أبحث عن موضوع

الجمعة، 7 يناير 2022

عام جديد......... بقلم : شاكر محمود الياس // العراق




أسألك ما تخفي أيها العام الجديد
أيام سالفك شاب لها حتى الرضيع
أستباح الوباء الكل سادة وعبيد
ألخوف سكن الناس والأمر مريع
أنا لن أحتفل بقدومك وهذا أكيد
أتوجس منك خوفا والله السميع
أره يبصر طريقي فيحسن التعبيد
أشكرك يارب فأنك الخالق البديع
الله خالق الكونين ويوم الوعيد
أني توكلت على الواهب المنيع
ألوذ بحماه وأعلم أنه هو المجيد
أن الأله سلعته الأخلاص يا مطيع
الحياة تزول والعمر ماله مديد
أذا دنى الأجل ينفع العمل الرفيع
الخلق كله يطمع بالشفاعة ويريد
أكرم بصاحب الفضل النبي الشفيع
أعيادنا فطر وأضحى والجمعة عيد
الأسلام علمنا أن نحترم حتى الوضيع
الناس معادن فتواضع وكن سعيد
أن الشقي فاقد الهيبة ولو أكثر التلميع
الخداع شيمة الماكر ذاك البعيد
المنبوذ من مجالس الذكر بلا ترويع
أخشى أن يكون عامنا نبع وماؤه صديد
الخوف ينتابني من قلة الخير والتجويع



العراق/بغداد
٣١/١٢/٢٠٢١ الجمعة

أنين السنوات ........... بقلم : عادل هاتف عبيد // العراق




عامٌ مضى
وأنتِ للعينين عيدٌ
لم أرَ قد هلَّ يومًا
مازلتُ أسأل
لم أسمعْ من عينيكِ
يا حياتيَّ السببا
أيّامهُ خلفكِ قد رأيتها تمشي
وأشهرٌ لهُ تهواكِ
تعطي خديكِ
التينَ والعنبا
أحلامُ هواكِ فيه غاليةُ
لأنني أدركتُكِ
في ليلهِ شمسًا
وفي نهارهِ القمرا
يا أجملَ ما كنتِ فيه
رأيته لسحرِ عينيكِ
يرسمُ الصورا
رحلَ عامُكِ
وعيناكِ تقتلني
وماضٍ وآتٍ
من أجلكِ
يعاديان الشرقَ والغربا
يا بلقيسَ سليمانٍ
حتى الجان يعشقكِ
فيهدي لكِ التيجان والذهبا
يا اعجوبةَ الأعوام أجمعها
متى أحققُ للسائلِ الطلبا

غيمة عابرة .............. بقلم : بتول الدليمي // العراق


على ذمة الأمل
أطلقت شراعي
نحو ضوء خافت
يزحف بين طيات الظلام
فوجدتني تائهة بين
ثنايا أشعة تتراقص
كلما أوغلت أتلاشى
تتسارع دقات القلب
نحو الحدث المجهول
فما وراء الضباب
أزقة تنبض بالحياة
ووجوه يتسامى فيها
تجاعيد الزمن
تملأ الفراغ من حولي
وتحجب الظلام المتنامي
داخل أقبية الروح
فتتواري العيون لتضيع
بين الظلال الساكنة
وفي لحظة ماجنة
يستفيق الصبح على
صياح الديك ..
أيها المتوسد
بين الأمس واليوم
يا من قبضت على
سنوات العمر المتبقي
لتذرها على ضفاف التيه
تأخذها حيناً الى
مراتع الجنون
وتعود بها حيناً الى
تصحر الروح
وهنة تلك التي تحملها
علي أكف الأمل
حتى تتوهم أنّ
غيمةً عابرةً
ستعيد لها
الحياة..
قد تكون صورة لـ ‏نص‏

هايكو ................ بقلم : عادل نايف البعيني - سورية


أخفيت شعري بالسواد
فضح شيبتي
بدر نيسان
...

زوّاراً نَطُوفُ بأَرجائِها
الدنيا جسر عبور
للمحطة الأخيرة.
....

كَوَمْضَةِ بَرْقٍ.
البُعدُ بَيْنَ شَفَتَيْنِ.
قُبلَةٌ خاطِفَةٌ.

أفروديت تتستّرُ بخرقةٍ باليةٍ! /سرد تعبيري........... بقلم : سامية خليفة - لبنان




هي الذّكرى الأخيرةُ في شريطِ الأحلامِ أعلِّقُها على مشجبِ التّاريخِ، تمثالُ أفروديت بكاملِ صحوةِ حجارتِهِ عاكفٌ على تخليصِ نفسِه منَ الأصفادِ ، أفروديت تمسكينَ ببضعِ حفناتٍ من ترابِ الأرضِ كوجبةٍ تقيكِ من مساغب الزَّمنِ! لعلَّكِ في استفاقةٍ مشبوبةٍ بعدَ سماعِ عويلِ الفقراءِ،أراكِ بثوبِكِ الدّاكِنِ تسترينَ عريَ الواقعِ تبترينَ أصابعَ الغوايةِ في جسدِكِ بمقصِّ النَّدمِ، ها أنَّ تفاصيلَ جسدِكِ البضِّ تسترُها رقعُ الخِرَقِ وها هي أصواتُ التَّنديدِ تنعكسُ على جدرانِ صمتِكِ ، تفتحينَ فاهَ الصُّراخِ تستحيلينَ إلى امرأةٍ مناضلةٍ من بروليتاريا تمقتُ البورجوازيةَ الهشَّةَ إلا من أعمدةِ القصورِ ،ما بالُ جذوةِ اشتعالِ الجمالِ فيك أخالُها وقد أطفأتْها رياحُ التَّمرُّدِ ،كأن صوتَ الواقعِ دبَّ في أوصالِكِ لتستحيلي من تمثالٍ جامدٍ مخذولٍ إلى امرأةٍ ثائرةٍ،وبعدَ كلِّ ذلك تصمّينَ آذانَكِ عن سماعِ أصواتِ المطحونينَ! تعودين إلى رقادِكِ داخلَ تمثالِكِ الأجوفِ، إلّا أنَّ لا أحدَ غيري سيرى في عينيكِ بريقَ الدُّموعِ، هو حتْمًا بريقُ البراكينِ الخامدةِ التي لنْ تلبثَ أنْ تثورَ ،وفي ثورتِها ستنبثقُ ولادةٌ لأجنَّةٍ من حممٍ. الظّلمةُ المكتسحةُ الرّوحَ ستستنيرُ ببريقِ عينيكِ الثّائرتينِ المتدفِّقتينِ احتجاجًا ،كما تدفّقُ ينبوعٍ حينَ عطشٍ، وبهِ ستروينَ مخيَّلتي المكتظةَ بمئات علاماتِ تعجبٍ وسؤالٍ. سأنتظرُ صحوتَكِ القادمةَ بلهفةِ عاشقٍ لأرضٍ تحتاجُ إلى صلابَةِ القبضاتِ .


