أبحث عن موضوع

السبت، 19 يونيو 2021

إلى روح سعدي يوسف .............. بقلم : العلمي الدريوش - المغرب

الرَّاحلُ الباقي

أَلْقَوْا بِهِ فِي غيَاهِبِ الْجُبِّ
لِتَبْعثَهُ الْكَلِمَاتُ شَاعِراً لِلْمِحَنْ
يُوسُفُ أيُّها الصِّدِّيقُ
يَا قَارِئَ أَوْجَاعِ الزَّمَنْ
أَفتِنَا فِي الْإِغْتِرابْ
لَوَّحْتَ بالودَاعِ الْأَخِيرِِ يَا رَفيقُ
وَالْقَطيعُ مَا زَالتْ تَرْصُدُهُ الذِّئابْ
الْحَماَمَاتُ تَطِيرُ
تَتْبَعُهَا الْبَنَادِقْ
وَالشَّاعِرُ الرَّقِيقُ
فَوْقَ سَعَفِ النَّخِيلِ وَالْحَرَائِقْ
يَكْتُبُ آخِرَ وَصَايَاهُ فِي لَيْلِ الْعَذَابْ
وَقَدْ أَعْيَاهُ الطَّرِيقُ:
ِاِحْذَرِي يَاحَمَامَاتُ تُجَّارَ الْفَنَادِقْ.



القنيطرة: 13 ايونيو 2021
الصورة : الشاعر الكبير الراحل عنا اليوم: سعدي يوسف
لروحه السلام



سقط سهوًا !!!............... بقلم : خنساء ماجدي - المغرب


يُناوش الحلم هذا المساء

بإشراقات..تخالط 

الخيط الأسود من الليل.

المساءات مكتنزة بأنين مكتوم 

وجرح معتق بعصارة سنين الوفاء. 

يصمد الجفن مقاومًا العتمة، 

يدافع بشراسة الفرسان 

اقتحام الكوابيس باحات النور 

يكاد يفقد شجاعته..

لما تقدم سيف الوقت 

ليقطع حبل الوصال،

فسقط تاج مملكتي 

منك سهوًا !!!

وهُزمت جيوش الحنين 

في ساحة الياسمين.

أنامل حرقتي منكبة

على تصفية حسابات داخلية 

قديمة قدم نبضي الحائر

وأنايَ لا تتوانى عن تشريح 

موضع الجرح 

جاهدة في تفكيك فتنة الجزع 

مرددة أهازيج زمن الفرسان 

على شفاه معقوصة بالندم 

فتزدهر علامات الاستفهام

تشهد انشطار الجزء الثاني 

من الأنا الغائبة.. 

التي تلعن الضعف والغباء

الأنا الهاربة ..

من أساطير بلاد فارس

وسحر قصور الشرق..

يأتى الصبح متربصًا بظلام

يكاد يلفض آخر أنفاس حلكته 

مع انبثاق أول خيط من نور 

مجددًا فروض الطاعة والولاء

لشمس مليكة متربعة

على أيك الحمائم البيضاء..

حينها..

 تهاون العندليب في التغريد

فخيم الحزن وغرس أوتاده

على مشارف الأمل 

وفقدت شهرزاد

شغف سرد الحكايات...


14  يونيو 2021 م




كُن لي ............ بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين

 كُن لي

كما المصباح 

كلما إغتَرَفَتّ عتمةُ الليل 

من فجري    ،

 كلما خَفَت صهيلُ 

الخيلِ   في 

   قلبي   ،

كلما ناح اليمامُ 

   على    شجون 

صدري   ،

أتى نورك من

 بعيد   ليعيد 

    رحيق   العطر 

   لأنفاسي  ،



الومضة القصصية. تعريفها - شروطها- أمثلة عليها ........... بقلم : عادل نايف البعيني - سورية



هي كلام منثور فيه عنوان  وسرد وحدث إنما مشروط بالتكثيف والإيحاء والنهاية المدهشة.

فالومضة القصصية لا  تنشغل بسرد الحدث أوالأحداث بل جُلّ اهتمامها أن تقوم بعرض لمعتها الفنية من داخل النص فتومض في عقل ووجدان القارئ.

مقومات الومضة القصصية خمسة:

١- العنوان

٢- التكثيف

٣- الإيحاء.

٤- المفارقة

٥- النهاية المدهشة. 

أولأ العنوان:

هو بوابة النص وعتبته الرئيسة. ومن خلاله ندخل للنص.

ويفضل أن يكون العنوان اسما 

ثانيا التكثيف:

ويكون عن طريق الاقتصاد الشديد في الكلمات بشرط ألاّ يُخلّ ذلك بمضمون السرد والاكتفاء منها بما يفي بالغرض .

فالومضة القصصية لابد وأن تكون مكثفة جدا خالية من الزوائد والحشو الوصفي واستخدام الكلمات التي تعبر عن الموقف المراد ورصده بمهارة شديدة وإتقان كبير.

 والإكتفاء بالتلميح والإيحاء.وهي لا تزيد عادة عن ثماني كلمات. 

ثالثا الإيحاء:.

وذلك بجعل المتلقي والقارئ يعرف ما تريد قوله دون أن تخبره بذلك مباشرة وكلما أعطيت القارئ فرصة للاستنتاج كلما زاد حبه للمتابعة بالنص ولن يتم ذلك إلا عن طريق الإيحاء والإبتعاد عن التقريرية والمباشرة.

رابعا المفارقة:.

أما المفارقة فتقوم على أن يقول الشخص عكس ما يعنيه. 

والمفارقة في الومضة القصصية هي صورة فنية وإبداع قصصي مرادها الخروج على النص مما يعطينا حالة من التشويق والإثارة تتحقق من ثنائية هذة المفارقة.

والمفارقة تقوم على أبعاد كثيرة، كالقبول والرفض، والإلتقاء والتضاد، والواقعي والخيال. بالمحصلة تقوم على التضاد. 

خامسا النهاية المدهشة:

وهي تشكل في الومضة القصصية الهدف والمراد وذلك بخلاف باقي أجناس القصة الآخرى إنها بمثابة قفزة من داخل النص إلى خارجه وذلك لإحداث الدهشة في وجدان القارئ.

ويجب أن تكون الخاتمة مباغتة وغير متوقعة.

