أبحث عن موضوع

السبت، 27 مايو 2023

القطرة الفائضة ............... بقلم : سعيدة محمد صالح - تونس





لا شيء لديّ أمدّه لك على مائدة الصّبر ، لتسدّ به حاجة تعوي في أعماق الرّغبة، تلك الرّغبة في الرّحيل والإلتحاق بمن هجروا الفوضى وأدمنوا عوالم الموسيقى المدفونة في صدى الجبال، المدوزنة على عروش الشّجر الرّاقص مع الريّاح ، فقط كلّ ما عندي كأس حبر ممتلئ، إن شئت أرهفت السّمع وتركت كلّ نظراتك تغرف من بين عقارب المتوّقع ، وهو المثبّت على وجه المحتمل، غير أنّ اللاّمتوقّع ينغمس في جوف المعنى ويجذب في شباك الخيال عرائس بحر وحوريّات، تعدّ لنا قوارب النّجاة للهرب من ضفّة ماء ٱسن، من عفونة الأزّقة الخلفيّة لثورات ملعونة، تجعلنا نطفو على سطح واقع غاضب , تلك القطرة التي أفاضت الكأس ’هي من كشفت زيف هذا الواقع الممتلئ بنباح كلاب سائبة تتحالف مع ليل شتاء طويل، برد بيت هجره الٱمان فبات يشبه مدينة تلهث تحت قيظ حقبة رماديّة الغبار، مقرفة الفزع ، لا شيء أمدّه للفراغ غير سطور روح تبحث عن منافذ نور في برزخ المعاجم والمفردات.




اجتياح / قصة قصيرة ........... بقلم : محمد كامل - مصر




خيم الحزن على المكان، وجه حديثه البائس إلى أخوته، أحاطوا به من كل جانب، يلتمسون فيه رائحة أبيهم، عبر عن معاناته وألمه لمرض والده المفاجئ، روى ذكرياته السعيدة معه، واحتضانه له في أوقات شدته، كان له أبًا وصديقًا حميمًا، أضاء أمامه ظلمات طريقه، وفرج عنه مأسي الحياة ووحشتها.
شاركوه الذكريات التي ومض بريقها في عيونهم، حملهم على كتفيه، منحهم السعادة بكل ألوانها، طاف بهم فوق سحب الخيال والمتعة، وهبهم ما يفوق طاقته، أجزل عطاياه التي استقطعها من دخله المحدود، كانوا دائمًا يفتخرون به بين زملائهم.
فاضت العيون بالدموع الحارقة، فتلك المرة الأولى التي يفارقهم فيها، تم عزله عنهم بين مصابي الوباء، غاب جسده لفترة من الزمن، ولكن روحه مازالت تحلق حولهم، تحوطهم بحنانها ودفئها، سيرته العطرة بين الناس تمنحهم المهابة والإجلال، يذكرونه بحنين جارف إلى الأيام الخوالي، تلتهب أفئدتهم وتتشتت عقولهم.
يذكرهم الأوسط بكلمات والده الأخيرة قبل مغادرته للبيت:
- سوف أشفى من مرضي سريعًا وأعود إليكم.
- ننتظر عودتك إلينا بفارغ الصبر.
- لا تنسوا دعواتكم لي دائمًا في صلواتكم.
- سندعو الله أن يزيح عنك الغمة وتعود إلينا سالمًا.
- انقل لأخوتك سلامي وحبي، لا أحتمل وداعهم. لا تدن مني..
انهالت دموعه في لحظات الوداع، ردد الابن كلماته وقلبه يعتصره الألم.
حاصرتهم الشجون منذ غيابه عنهم، ظلت صلتهم وثيقة بالمشفى الذى حجز به، يسألون عنه طاقم التمريض ويطمئنون على صحته، ساعده هذا في التغلب على الفيروس الفتاك.
ازداد انتشار المرض و تفاقم الوضع الصحي خلال الأيام الأخيرة، عجزت الوحدات ومقرات العزل عن استقبال حالات جديدة، وعن توفير الأدوية الوقائية.
شعروا بالخوف، تركوا أباهم وحيدًا، لا يسألون عنه إلى أن يلقى مصيره المحتوم. أغلقوا أبوابهم ولزموا بيوتهم، غاب عنهم والدهم جسدًا وروحًا.
تلقوا اتصالًا هاتفياً، تخبرهم أدارة المشفى بتماثل والدهم للشفاء، وعليهم الحضور لاستلامه واستكمال العناية به، نازعتهم مشاعر مشتتة بين الخوف والحنين، فاحتمال العدوى مؤكد، بدأت تتصاعد التحليلات والحسابات، ولكن النتيجة واحدة، أرغموا صوت ضمائرهم المعاتبة على الصمت.
صاح الأخ الأوسط وصرح بذهابه لإحضار والده، لاقى صياحه واستعطافه نفورهم، كالوا له السباب واللعنات، هددوه بعدم السماح له بالدخول ثانية، حاول أن يذكرهم بأفضاله عليهم ووقوفه بجانبهم في الأيام العصيبة، ولكنهم رفضوا الانصات له.
تكررت الاتصالات، ولكن دون جدوى، علم الأب بجفائهم وتنكرهم له، تدهورت حالته بشكل مفاجئ، توقف قلبه كمدًا، حاول الطبيب الاتصال بهم لإبلاغهم بوفاته، ولكن هواتفهم لا تعمل؛ فانقطعت سبل الوصول إليهم، ولم يكن معه إلا ذاك الابن البار..





