أبحث عن موضوع

السبت، 15 يناير 2022

بغداد ............. بقلم : سعاد محمد الناصر // العراق



بغدادُ مالئةٌ عيني كجوهرةٍ
يزينها في ليالي مجدها القمرُ
أميرةٌ تزهو في حسنٍ وفي ترفٍ
رغمَ الخطوبِ بقلبٍ ضوعُهُ عَطِرُ
فيها شبابٌ وربُّ العرشِ حارسُهُم
من كلُ شرٍ إذا ماحاقها خطرُ
الدينُ أضحى بهم للعزِ مفخرةً
والنصرُ موعدهم إن مسهم شررُ
مهما نزفتم دماءً وهي طاهرةٌ
لا يرتوي الجرحُ إلا وهو يستعرُ

هايكو ........... بقلم : محمد فاهم // العراق




ليل نهار
لا يتوقف عن الجريان
نهر
تجمعنا حول المدفأة
كل يوم
حكايات الجدة
صقيع متجمد
في ليلة باردة
رجل الثلج
بين الصخور
مستلقية على الشاطئ
حورية البحر
مظلة مطرية
تجمع عاشقين
قبل باردة
ظلال الأشجار
على النهر
نبات أخضر
___________________
/١٠/١/٢٠٢٢/
العراق -مدينة السماوة-

التحليل النقدي المختصر لقصة "ميرلا والبحر الأحمر" للروائي والقاص حسن البحار............. بقلم : علي البدر // العراق




يبدو من سياق السرد أن الروائي حسن البحار يحاول اعطاءنا عبرة بعدم الايغال في تتبع رغباتنا كوننا خارج الدائرة الاجتماعيىة التي تربينا وسطها. ونجد هنا موقفا غاية في الجرأة وهو وسط دائرة من الوجوه الغريبة، ومندفعاً بآشتياق فَجّرَ رغباته، يحاورها هاتفاً في وجهها مثيراً استغرابها: " تنقصنا غرفة ونغدو ملوكاً." طلبٌ غاية في الجرأة من شاب غريب في الواحد والعشرين، أخرسها وهي الراقصة المتمرسة بين معجبيها، حيث صاح باندفاع مجنون " وبما أوتي من قوة. أُريدك. تعالي. " أجل، فكل ما في أعماقه تحقيق غايته ، غير مبالٍ بمن حوله رغم تنبيهها له وهي تشير بسبابة يدها إلى آلناس لكنه تمادى في تصرفاته فجعلها حائرة بين أمرين. ألأول إنها لا تريد خسارته ".
وكان في ذهنها ألابقاء عليه أمام عينيها المفتوحتين وهي تدور راقصة مع الراقصين بغنج واضح تحت أضواء صالة الرقص، Night Moon، تجر بساقيها العاريتين غير مبالية في تشابك خطوات الشباب في خطواتها." وآلأمر آلثاني إنها لا تريد أن تخسر معجبيها فعليها إثارة ألجميع، وهنا تأتي اللحظة الحاسمة عندما حاول آلإنقضاض عليها وهو يتمايل مترنحاً شادّها " إلى صدره مهتزاً... رفعت يدها إلى آلأعلى وهوت بها على خده، صفعة قوية وصوتٌ مدوٍ تكفلا بقطع نشوة آلمكان." ياترى هل هي صفعة حبايب و للتمويه أمام الزبائن؟
إنها بالحقيقة لغة ذكية أعطت إطمئناناً لمعجبيها وهي أيضاً درس لمن يحاول آلاستئثار بها من دون بقية آلرواد إثناء تأدية عملها آليومي آلمعتاد وأمام آلحاضرين. وما هي إلا لحظات حيث وجد " عامر" نفسه مرمياً على الرصيف......" لكنه وعلى ما يبدو لا يريد آلإنشغال بألم عنقه وجنبه أثر سحله من وسط الصالة وحمله ثم رميه خارجاً، فقرر معاودة الدخول ولكن كل توسلاته برجال آلأمن آلخاص لم تفده فعاد " يائساً حيث كان يجلس وقد ساعد رذاذ آلمطر على إعادة بعض وعيه فقرر عدم الدخول مبرراً بأنها قد تكون مع رجل آخر.
وتأتي المفاجأة لتنسيه لحظات الحزن وآلتشرد. فهاهي الآن أمامه " بعينين خضراوين وآلابتسامة تعلو وجهها.." فقد نسي أو تناسى تلك الصفعة آلتي لم يفهم مغزاها من راقصة يهتف أمامها: "تعالي ، وكان في ذهنها آلإبقاء عليه أمام عينيها آلمفتوحتين..." نظرت إليه وهاهو مرتبك أخرس أمامها وقد فقد القدرة على الكلام، وكان لابد لها أن تبرر سبب صفعتها مغرية إياه : "لو كنتَ صبوراً" ، لنلت الذي في بالك أيها البحار المغامر ولكن " هيهات ما كنت تريده مني... وأمام آلناس!" غمرته آلفرحة " تهلل وجهه آرتياحاَ وهتف " لا عليك.. هيّا"، حيث سار خلفها لاًهثا." ونرى هنا مقدار الاصرار متحملا الصفعة امام الحاضرين وايضا السحل والركلات التي اكلها واخيرا زخات المطر وهو مرميا بالخارج.
لقد نجح حسن البحار في رسم مفاصل سيناريو الأحداث ببراعة لافتة جعلنا نتلهف لتتبع تفاصيل الأحداث، فقد كان البطل مليئاً بالحيوية والعنفوان والجرأة وربما كان هذا بسبب الخدر من جهة والاحساس بالحرية وضرورة تصريف طاقاته المكبوته. وكما بدأت القصة بسلوك "عامر" غير المتحفظ أي ألجريء والمتطرف والذي أكسبنا المتعة والاصرار بالمواصلة، فإنها انتهت بارتداد نفسي عميق حد التطرف أيضا. وعليه لابد من البديل الذي يمنعه من السلوك الذي لايرضاه هو خاصة نجاته من مرض الأيدز الذي أقلقه وهذا قربه من التوبة حيث اعتكف في غرفته. فالبحارة " هتفوا.. غنوا.. ضحكوا.. ... إلاً "عامر" الذي كان في غرفته منزوياً خاملاً متوحداً مهموماً لا يستطيع أحدٌ فك عقدته..." وهو بحاجة لمراجعة سلوكه ووضع البديل أو الأصرار على التعديل في الرحلات المقبلة وقد " لبست هيأته الجديدة لباس الناسك المتبتل.... وتُسمع من داخل غرفته أصوات صلاة ودعاء..." وقد كانت الصدفة في عدم الأصابة بالايدز فرصة لمراجعة النفس التي اعتبرها رحمة وهي صعقة shock ضرورية حتمت عليه مراجعة الذات. إن الرجوع الى القيم ومواصلة السلوك المتوازن هو من مقومات الفرد الاساسية وقد يتخذ البعض العبرة التي تساعد على تغيير أو تعديل السلوك..
نلاحظ ان حسن البحار يحاول سحب السرد ضمن ميكانزم القصة القصيرة لكن الاسلوب الروائي بدا واضحا وجاء بانسيابية لافتة كانسيابية تصرفاته وتقبله الصفعات والسحل والركلات وزخات المطر...
علي البدر



حين يبكي الصدى .............. بقلم : قمر صابوني - لبنان




رويدا أيها العمر
وأنت ترمي حصاك في نهر دمي
اسقط أقنعة الضّباب
دون أن توقظ زئير السَّراب
من أومأ لمزلاج الوقت بالامتلاء ؟ ..
من أوهم الصَّبر بأنَّ
ابتسامه من رماد !..
لازالت الأيّام خالية
تهدهد ما أحصى صفصاف روحي من خفقات
تشاكس روحا تجذَّرت بأوردة النّسيان
فهل الأمر سيان ..؟
قبل استطالة عقارب اللِّقاء
كنّا نحبو إلينا كحزمة ضوء
فانكسرت
إذا ما تسلَّلت كؤوس صدرك
تبعثرت
أيّ ضجيج اعتصرني
بين عناقيد الصَّمت
لأمتلىء بالفراغ الثَّمل به
عشقا
تراه أنكرني ظلّي؟!
قبل اكتمال القصيدة
كان
على شفا نبضي
ينضح العطر
كآخر نفس
ما بين شبق السَّطر وقلم مخمور
نادمت طيفه العرجون
لأجل إن حطَّ
في لجَّة عيوني
تربّع قمرا دون أجنحة ..!
هكذا أخبرتنا الشَّمس ..
في مدن الحبِّ سننبت على خاصرة الدِّفء
غابات نور
نورق لحن جداول
نعجن من صلصال الشِّعر
وأتحرَّر كشغف الفراشات
لرائحة احتراق الظِّلِّ
لأرتشف قلبك
قلبك الَّذي صار وطني
تعرَّت عروقه
مابين أنياب برد وغربة
نذر له اليمام
أنّى يمتطي الرّيح
أضحى للسَّحاب أجنحة
ربَّما أطبقت شفاه القدر
على تجاعيد الجِّراح
أوتعثَّر مخاض الشَّفق
في رحم الغسق
أو ربَّما انكمش جفن المطر
وتثاقلت الآه حتّى الْتوَت
رهن دمعات ضريرة ..!
فمن يمسك
بكاء الصَّدى ؟!..





