أبحث عن موضوع

الخميس، 20 أغسطس 2020

مواويل حنين .................. بقلم : خالد اغباريه _ فلسطين

 




الليل وكأس من شاي

معبَّق برائحة الزهور

بفصل الربيع

وقطيرات من ندى

تنهمر ثملة

لا تنتهي هذا المساء

ووجه جوهرتي

يغدو مبللا

تعلوه الأمواج

عند بوابات الذكريات

تعلوها دقائق الأشياء

وتنغمس كل مساء

بوجه جوهرتي

الممرغ بالشوق

ورائحة الليل

تروح وتجيء

وتتهاوى مواويل من حنين

في لحظة ترتسم فيها

بدايات التكوين

تنقش محطات من فرح

تارة ..

وتارة من اشواق

على مماشي العشاق

وحواف الطرقات

في نهايات الليل

ونجوم أخريات

والقمر يجرجر أنواره

نحوك جوهرتي

فتأتين

كعبق يمنح الليل

عطرًا وهمسات

واستراحة من سويعات

من شوق وحنين

تنتظر هناك

عند الفجر

صوب الشمس

تحمل عناوين سهر

ومن النجوم أسرار

فهناك جوهرتي

حفنة نجيمات

تتوارى بين طيات عتمة الليل

وحافات ضوء القمر

ومفاتيح من ذكريات

تتصارع فيها الهمسات

وأصوات تملأ المكان

بعزف النايات

وحدود الأشياء

تنهب حروف القصيدة

وتغرق بين الأمواج

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

حلم فراشة...................... بقلم : بتول الدليمي // العراق

راقصة الباليه

لم تأبه للفراشات
وهنَّ يتراقصنَ حولها
فما زالت أرضية المسرح
تتوضأ بصدى ضحكاتها
ترافقها همسات تحاول
أن تفجر بركان الصمت
الذي لازم أحلامها
خطواتها المتعثرة
تتلقفها إيقاعات صاخبة
تتبعها دقات قلب
تهافت فيه النبض
ونظرات تعلن عن
غدٍ موبوء بالحزن
يلملم سخرية الأمس
من بين وجوه الحاضرين
الصمت يلف المكان
وضوء خافت يتسلل
يحاول أن يستفز
من في القاعة ليعلن
إن مايدور حولها
ماهو إلا ظلال مقيدة
تحاول إن تمحو
ومضة النور المنبثقة
من فوهة الماضي..
اللوحة بريشة الفنان التشكيلي

بَرقيّةً عِتَاب .................بقلم : منير صويدي _ تونس


لِماذا ترَكتَ الحِصانَ شريدا..

يُقارعُ كلّ الوُحُوش وَحِيدا.؟


أ هَانت سِنين الوَلاءِ عَليك..

وألقيْتَ هذا الهِزبْرَ العنيدَا.؟


ألستَ الذي سَوفَ يَحمي القِلاع.. 

وَيَظهر كَالفَهْدِ  صلبا شديدا.؟.  


فَدتك الأسُود برُوح التّفاني..

وأضفت عليك صفاتٍ عَديدَهْ..


رَأتكََ  عَميدَ الخِصَال الغوَالي.

فكنتَ صَدوقا وفيّا رَشيدا..


فَدَعْكَ مِنَ الغَدرِ.. واحْمِ  الطّريد.

لكَيْ لا يُقالَ خسِيسًا حَقُودا.. 



أوت  2020.


أسمر................... بقلم : دعد غانم _ سورية


اسمر

ضجّ الليل

بحضوره ..بعطره

بقهقهات  ضحكاتنا

 غنجات الهمس

 سابقت خطى الطفولة

للَّهو تحت المطر

حلّقت روحُنا فوق  سماء العز

فوق الهوى

قطعنا أشواطا من العمر

 ولم  ندرِ

وإن دقت ساعة  الليل  للرحيل

عادت  بغيرة  عاشقة تشتهي السهر

وكؤوس السمر نملؤها  هياما

نحن من لوّن الحياة بالفرح

نحن من علّم الصباح الشروق

جنونُنا  جنون  التاريخ

عنفوانُنا عنفوان بركان يثور

مُعلناً موت الخمول

يا أيها  العشّاق  عذرا

 عِشقُنا  يتيم 

ولن يولد  بالتاريخ

له شبيه


بيروتُ يا ................. بقلم : عادل نايف البعيني _ سورية

 بيروتُ يا 

صَرخةَ الجُرحِ المُندّى

بالشّذَا

ويا تَنهيدةَ الموّالْ

تحتَ الرّكامِ صَوْتٌ 

يعصُرُ القلبَ

ربّاه كيفَ يُولدُ الألمُ، 

ويُغتالُ الوليدْ؟ 

وما هذا الذي 

يعزفُ أنشودةَ الوَجَعِ في أُذني.

وعلامَ هذا الشّدوُ مبحوحٌ؟ 

ويَخنقُهُ الأنينْ؟

الجرحُ يأكلُ نفسَهُ.

يمتدّ أُفُقاً وطولاً وَيَخْتزلُ المكانْ

كلُّ الجِهاتِ صارَتْ مَداهْ! 

كيفَ صارَ هذا الجرحُ

أعمقَ من صبري

بيروتُ.. ستبقينَ "ستَّ الدّنيا"

فهذا الغبارُ سَيجلُو

ويغسِلُه النّدى

وتلكَ الغيمةُ السوداءُ التي عَصَبت جبينَك 

ستلملِمُ أطرافَهَا وترحَل.

... 