أمثلة على الومضة القصصية


سراب

توهّمه ماءً؛ زاد عطشه. 

ندم

عَرَفَ نفسهُ؛ ندمَ. 

يقين

حَسُنَ ظنّه؛ ثَبَتَ يقينُهُ.

احتجاب

لم يحتجبْ عنّي؛ كان حجابي.

.

عادل نايف البعيني 

**** 

جَزَاء

صَدَحَت حَنَاجِرهم بنَشِيد الحُرّيَّة؛ صَفَّقت لَهُم المَشَانِق.

. مشاهد

أصابه العمى؛ هنأه المبصرون.

 بعضه.

(د/ سماح عبدالحليم)

***

مُبدع

أحيا مَنظُومةَ القِيمِ؛ ماتَ علَى الرَّصِيفِ.

(خلف كمال)

***

نَصِيب

هَوَّى بِهِ المَنْطِقُ؛ أَسْعَفَهُ الحَظُّ.

(علي العكشي)

***

فنَّان

نصَّبَ تمثالاً للحرية؛ أُعدِمَ في ساحتهِ.

***


أُمِّي

تصَّحرَ زماني؛ أمطرَ قلبُها رحمةً.

(خلود شعبان)

موظف

اعتقلَ أوراقَ النّاسِ؛ أفرجتْ عنها الرّشوةُ.



مُناجاة................. بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل - المغرب



أَ أُناديكِ..

يا أنا ؟

أنا إليك..

فقير سيِّدتي !

وكلُّ ما..

لي من دُرَرٍ

أسْتعيرُها مِن

مَغاني جمالك

الجلَيل !

فأصوغها قلائِدَ

من نوِر..

تليق بعشقك .

وإذا احْتلَك من

الفَقْدِ الليل..

 أتيهُ كبَهْلول

أبْحث لي ولكِ

عن وَطن حيْث

نصْبَأُ معا..

ونُقيم لنا أمام

الله في جنة

رِضْوانَ..

عرْسا آخرَ !؟

وقد هيّأت لكِ

في هذا الحلم

سريرَ ورْد..

كما في أندَلُس

الغيْب..

من هذا القحْط

أُناجيِك وأنا أُُوَسِّدُ

 نهْدَكِ عِنْد..

صخْرةِ ْالوجْدِ



سُكينه ! ................ بقلم : عيسى حموتي - المغرب







كلما قلبت صفحات  الماضي

حدثتني في إسهاب  عن الليالي الخوالي


ذكرتني بما لا ينسى

تعرض أمام أشواقي ما حبّرتْه آيات الوصال


ذكرتني بما كان من العهد 

وكيف كنا في حبنا نغضب رب العباد


وها صلاتي اليوم 

ما استقامت إلا بسجدة سهو،

وبلا كفارة لا يصح صيامي رغم القضاء

*


سكينه

اقرئي الغيرة تحرق صدري

عند كل  خزر من الغير ، استسلم للذوبان


اقرئيها، تقرئيني 

قطعة سكر ارتمت فداء للحب  في قاع  فنجان 


تبذل العمر لترتقي إلى موضع الشفاه رغوة 

تستفز اللمى فتحظى باستحسان


بحر الحیاة ............ بقلم : دلشاداحمد // العراق



كیف ٲستطیعُ عبور بحر الحیاة،ٲصبح الكذبُ مظلةً یستظلّ بظلها ٲناس كثیرون،انتشرَ الدجل والنفاق في كل مكان، وننظرُ الی المشهد الحزین وهو مسجّی بخیوط النفاق،وٲصبح الوشاة یتحدثون حول الٲمجاد والٳخوة والٲصالة.المالُ سیطرَ علی العقول والقلوب وٲصبح هو الواعظ والمرشد والدلیل،اختفت بذور العدالة ولم یبقَ لها ٲثر ،والمصالحُ الشخصیة غطّت كل شبر في بلاد الٲمل،هكذا تعست الحیاة بحیث انها اصبحت عنواناً لكل قصائدي التي تنثرها ٲفكاري المتشتنة،واللافت للٳنتباه هذه المشاكل كلها تحدث تحت غطاء حقوق الٳنسان والمنظمات الدولیة التي ترفع شعارات العدالة والتعایش والسلام والدیمقراطیة، لكنها مزیّفة والواقع یعطینا شیئاً آخر،ٲصبحنا مسجونین في عالم الحیاة مثل البحّار الذي یركبُ قاربَهُ الصغیر وهو في المحیط اللامتناهي لایقدرُ علی ٳنقاذ نفسه من ٲجل الوصول الی شاطيء الٲمان.لكن رغم كل هذه المحن لازال هناك ٲمل للخروج من هذا المٲزق الذي عصف بٲهل الصلاح والٳخلاص، فبعد شدة الدجی سیٲتي الفجر من جدید.

لهفة طفل ............. بقلم : ماجد محمد طلال السوداني // العراق





يا مّن أسميتكِ 

ضوء القمر

ياماءً يروي الشفاه 

الظامئة لشفتيكِ 

ولموعدِ اللقاءِ 

ويا حنينَ العمرِ

وبقيةَ ايامي الراحلة

يا من حبكِ باقٍ 

مثل الجمر

يا نسمةَ عطر فواح

ما بين الليلِ والفجرِ 

يا ضحكةَ فرح

وبسمةً بين السنِ والثغرِ

يا ليلَ العشاق 

وأغاني الحلوات البيض والسمر

يا لذةَ طفل غاف 

ملهوف لأمهِ  لضمةِ صدر 

العراق- بغداد 


وطن على هيئة رجل ............... بقلم : محمد الناصر شيخاوي/ تونس

...... إلى روح الشاعر الكبير سعدي يوسف 



وَأَنْتَ تُعِدُّ حَقائِبَكَ لِلرَّحِيلِ

لا تُغْمِضْ عَيْنَيْكَ يا يوسف

فَعَلَى الرَّفِّ 

قصيدة تنتظر الإذن بالرَّقْصِ

وأخرى عند مجرى الحلم 

لَمْ يُغْمَضْ لها جفن

صديقتك" أوكتافيا " كما تعرفها

عنيدة جدا

نهاية الأسبوع موعد زيارتها المعهودة

وعليك أن تجد مبررا لغيابك المفاجئ 

مقرك الجديد لا يسمح فيه بلقاءات حميمية

يوسف

الرِّفاقَ الْقُدَامَى في انتظارك

ليزفوك على سجاد أحمر 

الشُّيوعِيُّ الأخير يدخُلُ الْجَنَّةَ (2)

