أبحث عن موضوع

السبت، 26 ديسمبر 2020

قرارات المطر ................ بقلم : سعد المظفر // العراق




غيمة تفتتح النهار وقبلتي تفتتح الصباح

أصابعي تلاحظ قصيدة يسري بها الكسل يرتفع عنها الثوب

صفصافتين ونافذة تنتظر القرارات

قرص هو ملكي أفقياً ينزل المطر

الندى لامكان له

الزهور حولي وقرص الشمس في يدي

يشردان كما الدخان نهديك

تتقافز

كر وفر

كر وفر

حولي ..الرصيف ملكي

شوارع المدينة تندس في سريري

الباعة المتجولون قرب العربات ..مالي ولهم

منديل أشتهاء

البحر يمتص من غيمة أساطيرها

……………أين

البيت غرفة النوم

المساء تبقيه الستائر بعيداً عن الضوء

أحتضان ووجهك يقلب أغصانه

من فضلك المنديل قريب منك

نعم…..

المنديل الورقي المعطر والمطرز بالقلوب

التجفيف يصنع الموانئ

وخارطة القلب ترسم ألياذتها

دار

دار

دار

أصعدوشتعل بالغناء

كل لأقدام تود الرقص

العزف ..مطر..مطر

نبيذ

الأنتظار .................... بقلم : لطيف الشمسي // العراق






مازال...

 الموت يطارد

أحلامنا... 

الممتلئة بالنعوش

ومازلنا ...

ننتظر النهايات

الموشومة بالعذاب.

حِـداد أنثـــوي ............... بقلم : تميم العلي // العراق




قالت :

أحتاج لرجل أمنحه

            براري السقوف

      وكل الهديل  وكل القِباب 

و يمنحني/فقط/

شعور امرأة لم تتحدّد

يعلّمني كيف أصير سحابة حُب

أمطر كرزاً رغم الريح ولا أتبدد

يجعلني امرأة من غسق قان

أو غيمٍ  حافي الترحال

وينفض عني غبار الحرب.. 

ويخدعني بأن يأتي صباحاً 

فلايوجد في أزمنة الحرب صباح

بل ساعة صفر ونواح

و مساء يقتاد مساء

ونساء تمتهن رثاء

بالليل الرابع مات ابي 

بالليل الثاني مات أخي

وبالليل العاشر مات أخي

الموت لدينا ليس هراء

ياربي إجعله هراء


رفقاً ياالله .

  بـ نا

    بـ نسوتتا

       بـ حناجرنا

         بـ حاملة الحزن الحدباء

           بـ العمياء

     بــصوت المُقرئ عبد الباسط

                 

                     بـ أُمي

                        وبـ ي


فياااااااااااربي لستُ الخنساء. 

علىٰ شفاهِ القصائد يتبرعَمُ الضاد*............ بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي // العراق


مهما برقَ وميضُ المالِ في دنيا البروقِ واستجلىٰ مصوغات العساجد فلا شَكّ أنّ أنوارَ بارقةِ الضادِ تزدهي فتشدَه العميانَ قبلَ أهل النظرِ وتزيدَهم بصيرةً فهي القلائدُ تشرئِبّ لها أعناقُ المتيمينَ بها ويخطفُ بدرُها نورَ أبصارهِم ، مباركةٌ ديماتُ مدادها تهبهُم من سمائها بعضاً من بذورِ الغيمِ تغرسها في أرحامِ دواتهم المجدبةِ لعلّها تجود بالخصبِ والنماء ، تصوغُ لنا من صحيحِ النبضِ فاتنةً فتسعىٰ لها القصائدُ زرافات ووحدانا يغرّدُ الشعرُ في ثنايا نواجذِها يستصرخُ الأعماقَ يرسلُ الأشجانَ نفثاً في المدىٰ يرهفُ الأسماعَ يلهبُ مشاعرَ الحُبِّ ينبتُ فيهم غراساً يانعةً أشجاراً تصيرُ يعلو صرحَ المعاني يشيّدُ المباني ينسجُ السندس والاستبرق فترتفعُ لغةُ الملمسِ إلىٰ عنانِ السماءِ يتألقُ سناها يزاحمُ الثريا ينحني له عنقُ الشمسِ تراهُ النفوسُ الساميةُ وينحسرُ عنهُ ما دونَ ذلكَ حتىٰ السراج قدْ يتوهجُ ولكنْ بعيداً بعيداً راعَهُ ما بدا لهُ حينَ نثرَ عطرَهُ وأرسلَ ودّهُ  سبائكَ مرصعةً من ذهبٍ وفضةٍ ثُمّ رحلَ مودِّعاً تاركا نسائم عطره يملأ المكانَ يتضوّعُ بهِ الأثير فيطيبُ لهُ الزمان .


      العِراقُ _ بَغْدادُ

....................................

*بمناسبةِ اليوم العالمي للّغة العربية الذي يصادف هذا اليوم 18/12 من كُلِّ عام .



واقعُ حالٍ .................. بقلم : الكعبي الكعبي ستار// العراق



أحزانٌ لا تهدأُ

تهربُ من بين يديها الأمنياتُ

ويلاحقُ أسفارَها الألمُ

بالدما تتضرَّجُ كالسِقْطِ

في احتضارِ ولادتِهِ ماتَ الأملُ

صخبُ الابتزازِ

أفقدَ السمعَ حاستَهُ

بصوتِ اللهِ.....بصوتِ الإنسانِ

زوراً سرقوا البسمةَ

من كلِّ الشفاهِ

هذا يحمل ورداً

عطرُهُ ريحُ مبطونٍ أتخمَهُ الشّواءُ

ذاكَ ينادي في غيهبٍ

لا يعرفُ معنى النورِ

والنواعقُ في كلِّ وادٍ يهيمونَ كالشعراءِ

أسبابُ الحياةِ مُعطَّلةٌ

أطلقتْ صوبَ الموتِ خُطاها

مشهدٌ يتكرَّرُ في جذبٍ أزليٍّ

من فيضِ النحورِ دمٌ

جَزْرٌ في شفرتِهِ قدرٌ لا يبتسمُ

كلُّ شيءٍ بالمقلوبِ

الخير .......

الحقُّ .......

ما عادَ الضياءُ ضياءً

ما هذا !