فأبناؤُك الذين هبّوا بالأمسِ 

سَيَقْتصّونَ ممَّنْ سَرَقَ بسمَتَكِ

 وأَولغَ في دَمَكِ. 

ومن  العينَ التي غضَّتِ الطَّرفَ ليندلعَ الحَريقْ! 

 سيحرثَون الفَرَحَ في قلوبِ المتعبينَ... 

لينبتَ لاتَ حينٍ ويزهرُ من جديد

... 

بيروتُ ورغمَ الوجعِ المقيمْ

ستبقينَ

وَسَيبقى أرْزُكِ

رغم عَصْفِ الرِّيحِ

يُراقِصُ المَجْدَ 

ويُعلي للمَدَى

لبنانْ

...

اِحْضُنْها يا لبنان

عانقْ حبيبَتَكَ التي هبّتْ 

من تحتِ الرّكامْ

لِتَبقَى... 

وَيَبْقى لبنانْ




محطات مضيئة ................... بقلم : محمد الناصر شيخاوي _ تونس

 محطات مضيئة 

حدثني و لو قليلا 

عن "رجولة " الرجل 

ثم اِحْكِ ما شئت  

عن دينه 

دين المرء يا صاحبي 

إذا أنت أنصفت  :

"مروءة " و "مواقف "

                                     

موعد على مقاس الشوق ................. بقلم : عيسى حموي _ المغرب


قالت :"  

سأرتب لك موعدا على مقاس الشوق * "

قلت لها:

لا موعد يرقى لشوق تعتق

إن أنت  ألبسته  موعدا محددا  كفنتِهِ

وقلبي لا يحيا  إلا  بقدر  ما  تمزق 

***

لا  يرقى  فن   لرسم إحساس

أنت فيه النور وشع الشمس  لك  تملق 

أبحث عن لون ما  على بال يخطر

هو فيك مقيم ، به القوس في السماء  تألق

فالموعد  وإن كان باللهفة مطرزا 

يغتال سحر  شوق عن الموت  تسامق

***

أبحثُ عني  يا علة حرفي

لولا  سحرك  ،  ما كان ورد نبضي قد  تفتق

ابحث عني  يا حرف علتي 

في  بقايا  روح ،  جرحها  أعمق من أن يترتق

***

سيدتي

بارزتُ أشواك وردك 

فزت  بسحر  وخزٍ  في القلب تعمق 

فالعطر  زكي ، إي و ربي 

 لكنه لطعم الضنى ما يومآ ارتقى 

***

نازلت  جحفل نحلك 

لا أبغي  الشهد غنيمة .. لا ، و لست إليه متشوقا

إني أرى حر اللسعات أبقى 

طعمها أشهى  من  رضاب باللهفة  تعتق 

لسعات ينخلع القلب لها 

من الألم  يُقطِّر المسك كلما  بلسعة اصطعق


***

في بحر عينيلك مني  خطاب 

فاقرئيه  تقرئيني تائها أركب الومق

على شاطئيها بخفقة الرمش

رسمت لك  لوحة  عشق  ينبذ   الشبق 

***

لغة اللسان  ما عادت تفي 

والحرف ضاق عن أن يسعفها

خاب مسعى كل من فيه تخندق

فشهقة النبض تشي  بما  لا يعي 

من انخلاعِ قلب جراء فتنة في شريان ٍتخندق


قالت: "هيّا ، أقبل ، 

صل  قلبا اعتل ، فأنت مَن عشق 

كن له بلسما  يرتدَّ بارئا شفيا 

فيُضْحِ ، لك  مخلصا وفيا،  ما هواءً استنشَق "


قلت لا 

" سيدتي، سأغالب شوقي 

و أبقي على نيزكه عاليا  كي لا يحترق 

 و لتغرقي في نشوة انتظاري

و لتستعذبي رجع  خطى الحلم 

فمن جراء الوصل الحب اختنق

قالت:

ذا القلب نسيج  وحده 

لا يُفهم أيّ   دين في الهوى  اعتنق

الأَحلام ثَكلى ............... بقلم : وفاء غريب سيد أحمد _ مصر

 الأَحلام ثَكلى

بآلامِ الفقد والغياب 

عيناي وانكسارُ روحي 

وقلب غادره الإحساس 

طالَ الأمد 

جفَّت السماء 

ما عادت تروي البحر 

خد الأسيلَ 

سهام تتطايرُ كأوراقِ الشجر

تلتهم أيام الربيع

الوقت كذئبٍ جائعٍ 

يتفقد حُلتي الجديدة

أراني في فيلمٍ أسودٍ

أميرة من بلاد الأساطير 

تمتد جدائلها 

على شاطئ الأحلام 

تغرق في فكرةٍ 

تحمل قنديل الضياء

السواد سكن قصورَ الماسِ

غادرت السماء النجوم

تناثر وميضها مع بقايا الفجر 

قد حطمها شهابٍ

في ظلمةِ واحةَ الحب

أضرم النيران في الخريف 

شَوَّهَ الجمال

وألَّفَت الخمائل رداءها الفيروزي

لا تبحثي عن بقايا الذاكرة 

يُحلق طائر الفينيق بهناءٍ

في فضائها الممتد 

غادرني ذَاكَ الصَّباح 

فاجأني بالسفر والرَحِيل 

لَم أَستطيع ترك الفراش

جَمَعت 

قَبَس وحَفنة أَسَارير من وَجهه 

عطره عالق 

في زهرة الشباب 

ساقها الزمن حتى جفت

لقداسةٍ مجبولةٍ بالشَّمسِ

قمري عنك يبحث خلفَ الغيم

ويتساءل 

من أين أروي روحي الحثيثة

الليل غارق بوحشةِ الدجى

والنوارس تَشدو ترنيمة الرحيل

بيقين أن الراحلين لن يعودوا



11/8/2020

عاصمة القلب ..................... بقلم : سلام العبيدي // العراق




لا شيء يشبه بيروت 

حين تنهمر عليك بالغناء .. 