( جَنَّه جَنَّه جَنَّه، وَاللَّهْ يا وَطَنَّا (3)

يا وَطَنْ يا حْبَيِّبْ

يَابُو تْرَابْ الطَّيِّبْ

حَتَّى نَارَكْ جَنَّه )

يوسف 

أَيُّهَا الْمَعَبَّأُ بِهُمومِ الآخرين

آن الأوان كي تُفْرِغَ حِمْلَكَ وتَسْتَريحْ

فالقبر منفاك الأخير وكفنك 

شوق أَزَلِيٌّ لبغداد

واشتياق أَبَدِيٌّ

للْوَطَنْ 😰

                                       

(1) قصيدة " أوكتافيا " للشاعر العراقي/ الراحل سعدي

يوسف 

(2) قصيد للمبدع العراقي/ الراحل سعدي يوسف 

(3) أغنية عراقية

سنابلُ الأُنسِ ............. بقلم : فريد المصباحي - المغرب





هتَف قلبِي المُعنّى

ياصاحبَ الدارِ ألم تَشتَق

للأحبابِ

والأرضُ

حيثُ الطيرُ 

غنّى

وتذكرُ السّواقي

والماءَ والعنقودَ تدلّى


حمامُ الهَجرِ

من نافذةِ الحَياة قد

تدَنّى


ينتظر منكِ

رسالةً ظلّ بها يتغنّى


فرفقاً بقلبِي

راحت عنه الأقمارُ

التي كانت في الأفق له

تتجلّى


سنابلُ الأنسِ 

في اللّيالي كانت ترقصُ

و

تَتسلى 

حرّكي حروفَ الشّوقِ 

وٱكتُبي قَوافِي

الرّوحِ


والرُّوحُ قَد هامَت في بحرِ

الغيابِ والحنينِ


حيث الموجُ

للِقاءِ الأرواحِ

تمنّى


كأنّها الزهرُ 

للنّسائمِ قد

تدلّى

ذكرياتٌ 

حرّكتْ مواجعَ

القَلبِ

فلا تَستَسلِمي لنِداءِ

الهَجرِ 

وتدَعِيه

لمَصيرِكما

يتَولّى

 

يَازارِعَ الوردِ

أفرِشهُ

في طريقِ العاشِقين

وبه الحُبُّ

يَحلَى ...

الحياةُ لا تنتظرُ


والعُمْرُ يَقصُر

بالبُعدِ

وَ

يَفنى ...



صَمْتْ .............. بقلم : عادل هاتف عبيد // العراق

 



هَلْ  ظننتَ الشَوْقَ  بَعْدَ  الهَجرِ  يَهْزمُنِي

وَحَسَبْتَ  أَنَّها  الأَطلالُ  تَقْتلُنِي

وَعلى عَمودِها العالي عٍنْدَ الفَجرِ تَشْنُقُنِي

هَجَرْتَني  وَأَنْتَ  تَعرفُنِي

أَنا نَجْمٌ في سَماكَ ينتشرُ

دَعْ  يَديكَ قَبلِ الفَجرِ  تَجمعُنِي

هَلْ نَسَيتَني أَمْ مازلت  تَذكرُني؟

أنا مَنْ صَلَّتْ لَهُ تَناهيدُ المُنىٰ

أنا قبلَ أيِّ مُغرمٍ

عاشرتها الأطلالَ

 وَأَوجاع الصمتِ تخنُقُنِي

طَلقتَها الدُنيا

 وبعد الهجرِ أَعيشُ آخرَتِي

وَيومي ألف سَنةٍ

 سَلْ الأيامَ تَعرفُني

عُذراً لن أَموتَ على فراشِ الشوقِ لِراحلٍ

ولَن أدَع نار الهجر بعد الموتِ تُحرقُني



غاليه ............. بقلم : وائل الاحمد // العراق

 





            أخالك طيفا  يحاور همسي ،

            يفيض حنانا على مرقدي ..

           سراب تجسد ...

           وأنشودة الفجر قطرا" توسد 

           عشقا" تجسد 

           روحا" توحد  ! 

           نسيم تنهد 

           يداعب لمسي فينهض حسي  !

            وقولي رحلت ...  إليك أنبت 

            تناجيك روحي ..  سئمت جروحي ..

            ﻻني اخترعتك في معبدي   ... ....

وائل #صوت - السهارى

ومضــــة .............. بقلم : راسم ابراهيم // العراق






 رأيتك

في غمازة ألخد

شمسا غاربة عبر النوافذ

تسير  وسط الشوارع

المقدسه

أتعلم..

كيف أخطو اليك

عبر بوابة 

الدعاء؟



ديالى ..العراق

١٣ حزيران

وحدي أنا وظلّي .............. بقلم : علي ضمد // العراق

 




مثل جنرالٍ عجوز 

أُحيلَ إلى التقاعد

ليس لديه من يكاتبه

أجلسُ وحيدًا

كل ما ينتصف الليل 

في الشرفة المطلّة على زقاق الحيّ المظلم

أدخن سيجارًا رخيصًا

من دون فلتر

لا أنتظرُ أحدًا

ولا ينتظرني أحدٌ

لذا بابي مقفل جيدًا بالمزلاج

منذ سنوات 

الريح تمشط لي شعري

لم أحتج يومًا إلى مشطٍ ولا مرايا

ليس في بيتي تلفاز ولا حتى راديو

ليس في بيتي سوى ذكريات شبابي التي ضيعتها في الحروب


مثل جنرالٍ عجوز ومنسي 

أعيش هنا وحدي

بلا أصدقاء ولا عائلة

الأيام تعيد نفسها برتابة

كما التاريخ يعيد نفسه

والوجود بقبحه ولا معقوليته يضاهي عدمه

لاشيء يسليني الآن سوى بعض قصائد لشعراء مجهولين

ومواء القطط الكئيب

القادم من الشارع الخلفي  

وحدي أنا وظلّي 

كما لو أنّه حارس مكلف بحمايتي

شهدنا معًا هذا الكرنفال

هذه الحفلة التافهة للوجود 

الصباحات باتت مملة مثلها المساءَات

وساعي البريد أتى وذهبَ

وزع بريده على الجميع

أمّا أنا فلم يطرق بابي أحدٌ

لأن بابي مغلق منذ سنوات

 ..