ولماذا !

الأرضُ من أقصاها إلى أدناها

بيدِ العنفِ

يتربَّعُ عرشَ دُناها الطغاةُ

ما من بارقةٍ للخلاصِ

المنقذُ فينا

شمسُ غيَّبتهُ السحابُ

الفطرةُ تدفعُنا للحبِّ

وكما البيتُ ينشرُ أحجارَهُ

في الفؤادِ لقد كانَ الشجنُ

صورٌ شتى للعذابِ

يتقاذفُها التّيهُ

في بحرٍ لجّيٍّ

دمعُهُ في أحضانِ الذكرياتِ

ترتشفُ ابتساماتٍ ثكلى

من مخاضِ ولادتِها استأصلوا الفرحَ


ومضات / صراع.............. بقلم : زينب أبو عبيدة _ الجزائر

 


صراع1/

رصيفنا صراع 

الأحبة

أيُ الومضاتِ 

سيختار؟ 


صراع2/

رصيفنا 

صراع دائم 

للحب


 صراع3/

قلبي وعقلي 

في صراع دائم

لك وحدك 

تنبض

 ذاكرتي 



أيّكُم يذكُر خضرة.................. بقلم : فيصل سليم التلاوي _ فلسطين



أيكم يذكر خضرهْ؟

صرخ الحادي الذي أشرفَ من علياء صخره

أفلتت من جانب السفح كما تنفر مهره

هالنا الحادي كما بان لنا في روعه أول مره

صوته ينزف شلالاً وفي عينيه جمره

صارخًا من بعد أن شعّثَ شَعره:

- أيكم يذكر لون اللوز في العينين ؟

والتفاح في الخدين

إذْ ما لوّحت وجنته شمس الظهيره؟

وعلى الظهرالذي ينشدُّ مثل السهم

تنسابُ كما الموج ضفيره

وصرخنا :

" كلنا نعرف خضره "

منذ أن كنا صغارا كعصافير الربيع

ننشد الدفء ونشتاق إلى السحر البديع

ولأطيافِ الفراشات التي تسبح ما بين الحقول

ولأمواج من الزهر استفاقت في ذهول

ولآذار تمطى وانتشى يزهو على كل الشهور

وخرير الجدول النشوان قيثارٌ بآذان الفصول

يومها كانت لنا في القلب "خضره"

حلوةً ريانة ًناعمةً أجمل زهرة

طاقة من نرجسٍ قد ضاع عطره

كلنا نعرف "خضره"

خضرة الزيتون في العينين والوجه " اخضراني"

خضرة الكعبين إذ تدعو لها الأفواه

" يجعل قدمك خضرا "

فتخضُّر الأماني

ثم يشدو طائر " الخُضَّر " مزهوًا بإزجاء السلامْ

والقلوب الخُضرُ من فرحتها رفَّت كأسراب اليمام

وأكفٌ لوحت نشوى وهالات ابتسام

خضرة قد عمت الدنيا

ونادى هاتف:- إنّ على الأرض السلام

بعدها في ليلة لطَّخَ خديها سخام

فزّع الحادي النيام

مُجهشا قد راعنا يحنو على الوجه الرغام

مزق الحادي أمام الحشد صدره

حسرة في صوته النازف تقفو إثر حسره

ومن العينين فاضت عَبرة في إثر عَبره

" قد سبا الأعداء خضره "

وتهادى الورق الأخضر مصفرًا

وما غطاه دهرا كشف الغاصب ستره

وتعرت توتة الحي

فما أبقت لها ما يستر الليلة عوره

فُضِحت يا سادتي الأشراف " خضرة "

هُتك العرض، وما نَزّ دم الأحرار قطره

غرقت في العار والأوحال " خضره "

يبست أرضٌ وصارت بلقعًا

والعارض المدرار إذ يمطرنا قد جف ضرعه

ومضى الذاهب والآتي

سراعا أفلوا لم يحصد الزارع زرعه

لا ولم يُنسأ لذي عمر بعمره

شاخت الدنيا وظلت عذبة الأطياف " خضره "

خضرةُ الوشم على الجبهةِ

والعينين في غوريهما توقد جمره

بسمة زينت الثغر

وفوق الخد من حرقتها تنهلُّ عَبره



1\4\2000م


عَـلــى وَقْــع الأمْــواج.................. بقلم : منير صويدي _ تونس




أرَانِـي كَـمَـوْج الـبَـحْـرِ  يَـغـمُـرُهُ  الـنّــدَى..

تُـعَـانِــدُهُ  الأنْـــوَاءُ فــي  غـسَــق الـمَــدَى.. 


أقَـــــارعُ  أَهْـــوالاً كَـمَـــنْ لا  يَـخَـافُــهَـــا..

وَأَرْفَــعُ رَايَــاتِــي  لِـزَعْــزَعَــةِ  الـعِـــــدَى..


لِــسَـيْـفِـي  صَــداَهُ  الـعَـنـتَــريُّ  وَوَقْــعُـــهُ..

إِذا  رَامَ  ضِــرْغــامًــا..  تَـــرَاهُ  مُــمَــــدَّدا..


وَنَـفْـسِـي تَـعَـافُ الـعَـارَ، تَـرْنُـو إلـى العُــلا..

بِـقَـلـبٍ شَـفـيـفٍ غَـالَـبَ الــوَجْــدَ فَـاهْـتَـــدَى...


فَـهَـــلاّ  فَــدَتْــكَ الـرّوحُ  أدْرَكْـــتَ مَــنْ أنَــا..

وَأيْـقَـنْــتَ  أنِّــي صِــرْتُ  سَـهْـمًـا  مُـسَـــدَّدا...


أُدَاري شُـجُــونـي رغْــمَ عُـمْــق مَــواجِـعـي..

وَأبْـنِــي بُـيُــــوتَ الـعِــزّ  حُــرّا  مُــعَــانِـــدا..


وَهَــلاّ فَــدَاكَ الـقَـلــبُ أخْـبَــرْتَ مَـنْ سَـهَــا..

بِـأنّــي كِـتَـابٌ  فَــاضَ  كِـبْـــرًا  وَسُـــــؤدَدا..


وَمَـــوْجٌ كَــخَــفْــقِ الـــرّوحِ دَوّى هَــدِيـــرُه..