ساطعة كالسحاب ..

عند ضفافها يولد الحرير .. 

ومن نبضها 

تعلمتُ كيف أفترسُ الحروف ... 

رفيقة الضوء المسافر في زوايا الروح ..

في كل زواياك..

لاشيء تحت مظلة السماء ..

يعكر صفو القصائد .. 

حين يكتب الشعر على الرخام ..

كل القناديل تشير اليك .. 

هو بعض غياب ..

لاتتعجلي الانطفاء ..

لا وقت للمشيخ ..


عاصمة القلب ..شراع النقاء ..

لست الوحيدة ..

في مرايا الحب والإحتراق .. 

نصفُك الأول شعر  .. وقمر 

ونصفك الثاني 

تراتيل رصاص

ورغيف .. وصلاة في فضاء الأبجدية .. 

هوية القلب .. 

كمنجة المشرق والفصول ..

يا ظبية تكحلت بدم القصيدة ..

يامرفأ الحكايات ..

وزحام العزف في ذاكرة الريح ..

بيروت القوافي 

أنيسة البحر ..

موشح الحياة 

كينونة اللؤلؤ والمرجان 

وصدى الياقوت ..

يا سليلة الجبل العنيد 

والندى العذري 

في تعويذة التفاح والزيتون ..

ياصورة الأرق المحلق في الشغاف 

ياوجع القمر ليلة الدخان .. 

لست وحدك .. 

في مرايا الإحتراق ..



٦-٨-٢٠٢٠

بيروتُ ...... انهضي .................. بقلم : مرام عطية _ سورية

————————

حروفي ثكلى مثلكِ يامدينةَ الأحلامِ 

وعيناي تغرقان بآلامِ الفقدِ 

قلمي مكسورٌ انكسارَ قلبكِ الدافئ ياأميرتي 

فاعذريني إنْ استطالَ غيابي و جفَّت غيومي

دماؤكِ تروي البحرَ و تفيضُ شلالاً على اليابسة 

 تختلطُ مع دماءِ دمشقَ والموصلِ  وبغداد

أوصالكِ تتطايرُ كأوراقِ الشجرِ أمام العاصفةِ 

والنار ذئبُ جائعٌ يلتهمُ الكنوزَ ولا يشبعُ

 كيف أصدِّقُ أن الفيلمَ الأسودَ القديمَ لم ينتهِ 

وأنه دلفَ إليكِ بحلةٍ جديدةِ  ؟ !

أو كيفَ أصدِّقُ أنَّ تلكَ الشقراءَ البهيَّةَ التي كانت تتكئُ على اليمِّ  بهناءٍ 

وتسرِّحُ جدائلها على الشطآنِ بحبورٍ،  تغرقُ اليومَ  في السوادِ والأسى ؟!

أو كيف أصدِّقُ أنَّ قصورَ الماسِ والذهبِ صارت مقابرَ مخيفةً ؟

وأنَّ النجمةَ المتلألئةَ سحراً باتتْ كالليلِ في الظلمةِ  

لاتيأسي ياواحةَ الحبِّ ، كفكفي دموعكِ حبيبتي

اجمعي نثاركِ ،وودِّعي شهداءكِ في احتفالٍ مهيب 

يامدينةَ الجمالِ ،لاتسقطي في مستنقعِ إهمالهم 

او تغرقي في خياناتهم 

انهضي من تحت الركام كالفينيقِ ، وخيِّبي آمالهم فتحتَ رمادكِ ألفُ عشتروتَ تزرعُ الحياةِ و توقدُ الجمرَ في الجليدِ

يابرجَ السلامِ لاتسألي لِمَ قتلوكِ ؟ وكيفَ لم ترهم عيناك؟

الثعالبُ لاتزورُ إلا في ثيابِ حمائم

أتعبهم جمالكِ فرموك بنيران حقدهم ، 

حسدوكِ لأنك في حلكة الظلمةِ تحملين قنديلَ الضياءِ  

ياأختَ بردى و عشقَ قاسيونَ 

ياحبِّي الأثيلِ أتدرين لِمَ غدروكُ ؟

لأنَّكِ صوتُ الفنِ و آخرُ نجمةٍ بهيةٍ للعربِ 

لأنكِ سيدةُ المدائن و العصيةُ على كلِّ الطامعين 

لالاتسألي من أضرمَ النيرانَ في صدركِ ؟ 

من سفحَ خدكَ الأسيلَ ؟ ومن شوَّه جمالكِ الأنقى ؟  

على متن بواخرهم أرسلوا الموتَ بمواقيتَ محددة وظننتها ألعابَ الصبيانِ 

وفرزوا الجثثَ مسبقاً، وأحصوا القتلى 

و في لحظة الامانِ  اغتالوكِ

لم يعلموا أنكِ بلدُ الفينيقِ إنٍ استشهد فيك بطلٌ تنجبين مئات الأبطالِ 

وإنْ ماتت فيكِ خميلةٌ تولدين آلاف الخمائل 

إنْ ذوت فيك ليمونةٌ تولدين بياراتِ ليمون 

لك الحقُ أن تعجبي كيفَ غدروكِ ؟ 

فالحقدُ أعمى ياحبيبتي 

وكذلك عيونُ الجناةِ لاتفرقُ بين الحضارةِ والجهلِ

 بين الحمائم والحجرِ 

القاتلون وحوشٌ سافرةٌ برداءِ الإنسانيةِ  

دعيهم الآن فالشمسُ ستكشفُ أقنعتهم غداً  

و لاتبحثي عنهم ،إنهم يرتكبون الجرائمَ خفيةً ومن وراءِ البحار ِ بلا فمٍ ولا لسانٍ 



امهات ناجيات .................... بقلم : سعــــــــيد ذيــــــبان // العراق











 

حين انتهيتُ

من بناء حائط الحياة

بالبكــــــــاءْ..

