أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022

يتشققني عطش أبدي................ بقلم : عبد الله محمد الحاضر - ليبيا












يتشققني عطش أبدي النزعات، لحضن دافىء يجيد فن العطاء، يختطف الرغبات كبرق يكبر في عطر الانفاس، يحسن الغوص الى الاعماق البكر، يترعها الحانا وأغاني وفراشات هائمة، يزهر في شقوق الارتعاش المصلوب على اقواس اللقاء، ينبت كسحائب وله ممطر في إحتضار القبل، يسرى تحت الجلد براكين التياع لا تطاق، يقيم في الحنايا حفلات زار تتمايل فيها أهات الوصل المفقود إستجداء لحذاء لا يخطىء الدرب، ينتشي ازدراؤه كلما تقاربت الخطى،يصدح في العروق بمالا يحمله الكلم ولا يطيقه الغياب، لينخر في إقتدار زلق بقية رحيق الكبرياء الملتصق بسبابتي، يعيدني الى المربع الصفر، ينكر كل الوجودات المشؤمة بصرخة في عروق لا صدى فيها ، يطمس وجود الانحسار، يرتكب فيا كل المباح،يلقمني إرتعاشات متتالية يغص بها نهد نافر، تتلهى به جمار الشوق والارق، دافعة به للسجود في محراب شفة ثملة تموج الهوينة بين ضفت إشتياق......،
ابن الحاضر.

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

الشجن / ومضة .............بقلم : لطيف الشمسي // العراق






أستظل قلبي
تحت شجرة أحزانه المثمرة
حتى يرتاح قليلآ من شجنِ
الغياب.

حقیقة الوطن ............. بقلم : دلشاد احمد حمد // العراق






الانسان یطیرُ
الی بلاد الغربة بقلبه
لكن الحنین یهلكه بٲظافره
هل تعیشُ الٲسماك بدون ماء؟
فؤاد المرء یتمزق
عندما یحنّ الی تربة الوطن
كم ٲحنّ لرؤیة القمر
عندما یتلٲلٲ نوره في سماء الوطن
لكنني ٲقول في نفسي
ماعنوان الوطن؟
من دافع عن كرامة الوطن؟
ثم بعد ذلك من ٲكلَ
من خیرات الوطن؟
ٲسئلة تهیمن علی ٲفكاري
وتذهب بي
الی متاهات الحیرة
حینئذ اغمض عینيّ
وٲنام بعیداً عن ذكریات الوطن
انتظرُ یوماً
لكي یعودَ الجمال
وٲری لوحة الحیاة الجمیلة
عندما كان الوطن للجمیع
وكان سقفاً
یعیشُ تحته الجمیع

لا تسخري مني...............بقلم : لمياء فرعون- سورية




هذي الرسـائل لن تُـفيدَ وتنفعا
سـأعـيـدها لا لن ألـوم وأشفعـا
فـالحـبُّ ليس بـأحرف ٍنلهو بها
أو كسرة مـن خـبـزة ٍلن تُـشبـعا
بـل إنــَّه نـبـعٌ يـفـيـض عـذوبــةً
ونـشـيـدُ قـلـب ٍبـالهـُيـام تَشبَّعا
إنَّ الحروفَ إذا خلت من وهجها
زادت فــؤادي حـسرةً وتـوجُّـعـا
كـلُّ الكـلام ِمــنـمَّـقٌ ومــزيــفٌ
وأرى العـواطـفَ كلَّها مُـتـصنَّعا
لاتسخـري مـنـِّي لأنِّـي مــغــرمٌ
قـد كـنـتُ غـرَّاً في هـواك تـولَّعا
فدعي ِالنفاقَ فليس يُقنع عاشقًا
لقي الصدودَ َوفي هـواك ِتصدَّعا
قد كان حبُّك ِمحضَ وهم ٍكاذبٍ
بـكلامـك ِالمـعسول ِلا لن أقـنعـا
هـذي رسـائـلـك ِالـتي أرسـلـتِها
هـيَّـا خـذيـها قـبـل أن تـتـمزَّعا
صـدَّقـتـُها يـوماً وكانت خِـُدعتي
إن شـاء ربِّي بـعدهـا لن أخدعـا

سورية-دمشق

نص سردي ((ابتسمي فالحياة جميلة)).......... بقلم : أميرة إبراهيم- سورية



هذا ماكنت أردده صباحا بعد رؤيتي لحلم جميل، ابتسمت وكلي أمل أن يكون يومي مختلفا، جهزت قهوتي وجلست قرب نافذتي المطلة على الشارع تابعت القليل من أخبار الأصدقاء وذهبت لعملي مشرقة الوجه والروح.
في العمل تصادفك نماذج لأشخاص مختلفين عليك أن تستوعب الجميع بابتسامة، يمر الوقت والتعب يرافقني مثقلة ببعض الهموم التي صادفتها، أرمي بتعبي كحمل ثقيل لأجهز طعام الغداء وعلى مضض أتناوله مسرعة لينال فكري وجسدي بعض الراحة
الجو حار جدا لدرجة أنك تود لو ينتهي هذا الصيف بسرعة والكهرباء تأتي كالضيف(مرحبا ...أتيت .باي) رغم كل العرق المتصبب مني إلا أني أبتسم في مرآتي وأحضر قلمي ودفتري فهناك الكثير من الأفكار عالقة داخل مخيلتي أود لها أن ترى النور.
أعددت كوب شاي كبير بماء يكاد يكون دافئا فليس هناك ما أشعل به فرن الغاز (لاكهرباء ولاغاز) جلست في زاويتي المعتادة قرب النافذة وبدأت أسرح بخيالي، صور وأحداث لقصة تدور في مخيلتي منذ أيام وهي تحتاج لهدوء لتكون على أوراقي كما أريدها، وفجأة في هذه اللحظات أسمع صوت جارنا الذي يجلس أمام دكانه المقابل لنافذة بيتي، الحقيقة لم يكن صوتا واحدا فقط بل تعددت الأصوات(طبيعي جدا) فجاري المتقاعد ليس له عمل يشغله ولاوظيفة تلهيه، هو متفرغ تماما للحديث مع كل من يمر أمام دكانه، طفلا كان أو امرأة ...شابا غريبا أو سيارة مسرعة أو بائع خردة أو..او..أو .
يتطور الحديث بينه وبين بائع الخضار الجوال الذي مر فجأة من أمامه يناقشه جاري في أسعار الخضار والغلاء وأماكن زرع الفواكه وغيرها، جاري يفهم ويناقش في كل الأمور ولاتخفيه خافية، أغلق الشباك رغم حرارة الجو وانقطاع الكهرباء عسى أن أبدأ بكتابة ماأريد، يمر فجأة صبية يلعبون بكرة قدم يتقاذفونها فيما بينهم وهنا أكتشف أن جاري كان حارسا قديما لايسمح لكرة أن تمر بشباك هو حارسها، أنتظر قليلا...أتمشى في البيت ...أدس في فمي سيجارة أنفخها أمامي وأستغفر ربي مرات ومرات.
بعد مضي بعض الوقت هدوء جميل يسكن الحارة، أبتسم ولاأتكلم بكلمة كي لاأحسد نفسي، أفتح شباك الغرفة وآخذ نفسا عميقا ورشفة شاي (لابأس وإن كان قد برد لكنه لذيذ) ما أن أمسك بالقلم حتى يعاود صوت جاري كالصاعقة وهو يتحدث بالهاتف الجوال مع أحد الشباب، لاألومه أبدا فالموضوع الذي كان يتحدث عنه مهم جدا كيف لااا؟ وهو يقنع ذاك الشاب بالعدول عن السفر خارج البلد وبعد فشله في اقناع الشاب يذكره بكل الأوراق المطلوبة وكأنه موظف في قسم الهجرة والجوازات، أغلقت النافذة وقررت الذهاب إلى الغرفة الأخرى علني أنعم بقليل من الهدوء.
أمسح قطرات العرق من جبيني فقد عدلت عن الكتابة وقررت أن أقرأ رواية قد أنهيت جزءا منها منذ أيام، حقا رواية جميلة ماتعة تشد القارئ إليها، ماهي إلا دقائق وإذ بصراخ جارتنا التي تسكن بالبناية الخلفية لبيتي وتتعدد الأصوات والشتائم والصراخ ويتدخل في حل المشكلة كل صغير وكبير .
أغلقت دفتي الرواية ووضعتها جانبا بانتظار أن تهدأ الأصوات خارجا ولكني كالحالم بشربة ماء في صحراء، حلم وسراب.
لقد تجاوزت كل مامر معي من منغصات لهذا اليوم ونظرت لنفسي في المرآة
(ابتسمي...يلاااا)
أمسكت الموبايل لأتصفح قليلا في الفضاء الأزرق علني أريح نفسي قليلا وماهي إلا دقائق وينطفئ الجهاز بسبب نفاد الطاقة فيه.
أهرب من نظراتي في مرآتي لأنني لو فعلت لأخرجت كل مابداخلي من عواصف وزوابع والعاقبة لن تكون حميدة.
( هل سيكون الغد أجمل....؟)
هذه الجملة الوحيدة التي كتبتها في صفحتي المهيأة للكتابة .