يَــهُـــدُّ  قِـــلاعَ  الــغَـــدْرِ  هَـــدًّا  مُــبَــــدّدا..


فــلا تَـبْـتَـئِــــسْ  إنْ  أذهَـلـتْــكَ  قَـصَـائِــدي..

بِــنُـــورٍ تَـجَــلّــى لُـــؤلُــــؤًا  وَزَبَـــرْجَـــــدا..

***

ديسمبر 2020

براعم الكلمات ................. بقلم : سمرا عنجريني_ سورية


هلَّ الشتاء .. ..

آلاف الطيور ..

غادرت زَبَدَ الماء..

الضفاف المحفوفة بركام القصب 

المُزهِرة بالسوسن البرِّي 

والنيلوفر الأبيض ..

ودَّعت قرص الشمس المتوهج ..

وغطَّت في السبات ..

شيء فيَّ..

أصغر من حبة قمح 

أكبر من كون 

في ذاكرة الليمون 

سقط ..

و..حاصرني الخيال ..

رأيتُ شجرة 

نُشِرَتْ من اسفل الجذع 

تحاصرها الرياح ..

فقراء..

خبز وكرامة و..فَزَع 

دَخلوا القفص..

ذُلا ًّ و..خجلاً..وإيماناً ..

ولوهلة ..

شعرت بستائر النجوم 

تتهادى على جسدي 

تغطي عٌرييِ

وجهي المترنِّح 

صعد السماء 

دعا الله و..عاد ..

براعم الكلمات العذراء 

خالية الذنوب 

تهافتت إليّ

 فيافي وطني

 امتدت إلى مالا نهاية 

 أشجار التوت 

تناسلت على أغصانها 

ديدان القَزِّ..

الحفَر العميقة 

المملوءة بالجمر وبالقتلى..

رُدِمتْ..

بوابة السماء الزرقاء 

المغلفة من زمن النكسة 

فُتِحَتْ ..

صفرة الصحراء الموحشة

تنكَّرتْ لعمري 

هنيهة..

و..هطل المطر ..

---------------

18/12/2020 

اسطنبول



يرتعش الماضي عند حضرة الحاضر.............. بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق





يحضرُ عطركَ 

قبل أن تطرقَ البابَ

ووجهكَ يهتكُ حرمةَ أشواقي ..

٠

٠

ذكرى … كرائحةِ صحيفةٍ قديمةٍ ،

مركونةٌ في حوادثِ الأيام

تشحذُ همّةَ الأقلام ..

٠

٠

عبقُ الغبارِ يغطي حضورَ الملامح

كأنّهُ يرسمُ الوجوهَ بإبرةٍ

تخدشُ بشرةَ الكهولة ..

٠

٠

من حزنٍ إلى حزنٍ

يتنقلُ الدمعُ مسجونا

إلى سرادقِ المآقي

خشيةَ الاختلاطِ بغصةِ الأنين..

بينما الحنينُ كأي حطامٍ

 يستشعرُ ببرودةِ الخطايا 

بأناملٍ من ماضٍ..

٠

٠

عرفتُ من الماضي 

أن أضعَ العلامةَ على الفعلِ 

وتعلمتُ من المستقبلِ 

كيف استخدمُ كلمةَ ( سوف )

على عثِّ الرغبة

أو ( السين ) قبلَ الشروعِ  في المكوث ..


البصرة / ٢٣-١٢-٢٠

أدراج الريح/ قصة قصيرة ................ بقلم : على حزين _ مصر



ظل واقفاً منتظر الأوامر ..عدّل من هندامه .. رفع رأسه.. وانتبه .. من جهة اليمين .. كان الصوت .. جهورياً .. كموج البحر الهادر.. لم يلتفت اليه ...

ــ أُرقد ..!!

لم يفكر.. نسي كل شيء .. إلا كلام المُعلم .. وهو يشرح له خطورة الموقف الذي هو واقف فيه .. دارت الدنيا برأسه.. نسي حبيبته.. وأمه , وأبيه .. والناس أجمعين .. في تلك اللحظة الرهيبة .. فالموقف صعب .. ولا يسمح بالتفكير.. كان يجب عليه أن يكون يقظاً .. منتبهاً وإلا سيكن في خبر كان .. ما زال الصوت يدوي .. في محيط اذنيه .. وهو ينظر إليها وهي راقدة أمامه في سكون رهيب .. وهي مستسلمة تماماً ....

ــ الغلطة بفورة يا حلو ...!!

نظر أليها , وهي راقدة أمامه.. فوق " البطانية ".. تثيره , تغريه .. لم يُطِل إليها النظر.. رفع رأسه للسماء .. تمتم بكلماتٍ غير واضحةٍ.. وفي نفسه خيفة منها.. حدثته نفسه بأشياء كثيرة جداً.. رجع للوراء .. بخطوات مضطربة .. كاد أن يولّي ..همَّ  بالفرار.. لكن الصوت الذي يأمره من جهة اليمين ينهره بشده .......... 

ــ يا غبي أرقد بجوارها ....؟ !!