هايكو ............. بقلم : رياض جولو // العراق




قطعوا الطريق
من هنا
رأسي كان في المقدمة ..!

هتافات ............ بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين



براكين تتثائب عند رحيلها
لتفجر صمت الأيام
ربما يبتسم القدر
يوماً بعدها
سنة 2021

علامتان............ بقلم : حمزة فيصل المردان // العراق




١- الاسود ...
يصنع الوقت رغما عنّا
ونحن نطالع تقدمه
دون ان نحرّك ساكنا
٢- الابيض...
بلا أسنان
يحاول تقطيع الوقت رغما عنا
ونحن من عجز لايمكننا تحديد
يواصل تقدمه راجلا...
فيما يحمل الفوارق


حبيبتي .............. بقلم : محمد فاهم // العراق



قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏



مازلت أغني في الحديقة .
عادتي التي لا أتوب عنها
العادة التي تغوي الحمام
اعرف أن صوتي قبيح جدا
لكني لا استطيع تقليد الاصوات
آلتي اسمعها كل ليلة
عبر مذياع السيارة
لذا يا حبيبتي علي أن
ارتكب خطيئة لذيذة خطيئة
تفصلني عاما عن الغناء
و أعلن توبتي عبر مكبرات الصوت
أو عبر التلفاز أو عبر
شبكات التواصل الأخرى
كما يقول فريدريك نيتشه
المرأة الكاملة تقطعك إربا عندما تحبك
لذا يا حبيبتي
لا تقطعيني إربا عندما تحبيني
____________
/٤/١/٢٠٢٢/
العراق -مدينة السماوة-


محمد فاهم
/٤/١/٢٠٢٢/
العراق -مدينة السماوة-


تمتمة عشق .............. بقلم : زهراء الهاشمي // العراق




يا أيها المتوسد
بين النبض والوريد
يامن كنت بمقاس أحلامي
يا توأم القمر
أيها النازف وسامة
والمضيء بالترافة
وآخر رسل الرجولة
ونبوءات الضياء
تعال ..
لنعتكف في معبد الحرف
وننزف اوجاعنا
ونملأ كؤوسنا عشقا
ونحتسيها
تعال لنطفئ جذوة
الاشتياق
لننزع الابتسامة الباهتة
التي صُلبت على الشفاه
وندفن جدث الاحزان
وننثر ضحكاتنا بحجم
اللهفة
متخم بالعشق قلبي
وفي عينيَ كل رسالات
الحنين
فمذ عصور الحب
الاولى
أشرقتَ على ظلام الروح
آمنت بك ..
وأعلنتك أميرا للقلب
تعال َ ..





ترتعدُ كلمات شفتيها ............ بقلم : ماجد محمد طلال السوداني // العراق





غدوت أسيراً بيدِ الأحزان
أحملُ في قلبي جبل أشجان
يطاردني في المنامِ
يسرقُ مني أحلى الأحلامِ
أبحثُ عنكِ
عن أحبِ النساءِ
وأنتِ لقلبي أحبُ النساء
ابحثُ عنكِ في عيونِ العابرينَ
من الغرباءِ
بعيونِ الأقربين والأقرباء
أبحثُ عن امرأةٍ
ترتعدُ على شفتيها كلمات العشق
أثناء اللقاءِ
يرتعدُ فمها عند العتاب
عن امرأة شرقية من بناتِ العرب
معجونة بماءِ الحياء
تتميزُ عن النساءِ بالوفاءِ
تذرفُ دموع الحزنِ عند الظنون
تذرفُ دموع الفرحِ عند العناق
أنا رجل شرقي من العراق
اخشى على نفسي من الجنونِ
غالباً ماينتهي بنا الحب بالهيامِ
كقيسِ ليلى العامرية بالجنون ِ
ساعة الفجرِ تطيرُ الحمائم
يطيرُ قلبي معها حيثُ تطيرُ
أهاجرُ مع طائر الجنوب
أغرقُ فيكِ بدون بحارٍ
بدون أنهارٍ
اعيشُ الجفاف
اعطشُ اليكِ دون حاجتي للماءِ
طيفكِ حارس يقفُ على الأبوابِ
من قساوةِ ساعات المحن
أصمتُ
أحزنُ
يومي طويل من الصبرِ
والحرمانِ
تبكيكِ عيوني على وجلٍ
أنتِ لي مصدر ألهام
لا تفرحي لم أعرف المحال
لن أفكرَ بالرحيلِ
لازلت أعيشُ الأمل
اسرقُ من عطركِ نفحة ياسمين
اخزنها بالرئتينِ
أشمُ عطركِ المخزون بهدوءٍ
أغوصُ في عمقِ الأفكار
أعيشُ وحدي ساعات الليلِ
طيفكِ بلسم للجراحِ
أتحدى القدر
أقمعُ دموعي بقسوةٍ من الخجلِ
اتناسى حزن الذكريات والغزل
تتجافى حكايات واقعنا المؤلم
ابقى وحدي مع جراحكِ اتألمُ
اتحولُ بقايا انسان من حطام
تموتُ ذكريات الحنين
تصبحُ سراب يموتُ الأمل