متى ............... بقلم : جميلة بلطي عطوي - تونس




أهز عصاي
أهشّ على ما تبقّى
ألملم من أخاديد الأرض ملحا
أضمّد الجرح الغائر
والرّفات
أبكي بدمع جفّ على خدّ وردة
فلا طلّ يسقي
ولا هطل يشفي
ويبقى الحلم على دوحة ميّتة
ينتظر
يسأل السّحب العابرة عن موعد الغيث
عن المستقر
وأبقى
أمام المشهد الحزين ينخرني العذاب
أرمق الوردة الذّابلة
أسال الرّيح عن المدار
عن المسار
عن موعد العَوْد لتشفى
ليعود الاخضرار
وأبقى
كأيّوب أرفع العقيرة بالدّعاء
ربّي لقد مسنا الضّر
فمتى الشّفاء
متى يعود الخطّاف إلى القبيلة
إلى بيتنا المعمور
من جديد يرمّم عشّه
من جديد يعلن زمن البداية
يسقط عن كاهلي حمل الوجل
ربّي
متى تدقّ ساعة الصّفر
لتبدأ نبضتها المريدة
وتسري رفة في القلب
في الأرض
في كيان القصيدة .

تونس ...7/ 12 / 2022

خربشات.............. بقلم : عماد عبد الملك الدليمي // العراق



خربشات عجوز قد تجاوز الستين 


كم شكت صورتي

المعلقة على الحائط المنسي
الآيل للسقوط
من مأساة إطار
كان حبك
نارا وثلجا
ومنتصفه
حياة وممات
موسيقي صوتك
نهر هادئ
كانت تسير فيه
زوارقي التائهة
الصمت مشاغب
لامحال
دائما كنت احاوره
على إنفراد ولم يسمعني
كم كرهت حضرة
صمتي
كم مرة حاولت
ان انساك
ولكن رب ذكرى
قد تنفع ذات يوم
من الأيام
واصلي غضبك
المتصنع
بأبتسامة لغز
وحيرة
اعتقد انه من الأفضل
كلما رأيتك صدفة
جميع صحاري عمري
اليابس فيها
يخضر
اعرف أنك
عنيدة و مغرورة
ولكن انني مهما
حوربت أوحوصرت
فلن القي سلاحي



هي ترتعش .. تحت أصابعي ............ بقلم : محمد الليثي محمد- مصر






عندما نستيقظ من حلم
جاءنا من كلاب الصيد
يخطفنا من بياض الثلج
نرى ريش النوارس
أين أحلام البراءة ؟
أين الدموع اليابسات؟
أين الخريف ؟
يضرب أصابع المطر الحزين
كل الآهات والصلوات
والدعوات تهرب
من الأصوات الخافتة
كنت علي ظهر جمل
مرسوم علي سقف حائط
بحثت عن جدران الحجرات
وعن الهوى عند أهل الهوى
نستيقظ في اليوم التالي
.. متأخرين
أيدينا علي حقائبنا
نكلم الفراشات المتعبات
حين نتصفح وجع الأماكن
ونهرب في العيون الذابلات
غايتنا أن تخلوا الشوارع
من عيون التلصص
من نداءات السنابل
من رايات الظلال
نلملم خطواتنا
من أرصفة الايقاع
كحيوانات هاربات
من مدن البوليس
كم أتمني لو كنت عصفورا
الملم جسدي من عيون الصيادين
عطشان
على سلك ألهوي
عطشان
من كلمات غادرت الحناجر
عطشان
من ملامح يجمعها الصمت
قل سأزرع حقول الكلام
من شهوة لغة الحمام
وصدورنا كمساحات خوفنا
رعب .. وعويل طفولة جديدة
لا نضيع مناديل الليل
علي ظل الدموع
هل أصعد إلي زوايا المقاهي ؟
خوفا من صبري
من أيامي
وأقول .. وداعا
لجرحي الصغير في فراشنا
هو لا يرانا في حالة الغروب
ورائحة الخبيز
كرائحة السجائر
في ثياب القطار
وأنا أضع يدي علي فمي
وهي تضع يدها على غرفتي
لا أسمع صراخ الطفل المذعور
في داخلي
سأضع مفتاح البيت
في جيبي الداخلي
كالمراهق يعبر الحكاية
يجلس
ويري
حكايته
حين أنسل من أريكة الحزاني




سلامٌ على التي .................بقلم :على حزين - مصر



سلامٌ على التي موج البحر بعينيها
والفتنة والجمال , والسحر والخيال
سلامٌ على بياض الياسمين
سلامٌ علي أجمل عيون
سلامٌ على التين والرمان والزيتون
سلامٌ عليكِ أيتها المطوبة
يا امرأةً بطعم القرنفل
ورائحة الياسمين ,
2
سلامٌ على العيون التي في طرفها حورٌ
سلامٌ على الشفاه المستديرة الأور
وعلى الضفيرة , والخميلة
سلامٌ عليكِ أيتها الأميرة الجميلة
الرقيقة , الأنيقة , المهذبة ,
الذكية , الفاتنة , الساحرة ,
الرائعة , المعطرة ,
سلامٌ على عينيكِ , وعلى نهديكِ سلامْ
وعلى الجنان التي في العيون
سلامٌ على شفتيكِ التي قتلتني
في صمت بلا سكين وفي سكون
3
سلامٌ على عود الريحان ,
وعصى الخيزران , وعطر الياسمين
سلامٌ على التي جاءتْ على قدرٍ
فهزت الأركان , وسكنت الجنان
وفرحتْ القلب الحزين
سلامٌ على الخصر النحيل
والشعر الحرير الناعم وهو يحاكي
خيوط الشمس وقت الأصيل
4
سلامٌ علي امرأة ظهرتْ فجأةً في حياتي
فغيرتْ مجرى الزمان والمكان
وأصابت القلب بالخفقان
وغيرتْ في لحظة واحدةٍ كل تاريخي
وخارطة تكويني , وفصولي
وجعلتني أسكن في التوهان
واصاحب الهلاوس والهذيان
5
يا امرأةً اغتالتني بنظرة عابرة
ثم القتْ بي في بئر النسيان
ثم رمتني بوابل من السهام
ومضتْ تعدو وما قالتْ لي : سلام
وأنا قلبي لا يقوى على النسيان
وراحت توغل في الهجران
أهل هذا حق الفنان
6
سلامٌ على العيون التي سحرتْ
سلامٌ على نظرةٍ من عينيكِ قتلتْ
وابتسامة شفتيكِ التي أصابتْ
القلب الخالي بالجنون , وفتنتي
وحولتني من رجلٍ شجاعٍ إلى رجل جبان
ومن رجل قاسي القلب إلى طفلِ وديع
ورجل حنون يعشق الشعر ,
ويحبُ سود العيون
7
سلامٌ على جنة الله في أرضه
سلامٌ على سهام الغرام
على من تسكن في القلب والشرايين
سلامٌ على التي قالتْ لي عينيها ,
كلاماً جميلاً من غير كلام ولا لسان
وقبل أن أرد السلام , قالت لي : سلام
اختفت فجأة في وسط الزحام
وأصبحتُ أفتشُ عنها في كل مكان
كالمجنونِ أبحث عنكِ لعلي أجدكِ
وأسأل عنكِ يا قمر الزمان
و يا عطر الجنان
8
يا سيدتي , من أنت , حوريتي ,
بربك خبريني , وردتي , من تكوني ..؟!!
ما أسمك , فاتنتي , ومن أي البلاد اتيتي ..؟!!
لتسحريني , ولتسبيني , وتقتليني
وفي أي نجمة تسكنين ..؟!!,
وكيف وصلت أنت من بين الزحام ..؟
لتيقظي القلب المُعَنِّي , بربك خبريني ,
أنا ما زلتُ أبحث عنكِ سيدتي
أي فتنة كانت نامة في عينيك
رأيتها تراودني , تميتني , تحيَّني
أرسلي لي طيفكِ سيدتي يزورني
ولو مرة واحده في النام,
وهذا يكفيني