كاتبان في قصة... "مابعدَ التَحَوُّل..."القاص جاسم خلف فلحي والقاص علي البدر





يجري خلف القطط. يقسو عليها بالضرب. يطارد الكلاب يرميها بالحجارة. يمسك الطيور. يذبحها. ينتف الريش. كان غير ميال لمتابعة دروسه. يرفض اللعب مع أقرانه. حين أطل على الخامسة عشر ظهر عليه الهبل بوضوح. وازداد شراهة بأعماله التي باتت مزعجة لأهله وأهل الحي. ورغم جهود والده ألا أنه لم يتغير. كان يتشاجر مع الفتيان بلا سبب. يختلق الأعذار الواهية. مما زاد الحرج على والديه وإخوته. ووسط تلك الأجواء وصلهم خبر توعك عمه الساكن بإحدى القرى. وبقدر حزن الوالد وقلقه على أخيه إلا أنه توسم الأمل في هذه الرحلة لو صحبهُ. هناك سيجد الكثير. القرية فيها ما يعجبه حتما. كانت المحطة الأولى لحظات الوصول. أحس بعلامات التعجب وهي تعتريه. فهو لا يحيد بنظره عن المواشي والأغنام وحتى الكلاب المنتشرة هنا وهناك. ذلك جعل الوالد يمنحه الوقت. ليشعر بنشوة تلك المشاهد. في الليل كان ينصت لنباح الكلاب. نقيق الضفادع. ثم طلب الخروج ليقف أمام الباب الكبير. أشترطوا عدم الذهاب بعيدا وأخافوه من حيوانات مفترسة قد تهجم عليه. كان يرغب سماع الأصوات القادمة من أماكن عدة. لحيوانات وحشرات شتى. أمضى بعض الوقت عاد ينصت لأحاديث عمه مع والده وكانت عن أحداث عصفت بالقرية. ثم شكا ضعف حالته. عدم قدرته متابعة الأعمال الكثيرة. فاغنامه تارة عند راع وأخرى لدى غيره. ومواشيه بالكاد تحظى برعاية زوجته والتي أدركها تعب السنين. كانت تعينها الجارة(سليمة الأرملة ) ألا أنها خطبت وسترحل قريبا. ثم قال. :

- لو كان عندي ولد مثل (ماهر) لأعانني. 

حين سمع(ماهر )، خطرت له فكرة البقاء. لأنه ألِفَ القرية. يسعده المكوث فيها. قرر البوح لوالده وذلك أفرح عمه. وأسعد زوجته. وجعل الوالد يتوسم الخير من بقاءه. بعد أن أدرك التغير الذي طرأ عليه. فغادر القرية لوحده. أبتدأ (ماهر) مشواره الجديد. كان في النهار يأخذ الأغنام. يعود بعد الظهر يتابع الأعمال الأخر. بدا له العمل مثيرا. أفضى ما عنده من رغبة ومتابعة. وبعد فترة أفلح بعض الشبان بإقامة الصلات معه. تعامل معهم بجدية واهتمام. كان يحذر من سخريتهم. ولابد من أعطاء الصورة الجيدة. نجح وتطورت تلك العلاقة. كانوا يخرجون في الليل لقضاء الأوقات الممتعة. شعر بالأنطلاق لآفاق جديدة. فالأرض التي يقف عليها منبسطة. بلا أبنية مرتفعة أو معامل تنفث الدخان. أنه الهدوء الذي يستكين مع مشاعره والذي غير أفكاره. تذكر حياته الماضية وكيف أعيا أهله وازعج سكان الحي. لم يكن بحاجة لدواء. أنما بحاجة لأشياء لا يفهمونها. الآن بلغ الثامنة عشر. هذا العمر يتطلب تصرفات مغايرة. أخذ يمتلئ بالأحاسيس الطارئة والتي أدرك أنها أوقفت بلاهته. سارت نحو سما نفس متوثبة لطريق هو من يرسمه. يكفيه ما حصد من هواجس العجلة ومن خيالات جامحة. تحرر من الماضي. فك قيوده. لم تعد لديه سابقة. أنما حاضرٌ يلوح بالمفاجأة الجميلة. فاتضح إعجابُ الأهالي بطباعه واتزانه. وحين زاره الأهل لم يروا ما يخشونه.حتى تعجبت أمه. ظلت تطبع على خده القبلة تلو الأخرى بين الحين والآخر. ذلك جعل زوجة العم تخشى من أخذه لكنهم طمأنوها ورحلوا من دونه. بعد أشهر خطف الموت عمه و زوجته. ظل لوحده. كان أحد وجهاء القرية يتابعه. تقرب منه وزوجه أبنته الوحيدة. توشح بالجدية والحدة. أنجبت زوجته ولدا بعد سنة اتبعته بآخر. ذات مساء كان يتأمل. يقرأ سنينه. الآن لم يعد بحاجة لمطاردة القطط أو متابعة الكلاب. ليس لديه رغبة الذهاب لحفلات الأثارة. أمتدح أفكاره. وفي ليلة عاصفة. أطل الجديد. فقد اندلعت الحرب. دخل الجنود الغرباء. لملم ما يملك. خبأه في مكان أختاره بعناية. في أحد الأيام قدمت مجموعة من الجنود. طلبوا مرافقتهم. هناك دخل على الضابط الذي كان بأنتظاره. قال له. :

- أنت معروف هنا ولابد من تعاونك معنا..ستشارك بالأنتخابات ونقوم بمساعدتك. 

- مستعد لذلك.  أجاب بحماس.

عاد إلى بيته يشعر بالسرور. تحدث مع زوجته وولديه. وضعت له الدعاية التي تمتاز بالأبهة ووصفوه بالتميز وبالمواهب الفذة. كان قد أغدق على الكثير بما يحتاجون. حصل على منصب لم يكن يحلم به. وتغير من جديد. ذات يوم ذهب بمركبته الفخمة معه رجال حماية أقوياء لزيارة الحي الذي ولد فيه. أستقبله الأهالي بكلمات الأطراء والأعجاب. بذات التعجب الذي كان يطارد فيه القطط والكلاب وكذلك الطيور والثعابين.