العراق- بغداد




وقامة بالخطْو تعلُو ........... بقلم : جميلة بلطي عطوي - تونس




... وقامة بالخطْو تعلُو .......
كمْ أهوى الدّرب!
دربي المُوارب يستهوى خُطاي
أمّا شهقتِي فعلى قدر الملْمَح
في قدم الوُصول
أشقّ الزّمان
ذاك النّابض بنِصف رئة
السّابح بين شهقتِي والأفول
أنا السّاعةُ بكلّ ألوان الحركة
أُحصيها أنفاسِي
في أنفاسِ الوقت
في سباقِ العقاربِ
على شَفَا السّير
أعدّلُ مُهجتي
أشهقُ
أزْفُرُ
أغُصُّ
كما الظّمآن يسترجي رشْفة
يُخزّن بين الحنايا رَفّة
خِشية انْ يفرَّ منه النّبضُ،
أنْ تبيعَ الصُّدفةُ
شهقتَه للرّيح
فيعُود من أرض السّباق
كمَا الطّريح
لا رئةَ تملأُ صدرَه
لا صوتَ يُؤنسُ وكْرَه
وحده على أبواب الدّرب
يتعلّمُ المشيَ منْ جَديد
منْ جديدٍ
يَعُدّ خُطواته
يرسكلُ نظريّات الحِساب
والتَّجرِيب
يسألُ اللّيلَ عنْ أسرارِ النّهار
عنْ طائرِ البحار
كمْ مترا يعلو؟
كمْ مسافة يقطعُ ؟
عنٍ النّورس أحقّا يلتهمُ المسافة صعودا
يلثمُ عين الشّمسِ
أمْ يغرقُ في الهالةِ المُلتهبة
رمادا يسقطُ
والسّرابُ يُموّهُ بالفوْز
أتُراهُ فعلا يرجعُ؟
وأظلُّ وخطوي النّابِت في رَحِم
الكيان
ككلب الأسطورة
أهزُّ رؤوسي
أسقطُ الهواجس في العُنفوان
وأظلُّ من جيبِ الدّربِ أطلُّ
فلا تَطولُني زوبعةٌ
لا تأسرنِي هاجرةٌ ولا
يسكننِي ظِلّ
أنا فقط تُلازمني
همسةُ الثّرَى في كُفوف الخُطى
تزرعُني نفخةَ خلقٍ ، بذرًا
يسقيني الغيمُ مطرًا
يُهلّلُ البَيْدَرُ لِقدومِي
وهو يُعدُّ المَطامير
في انتظارِي
في انتظارِ حصادٍ
وقامةٍ بالخطو تعلُو
تملأُ الدّربَ أُنسا
تشحنُني عنادا
لا يعرفُ المستحيل.
تونس ....2 / 1 / 2022

عزفٌ متجذّر ........... بقلم : فيصل البهادلي // العراق



تجذَّرَ عزفُ أنغامي
كما يبدو..
على حلمٍ أراهُ الآنَ كالرؤيا
كأنَّ جفافي المخفي
يزيدُ تجذَّر الماضي..
بكاملِ هيبةِ الأسرارِ في صندوق أحملهُ
بهذا الصدرِ في عزفِ
أُنادي دربَ أقدامي
وأسبحُ في فضاء العطرِ يرفعني
إلى الأعلى ويسحبني خريفُ العمرِ
نحو التيهِ في كهفِ
أصرُّ دقائقَ الأفراحِ واللقيا
بثوبِ الغيمِ عند النشوةِ الأولى
لبرقِ العينِ في صمتٍ وفي دنفِ
أهزُّ الماضيَ المشبوبَ
في أفعالك الحيرى فيُظهرُ منفذُ الإبحارِ
مزدانا بروحِ الكشفِ تحرسهُ
عيونُ المبحرِ المشدوهِ في نوّاركِ
المرصوفِ من جرفٍ إلى جرفِ
أهزُّ الماضي المشبوبَ في أفعالك الحيرى
تنادى ضحكُك المختالُ
من لمسٍ ومن كسفِ
ولكن مرَّتِ الأيّامُ لم يبقِ الخريفُ
على براعمِ حلْمنا
غيرامتلاءِ النسغِ في الذكرى
على رؤيا يصيرُ الثوبُ أشرعةً
ونبحرُ دون تابوتٍ بلا مجدافِ أو كفِّ


3/1/2022

طقوس الكسل................ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق





لم أكن واقعيا حين احببتكِ فوقَ مستوى الهيام
ولم أكنْ قديساً حين قدستكِ
أبانَ مناسكِ العشقِ
ولم أكنْ رساما حينما
رسمتُ ثغركِ تحتَ وطأةِ القبلاتِ
أهو إيمانٌ مطلقٌ أم هذيان
في حمى مترادفةٍ ٠
أنفذُ وصايا المدخنة
أثناءَ الهبوبِ أمرّرُ الزفرات
ثم أمنعُ مرورَ الطيور
لّعلّ الهوى يناسبُ طقوسَ آواخر الأنفاس ٠
أقنعُ نفسي في عزّ الليالي
أنني بارعٌ وذكي
أرتقُ بخيوطِ المدّ
فساتينَ الجزر
كلّما خلصَ الضفافُ من بواطنِ الأصداف ٠
كنتُ شاطرا في مباغتةِ
المرايا أقفُ … افحصُ طياتِ الملامح
التزاماً مني بخواطرِ القمر
وقتَ تصفيقِ النجومِ للومضات ٠
كنتُ مستعجلا أعبرُ البدايات
أركضُ وراءَ طيفكِ
تسبقني الأماني
تفرشُ بساطا معطرا
لحلمٍ تليدٍ يشبهُ طولكِ
الذي يغطي فجراً يخيطُ ثوبَ الوصولِ
كان دليلُ خرافتي هو السعي إلى الخمول
هكذا عجزتُ بايجادِ الحلولِ على أعتابِ النهايات ٠
—————-
البصرة / ٣١-١٢-٢١