طهطا ــ سوهاج ــ مصر
تمت مساء الأثنين 28 / 11 / 2022



إن غبْتَ حضرتَ ............... بقلم : ليلى الطيب - الجزائر





كنت أهش على دُخان الحنين
أنفض بقايا ارتجاف الصمت
أعيد ترتيب السحب لأبقي اسماءنا مستعارة
هو مكابر حجب ضوءه ..حين كان الفرح ثوبي
أرخي قلقي
العمرٌ يجرى بي ، يعاندُ ضحكتي
الآن بلغت الخريف وتسع وريقات
وجدته يلبسُ مِن نصوصِ الغياب
ويمحو كل تواريخي معه
كلما رمى الأمس عن كاهله تمائم الشوق
---
أيها الفارّ من مخاض الحلم
صندوقُ ذكرياتي بـ آخرِ كبوة
عارٍ مِنَ اللقاء و كل كلي في يم روحك ممتد بأوردتي
وددت لو أتحرر لوهلة مني وأتيمم بنور الصباح
من مواسم الجنون وأرفعُ راية العصيان
أخلع يباس غربتي وأمضي ،إن كانت النار في بعدك
تزيد اشتعالا
---
يردُّ النبضْ: لم يكن عبثاً ولا تخيُلاً حبنا
هو كلُّ الكلِّ علّقني على دهشة مسافاتِ الرحيلْ.
و هذا الصمت باتَ يسكنني ويقتصّ حواسه
كنتُ أراهُ كانَ حديثُهُ صلاةً ملتحفًا بالروح
تحسس حنيني إليك..!بحرفي المعتَّق كيف فيكَ يتبسَّم،
لن أعذره بأنَّكَ فيَّ وإن غبتَ حضرت
---
بفرح جاف أحتفظُ بمواعيد تغط في نوم عميق
علقت نظري على أمل احتوائك
أُسقط سهواً ..!!
ما زلت اعشقك كأول لقاء
وانهلْ من كأسك،وكأن الشوق جن بك ..!!
على قابِ قوسينِ ألتمسُ ضوءَ نجمةٍ ..
وألا أكونَ أنا بينما مولودةٌ أنثى دونك لا تُنجبُ فرحاً ..!!
لستُ مجنونةً لكنني أخافُ شطحات القدر ْ
---
أبحثُ عن جذوةٍ تخطفكَ قبضةً قبضةً ..
فأنت ربيع شتائي ..! حينً أُراودُ فيكً النُعاس
من يرتق معطف الغياب في غفلة المساء !!
ما أزالُ أحبّ والشوق باقي في الوسادة
أيُّ الحروف أختار وهم يعلمون أني لـعينيك أكتُب ..!!
من بنفسج صبحكَ، عد فلا عزاءَ إلاكَ..
رفقاً بي شربتُ على عجلٍ قهوتي

عراك مشاعر أم فرار؟ ............... بقلم : الحسين بن عمر لكدالي - المغرب






حينا أفر .. يفر ..نفر
من ضوء وهج العشق
هل نفترق .. نستبق أم نسترق؟
طيران وتحليق حروف وجدي إليك
أكذبه.. أكتمه ..أكتمل به وبك جنتي الغائبة..
أكتسبه من نظرة حاقّة؟..حارقة..بارقة أم مارقة..
هنا على عتبة الشوق
هَلْ أَضُمَّكَ..
حينا نفر..
وتبقى عالقة
هنا يستوحشنا الماضي ببعض النكزات بباطن عقل يصيبه دوران زهايمر بالذاكرة..
حينا يفر..
وتبقى عاطرة
من نفحة تجل لأصطادها دوما من حرف أو همس أم ترنيماتك وإيحاءاتك المتكررة
دوما فاتحة خير..
وحينا أفر
ومازلت حيث أنت صابرة
أنا أنت حكاية لن يكتبها التاريخ ستبقين في دهاليز العشق العذري ..ستبقى حيث نحن لا نبقى..
وسيستبقها الزمن..
بحيث تدوم حيث أرادها نبضنا..سراجا منيرا لطريق سيستمر رغما عنا..
حينا لا يفرون..
وتبقى إبتسامتك سر كينوننتا
بطريقها السيار لكسب قلب لأصابه دمار ثلج الاحاسيس..
--



طنجة النور المغرب الكبير
27/11/2022






من تراث الشعر العامي العراقي .............. بقلم : عبدالستار جابر هاشم الكعبي // العراق








أشـــــك بـطـيــب وصــلـــك يـمـكـنـانـي
وبــــعــد لـــســـاع عـــودك يـمـكـنـانـي
ومــنــهــه راح أعـــــوفـــك يـمـكـنـانـي
وﮔـــــولـــن ربـك يـعـوض عـلـيـه
***
ردتــــه بـنـفـع مـحـبــوبـــي مـــردنــي
وكــــل صـــده والـمـعــانـــد مـــردنــي
مــريـض وطـول هـجــرانــه مـــردنــي
ولا سـاعـه ويـحـن ﮔـلـبـه عـلـيـه
***



كحلم تائه / ومضة .................. بقلم : زينب الحسيني // العراق



كحلم تائه
بين وسادتي ورأسي
كان حبك يتارجح
بين ليلي والشوق
كغصن طري
كلما مرت نسمة هزته
ويبقى معانقا
حضن الارض
لايخضع لعواصف الدنيا
ذاك هو حبك

بيتي المعتاد ............... بقلم : عبد القادر محمد الغريبل - المغرب






(لبيتنا القديم باب أمامي لأهله وضيوفه
وباب خلفي لأطفاله ولمن ينسل خلسة منه أو يتسلل بداخله )
لحظي العاثر وقدري المحتوم
فقدت دفء بيتنا القديم
ضاعت مسالكه من قدمي
انطمست معالمه بذاكرتي
تهت في منتصف اللاشيء
ضعت وسط طريق اللاعودة
صرت شريدا بإمتياز
مقيما دائما وأبدا بالعراء
صارت أرصفة المدينة
ساحات ميادينها
مقاعد حدائقها
محطات حافلاتها
بيتي المعتاد لا مفاتيح لأقفاله
بل هو منزوع الأبواب
غير مسيج بأسوار
ولا محاصر بجدران
يقيم في جنباته الواسعة
وأرجائه الفسيحة
أشباهي من المتشردين
والمجانين

منيعةُ الأسوارِ ...............بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.





أهاجمُ بخشوعٍ توهُّجِ آفاقِكِ
ألتُهمُ رِحابَ أنوارِكِ
وأقتحمُ بانكسارٍ مفاتنَ العطرِ
الصَّارخِ من بسمتِكِ
أنتِ نيرانُ نبضي
فيضانُ أحلامي الجزلةِ
شواهقُ أمنياتي
أحبُّكِ ما فوق الشَّغَفِ
تجنُّ أصابعي إنْ لامسَتْ
نسمة عبرتْ من قربكِ
أنتِ تاجٌ على رأسِ الزَّمانِ
قلادة نورٍ على صدرِ المكانِ
رحيقُ النَّدى أنتِ
وعصارةُ البرقِ
ثمرةُ الموجِ المتلاطمِ
على شواطٍئِي النَّاهدةِ
أحبُّكِ أضعافَ ما عند الموتِ
من شبقٍ وعنفوانٍ
أنا إنهيارُ الرَّهبةِ عند مذبحِ القبلةِ
إعصارُ الرَّغبةِ الجامحةِ
سكاكينُ الوميضِ في الهمسةِ المخمورةِ
أزرعُ على دروبِكِ سماواتِ حنيني
أشتلُ الأرضَ بلهفتي
أعمٍّرُ من ناري جنَّةَ الخلودِ
أحبٍُّكِ أعظمَ منَ الإتساعِ
بحجمِ ما عند قلبي من قوَّةٍ
أهصرُ عذوبتَكِ
أنقضُّ على رهافتِكِ
أُشعِلُ النيرانَ في وداعتِكِ
وأفجِّرُ ينابيعَ التَّصحُّرِ
في أنوثتِكِ
حين تأذنينَ لي
بالاقترابِ من أسواركِ
المنيعةِ .