    أفكار شتى  تداهمه بين آن وآخر. كان يتجاهلها في باديء الأمر متصورا انها فوق طاقته، لكنها الآن أمام عينيه وكأنه يتلمسها. ذلك الصف من الشباب الملوحين له فرحين والصغار الذين هرولوا خلف صف السيارات الرباعية الدفع. زهوٌ وفخرٌ قد عم الجميع، لكن رجلا واحدا لاحقه بنظرات بدت حاقدة، أخذ حيزا من تفكيرة. إنه "عذيِّب" ذلك المتنفذ الغني المالك لعشرات الرؤوس من الغنم والبقر. نظرات مسمومة لاحقته وبدا يوسع دائرة الشك. لأبد ان يكون له موالين، وأيضا عائلته وأبناءه العشرة . حاقدون كلهم حاقدون.

وكانت السماء في تلك الليلة متوهجة على غير عادتها.. صراخ وعويل واستغاثة استمرت دقائق ساد بعدها هدوء مريب. وبدت فرحته لاتوصف وهو ينتظر ساعات الفجر، عندما أبلغوه بأن كل شيء تمام. 

- تمت تصفيته وعائلته وبقي الآخرون ضمن البرنامج.

- وهل لاحظكم أحد؟

- لا سيدي. الأمر اليك. سنكون رهن اشارتك. 

اغتيال واختطاف وإلصاق تهم تنتهي لحبل المشنقة وفي المقابل تتعالى هتافات الحب والإعجاب. دنانير تتساقط كالمطر وطموح يشتعل. نهض من كرسيه وفتح نافذة غرفته وتمتم بكلمات بدت غائرة في أعماقه..

- ها أنا يا صديقي أخبرك وبكل فخر. سيكون الشعب عبيدا لى . رقاب لاتحصى سقطع  لكنني سأظل وإلى الأبد عبدًا لك أنفّذ كل ما تقول. لابد أن أكون الأوحد. وسأكون بالتأكيد. رفع يده وانحنى قليلا ثم قبله ثلاثًا وهو يشم صفحاته..

-  أيها "ألامير..".  لقد حدث الكثير وأنا في بداياتك.. ما أروعك! ما أروعك!

هايكو ............... بقلم : رائد طياح - فلسطين

 




حتى نهاية الزقاق-

تودعني بنظراتها؛

أمي!


*********


بعد إنتظار-

يخرج حفيدي للحياة ؛

نزول الغيث!



قصة قصيرة ( شمس الأعراف )............... بقلم : صباح خلف عباس // العراق




لم تكن لديَّ فكرة كيف أجد ابي باديء الأمر … سألتُ العابرين  ، فأشار بعضهم إلى الجحيم ، وأشار أخرون الى طريق الجنة … 

أنا عالق في فوضى عارمة منذ اللحظة التي مات فيها والدي ، وعلمي أيضاً بأن السماء عازمة أن تأخذ كل الأرواح ، تحصدها تباعاً ، ولسوف لن تستبقي أحداً … وسألت عن سيرته فصرح بعضهم :

—-  ابوك كان لصاً تافهاً … سرق متاجر ومحلات 

وقال بعضهم  :

—- لقد كان رجلاً شريفاً وعادلاً ، فاضلاً يُحزن لموته …

أما أقرب الناس إليه (أمي) فقد قالت :

—  لا تشعر بالحرج كونك ابنه … عليك أن تفخر به 

أمًا أنا اشعر بأن أسلوب الصمت المتعدد الأبعاد لن ينفع بعد الآن وعليّ أن أهزّ الشجرة بقوة ، وإنها بحاجة إلى الهزِّ منذ سنوات ، وسأعرف ما يسقط منها … العهن والعهر … أم الشرف والسمو ، وعلى هذا الأساس اما أمشي على اثارك ابي ، وأتوقف عند رغباتك ، وذلك بالتاكيد سوف يمنحني شعوراً كبيراً بالرضا والسعادة ، أو تسقط غرائز آثمة … وهذا يعني إني تلقيتُ تعليماً سيئاً ، وعليّ مغادرة عهدك وحقيبتك التي تركت وصيتك بها والدي وبالكامل 

أنا الآن ما عدت أعرف نفسي … ، ويبدو إني سقطت ُفي هوس اكتئابي أدخلني ضياع لا قرار  له ، كيف يبدو لديك الأمر عندما تعلم إن اباك ، هذا الرجل الذي انت من دمه ولحمه … وتعرف ان كليهما فاسد ؟؟ 

أنا أنحدر تدريجياً نحو الجنون … لذا عليّ ان أفك الرموز وبسرعة لأن كل يوم قادم سيجعل الأمور أسوء …ويتفاقم الخوف ، خائف من النظر  من فوق جدار الأعراف بسبب ما قد أراه عن ابي وهو يتقلب في الجانب المظلم من الآخرة 

حيث لا أستغرب لو أنه قام بحماقة ما توفر له بطاقة مرور في مستنقع الإثم

 والإنغماس فيه ٠

عليَّ الاعتراف بأني لستُ في المكان الذي يُفترض بي التواجد فيه بعد ، لذا عليّ الصعود والتسلق ليتسنى لي رؤية ما على الجانبين للتأكد من تواجده 

لم اره في كلا الجانبين فصحت : 

— أين انت حبيبي …؟ أبالجحيم مسكنك أم بالنعيم ؟؟

بالتأكيد هو حبيبي فبفضله لم أعرف اي شيء عن الفقر ، أوالسكن المروع ،أو القمل الذي يدبي في أحياء البسطاء وتلك القذارات حيث العائلات بكاملها تنام على ذات السرير  ، وكنت لا أعرف عن الشغف  الذي يولد على أثره طفل تلو الآخر … ومخاض تلو الاخر ، لم أكن أعرف أي شيء عن الحياة بذاتها ، وأنا على وشك هدم ذلك العالم الافتراضي الذي بناه الوالد لي ، أن أخلق المتاهة الخاصة بيَّ فقلت في نفسي :