اهتز كنخلة في مهب الريح .. وهو يهوي عليها .. رقد بجوارها لم يلمسها غضّ من بصره برهة .. انتفض كعصفور بلّله المطر .. البارحة أتته أمه. في المنام باكية ..فأخذ يبكي معها ..وهو لا يدري لم البكاء .. وفجأة رأى كأن أباه قد مات .. فزادت حدة بكاءه , كثيراً ما يأتيه هذا الحلم , المفزع الذي طالما أعياه ..البحث عن تفسيره .. في الكتب الصفراء المتآكلة .. كل الذي وصل إليه من علم .. أنه يكره أبويه .. ويحبهما في نفس الوقت .. استيقظ فزعاً , قلقاً  , فهو لا يرغب أن يمتد الحلم .. أكثر من هذا.. استعاذ بالله من شره .. تفل عن شماله ثلاث.. شعر بالحنين يفتُّ في عظامه .. ويمزق شغف فؤاده ..شوقاً الي مسقط رأسه.. تذكر أنه لم ينزل بلدته.. منذ ثلاثون يوماً , شهراُ كاملاً .. نهض قائماً .. ارتدى حذاءه , وسترته .. نظر في ساعة يده .. كانت الثانية صباحاً .. لم يوقد المصباح .. تلفت حوله.. الكل يغط في سباتٍ عميق .. والشخير ينبعث من فوق الأسِرّة ..ابتسم في نفسه , كان نفس الصوت يأتيه .. من جهة اليمين.. لم يلتفت إليه.. فالحركة محسوبة عليه .. بطرف عينه الشمال .. نظر الي من بجواره .. كان منبطحاً مثله.. وهو يضحك عليه .. امسكها بين يديه.. نظر الي الهدف ..استجمع كل قواه , وأشحذ همته , وعقله.. ضغط , مؤخرتها في تجويف كتفه اليسرى ..أغلق عينه اليمنى .. كتم نفسه .. مرّر شعاع البصر من "الناشنكان " الخلفي إلي أعلى سن الدبانة .. ضبط .. أسفل منتصف الهدف .. توقع الانفجار .. رآها تبكي أمامه .. حينها ضعف .. أمام قطرات الندى  .. التي تسيل فوق وجنتيها البرجوازية .. ليسقي الورد الصابح .. وهي تضغط علي شفتها العنابي.. بصف لُوْلي ناصع ..أخرج بيده منديلاً ورقياً .. دفعه إليها بحنان .. فرفضت اليد الممدودة بلطف.. متعللة بأن المنديل فراق .. فأردف . " دعيه للذكرى " .. كان مشفقاً , محباً , متيماً بها ..وكان ينجح من أجلها.. طلبها من أأبيها ذات يوم  .. وكانت صغيرة , لا تتعدى السادسة عشر ربيعا .. لحظتها كانت تتسمع حوارهما من خلف الباب .. حينها تعلل أبيها .. بأنها لم تزل صغيرة .. وبأنه لم يزل في الجامعة.. والعمر طويل ممتد .. وحين تخرّج من الجامعة.. وأصبح الناس ينظرون اليه نظرة .. مختلفة تماماً عما قبل .. ذهب إلي أبيها ليفي بوعده , لكن أباها لا سامحه الله رفض ..سبع سنوات كان مخدوعاً في حبه.. دمرته وحطمت أحلامه .. التي بناها في الخيال .. فحبه لها كان أعرج .. وفي أخر لقاء بينهما.. سخرت , وضحكت منه وعليه .. تنفس نفساً عميقاً .. ظل صامتاً .. لا يتكلم .. والدم يغلي في عروقه عندما رآها تقهقه ساخرةً منه.. أغمض عينيه اليمنى .. وضغط عليها بكل قوة.. ثم رماها من يده.. نظر إليها .. وهي فارغة , تافه , لا تساوي شيئاً.. وهو منبطح فوقها.. منتظراً الأمر .. عندها , شعر بارتياح غريب .. تنفس نفساً عميقاً .. ابتسم في نفسه .. وقد رُسمت علي شفتيها ابتسامة رضى عليه .. .. الصوت ..

ــ أمن وانهض .....؟

رفع فمها للفضاء .. ضغط على الزناد .. رفع الساقطة .. نهض يعدل من سترته .. وحزامه المنسلت عن وسطه .. ثم وقف سابتاً بلا حركة.. منتظراً الصوت .. يأتيه من جهة اليمين

ــ لليمين در ....

رآها تسير بجواره .. تقلد مشيته .. معيبةً عليه .. وساخرةً منه , ومازحةً يبتهج في نفسه.. متمنياً ان يمسك يدها .. ينظر إليها بطرفٍ خفي .. تضحك تجري أمامه .. وهي تخرج له لسانها.. يمد يده ليمسك بها .. يأتيه الصوت من أمامه يقيده

ــ " قف " ..؟؟!!

يتسمر مكانه .. يسحب يده بسرعة .. يرفعها علي جبهته .. بطنها للأرض وظهرها للسماء .. ومن أقرب طريق يرميها مكانها .. بعدما يعد ثلاث .. ويثبت كالمسمار فوق الأرض .. منتظراً النتيجة من صاحب الصوت .. الذي كان يأتيه .. من جهة اليمين .. رفع رأسه معتز بنفسه .. مبتسماً في سعادة بالغة

ــ واحد ..؟

ــ افند ...؟

ــ صفر يا غبي ... ؟!!

نكّس رأسه خجلاً وقد تبخرت .. الابتسامة أدراج الريح .. قعد خلف الصفوف .. وسط رفاقه.. أشعل سيجارة في الخباثة .. شرد قليلاً .. في وجوم .. داعبه الرفاق .. الحائرون .. في أمره.. فقد عودّهم علي الفكاهة والمرح .. داعبوه ثانية حتى أضحكوه بصوت عالي .. فضحكوا منه , وعليه .. وهو يضحك معهم ...!!

*****************

من مجموعتي القصصية الاولى " دخان الشتاء

على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر


طوفان الدمع ................. بقلم : نصيف علي وهيب // العراق




وطن العيون أحلام، عقلٌ حكيمٌ يحرِسُها، القلب العطوف ديمومة بقاء، تختار من الفرح ألواناً، ومن الحزن عتمة، تتسع الأحداق انتصاراً، تصغرُ من كابوسٍ ولِدَ في لحظة غفلة، طوفان الدمع، بلَّ خدرها، فاض وجعاً، قحطُ الأحلام أمل، كرغيفِ خبزٍ بعيد.


202‪0/12/21

قدّر البين ومن شاء قتل ............... بقلم : هيام عبدو- سورية


أواهٍ منه قلب 

أورثني نبض الوجع 

قهراً 

وقعت ساريتي 

شراك رياح المنون 

تركتني وريقة من خريف 

أتقلب على أبواب العتاب 

يحملني نعش أنفاسها 

فوق أكتاف بالية

الفروع دهراً 

ورحيل عجز إسكات 

لغط الهوى 

حبيسة أنا....

على هودج من جمال 

والمسير قيثارة 

على أوتار من رمال 

تبطن كثبانها لحدسي 

شراً

راحلة أنا...