طريق الشهادة .............. بقلم : الكعبي الكعبي ستار// العراق







في ذكرى استشهاد مولانا امير المؤمنين
ما بالُ هذي الدُّنا للحبِّ تجتدعُ
ويمتطي القلبَ منا في البُكا وجعُ
والحزنُ صولتُهُ خوفٌ بلا أملٍ
كالموتِ فينا لظىً أيامُهُ قذعُ
تغدو الأماني بلا أفقٍ يُطاولُها
هاجتْ مدامعُها بالصبرِ ترتدعُ
حُلْمٌ يداعبُني آثارُهُ حممٌ
واحسرتا كم وكم دنياهُ تنصفعُ
عُميٌ نواظرُنا لا تقتفي أثراً
صمٌّ مسامعُنا بُكْمٌ ونمتصعُ
نفسي تحدثُ عن أشجانِ محنتِها
إنَّ الحياةَ دجىً بالكذبِ تجتمعُ
في دربِها أممٌ أحزابُها سقمٌ
سرابُ وهمٍ لنا في صيفِهِ قزعُ
في الحبِّ فاضَ جنونٌ كنتُ أطلبُهُ
من هولِ ثورتِهِ جرحي بهِ زمعُ
دونَ الهيامِ بما تأتي غمائمُهُ
في الوجدِ أرفلُ للأفكارِ أبتدعُ
ما بينَ ذاكَ وذا أحوالُنا فتنٌ
والناسُ في هرجٍ أخيارُهمْ شيعُ
يا سيدي يا أميرَ المؤمنينَ بنا
في يومِ قتلِكَ كم منّا لقد صُرعوا
أنظرْ صحيفة َمجدٍ في مقاتلِنا
فليسَ فينا بضلالِ الغيرِ ينخدعُ
أحلامُنا سُبُلٌ فيها الرؤى ثَمُلَتْ
من غيرِ طيفِكَ أحلامُ الرؤى جزعُ
أنتَ الهوى بدمي محرابُهُ ديَمٌ
كلُّ البرايا بعدلٍ منهُ تنتفعُ
يا سائلي عن خُطى دربٍّ لسالكِهِ
موتٌ ومنهُ فؤادُ العشقِ ينخلعُ
دعْ عنك لومي فإني لا أفارقُهُ
هو الوليُّ لنا بالأسرارِ مُطَّلِعُ
هذا عليٌّ وفيهِ النصرُ منعقدٌ
فيهِ السجايا لإنسانِ النُّهى ورعُ
فقارُهُ ما نجا في حدِّهِ بطلٌ
للكافرينَ ردىً عيناهُ لا تدعُ
من سيلِ علمٍ لهُ فاضتْ محافلُنا
في المجدِ نعلو بهِ في اللهِ نرتفعُ
في النهجِ منهُ أذىً كم فيه مرتكبٌ
جوعٌ وسجنٌ وقتلٌ كلُّهُ فزعُ
بلاغُ ربّي هدىً والناسُ في عذلٍ
لبيعةِ الحقِّ في الكرارِ قد خلعوا
طبولُ حربٍ غدتْ للآلِ معلنةً
منذُ السقيفةِ ظلمٌ كم لهُ رفعوا
بالفوزِ نادى عليٌّ عند ضربتِهِ
جبريلُ يهتفُ أركانُ الهدى تقعُ
ماذا أقولُ لتأريخٍ بهِ زمرٌ
لآلِ أحمدَ بالأوزارِ تندفعُ
ما ذنبُ فاطمُ والكرارُ حيدرةٌ
أشرارُ مكةَ قد قالوا وقد صنعوا
للضلعِ قد كسروا للهامِ قد طبروا
في النفسِ منهمْ قِلىً أكوانُهُ تسعُ
عضوا الخلافةَ بالأسنانِ ما وهنوا
وصادروا الحقَّ بالعدوانِ قد برعوا
وحرَّفوا طلباً جاءتْ بهِ سننٌ
للهِ فيهِ رضىً للناسِ منتجعُ
حتى متى حاكمٌ في سوحِنا وثنٌ
في النفسِ نعبدُهُ شرعٌ لنا شرعوا
يا قائمَ الآلِ ما زالتْ نوائحُنا
تترى بها أملٌ يشكو وما يزعُ
تبكي وتندبُ وعداً أنتَ صاحبُهُ
إنهضْ فديتُكَ قد نادتْ بكَ الجُمَعُ
هبَّتْ عزائمُ نصرٍ من مقاصدِنا
وعيدُها في انتظارِ الوعدِ يضطجعُ

نصيحة أخلاقية............ بقلم : لمياء فرعون - سورية



لاتــقــل إنـِّي مـُـجــار جـــاريـــه
جـيـبـُه المملوءُ مـثـلَ الخابـيـة
يـجـمــع الأمـوالَ سحتاً مخزياً
يرتشي والنفس تـزهـو راضيـة
إن رأيــتَ الـيـدَّ تـشـكـو فـاقــةً
لا تـقـلْ هـذي جـيـوبي خـالـيـة
وابـتـعـدْ عن كلِّ رهـط ٍمـفـسد ٍ
قـد تـردَّى نـاســه في الـهـاويـة
هل تُـراك َالـيـوم تشكو غـفـلــةً
نــاسـيـاً دارَ الـحـساب الآتــيــة
تـنـفـق ِالأموالَ في بـئـر الغوى
هـل قلوبُ الناس بـاتـت خاوية
أم تَـرى دربَ الـخـطـايـا مـغـريـاً
إذ رمـت بالخَلْق ضمن الحاويـة
كـانــت الأقــوام رمـــزاً لـلـتـقـى
في ظلال الديـن تـجـثـو راضيـة
تـتْـبـَع ِ الـقــرآنَ تـُـرضـي ربـَّـهـا
في طريق الحقّ دوماً مـاضـيـة
فاسلكوا درب الهدى في نهجكم
إن هُــديــتــمْ تـنـعـمـوا بـالعـافـيـة



سورية-دمشق
8\4\23

لَو كُنتُ عندكِ ..............بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.





آهٍ لو كنتُ عندكِ الآن
آهٍ لو كانَ وجهُكِ أقربَ
ويدايّ كانتا ضمنَ روحِكِ
لاحتضنتُ فيكِ نبضَ الأبدِ
يا مهجةَ التَّكوين أنتِ
يا وردةَ اللهِ نبتَت على عرشِهِ
تختالُ في جنَّاتِهِ كقصيدةٍ
ملكةٌ على الحورِ البيضِ
تسعى إليكِ الملائكةُ مِن كلِّ صوبٍ
لِتَستَرِقَّ النَّظرَ إلى عينيكِ
تنوئينَ بالنّورِ المقدّسِ
لا شيءَ يشبهُكِ إلّا ظلّكِ
تجري من تحتِ قدميكِ الأنهارُ
ويتظلّلُ المدى بفيءِ عطرِكِ
يا واحةَ الأناهيدِ والتبتّلِ
يا شمسَ ذي الجلالةِ والسّديمِ
يا حبّيَ الأوحد
على مدارجِ الشّفقِ
إنّي أحبّكِ
أكثرَ ممّا كانَ عليهِ الحبُّ
يتعلّمُ الحبُّ منّي الحبَّ
وكيفَ يكونُ حالُ العاشقِ
أشهدُ أن لا هوى في الهوى
سوى هواكِ
يا نسغَ الزّمانِ الطّاعِنِ في الجّمالِ
ولحاء الأزل الغارق بالندى
على أذيال فتنتكِ يصلي الأمد
حورية النجوم أنتِ
سماء التائهين في البراري
وملاذ البهاء والحيرة
جبال الاشتياق الوارف بالحنين
تنحني لكِ هامة الغمام
يرفع الوجد لكِ قبعته ابتهالا
للسوسن المطل من سفوحكِ
يا مدماك التاريخ السحيق
سأقبل جبهة قلعتكِ
السامقة بالافتخار والضوء
لو كنتُ عندكِ
يا حلب *.

إسطنبول



مَمْلَكَةُ النَّدَى ..........بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية .





تَعَثّرَتِ الرّيحُ في لغتي
بعثرتْ منّي الكلامَ
تخاطفَتْهُ مخالبُ الصّدى
وكانَتْ خُطاي قد ضيّعتْني
تاهَ منّي الحنينُ
وترامَتْ على لهفتي مناقيرُ السّراب
راحَ ظلّي يركضُ
في براري وحدتي
يلملمُ مِنْ حضنِ المدى
تجاعيدَ قامتي الخائرةِ
يجمعُ مِنْ ثغرِ التُّرابِ
خطواتِ موتي العطشى
لدروبٍ تُفْضِي لِترحالي
ورقةُ التّوتِ في قصيدتي تعرَّتْ
باحَتْ بدموعِ أسمالِ الرّؤى
وتكشّّفَ رمادُ النّدى
في بحّةِ الأنداءِ السّقيمةِ
الجرحُ يتلظّى بملحِ المرارةِ
الأرضُ تثغو لنارِ الخيبةِ
في ارتجافِ غربةِ المعنى
يرتطمُ بي حائطُ الوقتِ
يسألُني عن عمرِ التّنهيدةِ
يجيبُ عنّي السّدى السّرمديُّ
غبارُ الذّكرباتِ يدقُّ لي
أعمدةَ السّديمِ
لأعلّقَ عليها جثثَ المسافاتِ
القاتمةِ
في فضاءِ صمتي
تتآمرُ عليَّ الظّنونُ
تريدُ أحشاءَ ينابيعي
ينكرُني الماءُ الموزّعُ
على عشبِ لُهاثي
حينَ يقطرُ خراباً
فوقَ وميضِ اشتهائي
أسابقُ أجنحةَ الهاويةِ
أعدو صوبَ تلالِ الغيومِ
لي شفقٌ هناكَ
سأدثّرُهُ بأعطافِ هواجسي
وأزيلُ الموتَ عن يباسِ الضُّحى
أضحكُ من قهرٍ تخلّصْتُ منهُ
ومن صحراءِ الجنونِ
أدخلُ مدينةَ الرّغباتِ
من بابِها المكسوِّ بالجلالِ
مدينةُ الأصداءِ والعُلا
تموجُ بسنابلِ البذخِ
أرضُها راحةُ اللهِ الدافئةُ
أمطارُها حليبُ المنِّ والسّلوى
جدرانُها ستائرُ الهمسِ
سكّانُها شذى الزّيزفون
مملكةُ النّدى والسلامِ
عاصمةُ البهاءِ
طاهرةُ الأرجاءِ
تتوسّطُها قلعةُ الضّياء
هي كلُّ الأسماء
حلب الشّهباء *.