— عليّ أن أتجدد ، ولا أتبدد 

في معركة أنا الآن ، وستكون أبدية بين الخير والشر،٠ 

وطال جلوسي على الفراش أفكر بكيفية إنهاء هذا القلق ،لأرجع إلى سجيتي … فقد إنقسم وجودي إلى فصلين… فصلان مقسّمان بكارثة صامتة … أتمدد على فراشي تارة وأخرى أطفو على  السماء … ووجهي للأعلى ،أغمض عينيّ من الشمس ، واقفل آذاني بيديّ ، فأشعر وكأنني وحدي في هذا العالم ، حيث لا أشعر بأحد … أُريد الصعود للأعراف حيث أطلُّ على العالمينِ المتناقضين وأرى مسكن ابي ، هذا هو قدري وعليّ تغيّره وإثبات العكس وأصيح بالناس :

— هاهو أبي أنظروا اليه يرقص بثياب ناصعة البياض مثل قلبه …

أنا أتطلع الآن الى تحمل المسؤولية ، وهي فكرة عبقرية جريئة صعود ربوة الأعراف الخالدة ، وتسلقها بقلب يشتعل بالقلق والريب ، لأسقط ضوء ابي على وجوه المشككين بنزاهة أبي أقول للجميع :

—  كفى كوني شبحاً أعيش بينكم

يجب أن تسير الجموع بهذا الضوء … بضوء الشمس اللامعة البازغة من أعلى الاعراف ، ولابد لمصيبتي من نهاية مشرفة ،وها أنا الأحق شمسي لاتوازن بالكامل ، الأرض آخذة في الارتفاع ، والسماء آخذة بالنزول … وشواطيء تصدر أصواتاً رعدية منذرة ، وها أنا زاحف نحو السماء بكل إصرار  صارخا :

- سآتيكم ايها الأوغاد ببرائة أبي ٠


         

بعيداً عن عينِ الهواجس ......... بقلم : قمر صابوني - لبنان


لبكاءٍ  في السِّرّ 

أنصتَ هزيعُ المواجع

صهْ أيّها المطر  لاترتعد 

في صدر الغيم 

 وأنت تختلسُ من ثغرِ يمامات القلبِ قوتَ الصّمتِ خاشعا

نفيرُ شوق 

نقر الخبزَ

 على خدٍّ متقرمد الدَّمع

كم أدمته

أقدامُ  العطشِ

غير مكترثةٍ بحنوِّ هديل  الحناجر 


كم نحتاجُ لناقوسٍ يعلن 

في أذنِ الموت توبةً 

علّها تضمِّدُ جرحَ الحياةِ

بخيط مدى رفيع 

 النّورِ

ونصحو مجرّدة أكفاننا من لجام    

مزيّف البياض ..

فجرٌ  

ما رتّلت  شفاه الطُّهر  آياته

 برضابٍ آسن 

ولا أفشت نافذةُ النّهار 

لرقصات السّوسن

لهاث الأسى

صلاةٌ خرساء الشّوق هي

 جلس الحبُّ  القرفصاء

  كتعبّد  الخطوات 

لرفل سرابٍ هارب 


كيف سجدتِ الأهدابُ

مقدِّسة صلصال آدم 

دون التيمّم بشرانقِ

ورقة التوتِ 

لنعود إلينا 

ونغمض أعينَ الهواجسِ 

عن نقش ألواح الأزلِ 

 رغم فضولِ أحلامنا

المنفلتةِ من ملاءةِ اللّيل

 استيقظنا كنهرٍ عقيمٍ

مضمخٍّ بطين الخطايا 

جاحدين بنعمة ذاكرة

دُكَّت أوتادها في خلاخيل خيامٍ

عارية  الرّؤوسِ


هل نحتاجُ لعصا موسى

لنفجّر  اثنتا عشر

 صرخةً 

تشكّل أرخبيلاً  من دمٍ 

كيما ينفخُ الكيان فينا..!

نزفت أوردةُ  الأرض 

براكينَ منشطرة  البرهانِ

لعمري كم تلذَّذنا بكشف عورتها 

أقاموا على رحمها الحدَّ 

قطعوا حبل سرّة أواصر العمق من جذر الرّحمِ

أتراها أحجية قدرٍ 

مسجّى بين أجفانِ  الغيبِ

 أم أنَّنا ما تعلّمنا كيف نصنع الإنسان فينا ..

فبنت اللّقالقُ أعشاشَها 

على قممِ أشجارِ الضّمائر

ورقصت الرّيحُ 

بساقٍ حافية 

 

 سلامٌ لأعشاشِ الوهم

فلننْصت

 لصدقنا الكاذب


قمر بيروت



سأشتري عمرا جديدآ ............. بقلم : محمد فاهم // العراق

 