تهدم من اركانه

صدى صرخات

النســــــــاءْ..

النساء اللاتي فقدن كل شيء

من بنات وابنــــــاءْ..

من مال

من سعادة

من شمس السمــــــاءْ..

 لم يبقَ لهن

إلاّ الدموع

وبعض قصائد 

الشعــــــــراءْ!!!!!


يستهويني ذلك الليل ..................... بقلم : خالدية ابو رومي.عويس _ فلسطين

 يستهويني ذلك الليل

كي أنثر الأوراق

أُرتبها على رفوف

دولابي......

لَكَم استهوتني ضفائر اللحظات.... وأنا أُجدلها 

واحدة تلو الآخرى 

سيأتي الآن 

بعد قليل

ها قد وصل 

ولكن دون جدوى 

أنثر ما تبقى من لحظات

وأعود أدراجي ألملم ما تبقى

أَغمض عيني على حلمي وأغفو



قراءة نقدية للنّاقدة والأديبة المغربية : (( مجيدة السّباعي )) عن المجموعة القصصية للأديب والشاعر السوري : مصطفى الحاج حسين



على ناصية حروف عبقة من مخمل بهي سرّج القاص الفذ ( مصطفى الحاج حسين ) قصصه القصيرة بعذوبة منقطعة النظير ، سطر بها عصارة آلام مستضعفين كثر ، سقوا كؤوس قدر مريرة أسقاما وخيبات وانكسارا . اختار القصة القصيرة فناً رائقا ممتعاً مسلّياً يتوجّه مباشرة للإنسان ،


يجوب مكامن الأسى يخاطب النبض والعقل والوجدان ، مرآة تعكس حياة الناس فيراها المتلقي مصقولة تبين ما يجرّون من صخورٍ موجعة ثقال ، سئموها حد القرف ، بها ترجم دفين طيات نفوسهم ،ولخص أعمق أفكارهم ، وطرح أبعد طموحهم ، وجسّد أجمل أحلامهم . وظّف قصصه هذه سرداً نثرياً يجمع بين الحقيقة والخيال ، فناً راسخاً واعياً عميقاً مركزاً مذهلاً ، يحتفي باليومي وبكل تفاصيله ، تنصهر خلاله الذّات بالمجتمع ، وبكلّ إشكالياته وكأنّه نقد فني للواقع الإجتماعي ، مرّر به رسائل دالة وبثّ أقصى قناعاته داعياً للمساواة والحقّ ودفع الظلم والطغيان ، يهدي به قصصاً مثقلة


بالأوجاع ، كلّ شخصية تحمل بين طيّاتها خبايا حياة شائكة وانفعالات خاصة ، كيف لا ؟ فالإبداع لا يتشكل إلا من رحم المعاناة ، حقق ذاك بأسلوب منمق وسرد آسر ولغة أنيقة وفصاحة مميزة ، تندس إلى العقل بيسر ومرونة وذكاء . هو كاتب من العيار الثقيل ، متضلّع في الحرف العربي الجميل قدير الحرف جميله ،يركب سفين القص و الخيال فيستشفّ أغوار المواقف العميقة ، ويقتنّص المفارقات الدّقيقة التي تحمل شحنات انفعالية ، تحرّك النّاس و الحياة ، فيمنح السّرد قوّة وحيويّة مذهلة ، فلا يسع


الشّخصية إلّا أن تحكي عن نفسها بنفسها ، وتطرز الأحداث وتلونها بألوان قزحية وأيضاً تسدل عليها تأويلات لا تنتهي ، بغية أن ينحت انطباع حقيقي في نفس المتلقي المتذوق ، وبه يجني عبير الموعظة وشهد المتعة ووحدة الإنطباع . يزن مبدعنا جمله بميزان الذّهب يقتصدها فلا يرهلها ، وبها يجسد صوراً بصرية دقيقة موازية للواقع المعاش ولدروب المكان ، فيأتي سحر الحدث والمكان متناغماً ملتحماً وكأنهما واحد ، هنا يؤجّج الدّهشة والتّشويق بحرفية واقتدار و خاصة عند القفلة التي تذهل بإيجازها وإضمارها تصدم بما حبلت به من مفاجآت غير منتظرة , إذا فتحت مزلاج قصصه منحت


بسخاء آثاراً معرفية ووعياً اجتماعياً ينسيك مكانك ويمنحك لذّة قراءة لا متناهية ، فتحسبه عاش وسط أبطاله ، وانصهر في تفاصيل حياتهم ، وقاسمهم الأسى دفعات ، فتقرأها وتعود ثانية كمن يتفقد عبق الحبق بعد يباسه . أما لغته وعاء إبداعه جعلها ترتبط بالفكرة وبالإيحاء والإشارة لا بالوصف ، ضمنها كل آليات القص المتين والحرف العتيد ، رؤى وجماليات متعددة الأبعاد ودلالات مذهلة


آسرة ، و في غمرة سكرات الألم رسم أبواب عدة تفضي للأمل العريض . هنا نستحضر قولة زكي مبارك المأثورة : ( إن الحياة هي كتاب الأديب ، فالأدب يجب أن يكون من وحي الحياة ، وإنه من الضروري أن نعيش الحياة حتى نكتب آيات الوجود . ) رسالة الأديب ص 7   .