إسطنبول

خاطرة نثرية ............ بقلم : احمد السامر // العراق



أكثر الناس يا سيدتي الجميلة
يحبون الخداع أكثر من الحقيقة
يفضلون الكذب المزخرف
على كلمات الصدق و الفضيلة
وأنا منذ زمن بعيد يا سيدتي
أعاني من صدق مشاعري
أقف حائرا بين ألواني و أدواتي
لا أعرف أن أرسم بالوان ليست الواني
لا يمكنني التلاعب بملامحي و إحساسي
و أرسم لوحة تناقض حالتي و شعوري
فاتركيني يا سيدتي لصمتي و شجوني
أتركيني لعزلتي لوحدتي و شحوبي
فأنا يا سيدتي تاريخ لا يتجدد
لا يتجدد إلا بحزني و دمع عيوني

حلمي أنته / شعر شغبي ............ بقلم : عبد الستار جابر هاشم الكعبي // العراق







حلمي أنته يـا حبيبي
وحـبـك مـنـوّر ظـلامـي
منين ما التفت طيفك
يحضر بصوتي وكلامي
لو ڇنت بأبعد مسافه
وسَـلـمـت تسمع سلامي
ڇم قضيّه المرمرتني
تريد كـل وحـده محامي
(ياما عيوني ساهرت
وروحي المقامك سافرت)
(والدنيا هاي اتغيرت
إلـحـڴنـه يــــا هيـــامــي)
وآني بعذابي زايد عتابي من يا هو أَبدي
يا هو الذي يسليني يلبعدك إمأذيني

كلانا يريد ............... بقلم : فيصل البهادلي // العراق





كلانا يريد
وأكتبُ شعراً
عسى أن تمرَّ الحروف
بورد الشفاهِ تحاورُ
لونا يشمُّ رحيقاً
لعطر الوثوبِ المصفى
بماءِ الرواءْ
كلانا يريدُ ولا يريدُ
ونعشقُ بعضاً ونكتم صرخاتِ
قلبٍ يمدُّ سرير التناغي
ويشعلُ شمع الوريدِ قُبيل النداء
أعطرُ رياحَ المساءِ
بلمسة حلمٍ تراءى
كأنّ الحمامَ ينقّرُ بين يديك
ويصعدُ نحو الذراعِ
ويرسمُ سهماً ويكتبُ أوّل حرفٍ
بكحل عيونك لاسمي
وحرفا بحبري يشير إليكِ
يريدُ اللقاءْ
أمدُّ ذراعي لأمسكَ طيراً
تكحّل فيكِ كأنّي نسيتُ
بأنّي حلمتُ حتى أعوّض بعض الخسارةِ
وقت انقطاع النشيد ِ ووقت الرجاء ْ




24/11//2022

هادمُ البرزخ................. بقلم : فيصل البهادلي // العراق





هادمُ البرزخ........شعرٌ يشبه النثر ونثرٌ يشبه الشعر
لو أتى الغيمُ المشاهدْ
روعةَ الإحساس في ذاك اللقاءِ
كي يعيدَ الحرفَ في الأجواءِ والأنفاسِ
في الحاضر لمّا بدأَ الحرثُ الذي شقَّ نهراً
من شفاهي حيثُ أشجاركِ عطشى
وبساتينُ الهوى رشفّت من ظلكِ الماءَ بديلا
غير أنَّ الشوقَ ممزوجٌ بكبتِ اللحظة النشوى ، يزيدُ الرعدَ والأمطارَ
في لهفي ويمنعني الصهيلا
كلّما حاولتُ أنْ أُبقي نهايات
المدى بين الأصابعْ
خانني وهج الربيعِ الآن في هذا الخريفِ
البارد المثلوجِ قد نادى الطلولا
مثلما تبدو بداري الآن أصواتُ الضياعْ
كنتُ أشدو في بقايا الشِّعرِ في ليلي
وفي ضوءِ التذكرْ
عشتُ أحلامي بصمتٍ
نصفها كان رجوعاً،
حيثُ كان الفجرُ لي،
حيثُ كان البرقُ يزدادُ ضياءً
وحمامُ الدارِ يزدادُ هديلا
...... .............................
مثلما أكتبُ في عينكِ شعراً
أكتبُ النثرَ صدىً في حرف فجرٍ
قد ينامُ الشِّعرُ في شَعرِكِ..
أو في نثرِ بسمات الشفاهِ الورْد يختارُ المقيلا
ربّما قلتُ هنا الشِّعر تغنى
في قوامِ الخصر والخطواتِ
في رملِ الدروبِ
في مدى التاريخ قد يختارُ إيقاعاً جميلا
أو تهادى النثرُ في عينين كي يحكي أفول
الشِّعرِ في زمن الغروبِ
كي نرى للحرف وهجاً وحلولا
قلتُ إِني هادم ُ البرزخَ في عينكِ
من شعرٍ ومن نثرٍ
لكي يصبحَ برق ُ العينِ أنقى
وهطولُ المزّنِ يشتدُّ بهاءً
حول خصرِ الشِّعر في حرفي
ويعطيني الدّليلا

4/12/2021

ما هو شعر الهايكو؟................... بقلم : لبنى شراررة بزي- لبنان




"الهايكو" فنٌّ شعريّ يابانيّ الأصل. نشأت قصيدة
الهايكو في اليابان في أحضان ديانة "الزنّ" البوذية ، حسب ما يُجمِعُ عليه أغلب الباحثين في الهايكو، حيث بدأت هذه القصيدة القصيرة في القرن السادس الميلادي بسيطة وساذجة، لم تعْدُ أن تكون أغانيَ للفلّاحين، ثم تحوّلت إلى فنّ شعري قائم بذاته. وقد شهد هذا الفنّ الشعريّ في منتصف القرن السابع عشر قفزة نوعية على يد عرّاب الهايكو الياباني الشاعر ماتسو باشو (١٦٤٤م-١٦٩٤م)، الذي منح للقصيدة بعداً جديدا يتمثّل في الاهتمام بعالم الطبيعة باعتبارها مصدرا للتأمّل واستنباط الحكمة؛ ثم تلاه عددٌ من الشعراء اليابانيين أمثال كوباياشي إيسو ويوسا باسون الذين قاموا بتطوير هذا الفنّ الشعري. انفتح الغرب عن طريق الترجمة على قصيدة "الهايكو" من خلال بعض الشعراء الغربيين من أمثال جاك كوراك وريشارد رايت وإزرا بوند.
وصلت قصيدة "الهايكو" إلى اللغة العربية عن طريق ترجمة نصوص عبر لغات وسيطة كاللغة الانكليزية حتى منتصف القرن العشرين، حيث قام الشاعر السوري محمد عضيمة بأوّل ترجمة لنصوص يابانية مباشرة إلى اللغة العربية في كتابه " كتاب الهايكو"، الذي احتوى على الف قصيدة هايكو مترجمة إلى جانب احتواء الكتاب على النصوص الأصلية. تتكوّن قصيدة الهايكو من ثلاثة أسطر تُكتب بكلمات قليلة جدا وجُمَل مقتضبة. يجوز وضع عنوان لها لكن أغلب الأحيان يختار الشعراء كتابتها بلا عنوان وهذا جائز أيضاً وصحيح. البعض يعتبرها ثلاثة أبيات والبعض الآخر يعتبرها بيتاً واحداً موزّعاً على ثلاثة أسطر. في اللغة اليابانية كانت تُقسّم إلى سبعة عشر مقطعاً صوتياً موزّعة بشكل ٥-٧-٥، لكن بحكم اختلاف المقاطع الصوتية مع اختلاف اللغات تمّ تحرير قصيدة "الهايكو" شيئا فشيئاً من عدد المقاطع الصوتية حتى أصبحت تُكتب بثلاثة اسطر مقتضبة مع المحافظة على عنصر المشهدية(الحاضرة امام الشاعر او في ذهنه) وعنصر الطبيعة(أو ما يشير إلى الفصول الأربعة بشكل مباشر أو غير مباشر)، مع ضرورة الالتزام بصيغة الفعل المضارع للدلالة على الّلحظة الآنية و ضرورة المحافظة على عنصر الدهشة الذي هو من المميّزات الأساسية لقصيدة الهايكو. الجدير بالذكر هنا أنّ الالتزام بعنصر الفصول(الكيغو) الذي كان يُعتبر من أساسيات قصيدة الهايكو اليابانية التقليدية قدّ قلّ مع مرور الزمن ومناداة البعض بالخروج عن الهايكو التقليدي الذي يتمثّل بمدرسة الشاعر "باشو"، أمّا المشهد الإنساني الذي احتلّ قديما مساحة لا بأس بها في قصيدة "الهايكو" فقد اصبح يحتلّ مساحة أكبر في يومنا الحاضر حتى كاد يختلط شعر الهايكو مع شعر "السنرْيو"، وهو فنّ شعري يابانيّ أيضا يُكتب بنفس طريقة الهايكو ويعبّر عن مشهد إنسانيّ حاضر أمام الشاعر او في ذهنه.
وإليكم بعض نصوص الهايكو من ديواني" حديث الفصول الأربعة"(شعر هايكو) :
١-على زهرة الصبّار
تحطّ نحلةٌ دؤوب
لا تخاف أشواكها
٢- بيت جدّي
ما تزال صور الطفولة عالقةً
على الجدران المتآكلة
٣- الحُكمُ المسبق
تتّضح الرؤية حين نقتربُ
من الضباب
٤- ذاك القمر
ملامحه مبهمة
رغم صفاء الجوّ
٥- في غيابي
يتجوّل وحيدا في حديقتي
عطر الورد
٦- دموعُ طفلٍ فقير
رغيفُ خبزِه الناشف
في منقارِ نورس
٧- تلك النعامةُ الشامخة
تدفنُ رأسَها في الرمل
تحمي صغارها
٨- موكبُ الرئيسٍ
يتوقّفُ فجأةُ
بطةٌ برفقةِ صغارِها
٩- القمرُ الخريفيّ
عينٌ ساهرة
على الأوراقِ المشرّدةِ
١٠- موجةُ الصّقيع
رغمَ صِغرِ حجمِها
العصافيرُ تقاومُ الموتَ
١١- صياحُ الدّيك
غير آبه
يتابع الكناري غناءه
١٢- ليلة عيد الحبّ
ألمح طيفك يحضنني
في عيون اولادي
١٣- تحت المطر
اسيرُ بلا مظلّة
أخبّئ دموعي المنهمرة
١٤- (الحقيقة المؤلمة)
تتكرّرُ فصولُ الطبيعة
تمرُّ فصولُ العمر
مرّة واحدة
١٥- خلف
ذاك الأفق المتجهّم
تختبئُ زرقةُ السماء
١٦- بين الأوراق الصُفر
يرقدُ جذعٌ ميّت
وفطرياتٌ حيّة
١٧- ليلةٌ ماطرة
بغزارة المطر
تنهال عليّ الذكريات
١٨- ثلجٌ و برد
بعينين حالمتين أبحثُ
عن دفء الذكريات
١٩- كلُّ هذا الثلج
و لا أشعرُ بالبرد
ذكرياتٌ تشعلُ الحنين
٢٠- ثلوجٌ في كلّ مكان
كيف أجدها
القطة البيضاء المشاكسة
٢١- هجرةٌ جماعية
وحدها تبقى صامدةً
أعشاشُ الطيورِ المهجورة