سأشتري عمرا جديدآ

من الذين سيبيعون أعمارهم هذه الليلة

بثمن بخس


ثم اقوم بتوزيعه على الفقراء مجانا

سيفرحون به حقا

ثم أشتري 


بيوتا لهم جديدة

تحميهم من مطر الشتاء

و حر الصيف اللاهب


أكرر سأشتري عمرا جديدا

أعرف رجلا

في حينا القديم


يبيع أعمارا قديمة

سأشتري منه جميع

الأعمار المتوفرة لديه هذه الليلة

///

/14/6/2021/


قريبا ...صحافة العراق في 100 عام .......... بقلم : ساهرة رشيد // العراق

تصوير:محمد حسن 

اكمل رئيس باحثين في مركز الدراسات والبحوث ا.م د علي شمخي الفتلاوي فصول كتابه الجديد (صحافة العراق في 100 عام اضواء على قوانين المطبوعات وحرية النشر والتعبير عن الراي ) ضمن فعاليات وزارة الثقافة والسياحة والآثار للاحتفال بالذكرى المئوية لتاسيس الدولة العراقية، وقال الفتلاوي ان الكتاب يمثل اضافة جديدة للمكتبة العراقية بما يتضمنه من توثيق تاريخي لأهم التشريعات القانونية التي عملت بظلها الصحافة العراقية ويستعرض الكتاب ايضا محطات مضيئة من الصراع بين السلطات في الانظمة السياسية المتعاقبة التي ادارت دفة الحكم في العراق والصحافة واضاف د.علي ان الكتاب تضمن فصلين رئيسين هما الاطار التاريخي والاطار القانوني حيث احتوى الاطار التاريخي سردا تاريخيا للمراحل التي نشات فيها الرقابة على المطبوعات منذ صدور جريدة الزوراء وهي أول جريدة صدرت في بغداد تحت الاحتلال العثماني 1869م ومرورا بالتحولات التاريخية التي مر بها العراق: الاحتلال البريطاني وتاسيس الدولة العراقية 1921 والحكم الملكي والعهود الجمهورية كما تطرق الكتاب الى  تأسيس نقابة الصحفيين العراقيين والانعطافة الكبيرة في  التاريخ السياسي بسقوط النظام الشمولي عام 2003 وبزوغ التعددية وإطلاق الحريات العامة فيما ضم الفصل الثاني الاطار القانوني الذي وثق للنصوص الكاملة لمجموعة القوانين والانظمة الخاصة بالمطبوعات الصادرة في العراق واقليم كوردستان ..اضافة الى تضمينه بمجموعة من الوثائق والصور الخاصة بموضوع الكتاب ومنها التعريف بعدد من الشخصيات الصحفية العراقية البارزة والصحف الصادرة خلال هذه الحقبة التاريخية ووثائق تشير الى المساجلات بين الصحفيين ورموز السلطة  لفهم الحريات العامة ومنها حرية الصحافة واكد الدكتور علي شمخي  الفتلاوي ان هذا المطبوع حظي باهتمام القائمين على مركز الدراسات والبحوث والمعنيين بالشان الثقافي في وزارة الثقافة والسياحة والآثار اتساقا مع الجهود المبذولة لتوثيق المنجزات الثقافية في الدولة العراقية عبر المئة عام الماضية.



لم أقل جبلا .............. بقلم : سلمان فراج - فلسطين

 


لك أن تسألي

ما بدا لك فيّ، ولي

أن أكونْ

حيثُما يرحل الشوق بي

أو أكون

مثلما ترسُم الريح فوق الرمال، ومثل الظلال، كذا

فاسألي ما بدا

إنني شغفُ الهمس من عصري الأول

لا أحب الجنادب، والموج لا...

لا أحب اندفاعه للشط، كم

هش من عُجبه الرملُ وافتر مما يضج السكون

فاسألي

في حناياي

شوق الى الحُلم خلفَ النجوم وفي

خاطري غُربةٌ

لا تقلّ ارتحالا معَ الشعر.. لا يخفق البردُ في

ناظرَيْك، فما الشعرُ إلا الشذى والشجون

لم أقل جَبَلا،

ما أنا باشق للعصافير، لكن كما

شغفُ الناي تغفو على معصمي السنون

يهتف الناس للقمر الطالع لكنّ قلبي على

غربه القمر الذي لن يكون

فاسألي

لكِ أن تسألي

بيْدري من رُوى الوجدِ حتى الجنون

إنني شغفُ الهمس... أعشق أن تسألي

ما بدا

لك، أعشق حتى أكون



أحببتُ نرجسةً............. بقلم : حكمت نايف خولي - سورية





أحببتُ نرجسةً يفوحُ عبيرُها

سحراً يلامسُ كالندى زهوَ الشبابْ

كانت معي خلف الغيومِ تخبَّأتْ

فوعيتُها حلماً أتاني كالسرابْ

فزرعتها أملاً رجاءً منعشاً

يسري معي متماوجاً عبر الضبابْ

وعشقتُها طيفاً أميناً مخلصاً

ومواسياً بين النوائبِ والصعابْ

تاهَ الخيالُ فغاصَ في أغوارِها 

في بحرِ عينيها يفتشُ عن جوابْ 

أسرى زماناً في فضاءِ لحاظِها 

يجلو الخفاءَ ويرتجي فكَّ الحجابْ 

دهرٌ مضى وهو القتيلُ بحبِّها 

متوجِّعاً يُشوى على جمرِ العذابْ 

وهو الذبيحُ الصَّبُّ أنهكه الجوى 

متقطِّعَ الأنفاسِ من طعنِ الحرابْ 

هيَ من تكونُ؟ ومن أكونُ أنا ؟ وهلْ

روحانِ ؟ أم روحٌ تماهى كالسرابْ ؟

هيَ قِبلةُ القلبِ المعذَّبِ بالنَّوى 

ومحجَّةُ الأشواقِ تدعوه الإيابْ 

أشتاقُها تصبو إليها مهجتي 

وأتوقُ مشدوداً إلى يوم المآبْ 

فأضمُّها روحٌ تعانقُ روحَها 

ونذوبُ وجداً بعد أن طالَ الغيابْ


يا أغلى وأرق .............. بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




*جعلتُ من الحبِّ لكِ

حجراً من مفرداتٍ 

أجمعُها من بدايةِ الضفةِ 

لعبور جريانِ الاشتياق 

نحو مصبِّ الاعتناق ،

ما أدري 

هل تَثبِتُ هذه الصافات 

في حالةِ  التعري 

أم هل تكتفي بالثبات ؟

منْ يوصلني إلى قمةِ الدرجات 

أ كلماتُ الشعرِ 

أم عباراتُ الرسائلِ المّمزقة

بوجهِ الموجِ الآتي ؟

كلُّ المنصاتِ تشهدُ 

والحاكياتُ تردّدُ الشهادات 

قد لا نلتقي 

لأنّنا ضفتانِ 

نعومُ بنفسِ النهر  ،

أعترفُ لكِ … أنا لا أجيدُ العومَ 

من دونِ ذراعيكِ للخلاصِ من الذّاريات ،

يا أرقَ منقذ ..


*ولو انتهى مفعولُ الكراهية 

لكنني أكرهُ البوصلةَ 

وبناتَها الأربعة

علِمتُ مؤخرا 

أنّها تلقت رشوةً كثيفةً

من غابةٍ أرادتِ عبورَ الظلال  

إلى أرضٍ محميةٍ

بلا جوازٍ أو تاشيرةِ إقامة ،

كرهتُ الهواءَ 

الذي يدخلُ بيوتَ الفقراءِ  

بلا استئذان 

ولا استثني الأغنياء ،

كرهتُ ألوانَ الرسمِ الخشبية

لأنّها تزينُ ثقوبَ الناي  

أثناءَ الأنين ،

أمقتُ في يومِ توزيعِ الرواتب

أمينَ الصندوقِ ووزيرَ الاقتصاد ،

الآن لم يبقَ في قلبي 

إلا شيءٌ قد يبدو بسيطا  ،

للأيامِ الآتيةِ بلا طيفكِ … يا أغلى رقيب ..

