أبحث عن موضوع

الجمعة، 30 ديسمبر 2022

اللغةُ هي الهويةُ ............. بقلم : عادل نايف البعيني - سورية







سأنطلقُ في محاضرتي من عنوانِ الندوةِ ( اللغةُ تساوي الهويةَ) الذي أرى فيه تجنّيا على اللغةِ، فهي أكبر من أن يساويها شيءٌ، حتى ولو كانَ هذا الشيءُ "الهويةَ" فلغتي تكشفُ عن هويّتِي، وتدلُّ عليها، واللغةُ في حدِّ ذاتها هي الصورةُ الحقيقيةُ لوجهِ المجتمع وملامِحه في زمن ما، ولا يمكن أن تكونَ هذه اللغةُ مخالفةً أو مناوئةً لواقعِ هذا الزمنِ. فما أن ينطق أحدنا، ومن مجرّدِ سماعِ لهجتِهِ ينبري السامعُ قائلا له:" أنت من منطقة كذا؟". فاللغةُ إذن هي الهويّةُ الثقافيّةُ والسياسيّةُ للشعوبِ، وهي جوازُ المرورِ إلى الآخر، وهي الكاشفُ الحقيقيُّ لمسارِ هذه الأمةِ.
عندما نقول ( اللغة القومية) نجيّرُ المسمّى لنقول: اللغةُ الأمُّ، وهل هناك أكثرُ من مفهومِ الأمِّ دلالةً على الحنان، والحب، والوفاء، والانتماء، والقداسة. الأمُّ التي حفظَتْنا وحافظْنَا من خلالِها على هويّتِنا ووجودنا، ساعدنا في ذلك، مرجعٌ إلهيٌّ كبيرٌ ألا وهو القرآنُ الكريمُ، الذي كان له دورُهُ الكبيرُ في حفظِ اللغةِ العربيةِ من الضمور على مدى قرونٍ طويلةٍ، بل ساهم في نَمائها وازدهارها وانتشارها على بقعة واسعة من العالم، وليس أدل على أهمّية هذه اللغةِ من اعتمادِها لغةً رسميةً في الأممِ المتحدةِ، يُتَرجمُ لَها وتُتَرجَمُ إلى لغات عالَميّةٍ.
ولمّا كانت اللغةُ هي الهويّةُ، فهل من أمّةٍ حريصةٍ على البقاء والاستمرارِ إلاّ وتجهَدُ لكي تظلَّ لغتُها لغةً عصريّةً معبّرةً، قادرةً على التكيّفِ والتعبيرِ عن كلِّ مستجداتِ هذا العصرِ, والحقُّ يقالُ: ما من أمةٍ ضاقت ذرعًا بلغتِها، وضاقَتْ لغتُها عن استيعابِ مستجداتِ العصر، إلاّ وسعَتْ لاستبدالِها بلغةٍ بديلةٍ عصريةٍ، فكان مصيرُها محوًا لهويّتها وطمسًا لوجودها. وكلنا يعلمُ أن الاستعمارَ الذي مرَّ على بلادِنا العربية، بأشكالِه المختلفةِ، إنّما كانَ هَمُّه الأولُ مَحوَ هويتِنا، عن طريقِ استئصال لغتنا، واستبدالها بأخرى، وقد بدأت بوادرُ الضعفُ تدبُّ في لغتِنا منذُ أواخرِ حكمِ العثمانيين، حينما بدأ التورانيون يحكمُون، وشرع حزبُ الترقي والاتحاد الحاكمُ حينئذ محاولة تتريك جميعِ الولاياتِ، بهدفِ القضاءِ على العنصرِ العربي، وعلى اللغةِ العربيةِ، وللغرضِ نفسهِ سعَتْ فرنسا بسياسةِ الفَرْنَسَةِ. وما من أمّة طغت على أمة أخرى وطمسَتْ هويَتَها، إلا وكانت اللغة سبيلها إلى ذلك. ولكنّ لغتنا صمدت بفعل إرادة الشعوب العربية، وتراثها الأصيل، وتمسّكها بأصالتها وهويّتها.
ومن ثَمةَ جاءَ الاستعمارُ الثقافِيُّ، بمحاولةٍ جديدةٍ لطمسِ الهويّةِ العربيةِ، عن طريقِ هدمِ اللغةِ من الداخلِ، وحرفِها عن مسارِها القوميِّ والتوحيدي، باستعداءِ أهلِها عليها، انطلاقا من المثلِ القائلِ (سوسُ الخشبِ منه وفيه)، ففي مقالٍ للدكتور المصري عبد العزيز حمودة، يدافعُ فيه عن اللغةِ مؤكّدًا على قدرتِها على مسايرةِ كل العصور قائلاً:"إنّ هناك اتهاماتٍ صريحةً توجَّهُ للغةِ العربيةِ من أبناءِ جلدتِها، بأنها لغةٌ عاجزةٌ عن استيعابِ مصطلحاتِ العصرِ وعُلومِه وتقدّمِه، وهذه اتهاماتٌ عاريةٌ عن الصحة" وبهذا الصددِ أيضا يقولُ الدكتور الأردني العلاّمة ناصر الدين الأسد ردًّا على من يشكو صعوبةَ اللغةِ العربية: " هو ادعاءٌ وضعَهُ بعضُ الأجانبِ في نفوسِ بعض أبنائنا، فأخذوا يردّدون أنّ هذه اللغةَ صعبةٌ، وهي لغةٌ ميتةٌ ولغةٌ مندثرةٌ ولغةٌ ليس لها وجودٌ حضاريٌّ في الوقت الحاضر، وهي عاجزةٌ عن مواكبةِ العصرِ ومسايرة متطلبات العلم، فاستقرَّ في نفسِ التلميذِ من نشأتِهِ الأولى حتى نهاية المرحلة الجامعيةِ أن هذه اللغةَ صعبةٌ، ولذلك ينصرفُ عنها إلى أي لغة أخرى يعتقد أنَّها أسهلُ منها".
وهذا ما يسمّى بعمليّةِ (هدمِ اللغة من الداخل). وهو أكبرُ خطرٍ يتهددُ لغتَنا وهويتنا وتراثنا ووجودنا، حيث ذهبَ بالبعضِ لاستبدالِ الكثيرِ من الكلماتِ العربية ذاتِ الإيحاء الدقيق والواضح بكلمات غريبةٍ عنّا، بعيدةٍ عن أصالتِنا. وباعتقادي أن اللغةَ العربيةَ في بلادنا بالرغم من العنايةِ الجديّةِ الموجهةِ من القيادةِ السياسيةِ، هي في خطر عظيمٍ، إذا لم نتداركِ الأمرَ سريعًا، ونحتطْ لهُ، ولعل ما يُسعى له تحت شعارِ تمكين اللغةِ العربيةِ من الثباتِ والانتشارِ هي خطوةٌ من خطواتِ هذا التداركِ.
.........
إنّ اللغةَ العربيةَ -كما يعلم الكثيرون منكم- بدءًا من الصف الأوّل الابتدائي، ولغايةِ التخرّجِ من الجامعةِ – طبعًا باستثناءِ قسمِ اللغةِ العربيةِ- لا تدرَّسُ أكثرَ من حصةٍ واحدةٍ يوميًّا بالفُصحى،- وحبّذا أن يكون كلامي صحيحًا- بينما تدرّسُ بقيّةُ الحصصِ كالتاريخِ والجغرافيا وبقيةِ الموادِ باللغةِ العربيةِ المحكيةِ، ومن هنا يأتي الخطرُ. وكثيرةٌ هي الاقتراحاتُ والتوصياتُ بأنْ يكونَ تعليمُ جميعِ الموادِ الدراسيّةِ، في المرحلةِ الابتدائيةِ باللغةِ العربيةِ الفصحى.
أمّا ما يُقالُ عن كراهيّةِ التلاميذِ للّغةِ العربيةِ، وشكوى المعلمين من ذلك، فهذا الأمر يعودُ برأيي لسببين:
أولاهما: يقعُ على عاتقِ المعلمينَ والمدرّسينَ أنفسِهم، وبخاصةٍ الذين يعلمونَ مادةَ اللغةِ العربيةِ، حيثُ يتحمّلون جزءًا من المسؤوليّةِ، لأنّ البعضَ منهم لا يسعى إلى تحبيبِ الطفلِ أو التلميذِ بلغَتِهِ، وجعلِهِ يعشقُها، ولا يشجعونَهُ على التحدّثِ بالفصحى دائما.
أمّا السببُ الثاني فيعودُ إلى التعقيدِ النَّحْويِّ والصّرْفِيّ الذي تحفلُ به قواعدُنا النَّحْوِيَّةُ، مِمّا ينعكِسُ سلبًا على المتعلِّمِ، ويدفعُهُ للنّفورِ منها، ورفض الكلام والحديث بتلك اللُّغةِ.
واليومَ واجبُنا الوطنِيُّ والقومِيُّ، يحتّمُ علينا أن نواكبَ العصرَ، وأن نجاريَ الأممَ في تطوّرَِها، وهذا لا يتأتَّى بِمعزِلٍ عن تعلّم لغةِ الآخرِ، والحوارِ معه، والأخذِ منه فيما يُرقّي حالَنا، ويرفعُ من قدراتِِنا الاقتصاديّةِ والعلميّةِ المعرفيّةِ والحضاريّةِ، ولكنْ على ألاّ يؤثِّر ذلك على انتمائِنا القوميِّ والوطنِيِّ، فالحياةُ العصريةُ تتطلبُ منّا أن نتعلّمَ لغاتٍ أخرى، كاللغة الانكليزية مثلاً كلغةِ العملِ والعلمِ اليوم، على أن تبقى تلكَ اللغةُ ذاتُ وظيفةٍ محدودةٍ، وأهدافٍ خاصةٍ، ولا تكونُ على حسابِ لغتِنا الأمِّ وانتمائِنا القوميِّ، وأداةِ تفكيرِنا التاريخيِّ.
......
لِهذا أقول أنّ من سماتِ الأممِ المتقدمةِ التي تسعى لترويجِ حضارتِها حيازتها للغةٍ تعتزُّ بها، وتعتبرها رمزًا لهويتها، وبصمودِ اللغةِ وانتشارِها وفرضِ وجودِها، يمكنُ أن تروّجَ حضارتَها، وتثبتُ وجودَها.
وهنا لا يسعني إلا أن أشيْرَ هنا لكتابِ (اللغةُ والهويّةُ) لمؤلفِهِ جون جوزيف، الذي يقدّم فيهِ رؤيةً متماسكةً عن الهويّةِ بوصفِها ظاهرةً لغويةً، ويقدّمُ فهمًا تاريخيًّا للفرقِ بين ما هو طبيعيٌّ واعتباطيٌّ في اللغةِ، ويرى أنّه:"بما أنّ اللغةَ هي الوعاءُ الحاوي للثقافةِ ووسيلةٌ من وسائلِ التفكيرِ الذي يحددُ رؤيةَ العالَمِ ونواميسِهِ لذلك شكّلَتْ معرفتُها أهمَّ ركيزةٍ لتحصينِ الهويةِ والذاتِ والشخصيةِ وانّ من الواجبِ الدفاعَ عنها لحفظِ المكانةِ والاستمرارِ بينَ الأممِ" وقد أشار ابن خلدون في مقدمتِهِ إلى أهمّيةِ اللغةِ، واعتبرِها سببًا رئيسًا لانتصارِ الأممِ، ونجاحها، حيث يقول:"غلبة الأمة بلغتِها".
.......
وإذا عُدْنا للتاريخِ فإننا سنرى شواهدَ كثيرةً تدلِّلُ على ما أقولُ؛ حيثُ ازدهرَتِ الترجمةُ في العصور الذهبية للحضارةِ العربية الإسلامية وخاصةً في مجالِ الأنشطة العلمية فقد استطاعَ المسلمونَ - وبالأخصِّ في العصر العباسي- أن ينقلُوا ما لدى الحضاراتِ الأخرى السابقةِ من علومٍ ومعارفَ في مجالاتٍ كثيرةٍ متنوعةٍ، إذْ شهدتِ الترجمةُ في عهد الخليفةِ المأمونِ نشاطا مكثفا عزَّ نظيْرُه، ولعلَّ البعضَ يعلمَ أنّ الترجمةَ في زمنِ المأمونِ قد حققتْ شأوًا كبيْرًا، حيثُ كانَ الخليفةُ يكافئُ المترجمَ بمنحِهِ وزنَ كتابِهِ ذهبًا، حتى سمّي عصرُه بالعصرِ الذّهبي. فقد تُرجمتْ في زمنِهِ أمهاتُ الكتبِ ككتبِ أفلاطونَ وأرسطو وسقراطَ وجالينوسَ. فلماذا لا نعيدُ الكرّةَ نحن اليومَ ونشجّعُ مترجمينا للاتجاهِ نحو العلومِ المعرفيّةِ، وربّما هذا ما جعل الحضارة العربية الإسلامية مصدر إشعاع علمي حضاري للأمم الأخرى على مدى سنوات طويلة.
.......
ختامًا إذا أردنا أن نعزّز وجودَنا القومي والوطني، ونؤسسَ لهويّتِنا وحضارتِنا، ونروّجَ لتراثنا، فعلينا أن نتوجّهَ للغتنا العربيةِ لغتنا الأمِّ الحنون، حاملةِ حضارتِنا وثقافتِنا وتراثِنا، ورمزِ هويّتنا التي نُعرفُ بِها، لأنّ الهويّةَ مفهومٌ ذو دلالةٍ لغويةٍ وفلسفيةٍ واجتماعيةٍ وثقافيةٍ، هذه الهويّةَ لا يُمكنُ أن تغتنِي إلا بالحفاظِ عليها، والاهتمامِ بها والعملِ على تطويرها نحو الأفضل.
اليوم العالمي للغة العربية