بين سحاب من هوس

أزرع الحزن صبّاراً 

فوق عمدان انتظار 

وسجائر هواك العتيق 

يحرق احتضارها روحي 

ترخي لسحاب دخانها 

خيطاً من دلال 

يحجب عن دمي 

سواقي الجريان 

مابين اسراء لروحي 

على براق الشوق 

ومعراج بين مجرات 

من خيبات 

يتلاطم موج حنين 

بين فكيّ ضلوعي 

فتأتيني حروفك 

لتعيد لنبضي أضغاث حياة

متثاقلة خطوات الكرى 

وأنفاسك ترهقني 

تعدو بين مساماتي

تتصالح مع زمن 

كنت أنت فيه.....

و كنت أنا....

لكن...

أواهٍ منه قلب

أراني... 

أقلم الحروف

عن أفواه محابري

أهذب الشوق 

إلى بقايا فيها أنت 

والبين....

سلطان جائر 

أطاح بحكم أماني 

اطفأ جذوة كل وصال

بحروف نشاذ 

على قيثارة أحلامي 

وذاك الهوى

أرداه الغياب قتيلاً

بين فكي الشوق 

وضرير أمل 

يا قلبه.....

قدّر البين ومن شاء قتل




أيعقل أن نلتقي ................. بقلم : خالدية ابو رومي.عويس _ فلسطين

أيعقل أن نلتقي

على قارعة الطريق   ......

عند منتصف الحلم    ....

وكيف أباحتضان حروف أنهكها كثر الترحال بين السطور    .....

أم ببيت قصيدٍ 

طاف كل معابر الألم   ......

حتى  ضاق الأمل بين ثناياه   



ممنوع الصعود الى سفينة ..نوح/قصة قصيرة ............. بقلم : علي حداد // العراق



الكلمة : من يصنع الجحيم للآخرين

سيحرق بحطبهم ..........

الاهداء : الى نبينا إبراهيم . ع . نطالب من احفاده اليوم

ان يقولوا بشجاعة .......

نحن من حطم الاصنام ...وليس كبيرهم ...... !

حين مررنا بمحافظة بابل سألتني زوجتي بصوتها الفاضح :

- لمن هذا التمثال ؟

رميت بعقب سيكارتي في الشارع المليء بالاوساخفرأيتها تقفز من مكانها وكأن لدغة المت بها ..وبصوت فاجأني انه لم يك فاضحا :

- انت يامن تدعي الثقافة وترمي ب ....فما بال .....!

تذكرت سفرتي الى الصين وحين اردت ان ارمي بعقب سيكارتي في الشارع النظيف اذ برجل عجوز يركض خلفي ويطلق صوتا اشبه بصوت اوزة مهاتعبة ..وبيده كان يحمل منفضة معدنية تلمع وهو يؤشر على الصفيحة ..ذاك صباح عجيب بقي يعيش في ذاكرتي طويلا وكانت ابتسامة ابنته التي ركضت خلفه توحي بأنها كبصقة في وجهي لم تنشف الى يومنا هذا ...ام الذي اوهم الجميع بأنه مثقف راقي واحس معهم بالاحتواء والرقة وألانسنة.. اقف اليوم امام الروايات التي كتبتها وعشرات القصص القصيرة والندوات التي حشرت نفسي فيها وصوتي الذي بح وانا اردد بصوت جهوري :

- الثقافة ليست معرفة فقط وكذلك الأديان اقرت انها سلوك اهم من كونها معرفة

احسست بتقزمي وغثيان مريب تملك روحي واحتل وجداني .

- وهذا التمثال لمن ؟

عدت الى  نفسي والى حجمي المزيف وغصة تملأ ذاك القزم الذي يقود سيارة قديمة في شوارع جديدة ومغسولة :

- هذا للطاغية الذي حطم مدينة الحلة !

فالجكومة الفاضلة أصدرت قرارا بأن يصنع للاوغاد تماثيل تشبه الاصنام ... وأن لاننسى من منح روحه في إضفاء البهجة والألق على الحياة والناس ..ونعمل لهم تماثيل تحاكي المجد ,,وانت تمشي في بغداد يمكنك ان ترى صنم هولاكو الذي حطم بغداد وهو يحمل بيده معولا دون ان يعرف ان بغداد ام الدنيا لاينفع معها معولا ...واذا قادتك ساقيك الى منطقة الفضل سترى تمثالا كبيرا للباشا نوري السعيد وبيده باكورة وصنم لقائد تركي طويل القامة بشارب كث ويحمل بيده عصا بلون العنب الأسود وهما يتجادلان حول متر واحد من الأرض ..متر واحد فقط هذا يؤشربباروكته هناك وذاك يوميء بعصاه هنا وعلى مبعدة قليلة ينتصب تمثال جميل لالفنان الشعب سليم البصري ..واذا ماقادتك الاقدار الى الكوفة لمتعت بصرك بتمثال البهلول الكوفي وقد خطت على قاعدته مثله المعروف وبلهجة شعبية< الياكلة العنز يطلعه الدباغ > وحين عدنا الى بغداد اخبرتها بعزوفي عن الذهاب الى البيت فدعوتها على العشاء في كشك صغير يمتد بمقاعده الى حديقة غناء بأضوية ملونة فاضحة أيضا هذا الجو اعادني الى المرحوم الفنان كامل القيسي وهو يلومني قائلا :

- انت لا تعرف كيف تسوق نفسك ..فأنت اشهر كاتب غير معروف !!

وغص في ضحكة طويلة وكحة أطول لم تنتهيا الا بقدح ماء اندلق في جوفه بصعوبة ..وحين استعدت سيرتي الذاتية وما شابها من سؤ طالع وفشل متوصل ..كدت ابكي لولا وجودها معي وهي مستغرقة في النظر عبر نافذة سيارتي القديمة ..كانت تبدو مستمتعة بالطعام والمقبلات والحلويات . غيرت طريقي المعتاد عبر مقبرة الشعراء الى طريق ضيق


كان هذا.. ذاتَ حُلم ؟ !................. بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل _ المغرب



كانَ هذا 

يوما ما ..

ولا أدري أين 

رُبّ في

مقهى ما..

وغُرْبةٍ ما أو

لسْت أدري 

كانَ هذا ..

وأنا كغَزال

برّي مهجور

في قفْرٍ ما ..

ذاتَ مساء !

أو ذاتَ ليل..

انتظِرُ فجْرا

آخرَ يُطِلّ على

الأنام مِثل

 عيدٍ.. صباح

بومٍ ما..