أمي ياءُ نداءٍ خضراء ............ بقلم : سعاد محمد الناصر// العراق



أمي ياءُ نداءٍ خضراء
تمتدُ يدكِ لتُصافحني
أينما وكيفماوكنتِ
كلّ مايخرجُ من شفاهكِ
مدثرٌ بالنور
لكِ وحدكِ
يعزفُ الكون
بلونٍ وإيقاع
ويرقصُ لكِ وحدكِ
تعالي كي أُحدّثكِ
عن رحلتنا نحو المجهول
غايتنا ان نصلَ الى المعلوم
نبحثُ عن شمسٍ
جليةٍ وبازغٌ نورها
فوقَ مانتصور ونتوقع
ضعي نياطَ قلبكِ
على شعيباتِ فكري
وأناملَ يديكِ على
كلِّ حرفٍ من أحرفَ
بوحي
واسمعي نبضات قلمي
واقرئي همساته
هو لكِ وحدكِ
فأنا في بحرٍ متلاطمٍ من الامواج
غموضٌ ينتابني
داخلَ محرابِ الروح
أهمسُ اليكِ في أُذين الفؤاد
وأناديكِ بإسمكِ
ورسمكِ ..وصوتكِ
فقد وضعوا فوق رأسي تاجَ الشوك
وسرقَ الدهرُ بعضَ نبضي
أعيشُ في وطنٍ مجهول العنوان
وشربتُ الكأس الأخيرة
من علاماتِ التعجبِ والسؤال!؟

اسمه السذاجة ؟!! ............. بقلم : مصطفى ولديوسف



...إن أكبر ذنب اقترفه في حياته البائسة أنه ساذج...ساذج في كل ما يفعله،راكضا،جالسا،مبتسما، مصدقا، مصفقا...المهم، في كل خطوة يخطوها، والسذاجة تلازمه؛فتضافرت عليه النفوس المريضة،التي ترضع الخبث والنميمة لإغراقه في بحر القلائل، حتى آخر رمق من سذاجته...
قصته مع السذاجة دشنها أبوه،لما انصاع لأبنائها بأن يحرمه من الميراث؛لأنه شديد السخاء،وقد يبذر حصته من الميراث لدور العجزة، دون مشكلة تذكر؛فعندما كان صغيرا يقدم طعامه لكلب جاره كاملا،ويبقى جائعا حتى مطلع العشاء دون مشكلة تذكر...لما استقام عمره،وأينعت أفنانه،بقي على العهد، من يراه محتاجا يستضيفه، ويسعفه بكل ما يملك؛فاحتار الجميع من تصرفاته الغريبة، فقالوا قد مسه جن السذاجة، ولابد من رقية ليشفى من هذه اللعنة ...وبعد أكثر من حصة دفعها بماله طبعا،بقي على عهده...وهو يتجول لمح متسولا رث الثياب ،يقضمه برد شديد،فقدم له معطفه، وأغلب ماله، والمتسول في حالة ذهول :
-أنت ملاك؟!!
-لا،وإنما حز في نفسي أن أراك في هذه الحالة، والبرد لوى معصمك.
كان المتسول من سلالة النصابين، فالتسول مهنة مربحة وغير شاقة...أشفق عليه،فردعليه المعطف وماله، تاركا النصب إلى غير رجعة...
...كل ما يقوله الناس يصدقه،وفي عمله لا يعرف التملص من مهامه...يقضي الوقت كله في التركيز على تسجيل البضائع في المخزن بتفان وإخلاص...لايعرف لون الإجازات المرضية؛ فهو منضبط إلى درجة أن الدقائق تغار منه...وكان مديره في حيرة من أمر انضباطه، وإصراره على إتقان عمله؛فاقترح عليه أن يتغيب يوما دون مبرر، ليكون سويا مثل الآخرين، فرفض بشدة...هدده بخصم ثلاثة أيام من أجرته النحيفة كنحافة جسده إذا لم يتغيب يوما كاملا، فتذكر عائلته الصغيرة، فقبل القرضاوى مضض،ولكن بشرط أن يكون نصف يوم...وكم كانت فرحة المديرعارمة!، ولكنها لم تدم طويلا في وزمنه السوي ،حيث لم يف بوعده ،مصرا على إتمام يومه كما يفعل منذ عقدين...!!
انعقد مجلس الإدارة، وكان في جدول الأعمال قصة الموظف الملقب بالساذج؛وبعد أخذ ورد اتفق الحاضرون أن المعني بالأمر غبي، ويجب اتخاذ الإجراءات القانونية لتوقيفه عن العمل؛ لأنه لا ينسجم مع روح الجماعة...!! (قصة قصيرة جدا )

هايكو .............. بقلم : جلال ابن الشموس // العراق




رشة عطر-
من السماء،
تثير الذكريات !!!

أبي !؟............... بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل - المغرب




قراءة غازي أحمد
أبو طبيح الموسوي
نحْنُ الْواحِدُ.
وهَلْ أقول
لَهُ الْوَداعَ؟
وكَيْفَ أسْتَطيعُ
وصْفَ غَديرٍ
أوْ ألْهَجُ
لَهُ بِحُبّي؟!
كأن لَمْ يَكُنْ
غيْرَ طيْفٍ
أوْ غيْرَ صوْت.
كانَ سِدْرَتِـي
وكانَ يُريدُ
مكاناً فَسيحاً
كأَنْ لَمْ
تُسْعِفْهُ الأرْضُ.
وكانَ كالْبُسْتانِ
الّذي صارَ
فَيْئاً بيْنَ يدَيْهِ.
ورَفْرَفَ عالِياً
ثُمّ ذابَ..
كَما انْهَمَرَ
أوّلَ مرّة مِنَ
اللامكان.
امْتَزَجَ بِالْعُشْب
والْحَصى وانْضَمّ
إلـى الْماءِ أوْ
حَتّى لَوْ كانَ
حَيّاً هُوَ اللّحْظةَ
قَدِ اسْتَلْقى نَهْراً
فـِي الأبَدِيّةِ أوْ
هُوَ فِـي الطّريقِ
إلـَى الْجَنّةِ.
لَهُ شَدْوُ الطّيْرِ
فـِي السّماواتِ
أنا أسْمَعُهُ!
وصَداهُ النّهاريُّ
يَتَرَدّدُ كصلاةٍ
فـي ودْيانِ روحي
ومَهاوي جسَدي
محمد الزهراوي
أبو نوفل
أميريكا / بالتيمور ــ مدينة
إدجار آلان بو
صاحب قصيدة (الغراب)
- - - - - - - - - - - - - - - - -
قراءة : أبي ! ؟
هذا النص. .
العنقود الجدلي الرائع
إن أية محاولة لقراءة
هذه المرثية اللازوردية
بلا ربط مع العتبة الاولى
( أبي.. )
سوف لن تسفر عن تفاهم
حقيقي مع النص..
اقسم انني قراته ثلاثا بلا
عنوان فكانني اتعامل مع
جسد بلا رأس..
وأقسم أنني قرأت كثيرا من
المراثي فلم أجد مرثية..
تفتح أبواب الأمل وتربط
الأرض بالملكوت مع
قصرها بمثل هذا العنقود
الجدلي الرائع..
أحسنت أيما إحسان !
أخي أبا نوفل ..
تحياتي..مع عميق
مواساتي ،والسلام..
غازي أحمد أبو
طبيح الموسوي العراق




ما بالها .............. بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين



ما بالها
تترنح كبندول فقد
الرباط
بين صيف وشتاء
يلهو بمعايير الزمن
فلا ليلها بسكون
ولا فجرها تغمض
فيه الجفون

التحليل النقدي لقصة " ألنمور في اليوم العاشر" لزكريا تامر............ بقلم : علي البدر // العراق