                       

مجلة .................. بقلم : رائدة جرجس // العراق

 



أُقلِبُ الصفحات 

ملونة جميلة قد تُذيب الملل

مٍقعدانِ فارغان

منضدةٌ 

كاسٌ وقدح

في الثانيةِ

عُصفوران في قفص

ونافذةٌ  تطِلُ على شجرة  

في الثالثة 

منظر غروب وكلب رابض

اقلبُ واُقلبُ انها الثالثة ليلا

في الصفحة 

بابٌ مكسور  وبعض اوراقٍ متناثرة  كاوراق الشجر 

في الصفحةِ الاخيرة 

هشيمُ اشجارٍ وعصفور ٌجريح .

مرقد حلم ................... بقلم : هيام عبدو_ سورية


نسجت أثواباً من الصبر 

فضاق علي زماني 

وكيف أجد رياضاً للقاء 

وتوقي إليك...

كيف لهفة الثرى

لقبل الندى 

كيف خمر الفجر 

تشتاقه أجنة الورود 

يوم تخجل 

فتلقي عليه السلام 

لا تلم القلب 

لا عتاب للإحساس 

فالكلام في حضرة الشوق 

لحد للقلم 

وليل فيه مقبرة لكل جراح 

حنيني إليك 

قديم الأزل 

جديد الهوى 

قديمه خمر معتق 

حنيني إليك 

حنين العنادل لضوء القمر 

حنين الخيول 

لهمس السبق 

وتبقى العيون تناظر 

طيفاً 

تحاكي زائراً 

نزل مرابع الروح 

ضيفاً 

ثم....

شد الرحال

وأنا.... 

ما زلت هنا 

على عهد الهوى 

لا أحنث بقسم الحنين 

أصبّر سطراً تمرد 

أختلق الأعذار 

أمنّي السطور 

بأن ظلال العاشقين 

تعانق ذات الهوى 

ترى...

ماذا أنال من صراع الموج 

ومركب الروح 

وسط العباب اندثر 

سأبقى أحاكي سير الرمال 

بين سنابل وجدنا 

أصيد الرؤى 

أحصد الأماني 

حيث يرقد حلمنا



هيام ........................ بقلم : سعد النوري // العراق




تمر علي..

كحلم مذبوح

اعزف لك معزوفتي

الضائعة

افرح كقلب طفلة

أبقى.. 

 على هوامشك

الموجوعة اتنفسك

 عشقآ بين جوانحي

احلق..

فيك عاليآ بين

واحات العاشقين

واسراب النوارس

ارتشف..

من شفاهك الندية

رحيق ازهار فاض

بها الشوق

اشم رائحتك

 من بعيد واعلم

 انك لن تعود



دافنتشي الفقراء .................. بقلم : محمد نعمة اللامي // العراق


ثمة ..خطوط عناء وتعب..

تجاعيد توشمت الملامح بانتقاء

البؤس يفترش خطاه

أغانِ شدو..زخات الوجع

تعانق ريشته..بانكفاء

الصمت..يتبع ظلهُ الحاني

يلتحف جل كنهه..الغموض والكبرياء

ك..قطرِ ندى..

ألوانه إنسكابات مبهجة

نوافذٌ ولود خيال أنامله ببهاء

تخيطُ أشعة الشمس

للثغور الباسمة..أبهى رداء

دافنتشي الفقراء..إقترابات سلوى..

ألانامل بالتهاب وشقاء

تداعب حرفهُ المألوم

هياكل موتى وخواء

لا ينضب نزيفه

على أرصفة الابداع..إرتماء

ضجيج أسىً ووجع

لا يهدأ بزهاء

على أرصفة الخبز

تُباع نزعات روحه..لوحات

بأبخس أثمانٍ ..لا كما شاء

حتى إنبلاج الفجر

يُنازع عقارب الساعة المهرولة

صوب الفناء

تغريداتٌ يترنمها

على شفى أرواح..حكاياه

المتنهدة..عذراء

شاحبةٌ طاولة المغتسل

استغاثات مرجفة

زوايا غرفته...كأداء

ترسم أشباح الأماني

تنازع حافات الغربة

على مفارق خريف العمر..إغتناء

سمفونيات مخنوقة..يضج القلب..

يقضمها اليباس..غَنْاء

ويحفر اللوحات بالوان زهوِ إحتراقٍ..

وهشيم لظىً..لألاء

كأن عزلتهِ جذاماً ألَمَ بهِ

فلمْ يدن محرابهُ الاقرباء

ولا حتى البُعداء

مثارُ إستغراب تمتنع منها

صور المرايا..أثوابه المتهرئة..ازدراء

من ثرثرة الفُجاج والفضولين

لم تسلم تدنساً وهجاء

حصونهُ المتسورة

في وحل الفجاجة والظلم

دكاءً دكاء

بالذي لا يعني شأنهم

ما اكثر الداسين رؤوسهم بإشتهاء

على قارعة طريقه المعتاد

بشهية رصاص القبح

يرميه دون...إختشاء

ويستبيح قداسة العزلة

بِسُمِ نباله متطفلاً.. بانتشاء

:ما أكثر كد ريشتك

والشح يعتلي الملامح والسحاء؟!

