أبحث عن موضوع

السبت، 19 ديسمبر 2020

مدمن العشق .................. بقلم : عيسى حموتي _ المغرب



 

مدمن الخمرة من سكره يصحو ،

حسبُه ساعة نوم

وكفاه من عصير البن فنجان،

ليس من من جرحه عب كمن يعشق بنت الكروم

إن بين الصحو و العشق عداء دائم

ولذا العاشق طول الدهر سكران

*

كأسه مترعة، بالشوق حبلى

وإذا ما نهل أو عب

أو اجترع ازداد سكرا وهو عطشان

*

لا يدير الكأس  ساق  أو غلام

إنما الساقي سهاد بالكؤوس يطوف

محتواها لوعة، رغوتها دخان

*

كلما عب الفؤاد من لظاها

يتراءى راقصا رقصة ديك

غازل السكين منه حلْمة  الشريان

*

كيف للقلب وقد أسكره البعد

أن ينال حظه الأدنى  من النوم

هيهات .. خرقُ ما نصت عليه طبائع الإنسان

*


و غدا الحب كتابوتٍ لموتي !! .............. بقلم : ليلى الطيب _ الجزائر


أيها الوارفُ سحراً ..

شكــونا ذات الفـقد

فأطحتَ بهدوءِ الطفلِة

كَبرتُ فِي الغِياب

من أَملٍ ممزّق

و وجع مكفوف

تلاشت آخر أفراحي

أين هو عني...وأين أنا عنه ؟!!..

من كهوف نبضي

وعلى مناكبِ الخيال

تَمائمٌ للسُّكونِ

بكاملِ حُزني

سأغمضُ عينيَّ

أتسمع ؟..

و الصوتُ مبحوحٌ مَكتومْ

أنّاتٌ بدآخليْ

حيثُ لَا أحدْ

مُعتقلَة الحنايا

أنوحُ مضاضةَ ألمٍ

مُهشمةَ الأضلَاعِ

التشيع كان نصيب روحي

لا شيء أكثرفي قلب يتيمة

كتبوا علىْ الكَفنِ

يقول أحبك ..

ذكرتك يا رحيم

لِمَ أكبرُ لِمَ الفطامُ

الصمت ينخر العظم

يدمّر قلاعاً و حصوناً

يفتِت خلايا الروح

لم اخترت أن تكون سيد الصمت

و أصبحُ معك امرأة من ورق ..

تجاعيد الشفاه .............. بقلم : بياض أحمد _ المغرب





....ويعود الليل؛

يكسو نجمة الصباح.

يعود

في تموجات الأشياء،

على زهرة

شاب لونها......

وإليك

أعود

برميم شوق

قد اِندثر،

على لحاف الماء

وروضة الصخر والحجر.

/وعلى الرمل

قيود مسائي/


ناسك

يقرأ

بصمة الريح

على تاريخ الغبار؛

تفاحة مخدوشة،

وأقانيم،

وصوت رخام الأناجيل.....

تجاويف

لحظات موشومة

على زهرة كف.

نسيت الحروف

إسمي!

فللهدهد  شفرات

الشرفات الملغومة

على غيمة الألفاظ...


الماء؟

للماء بحر؛

واِنْكسار

على مدية الشط.

وعلى منعرجات الطفولة

موجة الشفاه؛

ما بين الشك واليقين

زرقة واد

على عين شاحبة؛

والوقت

على لج الشروق

يرمم هيكل الرحلة.

وفتاة الأوراق

تغذي حلم التجاعيد.

/للحبر آية أزلية/

صلبت الأبعاد

صلب البعد؛

على أقراص وثنية؛

وما رسمته

شفاه الموج

ليل جارح

كتبه القلم....


سنعود

برمل الصبح،

وشعاع الغيم،

/مشكاة دموع

على فتيل الأشواق/

وبحر جفون

على مدام الليل.



أَهْربُ كالعنقاء ................ بقلم : امين جياد // العراق





سَأَضْربُ روحي بصولجانٍ ماسيٍّ ،

وأَنْشرُ شَغَفي كالمجْنون ِ ،

على جَسَدٍ في المحْرابِ ،

 وأُطاوعُ زَحْزَحةَ الحُزنِ

من شَفَةٍ ،

وأَلْثُمُ عيناً ،

وأُطوّقُ نَهْداً بالقُبلِِ ،

فيَرْتَعشُ الصَّوْتُ

 في قامتي برْقاً، 

 ها انّي أراك نافذةً للرّيحِ ،

فاَهْربُ

على أجنحة العَنْقاءْ .  


ّ

ومضة ................ بقلم : امين جياد // العراق

 




فصوصُ جسدٍ تتلوّنُ وَدَقاً وتنْزلُ ماساً محترقا ً

على اصابع الصّدف، 

فأغَطّي بحاري السبعة 

بجفونِ الفجر ..