همسة .............. بقلم : خالدية ابو رومي .عويس - فلسطين




هناك وفي أحد الرفوف
عتقت
عهداً ووعداً
باحتضان آلآمي
وآمالي

ندم وجنون...............بقلم : عادل هاتف عبيد// العراق







مازالت دنيا منقوشة
على ملابسِ أيامي
وأنا
مازلتُ اضحوكةَ قلبي
مفضوحًا
تصبغني بلونِ الأصفرِ
أوهامي
أعرفها كِذبة
أحلامُها صعبة
وسواسها
يعشقني أُميًّا
مزّقَ أوراقي
كسَّرَ أقلامي
مازالت ترميني
في تنّورِ الشَّكِ
إن رفَّت
على قصرِ أطماعها
أعلامي
مازالت تغزو أفراحي
وتستردُ آلامي
تحتلُ بكذبها المخبولِ
أحلامي
عشقها شيطان
يجعلني أنزف شوقًا
لِأهلَّةِ إستسلمي

همسات ............. بقلم : خالدية ابو رومي عويس - فلسطين



عندما نتلو الحكايات
وما تيسر من آمال
ندثرها بوسائد الصبر
نعاند بها الأقدار
وأحلاما غير محققة
عندما يعترينا الشك
بحذافيره
لتقلبات حفرة الياس بداخلنا
كجدران معابد تهالكت
من خطوط أقلام فصدئت
تنتظر إعادة بناء وتعديل
وبعض رتوش تجميلية
لتبعث بها الحياة
من جديد
هكذا قلوبنا

الأنا والآخر دراسة في نص الشاعرة "د. آمال صالح" "القصيدة المشوهة"........ بقلم: حسين عجيل الساعدي// العراق