أَبْكَاكَ حُسْنٌ .................. بقلم : العلمي الدريوش - المغرب




خَضَّكَ شَوْقٌ
حِينَ أبْكَاكَ حُسْنٌ عَالِقٌ بِالْأَعَالِي
وَالْحُسْنُ فِي الْعَيْنِ فَوَّارُ
حَمْرَاءُ جَاءَهَا طَلْقٌ
بَيْنَ أَحْضَانِ الْجِبَالِ
وَغَطَّى الصُّبْحُ خِصْرَهَا بِقُمَاشٍ
مِنْ ضَبَابٍ كَثِيفٍ
تَدْفَعُهُ الرِّيَاحُ مِنْ بَعِيدٍ
لِتَدْمَع مِنْ فَرَحٍ
قُلُوبُ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ
أَتَخرُجُ الْاَنَ عِشْتَارُ
أَمْ يَغْرَقُ فِي الْبُحَيْرَةِ نِرْسِيسُ؟
وَأنْتِ تُولَدِينَ مِنْ جَدِيدِ
مِنْ سَحَابٍ وَمِنْ رَذَاذٍ خَفِيفٍ
أَيَّ اِسْمٍ لَكِ أَخْتَارُ؟
أُسَمِّيكِ بَسْمَةً فِي شِفَاهِ خَرِيفٍ
تَرْقُبُ الْبَهْجَةَ فِي الشِّتَاءِ الْوَلِيدِ
فَالْتَحِفِي الرُّوحَ مِنِّي
غَيْثُ السَّمَاءِ مِدْرَارُ
وَاتْرُكِينِي لِلْجَمَالِ أُحْنِي هَامَتِي
مِثْلمَا انْحَنَى فِي الْخُشُوعِ قِدِّيسُ
بَيْنِي وَبيْنَكِ بَوْحُ الْوِصَالِ
قَدْ جَرَى هَوَاكِ فِي الْوَرِيدِ
مِثْلَمَا جَرَتْ مِنْ عُيُونِكِ أَنْهَارُ
يَحْمِلُنِي الْحَنِينُ فِي الْهَمْسِ الشَّفِيفِ
كَأَنِّي الْحَكِيمُ الشَّغُوفُ
تُنَادِيهِ فِي الْخِدْرِ بِلْقِيسُ
كُلَّمَا زَارَكِ غَيْثٌ
يَحْمِلُ الْحُلْمَ وَالْهَدَايَا
مَرَّ دَاخِلِي رَعْدٌ وَبَرْقٌ
وَاسْتَفَاقَ فِي الْقَلْبِ وَرْدٌ وَأشْعَارُ
القنيطرة 26دجنبر 2022


الصورة: خندق الحمراء وقد زارها غيث السماء في شهر دجنبر 2022.




أوْقِدِ الحُلم ! .............. بقلم : ليلى الطيب-الجزائر




أريد أن أكتب نصّا بالسَّاتان المطرّز ..
اهيئ وسائد غيابه
أقلِّب أجنحةَ المساء
أرحل عنِّي ، أنشدُ دفئاً
أعبُّ من كأس الفجر وتثمِلني حُميّاه
---
أجوبُ تلك السماء أحمل الماضي بين يدي
لأغفو على كتفه إغفاءة الوليد المطمئنّ
ابدأ النسيان إذا همس لي العناق ليلا
وروحي ثملى تستسقيه
---
تعالَ ! آن الأوان لندخّنَ الذكريات ونلتقي
حيثُ المواعيدُ العالقةٌ
والأحلام جامحة في القصيدة !!
كم غمرةً في نبضنا كي أُقَبِّلَ وجهك ؟
---
كم يلزمك من بريق خافت كي تعيد لملمتي
فأنا مِنذْ آخر لقاء ما عُدت أنا ..
اتلفني السُهدُ .. قطعَ خيطَ حروفي
مزّقَ معاجمَ ارتعاشات الليل في سريرك
---
لست امرآة مزاجية حين برّرتْ قائلة
إنك من أوقد الحلم في ثنايا الروح
لأنعش شتائي من كأسكَ المُحَرَّمةِ
وأكتب ، بالغياب ، حرفَك وأقرَأهْ ..