بيْن ضَفّتين .................. بقلم : جميلة بلطي عطوي _ تونس




قلمي المُتّكئ على ورق لهفتي

قايَضَ مِدَادَه مع زَيَد الموْج

تهيّأ له الفوْز

على العواصف الهُوج

قلمي يُدركُ عُمق النّوايا

يعلمُ سريرتِي المُوغلة في التّقصِّي

يجتاحُه هَوَسُ الطّفل

يشتاقُ حُضن أمّه

يرومُ ضمّةً مِنْ أبيه

يهْوى الأراجيح المُتمايلة على كُفوف الرّيح

يُفتّشُ الخبَايَا كُمًّا فكُمّْ

يقتنِصُ منها اللّذائذ

حلْوى حينًا

وأحيانًا مُراوغة أخت أوْ أخ

فيكتشفُ حصاةً أوْ عدمْ

قلمِي لا تُغريه  القصص الحزينة

يرْقُن مغامراته بزهْوٍ على وجْه اليمّْ

يُلوّنُ الزّمنَ المُشتهَى

يرسمُ درْبَ اللّقيا على الضّفّة الأخرى

مكانٌ يُلغي الزّمان

يكيّفُ أوقاته على قدر لهفتي

على قدر الوعْد والمواعيد

على نجْوى القمر و السّمر

أوْ

أو في باحَة الشّمس

تُرخي الجدائل  لِموج الحنين

يُمشّطُ أشعّتها

يرسمُ في الأفق الضّفّة الأمنية

يمسحُ بالمدّ طريقا إلى الغياهب والألمْ

قلمي يُناغي أسفاره

يتحدّى أستار الدُّجى

يرْقصُ مع النّجوم ..يجاري سيْرها

في انتظار معانقة الضّفّة الحُلمْ

حيثُ الضّياء باقةُ الآملين

عنقود دهشة يمسح دموع الموجعين

نخلٌ يهزُّ أعذاقه

فتسّاقط البهجة حضورا

وطيب سنينْ

وتنتشي بتْلاتُ الغياب

تورقُ زهرًا

لا يعرفُ الذّبولُ إليه سبيلا

زهرٌ تغوصُ جذوره في البحور العجيبة

يتسلّقُ نوّاره عواميد الضّياء

وأنا والقلم المتّكئُ على شغاف الرّجاء

نقطعُها المسافة

من ضفّة الظّلّ في لمْحِ البصر

كأطياف الخرافة

نمدُّ الخُطى

نَعبُّ أكواب الوَقت على رنين الحرف

ربابةٌ تعزفُني

على أوتارها  تؤرجحُني

تكتُبني بسحر القلم الثّائر

قصيدة لا يُدركُها ظلامْ

ولا ترعبُ أحلامها تضاريسُ الأيّامْ.


تونس.....13 / 12 / 2020.


رصاصتانِ .............. بقلم : رياض جولو // العراق

 





رصاصتانِ مني لكل من

نجا بحبال صوت 

الآخرين 

للعدم الذي يلاحقني طوال الوقت 

ولم انتبه ابدًا 

للذين فقدوا عذرية الحياة 

واصبحوا 

على حافة الموت يرقصون وجعا 

على جرح لم يداوهِ الزمن 

بعد 

لأنّ قبل أنتحاري بقبلتين 

على خدكِ 

كان تطير مني سنوات عمري 

رجعت شابا 

مرة اخرى 


رصاصتانِ مني لكل من 

يخفي نفسه 

في عتمة الآخرين 

ينادي 

أمي لم يبق مني سوى رماد 

لحبيبة انتظرتني 

نصف عقد من الزمن 

لأصابعي التي تسير كقافلة بلا أرجل 

تبحث عن المارة 

لعلامة وضعته على معصمي 

من أجل الخوف 

منذ كنت صغيرا 

كان أبي يقول لي رصاصتان ولا للخوف بعد 

لهذا نجوت بنصف وجه 


رصاصتانِ مني لكل من 

لا يتقن القراءة كما الشعر أيضًا 

لحزني الذي يكبر 

دون ان اعلم 

لبكارة الحياة 

لعلبتين من الجدران ورصيف حياتي 

لصدى صوتي 

قبل ان يلجأ إلى طفل لم يذق 

طعم الحليب 

من ثدي امه 

للآن يشتكي لله كثيرًا 

لا ينبغي ان تتركني هكذا سأبدو كالدمية 

بين الحياة والموت 


رصاصتانِ مني لكل من

شعر بالضجر 

من وحدته ثم يقول أنا بخير هكذا 

لا أحتاج أحدًا 

لكل من يضحك على يتيم ما 

لنصف النسيان 

بعد عبوري البحر وشواطئ القتل 

لطلب النجاة 

دائماً

لنافذة التي طالما هربت منها 

محاولا للهروب 

من المدرسة 

لأيامي التي لم تعد للآن بسبب خوفي 

للسقوط كلما 

سقط احد ما خلف شجرة في 

مكان مزدحم 

ينقصني شيئا ما 

ربما حب او موت 

لامرأة تخفي وراء ظهرها قبلة عناق 

لم تُعطى لأحد ابدًا 


رصاصتانِ مني لكل من 

مات دون وداع 

لصديقي الذي يطرق الباب ويركض 

لامرأة ثلاثينية 

وشفتيها العاريتين 

للرحيل قبل ان يأتي دوره 

لقنينة البكاء بعدها 

امتلائها

قطرة قطرة 

لمواسم الحب بعد الشتاء 

للذين يمشون على وحدتي ويسخرون مني كثيرا 

لتفاحة قبل ان تأكلها آدم وحواء 

للرياح التي تهرول 

قدمي الآن ..



أغرودة أمل ............... بقلم : عادل نايف البعيني _ سورية



يسعد صباحك والمسا 

والورد يغزل من عيونو

عطر

والعطر يرقص على شفاف الندى

ويصيح  وين الحدا

مافي حدا؟

تخمين راحوا مثل ما

راح الصدى

طلّت علينا هالدني

ومثل ما تقول

في بعيونا حكي

ومن غير ما تنطق

حرف

جنّ الخصر سكر الصبر 

وراح يتلوّى على نار الجوى

والقلب من قهرو انكوى

*

طلّ الفجر وغرّد الشحرور

ومع نغمته تْمَنيتْ

كمشة نور

وسلسال زهر يلعب علصدور..