(الشعر أساس الكينونة، والشاعر هو راعي الوجود، واللغة هي بيت الكينونة حيث في حماها يسكن الإنسان، والمفكرون والشعراء هم من يسهرون على هذا الملاذ).
الفيلسوف الألماني
"مارتن هايدغر"
(القصيدة المشوهة...!!!)
بقلم د. آمال صالح
أنا القصيدة العصماء...
لا تلوثوا أوردتي
بألفاظ سقطت من رداء الشهوة...
أنا حلمكم...
وبلسم أرواحكم...
أنا من بقي من تناحر القبيلة...
أنا من عاد يحمل البشرى...
أنا انسجام الحاء مع الباء...
لا تشوهوني بتيار الزمن المهرول...
لا تسقطونني في شباك الأجسام السمجة...!!!
أريد أن أكون أنا القصيدة...
تأتي على قدر شفافية الوله...
على قدر الاتساع...
حينها اسميها حرية...
حينها أعتقكم...
أكتبكم من جديد...
حينها أعلن على الملأ
أنني بينكم... بكل جنوني وحروفي البريئة
معافاة... وأبية...!!!
فلا تشوهوني... أنا شاهدة عليكم...
لا تشوهوني...أرجوكم...
لا تسقطوا عني الهوية...!!!
تسيدت قصيدة النثر، على سائر الأشكال الشعرية، بسبب ما أمتازت به من (تكثيف وإيجاز وتوهج وسعة أفق) وتنوع ودلالات. ولعل أهم ما يميزها، هو قدرتها على أختراق المألوف، وجمع المتضادات، و (تقاطعها مع جماليات الشعر الكلاسيكية من ناحية أساليب الكتابة وعلاقة الشاعر برؤيا العالم)، فكان لقصيدة النثر الصدارة في الحداثة الشعرية، فشكلت فضاءً شعرياً مفتوحاً أمام المرأة، حيث أحتضنتها في التعبير عن همومها، وقضاياها، خاصة تلك القضايا التي تمس خصوصيتها وذاتها. فأتجهت إلى كتابة قصيدة النثر (الذي عثرت فيه على مطلق جمالي مفتوح يمزج بين ما هو نثري وما هو شعري).
إن سياق كتابة قصيدة النثر يكسبها دلالات مختلفة، فهي تحمل وعي حداثي يتمرد على قواعد الكتابة التقليدية للشعر في خلق إيقاعاً شعرياً خاصاً، كحد فاصل بين الشعر والنثر، لتوجد نصاً له خصائصه وسماته، يعيد تشكيل وعي جديد للمرأة. فالناقدة "ماري إيجلتون" تؤكد في كتابها "نظرية الأدب النسوي" (أن النص النسوي هو ذلك النص غير المقيد بالمفاهيم التقليدية، والذي لا يلقي بالاً لمعايير الرجل، والذي يعكس واقع حياة المرأة بشكل صادق بقصد زيادة وعي المرأة).
أتخذت الشاعرة "آمال صالح" من قصيدة النثر وسيلة للتخاطب بين الذات والآخر، ومجالاً للتعبير عن تجربة تعكس واقع المرأة بعيداً عن مرتكزات يصوغها الآخر في صورة أعراف وقوانين اجتماعية.
تستلزم قراءة النص (القصيدة المشوهة) الوقوف على خطاب وقصدية الشاعرة في فهم التجربة الأنثوية في تكوين رؤيا شمولية للنص.
يأتي عنوان النص بالكثير من المعاني الذي يمكن الكشف عن خفاياه بما يحمل من أبعاد ودلالات سيميائية، فهو العتبة النصية الأولى للولوج الى النص، والبؤرة التي تخضع لإجابات مفتوحة، وتستجمع وتختزل دلالات النص، وعند إتمام قراءة النص يمكن أن نصل للمعنى الحقيقي الذي تتضح من خلاله صورة العنوان الذي يقودنا إلى الوجع الأنثوي.
الذات (بناء ديناميكي ووعي أنوي)، وما تنطوي عليه من خصائص قد تحتاج إلى فلسفة خاصة، تشكل تجربة قد تكون هوية. والمراة كائن ذاتوي، لذلك توصف كتابات المرأة في الأدب النسوي بالذاتية التي تتجاوز بها حدود (الأنا).
اعتمدت الشاعرة "آمال صالح" ضمير المتكلم، خاصة الضمير (أنا) محوراً يرتكز عليه النص، تمثل في مطلع النص (أنا القصيدة العصماء) وهذا التصدير في ديباجة النص، فيه الشموخ الذي يملأ وجدان الشاعرة، وثبات الذات، وفيه الكثير من الرمزية، والدلالات المفتوحة في مواجهة الآخر، الذي يسقط الفاظه (من رداء الشهوة)، ولكنها تعيد توكيد (الأنا) في النص (أريد أن أكون أنا القصيدة).
الضمير المتكلم المفرد (أنا) ثيمة وأيقونة النص، أعتمدت عليه الشاعرة كعلامة سيميائية يصلح أن يكون نواة دلالية رئيسية، حين يبدأ به النص بالقول، ويتشكل منه عندما تريد الشاعرة تعريف نفسها، وإثبات إنتمائها وهويتها، ووصف حالة شعورية تتملكها لحظة المخاض الشعري.
يمكن تعريف (الأنا) حسب ما ورد في المعاجم بأنه (ضمير متكلم قائم بذاته ولذاته، ولا ينازعه، أو يشاركه في ذاتيته وصفته آخر، فهو مستقل عن غيره).
ف(الأنا) عند الشاعرة "آمال صالح"، يقوم بدور محوري كونه ذاتاً، فالشاعرة تمتلك القوة التي تحدد بها ذاتيتها، وقدرتها على إدراك الواقع، والكشف عن مكنوناتها النفسية، والبحث عن جدوى وجودها، عاكسة تساؤلات الإنسان الوجودية عن جدوى الوجود. لأن السؤال عن (الأنا) حسب متبنيات الفلسفة الوجودية، هو سؤال عن الوجود. يمثل (الشّخصيّة الشّعوريّة، والقوّة السيكولوجيّة بالإضافة إلى القوّة البيولوجيّة والاجتماعيّة)، عباس محمود عوض، علم النفس العام، ص493 .
هناك تماهي بين (الأنا والنص)، كما في مطلع النص (أنا القصيدة العصماء) وكأنها تقول؛ أنا أكتب إذاً أنا موجودة. وهذا التماهي يأتي وفق مبدأ الفيلسوف الفرنسي "ديكارت" الذي حاول (أن يجعل الأنا مجال المعرفة الجوهري فربط بين الأنا فكراً ، والأنا وجوداً ليصل إلى نتيجة "أفكّر إذن أنا موجود") "نجيب البلدي، ديكارت، ص 200". والشاعرة ما تكتب إلا الشعر الذي يحدد ماهيتها، ويكشف خاصيتها في فهم الذات، فإستخدمت الشعر، أداة تغيير وتعبير، في كيفية بناء (الأنا) والدلالات التي تحملها في نصها.
فما دلالة أستخدام الضمير (أنا) في النص الشعري؟.
الأشتغال على الضمائر في النص الشعري، يعني التحكم في النص، فالشاعر أي - شاعر - يعمد إلى أستخدام الضمائر ليعبر عن تجربة شعورية وجدانية، لإن الضمائر مشحونة بدلالات كثيرة ومتنوعة، تزيد من قيمة اللغة الشعرية في النص، وتُوجد مداخل نقدية لقراءة النص وفهمه.
والضمير (أنا) شكل ظاهرة لافتة في النص، الممتد على مساحة النص، تعلو فيه صفة (الأنا)، خاصة في الأستهلال أو مقدمة النص، الذي يبرز كمحرك لدلالة النص.
فما هي (الأنا)؟
(الأنا)، مصطلح نفسي معناه (إدراك الشخص لذاته أو هويته)، وحسب
(النظرية البنيوية) التي أستندت إلى نظرية التحليل النفسي، للعالم "سيغموند فرويد" أنها (حالة نفسية يتم فيها التعرف على الذات)، أو (مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي والإدراك الحسي الداخلي بالإضافة إلى العمليات العقلية).
قد يسأل القارئ عن سر تكرار (الأنا) في متن النص، وما دلالة هذا التكرار؟.
هناك الكثير من النقاد من يرى أن لجوء الشاعر إلى التكرار بوصفه أهم مفاتيح النص الشعري له (قيمة جمالية يؤسس فيها كل صور ودلالات القصيدة).
فالشاعرة "آمال صالح" أعتمدت تكرار الضمير في النص لتوكيد الذات وتضخيمها، فقد تكرر في النص سبع مرات، وبهذا الكم، يعكس قلق الذات وحالة التوتر الأنفعالي لدى الشاعرة في عالمها المأزوم. فأحدثت حالة من الأرتداد الشعوري على المتلقي، لأنه شكل - الضمير - (بؤرة إبلاغ متعالية)، من خلال (إعلاء الذات وتضخيم الأنا الأنثوية)، بعد أن ظل الرجل هو المعبر عن حقيقة وكينونة الأنا الأنثوية.
ف(ألف المدّ التي ينتهي بها الضمير "أنا" يترافق نطقها مع رفع رأس المصاحب، الذي أنتج اللغة ويتماشى مع رغبته في الاستعلاء على الآخر، مما يعني إبقاء الآخر في حالة أدنى من حالة الأنا) حسن العباس، الحرف العربي والشخصية العربية، ص134.
نرى في نص الشاعرة "آمال صالح"، (الأنا) متضخمة، ذو نزعة فيها إعلاء شأن الذات، والأستعلاء على الآخر.
ففي خطابها الشعري أستخدمت الشاعرة أدوات نقدية، في تحديد الحالة التي تعيشها، وفق تصور ونزعة ذاتية، تعبر عما يختلج ويؤرق ذاتها. فكانت صوتٌ لأمرأة مبدعة، وكأنها تهتف بأناتها عالياً (أنا القصيدة العصماء). فتكشف عن تشكيل رؤياها الإبداعية، وفتنتها وغوايتها في النص الشعري، من خلال النظر إلى (الآخر) بوصفه ذاتاً أخرى، تجعل منه طرفاً نداً (لأناتها).
تسير (أنا) الشاعرة في النص بمسارين هما؛ (الأنا) المتألمة، التي تحمل مشاعر القهر والتهميش والإقصاء، و(الأنا) الثائرة على الواقع.
هناك إشكالية في العلاقة بين (الأنا والآخر)، تكاد تسيطر على خطاب الشعراء عموماً، ونص الشاعرة "آمال صالح" يسلط الضوء على تجليات هذه العلاقة بين (الأنا والآخر).
فالنص الشعري، يضعنا أمام تصور فلسفي لمحتوى (الأنا) وحضورها في النص الذي لا يكون بمعزل عن صورة الآخر. فقد وردت (الأنا) في النص متكررة عدة مرات، التي (تبين صورة الذات المتعالية)؛
(أنا القصيدة العصماء/أنا حلمكم/أنا من بقي من تناحر القبيلة/أنا من عاد يحمل البشرى/أنا انسجام الحاء مع الباء/أريد أن أكون أنا القصيدة/أنا شاهدة عليكم).
إن هذه الثنائية (الأنا والآخر)، تعد من أبرز الثنائيات التي شغلت النقاد في الدراسات النقدية الحديثة. والشعر العربي يزخر بهذه الثنائية التي يجعل منها بؤرة دلالية تتوالد عبرها الأفكار والمعاني، في فهم علاقة الشاعر بمحيطه ومجتمعه. فالترابط الجدلي في هذه الثنائية يبقى محوراً رئيسياً، وحجر أساس لأي نص شعري، فلا يمكن تحقيق (الأنا) إلا بوجود (الآخر).
واذا أردنا أن نقف عند النص ومحاولة أستكناه محمولاته ودلالاته، فإننا نلمس حالة صراع ثنائية (الأنا والآخر)، الذي يغلب على النص، والذي صار جزء من مكونات النسق الشعري، في الكشف عن المكنونات النفسية وأزمة الذات، وصراعها مع الواقع.
(لا تلوثوا أوردتي
بألفاظ سقطت من رداء الشهوة...).
(لا تشوهوني بتيار الزمن المهرول...
لا تسقطونني في شباك الأجسام السمجة...!!!).
الشعر النسوي (شعر انقلابي) على السلطة الذكورية موروثها، في تحقيق معادلة (الأنا والآخر)، ضمن إطار معرفي وسايكولوجي. وقد تساءل الدكتور "عبدالله الغذامي" حين قارب إشكالية (الأنا والآخر)، قائلاً: (هل تستطيع المرأة أن تسجل من خلال إبداعها اللغوي أختلافاً أنثوياً إيجابياً يضيف إلى اللغة والثقافة بعداً إنسانياً جديداً ... ويجعل الأنوثة معادلاً إبداعياً يوازي الفحولة؟)، "عبد الله الغذامي، المرأة واللغة، ص 10".
فالشاعرة تراهن على تحقيق ذاتها في نص إشكالي، من أجل إثبات وجودها، في رحلة بحث عن هوية كيانها لتخلق عالمها داخل النص.
(لا تسقطوا عني الهوية...!!!)
لقد حددت الشاعرة موقفها في إطار خطاب موجه إلى (الآخر)، من خلال البعد الدلالي للضمير (أنا) الذي يريد أن يلغي الآخر أو ينزل من قيمته،
(أنا حلمكم...
وبلسم أرواحكم...
أنا من بقي من تناحر القبيلة...
أنا من عاد يحمل البشرى...
أنا انسجام الحاء مع الباء...)
لقد طرحت في نصها قضايا، الهوية والحرية والتحدي والأختلاف، وأبراز الذات.
(أريد أن أكون أنا القصيدة...
تأتي على قدر شفافية الوله...
على قدر الاتساع...
حينها اسميها حرية...
حينها أعتقكم...
أكتبكم من جديد...
حينها أعلن على الملأ
أنني بينكم... بكل جنوني وحروفي البريئة
معافاة... وأبية...!!!).
الشاعرة حريصة على تقديم رؤيتها، ورغبتها في تثوير الذات الأنثوية في التحرر، التي هي بمثابة تجلي لكينونة الأنا.
(أريد أن أكون أنا القصيدة...
تأتي على قدر شفافية الوله...
على قدر الاتساع...
حينها اسميها حرية...)
وفي النص يتعالى صوت ضمير المتكلم الممزوج بالمخاطب والمسند الى الفعل المضارع
(لا تشوهوني بتيار الزمن المهرول...
لا تسقطونني في شباك الأجسام السمجة...!!!)
الذي ينطوي على ثيمة وجودية هي قضية القلق الوجودي، سمة الإغتراب النفسي.
فالشاعرة تريد أن تكتب نصها لأستكشاف كينونتها دون خوف من أن تصطدم أفكارها مع الواقع.