 دونَ حرْب

دونَ جوع

ودون دَمٍ..

كعُرْس ما !

أيَتِمُّ هذا..

وإنْ ذاتَ حلُم

لِشَعْبٍ أوْ..

إنسانٍ في ظِلِّ

راعٍ أمين تحْتَ 

سماء صافِيَةٍ 

وفي وَطَنٍ

   آمِنٍ ما...



نور المحراب ................. بقلم : أمين جياد // العراق





ها أنت على شفرة البرق ،

أتامل حرفك يتسجّر بين الغيم .

مثل أهلّة الأقمار ،

يأسرني هذا السحر على عينيك ،

وأرى دمعك ، ودقاً ماسياً ،

يسّاقط على كفّي ،سأمتصه كالمجنون  من على خدّيك ،

وحريقي تحت دموعك بحرٌ..

فأحس جلجلة تسري بين دمك ،

جلجلتي تجمع شظاياك ، مذ كنّا في البرزخ ...

قالت:- أتعبني صوت بكائي ، شفتاي حروفي وحروقي ...وأراك تعاليت على كل جراحي .

قلت :- محرابي أنت ... وصلاتي .

قالت :- صلاتك كالعارف أمام مريده .. أحسّ بها .

قلت:- وحروفي تتلبّسك حريقاً ، وأرى طيفك يلتفّ عليّ ،ويمتدّ على محرابي ، أنفاسك تمتمة ،

كالغارف من جسد محترق بين الموج .

قالت:- شفتاي حروفي ..وجنونك حرفي ....

قلت:- إيّاك ...أنت دمي .. أنت غائبة فيّ ..

قالت:- وأنا غائبة فيك ...فلا تخش ...

......

  18/12/2015

قراءة في مجموعة " أشجار لاهثة في العراء"للشاعر العراقي د." سعد ياسين يوسف يلامس الوجدان ويتجلى في جذوع النخل ...... بقلم : قاسم ماضي


                                                                                        

                                                 



    كيف يغوص الشاعر الحصيف والمتنور في عتمة هذه الحياة ،وهو يترصدها عن قرب ويتبحّرفيها حتى يقول كلمته بشأنها وأقصد بذلك " الحياة " التي يعيشها وهي محملة بالأحزان الكثيرة والمعاناة التي لا تنتهي التي تحاول أن تشل حركة الحياة ، فالشاعر وهو يبعث في روحه الأمل والسعادة رغم قساوتها محاولاً وضع بصماته المدفونة في أسفل روحه وهو بذلك يؤكد قدرته بكل ما أوتي َ من خيال ليذهب إلى الأشجار وكل ما يحيطها من خضرة ليستصرخ هذا الكون الذي شيده الخالق عبر منظومة منسجمة ومتفاعلة ليريك أيها المخلوق الضعيف قدرته العجيبة .

"سوى ....

تكسيرِ ما تبقّى

 من أغصان ِلوعتِنا الَّتي يَبُست ْ

لِيُشعلوا  النّيرانَ 

تحتَ قدورِ ضجرِهم " ص27 

وهذه التأملات التي إنطلق منها الشاعر والأكاديمي " يوسف " ليؤسس لروح قصيدته المختلفة عن الكثير من الشعراء الذين عاصروه أو من الذين سبقوه .على الرغم من التغيير الذي طرأ على الحياة الاجتماعية والثقافية .وعلى الرغم من الإبداعات الشعرية الكبيرة التي تحققت قبله أو بعده .

 "أحلامُنا البسيطة ُ

الَّتي تراودُ أصابعَ الكفِّ 

هي كأسُنا الفارغةُ المرفوعةُ 

إلى السَّماء ِ"ص27 

     إن في هذا ما يؤكد الضرورة التي تدعونا إلى أن نطرح من جديد الأسئلة الأساسية في التمسك من قبل الشاعر بهذه الأشجار التي هي مصدر عناء الشاعر وتعبه ،وهل أكتشف أنين الأشجار عندما تمر بمعضلة وهنا أذكر للبعض من الباحثين الفرنسيين أنّهم اكتشفوا سبب ظاهرة أنين الأشجار عندما تعطش ، تماما كغصن الشجرة الذي يخرج عن الشجرة ، أم هي خضرته وروحه الباسقة إزاء هذه الحياة وما يحيطها من منغصات في هذا العصر ،أو فيما يتصل بينه وبين هذه الأشجار من محبة وتسامح ، بإعتبارها رمزاً للخضرة التي هي إخضرار الروح .

وهيَ تتفقدُ  كلَّ يوم ٍ 

سِلالَ زهورِها البيضاء  

المحدّقةِ في شجرة ِالسَّماء ِ

على امتدادِ خيطِ الدّخانِ 

وكلَّما آلتْ إلى الذبول ِ...." ص7


      وبوصفه حدساً ودلالة وتعبيراً،أي بوصفه نظاماً فنيا ًونظاماً للمعنى، عمل الشاعر بكلِّ قصائده المنشورة في هذا الديوان ، الصادر من دار نشر أمل الجديدة - سوريا ويقع في (123) صفحة من القطع المتوسط إلى تأكيد وتأصيل هذه الخصلة التي يرمز إليها عبر مفرداته التي تسعى لترك الأثر في النفس البشرية ، وكما يقال أن للكلمة في النفس فعل الجرح في الجسد .

   هكذا يدخلك في عالمه الذي إنطلق منه ليؤكد خصوصيته التي أراد منها أن تؤثر في النفس مدركاً أن أهمية الكلمة بمدى تأثيرها وقوتها .والشاعر الدكتور" يوسف " قد جمع الإبداع المنهجي الأكاديمي ، والإبداع التأملي المتعلق بمفرداته وصوره الشعرية ذات الدلالات العميقة من حيث الصورة والفكرة . 

"مذْ سُرقتْ ...