وشي كم قطفة عطر

تنقّط ندى

ويشقرق العصفور

*

عرّج علينا يا هوى

بيكفي جوى

بلكي بغفلةْ هالعمر

يفلّ القهر

َونعود ويعود الفجر

يضوي حلا

ويكتب قصايد للملا

تقطر فرح 

والحب نرجع نكتبو

بحبر المرح

الكوفية ............... بقلم : سليم الزغل _ فلسطين



كوفيةٌ خفقتْ

فاخضرّ بيدرنا

وتخضبت أغصان داليتي

بشوْق الدلعنا...

وهناك في سفح الهوى

تهادلت أحلامنا...

وتوشح الصبح الرحيب مع الندى

بوداع خلّاني..

ودمعي والمُنىٰ

كان الرحيل مبكراً

رزفت ذوابل مهجتي

عبر الحدود السوْسنا

أصغى الزمان مودعاً

صرخات روحي بلقعاً

جفّت زغاريد الهوى

وبكى قصيد الميجنا

وعلى شواطئ غربتي

والساحل الغربيّ يشدو

وخيولنا تعدو

وحيفا ترتدي حمْر القنا





مسني طائف من شوقك ................. بقلم : زهراء الهاشمي // العراق

 مسني طائف من شوقك

تعوذت من شيطان

البعاد

ناديتك 

تعال ...

إصعد بي إلى سماء

العشق سبعا

وسأطوف حول عينيك

سبعا

إعبر طقوس حنيني

لعلي بأنفاسك أهتدي

كتف وجع اللهفة

سأنتظرك في معبدي

تعال

سأنثر حروف همسي

على رؤؤس العشاق

قربانا

فجر أنهار الصبابة

في دمعي وأغرقني حنانا

جد بغيثك عليَ

فبعدك كانت سنيني

عجافا

تعال ...

إصعد جبال الشوق

وإتبعها مهرولا

وإصرخ

تضرع

وطف في كعبة الوصل

لعل ألدهر يمن علينا

بلقاء


ومضات مشلولة الوميض ............... بقلم : بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية




على ضفافِ النهرِ

زرعتُ بكائي

فأزهرَ قصائد .


××× 2


لو تحملُ الأرضَ دمعتي

لاْمتلأتْ دفاتري بالقصائد .


××× 3


أموتُ ولا أعترفُ

أنَّ حبّكِ المُتْعِبَ

أتعَبَنِي 

فأنا عاشقٌ حتى الثمالة .


××× 4


أصدُّ الصَّمتَ عنِّي

أدفعُ هديرَهُ الجارفَ 

وأغلُقُ بوجهِهِ أبوابي

لا أسمحُ له بالقولِ

مهما تسلَّقَ شرفةَ الأيامِ

وكان غزيرَ الدّمعِ

ومهتاجاً من البردِ

يبقى وحيداً في الليلِ

يطوفُ حولَ ذكرياتي

ولا يدخلُ إلى أعصابي .


××× 5


هرَبَتْ مِنْ قلبي نبضةٌ

زرعتْ في الأفقِ شتائلَ ندى

أخذَ الندى ينمو

صارَ الدمعُ كتاباً

وصارَ الشوقُ أبجديةً .


××× 6


ركضَتْ دمعتي صوبَ عَجزِي 

كانتْ أوردتي طافحةً بالسَّكِينةِ

وخطايَ تلوحُ لي بالمسافاتِ

كأنـَها زبدُ السرابِ

تطفو على ضحكةِ الأوجاعِ

مثلَ شُهُبِ الماءِ الدفينةِ .


××× 7


بالسِّكِينِ ..

أُقَسِّمُ دَمعَتِي على الأصدقاءِ

لتُنبِتَ

في قلوبِهِمُ الرّحمة.


××× 8


أدقُ نوافذَ الأسئلةِ

الزُّجاجُ مُهشمُ السُّكونِ

فأسمَعُ صدى الوَحشَةِ

يأتي من أعالي الغيابِ .


××× 9


شللٌ يصيبُ ذاكرةَ الأصدقاءِ

وقلبي لا يعرفُ معنىً للجُحُودِ .


××× 10


وإذا قِيْلَ لي إنَّ النَّدى قد تَفَتَحَ

و إنَّ الحُبَّ قدِ انتَشَرَ

سَأعلَمُ بأنِّي بَدَأتُ أحيا 

وأنَّ جهنمَ أخذتْ تَخبو .


                           مصطفى الحاج حسين .

                                إسطنبول

لن أجامل كي أخالل .................. بقلم : فائق الجوراني // العراق




لن أوادد في هواكِ

          لن أجامل

لا والذي حَباكِ

كل هذي الشَمائل

     لن أوادد

     لن أجامل

      كي أُخالل

كنتُ احسبكِ وردةً

      والآن 

أراكِ مدينةً من خمائل

يامهرة فارسها الضياء

تغفو بين الصهيل وبَرد السواحل

ياكرمة اقمتُ تحت ظلالها

مهرجاناتٍ للعنادل

وشعري الذي مازال في أجنتهِ

استعار الامسيات فماً ليغازل


لن اجامل..كي أخالل

انا المنحور بحد القوافي

جئت من اقصى القرى

اليك جئتُ كي أخالل

كل النساء دونك توارت

سَلبَ ضياك اساورهن والخلاخل

يا ايقونة بغداد

يا زمن  العشب المندى

ياعطرك ليالينا الأوائل

يا وردة مياسمها جنح الفراش

ياصِبا قمحٍ تراودهُ الجدوال

تين راج على غنج الخدود

لاتلومي! إذ اليكِ تهفو البلابل

لك في مهجة الروح

منازل لاتدانيها منازل

دعيني كرةً اهيم بواديك

شاعر علمتهُ عيناك 

     كيف يغازل.