—————

البصرة / ١٤-٦-٢١

أنا والفصول ............... بقلم : جميلة بلطي عطوي - تونس





وأطوي الفصول على مَهَل

أهُزُّ إلى النّور رَفَّ الجناح

وكلّ الفصول تُشاكسني

كأنَّ الزّمان وليدُ الجراح

أيا مُهلة العمر كوني معي 

فأنتِ وعزمي لديَّ السّلاح

لأخفِقَ مثل نسور البراري

أرومُ الجبال وأغزو البطاح

ويا طائر البان هلّا كَفَفْتَ

فقدْ ضاقت الأرضُ من ذا النُّواح

أنا مثل أيّوب أرجو الخلاص

ومثل الحمام أحبُّ الصّداح

ومثل خرير المياه بصَيْفٍ

أداوي العليل بعذب قُراح

أنا والفصولُ نخوض الحروب 

ونحلُم بالنّصر مثل الرّياح

ونسكبُ للحزن عطر الورود 

عسى الحزن يثمل ثمّ يُزاح

وإنْ كنتُ أعلم أنّ فؤادي

إلى الحزن يهفو كطفل غرير 

وذي الدّنيا تعلم أنّي ثكلتُ

فكيف أخفّف عصف المصير

وكيف ألاقي ضياء تلاشى 

وهذا  الدّجى ساكن في الوتين 

وهذا الصّباح يُناجي المساء

ليركب سفْن الوفا والحنين 

ألا يا فصولي متى نستعيد 

عهود الزّمان وهطل الغمام 

فيورقَ غصنٌ ويُزهرَ نَوْرٌ

وتزهو الرّياضُ بشدو الحمام

وتعلو التّراتيلُ من كلّ صوْب

تسابيح نصر وصوت انشراح

صباحي صباحُ الفصول تُغنّي

وصبري يُهوّنُ حملي الثّقيل 

وروحِيَ مثل الفراش تطيرُ

تعانقُ حقل الضّياء الجميل 

وتسرح بالطّين في كلّ درب 

لتُسعدَ قلبا كواه الرّحيل.



تونس.... 14 / 6 / 2021



النّهرُ جفَّ .......... بقلم : فيص البهادلي // العراق


النّهرُ جفَّ ونالَ من قلب

 النخيلِ ونال منّي..

بعد أن مضغَ ارتدادَ توهجي 

وربيع ايّامي 

وملحَ دمعتي

بين التأمّلِ في مسارِ الموجِ والذكرى

بنايات التغرّبِ عندما حان الرحيلْ

....................................

النّهرُ جفَّ كحالِ اوردتي..

ودوّنتُ الغبارَ على ضفافِ الغدِ

كخاطرةٍ أُراجعُ نشأة  الذكرى

على برقٍ أنارَ  الشاطيء المسحورَ

في يومٍ تفجّرَ من كنوز الضوءِ 

في عينينِ تحترفان 

 اصوات التجاذبِ والصهيلْ

.............................

النّهرُ جفَّ

ودوّن الكلماتِ والرؤيا

بلا املٍ لكي ......

...............

يتدثَّر المحمومُ

في أمل اللقاءِ بغيمةٍ..تأتي ويأتي

الشوقُ في اطرافها

يهبُّ النّماءَ وحاضناً

شفةَ الخليلْ



6/2021/-

( قصة العاشقة البولندية تالا ) .............. بقلم : جعفر يونس العقاد // العراق

 


رف قلبي 

من بعيد 

حين لمحت صليبها 

كأم رؤوم 

انقطعت بها السبل 

وجاءت تستقصي وليدها 

من أقصى بلاد الغرب 

لهفة اللقاء عصية 

اشواقنا كالبرق 

ورموش عينيك 

برقية 

مالذي جاء بك 

ياتالا 

لبلادنا السومرية 

لجباه سمر 

تعانق حرارة الصيف

وقيظ الصحراء 

كجمرة 

من لهيب اشواقك الندية 

رسائل الغرام 

بين وارسو 

ومدينة تل  اللحم 

في الناصرية 

اشبه ما تكون 

برسائل مشفرة سرية 

لكننا في بلاد 

تراقب حتى هديل الحمام 

تصادر من جنحها 

تلك الطرود البريدية  

فالحجاج 

يدس انفه في كل مكان 

يستطلع القيل والقال 

ونحن شعوب 

تهوى النميمة والنفاق 

تقدس الحاكم 

وتعشق العبودية 

وانت من بلاد 

العطر 

والطيور اينما حلت 

تاكل وتشرب 

تلهو وتلعب بحرية 

تبا لشعوب مجبولة 

بخرافات عبلة وعنترة 

وبطولات وهمية 

ووقفت أمام قبرك الغريب 

لم أر غربة للقبور 

كغربة عاشقة بولندية 

جاءت 

من أقصى غربة الروح 

لتعانق اشعة الشمس 

بضفيرتها الشقراء 

كانها ملكة 

من ملكات سومر 

او حفيدة ملكة أكدية 

تالا 

قصص الغرام في بلادي 

اشبه ماتكون مغيبة 

او منسية

رف قلبي 

من بعيد 

حين لمحت صليبها 

كأم رؤوم انقطعت 

بها السبل 

وجاءت تستقصي وليدها 


لاطيف كطيف حبيبي ............. بقلم : الوحيدة الموسوي // العراق

 لاطيف 

   كطيف حبيبي 

  يكحِّل الجفون 

ولا رسم  ،،

   كرسم حبيبي 

  يحلو في العيون

تلمسته ،،

اول تجاعيد جبهتي 

ودمعة مابين أخاديد

           الخدود

همست له : 

كصفير ملك الموت

خذ سنيني والضياع

شمَّ قميصي وريح الوداع

  أنا طفلتك ،،وحيدتك

التي تاهت ،،

   بغياهب الجب والظلام

وتشظى بصرها

    مابين الدير والمحراب

 تعال لي :

           بصبر يعقوب 

            ووجع أيوب 

   احتضني   

وانصهر في سعير 

الشوق والعتاب

لقد حانت

 سويعة الإياب   

فلنبريء الذمم

ونطفيء الحمم

فتسكن الروح لبارئها

لعَليَّ التقيك على خط

      الصراط حبيبي ؟؟

                      

                       حزيران /2021