قاتلة الشعر............. بقلم : سعيد ذيبان //العراق




وترحلُ الطيور..
تاركةً خلفها
الشمسَ خلفَ البحور..
وفي العباب
ينام غيهب الشعور..
انا يا صديقةً متعبٌ
ودموعي تجري بين السطور..
انا دمعة حائرة في عين الجنون
انا في غسق الاحزان لي حضور..
في مشنقة الحب انا معلقٌ
وفي مشنقة الزهور
في حفلة موت راقصٍ
تنتحرُ قصيدةٌ
فيصفق الجمهور!
انا كنتُ طيراً احطُّ على اغصان قلبها
فكيف تجرأ الشِّعرُ
ان يذبح الطيور!



خاطرة ........... بقلم : حسين جابر موسى // العراق





الاحساس المرهف سلاح ذو حدين
عندما تعيش في عالم مفعم بالحب تشعر بطعم الحب وعذوبته. وتتمنى ان لا ينتهي النعيم الذي تعيشه
وعندما يحيطك غيهب الصدود والهجران تحسد البلداء على بلادتهم وتتمنى لو انك بلا شفافية بالشعور لكي لا تتألم بحجم ما تحمل من رهافة في مشاعرك الجياشة..



مَنْ .............. بقلم : نصيف علي وهيب // العراق





..
بطعم السرد
هايكو الاستفهام
مَنْ
..
أشجار الزيتون
معجبٌ بزارعيها
جَدٌّ وأبناءٌ هناك
..
مَنْ
يسألُ عن غيرِ العاقلِ أيضاً
جارِفُ البساتين هناك
..
سؤالُ مَنْ
عن الزارع والهادم
حزنٌ ينتابني
..
مَنْ يسري
إلى بلدِ الزيتونِ ليلاً
لهُ الثناء
..
تتلألأ حبات الزيتون
في كل عيدٍ وسنة
بشرطِ سلامٍ يغادران
..

٢٠٢٢/١٢/٢٦



همســـــــــــات ............. بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين



عند احتراق بيت
القصيد
تتلعثم الحروف
فتنطق الذكريات


*********

وكم من عيون خانها
تصنعٌ ففاض دمع الندامة لائما
وكم تبرجت حروف الود بينهم
وتصنعت لغة الحديث
ألا إن كل ماكر بزائل
وإن لا يحفظُ الود إلا
أصيل


******

تأبى القلوب إلا أن تكون حقائب
مسافرة تحمل الكثير في طريقها
وتفرغ الكثير
وما يبقى بها
إلا ذو حظ كبير


حرقة الآه ......... بقلم : أمينة الوزاني-المغرب




أجوب غرفتي
تأوهاتي تكسر جدار صمتي
ارفع عيني المطبقتين
أناجيك وحدك ربي..
ما لهذا الألم
يعتصر كبدي..؟!
مالهذا الجسد
أصبح نخبا
عرضة للريح
كأوراق خريف ..؟!
كيف لهذا السرير
الناعم الملمس
أن يصبح حصيرة شوك..؟!
كيف لهذا الطعام
أن يأبى العبور
إلى جوفي..؟!
آه.. ثم آه..ثم آه
لولا حرقة الآه
ما هبتك معذبي ..
مهما ناورت
مهما اقتربت
فللراحلين شوق
و حنين
لم تذبه السنون
و لا بدده اقتراب مقتربين..! ./.





تنفسي ايتها الارض ............ بقلم : استيفات الوالي المغرب




.
تنفسي ايتها الارض
تنفسي عانقي السماء
ادمعي ......أيتها الأحجار ادمعي
فزهرة العمر يؤويها الثراء
تمهل ايها الموت....تمهل
لازالت أكبادنا تئن ...لازالت مدامعنا تجري
اصرخي ايتها النساء
زهرة العمر يأويها الثراء
قري عينا ايتها الام ......... قري عينا ايتها الزهراء
قري عينا وطبطبي
ايوب حسن سيرته طالت ليل التصابي
خضرة عمر جفت....... عليها تذوب روحي
بم أنعيك صغيري.....بم
كلماتي وبك بلغت التراقي
شمائلك المليحة تملأ ضميري
فداك كل الناس .....صغير انت فداك نفسي فداك
ياأسفي على بسمتك... ياأسفي حين جف سناك
تموت واموت عليك حزنا وذاك بحق هواك
ابكيك ... أنعيك ...ارثيك
والقليل فيك ذاك
زمان لم القك ....لم ارك
حتى اخبرني الموت عن ذاك
تمهل ايها الموت....تمهل
لازالت أكبادنا تئن ...لازالت مدامعنا تجري
قري عينا ايتها الام ......... قري عينا ايتها الزهراء
قري عينا أنجبت..... أنجبت ما لم تنجب النساء
ذاك ايوب... ذاك نجم السماء
فاعلمي واخبري بذاك
الى جنة الخلد ياصغيري
لك العهد ان اذكرك......بحسن شمائلك وحسن امك واباك


 25\12\2022





ولَّى الربيع , وأتى الخريف............... بقلم : على حزين - مصر






ها هو الخريف قد أتى
ومضى الربيع
فمن يمسح دموع القصيد
من يُعبِّئ الروح بالأفراح
ويُذهب الصقيع
من يُعيد البسمة للوجوه
والحياة لحلمٍ صريع
كان يُعافر للحياة
كان يبغي النجاة
عافر, ثم عافر
ولم يستطعْ
*
والسائرون على الطريق
وجوه كالحات عابسات
أكلتها السنون ورَيْبُ المَنُون
وكانت بالأمس وجهاً طليقاً
يا صديقتي ولَّى الربيع ,
وأتى الخريف
ولم يبقَ إلا بقايا مهدَّمةٍ
بين الضلوع
والمرايا بقايا من ذكريات
وكابوس فظيع
*
في الحنايا بقايا من الروح
ومدينتي ملوثة الهواء
كثيرة الأهواء ,
كرهتُ عُريها , والنفاق
وليلُ شتاءٍ طويل
لم يبقَ في الحنايا إلا بقايا
من حلمٍ جريح
وملء الروح صقيع
*
ها هو الخريف يا صديقتي
قد أتي ومضى الربيع
فإن نسيت وجهك يوماً في الحياة
فلأن ملء سر الحياة دموع
فلا تستغربي , ولا تندهشي
فلأن معالم الطريق يا صديقتي
مزروعة بالدموع
*
فدعيني أتُهْ في زحمة الحياة
بلا رفيقٍ , بلا حلمٍ جميل
فأنا لم يبقَ في صدري إلا الحريق
وبقايا من ذكرى ماضٍ سحيق
لم يبقَ إلا سقْطْ الأوراق
إلا بقايا من بقايا ذكرياتي
لم يبقَ إلا أخاديدُ وشقوق
على الوجه خيبات لا تُدارى
بالألوان , ولا بالمساحيق
ولا رجوع
******************
طهطا ــ سوهاج ــ مصر
تمت مساء السبت/ 24 / 12 / 2033



سمــا ينــاجي الغمــام .................. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق





اتداول حكاية جذلى كما اهوى
كجدار بنافذته يمنحني الضياء
استدل على صوت الشارع
وصوت لم يعد بحجم الموت
لسنا احياء، نبكي ونحن مبتسمون
لا نبحث طويلا، نخشى المغامرة
نحن قياس المخاوف
نعرف سطوة الصراخ المأفون
لا نستسلم لِأخطاء اجتماعية، ولا اصوات الغربان
نقبض جمرا في قلوبنا، يلتهمنا الصراخ
ما زلنا في مرعى الخراب
دائما لدموعنا اعذار
ننهي الحكايات، قرانا ركام، اثقل الكواهل
نروم.. شقوق الارض لننهي الوجع
نسري ونعود لان ايامنا هكذا، اوجاع فقط لا غير
لو احصينا اوجاع القرية ووضعناها
لصارت عبرة لمن اعتبر
لا نخطئ بالعد، نتدثر وقت الهدوء والسلام
قلقنا عتيق معتق.. لا خوف، ادون اوجاعي
كلما سقطت الاوراق الصفراء، ابكي اخضرارها
حاورها الخريف مسبقا بشجن
اهتزّت مسامع النهار، صدا يردده الربيع
لا يمحي الاثر من ذاكرة البهجة
علامة ومآرب اخرى بين الشجر
الخريف والربيع، يهدم والاخر يبني
الربيع للعاشقين دروب، يترحم للحبّ
الحاقا بوجعي
ثمة غيوم، يمحقها الصيف، تتمايل عبثا
تمطر على الازقة، المارين
الصيف قسطٌٌ من موسم الوجع
وجع الطين واضطراب الماء
نمهد لأوجاع العشق، ودروب الاولين والاخرين
نعلم الطيور الطيران، حتى تهجر الخوف
على الابواب الشتاء والبرد، دعنا نؤثث كوخنا
بموقد حجري واعواد القصب
تلهي قلوبنا، نبحث في سحلانا الصدأة
حتى تنفر الاحلام على رؤوسنا
ما يشغلنا الهزائم والخيبات، بديلا عن الغربة
غربة التصقت بالسنين، صراع غير مألوف
يصاحبنا حتى ساعة متأخرة من الغربة
سؤال يحيرنا: كيف تحملنا العناء ونحن في الارحام؟
ام الارحام عانت بنا؟
عرف أن البحر حين تشتد الرياح، عصارته زبد يختفي
نراه نرافقه بكل براءة
ليالينا كثيرة مجنونة
نستل من ارواحنا اللهفة
تاريخنا مغتصب، ما عاد ننظر للوراء
وما يتمخض من اضطراب
سنواتنا فاجعة، نتداولها بالليالي السوداء
كأوجاع نريد نسيانها، نحن هكذا
بؤس وبؤساء نفايات التاريخ
لن نخلد كل ايامنا عزاء وسواد
سما يناجي الغمام مسّت بعضها، التهبت مزناً
مراقب للأفق ظلّ مراقبا
شيّع منه مركبا ، وقام يلقي قافلة
بشّر بالقرى وباهله، اهل السراة
الغُيّب، خط بالبيد على لوح السراب
اشارة الترحيب، كالبارق، لم يلق ظلا يرقد
راعيناه كما راعى السراة شهابا
سعيد للناس كأب من مكانه يستشرق
ينقب في الظلام يرمي طرفا ،حائرا متذبذبا
عيناه في الدجى مبصرة ،كله والقلب النابض
كالسراج اضاء وانطفأ ،كاللمحة في الخاطر
هبّت وزاغت رجوعا ،دليل البوادي
رجل مهذب ،يهوى الحياة في السهل والطيب
الناس كلهم اخوته ،لم يكن آدم اب لاحد
جادلهم لا يتعب ،كم من تائه قاده
لحسن الطريق والسلام
لم ينل منهم شيئا ولا حتى منحة
ان سمع صرخة طار اليها طربا
**********


العراق/بغداد
25/12/2022

تراتيل صامتة .............. بقلم : ندى الياسمين // العراق




هناك خلف
نافذتي القديمة
وفي زوايا شرفتي
حكايا حب غارقة
روحٌ متعبةٌ وأنفاسٌ هائمة
ودموع شوق حائرة
ذابلة
تئن بصمت
تبحث عن وميض املا
متخفية
كأوراق الصفاف خجلا
من قدوم خريفها
باكية
تجثو على الجذور
تمسك بأرضها
تعبث بها الريح فهي واهية
رغمًا امني النفس
تراتيل صامتة
صداها يؤرق الروح
يكبل القلب
أجتث روحي من ركامي
كجروح حزينة
غائرة
هي الأقدار انأى غريبًا
أعييت فك سره كراهبٍ بات عبدا لساحرة
ياهذا كفاك عبثًا
ارفق بقلب قواه
خائرة
رغما اهيم شوقا
ليتك تأتي كغيمة
ماطرة
ارضي أصبحت جدباء
وثماري لم تعد يانعة
ليتك تأتي تطوي المسافة
ننعم برغد
و نكتب قصة عابرة
أولها طلسم
وأخرها تعويذةً لعابدةٍ ناسكة





أمُّ الياسمينِ .................بقلم : مصطفى الحاج حسين- سورية.




إن تَهمُسُ لي أصابعُكِ
ينفلتُ قلبي منِّي
ليأتيكِ محمَّلاً بمجرَّاتِ الفضاءِ
فالكونُ أمامَكِ يرتبكُ
وقصائدي تتقافزُ حولَكِ كما الصبيانِ
تمُرُّ ألفُ سنةٍ
والضَّوءُ يقتربُ منكِ على استحياءٍ
بعد أن تدفعه نحوكِ الفراشاتُ
والمطرُ يغتسلُ ببسمتِكِ
والشَّجرُ يثمرُ نضارتَكِ
برحيقِ أنفاسِكِ تتطهَّرُ ُالأرضُ
ومن سموِّ جمالِكِ يطلُّ النَّدى
مسكوناً بلهفتي
يتدفَّقُ منه الزَّمانُ
والأيامُ تعرِّشُ تحتَ مجدكِ
يا أنتِ.. يا مدينةَ التَّناهيدِ
والأناشيدِ البعيدةِ
يا عروسةَ الشُّهَدَاءِ
وأمَّ الياسمينِ
إليكِ تنادي جوارحي
إليكِ أُهدي كلَّ جروحي
السَّماءُ تسمو باسمكِ
وتعلو فوقَها أسوارُكِ
وقلاعُ العشاقِ الخالدينَ
يا بلداً شُيِّدتْ بعصرِ
آدمَ وحوُّاءَ.

إسطنبول

شمعة ......... بقلم : أوهام جياد الخزرجي // العراق




أيُّ قميصٍ أبيضَ يلمُّني ,
البردُ لوَّنَ الأشجارَ,
تلبسُ ينابيعَ الزهرِ..
بيضاءٌ شمعتي ,
وردتي قلادةٌ للعطرِ ,
تحملُها قلوبُ الدرر..

23/12/2018




سُرَ.............. بقلم : المصيفي الركابي // العراق




من رأى ليلى
جمانة جملاء
رونقها يتجلى
بتأنٍ
صاغ الله مُحَيَّاها
رسم
مَباهج الدنيا
على خْدَيها دون سواها
قلبي ..
كما يهوى الله يهواها


م - ر ٢١/ ١٢/ ٢٠٢٢



هايكو .............. بقلم : رائد طياح-فلسطين.





في المشفى
توقفت فجأة عن الأنين
أمي ..




أمام البيت
أكبر من عمري السنديانة
ولم تنحن ..

هايكو ............ بقلم : جلال ابن الشموس // العراق






وقت الغروب-
تخنقني بلا رحمة،
هواجس الذكريات !!
جلال ابن الشموس

احـلام مكـدسة وفـنجان قـهوة ............. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



سأدفن مخاوفي، انا العاشق الاول
روحي تدور بوجع، لا اجيد الدوران
اتفوق بانفراد، بجمع اليأس
اجيد اصطياد الايام، بارع في عدّ النجوم
متأهب للطوارئ، لكني بدون وطن
رغم خرائط بالوان، يا لسخافة الدهر والالوان
وهم وحقيقة يمتزجان، انهيار كل الاسس
نتوه بانهيار النهار، لا انتصار
نتوه في دروب الازمنة، ليست كلها تؤدي الى الحبّ
ورد الدفلى لا يعطي عطرا
فحل التوت في البستان هيبة، لا يعطي ثمرا
تموت الاعشاب بالماء المجّ
عجت للنسيم العليل، كضعيفة يأخذ احزاننا
نموت حصرا، مهددون بانتزاع الحياة
تركت فنجان قهوتي، رسمت بقايا القهوة،
خطوطا ورسوما، تشبه جروحي
المساء جررّ اذياله
اصنع آلامي على حافة النهار
اشّد اوتار قلبي، بقوس الزمن الهرم
ملامح ساغت زمني، لِأقرأ نفسي من جديد
بفنجان قهوتي على غرار، (قارئة الفنجان)
ملأت قدحا ساخنا من كلمات لاهبة
احتسيتها، لتسمعها آذان الحبيب
تخيلت ذلك، فيما مضى من اوهامي،
حين ترسخت في ذاكرتي الليالي
هكذا اجدد موت الكلمات
لم تكن احلامي مباحة، لم تكن لي قرية
كل شيء لم يكن لنا، الاّ نشيد بائس
لا يستسيغونه، نشيد القرى البائسة
وحدنا نردد النشيد واغانٍ قديمة
احلامنا مكدسة ليست مباحة
لا نجيد غير الحلم
لا نجيد تكديس الافكار
لأننا لا نكذب
لكننا نحلم ، لا تحقق
نفسنا امّارة بالصمت
صمت يخفي خوفا، غير محصّي
نحرّض بعضنا دون افعال
نعتقل بسبب احلامنا غير المباحة
ندّق مساميرها، نعلقها، نبصرها
ما زلنا مكفوفي الافكار
لا نعرف غير الاحلام
نخفي ندوب الالام
ما زال الصفع مرتسما على خدودنا، لا تزول
نتحدث معا على عتبات الاكواخ
نجيد ذلك عن قريتنا
القرى الاخرى خذلناها، ما عادت تقبل الاعذار
تلوّح دوما وعلى يقين، انها على يقين مخبوءة في الحدقات
مصلوبون بنوايا الاحلام
تحدثنا الاشجار عن اوجاعها
اقتلعوا الاغصان تراكمت تحتها اوراقها
تكسرت ذراها الريح غبار
لا ادري ما مصابة احلامنا
دائما يقضه تشاكسنا، نغافلها ننام
نستيقظ على دموع مدرار
ماضينا ضوء يلاحقنا
ظلمات الحاضر لا تنخدع، نعرف لسنا تائهين
نبوح بالصراخ من فرط البؤس
غرس اصابعه عنوة في حياتنا
**********
العراق/بغداد
19/12/2022