ناقمون الفقراء نعم وحتى جيرتك

يهمسون بسيماء

ألفاً من الأفواه الجائعة

جارك الجزار يسد الرمق باغتناء

يروي عطش حناجر الشفاه الذبلى

وشقوق الضلوع المرهقة بنعماء

متسارعةً عقارب الفصول

والربيع يلملم أطراف أنامل السراء

وذا الخريف..يلبس

حبات رزق السنين

باثواب الشحوب..إرتداء

هيكل الفؤاد المرهق ينازع الخيبات

ويغلق الوهن

أوآخر الصفحات..بإرتخاء

يتشظى..يأن فرط الوهن

الأنفاس تَسَولٌ

على قارعة النزع..رماء

تشيح عيناه..لا ندامة

صوب أستار السماء

من رمقهِ الاخير..

مناجل الموت تدنو..بِخُيلاء

أوراق ريشة الشفاه..

ذبولُ إصفرارِ رمضاء

جيوش الالسن مهذارٌ..

لازالت تخوض رباه..هُذاء

جبين النبض للسماء

تَلَهُ وأسلم...ما إن أعلنَ

هطولُ عبائتهِ..المساء

للفقراء والايتام

توقف المداد..والعطاء

وبالسؤال لا زالت تعج وتلوك

الالسن الجوفاء

حينها صدح الجزار..بالحقيقة المخباة

في طي السرِ...والخفاء

فبانَ للفجاج والناقمون

وحتى الفقراء..زيف الادعاء والافتراء

التجارب مرايا تُعري الأقنعة

ولوحات الخريف المؤلمة

لطالما...حفرت في الريح

شوارعاً من بهجة..وهناء

كسوةٌ للعراة..رغيفاً..لضورالجياع

تسامت ودواء

دون دعاياتٍ ووكالات أنباءٍ

فالجهر والإعلام لوجه الكرامة

ثلمةٌ..واصطلاء

لعنة الرسام لازالت..تطارد

الفضول والوقاحة والثغاء

تخبرالسؤال للاغنياء متى تمطر الجباه؟؟فيضاً..واغتناء

زنزانة الضمير..تورث الندامة

بالاحكام المستعجلة..

دون تبيينٍ وانتقاء

لمداد الضمير..أفرد مساحاتٍ مستفيضة..

للحكم يوماً ما سَتُسأل..

وتذكر...إنك فيض أخطاء

الفقراء والشرفاء يتساقطون جوعاً

كالاقمار..أُفلاء

والأشباه والمتمنطقون ينعمون باللامكان واللازمان بنهمٍ ودهاء

ورائحة الرغيف..تستفز الافواه

صباحاً ومساء

نم قريراً..ياراهباً

سقى الليل بالحلم..حد الارتواء

ناسجاً من خيط الفناء

أكاليل الخلود والبقاء

نم قريراً..دافنتشي الفقراء

قد كنت لوحةً من طهرٍ

تنزف بسخاء...،




ترانيم الروح ...................... بقلم : سوسن الادريسي _ سورية


لم يبق من الجسم

 إلا الرفات

القلب اعتراه الخوف

 من الممات

لم اجد في الطرقات 

إلا الذكريات

و مرادفات الكلمات 

تئن في سكات

اه منك ايتها الحياة

تنظمين اصعب 

المعزوفات

الدمع يجري في خطى 

يشق الطرقات

جسدي المحتضر 

يشتاق للاموات

ما نفع حكم الزمان إذا كانت 

لا تذكر في الحكايات

ضاع الخلان 

ضاعت الملامح والصفات

رحلوا و تركوني 

مع النجوم الساهرات

كنورس مكسور الجناح 

يبحر في السماء 

يعتلي الغيمات

على نغمات العود 

تتألم وترحل 

كل البسمات


طريقنا وهمّ ........................ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق





أنا أكرهُ أن تغتالني العيونُ الزرق

 ولا أحبُّ أن تشطبني الدموعُ المالحة

ربما جعلني الوطنُ فاصلةً 

بين جملتين متناقضتين 

لا يعربها النحاتون 

ضمن صنمٍ وسطَ مدينةٍ ثائرةٍ 

ثمّ يسقطني الأطفالُ وتجرّني حبالُهم 

إلى مصيرٍ مجهولٍ  في خزائنِ بائعِ العتيق  

أو إلى كتابِ تأريخٍ ممزقٍ تجمعُ أوراقه حباتِ الشمس .

كنتُ يوما قوساً من أقواسِ المعارك  

أحملُ الرؤوسَ التعبوية

وأتجهُ إلى نفسي دونَ شعور 

أصيبُ ما أشاء ومتى أشاء 

لن يخطئ صوابي في أجزائي المتشعبة 

معتمدا على الخطِ الوهمي بين الفرضةِ والشعيرة .

أكرهُ أن أرى موتي المحتّم تحتَ المناضدِ

 كبيدقٍ بين أصابعِ الملوك 

ولا أرغبُ رؤيةَ ذاتي 

كحصانٍ تحت سرجٍ مثقوب 

تنغرسُ في جلدي الشوكةُ التي أدمت الركوب ، 

اللّجامُ أنا … الحوافرُ ظلّي 

والاستقامةُ في فجري 

الذي لا يشبه المكتوبَ على جبينِ النهار  .