هايكو ................ بقلم : محمد فاهم // العراق




ضباب كثيف
في طرق المدينة
أضواء السيارات


في الجدار
تتأرجح مع الهواء
بيوت العنكبوت


شلال متجمد
قليلا من ضوء الشمس
يذوب الجليد


بعيدة المسافات
عبر شبكة التواصل
أرى حبيبتي


فوق الطاولة
أخر ما تبقى
ورقة بيضاء
________________
/٣/١/٢٠٢٢/
العراق-مدينة السماوة-


{الاصالة / الحداثة صراع الغياب والحضور } / محض رأي .......... بقلم : باسم العراقي // العراق


الحداثة الادبية العربية ليست ترفاً ، ولا عجزاً عن اعتماد ايقاعات البحور العروضية كبنية نغمية لنصوصها الشعرية . وقبل الاسترسال اود ان اتطرق الى ( نزعة الحداثة ) التي سكنت روع وفكر كبار اعلام الادب والشعر في تاريخنا الادبي المذكورين ادناه ، مما يدلل على ان الحداثة ليست بدعة او هروباً من ( القيود الفراهيدية العروضية ) :

ـ المبرد : خصص كتابا كاملا عنوانه "الروضة" . حيث ذكر فيه "وليس لقِدَمِ العهدِ يُفضَّلُ القائل، ولا لحَدَثان عهدٍ يُهتضَم المصيب، ولكن يُعطى كلٌّ ما يستحق ".
ـ ابن قتيبة : أكد على أهمية النص الشعري بذاته ( اي دون الاهتمام بمرجعياته ) بصرف النظر عن قائله وعن الزمن الذي قيل فيه.
ـ ابن جني : دافع عن المتنبي مشيرا إلى أن الحداثة قيمة بذاتها، مؤكدا على الفرادة والإبداع.
ـ ابن رشيق القيرواني صاحب كتابة " العمدة " : ذهب إلى ان "اللفظ " للأقدمين و"المعنى" للمحدثين.
ـ بشار بن برد : يعد أول المحدثين بالمعنى الإبداعي ،والخروج على عمود الشعر
ـ أبو نواس وأبو تمام : رفضا تقليد القديم , باختلاف مسلك كلا منهما حيث جعل الاول (الحياة/الشعر ) متطابقين متفاعلين ، وتجاوز الثاني شعره العالم الواقعي.وهما هنا جاءا "بالمحدث" في مفهوم الشعرالعربي
ـ هناك نواع تعبيرية فنية أخرى لها ايقاعاتها الخاصة المبتكرةر( او المتأثرة بما هو سائد من بُنى ايقاعية في بيئتها الاندلسية ) وهي لاتمت للعروض بصلة، ومنها ( الموشح ،الدوبيت ،الكان كان ،الزجل والمواليا ).
أن الحداثة في ادبنا العربي هي نتاج التغير المكزماني الذي شهدته الحياةالاجتماعية، السياسية والاقتصادية، للشعوب العربية عبر تاريخها سلباً ( بفعل تضافر عوامل الانحطاط الحضاري و توالي الازمات جراء صراعاتها الداخلية وتعرضها للاعتداءات والاحتلالات الخارجية )،او ايجاباً ( تلاقحهم الثقافي مع شعوب المعمورة )، واقعاً لم يعهده العرب في ماضيهم ،تغيُّر مثَّل الظرفَ الموضوعي المحفز لظهور ماهو غير مسبوق في حياةالمجتمعات العربية من ( افكار،صراعات طبقية ، قبلية ، دينية ، سلوكية وغيرها ) مثلت تحدياتٍ هددت ،ومازالت ، هويتهم القومية و كيانهم الوجودي ، ..الخ ، احتاج الاديب للتعبير عنها فنياً لأساليب ادبية غير مسبوقه بدورها ( الادب منتَج اجتماعي ) فولدت الحداثة ومن بعدها/ مابعد الحداثة ، كآلية نصية خطابية ، متماهية مع واقعها ، من خصائصها التعبيرية :
الفصل بين الألفاظ /الاشارات ومعانيها / دلالاتها
.فاذا كان الاسلاف هم مرجعية الالفاظ اللغوية لأصالة أعراقهم وفصاحة لسانهم ، فان المحدثين هم من وضع لها المعاني المبتكرة ،المولدة من رحم تلاقحهم مع الثقافات الاممية التي انفتحوا عليها ، وما خلفته الأحداث التي شهدها واقعهم الحياتي من دلالات ،و معانٍ متعالقة مع تلك التغيرات المستجدة التي مرّ ذكرها .
ان مايُثار من خلاف بين ( الاصالة والحداثة المعاصرة ) سببه في رأيي تعريف كلٍّ منهما للشعر ، فاصحاب الاصالة يذهبون الى أن الشعر يعرف بلفظه / اي انه منتَج ، بينما يعرفه الحداثويون بمعناه / فهو عندهم منتِج.
اما موضوعة عامود الشعر والبحور، فهي تخص الشكل ، ولاتمثل سبباً حقيقياً لخلاف جوهري بينهما .
وارى ان الحداثة إبداع وتمرد على قديم الاشكال والاساليب الادبية ، بقصد ( الإضافة ) النوعية للتجربة الشعرية العربية والانسانية ،وهي باضافتها هذه تكون مطورة للتراث لامنقطعة عنه.