قرار كاذب ............... بقلم : استيفات الوالي - المغرب




قد يكون القرار كاذبا
ياسيدتي
فصبي كل تمتماتك
اطرحيني صريعا.....بين صنميك المتمردين
فهاهنا رعشتي..... هاهنا بك كفري
وهاهنا عقيدتك وإثمي
ها هنا نار الهواء.......هاهنا خمرة شفتيك
هاهنا صبري........هاهنا بكاء شهوتي
هاهنا حمق محب
هاهنا شاعر...... وهاهنا مدينتي
قد يكون القرار كاذبا .......وقد يكون الليل مزعجا
حين اكون قد تعبت من مطارحة الهواء .... امام صراخ النهود
تعبت ياسيدتي
وانا اتجول الركب الملساء ....السمراء ....الحمراء
قد لاأصدق غضب النساء... واصدق همهمات النبيذ
حين يخبرني ان كل شيء ثابت
وانك سنبلة... تقاوم الريح
شامخة على شارع مدينتي
عندما يخبرني اني ......وانك ........وان مدينتي
تعبت ياسيدتي
حين تخذلني يداي
.وحين اصبح تافها ......احارب كل وعودي
قد يكون القرار كاذبا
ياسيدتي
وانا اهرول نحو حلم عقيم
نحو ربيع مفقود ....... على قيثارة الخريف
نحو ليل يجر بقايا حفل اليم
نحو فجر يقف على ابواب الرحيل......وهواجس ليلة مقمرة......مدمعة
قد يكون القرار كاذبا
ياسيدتي
حين يراقص الظل....... رمشك المبلول
وبريق عينيك .....يحاصر حلمي
قد يكون القرار كاذبا
ياسيدتي
عندما يكون الكل بمدينتي نائما يحلم ......إلا انا
إلا انا انتظر عبور البحر
احمل الذكرى .......متجاهلا قصائدي


30/11/2022




ثِمارُ الرِّيحِ....................... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.






جاءَ ليودّعَني دمي
أحسستُ بموتٍ عارمٍ
يطوِّقُ فضائي
الأفقُ كانَ متَّشحاً بالصرخَةِ
الهواءُ كانَ مسكوناً بالرَّمادِ
شدَّ الرَّحيلُ على يدي
همسَتْ شفاهُ الإختناقِ
وعانقَني جُرحي البليغُ
تمسَّكَتْ أصابعي بذَهابِهِ
استوقفَتْهُ أنفاسي
وارتمتْ عليهِ مخاوفي
كانَ ظلُّهُ ينحسِرُ عندما غادرَني
أشعلَتْني أشجارُ الرِّيحِ
تواثَبتْ عليَّ المقابرُ
حدَّقتُ بمخاوفي بذعرٍ شرسٍ
رأيتُ السَّيفَ يهوي على طرقاتِ
العودةِ
شاهدتُ البحرَ يزحفُ على عكَّازِ النَّدمِ
من شرَّدَ الأمواجَ
هو مَنْ أحرقَ الأشرعةَ
من بعثَ الجوعَ في الحقولِ
هو مَنْ أكلَ الرَّغيفَ
تعالتِ احتجاجاتُ الوميضِ
ثارت آلامُ الفاجعةِ
لكنَّ الخيبةَ خسفتْ قِوى الرُّوحِ
وصارتِ المسافاتُ تصُدُّ الحنينَ
وبشراهةٍ تلتهمُ اللهفةَ الهوجاءَ .



إسطنبول

تصحُّرُ الغِيابِ................ بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.





أتناهى إلى حدودِكِ
أقِفُ على قلقي
وخوفي وارتباكي
نبضي فاغرٌ فمُهُ
وهواجسي ترتعشُ
ينتشرُ اللهبُ على أطرافِها
كأنَّها جبالٌ من جنونٍ
أتحسَّسُ الشُّعاعَ
أتلمَّسُ الرَّحيقَ
أتنفَّسُ الفتنةَ
وأتسلَّلُ إلى فيءِ ظلالِكِ
أستمعُ لأناشيدِ الوردِ
وصخبِ الفراشاتِ
وشغبِ الندى المشاكسِ
يدي على اندلاعِ السَّكينةِ
دمي على شفاهِ النَّارِ
أطوِّقُ خصرَ العطرِ
ألعقُ عُنُقَ البرقِ
أشمُّ زَغَبَ السَّحابِ
أتضوَّرُ أمام الذُّرا
أقبِّلُ دفءَ التَّوهُّجِ
أصرخُ ملأَ دمعتي
شكراً للمرارةِ التي أحياها
شكراً للخيبةِ التي ترافقُني
منذ تعارَفْنا في رحمِ العشقِ
لولا الجحيمُ ما عرفتُ
نكهةَ الجنَّةِ
لو لا احتراقي بحبِّكِ
ما أشفقتْ عليَّ القصيدةُ
أضمُّ رمادَ انتظاري
أحتضنُ رميمَ عُمُري
أمجِّدُ عذاباتِ الحُلُمِ
وأسعى في تصحُّرِ الغيابِ
الغيابُ قطعةٌ من وجودِكِ
بل رايةً لامتدادِكِ
أنتِ وهمُ شموخي .