تكررت خيالاتي 

حين طافت الأحداقُ فوقَ الحوادث 

 رميتُ أطواقاً وأطواقا

لم ينج إلا أرنبٌ واحد

من النّطِ الذي تعيب عليه السلاحف

في سباقٍ مدته آلاف السنين ، 

السرعةُ مطلوبةٌ 

في الفرارِ لكن التأني مرغوب 

عند حافةِ الانكسار ، 

لن ينصحني أحدٌ وأنا قائمةُ شواذٍ 

مدونةٌ على حيطانِ الأسرار

لا تمسحني نفخةُ الزمن ،

أكتفي بالإيماءِ 

عند الرفضِ والقبول 

طالما السوطُ هو معلمي 

ومراقبي عند الحلول

لقد تمددت أنوفُ النهايات

رغماً عن أنفي لتضمَّ أصابعَ البدايات ،

تيقنتُ إنني أقتربُ من الطريق 

الذي يوصلني 

إلى تصديقِ الوهمِ  لأني أنا ....



البصرة





فراغ .................. بقلم : فاطمة الشيري _ المغرب

 





 الجوف محشو بالوهم.

 يقلب أوراق أمس استنزف سواد الحبر. 

أخرس لسانا ضل طريق  الكلام.

 حمَّل الحرف أعباء جثت على الصدر تسأل الغمام. 

متى ينزاح  عن الصيف؟

 السنابل انحت صلة للرحم.

وجلباب الجد ترتديه فزاعة الحقل.

حلقت الطيور بعيدا وهبوب الرياح

فانساب البوح 

على ضفاف المحال. 

يرتق خيوط الليل بالنهار.

بدا العالم غريبا في عيون أغشاها السراب

اهترأت رقعة الأيام من تلوث الكون


أحتاجُكِ .................... بقلم : عادل هاتف عبيد // العراق




سأشرح لعينيكِ إحتياجاتي

أحتاجُكِ نهرًا 

ماؤهُ  سلسبيلٌ باردٌ

إن جاءني الليلُ 

أغرق بهِ أنا والعصفاتِ آهاتي

 أحتاجُكِ تلميذةً 

أنا استاذُها

تعيدُ بعدي ألفَ مرةٍ 

في عشقِها أبياتي

أحتاجُكِ أُمًّا 

إن غفوتُ بعدَ مَسرََةٍ

ترتبُ في دولابِ أحلامي

كلَّ أشيائي العزيزاتِ

حبيبةُ  روحي

إحتياجيَّ أنتِ

 في الماضي كنتِ

وفي الآتي

وفي حاضري

لولا الجلوسُ لأجلكِ

مع شوقي لعينيكِ

وأمنياتي

لكنتُ بين الناسِ 

ذكرى منسيَّةً

قد تُحيّها بين الحين والآخر

كتاباتي


غريمتي امرأةٌ تشبهني / سرد تعبيري ................ بقلم : سامية خليفة / لبنان



هكذا غلبتْني الرِّياحُ صارتْ لي النّدَّ أنا أشدُّها علوًّا لعلّها ترفعني بكبريائي نحو التَّسامي والتَّشافي من لوثةِ الجنونِ وهي تشدُّني نحوَ الأرضِ، يرهقُني صفيرُها يكبِّلُني أسرُها واستبدادُها وهي توعزُ للرِّمال أنْ تعميَني تذرُّ قذاها في عينيَّ بلا رحمةٍ. رياحٌ هوجاءُ توحي للأصفرِ أنْ يلبسَني ثوبَ خريفِهِ،أرنو أن أسعى للخلاصِ أن أتمرَّدَ أن أكتشفَ حقيقةً مخبَّأةً تحتَ جلدِ الإدمانِ، هناك أسفل كلِّ خليَّةٍ بركٌ من مورفينٍ ينمو في الجسدِ يتحكَّمُ بالإرادةِ أفتحُ شقًّا أخرجُ منهُ صديدَ الوهمِ  أنزفُ واقعًا منه أتلصَّصُ على عاشقينِ كانَ أحدُهما حبيبي، الأخضرُ الدّائري كما دوّامةُ حزني علامةُ ارتكابيْهما للحبِّ كم تشبهني غريمتي التي استعاضها عني ! أنوثتُها مفتاحُ جاذبيةٍ شاعريَّتُها تدفُّقٌ لشلالاتٍ أناملُ ريشتِها ترسمُ الكلماتِ والنبضاتِ والحركاتِ، أنا كما هي لريشتينا أناملُ سحريَّةٌ ترسمُ مدارات الحبِّ بحبٍّ، وتختمُ اللَّوحاتِ بإصبعٍ يكتبُ كلمة (بحبَّك) توقيعامذيَّلًا بالنجومِ، هي مثلي ترتدي نظّارتينِ واسعتينِ هي أيضًا تريدُ أنْ تلتقطَ تفاصيلَ الحبيبِ بدقَّةِ امرأةٍ عاشقةٍ لا تفوتُها أدنى علامةٍ، هي أيضًا تسبحُ في سماءِ وجهٍ لطالما لثمتْ شفتايَ مساحاتِهِ بآلافِ القبلِ وبعدَما حرثْتُها وبذرتُ فيها بذورَ الحبِّ وسقيْتُها بماءِ الرّوحِ أتتِ المرأةُ الغريمةُ لتقطفَ الورودَ.

أعرفُ امرأةً غيركِ ...................... بقلم : سليمان أحمد العوجي _ سورية


عذراً فأنا أعرفُ امرأةً غيركِ 

ماإنْ تمرُّ على يباسِ فمي حتى تهدلَ عرائشهُ بأناشيدِ النبيذِ....

نَـهَرَني ( نيرونُ) حينَ دعوتها للعشاءِ

وأطعمَ ثيابها للنارِ...

كلُ القصائدِ يومها أغلقتْ أبوابها إلا هي... 