إلى القادم الجديد : 2022 م ...... بقلم : جاسم ألياس // العراق





أيّها القادم ُ من جديد ..،
أيّها الهاربُ من طواف الأرض ِ حول أفلاكها .. ،
إجعل ْ دورتَك هذه تؤشّر قرب َ الإنسان من الإنسان لا ظالما ً أو مظلوما ً ... ،
أيها الخَفِيّ الذي تقتحم حيواتنا دون مقدّمات ..،
أوقف ْ قوافل َ النازحين والمهاجرين ..،
إرجعهم ْ إلى بيوتهم وشبابيكِهم ..،
إلى أنفاس ِ الآباء والأجداد تلتحف ُ ثنيات ِ الوهاد و تميدُ بين أغاريد الطواحين والصخور ..،
إرجعهم ْ إلى دكّة ِ الذكريات ..،
حزين ُ هو غريب ُ الدار ِ ..،
حزينُ مَنْ إذا لامسته أصداء ُ زقاقه ِ انكفأ على جمرات ِ الحنين ِ ..،
أيّها المقبل ُ في كبرياء ِ الصخور ِ وعلى كتفيه ِ اكتظاظ ُ الأيّام والليالي ..،
إلق ِ عناقيد َ السكينة ِ على وطني الذي هدّت مواكبه بروق الويلات ِ والحروب ِ ..،
وتوالى في طعن جسده الزكيّ أغوالُ وأغوال ُ ،
وسرق كدّ حقوله ولآلئ باطنه من خانوا قدسيّة الإنتماء وقيم الوفاء ..،
بدّدْهمْ أيّها العزيز المجهول ..،
أطردهم شرّ طردة من تفاصيلنا لتثمر َ أماني الشعب في النهوض والإزدهار ..،
أيّها المهيب ُ في لهفتنا إليه ..،
في خوفنا منه ..،
في توقعاتنا أن يلقي على عتبات البيوت كشكول أمانينا وأحلامنا القابعة في الأخيلة الثكلى ..،
أيّها المرجوُّ منه ما لا نراه ُ.. ،
والمسموع ُ عنه ما لا نريد ُ ...،
إجْعله ُ.. ،
إجعل ْ بلدي يقف جبّارا ، مهيبا ً ، وادعا ً ، سمحا ً ُ ينثر ُ فوق شناشيل َ بغداد ثمرات ِ الحصاد ِ وزغردات الصبايا . ،
دعْه ُ يرسل أنغامَه الساحرة إلى بساتين اربيل وزاخو لتلقي بين يديه سلال َ الثلج ِ والتوت ِ ..،
كثيرا من الود ٍ أيّها المارد ُ الهارب ُ من تخوم ِ الأبديّة ِ ..،
كثيرا ً من الخير للفقراء ...هم أعمدة ُ الأرض ..كيف يُقهرون ..؟!
كثيرا من هديل الحمامات بدل أزيز الرصاص.. .،
من أعراس ِ الأرجوان ِ بدل أعراس الدّم ..،
كثيرا من الحياة ِ بلا هموم الرغيف ِ والظل ِّ ..،
بلا سلاسل ِ السجن ِ والسجّان ..،
كثيرا ً من الورد ِ ..،
من كؤوس العشق ِ ..،
هات ِ يديك َ أيها الزائر اللامرئي لنغنّي ...

لو تعلمي .......... بقلم : حكمت نايف خولي - سورية




لو تعلمي يا من سلبتِ فؤادي
وخطفتِ روحي واستبحتِ كياني
أني أحبكِ فوق ما تتخيلين
حباً يفوقُ مداركَ الإنسانِ
فالروحُ أنتِ أعيشُ من خلجاتِها
أحيا بها وبحبها ترعاني
لو لم تكوني في الوجودِ هجرتُه
ورحلتُ أبحثُ عن وجودٍ ثاني
أنتِ الوجودُ وأنتِ كوني كلُّه
ورحيقُ حبِّكِ خمرتي ودناني
بئسَ الوجودُ إذا خلا من ربَّةٍ
غمرتْ ذراهُ بسحرها الفتانِ
أنتِ الضياءُ به بدونكِ مظلمٌ
حلكٌ سوادٌ فاقد الألوانِ
لحنُ الوجودِ بدونِ شجوِكِ خافتٌ
نغمٌ نشازٌ باهتُ الألحانِ
أنتِ الحياةُ فإنْ خلتْ منكِ انتهتْ
أمستْ صدىً في عالمِ النسيانِ
روحي لمنْ هيَ روحُ روحي مهجتي
عمري لمنْ فدَّيتُها بكياني

مسافر في الليل / ق.ق " الجزء السابع "............بقلم : على السيد محمد حزين - مصر