الصّوْت والصّدى .............. بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل - المغرب




لقَدْ فضحَتْ دُموعُ
الْعيْنِ سِرّي
وأحْرَقَني هَواهُ
بِغَيْرِ نارِ .
( إبْن الْمُعتَزّ )
هُوَ عُرْيٌ..
أنا أفَقْتُ
مِنْهُ وَأرْنو مِنْ
وَراءِ حِجابٍ
إلَيْهِ في الْماءِ.
وَبِمَقْدورِيَ
الاِعْتِقادُ.أنّه.يَهُزُّ
بأعْناقِ الرِّياحِ
وَيُكَلّمُني مِنَ
الْماوَراءِ وكَأنّما
أصابَني مَسٌّ
أوْ أذىً..
أو سَهْمٌ
أُطْلِقَ نَحْوي.
ثَمّة شَيْءٌ صافٍ
يُحيطُ بِالْكُلِّ..
لقَدْ تغَرّبْتُ حتّى
أنْظُرَ إلَيْهِ وأسْمَعَ
أصْداءَهُ الْعالِيّةَ
كنِداءِ طُيور.
أهُوَ وَهْمٌ أوْ
مَجازٌ أوْ..
اَلصّوْتُ والصّدى؟
فَهُوَ السّحابُ
اللاّمُتَناهي..
اَلْبَحْرُ الْمُتَحَوِّلُ
لا تأْخُذُهُ سِنَةٌ أبَداً
اَلْحُلْمُ صيغَ
في مُجَلّداتٍ.
أوِ الْكائِنُ الْحَيُّ
يَمْشي في مَوْكِبٍ
بَيْنَ الْحُشودِ يَحْكي
عَلى مَدى الدّهْرِ
بِلُغَةِ الْغَيْبِ
الْعَميقَةِ قِصّةَ مَلِكِ
الزّمانِ وأخْبارَ
النُّجومِ مِنْ
كِتابِ الأوديسا
الشّرْقِيَّةِ الْكَبيرِ.
بِكُلِّ أسْمائِهِ يَشْغَلُ
سَمْعي أيُّها السّائِلُ.
وبِالكافِ والنّونِ
يُسْكِرُ الْكوْنَ.إذْ
هُوَ الرّاحُ الْمُشْتهاةُ
والرّوحُ الشّاعِرَةُ.
يَهَبُ الْغِلالَ
يسْقي الْغاباتِ
وحَيَواناتِها ويَفْتَحُ
أبْوابَ السّماءِ.
مُؤَلِّفُ الْمَعارِفِ..
اَلْغامِضُ الّذي
أقْرَأُهُ وحْدي في
الأثيرِ عَلى مَسامِعِ
الدُّنْيا بِالنّظَرِ.
أتَباهى بِهِ أكْثَرَ
مِنْ غَيْري
بِأشْعارِيَ النّهِمَة.
فأنا مَسْكونٌ بِهِ
أشُمّهُ عِطْراً
وأتَشَوّقُ إلَيْه..
أتتَبّعُهُ كَنَجْمَةٍ
وَهُوَ في نَفْسي
وأسيرُ رُؤايَ مِثْل
كُلِّ الْقارّاتِ
وكَأعْظَمِ مُدُنِ الْعالَمِ.
يَمْلأُ لَيالِيَ وَنَهاراتي
بِالأضْواءِ لَقَدْ
تَعَذّبْتُ وأنا
أنْظُرُ إلَيْهِ.
ما زِلْتُ أُواصِلُ
السّيْرَ بِما فيهِ
مِنْ فَرَحٍ وكَدٍّ
ومَعْرِفَةٍ وجَهْلٍ
حتّى أراهُ..
إذْ هُوَ الْواحِدُ
في كُلِّ شارِدَةٍ
في كُلِّ قَطْرَةِ
طَلٍّ وفي كُلِّ
دانِيَةِ الْقِطاف.
فَكَبِّرْ أنا سأظَلُّ
بِهِ لاهِجاً..
فَكَبِّرْ بِهِ فبِالتّكبيرِ
تحْضى بِوِسامِ حُبِّهِ
واخْلعْ نِعالَكَ
قبْلَ أنْ تَلِجَ
بُحورَ هذا الْبَيْنِ
الْمُدْهِشِ وَإلا
أصابَكَ الْعَمى
خَذَلَك الْعِشْقُ
والشّوْقُ.وَسادَ
الْعالَمَ الْكُسوف.
هذا مَدىً شاسِعٌ
بِهذا
التّشَكُّلِ الرّحْبِ.
نَهْرُ
هِراقْليطَ
الشّهْوانِيُّ..
فَهُوَ ما يُسْكِرُ
أشْرَبُ مِنْهُ
ما يَقْتُلُني
وأحْتَرِقُ حُبّاً إلى
هذا التّجْريدِ..
ولِفَقْرِيَ الْمُفْرِطِ
أجِدُهُ فيّ همْساً
وأنا الّذي أعْجِزُ
عَنِ الْعَيْشِ خارِجَ
هذا الشِّعْرِ.وإنْ.لمْ
يَكُنْ فَحسْبِيَ أنّني
مَوْعودٌ بِهِ وحُمْرَةٌ عَلى
خدّي مِنْ لوْنِ خَمْرَتِهِ..
مَوْعودٌ يا أنا وهُوَ.
جَريمتي صُحْبَتُهُ
ينْفُخُ فِيَّ مِنْ
روحِهِ الْكُلِّيّةِ
ويُضيءُ عَلَيَّ الظُّلْمةَ
وَلَوْ في لَحْدي؟
هُوَ ذا أنا تائِهٌ.
خُطايَ الْعُشْبُ
في بَرِّيّةِ عُرْيِهِ
النّهارِيّةِ وأنْسامُهُ
الّتي ما انْفَكّتْ
تَجيءُ تُحَرِّكُ فِيَّ
شَهَواتِ نَفْسيَ
فِي تُخومِ
بِحارِها الدّاخِلِيّةِ
والْمَدى أمامي
أشْرِعَةٌ ورَعْدٌ..
عالَمٌ بِدائِيٌّ أعيشُ
فيهِ وشِعْرٌ واغْتِراب
حيْثُ أقْطَعُ مَعهُ
اللّيْلَ بِالنّظَرِ وهُو
خَفِيٌّ عنْ نَظري؟
وأميرٌ عَلى أمْري.




مترجم الأشواق ............. بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل - المغرب





محيي الدين ابن عرَبي
إنّها الأسئلة..
مِن أيِّ البِحارِ
أتيْتَ يابحر ؟
لِكَيْنونَتِكَ شُطْآنٌ
أفْتَرِشُها في
هذا الإيقاعِ
خضراء ظِلالُكَ.
ما أنْآكَ عنّي
في الرّؤْيا..
بِجُبّتِكَ الكَوْنِيّةِ
وَعُلُوِّكَ الهائلِ.
لا أحَد غيْرُكَ
يُضيءُ في
العَتَماتِ كالْهِلالَ
ولا أحَد لا
يَذْكرُكَ مِن الأبْرارِ.
لَكَ الامْتِدادُ خارِجَ
الأسْوارِ والأسْيِجَةِ
أنْتَ الحَفيفُ
في وادٍ..
فيكَ أراني حارِساً
عَلى البُسْتانِ
أُحِسُّ حُضورَكَ
أشُمُّ ريحَكَ
مِثل رَيْحانَةٍ
أ أنْتَ أنا ؟..
أُحِسُّ معي
شَخْصَكَ..
يا الغامِض الْمُشْتَهى !
أيْنَ انْتَ ؟
أفي صُداحٍ..
أفي رِياحٍ..في
شَجَرٍ أم حجَر ؟
أنْتَ باقٍ..
تَفْخَرُ بالكَلامِ ما
لَيْسَ طيناً.
صَبَواتُكَ امْرأَةٌ
تَمْتَحُها مِن بَحْر.
باقٍ كِتاباً
مَفْتوحاً تَحْتَرِقُ
تُمَجِّدُ الجَمالَ
حتّى الثّمالَةِ.
شاهِقٌ مَوْجُكَ
جامِحٌ تكْوينُكَ
الواسِعُ..
كَصَهيلِ ليْل.
أيْنَ تمْضي أيُّها
الطاّعِنُ في
الْوَجْدِ تَنْزِلُ
أغْوارَ الدُجىً ؟
الخزامى عِطْرُكَ !
مُتَعَفِّفاً تطْفو على
ورَقِ الخُلودِ النّدِيّةِ.
لا تبْتَعِد..
فَوّاحَةٌ يَدا
أُنْثاكَ الْمَلِكَةِ وأنْتَ
تَغْمُرُ فاها بالْقُبَلِ !
أتتَشَرّدُ حُبّاً..
لِتَرْتوِيَ الأرْض ؟
لَكَ الوَلاءُ يامَلِكاً
مَكْسُواً بِالشّمْس
مَخْفوراً..
بِالنُّسورِ والخَيْل
أنْت هُوَ الضّوْء.
يَجْمَعُني بِكَ
يالْعاشِقُ..
قِنْديلُ عِشْق !
وتُزْهِرُ في جِهاتِ
غُرْبَتي كالسّفَرْجَلِ
في البَراري..
بِمَكْنونِ الأسْرار.