إسطنبول

آفاقُ شفتَيكِ ................ بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.




سأجتاح بسمتَكِ
بضجيج لوعتي
برمادِ جُنوني
بشَهقةِ احتضاري
سأندَّسُ في وميضِها
وأتسلَّقُ أقمارَها
وأصعَدُ سُدرةَ النشوةِ
أقبِّلُ شعابَ الرَّهافةِ
وأمتزجُ بغدقِ السِّحرِ
فعلى بسمتِكِ يتدحرجُ النُّورُ
ويتفتَّحُ الخلودُ
وينسابُ الزَّمنُ
بسمتُكِ عنوانُ الجنَّةِ
وشراعُ النَّدى
يا كوكباً مِنَ الموسيقا .*


إسطنبول



كُنْ أَوْ لَا تَكُنْ .............. بقلم : العلمي الدريوش - المغرب




لَا تَكُنْ شَاعِراً؛
بَحْرُ الكَلَامِ لَا يُؤْتَمَنْ.
يُرِيدُكَ النَّاسُ سَاحِراً
يُغَيِّرُ شَكْلَ الْوُجُودِ وَالْأَشْيَاءِ
وَيَدْفَعُ مِنْ لَحْمِهِ الثَّمَنْ.
لَو كُنْتَ يَا صَاحِبِي
بَيْنَ السَّاسَةِ تَاجِِراً،
يَبِيعُ أَوْهَاماً فِي صَنَادِيقِ الْمِحَنْ،
رُبَّمَا صِرْتَ قَادِراً
عَلَى شِرَاءِ الْبِحَارِ وَالْجِبَالِ
وَالدَّوَابِّ وَالْبَشَرْ.
وَرُبَّمَا صِرْتَ مَنْ يَكْتُبُ الْآنَ
لِلتَّارِيخِ سِيرَةَ الْوَطَنْ.
كُنْ عَاشِقاً حَائِراً
يٌؤْنِسُ النُّجُومَ فِي السَّحَرْ،
فَالْعِشْقُ يَا صَاحِبِي،
إِنْ كَانَ مَوْجُهُ هَادِراً،
يَغْمُرُ هَمْسُهُ شُطْآنَ الزَّمَنْ.
كُنْ أَوْ لَا تَكُنْ
حَقْلُ الْحَيَاةِ مَهْمَا لَاحَ زَاهِراً
َيَسْخَرُ مِنْ خَلْفِهِ مِنْجَلُ الْكَفَنْ.
كُنْ كَمَا أَنْتَ ثَائِراً
يُعانِدُ الانْحِدَارَ وَالْمُنْحَدَر،
يُغَالِبُ الْخُنَُوعَ وَالضَّجَرْ.
كُنْ أَنْتَ أَنْتَ أَوْ لَا تَكُنْ إِِذَنْ.


.القنيطرة 9 - 4 _ 2023.



الجمعة، 26 مايو 2023

بعد الوداع .دموع في الضلوع ............بقلم : ابراهيم حفني - مصر








** أشواقنا الحَيْرَى تُعَرْبِدُ في جنونٍ ..
لم يزل يلهو ويعبث فوق خاطرنا الجريح .....
.أشْياؤنا طِفْلُ عنيد ....... .
. أخطاؤنا في أرض الواقع ..
سلطانٌ معيودٌ مُطْلَق ...... .
.والمُثُلُ العليا ..اسطورة. ...
وغباءٌ في أرْضٍ تُحْرَق ...... ..
*** ..
لم يزل الجندولُ يغَنِّي لليالي الوعْدِ المَنْسيَّة ...
..و صبيٌّ غرٌّ مفْتون ...
..يلهو بالنَّحْوى ..وصبيَّة .. ..
وبقايا كأسٍ وعطور ..
ولفافةُ تَبْغٍ و حُلَيَّة .. ..
ونسائمُ صَيْفٍ تتهادَى ..
وسحابُ دموعٍ مَضْنيَّة .. .
.هي ذكرى ما زالت فينا ..
و قضايا ..وحكايا حيَّة . .
*** .
.ونعود نشربُ من كؤوس الحب أحلامَ الصِّبا ......
..و نلوحُ في دوامة الذكرى على وسط الطريق ... .
.ونصيخُ في الغادين ..عودوا
والتقوا ياعاشقين .. ..
غرِّدوا للطير يرقصْ .
.وارقصوا للزهرِ يَعْبِقْ ..
..واكتبوا الذِّكرَى لتروي ...
...قصَّةَ الحب الرقيق *

شذرات............. بقلم : عيسى حموتي - المغرب




عدت إلى جهاز "الفار"
يعرض من داخل القلب صورا ثلاثية الأبعاد
يعيد بالعرض السريع
على شاشة الذكريات
أويقات حبلى بلوعة الصبابة والوجد
تلوح على شاشة العرض
من خلال اجترار الماضي بين الكر والفر
أكمام الحب تتفتح فتحترق في براري العشق
يرى الناظر في المرآة العاكسة
سيول الحزن تقتلع أسباب الفرح من حنايا القلب
ولحظات السعادة تقهقر سريعا، نحو الخلف
على إثر تخصيب غاب عنه شاهدا العدل
في ملف من ملفات الحياة على مرأى الخلق
كان اللقاح، طرفاه قلب و ظبي ساهم الطرف
ظل الجنين نطفة،حبيس الرحم
من حوله ذوى الورد، مات عطره في الأسر
في وجهه أغلق كل باب، ليغرق في ظلام العسر
عمر الحب جنينا خلف السور
اشتعل شيبا وما رأى بصيصا من النور
بات حبا عانسا تقدمت به سنوات العمر
رغم سوء الطلع وعقم السعد
رغم ملازمة النحس وتآمر الصد والهجر
لم يشخ القلب وظل محافظا على ثوب الفحل
يلبس الشباب زيا
يحدوه امل الرشف من رضاب الحب
والسير قدما نحو الفوز بشهد العشق.
***



هايكو حزن ............ بقلم : زينب - الجزائر



في آخر الربيع
يفقد الرصيف
كاظم الماهود

حلم ............. بقلم : عزت ضراغمة - فلسطين





تلك الجميلة أحلامي
حدثتها كأنها
قابلتها يا لها
ورحت أبحث عما أضعت بأيامي
سبقتني خطاي
تعثرت قدماي
حين لاحقتها
أبصرتها تنأى ، وتدنو تارة
ناديت بعالي الصوت علها
فتبعتني بنزيف خطى وآلامي
دنوت دنوت
فدنت مني
ومالت بوجد كغصن ريحان
قلت : يا بلقيس مهلا
لم تسكنين بشريان
يا إمرأة حدثيني عن محرابك
عن طقوس الهوى بإيمان
وزيدي ..
زيدي في الشرح كي تصفو قهوتنا
بهيل عدني وقحطاني
وكوني في سمائي قمرا
وامطري إن شئت
او اشرقي بشمسك
وكوني كاكتمال البدر بنيسان
وتيهي كلما عصف النوى
بجنون العشق الولهان
يا حلما يأخذني للا حلم
يأسرني من إدمان لإدمان