آهات دفينة ................ بقلم : سعد خلف النوري // العراق



أنا صامت.. لاأتكلم

شفتاي تمتم كلمات

هي بعض من ألمي

تتكوم الكلمات بين

اضلاعي الموصدة

كما الليل يصارع

ساعات الازوف

أحول صمتي الى

ألم تفوح منه رائحة

الموت

ألم بين الضلوع

يحلم بأمل مفزوع

عبثآ يحاول مغادرة

ملامحي ويهجر دروب

الذاكرة

يلاحقني بلونه الداكن

كظل تطارده خيوط

الشمس

تخنقني العبرات

تضيع ابتسامتي

بين الشفاه

تشتاقني الاحزان

واقتل الحزن بالحزن

أحاول.. أن أتمسك

بأطراف السعادة

كطير أسير يبحث

 عن الحرية

فاستيقظ..

ليكتشف انه كان

يحلم



هواجس موجوعة ............... بقلم : سعد النوري // العراق



سلمتك.. قلبي

وأنت على عتبة

أبوابه

سلمتك أياه

وأنا أتوجس أن

تخذلني

خائفة في داخلي

هل تسرعت

أفكر أن أسترده

من جديد

لكني.. أخاف أن

يكون جرحي أكبر

أنقذني.. من وجعي

الازلي

خذني.. بعيدآ عن

عالمك البائس

كن لي.. غيمة تمطر

بداخلي أملآ خاصمته

الأيام

اطفئ.. نيراني لاتأججها

 من جديد

كن.. لي بردآ وسلامآ

ضع.. رأسك على

صدري أغمره بدفئك

قبل أن يهاجره الحنين

كحل.. عيني

بابتسامه من شفتيك

المرتعشتين

كي.. أسترد نشوتي

وأبدأ.. أحلم من

جديد



والموت عرف عنواني ............. بقلم : هيام عبدو- سورية


أين أنت....

أين أجدك.... 

وشمت العرافات لعيونك 

نقشاً قاع الفنجان 

ابيضت عيون الحروف 

والموت يبحث لها 

عن كفن 

يبحث عن عنوان 

دونك...

جنازة أوقاتي تسير 

في صمت مهيب 

لا سلام....

لا كلام....

وقع النبض دوامة خرس 

ودبيب الشوق أعياني 

حسبي...

أنك كنت إشارة 

يتبعها قراء الكف 

بين أنامل 

ابتلت أرضها 

بدماء أماني 

حسبي...

أنك كنت 

لمحراب قداس روحي 

كاهن كل صلاة 

تبعثر شوقاً 

ضجرت منه دور عبادة 

اعتنقت كل الأوثان 

أين أنت...

وبعاد يهوي بسكين مثلوم 

جزار ينحر كل حروف 

فتسيل دماء الهمس 

لتبعثر كل قبور 

كانت مدفن أحزاني 

أين من قلبي اليوم 

وصال....

لا يخاف في الشوق لوماً 

أنساني أني كنت أتدثر 

بين ذراعي ضجر 

ألقى بي بين بقايا

ابتسام بارد 

بالكاد تعرفه....

ترسمه...

شفاه زماني 

أكاد أسمع صوت سكون 

فارق الرجاء فيه كل حياة

والموت أدرك دنياي 

عرف عنواني 

فأين... أنت 




أحبك ................ بقلم : رياض القييم // العراق



في التفاصيل التي لايلتفت الها أحد ك خطوط يدك التي قبلتها وكان ابهامي يتلمسها ويشعر بانسيابية جروف الخير والطمأنينة بها. كنت أود أن أنام هناك.

أحبك بتفاصيل غفوتك والجهة التي تنامين عليها،

أحب تفاصيل شفتيك وهي تداعب الإفطار  واحب استيقاظك فجرا وتلك القطرات من الماء العالقة على وجنتيك بعد الوضوء.





أُحبكَ نعم ................. بقلم : خالدية ابو رومي.عويس _ فلسطين

 أُحبكَ نعم  ..

أشتاقُكَ نعم   ...

ولكن  ما  فائدة حِراك 

الأموات   ....

نُعوشٌ   تَتَحرك دون   حِراكٍ

 مكانها    ...

تتأبطها  حروف كادت   تتساقط من   عُظمِ 

مصابها    ....

أشباحٌ    تتعارك  كل   إلى   حتفه 

يمضي    .....

وأنتَ  هُناك  قابعٌ تَتَلقفُ   هفوات مُشعوِذَة    .....

وأنا   كَميتٍ  يبحث  عن   كفنه  بين السطور    ....



الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

نبذة عن جمالية طبيعة الجنوب عند الشاعر سعد المظفر......... بقلم : د.مرتضى الشاوي

 