يَدُ الله ِ

تساقطتِ الناسُ والحجارة ُ

وأرتفعتْ مع الدّخان ِ

أوراقُ أشجارِنا"ص 123 

     والشجرة إسم مفردة مؤنث " الجمع " شجر " ويجمع جمع قلة على " شجرات " وجمع كثرة على " أشجار " وبالتالي فهو نبات قائم على ساق صلبة .و الشجرة هي شجرة الحياة التي انطلق منها الشاعر" يوسف " ليؤكد لنا عبر مسيرته الشعرية أن الشجر يتخاصم كما هو الإنسان ، لأن الناس تتدافع وتتنحى وتتمنع يقول عنه الناقد " فاضل ثامر" :

" أنَّ الرمز الذي اعتمده الشاعر كان مصدراً لتأويلات متعددة و إنَّ الأشجار عند الشاعر سعد ياسين يوسف هي (الطوطم) ومن خلال انتماء الشاعر لفضاء الطبيعة وأنسنتها استطاع أن يخلق منها كيانا إنسانيا لتصبح رمزا و(آخراً) حينما يقيم حواراً مع افتراضي آخر هو الشجرة الذي قد يكون قرينا له أو الوجه الآخر ."*

     إنَّ رمز الشجرة وفي لحظة ما يتحول لدى الشاعر إلى قناع ، مشيراً إلى وجود مجال لاشتغالات نقدية كثيرة في بنية الصورة والاستعارة"

فثيمة الشجرة التي بنى الشاعر أكثر نصوصه عليها ، هي رمز العطاء ورمز الزينة مانحاً حروفه من خلالها لوناً أخضر زاهيا ،لكنه هنا في مجموعته هذه يجلس إلى الأشجار محاوراً ، باثاً لواعج عواطفه ،باحثا عن سر رفيفها وهي تركض في عراء الأسئلة .وهو يخوض تجربته الشعرية التي بناها ضمن هذه الفلسفة التي شكلها عبر جهد جهيد ليتوصل إلى أن الشجرة كائن حي كائن شعري يتمثل الشعر فيه تمثلا وجوديا ، بإعتبار الشعر غريزة أو لنقل فطرة أو معجزة أو إعجاز كما تقول المصادر .

"نسمعُ وَشوَشةَ النُّسغِ الصَّاعد ِ

"صوبَ الشمسِ كرفيفِ الأوراقِ 

بحفلِ المطر ِ..

ننزع ُعن كتَفَي شارعِنا 

ثوبَ بكاءِ الأوراقِ المتساقطةِ "ص121

  بقى أن نذكر أن الشاعر له عدة مجاميع شعرية نذكر منها " قصائد حب للأميرة " صدرت عام 1994 ، شجر بعمر الأرض صدرت له عام 2002 عن دار الشؤون الثقافية في بغداد ، مجموعة "شجرة الأنبياء " عام 2012 ، مجموعة "اشجار خريف موحش " عام 2013 ، مجموعة "الأشجار لاتغادر أعشاشها " عام 2116 ، حاصل على عشرات الشهادات والدروع والأوسمة والجوائز والتكريمات . قاسم ماضي – ديترويت .

_________________________

* الناقد فاضل ثامر، بغداد  في 4- 11- 2018    خلال حفل توقيع مجموعة أشجار لاهثة في العراء في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .l

ديترويت 

أقفال الوحدة...!..................... بقلم : ناهد الغزالي _ تونس


غريبان 

جمعنا رصيف ههنا،

أطعمت حمام قلبه 

الجائع شرائح لطف،

والرياح الهرمة تزمجر

في عينيه...

تلبد البوح

تهاطل السواد

هبّت فراشات قلبي

تحصد قطيع حزنه الهائل!

اتحدت عناكب المصادفة،

تحيك كتاب الكذب 

وكم صدقتها!


ألِف كفّي الصامدة

في وجه الوقت الأناني،

تحرر من قبضته

زرع بذور طفولته

فيها!


تكلمي!

هكذا احتضنني فخّ 

الغرور!

تسللت السنوات

من عينيّ،

وأدت الكتمان،

وقلت "أحبك"

لم أكن أعرف أنني

شيدت مشانق الحزن

في قلب الريح!

وعدت بنصف قلب

والنصف الآخر

يجوب أطراف

الغربة،

يجرّ الغروب 

يكدسه في أحشاء الوقت!


فرّ الرصيف

وغير صديقي أقفال

قلبه،

اعشوشب الصمت

في قصائدي،

وأجهضت الكنايات

اسمه!

عاد حافيا،

يتسلق جبال أنانيته،

لتعيده صخرة الذنب

لوادي الوحدة السحيق!


ارحل،

حيث القلوب المقفرة!

ارحل،

كي يكبر جنين ثقتي

دون أن تخنقه

حبال الخديعة 

مرة أخرى!


ستعود أقفاص الوحدة

وطني!

سألعب أنا و أنا

لعبة الورق

سأمزق ظلك 

كلما طرق

أبواب الحظ،

لست سوى ورقة

خاسرة

عراها جرس

الزمن!



قدري أنت ................... بقلم : سعد النوري // العراق



لاتكن لي..

منفى تصلب على

أبواب زنزانته أحلامي

لا تواري قلبي في

مقبرة أحياء مهجورة

وترحل رحيل طيور

مهاجرة

أنت.. سري المخبوء بين ثنايا 

الروح وشقوق الزمن

أي حب هذا الذي ألبسني

 ثوب الجنون

أمسك بناصية الألم مني

نفض غبار الزمن المعفر 

لجبين سعادتي

خذ بيدي.. لاتتركني وحيدة

كقارب ظل طريقه يصارع

جنون بحره

كسماء حبست أمطارها

الغيوم فهجرت الحقول

سنابلها

هات كفيك.. خبئني بين

راحتيك كشربة ماء أشتاقها

 العطش

أنتزعني.. من نفسي واحملني

بعيدآ

فأنت قدري وكل ماحلمت

وأحلم



سونامي شفتيك .............. بقلم : عبداللّه عبّاس خضيّر // العراق


قُبلةٌ

مَخطوفةٌ من شَفتيكْ


فلماذا 

سَقَطَ النّورسُ

مبهوتاً

عليكْ!


ولماذا

كنتِ

قد أغمضتِ عينيكِ

وأسبلتِ يديكْ!


ولماذا

سفنٌ

قد غرِقَتْ

أخرى

علاها الموجُ

فانحازتْ إليكْ!


ولماذا...!