فَرطَ العِقدُ .............. بقلم : سناء شمّه // العراق





تداعى اللبلابُ منتحباً
لم تعدْ فراشاتُ الزهرِ
تلوذُ بطيبِ رونقهِ
تغريدُ البلابلِ أسكته
مزمارُ الرجلِ العجوز
إذ ينأى عن عينِ السلام
وأهدابٌ تصافحُ آخر المطاف
تسرقُ الدمعَ إذ يبسَ
من ضرباتِ الأوجاع
انتزعَ الوشاحَ من صدرِ الحلم
ففي جوف التراقي انكفأ العمر
ماكادَ يبصرُ صحوَ السماء
أ تلبسها غماماتٌ ممتدّةٌ ؟
أم تغشّى بخيوطِ الرماد
ويحَ قلب من أسفارٍ أتعبتْه
يفتِّشُ عن ضالّته في بطنِ السراب
حتى تصدّعتْ أبوابُ الشِعر
من نوازعِ ماكانَ وفات .
خيطُ الحرير قضمه فمَ الزمان
وعرسُ الربيعِ تغافى عن جادّتهِ
طبولُ الندامةِ تقرعُ في كلِّ حينٍ
تثقبُ الفؤادَ في شِرعَةِ هواه .
كأنه طائرةٌ من ورقٍ
تتباعدُ هاربةً ...لاترومُ للقاء
لكنّ صوتَ القدَرِ تنادى
هنالكَ آخر طيفٍ من أطياف الورى
سيجثمُ على قارعةِ الفراق
يحلبُ العشقَ من ضرعِ الجفاف
وغدا طائرُ الشوقِ قتيلاً
يبكي ندماً على بركةِ الجفاء .
أيّانَ ذاكَ الذي صدحتَ به
كأنّه صفيرُ ريحٍ في فلاة
تذُرُّ الألمَ متعمِّداً ماله من فواق
أ هكذا تستلُّ مديّات الروح ؟
حين يتبارى قناعُ الزّيف مبتهجاً
أو يدري أنّ الأقمارَ قد أفلتْ
بعد طعنةٍ في محرابِ التجنِّي
تغلّفَ القلبُ برداءِ العذارى
لاتنشدُ مزمارَ الراعي الحزين
فَرطَ العِقدُ فلاتجمعه مُعجزةٌ
إذ يشكو صاحبُه لربِّ السماء
بيتُ الأكاذيب تهاوى برجفةٍ
وتنكّرَ الميثاقُ مذْ عرفَ الصواب .
تقوّسَ ضلعُ الوصالِ بثقلٍ مركوم
القلبُ مجزوء ماعادَ يحمله
فالموتُ قدرُ اللهِ حين نبلغُه
كيفَ إذ يسري في دمِ الأحياء .
ينفثُ من قُدورِ الخذلان شواظٌ
أنىّ لفؤادٍ باتَ رميمَ التراب ؟






هايبون / دعوة صدق في رحاب الكلمة............. بقلم : الحسين بن عمر لكدالي - المغرب



--
وانا اجوب بين شوارع مدينة احرفي الهاربة من زمن لا اراه إلا بخيال طفل تعلم الحبو من ازقة بعيدة كل البعد عن تصنيفات الابداع..بين ظهراني هذا الخيال المشع أزرع الحب شتائل هنا وهناك بين قلوب عطشى لقطرة حب تروي ظمأ سنين عجاف في مخيلة عقليتنا العربية..بساتين مزهرة كل يوم بالعطاء والسخاء الكبير ديدنها خدمة الانسان في كل تجلياته..سنرحل يوما ونترك رسائل للكل منهم من سيعتبر ومنهم يرميها بسلة مهملات الحياة..
خطاب تحابوا تساموا هو عنوان سمو ورقي وتميز للكل نستهدف به زرع بذور ديننا في مخيلة الاخرين عبر حرفنا العربي المتميز بالغناء اللفظي والمعنوي..مرات استفحص لغتنا اجدها دررا ولآلىا متفردة..في رحلتي لهذا الشهر الكريم من خلال فقرة كل يوم معلومة او فائدة جلت بها ولو بالقليل بين دهاليز لغة الضاد وجدتني قطرة ذرة من بحارها السبع..كأني بملكوت ربي استبصره من خلالي لغتي ليس تشبيها ولكن اعجازا لااراه في اي لغة اخرى
فاستبصروا لغتكم رحمكم.. الله
فاللغة وعاء الفكر النير..
ورسالة..
.
.
لغتي
كلما تنبهت
تصفعني بأعجازاتها المبهرة..
.
الضاد
درر لا متناهية
لاتجف ابدا عيونها..
--

21/04/2023
طنجة النور المغرب الكبي




وجع السنين ................ بقلم : استيفات الوالي - المغرب




تلاطم الموج ....وانين الصخر
ضباب البخور......وشظاي البلور
شمعة تنير المكان ......ورياح تعوي على النوافذ
رتلي يا سيدتي
رتلي بقية اللحن ......وارقصي على رماد بقيتي
قد تكون الرقصة الاخيرة
وقد تكون رسائل نوارس ..... تنتحل صفة السفيرة
قصة اليوم ياسيدتي
بوح اجداد ....وسرد شاعرة
تنتظر على ابواب المدينة
تلملم أنوثتها ..... تقتات فتات الحب
تتأمل زينتها القديمة
تسألني قص الشريط .... وانا اجر مطيتي الهزيلة
إرميني ياسيدتي
كحجر مصقول .....كلحظة حب سريعة
راقبيني .....عاتبيني ......وانا أغازل مأساتي المريرة
قد اكون ساكنا........ وقد اكون راحلا
متشائما....... أتربص اخبارا بشيرة
خذي ياسيتي
خذي من جيبي المثقوب.....خذي كل البقية
جهزي ياسيدتي
جهزي كحلك ........ وقصي تلك الضفيرة
جهزي مطيتي
لأ خبز الكلام ....... لأ طعم الهموم ....لأ تجول القبيلة
انا يا علتي
أنا من لا ألتفت ........ انا من حبره لون الجزيرة
كم اخبروني عنك وعن تفاهتي
كم قلت ......وكم قلت أني احلم حريتي
تنخ ناقتي .......و وجع السنين يغتال دفاتري
وأنا أقف على حافة الايام....أراقب مهزلتي
تثقلني الذكرى ..........تغتالني خيبتي الكبيرة