في الصباح يستيقظ الجميع إلا هو فانه لم ينم أصلاً , فقد ظل طول الليل يفكر فيما حدث له , وفي كل ما يحدث حتى كاد عقله أن يتوقف من كثرة التفكير, ولم يستطع أن يستوعب كل هذا الكم من الاشياء الغريبة التي تحدث حوله , وهو لا يكاد يصدق نفسه ,
يسمع أصوات العصافير والحمام من حوله لكنه لا يرى شيئاً, يتساءل في نفسه
"هل يعقل هذا , أو هل يُصِدق العقل هذا الكلام , هل يعقل أن ينتقل بين غمضة عين وانتباهها إلي الألفية الثالثة, في غمضة عين , وهو لم يزل في القرن الواحد والعشرين مستحيل طبعاً ,
نعم هو قرأ عن هذا في الكتب الصفراء والبيضاء الشيء الكثير بل وشاهد عشرات الأفلام والفيديوهات التي تتحدث عن هذا الأمر وكثيراً من القصص التي عالجت هذه الفكرة في السينما أيضاً , لكن كل هذا كان لا يتعدى كونه خيالاً في خيال برؤوس مؤلفين شطحوا بعيداً بعقولهم وتخيلوا هذا الأمر , وراحوا يحلمون به, وهو واحد منهم , لكن أن يصبح كل ما قرأه في الكتب وما شاهده في الأفلام من خيال إلى حقيقة يعيش فيها هذا شيء محال وفوق الخيال نفسه " ,
يرجعه من تفكيره وشروده صوت هذا الشاب النائم بجواره "يحيي" وقد استيقظ توًا, يخرج من منامته البنفسجية وهو نشيط , ليرتب غرفته الصغيرة , ويعيد كل شيء على ما كان عليه من قبل وذلك بمساعدة الانسان الآلي الذي اشتراه من أول راتب له ليقول له وقد قام من مقامه , ليُجري بعض التمرينات الرياضية التي تعود عليها كل صباح وقد خرج من شرنقة نومه البنفسجية ,
ــ صباحك سعيد صديقي العزيز ,
ــ ...............................
ــ يبدو أنك لم تنم جيداً ليلة أمس ,
ــ ............................
يكتفي بالنظر إليه وهو يهز له رأسه بالإيجاب, يبادره صديقه "يحيي" وهو يقول له بعدما
جلس لجواره بعد فراغه من التدريبات الصباحية , وراح يجري محادثة مع أصدقاه في العمل
ثم يعود لما كان علية من تمارين صباحية :
ــ هيا يا صديقي كن معي , ألا تحب الرياضة , إنها مفيدة جداً للجسم والعقل معاً
ــ ..............
كان يستمع ‘ليه وهو يبحث عن سجائره التي نفذت وفرغت منذ ليلة أمس لعله يجد واحدة يُشعلها وينفخ فيها كل ما بداخله من حنقٍ وغيظٍ , وأشياء أخرى غير مريحة بداخله ..
بحث في جيوبه أكثر من مرة , فلم يجد شيئا , فهداه تفكيره بأن يبحث في حافظة نقوده , فكثيراً ما يضع فيها سيجارة أو سيجارتين وبالفعل وجد ضالته , سيجارة مكسورة ,
ينتهي " يحيي" من تمارين الصباح , يدخل الحمام ليأخذ دش من الماء الفاتر, بينما صديقه يجلس في وجوم وحيطة وحذر متحفزاً لأي شيء خائفاً يترقب ,
تذكر أنه كان قد وضعها في حافظة نقوده حتى يشتري لها دفتر" بفرة ", وقبل أن يمد يده إليها أخرج هويته , بطاقة تحقيق الشخصية, قرأ بياناتها , الاسم , السن, العمل , العنوان , الرقم القومي , وقبل أن يضعها مكانها , صدمت يده ورقة كبيرة بعض الشيء فظن أنها ورقة يقبع بداخلها احدى القصائد التي كان قد كتبها , سرح بعقله بعيداً للحظة وتذكر أنه طبع له خمسة دواوين شعر , وكذلك ستة مجموعات قصصية, ورواية جديدة في عام واحد فقط الفين وواحد وعشرون " 2021 " وكتبه تجوب المعمورة كلها وتتصدر قامة المبيعات في المعارض, وتذكر أيضاً أنه كان في طريقه لاحدي المؤتمرات الأدبية المهمة التي دُعي إليها ووُجِهتْ له دعوة رسمية من وزارة الثقافة, وتذَكر أيضاً أنه كان في القطار قبل أن يجد نفسه في هذا الكابوس وهذه التوهة ,...
خرج من تداعياته سريعاً لينظر في الورقة التي ترقد في حافظة نقوده بجوار بطاقته الشخصية, أخرجها, نظر فيها, يقرأ ما في جوفها, هو يبتسم في نفسه, وهو يتمتم
" إنها روشته طبيب " قرأ اسم الطبيب .. فتذكر .. أنه كان قد قام بالكشف عنده بعدما أصابته نوبة برد شديدة مع نوبة صرع.. فكثيراً ما يأتيه هذا الدور" البرد " وخاصة في الشتاء حتى صار يكره فصل الشتاء ويعده من ألد أعدائه , لكن الشيء الذي أدهشه هو أنه لم يتم العلاج بعد فالتاريخ والارقام التي على " الروشته " يشير بأنه لم يُعد الكشف بعد عند الطبيب , واصل القراءة , تذكر أنواع الدواء الذي كتبه له الطبيب , تذكر , وتذكر,
وتذكر أيضاً كلام الطبيب له وهو يبتسم في وجهه ويهدِّئ من روعه ,
ــ الموضوع بسيط ولا يستدعي كل هذا القلق والتوتر ,
ــ عندي ايه يا دكتور .. صارحني أرجوك
ــ قلت لك الأمر بسيط وهين ..
ــ كيف ..؟!.. ماذا.. ؟!
ــ دور برد يا سيدي , وستأخذ هذا العلاج وتشفى منه إن شاء الله تعالى ..
ــ ربنا يجعلك سبب يا دكتور, ولكن هذا العلاج فيه مهدِّئ للأعصاب , يعني نوع من أنواع الادمان يا دكتور ..
ينظر إليه الطبيب نظرة تعجب وهو يرفع يده وعينه من فوق الورقة " الروشته " ليقول له بنفس ذات الابتسامة التي اتسعت على وجهه حتى بانت أسنانه البيضاء :
ــ مين قال كده , لا يا سيدي , ده بس عشان التوتر الذي لديك والانفعال الذي عندك عشان تهدأ وتنام بالليل , ولا تفكر كثراً , وأشوفك مرة ثانية إن شاء الله بعد أربعة أيام ..!!
يمد يده وهو يشكره, فيضغط الطبيب على الجرس, وهو يمد يده ليودعه, وينصرف ..!
عاد ليجد نفسه في نفس الكابوس المزعج , كوَّر ورقته " الروشته " ثم وضعها مكانها , وجلس ليشعل سيجارته, وراح يسأل نفسه, وهو يحاول أن يخرج من هذا المأزق وذاك الكابوس المزعج وهو يسترسل في تداعياته , وتفكيره ....