وبذكاء استعمل القاص النمر كسيمياء symbol تكسوها هالة من الكبرياء والشموخ واستطاع باستدراج حواري dialogue، قُطِعَ أحيانا بحوار داخلي مع النفس monologue ، بعيد عن تعقيدات السرد القصصي، أن يوصلنا الى الترويض التام للنمر. ولاضير من إكسابه الصفة البشرية ضمن عملية أنسنة personification رائعة. ولكي لا تحدث ردة الفعل إثناء عملية التجويع، يباشر اصحاب القرار بخلق حاجز نفسي يساهم في التعجيل في زرع مشاعر الذل والمهانة والخنوع ويصبح الحاكم " ربكم الأعلى". وفي الماضي كان الحاكم هو الإله أو نائب الإله ليتمتع بالقوة المادية والنفسية وها إن التأريخ يعيد نفسه ولكن بأسلوب أكثر شراسة وقسوة. وبدايته هي عزل الشعب وخلق سجن كبير بلا أسوار. وضمن غريزة البقاء ، تكون لقمة الخبز هي العامل الحاسم في بقاء الإنسان،
وبالتأكيد إن المروض يعرف أن نمره جائعٌ" أحضر لي ما آكله. فقد حان وقت طعامي.”. ويأتي الرد من المروض " أتأمرني وأنت سجيني؟ يالك من نمر مضحك!". ثم يستمر بترسيخ قوته وجبروته لإضعاف ردة فعل النمر وكسر شوكته ..." " لا أحد يأمر النمور. لن أكون عبداً لأحد." إن الخصم وهو ابن الشعب المحاط بجو إرهابي يجعله بمرور الوقت خائفاً. والخوفfear هو تهديد البيئه للفرد، وإن استمر المحيط بسحب الأمان من الفرد فأنه يتحول إلى قلق worry ، وهو خوف مستمر أي تهديد البيئة المستمر. والقلق يؤدي الى استنفاذ الطاقة العصبية التي تُضْعِفُ بِدَورها مقاومة الفرد وتسحب منه ثقته بالنفس ليصبح بالتالي سلبي خانع وسهل الإنقياد، في وطن عبارة عن سجن كبير.
والزهو الذي يشعر به النمر، ما هو إلا نتاج لتلك الدائرة من الحيوانات الأضعف منه التي تحيطه وبنفس الوقت تفر هاربة منه حيث يتعاظم زهوه وجبروته، ولهذا السبب تم عزله عن بيئته من أجل إشعاره بالضعف والوحدة والغربة حيث يعمقها الجوع وصعوبة الحصول على لقمة العيش ومبدأ: "الرأس المرفوع لا يشبع معدة فارغة"، مبدأ غاية في الخطورة حيث يتوجب الخضوع وتنكيس الرأس وانحناء الظهر، من أجل الحصول على لقمة العيش. والمجتمعات ذات الحكم الشمولي ينطبق عليها قانون البقاء للأقوى وللأصلح، وهذا المبدأ الداروني Charles Darwin يطبق على بيئة الغابة أي على الحيوانات، وقد تمَّ توظيفه لتطبيقه على المجتمع الإنساني.
. وجملة "أنا جائع"، عندما يكررها الإنسان، تكون مرتبطةً بلغةٍ أخرى رديفة هي لغة الحركة Language of gestures أو ما تسمى body language حيث التعبير عن الجوع يصاحبه قسمات وجهٍ ذليلةٍ وحركةِ جسدٍ توحي بالضعف . وهنا تكمن الكارثة، عندما يعتاد على هذه الجملة الملايين من البشر، وتتجه عملية الترويض نحو السهولة حيث تكون صِفَتا الذلِّ humiliation والمسكنة wretchedness جزءاً من صفات الشخصية. وعندما يفقد الإنسان ماء وجهه، فإن الكثير من الأمور تهون عليه: " وحين أقول لك: قف، فعليك أن تقف. ، ”. وهنا يقترن الوقوف بالشبع، حيث يبادر النمر " أنا جائع فاطلب مني أن أقف." . وما الوقوف إلا استجابة لمنبه وهو الطعام. وبالتكرار، يتحد المُنبِّه بالإستجابة لينتج عادة. والعادة هي تكرار لاشعوري يمارسه الفرد لتعطيه نوعاً من الأطمئنان والأستقرار. وتستمر سهولة الإنقياد وتنفيذ الأوامر لدرجة استعداد النمر لتقليد مواء القط، حيث يَكْظُمُ غَيْظَهُ ويقول لنفسه " سأتسلى إذا قلدت مواءَ القط.". ولكن خطة الترويض أبعد من ذلك فالمُرَوِّضُ يرفض تقليد النمر لمواء القط لعدم إجادته ذلك، ويعطيه مهلة للتدريب حيث يتركه يوما كاملا بدون طعام، ليعود ويسمع مواءه ويتظاهر بالاقتناع حيث يرمي " إليه قطعة كبيرة من اللحم" ، موجهاً أقسى كلام إليه " عظيم.. تموء كقطة في شباط." . ثم يتحول الأمر إلى تقليد نهيق الحمار حيث يفشل النمر لكن المروض هذه المرة يرمي إليه قطعة أخرى من اللحم مدعيا أنه يشفق عليه وهذا بالحقيقة بعد أن أيقن أن الترويض قد نجح تماما حيث الخطوة اللاحقة الحاسمة، وهي أنْ يصفق النمر عند أي خطاب يلقيه المروض حتى إذا لم يكن مفهوماً إلى الآخرين،
إن القاص زكريا تامر ما هو إلا ناقل لحوار ثنائي dialogue بصيغة الشخص الثالث third person مبتعداً عن السرد مركزاً على الأخذ والرد بين الطرفين، حيث يملي وبذكاء واستدراج، مفاصل ثيمة النص ليوصلنا إلى الهدف في آخر سطر من قصته " وفي اليوم العاشر، إختفى المروِّضُ وتلاميذُه والنمرُ والقفصُ، فصار النمرُ مواطناً والقفصُ مدينةً." ورغم أن هذه الخاتمة لا تعتبر صدمة يتفاجأ بها المتلقي لأن السارد، مبتعداً عن تشابكات ميكانزم السرد القصصي، شدنا وبسلاسة متدرجة جعلتنا نكتشف أو نتوقع خاتمتها. أي إنه جعلنا وسط مفاصل النص، لنشعر أن القفص هو الأرض التي نعيش وسطها والنمر هو تلك الملايين التي تسكن في بقعة مترامية الأطراف نسميها الوطن العربي. وقد أعطتنا القصة بعداً زمكانياً ربط بين الواقع والماضي الممتد لقرون عديدة، حيث احتدم الصراع من أجل السيطرة واستغلال الإنسان لأخيه الأنسان. وقد نتساءل: هل أن القاص زكريا تامر جعل المواطن سلبياً جباناً يميل للخنوع والذل؟ وللإجابة على هذا التساؤل لابد أن نركز على أن ثيمةَ القصةِ تَتَمَحْورُ حَول استغلالِ الإنسانِ لأخيه الإنسان وكيفية ترويضه عن طريق لقمة العيش، فهي إذن صعقة لابد أن تتلاشى في يوم من الأيام. وصراع المتناقضات لابد أن يُحْسَم في يوم ما، وقد حَسَمتْهُ الكثير من الشعوب لصالحها حيث يشعر الفرد بالأمان وهو وسط مجتمع خالٍ من التسلط والإستغلال، لا أن يشعر بالإغتراب alienation نتيجة جوعه ولهاثه من أجل البحث عن لقمة العيش له ولعائلته. وقد علمتنا دروس التأريخ أن الحسم لابد أن يكون لصالح الطبقة الجائعة... فيرجع النمر طليقاً وسط غابته، وبالتأكيد لابد أن يولد صراع جديد ، وهذا برأيي قد يكون سبباَ لجعل الأسدِ طليقاً.. أجل . ذلك الجبروت الذي سيوضع مروضي الشعوب في القفص وهذه هي قوانين الحياة...



هل يستوي الشوق ........... بقلم : هيام عبدو- سورية




أبيت ظلام دنياي
أخيط رداء من وجع
أرتق الدموع بخيوط
من هش لقاء
ضاعت صغار حنيني
بين أنواء انكسار
باتت حروفي
وأحلامها عجافاً تنتظر
خبر اندثار
موؤودة تحت ثرىً
كان مداساً لبقايا روح
فهل....
يستوي الشوق.... الحنين
وعقود من نسيان
نالت مني كل حين ؟
نصب الجفاء خيامه
أعلى قباب الروح
ورماد من سويعاتي
اعتلت صهوة جمر
فاقد الالسن
رسم على جسد لياليّ
بفرشاة يتيمة اللون
إني أعيش الآن
حياتي
بين جراحات أنخابها
تمزق ذاتي
كمن اقترف شيئاً
من زنا
ورجم حتى الممات
فأين وعودك تلك
في زمن نضبت
من ضرعه الأمنيات
مالي لا أرى للقائك ذاك
وشماً على خراف
أوقاتي؟
أم أن الشوق
باغته الخدر
تبغاً من وهم
بين لفائف سجائرك
عقد حاجبيه لوماً
بين حروف ثكلى
على سطوري الباليات




طواف حول الجحيم ............. بقلم : محمد فاهم // العراق


______________________
كالعادة أراه يقرأ صحف مدينته القابعة في عمق الظلام .
يجلس في حانة صغيرة يقلب
صفحات الجرائد
آلتي يشتريها من الأطفال المتجولين
لعله يجد بها ما يسعد قلبه الحزين
قلبه الذي أكلت نصفه الحرب
______
لكنه عثر على خبر في جريدة الأهرام
مفاده إن حبيبته الأولى
غادرت الحياة
لينتهي هو الآخر فوق رصيف وطنه
وطنه الذي خدمه طوال ٣٠ عاما
لتبعثر جرائده الرياح
الرياح التي تنتقل من مكان لآخر
ليصبح جسده هباء منثورا

 
/١٢/١/٢٠٢٢/
العراق-مدينة السماوة-




إحتراق ........... بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين



جميلة هي الروح
التي لا تفيض بأعاصيرها
ليبقى الفيضان يغرق ذاته
حتى بأحلك الظروف وأقساها
يطحنها عشقها
ويأسرها الحنين
فتذوب كشمعة طال
احتراقها