وجه أدبي ليس ككل الوجوه ، بل شاعر بصري معاصر لم يحالفه الحظ بأن يجعل الشهرة نصب العين وغاية المرام ، لكن القاريء يلتمس الوفاء والجدة والإبداع في ميدان شعره الفسيح فقد تزامنت في قصائده كل معاني الصدق والمعرفة بمضامين عرفانية مخبأة خلف لغة شعرة صامتة ، لم يتخذ الشعر وسيلة للتكسب وجمع المال الوفير سوى ما يسد رمقه ، لا يملك إلا ثمن القلم والأوراق ، غيّب في غياهب السجون في فترة ما ، وغاب عن مدينته ( قضاء المدينة ) عن الأنظار ، حطّت به أقدامه في مدن كثيرة كالموصل وبغداد إلا أنّ محطته الأخيرة هي موطنه قضاء المدينة ، فهي المولد لأنه من بيت عرف بالأصالة ، وهي النشأة فكان من بين مدارسها الملتزمة ، وهي المدينة الخالدة مدينة الأهل والأصدقاء والطبيعة بأجوائها ولا يزال صديقاً للمكتبة هكذا عرفته من قبل في محل متواضع لبيع الكتب القديمة وإلى الآن قارئاً وكاتباً وناقدا فأكثر أوقاته تتطارح مابين خير جليس في الزمان كتاب .
إنّه الشاعر البصري المعاصر سعد المظفر يلقب بـ( أبي جنة ) المتواضع في كلامه و ملبسه و مأكله يأنس الآخرون بحديثه فهو متنزه الثقافات من أين أدنيت دلوك ؟ فاستقسي منه يجمع في مخيلته ثقافة الأدب بشعره ونثره فهو كاتب وناقد وشاعر وصاحب نظرة تأملية فلسفية في الحياة والمجتمع انعكست على مضامين شعره فظنّ كثير منهم أنّ شعره يوصف بالغموض ، لأنّ من يقرأ شعره يجد ملامح الرمز والإشارة والتلويح فيظنها غموضاً لكنها على عكس من ذلك أنها أساليب استعملها للوصول إلى النضج الأدبي فالكلام المباشر يبخس الصورة الأدبية فيحعلها ركيكة لا تقترب من قصائد الإبداع والجدة والابتكار والتوليد بل يفقد الشعر حيوته فالشعر الواضح لطالما يكون عمره قصيراً ينضج في زمن ويموت في لحظة القراءة أما الشعر المجازي بلغته الشاعرة فيبقى أمداً طويلاً لأجيال متلاحقة مهما كان جنسه للشاعر دواوين متنوعة منها :
نشيج العراق
يا أيها الهلال الباحث عن نصفه الآخر
حوض السمك
وجهكِ في المرايا
نجم عذوف في ذكرى غير شرعيه
نجم عذوف سخرية الألم
زَغبُ الأمنيات
من رحم الحضارة
لماذا الدم
النص عري الذات
موت الورق
الجسد في النص الشعري
ثلاثة تجليات يا وطني
جسد القصيدة
ترتيلات قاسم والي
بقايا الأسئلة
وأيضاَ منشورة على مواقع الانترنيت و ومقالات نقدية منها:
انسكابات فاطمة الفلاحي
الشاعرة هند الرباط تذرف( دموع الذكريات )
تجربة الأنا الإبداعية عند جماعة تكوين السماوة تتكلم رملا
قراءه في ( يا حدود الغريب ) للشاعر أياد احمد هاشم
قراءة في قصة ( جروح ) قصيرة جداً للقاص أنمار رحمة الله
ولادة القصيدة
تحسين عباس في سلالة التيه
عامر موسى الشيخ تحت الصفيح الساخن
القصيدة والأنماط التعبيرية
وقد أسهم بجهوده مع نخبة من المثقفين الشباب في تأسيس نشرة ( الثقافة ) في القضاء ، له نتاج في مهرجانات الشعر التي تقام بين الحين والآخر.
فملامح الجنوب في قصيدته ( سوى الفجر ) واضحة جلية تنبهر القلوب قبل العيون فجمال طبيعة البيئة الجنوبية قد أضفى بلونه الطبيعي الزاهر بالرغم من المضامين المتنوعة فهي خبايا في مرآة انعكاس داخل القصيدة في قوله :
( أصوات الجنوب نداء القصب
وحزن النوارس محدبة الجناح
أليفة هي الأكواخ متقاربة كخيوط عباءة
هاديء هو الهور كأنه النعاس
تدخل إليه الأرض شفاه العطش
للنساء في الأكواخ رائحة البخور ومجامر ليل الشتاء )
فالصورة الشعرية عنده لا تكاد تخلو من سحر الطبيعة الذي يرسم ملامحها بكل دقة ووفق آليات التصوير الفني من مجاز وتشبيه واستعارة ففي قصيدته ( أمسية ) نجد الصورة والمعاني راجحة قائلاً :
( ارتمى النهر في الجنوب
نهر أم ألف عين تدمع
القصب الفتي خصلات امرأة ناعمة
على هتاف الريح يركض الماء في النهر
الريح تشد أنفاسها الساخنة
يركض الطير في الطين
يركض الليل في الوقت
تقفز الأسماك إلى السطح
نسرق من هوائنا
تسرق من سكوننا
تسرق من عيوننا
لن ارحل
أمضيت الليلة معها
قمر 000 ماء 000 قصب 000 سمكة )
فالقصيدة عنده مائية فمظاهر الطبيعة البصرية هي توصيف لقصيدة سعد المظفر تشكل مظهراً مترامي الأطراف بل قاصاً في شاعريته وفي ألوانه الطبيعية فمفردات البيئة عامة في منجزه الشعري متلاحمة تبعث في طياتها التماسك فمفردات ( الطين ، الجفاف ، الكوخ ، الرمل ، النهر، شجر خروع ) نجدهافي قصيدة ( جفاف النهر ) قائلا :
( لم يزل عمري يتسع للأمنيات
لم يبلغ الطين حد الجفاف
انا لست رماد كوخ قديم
نعم000 سيجف الطين يوما
تقلبه الأكف حفنة من تراب
ويلاقيه الرمل
يخالطه الوسخ
سوف يأتي 000 دون صوت
هكذا منذ آلاف القرون تظمأ الشفة حيرى
يجف النهر
وتلبس الروح الحداد
روحي شجر خروع
تمدّ ظلها 000 كخيط لا يرى )
وهكذا تسير قصائد سعد المظفر بتأملاته الفلسفية متخذاً من ألوان الطبيعة مفردات للرسم بالكلمات تنمّ عن لغة شعر جنوبية خاصة يمتاز بها الشاعر البصري أكثر من غيره عمقاً وامتثالاً للطبيعة الجنوبية .