صغيرة ................ بقلم : عبد العزيز الحيدر// العراق



صغيرة بقدر النجمة
تجلس كل ليلة لورقة بيضاء
تنثر في اسطرها الأحلام..فتصبح الورقة زرقاء أو خضراء
كالبحر أو كالحقل
صغيرة تترك كل ليلة وريقة بيضاء تحت الوسادة
وحينما تستيقظ في الصباح واجمة
تسحب الورقة سوداء
لكنها تعود في المساء تخلق ما تريد من أحلام
على ورقة بيضاء جديدة




الْجَهْلٌ يَحْكُمُنا .............. بقلم : اسماعيل خوشناوN // العراق






جُرْحٌ أَصابَ فُؤادي خانَني أَمَلٌ
ما باتَ عَيْشٌ لَنا فَالْبِشْرُ هَلْ رَحَلَ؟
فَالْعَدْلُ مَهْزَلَةٌ كَفَّاهُ في يَدِ مَنْ
لِلْعِلْمِ مُنْتَهِكٌ بِالْجَهْلِ قَدْ عَمِلَ
جَهْلٌ بَدا يَعْتَلي عَرْشاً لِذي عَلَمٍ
هَلْ أَبْتَغي مَدَداً فَالشَّوْقُ كَمْ ذَبَلَ
ما عُدْتُ أَلْقَى غَدِي حُرَّاً وَمُبْتَسِماً
فَالشِّعْرُ في وَطَني يُنْفَى إِذا عَدَلَ
أَمْشي بِلا نَظَرٍ فَالْقُبْحُ مُنْتَشِرٌ
أَهْوَى صَدَى كَلِمٍ وَالْحَرْفُ ذا قُتِلَ
ذِئْبٌ إِذا يَرْتَدي لِبْسَاً لِذِي عَلَمٍ
فَاقْرَأْ وَداعاً على سَعْدٍ وَلَوْ غُمِلَ
يا شَمْسُ لا تَشْرُقي فَالْلَيْلُ لي سَكَنٌ
أَخْلُو إِلى سَحَرٍ شِعْرِي فَما كَمَلَ
هَيْهاتَ أَنْ تَرْسُمُوا لَوْحاً بِلا حَزَنٍ
في كُلِّ يَوْمٍ تَرى سَعْياً وَقَدْ فُصِلَ
كَيْفَ الْحَياةُ إِذا أَصْبَحْتُ مُرْتَبِكاً
مَوْتٌ يُلاحِقُني وَالْخَيْرُ ما وَصَلَ
ما زِلْتُ أَتْلُو حِكاياتي وَقَدْ رَسَمَتْ
ما صارَ مِنْ أَلَمٍ مِنْ هَوْلِ ما حَصَلَ
*******
٢٠٢٢/٨/٢٧



قراءة في قصيدة " بجماليون ثانية ً " للشاعر الدكتور " نزيه مكي " ومن ديوان "الموت في أحواض القرنفل "........ بقلم : قاسم ماضي

  

قراءة في قصيدة " بجماليون ثانية ً " للشاعر الدكتور " نزيه مكي " ومن ديوان "الموت في أحواض القرنفل " صور متوهجة ومعان كثيرة وقيم شامخة أراد الشاعر التوصل إليها . .

النهج الشعري الذي اتخذه الشاعر " نزيه مكي " العاشق لللغة وادابها المتفرعة والمستلهم منها معانيها ودلالاتها ، والمشتغل عليها بطريقته التي وضعها والتي يعبر بها الى الضفة الأخرى .
في صوت ِ جدتي تزدحم الأحزان
في وجهها يفتحُ الزمان له دروباً
نعرفُ أن لن ينتهي الزمان
الشاعر " نزيه مكي " يختلف تماما عن الكثير من الشعراء من الذين سبقوه ، وكذلك من الذين عاصروه ، فهو الحالم بما هو جديد عبر لغة موظفة توظيفا فنيا مؤديا إلى الغاية الجمالية والدلالية التي ترتقي بالقصيدة ،والشاعر لايملك إلا اللغة ،فهو يغوص بأدق تفاصيل ما يدور من حوله ويعطي رسائل عديدة ، وهو يشارك ليعلن ومن خلال فضائه المعرفي والادبي المفعم برؤيا جديدة ليحارب كل ادوات الجهل السائدة هذه الإيام ، هذا الجهل والتخلف الواضح امام الجميع ،يشكل له عقبة كبيرة في داخل روح الشاعر ،هو الإبتعاد عن القراءة ، والأدلة كثيرة من خلال إعماله الشعرية والروايات التي كتبها .
ومنها " هاروت وماروت " و " دمع العين شطآني " و " سورة الحمد من طرق الأرض والسماء " و " رسائل الى جمال عبدالناصر " وغيرها الكثير من مطبوعاته التي تنتشر في العالم العربي .
ولأنه عاش في بيئة تعج بالثقافة وكتابة الشعر والفلسفة ، ولكي نوضح للقارئ الذي يتابع ما نكتبه له ، تعريفه واقصد " النهج " في معجم المعاني الجامع نهج " اسم " والجمع " نهجات " ونهج ُ ، ونهوج ُ ، ومصدرها " النهج ُ ومعناها البينُ الواضح " أو الطريق ُ المستقيم الواضح ، وفي نهج ُ البلاغة " طريقها الواضح .
نقاط الدم على الأرض دليلي
دليلي إلى داخل البنيان
ولهذا حين تقرأ دواوين الشاعر الدكتور مكي تجده يسيرعلى نهج رسمه منذ دخوله في هذا العالم الذي يطلق عليه " عالم الشعراء " الخاص والذي شكله " مكي " في رسم نهج تفكيكي يليق به بإعتباره اكاديمي ويدرّس مادة الأدب الإنكليزي في جامعة ميشيغن .
بقع الدم بحجم يدي وصدري
ثم أذرع
ثم تقطع في الأعناقِ شريان .
ونحن نعلم إن المنهج التفكيكي لأي قصيدة قائم على تفكيك الأفكار والبنية الفكرية والخطابات وتهديم وتخريب التشريح وصولاً للبؤرة الأساسية المطمورة من خلال عملية إعادة النظر، ولهذا يبحث في كنوز الأداب العربية بالاضافة إلى تزوده من الأدب الغربي الحديث .
شوارع ُ المدينة عارية كالسكينِ
عاريةُ كالسنان ِ
والزاوية ُ حائطان يلتقيان
يدخلك في مجمل قصائده بالمكبوت وتفجير المقموع في عماق القارئ وهو يسجل أعلى درجات تحريك الذات كي ينتزعها من مكنوناتها الداخلية ولهذا يخاطب " بجماليون " بتراكيب ورموز وصور فنية جديدة تلامس واقعنا الحالي الذي نعيشه ويجعلها مفتوحة ، ولكن شهرة بجماليون تأتي من وروده في قصيدة أوفيد السردية بعنوان التحولات وهكذا فهمها شاعرنا " مكي " وراح يشتغل على ما نعيشه بدراية فلسفية تلاءم هذا الواقع .حيث يبدو لقارئ القصيدة والتي وضعها ضمن ديوانه تأثير بجماليون على الشاعر وهي ظاهرة نفسية يظهر فيها ارتفاع أداء الفرد بسبب توقعات الآخرين الأيجابية ، وكما يُوصَف الشاعر إنه متنبئ وفي تقديري تأثير بجماليون هو شكل من أشكال " النبوءة ذاتية التحقق "فأنا واحد من معجبيه وعندي شعور يصاحبني على الدوام بأنه كاتب وشاعر مظلوم ، وبأنه صاحب قلم وقضية لا زال يدافع فيها عن نفسه لأجل إيصالها إلى الأخرين .
في وجهها يفتحُ الزمان ُ له دروبا
نعرفُ أن ينتهي الزمان
وأين أختي التي أخي قتل زوجها ؟
وهنا يقول الشاعر " نصيف الناصري " الشعر فن طقسي ومجاله منذ البداية الصلوات والسحر واقتصاد الصيد والإلتقاط والميثولوجيا وحياة الكهوف ، وهو شخصي جدا لكن الآيديولوجيا استحوذت عليه وراحت تحمله ما لا يتحمل ، وهو فعل حرية ، ولايمكن للشاعر المعبأ بالرترهات الاخلاقية والايديولوجية أن يتحرر من ثقافته المنحطة ويبدع القصيدة الحقة ، وهذا ما تجده في قصيدة " مكي " التي أسس لها على ضوء فهمه لهذا العالم فستعان بإسطورة " بجماليون " كي يعبر عن حريته ويطلق العنان لروحه .
لا أحد في الدار
وتحبُس العاصفة ُ نفسها في الزاوية
وتنطلق ُ حرة مزعزعة البنيان
ويبقى الشاعر " مكي " يرتقي برؤيته ويسمو بتجربته ويتحرر من اللغة الالية وهويعبر عن نزوع النفس الإنسانية .