ومضة .............. بقلم : زهراء الهاشمي // العراق



صَه .. أيها القلب كفاكَ ضجيجا
موصدة أبواب الإنتظار
وأحلامي عقيمة

حوار صامت ............. بقلم : سعد خلف النوري // العراق





حوار صامت
مثقل.. أنا بالهموم
ليلي جبل من جليد
قلبي.. يئن
تحت وطأة سياط الزمن
جردته من خفقانه
كممت صراخ نبضاته
ريح صرصر تعصف
بأحلامي والأمنيات
لن تمور أو تحيد
صقيع أيامي يغازلني
بخوف من بعيد
أرقد محمومآ أهذي
أكفكف دموعي
ألجم عناد قلبي
فما عاد خفقانه
يعيده إلى زمن
المعجزات


عبثا احاول............... بقلم : زهراء الهاشمي // العراق



عبثا احاول ان
ارتق جراحاتي
ان الملم وجعي
ان اكفكف نزيف
قلبي
فتعال نتفق
ونعلن هدنة بيننا
نوقف حرب الهجر
ونزف اوجاعنا
ونمهل القلب استراحة
ثم نحدد ساعة الصفر
ونعلن بيان ثورتنا
رقم واحد :
( ونلتقي )

فاتحة النّوايا ............. بقلم : جميلة بلطي عطوي - تونس





.... فاتحة النّوايا .....
مازال الخبز فيك يا وطني
يشتهي دورة الرحى
مازال التّنور يشهق بردا
يغازل اعواد الزّيتون
مازال الطّائر المهاجر
على أعتابك
ينبش الثّرى بالأظافر
عن الحَبِّ يبحث
عن الحٌبِ يحكي
عن الحقول تشرِّحها المحاريث
في انتظار بذر
وبراعم تبشّر بالمحاصيل
لكنّ الأفواه ظلّت مكمّمة
في عمقها تموت اللّقمة قبل الوصول
وذا الشّهر الشّهير
بأيّامه السّود
بلياليه
فيه فقدت السّاعات رنينها
سرقت الغربان عقاربها
حوّلتها سهاما
تمزّق كلّ بطن مقرقر
تكتم كلّ صوت يعلي النّشيج
يتمرّد
يقول لا للجوع
يساند التّنور ضدّ الخضوع
يعلنها الحرب
على الصّمت
على الفاقة
على تجّار الكرامة في الزّمن المقموع
ويظلّ يخبط على ابواب الكرامة
كلّ يوم
سَمِّهِ جانفي أو يناير
أو ما شئت من الأسماء
ذنبه الوحيد
أنّه فاتحة النّوايا
أنّه نافذة الحياة
في عرف الزّمان
في تعاقب السّنوات
ويظلّ في وجع الجوع يرفع ذاك الشّعار
يعلن أنّ الموت بداية للحياة
وأن الفعل فيه بذر
ينتظر الحصاد.
تونس ....3 /1/ 2022

عبير الشوق ............. بقلم : سهى النجار - الاردن




صباحي أنت
وأغوار المنافي
بين فجاج الحنين
يا .. سيد الشوق الحزين
كف ندي .. برائحة المطر
منذ بداية التكوين
رائحة الشوق إليك
عند نافذة الغبش
تأتي حوادثها بالظنون
تروي هواجسنا
بحكايات العشق الأصيل
لا يستكين .. على سبيل شوق
تحركت شفتاي مرتجفة
بطعم الحياة والقبل
تهمس لها الكوابيس
فتمهلي الغياب أن رحلت
لأدس من عطرك في معطف الذبول
وعلى حفيف الليل
عربدة الفراق
تعاقر خريف عجوز
بين فواصل القلب تجلجل
حفنة سراب
في قبضة البقاء .
12/1/2022




ذرات غبار............. بقلم : خنساء ماجدي- المغرب




منذ مدة
وأنا أبحث عن منفذ
للهروب من هذا العالم
أعد العدة لكل المواقع
وأهرب من المواجع
على صهوة التفاؤل،
وكأنني تهت عن مساري
وتاهت كواكبي عن مداري
في عوالم كادت أن لا توجد
إلا في أفكاري
وليس لها أية آثار...
فهناك أرض نشتاقها !
كنت ولا زلت أحاول رسم صورة لها
قطع فسيفساء أتخيلها
في تلك البقاع
بشغف ريشة فنان أركِّبها
مرة تتراءى لي
كلوحات "بوتيشيلِّي" الزاخرة
وتارة أخرى
كهلوسات..."دالي".
فكم قاتلت أشباح التساؤلات ؟
حتى لاتأسرني في قمقم الفراغ
كسحابة صيف فاترة.
وهناك أرض تشتاقنا
تجذبنا الهوينا..
ليغشى النوم عيون الشوق
ويلتهم مسافات الفراق
فأترك روحي تسافر
في عمر مابعده عمر
راقصة,هائمة ,حزينة, متقهقرة
أتتبَّع بريق النجوم...
وسرعان ما يلفظني الحلم
أعود إلى هذا العالم
خاوية الوفاض..
وعلى كَتفي أوسمة ذرات غبار !
لتراودني تلك الأسئلة عن الكلام :
هل نتائج البحث عن السعادة
تسربت رائحتها مع النسيم
حينما تركت شرفة الأحلام
مفتوحة على مصراعيها؟
أم أن سقف الطموحات كان عاليا ؟
اللوم على النسيم أم على سداجتي؟




سأمضي ............... بقلم : جميلة بلطي عطوي - تونس




سأمضي ..
سأكملها رحلتي
سأزرع وردا
وأسقي الطّريق
أنا نفحة من عصور التجلّي
أظلّ أرفّ
جناحي حبيب الفضاء
يهوى الشّموس
يثمله لثم خدّ الصّبا
يشجيه لحن الوجود الرقيق
سأمضي ..
سأنقشها أمنياتي
على صفحة الأفق عند الشروق
على الرّمل لمّا
يعانقه الموج في حضن عشق
معا يرسمان للبحر طوقا
وتعلو النّوارس حدّ المدى
لتروي حكاية شوقي
يردّدها العمر في المنتهى
سأمضي
كما جئت
حلم وجود
وروح قصيد
على وتر البوح أعزف لحني
أردّد أحجيتي الخالدة
للنّهر ، للزّهر
كنحلة حقل
اظلّ أدور
أردّد لحن " الصّباح الجديد"
وأعجن بالعطر أقراص شوقي
يوزعها الطّير عبر الأثير
وامضي كما كنت
بين الصّفا والصّفا
أملأ روحي من دنّ بوحي
وغاية سعيي نيل الرّضا .
تونس ...12 /1 /2022



غربة الدين ............... بقلم : زيد الطهراوي - فلسطين




انزل إلى الساحة انظر في جوانبها
واجه صنوف الأذى والحقد والفتنِ
يا مسلم اصدع بحق وامض في ثقة
واغرس بذور التقى في راحة الفطنِ
خض دربك الصعب تسمو في شدائده
ما دام يفضي إلى بحبوحة السكنِ
جئ جيئة النسر لا تحزن إذا سقطوا
فوق الركام وراموا جيفة العفنِ
ذاقوا سموم العدى تجتال غيرتهم
واستجلبوا الشر للأقوام والمدنِ
وخلفوا دينهم فانظر لغربتهم
خوف ويأس ويوم غاص في الحزنِ
انظر إلى البحر سيل الغرب كدره
فصار عذبا مزيجُ الجهل والدرنِ
وصرت تبصر دين الله مغتربا
وينشر الناس دين الفسق والوثنِ
من ذا يعظم شرعا قاد حامله
نحو الرقي و درب الخير والمننِ
فيحتسي النصر من رب العباد إذا
خار الجميع وطالت غفوة الوسنِ
واستهزؤوا بلباس الدين في ترف
ما ميزوا بين قبح الشكل والحسنِ
قالوا الحجاب هو السجن الذي رضخت
له النساء على مر من الزمنِ
أما اللحى فاستساغوا حلقها أبدا
وطولها شارة الإحباط والوهنِ
مثل الجبال رموا أقوال مرتجل
كالموت للقلب والإعصار للسفنِ
فطاعة الله كيف العقل يرفضها
يا ضيعة العقل والآمال والسننِ
يا ضيعة الناس إن فازت مطامعهم
وضيعوا الدين والدنيا بلا ثمنِ
أما الشريعة فهي اليوم غائبة
ومذهب الكفر يؤوي كل مفتتنِ
فدرس دين ولينين ارتقى عربا
ودرس شعر يريق الدمع من شجنِ
سيان عند عبيد المال مكرمة
وذلة الفكر والتغريب في الوطنِ
من يوقد النار في الغابات مغتبط
أما الدعاة فللآلام والمحنِ
إلى الصلاة دعوا لكن دعوتهم
لم يكتشف حسنها رمل المدى الخشنِ
أما الجهاد فنسيان بلا أجل
مثل الشعاع مع الأستار لم يبنِ
هل المجاهد إرهابيٌ انطلقت
منه الشرور بلا عطف ولا هدنِ
أم الجهاد دفاع عن عقيدتنا
ونصرة الدين كي يحيا على غصنِ
أما شذوذ الفتى فالحق يمقته
قتل البريء دليل الضعف والجبنِ
من يفهم الدين من يهديه خافقه
من ذا يعيد جياد البر للرسنِ