 08/04/2023




بِلا عُنْوان .............. بقلم : اسماعيل خوشناوN // العراق




مازِلْتُ أَبْحَثُ أَينَ الشِّعْرُ يا وَطَني
أَينَ الْحَياةُ وَأَينَ الْحُسْنُ وَالْغَزَلُ
زَهْرٌ يشيبُ على أَسْوارِ مَوْطِنِنا
ما كانَ يَوماً لَهُ وَصْفٌ ولا أَمَلُ
تَجْديدُ شِعْرٍ وَقَدْ أَمْسَى ليَنْسِفَ ما
شِعْرٌ وَأَلْحانُهُ غَنَّتْ بِهِ الْمِلَلُ
مِنْ تَحْتِ رايَتِهِ شِعْرٌ وَلَو هَذَرٌ
ذَوْقٌ وَسَمْعٌ أَلَا غَنَّى لَهُ الْمَلَلُ
هَلْ طابَ مَشْيُ خُطَىً قَدْ زَلَّهُ حَجَرٌ
شِعْرٌ بِلا نَغَمٍ سَيرٌ بِهِ الْغَلَلُ
يَعْلُو على مِنْبَرٍ يَتْلُو لَهُمْ خَبَراً
في ظَنِّهِ شِعْرُهُ تَمْضي لَهُ السُّبُلُ
لا الْمَرْءُ في ظُلْمَةٍ يَهْدي لِمَنْزِلِهِ
وَالْحَرْفُ ضاعَتْ لهُ في ظُلْمَةٍ نُزُلُ
كَمّ سادَني فَرَحٌ وَالشِّعْرُ يُطْرِبُني
كَالْبَحْرِ يَجْري بِنا وَالْوَزْنُ مُكْتَمِلُ
أُرْجُوحَةٌ قَدْ سَما فِكْري لذي فَرَحٍ
تَعْلُو وَتَنْزِلُ بي وَالشِّعْرُ مُرْتَجَلُ
حُبِّي فَقَطْ لِلَّذي قَدْ صارَ مُلْتَزِماً
بِاللَّحْنِ في شِعْرِهِ أَبْياتُه الْحُلَلُ
أَهْوَى إِذا سِرْتُ لو لَحْنٌ يُرافِقُني
فَالْعَيشُ قَدْ سادَهُ الضَّوضاءُ وَالْكَلَلُ
خَبَّئْتُ ناظِرتي ما عُدْتُ مُحْتَمِلاً
لِلْإِسْتِماعِ لِما طابَتْ بِهِ الْعِلَلُ
شِعُرٌ على نَغَمٍ في كُلِّ أَزْمِنَةٍ
دَوْماً بِهِ تُضْرَبُ الْأَقْوالُ وَالْمُثُلُ


٢٠٢٣/٤/١٩




لحن مطر.................. بقلم : خالد اغبارية - فلسطين





تبسم السحاب ..
تجمع المطر
في جونا غيوم
تداعب الفضاء
فيطرب الزهر
تبعثر السكون
وأرجف الرعد "
تناغمت الحان
برقٌ - هزيجٌ - فمطر !
تلألأ الوجود وأشرق الضياء
فالنور ينهمر
وكل شيءٍ راكض
يشدو مع الوتر
وهكذا كتبتها
قصيدة مطر
فكل فجرٍ حالم
وكل حلم ينتصر
حتى حروفي لُونت
خضراء من لون الشجر
وكل شعري راقص
فيرحل الفجر
ما أجمل الحياة
ما أجمل الوجود
ريانة حدائقي
ماء كثيرٌ ونهر
يجري النسيم بهآ
فلا عمرٌ كئيب ولا كدر
وهاأنذا كتبتها
لحن مطر

أبي .............. بقلم : سعد المظفر // العراق




في ليلة أبي الأولى خارج الهواء
زارني...تقطر من أصابعه بقايا غيوم
وكان في جيبه حفنة من شيء
كأنه كان في الشموع
يذوب في العيون كما الدموع
حين تموضع في الروح
ناداه الورد الذي يزرعه
هل من رحيق
هل من حديقة هناك؟


أيا يوم فراق ............. بقلم : هيام عبدو-سورية




ذات حنين
لحن حزين
يقتص من قلبي
قصاص مارقين
يجتر آلاماً خِلتها
أعتقت رقاب أنفاسي
لحين
أيا يوم فراق
نافذ الحكم
قدر
لا يلين
تباً لكل وداع
لا يدرك
لا يعود بي
لسنين
أذللت فيها صحائف عمري
قرابين رجاء
ليوم تدرك خطاك مسيرها
كيف
وإلى أين
إلاك ياموت
يا فراقاً
يا لهاثاً من خلاص
والروح بين ذراعيه
تسكن
تستكين
ذات حنين
ذات شوق لرؤياك
صراخه صامت
بين ركب الآفلين
ذات فراق
أيا توأم النبض
لكن
ليس إلى حين
فكن لمهد بين ضلوعي
أورثتك عرشه
مَدين
أوصيك خيراً بروح تعودك
من حين
لحين
فكن على خراف ذكراها
راعٍ أمين





المَسْكَن..............بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.



تتعرَّى منِّي قصيدتي
تتكشَّف عيوب دمي
وأحافير روحي
وتقرحات أحلامي
أبدو مشوَّه القوى
ضليل الهواجس
مشلول الدروب
ومعطوب الإبتسامة
أنا بدون قصيدتي
يزحف على جسدي الموت
يأكل العفن نبضي
يبتزني القلق
وتتهدَّم خيوط قوايَ
وأشعر أنِّي سور
مخلوع الأحجار
وبحر حظروا عنه الماء
أو أفق اصطادوا رحابه. *


إسطنبول





الخميس، 25 مايو 2023

بقايا من قمر ( ديوان)............. للناقد والشاعر : سعد المظفر



بقايا من قمر..
مولود جديد آخر
يولد من وراء القضبان
ويفرحنا بطلَّته
الإصدار الجديد للاستاذ الناقد والشاعر سعد المظفر





أسلافي .............. بقلم : سعد المظفر // العراق




سقطت صحوً
هذه الرغبة في التكاثر
أرغب أن أوقظ توأمين من الحكمة
أوشم اسم غريبين على جسد البراري
التي أنا على بعد مسافات منها
وعلى بعد جمجمة من الجدار
الذي يصفعني على حضور أسلافي لزيارتي
ولذا لذت بالغرباء
أسلامي القابعون خلف أسمي
ليشكلوا سلسلة من القبور
أكرمهم يشق أسمه في النور
ليظفر باللقب..ربما يأتي ليحصد جثة أخرى.


وقت................. بقلم : فاتن بابللي- سورية




افترسْ خطاه..
حصان الوقت
الوقت الذي هرب منك بعيدا"
وأنت في مهب الزحمة
ابتلعْ مداهُ المسرع
الجمه..حصان الوقت
وخذه على مهل ..
لتعيد ترتيب الرمال التي انزلقت..
وحدها روحك ..
احتفظت باليوم ..بالامس
قبل أن يصيرا غدا
وحدها روحك..
اوقفت مد الصحراء
على السنين الضائعة
واحتفظت ببقعة خضراء
انفلت مرة من الجاذبية
تصرف كنجم..ولك السماء
ولك الوميض الشهي
ولك اسرار البكاء
لاتجري وراءه..حصان الوقت
خذ قفزة نوعية..وامتطه
وامتطه فقط





بروتوكول الكبار............... بقلم : عبدالقادر محمد الغريبل - المغرب




ذلك الطفل الرابض في
لم يشب عن الطوق بعد
ينطلق من عقاله
يهرب من مخبئه
لا يطيق بقاءه قابعا في أعماقي
يهرب من عالم الكبار
والرزانة وهيبة الوقار
ومن الرتابة والابتذال اليومي
يركل كل ورق مقوى على شكل كرة
يركض كمهر جامح في البرية
يأكل لب نوار الشمس
ويبصق قشورها في الميادين العامة
يتسلق كل الأشجار كالقردة
يدك الأرض بقدميه بعناد لحظة رفضه لأمر ما
يصفر عاليا تعبيرا عن ما يثير دهشته
يطأطىء رأسه وتحمر وجنتاه خجلا
حين يشعر بتجاوزاته
يدوس على قرى النمل الدؤوب
يلصق العلك في أقفال البيوت
يرشق العصافير بالحجر
يشرئب برأسه ليستطلع الأمر في جمهرة الناس
و حين ينهكه التعب
و ترهقه وعثاء اللعب
يعود لقمقمه المعتاد
لملاذه الآمن بداخلي
وأبقى قابضا بقشرة رجولتي
بواجهة اتزاني
متسترا بقناعي
بروتوكول الكبار