قاسم ماضي – ديترويت






مصفوفةُ التغريد ........... بقلم : فيصل البهادلي // العراق




كم تملكينَ خصاصة التدوير
في بوّابة الكلمات في ضوء النّهارِ
وتعكسينَ ضياء أفعالٍ بلمحة حاذقٍ
في مستوى التلميح والتصريحِ
في فنّكِ الأبداع
من حيث الرؤى،
في صمتك الأشعارُ تلهبُ ناظري
في خطوكِ الوهاج تبصرة الدليلِ
إلى عروش الحرفِ
حيثُ تمازجت أغصانُها
لتكوّرَ المعنى ثمارُ المشتهى الممدوحِ
تتماوجُ الأنهارُ تعكس ظلَّ من نشدوا
على صفحاتِ موج وجودنا
في غبرة التكوين أوّل مرةٍ
حتى تُحركَ كامنَ الأفعالِ
في مصفوفة التّغريد..
في شفتينِ من جمر الهوى المسموحِ


27/12/2022

مقالة.. البكاء من خشية الله تعالىٰ............ بقلم : عبد الستار جابر هاشم الكعبي // العراق





....
البكاء عامةهو أحد التعبيرات التي تظهر على الإنسان في عدة أمور ،منها يكون من سبب الحوادث أو فقدان عزيز وغيرها من الأمور الأخرى، وهو عبارة عن سيلان الدموع من العينين تحصل نتيجة لفطرة الإنسان أو لرقة قلبه أو لكثرة عاطفته ،وهو التعبير الطبيعي. عن كل متعلقاته وكوامن نفسه أو انفعالاته، وهذا ما يُعبر عنه بالبكاء الدنيوي الشكلي، أما البكاء الحقيقي الخالص هو ما يكون.من خشية اللَّه تعالى والطاعة له ولكتبه ورسله ، والقائل هنا يقول ..!! ستبقى دمعتي غالية إن لا شيء في الدنيا يستحق البكاء ، ونحن لا نريد أن ندخل في تفاصيل أنواع البكاء ،لكن نأخذ أغلى الدموع وأطهرها وأشرفها وهي التي تذرف من خشية اللَّه تعالى وخوفه وحبه ولقائه والتي تحمل معها القلوب وتجعلها نقية ،وتحمل النفس وتجعلها طاهرة ، وتحمل الروح وتجعلها آمنة في روضات الجنان ،وهذه هي الدموع التي يحبها اللَّه تعالى في محبة النبي الاكرم وأهل بيته وأصحابه. فقال أمير المؤمنين علي بن أبي .كرم الله وجهه. وعليه السلام . كثرة البكاء للَّه تعالى يبني لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة. وقال . ما من شئ إلا وله وزن إلا البكاء من خشية الله عز وجل فأن القطرة منه تطفيء بحاراً من النيران ،ولو أن باكياً بكى في أمة لرحموا،وكل عين باكية يوم القيامة ،إلا ثلاث أعين. عين بكت من خشية اللَّه ، وعين غضت عن محارم اللَّه ،وعين باتت ساهرة في سبيل اللَّه . ومن هذا نستخلص بأن البكاء الحقيقي لا يتم مالم تكون فيه خشية وخشوع كما فعلت الملائكة والأنبياء في السموات والأرضين ،وذلك من خلال الوسائط والمسببات والمقامات العالية العظيمة التي يحبها اللَّه تعالى، وما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين ، قطرة دم في سبيل الله،وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها العبد إلا اللّه عز وجل ،فهنيئاً لمن بكى أو تباكىٰ لوجه الله تعالى ..

علىٰ مقصلةِ الصمت........... بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي // العراق




إذا كنتَ حكيماً يلفظُ حكمته بقلبٍ مرتجفٍ فلا بُدّ يوماً من أنْ تعتريكَ هزّةٌ تزلزلكَ وأنتَ علىٰ متنِ عربةٍ يقودُها حمارٌ هائِجٌ يسرعُ بكَ نحوَ الهاوية !! فلماذا تغسلُ عقلكَ بمياهٍِ آسنةٍ وبالقربِ منكَ نهر جارٍ !؟ لا تتعجب فقدْ يخرجُ من كيسِ الفحمِ الأسود غبارٌ أبيض !! ويشمخُ من بين الدمن عودٌ أخضر !! إذا كنتَ كسحابةٍ ماطرةٍ فاحبسْ قطرَكَ عن أرضٍ لا ينبتُ فيها زرعٌ ولا ينمو فيها ضَرْعٌ حتىٰ تجذبكَ تلكَ الروابي الممحلةُ فتسحّ رذاذاً علىٰ شفاهٍ تشتهي لثمةَ المطر ، إذا كنتَ تملكُ لساناً قاطعاً تخاطبُ بهِ آذاناً صمّاً فاجعل الكلماتِ تشيخ عليهِ أو ينتحرُ علىٰ مقصلةِ الصمتِ فلربّما أصواتُ النحرِ تصعقُهم فيخرجُ من بين الصخرِ نزفٌ كثيرٌ ، إذا كانَ قلمُكَ عامراً فافطمهُ بالزرنيخ بعيداً عن جرذانِ الورقِ حتىٰ تتحرر المزابل من حرقةِ الشموس ، إياكَ ثمَّ إياكَ أنْ تطوفَ بعوالمَ كُلّ معابرها ريحٌ قدريّةٌ تصفرُ والمدى لحنُ ابتهال .

العِراقُ _ بَغْدادُ




خيبة الأمل........... بقلم : لمياء فرعون- سورية



أتـيـتُ إلـيـهِمُ والـشـوق يسري
بـكلِّ جـوارحي يشـكـو حـنـيـني
وخضتُ لكي أراهـمْ كلَّ صعـبٍ
ولـمَّـا صـرت بـيـنَـهُـمُ جـفـوني
وقـفتُ ولم أصدِّقْ سـمْـعَ أذني
وكان الـردُّ بـالـصـمت الـحزيـنً
فسال الدمـع من عـيـني كنـهـرٍ ٍ
ليطفئَ من شـرايـيني شـجـوني
فـقـد كان الـلـقـاءُ بهم كمـوتٍ
لـعـمـر ٍضاع في وحـل ٍ وطـيـن
وقفتُ هـنـيـهـةً بالباب حـيرى
أأدخـلُ أم أعـودُ إلـى عــريـنـي
فمن ضيَّعتُ فـيـهم كلَّ جهدي
أصابـوا في جـحـودِهِـمُ وتـيـني
فعدتُ كما أتيتُ ومـات شوقي
ف بـالأبناء قـد خابـت ظـنـوني

سورية-دمشق

الذكرى الثامنة والخمسون لرحيل الغائب الحاضر الشاعر بدر شاكر السياب ........ بقلم : علي البدر/ العراق