المرآة ............ بقلم : فيصل البهادلي // العراق



غنّي إلى المرآة أشعاري
بهذا الليل كي تأتي إلى الأحلامِ
آمالٌ تزيحُ كآبتي في غربتي الثكلى
بهذا البحرِمن حرفٍ توارى خلف مفتاحِ
تتناغم المرآةُ في قلقي
وترسل نورهاحيث اكتسابُ الضوءِ
من أنهار للبرق المطلِّ
على منافذِ عشقيَ المنحوتِ في سومرْ
يزيدُ الرّوح أشرعةً إلى أخشابِ ألواحِ
حتى اقرّبَ حيز ما أهوى
تعالي ندخل المرآةَ سيّدتي..
ونغلقْ آفةَ الأزمانِ، نوقفها على فصل الربيعِ
وكيفَ من بقايا جمرةٍ في لثمةٍ حرّى
نثرْ كلًّ الحرائقَ في مسار الكون
من ليلٍ وأصباحِ
فإذا دنوتِ وفاض من نهرِ التودّد
شهد أحرف لوعةٍ كانت تضخُّ الحبَّ، يسري..
في الشّفاهِ،تحيلها بتلات وردٍ للندى النضّاحِ
فإذا دنوتُ وكان كفُّكُ في يدي
هطلت مرآيا الغيمِ من شبق المنى
فوق الأديمِ بغيمها السحّاحِ

أرني انظرْ إليك........... بقلم : حامد العطار // العراق




وانت تلتَفُّ حولَ عُنقِ الامنيات
وتُجهزُ على ما تبقّى
من مواسمِ الشغف
وتُكمُلُ دورةَ الجدْبِ
في السنينِ العجاف.
مذ عرفتُك
وانت زفرةٌ باردةٌ
في رئةِ الغروب
ما لامستْ دفءَ الشغاف
ولا خالطتْ شهقاتِ الحقائق
العبرةُ ياصاحبي بالخواتيم
فلطالما كذَبَ الفجرُ .





المتشردون يتامى الوطن الحاني ................. بقلم : عبدالقادر محمد الغريبل - المغرب



كتماثيل رابضة بتضاريس المدينة

مصلوبين على أرصفتها الباردة
جثثاً محنطة بالقهر
مدثرين أسمال المرتبة
منتعلين أحذية مثقوبة
ملتحفين بعباءة السماء
مستسلمين لسطان الموت الأصغر
مضجعين على ظهورهم المنهوكة
جفونهم مغلفة بأحلام نافقة
فاقدين لكل رجاء
بغد أفضل
مخدوعين بظلال التيه
أمكر بهم زخرف الضياع
مطحونين برحى التشظي
منهوشين بأنياب الحرمان
هم متشردون
يتامى الوطن الحاني
وارثو بؤس الحياة المريرة
وشظف العيش الكريه
مدمنو المبيت في العراء
والموت عذابا و وجعا
دون تلويحة وداع ولا كلمة عزاء


مرافئ الغربة ............ بقلم : محمد موفق العبيدي// العراق




الغربة هي شعور بعدم الانتماء لما حولك...
يجسده... الإحساس بالكآبة والوحدة...يشعل نارها الحنين لما كنت تنتمي اليه...
وهكذا وجدتني وحيداً... يحيط بي صقيع البلاد الغريبة...
اشاهد وجوه بلا ملامح وأجساد كأنها دمى تتحرك بخيوط وهمية متصلة باللاوجود...
اشاهد أبنية قد تكون رائعة المعمار ولكنها بالنسبة لي كأقفاص البلابل الجميلة التي تخفي تحت جمالها سجوناً لأجساد هذه الطيور..
التسكع في بلدان الغربة... هو نوع غريب من الحياة...
تضغط على أعصاب المغتربين... تشعرهم بالضياع الوجداني... والتبلد في أحاسيس التواصل الإنساني مع ما يحيطهم من بهجة يشعرون بحكم غربتهم
انهم لا ينتمون اليها ويشعرون برفضها لهم حتى تدفع بهم الى هاوية الضياع...
تجدنا نتجمع في غرفنا المنعزلة لنشعر بوحدتنا وكآبتنا بشكل جماعي... لأن الوحدة اذا انفردت بأحدنا افترسته... وتركت أشلاءه علامات على طريق السفر الطويل..
نتداول مختلف الحكايات... ونطلق الكلمات العشوائية المعبرة عن الآم الروح...التي يجلدها مارد الغربة رغم كل صور الحياة المحيطة بنا...
كلما كانت الجلدة أقوى... تساقطت من الروح قطعاً ممزقة من المشاعر... التي تنبت أزاهير سود في حقول الغربة...مشاعرنا في الغربة... هي مشاعر لحظات احتضار الروح مع اختلاف في النهايات...
فاحتضار الروح في الغربة يطول ويطول... بقدر عمر المعاناة... التي تجعل الغربة تسحب الروح من الجسد ببطء يمزق اشتباكات الاحاسيس المتلهفة الى وطن الحنين والانتماء...
امد يدي في جيبي...لا اجد الا مبلغ زهيد قد يمكنني من شراء لقيمات قليلة لا أستطيع أن أُكثر منها لقلة ما في اليد...
أصعب شيء أن تكون قيمتكَ بمقدار ما يحتويه جيبكَ... وحتى هذه اللقيمات تشعرك بمرارتها وكأنها طبخت في قدر الغربة المر.. ولا يزيل مرارتها كل أملاح وسكريات الأرض.
في كل مرة أعود فيها الى غرفتي...
بعد تسكع يوم كامل...
ابدأ بمسح كل محتويات غرفتي بأطراف أصابعي... قطعة... قطعة...
كأنني اريد أن اتأكد من غربتي في هذه الاصقاع البعيدة عن الوطن الأم
كأنني احب أن اتواصل معها وكأنها الوحيدة التي تعرفني في هذا العالم...
كذلك افرغ كل حقائبي في كل عودة الى الغرفة... وكأنني وصلت للتو من سفري ولا اعرف لماذا...؟
خلالها اجد الدموع قد وجدت طريقها الى حدقات العيون...
لتُمطِرَ كل اشيائي وصوري ودفاتر ذكرياتي بدموع الفراق والوجد...
ليسيل حبر اوراقها على الوسائد البيضاء التي احتضنها عندما ادفن نفسي في فراشي...
ترى لماذا يستيقظ الطفل في داخلنا عندما تعصرنا الغربة وتطحن مشاعرنا بمطحنة الافتقاد والحيرة..؟
نحلم ان نجد صدر امنا لنرضع منه كل حنان الأرض... ولنغفو لحظات تطمئن فيها نفوسنا...
ننسى ما حولنا من هموم.. ولكننا على العكس نصحوا فنجد انفسنا وقد شاخت منا الروح...
وبدأت عقارب الشعر الأبيض تغزوا مفارق الرأس...في غمرة كل هذا الألم التقيتكِ.. واشرقتْ في أرض غربتي شمس الأمل...
كأنني حين وجدتكِ... تصاعدت جذور اشجار الأمل من اعماق الأرض المتثلجة...
تعلن عن ولادة جديدة لسيرة عشق بعيدة عن بلادها...
ابطالها عاشقان الهبت سياط الغربة ظهورهما ....قررا أن يكون كل منهما وطناً للأخر....
ذاب كل منا في الاخر...مضت كثيراً من اللقاءات صامتة بدون كلمات...
كان الصمت هو الكلام...ترجمته العيون وارتعاشات الشفاه وتكاسل الاجفان وبرودة الكفوف وتعرّق الجباه... وعبيركِ الذي صار بصمة غربتي الطاغي الذي اتنفسه ليدخل اعماقي المتثلجة...
كنت استسلم عند قلاعكِ في كل لقاء يضمنا في غربتنا...
لا اكذب اذا قلت...نعم...لقد ولدتك امكِ ولكنك صيرت نفسكِ كما شئت أن تكوني...فاكتملت خصلات جمالكِ بما طابت نفسك به...ونصّبكِ الحب ملكة ابدية على عرشه واخذتِ تنثرين من شذاكِ على كل القلوب المتعبة والمثقلة بهموم الاغتراب...
اخيراً اقول...
منذ اللحظة... اصبحت لا اخشاكِ يا غربتي ولا اخشى وحدتي... فقد أرسل القدر الإنسانة التي أصبحت لي وطناً...
صورة عن وطني...صدراً اميناً... أغفو عليه ناسياً همومي...مرتحلاً مع حبها الى عجائب جزر العشق...اغفوا بين عينيها... وتصحو بين عيني...




الأصدقاء خناجر ............. بقلم : رياض جولو // العراق


الأصدقاء خناجر
تطعن
حنين الغياب
بوجع .!