إسطنبول

أبخرةٌ ضوئيّةٌ حَبيسة ................ بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي // العراق




برأسي هَذَيانُ شتاءاتٍ تتدثّرُ بغطاءٍ من صقيعٍ ما كانَ لطعمِ إدامهِ من مذاقٍ فيُستمرأَ ولا لريحهِ من عطرٍ فيُتنشقَ لا بدّ من كبحِ جماحهِ ببراكينَ حصيفةٍ كي لا يورق في يمِّهِ دمعٌ خضيلٌ أو يتشظّى ماؤهُ عباباً فيفيضُ علىٰ الأرجاءِ الهشّةِ كمْ أسدلتُ عليهِ من أسوار مُعتّقةٍ حتىٰ أصابهُ الصدأُ واكتنفَ الرمادُ جمرَهُ ، النجوى شعاعٌ والكلماتُ قناديلُ فاسرجْ شعاعَكَ للشمسِ قبلَ أنْ يبلعكَ البحرُ وراودْ قلبكَ بالطيفِ قبلَ أنْ تدسّ يدكَ في العتمةِ واستعدْ للبللِ قبلَ أنْ تداهمكَ الأيامُ النديّاتُ خيوطُها رهيفة ممتدة ومشعّة بأشعّةٍ نجميّةٍ من ضوءٍ أبيضَ ، كُنْ كنسيمِ الصَبا يزفرُ ليلهُ فيشهق صبحهُ هدرَ بحرهُ وغنّى شاطئهُ بفمٍ حرّان صوتهُ رجيع ٌوالصدى يندّهُ بشواظ من لهبٍ بلا دخانٍ ولا بخار .

العِراقُ _ بَغْدادُ



أتوسّمُكِ إكسيرَاً لروحي .................. بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي // العراق




شاحبةٌ أوراقُ الليلِ لا تصلحُ إلاّ للذكرى مُذْ رحلتِ وطيفُ الوجدِ يخبُو توهجُهُ يسبحُ صمتُكِ في الفراغِ يروّضُ موجَةَ الكونِ الصاخبةَ عوالمُكِ التي يسكنُها الغيمُ والمطرُ سقيايَ ونبعُ تدفّقي ، المطرُ الذي لا يشبهُكِ ينزلُ كالغثيانِ علىٰ روحي يعزفُ علىٰ أوتارِ الوجعِ اليومي ألوانَ صبابتي لا غرابة لو خانَ الظلامُ حياتي أرنو إليكِ في الأقاصي البعيدةِ وأشتاقُ لمراهمكِ السنيّةِ ترياقاً لسمومي أصيخُ سمعي لترانيمكِ وأنتِ ترشّينَ عتبةَ باب الدارِ وأصواتُ تهجدكِ آناء الليلِ وتراتيلكِ أطراف النهارِ تعطّرينَ فضاءاتنا الخانقةَ بعبقِ أنفاسكِ السابحةِ في فراديسِ الضياءِ ليتني أطلقُ الريحَ في مداراتِ الحلمِ كي تنطفِئ شمعةُ الموتِ لا وجعَ يضاهي لسعةَ الفقدِ ولكننّي ما زلتُ أراكِ تشعلين قناديلََ الوصولِ ترتدينَ وشاحَكِ الأسود تنشرينَ شالكِ الأبيض علىٰ رؤوسنا تخضّبينها بحنّاءِ روحكِ اليوسفيةِ فيغادرُ الحزن عبرَ شواطِئ عينيكِ حاملاً ألفَ شراعٍ من أملٍ ورجاء .

العِراقُ _ بَغْدادُ





مـــوسم حـــصاد حــسرة الخاســرين .............. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



انتهى موسم الحصاد في حقولنا
اسراب الاوز المهاجر عاد يحلق
اصواتها تملأ الحقول
تحت وابل القش المتصاعد ،بفصل الرياح
قرانا منذ القدم ،مشرعة النوافذ
مآذن الجوامع لخرائبنا
تتربع اللقالق في اعشاشها
نسير في ازقتنا ،حتى معصوبي العيون
هي ذي نحن ،نشتهي الجنون بلذة
يقتلنا الليل انتظارا ،يشكو جوعه الابدي مثلنا
نمهل انفسنا لا نهملها
حيث تضطرم مجامر الانتظار
مجانين بهوى القرية ،يغمرنا الحنين اشتعالا
متيمون ولهى من الاشتعال ،نبتهل ابتهالا نعلل بالمنى
استفاقت جروحنا ،نسعى اليها، تحملنا
خضراء الوان الازهار البرية ،اينعت
تعانقنا، نعانقها نطير ولها ،مثل الصياد ينظر البشارة
خائفين ،ايّ وجه نفارقه كان يجثو
تورقت اوداجنا حبلى بما ،يأتي بغير صبح
ننتظر البشارة نتمالك ،عندما يأتي الصباح
يا حسرة الخاسرين هكذا ،تنتابني الحسرة مريرة
اموت ويقترن اسمي ،بمساحة سوداء على حائط
كأسفلت الشارع الاسود
كل ايامي اتنزه النظر الى ،مآسي الازقة
واسمع اللغو وصياح معوقي العقول
كالمخمور احيد عن عربات المتهورين
يصدمني احدهم بمقتبل العمر اترنح
كالإعصار لا يأبه لا يعتذر حتى بكلمة
امضي في حشد المعتوهين ، والارض تميد بي وبخطواتي
أجلس حلما متربعا ،العرق ينزف امضي بظل جدار
اتقي بوجهي في رحابه، حرّ مضني
اطوف في الهواء القّر كطيارة ورقية
اغشتني انوار مصابيح الشارع
رأيت الشارع فالنهر
اركض عائدا نحو كوخي المتهرئ ،لا يقي من حرّ ولا مطر
زمني خيبات ،استرجع ظلماته
غيهب خطواتي وممشاي منذ كنت طفلا
ما زال بي بقية روح تأخذني وئيدا في ليالي القاسية
الى... قبل الموت
ادفن وجهي بين راحتي يديّ ،ابغي ذكرى في سنين
خلت موجعة ،يوقظني اليأس
وخطوات متسول مخبول لا يدري اين يسير
قرانا تخومها اباحها غرباء المواعظ
اضرموا النيران في اكواخها
بتنا نبحث عن قرية غلبت على امرها
ليست احسن حالا من القرى الاخرى

العراق/بغداد
3/12/2022

التطبيع مع الزحمة بلا شروط ............. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



من ضروب المستحيل
اعادة انهار الصفاء
بينهما الى مجراها الطبيعي،
انا بهشاشة تحملي
ربما بأنفاسي التي تلهث
هاربة من صدري الى المطلق
عندما يحاصرني ذلك العدو الشرس والآخر..
زحام الاماكن واكتظاظ زواياها..
حينما تطبق بأكف القسوة على اجساد البشر..
بالنسبة لي تجتاح حدود صبري
فتنفذ الى لحم طاقتي
المبعثرة على فراش الضجر..
غارق انا في اوحال عرقي
المتوحد مع صهب الاجساد
التي تنتحر في اتون
التلاصق والتصادم وعنف اللحظات..
عندما تعجز الاماكن
عن ان تحتوينا
ويهرب البراح الى شقوق الضيق
تتلاصق كحبات قمح على جسد سنبلة..
نختنق كسمكة على شاطئ نهر..
تخترق العصفور النار..
الزحام ثقافة جديدة
اقتحمت حياتنا
تضغط على اعصابنا
تتصارع طوال الوقت
مع عقولنا ومشاعرنا
كي نتقبلها ونتعامل معها
بصورة طبيعية
تدعونا الى التطبيع معها بلا ايّ شروط..
والتقط انفاسك صورة من ايّ زوايا الكون
لن تكتشف الاّ زحاما يصيبك بالغثيان..
الارض انها تلقينا جميعا
دون ان نتعاطى الزحام
في اطباق طعامنا او في فناجين قهوة احلامنا
او تحت ملابسنا الخارجية منها والداخلية
مكننا في لهاثنا المحموم
نحو اشباع حاجات الانا والذات المطلقة..
سقطت منا شارة العدل والايثار
على ارصفة الحياة..
فراغ هائل بلا حدود
لا تدركه ابصار الادنى من الناس
ينهم به قلة من الاقوياء والمحظوظين..
وشقوق ليلية الايقاع..
حجرية المرددات
لعنتها خرساء
اضواؤها عمياء
تضم تحت اضلاعها المتوحشة معظم القطيع من بني البشر..
اولئك الضعفاء المطحونين المعجونين
من قمح المعاناة
والسابحين في اتون الكد وصهد الشقاء..
كم يصبح العنف يسيرا في زحام الامكنة..
بقد ما تتقارب الرموس..
تتباعد النفوس وتتنافر المشاعر والاعصاب..
يسيل دم الحبّ على ارصفة الضجر..
يتسرب من ثقوب الملل والقرف والضيق،
ايتها الارض فجرّي فينا ينابيع الصبر والتحمل،
علّنا بتلك المنحة نبدأ التطبيع مع الزحام رغم قسوته ووحشيته...


العراق/بغداد
6/12/2022