" أيكون فعلاً كما قال الطبيب بأن كل هذه أوهام , وبأني متوتر ومضطرب ويلزمني الهدوء والراحة, أيكون فعلاً كل هذا بسبب هذا الدواء الذي كتبه الطبيب لي, جعلني أهذي, وبأن كل هذا أوهام في أوهام برأسي بسبب هذا الدواء اللعين , وأن الأمر لا يتعدى كونه كابوساً في منام وفقط , وكل هذا ما هو إلا مجرد تهيؤات .. "
أعاده إلى نفسه صوت صديقه وهو يسأله .. ماذا كان يصنع آنفاً ..؟!!, ..
فأخبره بأنه يشعل سيجارة ,..
لكنه أعاد سؤاله مرة أخرى وسأله عن الورقة التي كانت في يده , فاقترب منه , همس في أذنه ــ ماذا كنت تقرأ ..؟!.. وما الذي كان في يدك ..؟!,
فهذا الأمر كان غريباً بالنسبة له وألفت انتباهه , فهز رأسه وأجابه دون اكتراث ليجيب فضوله ــ روشته طبيب ليس إلا .. ,
فضحك "يحيي" حتى مال على ظهره وهو يقول له :
ــ أرني ماذا كتب لك ..؟!..
يُمسك الورقة "يحيي" من صديقه القادم من العالم الماضي بعدما كان قد أخرجها له, وراح يقرأ ما فيها في صمت ثم نظر إليه هو يضحك , في تعجب, وقال له:
ــ ما الذي يضحكك أيها الفتى ..؟!.
دفع إليه لورقة وهو يقول له ويواصل ضحكه
ــ هذه أشياء كانت في الماضي وعفى عنها الزمان يا صديقي, نحن في الالفية الثالثة ,ألا تعلم ذلك , كل شيء هنا يعمل بحساب دقيق, وليس هناك احتمال خطأ ولو واحدٍ في المائة
كان يستمع إليه وهو يدفع الورقة في جيبه دون مبالاة لما يقول , وواصل شحذ نفسٍ عميق من سيجارته الأخيرة, ثواني معدودة يحدق فيها بعيداً , وكأنه يفكر في أمر ما ..! ,
ثم التفت إلى صديقه وهو يقول له :
ــ أنا لم أصدق بعد أني في الألفية الثالثة, والأمر لا يتعدى بالنسبة لي كونه كابوساً لعيناً, وسأستيقظ منه حتماً,
ــ لا عليك يا عزيزي, ولكن هيا بنا الأن إلى غرفة الطعام لقد تأخرنا كثيراً والعائلة في انتظارنا ..!,
ــ أنا لست بجائع ,
ــ حسناً لكن لابد من الجلوس مع الأسرة, والعرض على الجهاز ..!
ــ أي جهاز .. ؟!..
ــ لا تخف يا صديقي فإنه جهاز الطعام , ليس جهاز كشف الكذب, ألا تعلمه, أنسيته ..!!
ــ حتى ولو كان, ليس لي رغبة في الأكل الآن
ــ ولكن هذا البروتكول, والنظام عندنا لابد منه, أم تريد مخالفة النظام يا صديقي ..!
قالها له وهو يقترب منه وهو يهمس في أذنه ,
ــ ثم لا تنسى الدفء والترابط الأسري ,
وأمسك بيده وخرج معه إلى غرفة الطعام , ليجد أمه وأخته مريم في انتظارهما ,
وكان في الطريق يحدثه عن أهمية الترابط الأسري الذي أغفلوه في الماضي , وهو لا يسمع إلا أصوات الكواكب والنجوم التي تدور في الفضاء البعيد ,
يدلف يحيي إلى غرفة الطعام ومعه صديقه وهو يقول :
ــ صباح الخير ماما , صباح الخير مريم
ــ صباح السعادة والسرور, حبيبي , كيف حال صديقك البارحة ,
ــ بخير يا أمي والحمد لله رب العالمين
يتناول الجميع طعام وجبة الفطور , وهو ينظر إليهم , وينتظر أن يفرغوا لينصرف كل منهم إلى ما يجب أن يفعله ,..
" يحيى" يأخذ صديقه في رحلة معه إلى مقر عمله حيث مصنع البذات الفضائية , وذلك بعدما يكون قد أعطاه بذة طائرة من بذاته القديمة , وعلمه كيف يستخدمها, ومتى يطير بها ومتى يتوقف ومتى يُهدِّئ من سرعته , فتلك البدلة الطائرة في مستوى جسده , وهو أيضاً على قدر كبير من الذكاء الذي يجعله يتعلم منه بسرعة , فهو مولع بالإلكترونيات منذ الصغر وكان يتمنى ان يكون مخترعاً كبيراً يشار له بالبنان لكن الظروف لم تتهيأ له ولم تساعده الحياة على ذلك ,..
إلا أنه كان يحب القراءة كثيراً بنهم في كل شيء, وخصوصاً في هذا الأمر لدرجة أنه لم يدرس الإلكترونيات ومع ذلك عندما اشترى جهاز الكمبيوتر وكان وقتئذٍ حديث العهد به , استطاع أن يُعلِّم نفسه بنفسه وليس هذا وحسب وإنما أيضاً تعلَّم الصيانة وبرع فيها, وكأنه قد حصل على دورتين " هاردوير , وسوفتوير ", وهو لم يفعل ذلك ...
وراق له الأمر وهو يرتدي تلك البذة الطائرة التي تشبه بذة رواد الفضاء الذين كان يشاهدهم في المحطات الفضائية التابعة لوكالة ناسا الفضائية ,
ضبط "يحيى" كل شيء , السرعة, الوقت , ودرجات الحرارة لتلائم الجو خارج السكن , والمدة المحددة للسرعة ,
وراحا يُحلقان في الفضاء البعيد دون أن يتهيب الوضع وكأنه في عالم خيالي, فقد اكتسب خبرة لا بأس بها من ليلة أمس ومن توجيهات صديقه " يحيى" فضلاً على أنه عنده روح المغامرة والتحدي, والفضول لاستكشاف شيء جديد في للألفية الثالثة حتى ولو كان هذا مجرد كابوس في حلم من وجهة نظره ,
تلمس يده شيئاً ما في بزته الطائرة دون قصد منه فجأة يختل نظام التشغيل فيحدث خللاً ما يعطل الأنظمة يختل توازنه فيسقط فوق المباني المصنوعة من الألياف الكهرومغناطيسية يقترب منه صديقه بسرعة البرق , يمسك بيده حتى لا يصاب بأذى, أو مكروه , وهو يعنفه , وفي نفس الوقت يحاول أن يصلح له النظام حتى لا يصاب بأذى أو سوء , وبعد محاولات دؤوبة منه لم يتمكن من ذلك , ولم يستطع أن يمنع سقوط صديقه, فاضطرا هو وصديقه أن يهبطا هبوطاً اضطرارياً على إحدى السحب الكثيفة التي وجدها أمامه , حتى يفعل شيئاً آخر, فكر فيه حتى يستطيعا أن يخرجا من هذا المأزق الشديد ..... يتابع