المغرب

هكذا كان.. ص / قصة قصيرة ............... بقلم : عصام سعد حامد - مصر





دخلت مرسمي، لا شيء في مخيلتي، سوى الذي في مخيلة كل مبدع. شارع في عمله، تحقيق ذاته.
أثناء تحضير ذهني للعمل، راودتني كعادة كل فنان، طلقات إبداعية.. منصاتها نفسية وبعضها روحانية، لينطلق منها إبداعي، تمثيله في اللوحة، التي تنتظر ما تحبل به قريحتي، ينمو جنينه بذهني، يعمل عليه في تلك اللحظات، نيتي أن أرسم صورة.. تعبر عن صديق وحبيب، تلهث العظمة وراء عظمته.، أنفاس محبيه تشهد له، درة الخلق، قدوة قدرية، نبراس هدى، أيقونة حب وحياء وشفاعة، لملامحه نبل أسطوري، كل من يراه يعرفه يقينا، لا يسعني أن أدلي بما في وعيي، حفظا لتجليات عبقرية الإبداع التى أنشدها، انجذبت لحتمية انسحابي من خلد الوعي، إلى فردوس اللاوعي، الذي يلزمني فيه توفيقا وإلهاما، ليس بعده غاية سوى تجليه، ثبتت في ذهني جمالياته الخلقية، من أصبو لرسمه، أهيم بتخيل صورته، فلا وجود لها، ولا شبيها له، فقط وصفه وكلماته وأفعاله وتصرفاته، التي أعلمها، كما تعلمونها، هاتفني هاتف..
( تقدم، لا تخف. أنا معك)
فما أوتيت من الإلهام سابقا، يشجعني على استدعاء حظي منه، أعلم أن ما انا مقبل عليه إعجاز فني، لدى البعض إنتحار اخلاقي، استعنت بالمصور البديع المبدع..، ضبط وضع اللوحة، إلى تلك اللحظة. لم تواتني صيغة لصورته، امتطيت خيالي، أرخيت لجامه، حثثته على الإنطلاق، لأنشط اللاوعي.
كان لي ما أردت، حضر اللاوعي، أثبت حضوره وأقام، طال بقاؤه ببصمته وخاتمه، اكتملت الصورة، عدت إلى الوراء خطوات، لأرى.. سبحان الخلاق.. شجرة مكتملة، من جذور وجذع وفروع وأوراق، ياااااالله.كيف هذا؟ لم شجرة بالذات؟ أين كان وعيي؟ لم اتوقع غيابه كليا، لأكن صريحا فجماليات الشجرة بدت إبداعا مثاليا، بتفصيلها ومجملها، دققت النظر، تحديدا في الجذر، وجدته كيانا رائعا بتفرعاته والتواءاته، يشبه العقل بتلافيفه وأنثناءاته وخارطته السطحية، كما درسته في التشريح، أدركت أن اللاوعي. فعل فعلته، ووُفق فيها، حافظت على موقعي، مبتعدا عن الصورة خطوتين، وقّع الجمال بتوقيعه، بثبوت نسبته الذهبية بين مقاييس جذع الشجرة ببقية مجموعها الخضري، دون تعمد قياسها أو تدشينها، تمثلت بلا إرادة مني، أسعدني ذلك، زادني شغفا، بمتابعة ما فرضه
اللاوعي، نفس النسبه تألقت بين الجذر والجذع، بالنظر في هامة الشجرة، كيان أوراقها وأغصانها، اكتشفت إعجازا آخر، في منتصف مجموعها الخضري. وجدت تشابكا بأغصانها كبيرها وصغيرها ودقيقها، ليكون عقلا آخر، كما حدث مع الجذر تماما، معجزة، تمثلت في العقل الذي فرض نفسه، أعطاني صورة خارجية لقلب. ومن الفروع، اكملت علاقة القلب ببقية المجموع الشجري، بأوردته وشرايينه، التي مثلت الأغصان في خريطة ما أبدعها، يبدو أن يومي هذا، يوم تحقيق أسطورتي الذاتية، ركزت النظر، دققته عن قرب في الأوراق، لاحظت أن أكبرها تكون بشبكة عروقها كلمة (حياء) وفي ورقة اخرى كلمة (حب) وفي الثالثة كلمة ( التوحيد) ورابعة ( إخلاص) وخامسة (تقوى)، صدق، أمانة، عفو، إحسان، عدل، رحمة.. وهكذا من مكارم.
أكملت اللوحة على ما وصلت إليه من عبقرية إبداعية، تلونت بوحي من الوعي الكوني، الذي توهج، كان نورانيا، مبهرا لأبعد الحدود. ابتعد عن اللوحة خطوات، ألقيت عليها بنظرة أخيرة قبل مغادرة المرسم، اكتشفت أن الزيغ البصري فعل فعلته مع الجذور، أعطاني نفس صورة القلب، الذي تمثل في قلب مجموعها الخضري فتراه إجماليا بصورة قلب عن بعد، أوردته تشعبت في التربة، تجمعت شرايينه، كونت مبتدأ الجذع، عن قرب ترى هذا القلب عقلا.. شعرت بحكة في أرنبة أنفي، لامستها بأناملي، لم أشم فيها رائحة الألوان، التي اعتدت عليها، مستني رائحة مسك. أفاقني، أعاد إلي وعيي، ذكرني برؤياي في غفوتي، التي أخذتها أول الليل، جاءني فيها..، طلب مني أن أكتب أسفل اللوحة.. هكذا كان فارس النور ..ص.م....

مصر اسيوط ديروط
13 - 4 - 2023



الوردُ يبتسمُ ايضا ............. بقلم : مظفر جبار الواسطي // العراق




كلُّ شيءٍ يهرِمُ ويشيخ
إلا قمرَ وجهكِ !
يعود طفلاً ..
كلَّ ثلاثين

أتيتُكِ مُحَمَّلاً بأحلامي
كغيمةٍ ساقها المخاض
لجذعِ نخلة
كلّما هزَّها الريح
أمطرت فساتينَ فرح
فهل تتسع لها حقائبكِ
أم يرتديها قلبك
فستاناً بعد فستان ..

فوق أعلى غصنٍ
من شجرةِ أمنياتي
سأُخبئُ فرحتي
كي لاتسرقها غربان الحاسدين
وسأصنع من هدبِ عينيكِ
حبال أرجوحتي
لأسابق بها ريح الصّبا
لن أدعو غير طيفكِ
ليملأ سمائي بالعطر ..
كلَّما أطعمتُ عصافير قلبي
فُتات ابتسامتكِ
زقزقت ؛
قصائد حُب .




