الترقيم، التفت إليَّ بطرف عينه، وأراني الرقم الذي كان يطبق يده اليسرى عليه، وأدار لي ظهره ومضى.

مثله تماما فعلت امرأة دخلت بعده بلحظات، وتوجهت من فورها للموظفة المختصة، وتطوعت امرأة لتقدم لها خدمة فتدلها على آلة الترقيم والدور، مثلما تطوعت قبلها بتقديم خدماتي المجانية للرجل ذي الهيئة والهيبة، فأخرجت لها الرقم من حقيبتها لتريها إياه ثم لتشيح بوجهها عنها.

تعلمت بعدها أن أكف عن متابعة الداخلين والخارجين، وواصلت صمتي.

عندما ردد النداء الآلي رقم 42 ولملمت نفسي للحاق بدوري، كان جاري الذي على يميني، والذي تبادلت معه النظرات المستنكرة مرتين قبل قليل قد نهض أيضا، و بينما توجهت إلى غرفة الطبيب، رأيته يتوجه صوب الشباك المجاور له، فيفتحه على مصراعيه، ليملأ رئتيه بالهواء الطبيعي الآتي من الخارج، وخمنت أن جميع من في الصالة قد عاودوا تبادل النظرات، وربما زاد الجالسون تململا في مقاعدهم، وزاد الواقفون من حركة أقدامهم، ويقينا أن كلا منهم قد حدث نفسه بحكاية أضعف الإيمان. بينما ضاعت نسمات المكيف اليتيم بين سموم الهواء الحار والمغبر، الذي تنفثه النافذتان المشرعتان عن يمينه وشماله، وظلت الشاشة المطفأة تبحلق في عيون المشاهدين الصامتين، واستمر كل داخل جديد يأخذ رقما ويدسه في جيبه احتياطا، بينما يحاول أن يحشر نفسه متخطيا دور غيره ما أمكنه ذلك.

8/10/2012

ناس وناس ............... بقلم : رضا عبد الحميد _ مصر



فيه ناس 

بتحب بس 

تظهر فى الصوره (١)

وناس فى فعل الخير

ضهورها مكسورة(٢)

وناس بتعطى بسخاء 

ومش مشكورة(٣)

وناس لاليها 

فى ده ولا ده

ولا حتى محشوره(٤)

وناس مش شايفه

على عينها شبوره(٥)

وناس على الدنيا

عايشه مسعوره(٦)

وناس يادوبك 

عايشه مستورة (٧)

وناس طول عمرها

عايشه مقهوره(٨)

وناس فى ملعب الدنيا

متشاطه كالكوره(٩)

وناس على  الهامش 

لاعايشه ولا منظوره(١٠)

انتا مين فى دُوُلْ (؟)

خليك صادق 

واكتب اسمك ع السبوره

(١٠،٩،٨،٧،٦،٥،٤،٣،٢،١)


            

مغرة الفراق .................... بقلم : باسم جبار // العراق

أَتناثرُ في ألأقدارِحَبْا ً

من دقيقٍ

تَلتقطني غربانُ الوجعِ

بشراهةِ ألإنتقامْ

أبحثُ عَنْ ذاتي

لطالما تاهتْ بأوهامِها

تَرتشفُ كؤوسَ ألإنتظارِ

فوقَ مهاطلِ الغمامْ

هاهي أَسطح الفؤادِ

تتناسلُ عليها

أَفخاخُ الضّياعِ

تتسربلُ بزينتِها

إلى نبضاتِِ لَمْ تزلْ غضةً

تبحثُ عَمنْ يحتويها

لتعرفَ للحياةِ وجهَها الأخرِ

في منازلِ القبحِ للأَيامْ

كيفَ أَتلو مَزاميري

وَأَعوادُ الناي تهشمتْ

تَئنُ من أضلع ٍ

تشعرُ بغربةِ ألانتماءِ

إلى حواضَنَ خَلتْ

أنْ تجدَ على النارِ هدى

أو أنْ تجدَ خوارقَ

يَتملكُها يقينُ الحياةِ

لا تُمحى بمغرةِ الفراقِ

على أَكوابِ المُدامْ



 3-9 -2020

المغرة - المطرة الخفيفة


الاثنين، 31 أغسطس 2020

روابي الشموس .................. بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق

 

بجلالةِ عيني رأيتُ الشمس

تخنقُ الدمعَ 

وتوسوسُ في صدرِ الغصة 

على أن الصبحَ قريب ..


عجبتُ من شمسٍ 

لا ترى كيف المغيبُ 

يغوصُ في بئرِ الجوعِ .. 


هزي جذوعَ الشمس

لأشمّ سيقانَ الظلّالِ من طولك ، 

ثم هزّي مرةً أخرى

لأرى ياقوتَ السماءِ يتلألئ في عينيك..


قميصي يغطيه من شعاعِ الشمس

وما زالَ ظلّي يحرسُ خياله 

أراه ذات نهارٍ 

يجثو على ركبتيه .. 

قلت له معاذ الله 

هل الدنيا لا تكفيك

أم ماذا حلّ بالوطن ؟!..


واقفٌ أنت وسط جزرِ الغيوم

والشمس يقتلها الظمأ

ربّما الشطُ جاوزَ مدى الضباب .


تحلمُ الشّمسُ بأصبعٍ من فكرةٍ

يغطي رأسها كلّما زادَ الشوقُ إليك.



 البصرة