مساء الجمعة 31 / 12 / 2021
 ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر



ادراك قبل الرحيل............ بقلم : د.المفرجي الحسيني // العراق


أدرك قبل أن يمارس الرحيل
قبل أن يفق ظله الجانح في قرى الغربة
وحده مرة أخرى
لبه مستنقع يعجّ بالهوام
الغربة تحل مشكلة الجوع
تصوره هكذا
تهالك في مقعده، يتأمل
فاضت عيونه، بعنف
أزمنة سقطت، مهزومة
أمام الواقع، يحلم بالعودة
تدحرجت دمعة ، هو حزين
مزقتنا سياط الجوع
سقطت من ذاكرته سنوات قهر الموت
تراءت له أكواخ القرية
جوع يعوي في بطون أسرته
ذاكرة مثقلة بالأزمنة العمياء
مرمية على الهوامش
تنام قبل سقوط الشمس
تستفيق
أحشاؤها فواجع تضطرم
مهشمة، خرائب
عالٍ نعيق الغربان
هنا نجوع، نموت، ندفن أحياء
قرى الغربة
تأمل نفسه قبل أن يستسلم للموت
أنت حزني وقبري
أتسول كوخا بين عينيك
تلوى كالحلزون على نفسه
دفن افه في صدره
تفحص حلمه المغادر
توجه قبلة الحلم وحدث نفسه
ليل من الناس يعودون في
حقائبهم أحلام حزينة
قدر يسبق الريح ويحظ قريته
وراء البحار تنمو القرية وطنه


العراق/بغداد

خاطرة ............. بقلم : احمد السامر // العراق



في أي عام نحن من تاريخ الحضارات ، لغة الأرقام في تاريخ الأيام ما عادت تعنينا تشابهت الساعات والأيام عام مضى وعام آت ونحن بالفقد و الحزن ندون تاريخ أيامنا لا بالأرقام و لا بتاريخ الميلاد ، محطات الضياع تأكل أعمارنا ونحن مشردين الفكر بين عقارب الساعات .

شك / ق.ق.ج ........... بقلم : علي حسن بغداى - مصر




تقدم العديد للزواج .. نجح فى الارتباط .. أعلن على صفحته أنه تزوج .. هنأوه .. صبيحة الزفاف .. كتب .. عدنا لحياة العزوبية.

كِبرٌ مميت .................. بقلم : محمد سامر الشيخ طه - سورية




آيةً في الحسنِ كانتْ يومَ كانت في صِباها
يختفي البدرُ إذاما. ظهرت حين يراها
وتغيبُ الشمسُ خجلى. عندما يبدو سناها
وإذا تمشي فكلُّ ال............كِبرِ يمشي في خطاها
وإذا ما وقفتْ فال............. .كلُّ يرنو ليراها
كم من الشبَّان في الحي...... ..يِ تفانوا في هواها
وهي تأبى بشموخٍ حين يرجون أباها
هكذا كانت وكان ال........ ......كلُّ يبغون رضاها
وبما الله حباها. من جمالٍ تتباهى
غرَّها الحُسنُ فما عا..........دتْ ترى شخصاً سواها
لم تعد تصغي إلى الأص...... حابِ فالكِبرُ عماها
كلُّ شيء.ٍ سوف يفنى.... ....وهي ظنَّتْ ما عداها
*********"***********
كبُرتْ في السنِّ ليلى. وذوى عنها صباها
وجمالُ الوجه ولَّى. وتوارى وقلاها
عضًَها الفقرُ وكانت. تتباهى بغناها
وجهها صار كئيباً ثمَّ غارت مقلتاها
ثمَّ دبَّ الوهنُ فيها. عندما خارت قواها
حزِنت لمَّا استردْ................ دَ الله منها ما حباها
من جمالٍ ودلالٍ بلغت فيه مداها
واستبدَّ الحزن فيها. فكواها وبراها
ثمَّ دبًَ اليأس فيها. عندما ازداد أساها
ثم داعي الموتِ لمَّا. يئست يوماً دعاها
هرعت ترجوه أن يأ............ ..تي إليها فطواها
ماتت الحسناءُ من همْ..............مٍ وحزنٍ قد أتاها
لم يرَ الموتُ لها نا................. ....عٍ قريبٍ فنعاها
لم يجدْ من أحدٍ يب............ ....كي عليها فبكاها
كلُّ ما حلَّ بها مِمْ ..............ما جنتْ يوماً يداها
فعساها عرفت ما. يفعل الكبرُ عساها

شفاه سطور منسية.................. بقلم : هيام عبدو-سورية




أواه....
يا بعضي المسلوب
من دائرة الزمن
تنسل منه الذكريات
خلسة
وحروفي تجري حافية
على رمال من وقت
تمتطي سوق زروع
لحب ضامر
يرمي بحمل سنابله الجوفاء
فيسرق مني حقبة
من زمن خافت النجاة
بالله عليك يا أنت
ماذا يدور في خلد أناملك؟
أعتق رقاب جنوني ذاك
لا تعبث بحمل
لجمالي
لا ذكرى لك فيه
خالفت أعراف
حروف الضاد
يوم أشعلت ناراً
من غرور همسك
في بيادر كلام
أراني
أسكب الشوق
على شفاه سطور منسية
أسرج للنوم وسائد
من حنين
أزرع دموع أنفاسي
حرّاساً على نوافذ
انتظار
لأن....
للشوق ردة
فالعتاب يرتّق ثقوب
رداء الوجد
بخيوط ندم
فاركب الموج
أبحر في ظلمات اللوم
قد أوجس الوجد
خيفة
ذاك الفراق ودبيبه
أتى خلسة
اسمع صرير وداع
وأنا أمسك بمزلاج حروف
على ضفاف خواطر مكسورة
تتحطم عليها سفن انتظار
وبعضي ذاك
ما زالت تنهشه ضباع
من وقت
في زمن لا هوادة
للبعاد فيه