اصفرت خضرة القلب ............... بقلم : عيسى حموتي - المغرب




اصفرت خضرة القلب
وذوى غصن العشق فيه
وضاعفت طاقة الوجد خفقان النبض
لما جرفت سيول الشوق كل صبري
وارتجت اعمدة الأركان فيه
إلى ديار مالك رقي أرسلت هدهد الحب
ياهدهد الحب، حم حول القصر
جئني من الربع بنبإ لا شك فيه،
فغاب دهرا ثم جاء فاقدا للصوت
جدوا امهر جراح في الدرب
في ميدان تخصصه لا أحد يجاريه
يمده بحبال الصوت للكشف عن السر
شخص الحالة الحكيم ؛
تعرض لضربة طرف عبر ليزر فيه،
مؤقتا، أضحى عاجزا عن النطق.
لا بد انه انصدم مما رأى من معاناة
خذ من قلبي البلسم وكل ما فيه
..فالوله لابد نال منها دون رفق
وجدتها كالحداد يرقب الزاجل
بين ضربة وضربة عينه على الجدار من خلال فتحة فيه
وجدتها وقلبها للوفاء يخلصان كل الود

إنتظار.............. بقلم : صديق الايسري - المغرب




في زاوية الأحلام تتربص الأفكار...
تحمل أشواكا وورودا أوجاعا وأفراحا...
تنتظر ساعة الخلاص وشهاب نور ...
تستسلم لمتاهات الحياة...
تواجه الحواجز والحفر ...
تحلق على أجنحة الأمل...
تبحث عن سراب مفقود ينبعث وراء الضباب...
نجمة ونورا يزيل الظلام...
وينهي لحظات الإنتظار...
ببزوغ شمس المحبة والسلام...
وحيدا منعزلا في ركن المقام...
ينتظر بشغف كبير سفينة النجاة من بحر الظلمات...
وفي معصمه ساعة تدق زمان الذكريات...
وتشير إلى مستقبل الحرية والعدالة...
وفي أصبعه خاتم سليمان...
يديره لفك لغز الوجود وسؤال الحضور...
متشابك اليدين والساقين..
يحمل هم القيود والأغلال...
يصبو إلى تحرير العقول من آفات الجهل والتخلف...
جالسا على كرسي الإعتراف...
يدلي بخطاب التقدم والإنفتاح...
عبر نظرات وعيون...
ترسم أشعة الأمل...
وثغر يفتح لإبتسامة خجولة...
تبصم على سعادة بإسم الحرية والسلام...





نازك ............. بقلم : نصيف علي وهيب // العراق





لاذت بالصمت
والسكون،
مَنْ تكون؟
...
مِن دفتر أشعارِها
وإلى الشفاه،
صوتٌ
لحرفٍ خابئ،
...
نازك الألفاظِ
بهيٌّ
ياملاك.
...
غريبان
السيابُ على الشاطئ،
والأخرى هنا في الدار،
نسيبٌ لهما
هذا الشعرُ من الخاطر
...
لا تعلمُ سِرّهُ،
وإن كان قريباً منها
الموت،
عرِفتْ كيف تعيشُ
معنا بالكلمات
نازك،
...
كالنهر
تجري بيننا،
تسقينا بودٍ،
مِن الحرفِ
خيالا.
...




قراءة في ديوان ( شقوق الماء ) للشاعر : مصطفى الحاج حسين ........... بقلم : سميرة شرف .