بقيتْ( بيروتُ) توزعُ الثيابَ والعطلَ الرسميةَ للعراةِ والمنهكينَ. 

أعرفُ امرأةً أخرى... 

اسمها ( دمشق)  ...

كلما نبشتُ في خردةِ صدرها عثرتُ على كنزٍ من حنين.... 

على بابها اليومَ 

يقطعُ ( قارونُ) يدهُ ليتسولَ درهمين

ويشمِّرُ المغبونونَ عن ساقِ آهاتهم... 

غرباءُ فيها يبحثونَ عن حجرِ أنسٍ يسدونَ بهِ مغارةَ وحشتهم

ويرجمونَ شيطانَ العوزِ بحصى الذكرياتِ...

أطفالُ ( دمشقَ) وحدهم لازالوا يشاكسونَ الحكايةَ

يُفَصِّلونَ النهايات على مقاسِ ضحكاتهم.. 

يكتبونَ رسائلهم إلى الله

يضعونها في بريدِ الفجرِ

وينامون..... 

أعرفُ امرأةً ثالثةً غيركِ

كانتْ تعشقُ الموزونَ

كلما ارتجلتُ قصيدةً 

ناولتني ( نوتةَ) القُبَلِ على عجل..... 

أولادها اليومَ يبيعونَ الحصرمَ على أرصفةِ آب

ضعي برقعاً سميكاً على وجهِ هواجسكِ يا( بغداد) واتبعيني.... 

ف( الحجاجُ) سيقطعُ رأسَ المعنى ويتركنا أيتاماً نغوصُ في ( أهوارِ) التأويلِ...

أعرفُ أيضاً امرأةً حاضرةً في قلبي حضورَ الله في فاتحةِ الكتابِ 

اسمها ( صنعاء).... 

أخذ ذاك ( المرابي) أساوراها وعقودها وأفراحها.. أودعها غابةَ القصبِ ولم يُصِّيّرها ناياً إلى اليوم.. 

أعرفُ..أعرفُ امرأةً اسمها على طرفِ لساني 

صَمَتتْ كأرضٍ نسيتْ أن تدورَ ...

وتشاغلتْ بنياشينِ العرضِ وأوسمةِ الطولِ ...

حتى بترَ ( فرعون)  يد حديقتها في أولِ محكمةٍ خريفيةٍ ....

أعرفُ امرأةً نسيتُ اسمها تماماً ...

لازالتْ تفسرُ للعاقراتِ أحلامَ الحصادِ ومواثيقَ الحروبِ..

ترجمُ بالغيبِ المخاتلِ وتقرأُ كفَ الرمادِ 

تتلو على مسامعنا آياتِ التنهدِ ..تدوِّنُ إجاباتها على عجلٍ وتغيبُ في زحامِ القبورِ.....

ياخريفَ المدنِ النائمةِ على نكباتها :

لاتَكمّْ مِئْذَنَةَ فمي بحجةِ الوباءِ..

ولاتَرخِ ستائرَ النكرانِ على نوافذِ الياسمين

مهلاً ...مهلاً فمتاهةُ العطرِ تَحلُّ ألغازها في دمي. 


         

الى روح أخي و صديقي ( چيا) .................. بقلم : اسماعيل خوشناو // العراق


أَيا مَوْتُ

أَما لانَ قَلْبُكَ

كي تُمْهِلَ صَدِيقيَ فَتْرَةً

فَإِنَّ الْعُمْرَ

لِاحْتِواءِ ما أَبْدَعَ

قَصيرٌ

أَعِنْدَ الْمَدرَسَةِ

تَشْكُو الْعَيْنُ غِيابَكََ

أَمْ مِنْ لَوَحاتِكَ

مازالَ الْعَطرُ و الْجَمَالُ

يَطيرُ

تِمْثَالُ الْوَفَاء

و رُسُومٌ

على واجهةِ كُلِّ قَلْبٍ 

تَعزِفُ 

وتَظُنُّ أنَّكَ

ما زِلْتََ على عَرشِ الْحَياةِ

أميراً

الْإِسمُ ظَلَّ في خِدرِهِ

النُّطقُ قَد حُصِرَ

مَعنَى (چيا) جَبَلٌ

فَقَد كانَ بَيْنَ قَومٍ

نِصفُهُمْ لِهَوَى الْجَهْلِ

أَسيرٌ

صَدِيقي

قَد حَجَزْتُ لَكَ مَقْعَدَاً 

على مَسرِحِ الْلِقاء

و أَنْتَ الْآنَ في السَّمَاء

وأَنا لأَنيسٌ بِمَقَامِكَ 

على الْأَرضِ فَقيرٌ

على حَافَّةِ الطَّريق 

تَنْتَظِرُ الْأَعيُنُ 

لَعَلَّ قَاطِرَةَ الْمَوتِ تَرجَعُ 

وَيَنْزِلُ مِنْها السَّيِّدُ الْوَقُورُ

لَوَحاتٌ 

تَرثِي صَاحَبَها 

و تَماثِيلُ

الى مَنْ أَبْدَعَها 

بِشَغَفٍ وحُزْنٍ 

تُشِيرُ

الزَّمَنُ قَد جُزِمَ

هَيْهَاتَ لِأُمٍ

أَنْ يُرسَمَ على حُظْنِها

قريبُ شَبَهٍ مِنَ  الْأُستاذِ

أَوْ نَظِيرٌ

الْوَداعُ

رَايَةُ كُلِّ يَدٍ

والرُّوحُ صَوْبَ

حَبيبَ الْجَميعِ

تَغْدُوُ 

و تَسِيرُ



٢٠٢٠/٨/١٥