قُبلةٌ

أم عَصْفُ سُونامي؟

فلُمَّ

الآنَ يا شطُّ

شظايا ضفّتيكْ



وللحياةِ مكرُها ................ بقلم : عادل نايف البعيني _ سورية




 

ماكرةٌ أنتِ

يا مَنْ تخيطينَ

على نول الحنين مأساتي

تقلِّبينَ مواجعي

و جعاً وجعاً فوق صاجِ ذكرياتي

تسلبينَ الضوءَ من كهفِ الوعود

وعلى قارعةِ الجراح تتمددين

لتحوكي عباءةً من دماءِ المتعبين.

ماكرةٌ أنتِ

وأنت تصنعينَ من فجرِ الحقيقة

سياجَ عتمٍ لفضاء الروح..

العشقُ يسكنُني دربَ ارتقاء

والصبرُ أحملُهُ ترساً ووقاء

فعلامَ يركبُني الهمُّ

جواداً جامحاً

لا لجامَ أو عِنان..

وإلامَ سوفَ أبقى

أحملُ الجرحَ وأمضي لا رجاء

كيف السبيلُ لردّ الضّــيمِ عن قِـيَمي

من شرِّ ما خلق...

لا العشقُ أنقذني.. وأرشدني السبيل

والصّبرُ كبّلني

فأعياني الوصول..



ومضة .................. بقلم : سعيد ذيبان //العراق




 اسوارُ قلبها عاليةٌ

وقصيدتي اصبحت

 قصيرةَ القامة !



ومضة ............ بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية

 




أتجاهلُ نبضَ قلبي 

كلَّما نادى عليكُمُ

أَنتمْ مَنْ زرعَ الوِحشَةَ

في أرضِ انتظاري

وقدْ طالَ موتُ المجيءِ

حينَ أبوابُكُمْ أُغلِقَتْ

بوجهِ حَنينِي .

مهزلة العصر ................ بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق



الْعُمْرُ يَشْكُو

والْحَالُ

يَسُوقُ عَقَارِبَ الزَّمَنِ 

إِلى الْمآلِ

الْمَوْتُ يَقْتَرِبُ

وأَهْلُ الرَّذيلَةِ

يَطمِسُونَ مَعَالِمَ الْجَمَالِ

على الْأَصَابِعِ

تُضِيءُ الْكَلِمَةُ زَهْرَتَها

وبِالْقربِ مِنْ عَطرِها 

مَكْرٌ و عَزْمٌ

لِقَلْعِ مَنَابِعِ الْأَخْيارِ

تَمَنَّيتُ يَوماً

أَنْ يَحمِلَنِيَ الْبَحرُ و عَائَِلتِي

فَمِنْهُمْ

صَدرُ بَيْتٍ يُغَنِّي

وعَجُزٌ يَنْفُخُ في الْمِزْمارِ

وَهَبْتُ لِمَنْ حَولي

دِفْءَ مَمْلَكَةِ قَصَائِدي 

وقدْ بِتُّ في وَطَنٍ

بِلا  مَأْوَىً ،  بِلا دَارٍ

كُلُّ الْمَوازينِ

لِنُطقِ الْحَقِّ مَهْزَلةٌ

فَذُو الْجَهْلِ 

بِيدِهِ زِمَامُ الْأَمْرِ

وَأَهْلُ الْعِلْمِ  في مَوْقِفِ 

لِلْإِنْتِظَارِ



٢٠٢٠/٨/١٣

أيحكي العزف أشجاني............ بقلم : جهاد إبراهيم درويش _ فلسطين

 




ما لي وللعزف أغراني وأشجاني ** أ أذرف الملح دمعا هزَّ أجفاني

..

مذ أن بُلِيتُ غزاني الهم منتصبا  ** أبيت وحدي أداري وجه خلاني

..

أمسيت كالعود قلبي العمر منخلع  ** أجرَّع الآه تلو الآه ما شاني ؟

..

لا موت كالموت .. قرب الحي ملعبنا ** زحف المنايا دهانا وسط بركان

..

كنا الزهور شعاع الشمس يحرسنا ** ويلاه يا شمس رزئي هَدَّ أركاني 

..

كنا بحضنك أنت الدوح حانية ** يا شمس أينك هل لامست أحزاني 

..

أصبحتُ وحدي .. وحيدا دونما سندٍ ** أبكي عليهم .. على أهلٍ وجيران

..

أبكي عليهم رماهم قَصْفُ عادية ** أودى بهم في فيافٍ  ما لها ثاني

..

عذراً إليك .. فقدت البوم بوصلتي ** بيتي تهدَّم ... تاه العمر  عنواني

..

أُلقيتُ وسط منافي الأرض مرتحلا ** أهفو إلى الحضن يحلو بين أقراني !!

..

واحسرتاه فلا أهلٌ ولا صحبٌ ** كُلٌّ تولى .. وتاهت فِيَ أزماني

..

ما عاد لي بين أهل الأرض من أحدٍ ** إلا سرابيل في أسمال أوطان

.                                                                                    


الاثنين، 21 ديسمبر 2020

جفاف النهر/ أصوات الجنوب نداء القصب........... بقلم : سعد المظفر // العراق


وحزن النوارس محدبة الجناح
أليفة هي الأكواخ متقاربة كخيوط عباءة
هاديء هو الهور كأنه النعاس
تدخل إليه الأرض شفاه العطش
للنساء في الأكواخ رائحة البخور ومجامر ليل الشتاء
أرتمى النهر في الجنوب
نهر أم ألف عين تدمع
القصب الفتي خصلات امرأة ناعمة
على هتاف الريح يركض الماء في النهر
الريح تشد أنفاسها الساخنة
يركض الطير في الطين
يركض الليل في الوقت
تقفز الأسماك إلى السطح
نسرق من هوائنا
تسرق من سكوننا
تسرق من عيوننا
لن ارحل
أمضيت الليلة معها
قمر .. ماء.. قصب .. سمكة
لم يزل عمري يتسع للأمنيات
لم يبلغ الطين حد الجفاف
أنا لست رماد كوخ قديم
نعم.. سيجف الطين يوما
تقلبه الأكف حفنة من تراب
ويلاقيه الرمل
يخالطه الوسخ
سوف يأتي دون صوت
هكذا منذ آلاف القرون تظمأ الشفة حيرى
يجف النهر
وتلبس الروح الحداد
روحي شجر خروع
تمدّ ظلها كخيط لا يرى