الاثنين، 14 ديسمبر 2020

العراق المعجزة .................... بقلم : يونس عيسىٰ منصور // العراق

 ذكرىٰ الإنتصار .. علىٰ داعش العار ... بالسيف العراقي السومري البتار ...




الجيش العراقي البطل ينحر كلاب وخنازير دولة الخلافة الداعشية المجرمة في الموصل ... 

وهاهي جيفهم وفطائسهم العفنة النجسة تملأ طرقات وأزقة المدينة ...

لقد استخدم الجيش العراقي الباسل مع الدواعش المجرمين خطة المنحني المغلق ، حيث لم يترك لهم منفذاً للهزيمة والهرب ، وذلك لكي يتم إبادتهم بالكامل ...


ما دولةُ الْخِزْيِ ..؟ بَلْ مَنْ داعشُ العارِ ..؟


نَهْجٌ مِنَ الرجْسِ في مستنقعٍ هارِ ...


قومٌ أرادوا لدينِ اللهِ مَفْسَدَةً


فأولغوا بدماءِ الأهلِ والجارِ !!!


جاؤوا مِنَ الزيفِ والبهتانِ ماعَجَزَتْ


عَنْهُ الشياطينُ في وسواسِها الساري !!!


لكننا في عراقِ اللهِ معجزةٌ


صُنَّا البيوتَ وصُنّا حُرْمَةَ الدارِ


هٰذي المعامعُ والفرسانُ صائلةٌ


تهويْ عَلَيْهِمْ بمُرِّ الحدِّ بتّارِ ...


إنَّا نقاتلُهمْ ... حتى نُقَتِّلَهُمْ


بني الضَّلالِ ... بذورَ الْمنهجِ الطاري ...


فابْلغْ ( أبا بكرٍ ) الضِّلِّيلَ ملحمةً :


أبا جُهَيْلٍ ... أتاكَ الأرقطُ الضاري ...


جيشٌ مِنَ السخْطِ ... سخْطِ اللهِ فوقَكُمُ


ثأرٌ مِنَ النارِ ... أو نارٌ مِنَ الثارِ ...


جيشٌ ... إذا قيسَ بالأحداثِ كان ردىً


خَتْمَ القضاءِ ... وخَتْمَ المُحْكَمِ الجاري ...


يسري مع الموتِ أنّىٰ كان كلكلُهُ


في لُجَّةِ البحرِ ... أو في جَذوةِ النارِ ...


يارايةَ الإفكِ والتأريخُ شاهدُها :


لا تسترُ الريحُ جسْمَ الخالعِ العاري ...


هٰذي الطريقُ ... ولا من غيرِها طُرُقٌ


إمّا انتصارٌ ... وإمَّا رحمةُ الباري ...




للحرف ظل ................... بقلم : ليلى الطيب - الجزائر

دعنا نموت أدبا على

شفا ورقة او حد قلم

تعاتبني لما ......

على أرشيف ذاكرة

أنا ألومك لانك إخترت

رفا ضيقا من العمر

*

دعنا نطلق رصاصتين

صوب القصيد

و نكون شهداء هذا السطر

دعنا نغتال هذا القمر

و نداعب ليلنا

برقصة الغجر

*

راقصني على دبابيس

الحرف و خناجر السطر

فك ضفائري ودعنا نتسابق

من يصل منا اولا الى

حد الغيم

*

انا وانت ضيوف اليوم

حبر محبرة و قلم

كفى انتظارا ضيعنا العمر

نتأمل قصاصة ورق

مغلقة بوسادة

شبع منها القهر

*

طال الغياب صام الوجع

دعنا نلون انفاس القلم

و نصلي عليه صلاة غائب

لعله يسقط عليه المطر..

*

اعدم قافيتي ليعدم حرفي

و ينتفض خريف هذا الحبر

لعلي اكمل قصيدتي

بشريان عطر

و لا اقبل أن يقام العزاء

بلا صلاة الغائب على نعش

هذا القلم المحتضر



البحر والأسماك ................. بقلم : عيسى حموتي _ المغرب





ما زال الشر يختفي خلف الذئب البريء 

وما زال يوسف يوميا يلقى في  الجب

ولا طلائع للسيارة في الأفق

"

هل من الفحولة يا أولي الألباب

أن يأكل البحر أسماكه

ويدعي حمايتها ضد الغرق؟

*

هل في شرائع الطبيعة وقوانينها

ما يبيح للشجر جني ثماره

 لتجويع البشر والإجهاز على الرمق

*

أضحت ذات الضرع تغطي ضرعها

تحجب عن صغارها ألبانه

 وهم من نز جبينهم بالعرق

*


مارست قوى الشر الموت على البشر

بتهمة الإخلال بنظام الشر

بجثامينهم أطفأت نور النفق


لما افتضح الأمر 

خافت بوار تجارة الحرب،

وجدت بديلا يدر عليها أرباحا ذات عبق


من رحم المختبرات اطلقت الوباء

توهم الخلق أنه  من الله  ابتلاء  

حتى اضحى المرء يدفع العمر لقاء الرمق

*

اكتظت الأرض بسقط المتاع وضاقت 

وضع يهدد ما هي عليه من البذخ

في عرفها، لاحل سوى سقيهم الوباء حتى الشرق



أنّه ليس حلمي ................ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