ارتبط الإنسان بالشعر إبداعاً و تلقياً بأواصر التقدير و الانجذاب لعالمه الفريد في خلق ما يتميز و يتَّسم بخصوصيَّةٍ تتطلَّب جودةً و إتقاناً، تمكِّنه من حصد الإعجاب و التسليم بقدرته على التثقيف و الإمتاع و المؤانسة .
فأصبح الشعر ابتكاراً خلاقاً يدخل عالَم النفس و الروح، فيغيِّر فيها الألوان والطبائع و الصور. و من هذا المنطلق، انجذب كثيرون إلى منبعه، ينهلون منه ما به يمتِّعون و يستمتعون. فصار له حيزُ وجودٍ معتبَرٍ في كل زمانٍ و مكان و سطحاً يطفو على أديمه عمق الإحساس و الشعور باعتباره خلاصة تجربةٍ انسانيَّةٍ ذات معنى وهدف .
وتعدُّ عمليَّة إصدار ديوان شعريٍّ توثيقاً لقصائد شاعر أبدعها متفرقةً في الزمان و المكان، قد تكون في موضوع واحد(كالحبِّ مثلاً) أو قد تتعدَّد مواضيعها و تختلف في نفس المجال(الإنسانيِّ مثلاً) لتقوى به تجربته الشعرية والتي تمتدُّ في الزمن تطوراً و تفاعلاً مع المحيط الذي يعيش فيه و يسعى دوماً إلى إغنائه و الحضور فيه ببصمةٍ خاصَّةٍ و أثرٍ واضح .
و بين أوَّلِ قصيدةٍ ينظمُها الشاعر و آخِرُ إبداعٍ له، زمن معركةٍ نفسيَّةٍ و عاطفيَّةٍ تجعل المخاض عسيراً عند كلِّ ولادةٍ. مما يراكِم لديه كماً من المقاييس التي يستقيها من انطباعات المتلقين نُقاداً و عاديينَ، لتصبح بوصلتَه للتقدُّم نحو اتجاهٍ صائبٍ، معتمداً تجاوز العثرات السابقة لتحقيق إجادةٍ مُرضِيةٍ له و لغيره .
و يبدو أن ولوج عالَم الشاعر، رحلةٌ في غياهبٍ معلومٍ(القصيدة) للبحث و الاستكشاف و التقويم. و هذا ما يصبو إليه كلُّ ساعٍ إلى قراءة ديوانٍ، توفَّرتْ لديه الإرادةُ المولِّدةُ للإحساس من جديد ٍ.
و أنا أخوض غمار هذه الرحلة، وجدتها ممتعةً، مثمرةً، ساحرةً، بما وفَّرته لي من أسباب الدهشةِ و الانبهارِ بشخصية الشاعر مصطفى الحاج حسين،و بتجربتِه الحياتية التي يمكن اعتبارها بصدقٍ نموذجاً للعزيمة و الإصرار على تجاوز المعاناة بكل أشكالها، و التعلُّق بتلابيب الكلمة كطوق نجاةٍ من بؤسِ واقعٍ مريرٍ تكاثفت على تجسيده عديدٌ من الظروف الذاتية و الموضوعية .
إنه الأديب السوري مصطفى الحاج حسين، عبر ستة عقود من الزمن (مواليد حلب، 1961) تشكلت لديه معالمُ شخصيَّةٍ عصاميَّةٍ مكافحةٍ مبدعة، اختارت الكلمة سبيلاً للتعبير و التغيير. فكان شغفه بالقراءة و هو صغير إعلاناً عن أديب محتمَلٍ برز و هو يخوض تجربةً إبداعيَّةً بمحاولات في نظم الشعر و كتابة القصة القصيرة، ليصير أديباً تعترف باسمه المجلات الأدبية و الصحف و الملتقيات و المحاضرات، فيعلو صوتُه منابر الأدب و الثقافة في كلِّ المحافظات السورية .
و ستستمرُّ شعلته متقدةً لتتجاوز حدود بلده إلى العالم العربي، بمشاركاته المتميزة في المسابقات الأدبية، و حصوله على التفوُّق فيها عن جدارةٍ و استحقاق ٍ.
و للشاعر مصطفى الحاج حسين إصدارات سجل اسمه بها قيمة مضافة للساحة الأدبية العربية و منها :
في القصة
( قهقهات الشيطان- المبدع ذو الضفتين )
و في الشعر دواوين:
قبل أن يستفيق الضوء
- راية الندى
- تلابيب الرجاء
أصابع الركام
- نوافذ على الجرح
و كلها طبعة ورقية
وله دواوين طباعة الكترونية:
تابوت العدم
أجنحة الجمر
قصيدتي مقبرتي
أبجدية القبلا
ذبيح الجهات
سعف السراب
أخاديد الظلام
و هذا العطاء الأدبي منحة من الشاعر مصطفى الحاج حسين يروم بها التعبير عن الذات أولا و الوجود ثانيا بكل تجلياته المادية و المعنوية، و تفاعلها مع العيش و المأمول عيشه، باعتبار أن الشعر أرض الانفعال و الفعل لخلق التفاعل و هو مطمح كل أديب له رسالة التأثير على أرض الواقع .
و الشاعر مصطفى الحاج حسين مسكون بالهم الإنساني عامة من ظلم و قهر و استبداد، يحاول دوما التمسك بانتمائه و وطنيته و قوميته كمقاربة حقيقية لقانون البقاء تحت ظل الجمال، وهو ما ستترجمه قصائده في هذا
الديوان(شقوق الماء) الذي يستمد سماته من الطبيعة أولا(الفن الصادق)كما تشير إليه أغلب عناوين قصائده، و هي ستون قصيدة اتسمت بنبرة الحزن و الأسى و الحسرة و الأسف، مردها سعيه الحثيث إلى النفور من القبح و الرداءة. و بالمزاوجة بين المحسوس و المعقول في تمثله للأفكار و حسن صياغتها و رحابة المعاني التي تضمنتها قصائده، لاهثا وراء الجمال المعنوي في كل موضوع طرحه بانسياق فني تعبيري أعفاه من الالتزام بالقواعد الشكلية لاستمالة القارئ .
وقد برع الشاعر مصطفى الحاج حسين في الاقتصاد اللغوي في التعبير، مستجيبا فنيا لما يمليه الترابط المعنوي في الصياغة الشعرية، و الواقعية في المطاوعة الفنية لما يريد قوله، في إطار القصيدة النثرية الحداثية التي تعد تحررا من قيود القصيدة الشعرية السابقة لها زمنيا، استجابة لتطور العصر و تقدم آليات الأشتغال فيه حسب المتطلبات التي يفرضها الواقع المادي و المعنوي .
والشاعر مصطفى الحاج حسين مدرك لهذه الحركية المنسجمة مع رؤيته الفنية، لذلك جند لها إمكانياته و طاقاته الإبداعية للنجاح في إثبات ذاته الشاعرة ضمن كوكبة ممن آمنوا بالتحرر قبل الحرية، بإسهام مسهب في هذه الطفرة النوعية التي شهدها الشعر العربي الحديث و التي حققت انجازا فنيا كبيرا على مستوى تحديث الشعر العربي الذي كان، كسائر مناحي الحياة في حاجة إلى قوالب جديدة تستوعب تراكمات التغيير و تؤطره. فجاءت القصيدة النثرية،التي برع فيها شاعرنا و هو يتعامل مع التجربة الشعورية بها، بإبداع سيمكنها من الخروج إلى أرض الواقع، قصائد تشهد دواوينه على جمالها و جودة نظمها في هذا النموذج المستحدث .
وإذا اعتبرنا (شقوق الماء) آخر إبداعات الشاعر زمنيا، فلدينا أن نقيس قيمتها من حيث سلم التدرج للتطور الفني، بحكم ان الشاعر مصطفى الحاج حسين يسعى دوما إلى الأخذ بآراء النقاد و جمهور المتلقين، و الاستفادة منها بتواضع كبير، ليكون ديوان (شقوق الماء) مثالا على سعيه الحثيث نحو قصيدة أرقى و أجود و أنفع و أطول رسوخا في ساحة أدبية تعج بالانتاج و الإصدار و النشر و التوثيق إلكترونيا يكون فيها الانتشار الواسع و الإقبال الكبير على الأقوى تأثيرا و تغييرا في الفرد و المجتمع .
و في ديوان (شقوق الماء) أعتبر عناوين القصائد سرا من أسرار روعة النصوص في مدى إتقان الشاعر في جعلها جسرا من جسور العبور إلى قراءة النص و فهمه واستيعابه بشكل لا تجد فيه هامش خطأ في التوقع. لذلك فالتوقف عند العنوان و التمعن فيه، كفيل بأن يدل على مضمون القصيدة كلها، مثلا(عقوق، خصام، بزوغ، المصير، احتضار، غواية ،حشرجة...) يوجد المعنى نفسه مدرجا ضمن قالب لغوي تعبيري يشكل جسد قصيدة عار من التكلف و الحشو، منساق لدواخل الشاعر و مكنوناته للتشكيل على أحسن صورة ممكنة ستترجم لواعجه و مواجعه و فواجعه (أمنيات محالة، لسوء حظي، زوابع الشتات، أحب موتي، وصيتي..) بسحر شاعري يفرض الإعجاب برقي اللغة و تميز المعنى المرتبط بذات الشاعر المنصهرة في واقعها، تتجرع آلامه، فتبحث لها بدل الوجع و الأنين عن صورة أجمل تلفظ بها الآه عاليا.
و أفضل شاهد على ما سبق(شقوق الماء) عنوان الديوان الذي أفاض في رسم معالم الدقة في التصوير الفني و الرمزية السلسة في الجمع بين لفظي تركيبه جمعا سيولد استفزازا محمودا لقارئ الديوان في طرح سؤال سيجد جوابه في القصائد تباعا عندما ستثري مخيلته إمكانية التوفيق بين المادي/المادي، و المادي/المعنوي .
فالشق هو الصدع، و قد يكون ظاهرا أوغير غير ظاهر يحيل عليه التسرب البين للسوائل أو الأدخنة أو الأشعة، و كلها مواد ستصبح في العنوان معان تستنبط ونحن نطرح السؤال بصيغة سريالية تضفي عليه التفرد التعبيري في خلق تركيبة من عنصرين في الواقع
(الشقوق/الماء) هي عنصر مستحيل (تشقق الماء) .
وهنا ندرك ما للكلمة عند الشاعر من قدرة على خلق الدهشة و بث الاطمئنان إلى صورة تجد لها مرتعا في تخيلك، الذي بفضل دينامية التأثر، يرسم للماء شقوقا في لوحة لن تتكرر عند اثنين، لأنها إبداع المتلقي وحده .
نعم إنه الوصال المحظور حقيقة، المباح في الخيال، و هذا ما سيترجم لنا بمتعة، تلقي فظائع الواقع الخاص و العام للشاعر مصطفى الحاج حسين ( الشقوق ) في الماضي و الحاضر في كل مناحي الحياة: سياسيا( دول التحالف، ضمائر، من يحاكم الحاكم؟..)
اجتماعيا( كفى، عقوق، خصام، حشرجة.. )
فكريا( كلاب الثقافة..)
دينيا ( يا سيدي الموت، أحب موتي، لست بيوسف..)
بصيغة تمكن من تحقيق مباشر للتعاطف و الشجب و المؤازرة باتخاذ موقف جديد، أو تصحيح موقف بدا خطأه، مع العلم أننا نتقاسم هذا الواقع مع الشاعر و نعيش معه فيه بظروف خاصة غالبا ما يكون فيها الهم واحد، و المطلب واحد، و المسالك متعددة .
وسيرتفع منسوب الانتشاء بهذا الغوص في كل العناوين ذات التركيب الإضافي مثلا :
( مطر الذاكرة، زوابع الشتات، شهقة المدى، طاووس الغبار، رمق العبور، شهيق الخراب..)
وكلها تحمل من الصور الإبداعية معنى و مبنى ما سيشهد للشاعر مصطفى الحاج حسين على براعته الأدبية في النفاذ إلى أعماق نفس المتلقي لرجها و خلخلة عقله بما يتوفرعليه من قوة و صمود و وفاء للوطن و للأحبة و للقيم الإنسانية الفضلى و للتاريخ.
شكرا شاعرنا الكبير على هذه التحفة( شقوق الماء) والتي لامست حسي و ذوقي بما لامسته دواوين الشعراء الكبار الذين بصموا ذاكرتنا بروائعهم الخالدة.


المغرب.