العشق الأزرق............... بقلم : عيسى حموتي - المغرب




ما زال الإحساس شعورا
لم يصِرْ بعدُ مادة لبناء العلاقات
مازال بغاما
لم يصِر بعدُ صوتا تحمله دبدبات
حتى أطلّتْ من العالم الأزرق امرأة
تملأ صفحةَ حسابها صورُ البطلات
حلقتْ في رحاب صدري الملتهب
حمامةً بيضاء النبض برفيف الفراشات ...
ما كادت تمنحني رخصة التحليق معا
حتى قصّت من جناحي كل الريشات
قلت كيف الحياة و ما صافحت لماي لماك ؟
وما خلف على الشفاه ٱثارا أو بصمات؟
عندما وعى القلب العشق الأزرق بخارا
ارتمى في نار، لجذوتها لهيب اللوعات

هام جدًا ........... بقلم : رياض جولو // العراق





على الجميع ان ينتبه
كثيرًا
قبل غرق الكل بمسافة حب وقليل من البعد
ثم بنوبة بكاء حاد
سبق وللبعض تعثرُ بضباب
ملامح الحياة
انتباه للكل ليس سهلا
أن تشعر
بغصة في أسفل قلبك قبل سقوط
العالم
بدقيقة واحدة ،
ضُع نجمة فقط قبل الإختفاء
أرجوك
هناك في البعيد يرقص
العدم
على هامش ذكريات الطفولة
وبجانبه حضن أمٌّ
يجهش بالبكاء قبل حلم البقاء في مكان ما
يا إلهي
هل ستكون النهاية بهذا الشكل
ام ان هناك ضوء
من جهة ما
من قبل شخص كان لابد وجوده
الآن
وليس بعد دقيقة
يستخدم عصاه كل مرة
حقًا أنا لا أهتم بكل هذا التفاهة
كل ما في الامر
بالنسبة لي
أرقص على حافة بقية عمري
دون خجل
دون عتاب أحد ما
دون ثرثرة حولي
يا للأسف نحلم بالطفولة دائمًا
نشعر بالنقص كل
الوقت
أردت ان أكون مختلفا مرة واحدة فقط
فَقُتِلَ أنا
بنصف محاولة
نصيحة للكل أنجو بنفسك
لاشيء يستحق
الحياة
ونحن في إطار مغلق جدًا ..!


لا تقدر بثمن ................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




لكل قبلةٍ ثمن
يدفعه الولهُ بلا منّةٍ
إلا ثمنَ قبلتكِ الأخيرة
هو الفراقُ قد يدفعه الاشتياق
بأديمِ السهر
في عهدِ غيابٍ يسحقُ
مسافاتِ السنين
تراكمت حولهُ شظايا التفكير
وشوائبُ التفاسير ٠
مقتنعةٌ أم لا
فالذنبُ أتعبه النّدمُ
في متاهةٍ مزقها عضُّ الشفاه
كلّما أكتبُ رسالةً
أرى العتابَ كلسانٍ يضخمُ سعةَ الجروح
وما هو إلا ذرُّ رمادٍ في حمرةِ الخجل ٠
الضمادُ بيدِ التبرير
الذي لا يحلُ عقدةً
ولا يربطُ حبلَ الوصول
في عصرِ وثبةِ دخانٍ تعرفُ
معظم حروبي تتسم بالهزائم
سيوفي رقيقةٌ والرماح واهنةٌ
في أعتى الميادين ،
الهدنةُ بأيدي توقعاتٍ
استباحت احتلالي وإراقةَ شعوري
وتوقيعَ شروطها المنسوبة
على سلامٍ مفروض ٠
لم يبقَ لي جسدٌ تحت ثيابٍ
يعتليها الترقيعُ وألوانها ممزقة
أنا المحسوبُ من قبائلِ الفشل
الاحتفاظُ بمقتنياتِ عباراتٍ
بها اشتري دمى النسيان
أو حتى بمقايضةِ أغلى قبلةٍ
اكتنزتها قبلَ ولادتي بسبعين قصيدة …
—————-
البصرة/ ٧-١-٢٢


جُمعه............... بقلم : فيصل سليم التلاوي - فلسطين




إلى جمعة ذياب وقد التقينا غريبين في مستشفى بعيد

لم أكن أعرفُ جُمعهْ
قبل أن يُرهف ملهوفًا إلى نجوايَ سَمعَه
عندما حدثته عن منزلٍ في كنفِ " الطور"(1)
به قد كان لي أهلٌ وأصحابٌ و" جَمعَه"
وعن الغاصب والسمسار قد ساومنا دهرًا
فما لان أبي يومًا
ولا هان على أميَّ بيعهْ
غير أني مثلما تُبصرني
أذرع أرض اللهِ
قد أمضيت عمري حالمًا يومًا برَجعهْ
ولقد أبصرت" جُمعه"
ذاهلًا مختلجًا يَحبسُ دمعه
عندما أخبرني:
كان له في حضن" حرمونَ"(2) الجنوبيَّ
الذي يرنو إلى البحر الجَليليِّ (3)
على الخاصرةِ اليُمنى، ببطن السفح
بستانٌ وضَيعه
ومضى"حرمون" ما خلَّفَ لي من يومها
غير تباريحٍ ولوعهْ
ونضا من يومها ما عمّمَ الثلج به هامته
حسنًا ورَوعه
فكلانا يا صديقي جاء من خربة " خَزعة"(4)
لم أكن أعرف" جمعه"
قبل أن يَذرف من عينيه دمعه
عصر ذاك اليوم
إذ عانقني في صالةٍ
تستقبل الآتين من موتٍ إلى دنيا الحياة
عبروا البرزخ إذ عادوا إلى أحبابهم بين رجاءٍ وصلاه
يومها امتدت ذراعا صاحبي الملتاع " جمعه"
بالتهاني والأماني
وتعانقنا طويلًا
فكلانا كان يذوي مثل شمعة
وافترقنا في مساءٍ يوم جُمعه
إنني أذكر يومًا ودّعتنا يدُ " جمعه"
لوّحت من وجدها أيدٍ
ورَفَّتْ أعينٌ شوقًا ولوعه
ذلك الرَوعُ الذي جَمّعنا من كل حدبٍ
إخوةً يصهرنا الخطبُ
فينسى كل موجوعٍ شكاواهُ ورَبْعَه
ذلك اليوم الذي استودعتُ فيه الله في بغدادَ
أحبابًا وأرواحًا وأشباهًا لـ"جُمعه"
كلما أذكرهُ تنهلُّ من عينيَّ دمعهْ
( 1 ) الطور: هو جبل الطور أو " جرزيم " الذي يحد مدينة نابلس من الجنوب
(2) حرمون هو جبل الشيخ
(3) بحر الجليل هو بحيرة طبرية
(4) خربة خزعة : رواية للكاتب الصهيوني " يزهار سميلانسكي "تصور الاستيلاء
على قرية عربية وطرد سكانها والحلول مكانهم .
12/10/2000

عابر سبيل (دعوة وجع مفتوحة ) ............بقلم : رعد الإمارة //العراق



١ (مراسم)
سأظلُّ وفية لكَ مدى الدهر، هذا ماهمَستْ به وأنا صدقتها، حتى أني صفعتُ الجدار انبهاراً بما همَستْ ، لم تكتمل مراسم سعادتي، لا أعرف حقاً، لستُ محظوظاً مع النساء، ربما بسبب طيبتي، أو ربما لأني مثل أمي أصدق كل شيء ببساطة عجيبة ،
حتى أنّ عينيّ تفيضان بدمع عجيب وأنا أصدق!.
٢ (سأم )
قالت لي :
_أنا لم أعد أحبك. كنا نجلس الى مائدة العشاء، أتذكر أن الملعقة التصقتْ في سقف حلقي، لم أعد أشعر بلسعة الحساء الحار، واقسم أن شيئاً ما نحبَ حينها في أعماقي، رمشتُ كثيراً، كنت أحاول عبثاً إخفاء ارتباكي، نهضت بهدوء، درتُ حول المائدة، كانت زوجتي جامدة بملامح ممتقعة، وقفتُ خلفها، انحنيتُ مثل أمراء القرون الوسطى ولثمت جبينها، أخفتْ وجهها بين يديها وبكت، أما أنا فتقيأتْ!.
٣ (تمضي الحياة)
كانت تجلس في المقدمة، يخفي جسدها معطفٌ طويل، أذكر أني في هذا المساء، غنيتُ أفضل ماعندي، حين أنهيت فقرتي صفّقَ الجميع، إلا هي، صفّقتْ بعينيها، كانت من دون ذراعين!.
٤ (صدمة)
كان نحيلاً مثل عمود الإنارة، يقف وقد شبك ذراعيه منذ الصباح الباكر، قلت :
_الن نذهب؟ لقد تأخرنا، لدينا عمل. هزَّ رأسه، دون أن يحرك يديه، قال :
_ليس قبل أن أراها. قلت وأنا أحدّق فيه بعينين متسعتين :
_لكنها ميتة. رد بسرعة :
_وماذا عن ظلها!.
٥ (هدوء)
عانت أمي كثيراً بسبب شقيقتي الصغرى ، كانت بكاءة من الدرجة الأولى، عادة ماتبدأ مواويلها السخيفة ليلاً، أحياناً كنت أسمع أمي وهي تبكي معها، لكن أبي كان شاطراً، وجدته صباحاً نائماً على الاريكة في غرفتي، كان البكاء هذا المساء على أشدّه، حتى أن أبي ركل جدار الغرفة أكثر من مرة، فجأة ساد هدوء عجيب، أبي بعد مضي عدة دقائق طويلة احتضنني وأخذنا ندور في الغرفة، أرسلني لأرى سبب الهدوء العجيب، وجدت أمي جالسة، ساكنة، فقط رأسها يهتز مثل بندول الساعة، قلت لها:
_ماذا حدث؟ . لم تنظر لي، قالت :
_لا شيء، ألقيت بها من النافذة. ثم عادت تهزُّ رأسها بصورة آلية.