لم أنلْ منك فرصةً لأكملَ العدَّ إلى العشرةِ كي نختبئ خلفَ بابِ الرّيحِ ونغمض عيونَ الدروبِ وفي أذنينا وقرٌ ، لا تستغربي لقد عدّلت ساعديّ ليكونا مقودَ سيارةِ الزفاف ، حلم طفولي يراودني ولو عدّلت اتجاهَ شرارةِ عودِ الثقاب مرة أخرى في فمِّ البحرِ بدل رأس سيجارتي ، أحرقُ الموجَ وأزرعُ الشراعَ في قيعانِ الشغاف ، زنابق تحتفظُ بأسرارِ الركودِ كالرئةِ تكتمُ صوتَ السعال ، في منتصفِ اللعبةِ أعلنتُ فوزكِ الباهر وخسارتي بشفافيةٍ غامرة  ، كنتُ مترنحاً بعض الخطواتِ تثقلني تفاحاتُ الذنوبِ وحجرُ الخطايا ، دخلتُ في عتمتكِ فابصرتُ طريقي القصيرَ خالٍ من مدى المغيب ، تعتريني قصيدةٌ عن بكرةِ أمري وصوتي يشوبهُ ملامحَ صورتي متعددةَ الجوارح ، يحرمني تصوفُ الرهبةِ من الاتزانِ وتمنعني تلك الرهبة من الحيادِ لحظة الركوعِ وسط الجوابِ بينما يخذلني قلمي الخادشُ لبشرةِ النضوج ، تجرأتُ يوما أن أمزقَ الرسائل بوجهِ الكبرياءِ وجازفتُ في تمزيقِ الحسرةِ أبان النبض الأخير ، وما بقي - كان الأعظم - بثورٍ فوق القرارِ ، لدي كميةٌ لا بأس بها  

من زيتِ التضليل ، تكفي سعةَ الاحتضان ، تنقذني من عديلةِ التسكعِ في خرزِ التسابيح ، قد يتفجرُ الافتعالُ فوقَ رصيفِ العاهةِ وصوتُ الركامِ متخومٌ بسجيةِ العمر ، أهدهدُ المتاهةَ في لونِ عينيك الغائرتين بالهجرةِ إلى عامٍ جديدٍ كادَ التقويمُ فيه يحصي عددَ القبلات ، حتى أمسيتٌ أن أكونَ مدينةً لا يقطنها غيرنا مهجورةً من كلِّ النسوان  أما الرجالُ تشقُ لنا الأنهارَ وتعبّدُ لنا الليالي بخواطرِ النجوم  ، نسقي روحينا من أحواضِ أنانيتي لأنني المختارُ من قبل الغرامِ ، نغرسُ شتلات العشقِ بهدوءٍ جدا كي لا يغار الحمام ، في اللحظةِ التالية ، لهاثٌ يعاتبني عن فتحِ بابِ قفصِ العبارات  ، فالحقيقة هنا نقعُ معا في هاويةِ اليأس ، فمنْ ينتشل حلمَ حبيبتي الأزلي .. 

—————-

البصرة

اهمية العتبة العنوانية / مقالة ................... بقلم : باسم عبد الكريم الفضلي // العراق




إن إطلالة سريعة على معظم الدراسات السيميائية الحديثة التي طالت الأعمال الأدبية ، الرّوائية منها والشعرية ، تبرز بشكل واضح أهمّية العنوان في دراسة النص الأدبي ،  والتّي تعتمد في تحليلها على قواعد المنهج السيميائي.

وتتجلى أهمية العنوان فما يثيره من تساؤلات لا نلقى لها إجابة إلا مع نهاية العمل، فهو يفتح شهية القارئ للقراءة أكثر فأكثر، و هذا من خلال تراكم كمّ هائل من علامات الاستفهام في ذهنه (القارئ )، والتّي سببها الأول هو العنوان و بهذا يضطر إلى دخول عالم النّص بحثا عن إجابات لتلك التساؤلات بغية إيجادها و إسقاطها على العنوان.

ونظرا لهذه الأهميّة شغلت عناوين النصوص الأدبية في الدراسات الحديثة حيزا كبيرا من اهتمام النقاد ، حيث رأوا فيها عتبة مهمّة من الصعب تجاهلها إذ يستطيع من خلالها القارئ دخول عالم النّص دونما تردد كونه استعان بالعنوان على النّص.

لهذا أصبح العنوان ، في النّص الحديث ، ضرورة ملحّة و مطلبا أساسيا لا نستغني عنه في البناء العام للنصوص الأدبية و غيرها، لذلك ترى الكتّاب و الشّعراء يجتهدون في وسم أعمالهم الأدبية بعناوين يتفننون في اختيارها و تنسيقها بالخطّ و الصّورة المصاحبة وذلك لعلمهم بأهميتها .

وتكمن أهمية العنوان في كونه تشكيلا بصريا له رتبته الأولى في عرض العمل الفنّي لذلك فهو يلفت انتباه القارئ.

لكنّنا قد نصادف عنوانا يكتب في آخر العمل الأدبي إن لم تكن أغلب العناوين تكتب في الأخير.

- كما يعد العنوان إبداعا ثانيا للنّص ، فبعدما ينتهي الكاتب من انتاج نصه الأصلي يصاب "بمتلازمة" البحث عن العنوان الذّي سيحتل موضع الصدارة في منجزه ، هذه المتلازمة التي غابت عن الشعراء القدامى حيث قدموا أحاسيسهم للمتلقي بكل عفوية.

- وإذا تتبعنا عمل العنوان في النّص نجده حاضرا في البدء وخلال السرد الذي يدشنه و يعمل كأداة وصل وتعديل للقراءة.