مصطفى الحمامصى /قصة قصيرة............... بقلم : على حزين - مصر



الوقت في الساعة العاشرة مساءً, المكان في غرفة نومي , الحالة شبه استرخاء على السرير أقرأ على زوجتي آخر قصيدة , كالعادة , لتبدي رأيها فيما كتبت ..
وما أن فتحتُ الهاتف إلا وجدت بأن هناك اتصال من صديق عزيز, وذلك منذ سبع ساعات , وأنا لم أنتبه له, ففرحت أيما فرح وفي نفس ذات اللحظة حزنتُ حزناً شديداً على أني لم أنتبه لتلك المكالمة كل هذه الفترة, والتي ربما قد تكون مهمة بالنسبة لي, وكان ذلك لعذر قهري, واكتشفت بأن محاولة الاتصال لم تكن مرة واحدة بل أكثر من مرة .. فقلت في نفسي :
ــ لابد أن الأمر مهم ..!,
خاصة أن هذا الصديق نادراً ما يتذكرني برنة منذ أن تبادلنا أرقام الهاتف, فأغلب لقاءاتنا في الأمسيات والمؤتمرات وفقط ... المهم ..
حاولت الاتصال به لكنه لم يرد فعاودتُ الاتصال به أكثر من مرة حتى يئست, فلاحظتْ زوجتي انشغالي واهتمامي بالأمر, فسألتني عن السبب, فأخبرتها, فأنا من عادتي بل من طبعي لا أُخبِّيء شيئاً عنها, أنا ليس لدي أسرار كي أخبئُها عن الناس فضلاً عن زوجتي , حياتي كلها كتاب مفتوح , وإن شئتم الدقة أنا كتاب مقروء وليس لديَّ وجهان كما وأن الذي في قلبي على لساني, ودائماً ما بداخلي يظهر على وجهي مهما حاولتُ أن أخبئه أو أخفيه .....
لحظات من الصمت سادتْ في المكان, وانطلقتْ الأفكار تجوب في رأسي راحت وجاءتْ , وعقلي ذهب كل مذهب , ورأسي ذهب بعيداً, توقعات , تحليلات, افتراضات, هنا وهناك ......
قالت زوجتي لمَّا رأتني هكذا :
ــ خيراً إن شاء الله .. ؟!!..
فقلت لها , وأنا حزين جداً لهذا الأمر,
ــ أكيد الموضوع مهم ,
ــ .........
ــ أكيد ندوة يريدني أن أذهب إليها لذلك اتصل بي, وما دام الموضوع من سبع ساعات إذاً تصرف واتصل بشاعر أو أديب آخر غيري ....
لم أكمل جملتي وكلامي معها حتى رن الهاتف من جديد, فأسرعتُ, رددتُ عليه , وأعتذرتُ له بأنِّي كنتُ مشغولاً في الخارج حين رن الهاتف, وبأنِّي اتصلت به أكثر من مرة, وأنِّي ....
فقال لي وصوته لا يكاد يبين :
ــ لا عليك يا أخي ,
ثم أردف يقول بصوتٍ ضعيفٍ فيه غصة ويغلِّفه الحزن والأسى
ــ أكيد تريد أن تعرف لماذا اتصلتُ بك ..؟!! ــ
فقاطعته وأنا متلهف لمعرفة السبب , والوقوف على سر الاتصال الغريب هذا ..
ــ أستاذنا, أنا سعيد جداً بهذه المكالمة, وبسماع صوتك, والوقوف على أخبارك ..؟!!.
كان صوته يأتيني عبر الأثير مخنوقاً وليس كعادته وفيه من الحزن والفجيعة ما فيه, فما
عهدتُ صوتهُ إلا شاباً مليئاً بالمزاح والنشاط والحيوية والفكاهة, لكن هذه المرة صوته كان ضعيفاً ونبراته فيها غصة حزينة يملأها الأسى, ............
وبعد السلام والتحية والسؤال عن الحال والأحوال والأخبار, أخبرني عن سر المكالمة, لينكأ عليَّ الجراح ويذكرني بإنسان عزيز جداً وغالي لديَّ, ويعلم الله مكانته في قلبي وكم أنا أدين له بالفضل وبالجميل فكم له عليَّ من أيادٍ بيضاء طوَّق بها عنقي, وكم من جميلٍ أسداه إليَّ , لم ولن أنساه أبداً ما حييت, والله يعلم كم أُكن له من الحب والاحترام والتقدير,...........
طلب مني أن أقول فيه شيئاً, أو بمعني أدق, طلب بأن أكتب عنه شيئاً, من أجل أن يضع ما أكتبه عنه في كتابٍ مجمع يضم كوكبة من الكتاب والشعراء والأدباء الذين كانوا يحيطون به ويكون بمثابة لمسة وفاء من محبيه تُقدَّم له في حفلٍ كبير لتأبينه في ذكراه, وأعطاني مهلة للغد, فوعدته بذلك, ثم أنهى المكالمة بالسلام , ........
وما إن قفل هاتفه حتى انتابني شعور بالحزن وقشعريرة تملكتْ عليَّ كل جسدي, وفي رأسي تداعت الذكريات الجميلة, تجمَّعتْ, تدافعتْ, وتعاركتْ, ففتحتُ الكمبيوتر الذي أمامي على المكتب, لأكتب شيئاً عنه , ولكن ماذا سأكتب ..؟!! ............
ووجدتني حائراً ماذا أكتب, وماذا أقول عن هذا الانسان الشريف النبيل, وبماذا أرثيه ..؟!.. وسألت نفسي: هل أرثيه بقصيدة شعر, فهممتُ ولكني تراجعتُ لأنه أعظم من كل قصائد الدنيا فليس هناك قصيدة توفيه حقه حتى ولو كانتْ مُعلَّقة من المُعلَّقات,..! .. وعُدتُ لنفس السؤال ونفس الحيرة .. بماذا أرثيه أو ماذا أكتب عنه..؟.. وماذا أقول في حقه ..؟.. هل أكتب عنه قصة جميلة.. فهممتُ ولكن تراجعتُ أيضاً فحياة هذا الرجل أكبر من أن تختزل في قصة , ولا يمكن لقصة مهما كان كاتبها أن تفيه حقه, وعدتُ لنفس السؤال ونفس الحيرة مرة أخرى ..؟ ماذا أكتب ..؟ وماذا أقول ..؟....
" كان يستقبلنا في مكتبه بقصر ثقافة سوهاج , وكان يفرِّغ نفسه من أجلنا, يفتح قلبه ليستمع لنا, ويبذل لنا النصيحة, ويقوم بتذليل العقبات والصعوبات التي تواجهنا على الساحة الأدبية والحركة الثقافية في "سوهاج " العامرة وفي مصر الحبيبة .. تلك شهادتي فيك للتاريخ ولكل الأجيال القادمة من بعدنا, ليعرفوا قدرك, وليقفوا على إنجازاتك, وعطاءاتك التي لا تنضب ...
أطرقتُ قليلاً للحظات سهمت فيها وسرحت بعقلي, وذهبت بعيداً إلى حيث هناك سنوات كثيرة مرت زهاء ربع قرنٍ من الزمان وأنا أعرفه, وتكالبت عليَّ الذكريات الجميلة معه وتداعت وتكاثرت, فذرفت دمعة من عيني كانت محبوسة ولا أدري إن كانت شوقاً إليه أم حزناً عليه أم الاثنين معاً فقد كان من أنبل الناس وأشرف الناس وأطيب الناس, نعم الصاحب كان صاحب صاحبه , لدرجة أني كنت أتصل به وأفضفض له بكل همومي ومشاكي الأدبية فكنتُ أُلاقي عنده الصدر الرحب والأدب الجم في الحوار والأخلاق الرفيعة التي قلَّ أن توجد في هذا الزمان .... حنانيك يا الله .....
إذاً فليكن مقال عنك يا صديقي العزيز, ولكن هل هناك مقال يمكن أن يصف أو يسلط الضوء على بعض جوانب حياتك المشعة بالدفء والعطاء .. وشرعتُ أكتب , وأخط بقلمي ..
" اليوم كلفتُ بهذا التشريف, لأكتب عنك يا صديقي العزيز, ولا أدري ماذا أقول لك , ولكن سأكتب عنك وهذا شرف كبير لي وعلى قدر ما أسعدني هذا على قدر ما أحزنني في نفس الوقت أيضاًً لأني ما كنتُ أتمنى أن أكتب عنكَ يا صديقي رثاءً بل كنتُ أتمنى أن أكتب عنك مديحاً وفخراً وثناءً , فأنت انسان بمعنى الكلمة , فقد كنتَ شعلة مضيئة, ومنارةً, وفناراً, وعلماً, وبحراً زاخراً بالعطاء وكنتَ شمعة مضيئة تنير لنا الطريق وشمساً مليئة بالدفء وبالعطاء كالنهر الزاخر, ماذا أقول عنك يا صديقي, وما عساها تجدي كلماتي المتواضعة وكل كلمات الشكر والعرفان لن توفيك حقك وقدرك, عزاي الوحيد وحسبي أني أقول فيك شهادتي للتاريخ ولكل الأجيال القادمة من بعد , فقد كنتَ .. وكنتَ .. وكنتَ ... " .....
طلبتُ من أم الأولاد بأن تُسكتهم, أو تأخذهم إلى مكانٍ آخر بعيدٍ عني , وتتركني وشأني ,
وجلستُ وحدي أُفكر , وأفكر , وأنا في حيرة من أمري, وأقول لنفسي , ماذا أكتب عنك يا صديقي العزيز,..؟.. وماذا أقول فيك يا أستاذي الفاضل ..؟,.. فأنا ما كنتً أتصور ولا أتخيل يوماً من الأيام بأنِّي سأكتبُ عنك بعد رحيلك, وما كنتُ أتخيل أو أتصور يوماً بأنِّي سأكتبُ فيك رثاءً أو تأبيناً في يوم ذكراك , ولكن هي إرادة الله ........
أتذكر أول عهدي به .. كان يوماً لا أنساه , لن أنسى ذلك اليوم البعيد القريب في ذهني حينما قابلته , وكنتُ أنا من رواد بيت ثقافة "طهطا" وكان مغلقاً علينا بل يكاد يُحرم علينا الذهاب أو الإياب إلى أي مكان آخر غيره, وكان هو حينها مديراً عاماً للحركة الأدبية والثقافية في قصر ثقافة "سوهاج" وكانت تلك المقابلة الأولى بيننا, كانتْ مقابلة رائعة للغاية, وجدته انساناً متواضعاً جداً, وطيباً جداً, وخلوقاً وكريماً لأبعد حد, لدرجة شعرتُ حينها بأنِّي أعرفه من زمنٍ بعيد وهو أيضاً يعرفني , تبادلنا أرقام التليفونات, تحدثنا معاً, وضحكنا, وتقابلنا, وكنتُ أترددُ عليه من حينٍ لآخر كلما سنحتْ لي الفرصة للذهاب إلى هناك, وكنتُ من حين لآخر أذهبُ إلى هناك حيث القصر الكبير الأم بيت ثقافة "سوهاج " .....
قمتُ من مقامي أضئتُ المصباح وأشعلتُ ذاكرتي مع سيجارتي واستدعيتُ ذكرياتي الجميلة معه وكأنِّي به أنظُر إليه وينظر إلي وهو يبتسم في وجهي بابتسامته المعهودة الجميلة, ....
أتذكر أيضاً يوم جئته وقصصت عليه قصتي وحكايتي , وقلت له :
ــ قد أرسلتُ مع صديق لي كتابان لآخذ بهما العضوية المركزية ..؟!..
فقام على الفور وفتحَ الدولاب فوجدهما لم يتحركا من مكانهما ولم يزالا مكانهما يعلوهما التراب فوعدني بأنه سيهتم للأمر بنفسه وبأنه سيرسلهما إلى لجنة التحكيم والتقييم وقد كان,
وكان السبب في حصولي على العضوية المركزية, وكانت سعادتي لا توصف حينها ....
ثم 
توطَّدت صداقتنا وقويت بعد ذلك, وأخذ رقمي وكان دائماً الاتصال بي وبغيري من الأدباء والشعراء الذين كان يظنُ بأنَّهم مظلومين ولم يأخذوا حقهم ومكانتهم كما ينبغي, فكان يرسل لهم الندوات تلو الندوات بل ينبه على رؤساء الأندية والقائمين علي ذلك ويُنَوَّه بأن ينتبهوا لنا وينظروا إلينا بعين الاهتمام والرعاية والدعم ,.....
وأخيراً هداني تفكيري إلى خطابٍ, رسالة, نعم لتكن رسالة مني إذاً إليك يا أستاذي الفاضل,
اليك يا صديقي العزيز الحبيب // مصطفى بك الحمامصى // ...
نعم هي رسالة لك يا صديقي العزيز, أكتبها بدموع عيني لأقول لك فيها : ..
بعد التحية والسلام والأشواق والحنين أكتب إليك يا صديقي الحبيب هذه الرسالة لأقول لك :
" طبتَ حياً وميتاً يا صديقي العزيز " وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا على فراقك يا حبيبي لمحزونون " ونحسبك والله حسيبك ولا نذكِّيك على الله, كنت على خير, وكنتَ من عباد الله المخلصين المؤمنين الصالحين وشهادة حق للتاريخ وللأجيال القادمة كنت رجلاً في زمنٍ عَزَّ فيه الرجال , ما زلتَ على البال وما زلتَ في القلب, فقد كنتَ لنا وما زلتَ مثالاً يُحتذى في النبل والشهامة والكرم والتفاني في العمل منصف لا تُحابي ولا تُجامل أحداً, سيفاً في الحق الكل عندك سواسية كأسنان المشط تحمل صفات الأنبياء والمرسلين وأخلاقهم صوَّاماً قوَّاماً محباً لكل الناس كدت يا صديقي تكون نبياً لفرط نبلك وشهامتك وكرمك وعظيم أخلاقك وكنتَ نعم الأخ ونعم الصديق وقد صدق فيك قول الشاعر" ألف بواحدٍ وواحدٍ بألف إن أمرٍٍ عنى" فأنت الحاضر في قلوبنا دائماً وأنت ما زلت موجوداً بيننا وحياً في قلوبنا وفي مجالسنا بذكراك العطرة, ولم ولن ننساك أبداً ما حيينا ....
وتمر الأيام ويأتينا خبر مرضك وانتقالك إلى المشفى فأردتُ أن أزورك ولكن علمتُ بأنك ممنوع من الزيارة فدعوتُ لك الله كثيراً بأن يشفيك لكن كانت تلك هي إرادة الله ......... ثم جاءنا خبر وفاتك الذي فزعتُ له وأظلمتْ الدنيا في وجهي وبكيتُ عليك كثيراً ونعيتك ودعوت الله أن يرحمك ولم أستطع الذهاب خلفك لكي أودعك الوداع الأخير وأُشيعك إلى مسواك الأخير لظروف الوباء المنتشر في العالم ..
فنم يا صديقي العزيز وارقد واسترح في جنة الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر في الفردوس الأعلى , تظللك سحائبُ الرَّحَمات إن شاء الله تعالى, فأنت الخلوق, وأنت.. وأنت
وإلى أن نلقاك هناك في جنة الخلد يا صديقي ... المخلص .......... على حزين .........
**********************
تمت مساء الأثنين 10 / 1 / 2022
سوهاج ــ مصر