- وهو بذلك يشكل عنصرا هامّا من عناصر المؤلّف الأدبي و مكونا داخليا ذا قيمة دلالية عند الدّارس، إذ يعتبر ممثلا لسلطة النّص و واجهته الإعلامية التّي تمارس على المتلقي، وهو الجزء الدّال من النّص كونه يؤشّر على معنى ما، و بذلك يُعّد وسيلة للكشف عن طبيعته والمساهمة في فك غموضه، وبهذا "يبقى العنوان علامة دالة على النّص  وخطابا قائما بذاته لكونه جزءا منمذجا فيه، وهو أيضا شبكة دلالية يفتح بها عوالم النّص الداخلية ، ويؤسس لنقطة الانطلاق الطبيعية لفهم مقاصده ، و العنوان ، بوحي من الكاتب ، يهدف إلى "تبئير" انتباه المتلقي على اعتبار أنّه ( اي العنوان ) تسمية مصاحبة للعمل الأدبي مؤشرة عليه .

- فالعنوان يعين مجموع النّص ،على مرّ العصور واختلاف الأجناس الأدبية ، دون أن يقتصر على جزء محدد منه ، كونه إعلاناً عن طبيعة النّص و "القصد" الذّي انبثق عنه ، فإمّا ان يكون واصفا اياه بشكل محايد ، أو حاجبا لشيء خفي منه / تحتاني  ، أو كاشفا غير آبه لما سيأتي في السياق ، لأنّه  يظهر معنى النّص ومعنى ماحولياته ، فهو من جهة "يكثّف" معنى المكتوب في متنه ، و من جهة ثانية يكون نافذة "تحيل" على خارجه .

وعليه يعد العنوان مرجعا يضمر ،في احشائه ، العلامة و الرمز اللذين يحاول المؤلف من خلالهما أن يثبت قصده كليا أو جزئيا، بمعنى انه النواة التي خيط عليها المؤلف نسيج النص دون تحقيق أي إشتمالية أو اكتمال، و ان بتذليل عنواناً آخر يكون فرعيا ، والعنوان بهذا المعنى يأتي باعتباره "تساؤلاً" يجيب عنه النّص إجابة مؤقتة كإمكانية الإضافة  والتأويل.

- وإذا أمعنا النظر في دلالة العنوان وإشكاليته نجد جملة أسئلة متعددة تنطلق ، في مجملها من تعريفه ، كونه مجموعة علامات لسانية مصورة ومعينة تشير إلى المحتوى العام للنص ، حيث تتبدى أهمية العنوان من خلال بحث الكاتب واختياره اسمَ مؤلَّفه كي يميزه عن غيره من المؤلفات.

بذا صارت العناوين أمرا ضروريا لابد منه للتعريف بالمكتوب / الاثر الادبي ، حتى يصبح متداولاً ، وهذا ما أفرز خصائصَ مؤطرةً ، لما هو محكي و قديم، تأطيرا يشتمل على الأشكال التعبيرية ، مما يشكل معه ثلاث علامات أساسية نوردها كالآتي:

أ- يسوغ العنوان التعريف بالمُؤلَف / النص ،وبجنسه الأدبي ، ويميز بين مكتوب وآخر ، وهنا تُعرَف المؤلفات التي تصب في المحكي من عناوينها لأنها مفتاح للمتلقي ، وبذلك تجعله يفقه نوع المكتوب و توصله إلى التعرف على ما في داخلها من سمات تعينه على فك ألغاز النص  وتأويله.

ب- العنوان ، فضلا عن تعيينه للجنس الأدبي ، يعين كذلك المتلقي على تصور ورسم الملامح الاولى لمضمونه ، كونه نواة ومركزاً لمجموع الأفكار النصية ، فهو كالمرآة المصغرة لنسيج النص تعكس ظاهر أفكاره وخلجاته ، والمسكوت عنهما  .

ج- يحدد العنوان منهجية وفضاء القراءة ، فالباحث المتخصص في التاريخ،سيعرف مثلاً أن "تاريخ الملوك للطبري" أو "الممالك والمسالك للمسعودي" هما كتابان يهتمان بتاريخ الملوك وجغرافيا الأرض ، ونظرا لتمتع العنوان بأسبقية التلقي عن نصه فإنّ العلاقة بينهما ، بالمجمل ،علاقة تكاملية ( عنوان يشهر عن وجود نص / نص يفسر ويفصح عن مضمونه ) ، وحتى لا يبقى تحت طائلة التحديد القاموسي الجاف عليه أن يكتسب بعدا سيميائيا يؤهله للدّخول في "نسق" معين مع نصه الذّي يكفل له هذه القيمة الدلالية، و يتضح ذلك في قول رشيد بن مالك : "حتى تتحقق هذه العلمية نسلم بدءا أنّ "مضمون العنوان ليس ثابتا ولا يمكن أن نحدد تفرعاته دلاليا في استقلاليته ذلك أنّ القيمة الدلالية في العلاقة البنائية التّي تقيمها معه عناصر النّص، و لهذا سنضطر إلى تقريب معنى العنوان مع مفاهيم أخرى تظهر في سياق النّص"*. ومهما يتراءى للقارئ أنّ العلاقة بين النّص و عنوانه علاقة تنافر وتناقض، فإن عملية الحفر في موضوعه بأدوات إجرائية أكثر دقة قد تفضي إلى نتائج لا تقل إبداعا عن النص الأصلي، ويتوقف كل هذا على مدى قدرة من يسائل النّص ويبحث عن جوهر النّص ويكشف عن الطّاقات الجمالية الكامنة فيه.

---------------------------------------------------------

*رشيد بن مالك ، باحث مغربي، كتابه ( السيميائية بين النظرية و التطبيق ) .