عذراً.............. بقلم : ابتسام مراد - سورية



أيها الزائر الجميل
قناديلنا باهتة الأضواء
شحّ زيتها
لكن
نفسها لا زال طويلاً
حبّات قلوبنا تبعثرت
رحلت
تفتش عن عيش بديل
ورودنا ذبلت خجلت
تلوح لهم بالمناديل
عصافيرنا تدور وتدور
لا تعرف ما تقول
ترى
هذا هو وطننا الجميل
سنديانة انا
بأظافري أنبش التراب
بعيوني كلّ ألوان العذاب
أعشق الحرية
بأجنحتي القوية
أرفرف وأرفرف
أتوق أن أعانق السحاب
وأتوه خلف الضباب
أفتش عنّي كأنّي
حلم إليك حملني
أرى كلّ شيئ تغيّر
فرح يعمّ المدينة
حبّ أنوار وزينة
رسول بالسلم بشّر
رعشة صحّت خيالي
هذا حلم لا تبالي
أيها الزائر تمهّل
فقد أعددنا الكؤوس
كأس صبر
كأس أمل
كأس خير
كأس حبّ
نشرب منهم ونثمل
ونقصّ بكل حبّ
شريطاً بلون أحمر
31 12. 2021

أحتضار/ ومضة .............. بقلم : لطيف الشمسي// العراق


ليس ثمّة ألمٌ..
في قلبي
هذهِ الآهاتُ
بقايا من عشقٍ
قديم
مَازالَ يحتضرُ

من يومئذ............. بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل - المغرب




أنا مريد له
أنت التي..
أغنيها لنفسي
لأنني ارى
الجمال كله
تحت قدميك
ولا وجود له
إلا فيك..
وذلك لأنك
سرمدية الخير
وكلية الجمال
من جمالك..
تضحكين أمامي
أنت الملكة..
الشمس التي
تضيء القلب
ألا قولي يا امرأة
أي سماء ..
تحب أنبياءها
كما أحبك؟!
لا أدري ما
الذي أراه فيك
جميلًا ولا
يراه غيري
ربما هذا..
لأنك الملكة
وأنا المملوك
واقف على..
بابك وأحلم
بك كأجمل..
نساء الكون
وفي حبك..
يقولون انني
صرت قديسا
ولهذا ..
ظهرت لي
كنجوم النهار
وأنا على..
بابك يارب
حيث وجدتها
هناك كالرجاء
وهي في العلم
بعد لم تأت..
فكثر معك في
الغيب بها سكري
ومن ضلالتي..
رأيت في الفكر
انني عاشق
فقيل لي..
من من ملئت
بهذا المسك
فقلت للسائل
بلطفك..
يارب العالمين
تعلمت حرفة
العشق ومن
يومئذ أنا..
مريد له فلا
بعد هذا لا
تسألوا عن ما
بدا مني لكم
لأنني موعود
و في شوق
إلى اللقاء