علي البدر والذكرى الثامنة والخمسون لرحيل الغائب الحاضر الشاعر بدر شاكر السياب 24/12/2022 - 24/12/1964 ومع استمرار مسيرتي الأدبية المتواضعة في القصص القصيرة والنقد الأدبي والتشكيلي والشعر والترجمة الأدبية والقانونية وغيرها، كان حصة المرحوم السياب أربع قصص لحد الان من خلال حوارات مشتركة معه وعدة مقابلات شعرية. وقصتي الأولى بحقه تحتاج إلى قصة أيضًا. في البداية قررت أن أقرأ كل شيء تقريبا عن السياب حيث بقيت متواصلا مع المكتبات العامة الحكومية التي كانت منهلا لا ينضب للمعرفة، واستطعت تدوين كل شيء عنه. وفي خاتمة المطاف كتبت القصة الأولى وهي "يا بدر بن شاكر ... سلامًا." ذهبت إلى البصرة بنهاية الثمانينات حيث انتهاء الحرب العراقية الإيرانية التي دمرت البلدين، ووقفت أمام التمثال على ضفاف كورنيش شط العرب. وكان الموقف صادما حيث امتلأ جسد السياب بالشظايا وبات منخورا من كل جانب. صدره وخاصرته وقريبا من قلبه وهناك شظية مزقت الكتاب الذي في جيب سترته والذي غير مزاجي وجود بعض الاطفال فرحين حوله والأحبة يلتقطون الصور وهناك طفل يبكي بعد ان عجزت امه عن إقناعه بعدم استطاعتها إعطائه الكتاب الممزق لأنه التصق بجسدة وبات جزء منه. وعندما حل السكون وغادر الجميع وبدأ الليل يسدل سدوله، انتابتني رغبة في الحديث معه وأنا أشير بذراعي اليه عله يخفض رأسه ليراني، وبت على وشك العتب عليه لكن خفير الساحل ربت على كتفي برفق وكأنه فهم ما بأعماقي وبدأ مرددا : (يا مطر يا حلبي عبر بنات الجلبي يا مطر يا شاشا عبر بنات الباشا)). ولا أدري هل أضحك أم أبكي، لكنني تمنيت أن أصرخ وبجنون كما صرخ النحات ميخائيل أنجلو امام تمثاله الذي نحته ولم يبق إلا بث الحياة فيه حيث صرخ وبجنون: تكلم. تكلم. تكلم..... ومن حسن الصدف، اشتركتْ هذه القصة في مسابقة صوت الجماهير وقررتُ إهدائها وإرسالها إلى الشاعر الكويتي الغيور "علي السبتي". لكنها لم تفز بالجائزة الأولى واعتبروها ضمن القصص العشرة الجيدة التي ستصدر بكتاب خاص. ولابد أن أذهب إلى صديقي الناقد حاتم الصكر في دار آفاق عربية حيث كان رئيس تحرير مجلة الأقلام الأدبية لأجل حصولي على عنوان الشاعر علي السبتي في الكويت، لأنني أهديت القصة له لوفائه عندما احتضن السياب في مرضه ثم نقله الى البصرة منقولا على تابوت خشبي. استقبلني الناقد الصديق حاتم الصكر بحفاوة ، وكانت المفاجأة عندما دخل علينا الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي. ولمجرد ان تعارفنا وقف رافعا يده قائلا.. أنت.. أنت .. يابدر بن شاكر سلاما... فقلت له كيف عرفت بإسمها وأنا لم أنشرها؟ . رد متحمسا: قلتُ لهم لابد ان تفوز وتستحق الجائزة الاولى. أجل انها تستحق. أيدني المجتمعون في لجنة المسابقة لكن رئيس اللجنة رفض وبإصرار ضاحكًا ومستهزئًا: هل من المعقول أن يتحدث التمثال وينزل من قاعدته؟ وعندها سألتُ من هذا رجاءً؟ رد الروائي الربيعي وباستغراب: أستاذ النقد الأدبي في كلية... ورئيس أحد أقسامها.. ولابد لي أن لا أذكر اسمه لأن من يقرأ كلماتي هذه الان قد لا يصدق.. بل من المستحيل أن يصدق... في ختام اللقاء أخبرني الصديق حاتم الصكر بأن أُعنوِنَ الرسالة إلى اتحاد ادباء الكويت وفعلًا أرسلتها واستلمت جوابها من الشاعر علي السبتي ووعدني بنشر القصة قريبا.. الجواب بالنسبة لي وثيقة تاريخية أفتخر بها ما دمت حيًا، لأنها من إنسان نبيل التزم المرحوم السياب منذ وصوله الكويت ورفادة في المستشفى الأميري غرفة رقم (1) حتى وفاته غريبا حيث نقله بسيارة اجرة الى جامع السيف في البصرة لعدم معرفة عنوان الأهل الذين شردهم النظام في وقتها بعد فصله من وظيفته لأسباب سياسية. 




ما عاد يعني الرحيل ............ بقلم : احمد السامر // العراق



ما عاد يعني الرحيل و لا البقاء
انا هنا منذ الف .. ألف عام
أرتشف كأس الحزن كل مساء
أسأل إلى أين مضي أين أجد نفسي
كل الطرق كل الشوارع كل الاضواء لا تضيء
كيف تضيء و الحزن يعبد الطريق

متسول .............. بقلم : عبدالقادر محمد الغريبل - المغرب




من نتوءات صورها المنقوشة
تضاريس كلماتها المزينة
حواف استداراتها المرصعة
ملمس معادنها الثمينة
دون أن يرمقها بعينه
يعرف قيمتها
التي جادت بها
يد بيضاء سخية
بكل كرم وأريحية
ليده الممدودة بذلة
المغرب


عُذرًا.................بقلم : عادل هاتف عبيد// العراق





عُذرًا لكِ
ذكريات جدّي
تجاهلتُكِ
فثارَ الماضي ضدي
صدّقتُ فلمًا
أثارَ الشكَّ عندي
فأنساني إسمي
وعطرَ دمي
ونخوَّة جدّي
عذرًا لكِ
ظننتُكِ مُتِّ
وانتهتْ قصةٌ
كلَّ عمري
بها عشتِ
عذرًا لكِ
ظننتُ وهمًّا
سقاكِ جدّي
ظننتُ جُرمًا
أخافَ عشقًا
فأخفاكِ جدّي



جبروت ................ بقلم : عادل هاتف عبيد// العراق



أيُّها العمرُ رويدًا

دعني أسألْ
عن بقايا أُمنياتْ
عن مصيرٍ باتَ يفشلْ
حين تصحو النائماتْ
قد مَلَأتَ الدربَ همًّا
وأحلامًا كاذباتْ
وفَطِمتَ القلب طفلًا
من جلالِ الباسِماتْ
وجعلتَ الشيبَ يرضعْ
من نهادِ المرضعاتْ
هل تراني قد يئِستُ
ولم يبقَ في الدربِ الكثيرْ
ها أنا أيُّها العمرُ كسير
بينَ بحرٍ وجَبَلْ
كم سألتُ السبتَ
وأيامَ الخميسْ
عن مُعينٍ أو نصيرْ
أيُّها العمرُ تَوَكلْ
قد وجدتُ الحظَّ
فاجرًا وحقيرا

مت واقفا على شاطئ ما................ بقلم : رياض جولو // العراق






مت واقفا على شاطئ ما
من بحيرة الألم
وحده البكاء يتحول
إلى ظلام
دامس
امام عينيّ
لم يقدم أحدٌ لي العزاء جراء موتي هناك
الحزن الذي يحترق
في ذاكرة ذكرياتي قدم لي بندقية
قبل الموت
كهدية لي
الزمن رسم حزنه بطريقة مبتكرة
قبل أن يلتهمني
العالم وقف معي أمام الحرب مرة واحدة
في آخر مشهد
في شهر آب
لا قيمة لشيء يذّكر
سأغلق أزرار نافذة قلبي
قبل أن يسرقَ الآخرون لحظات في رحم السماء
قرب كتف نجمة ما
وحيدة
على ما يبدو
أما
أنا سانتظر حياةً أُخرى ..

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

ومضة ............. بقلم : عبد العزيز الحيدر // العراق



على قارعة القصيدة تجلس
العصافير في انتظار مطر
اللغة الجميلة



هواجس.......... بقلم : بتول الدليمي // العراق




مالذي أصاب الجدار
لا ضوء ينفذ فيه
لا دمعة لا أوار
وذلك الطريق
غريب الأطوار
كلما أوغلت فيه
محا خطْوي
وغيَّر المسار
وكل حرف تساقط
على دربه كبَّله
بلا أعذار
ما جدوى النهر
إن لم يسقِ
الطير والأشجار
والليل إن لم
يتبعه نهار
وأنت الذي تقف هناك
ساهماً محتارْ
تقدم نحوي لأخبرك
إنك لم تكن الوحيد
الذي فاته القطار
فكم من فراشات
بلهيبِهِ اكتوت
وكم من حلمٍ
عبَّدته الأسوار
كف عن الثرثرة
ودع أمرك
للواحد القهار..

إلى أيْن ؟!.................. بقلم : سلمى ميناس رفول - لبنان





بإبداعٍ يتخطّى الخيال...
كانَتِ الأرْض.
وبإتْقانٍ يفوقُ الوصْفَ...
كانَ الإنسان.
ويبْقى السؤالُ " إلى أيْن ؟! ".
فشرودُ الإنسانِ عنْ نسَبِهِ، ولّدَ الكوارث...
وتخلّيهِ عنْ كنوزِه، أثْمرَ الدمار...
وما بيْنَ الكوارثِ والدمار،
ينادي الربُّ بشريّتَهُ للعوْدة!...
للعوْدةِ إلى مذْوَدِ الخَلْقِ
حيْثُ النسبُ الحقيقيُّ
لإنسانٍ باعَ فكْرَهُ وتاجرَ بإيمانِهِ
ونسيَ امْتنانَه...
فيا ربّ، لكَ يعودُ القرار،
فارْحمْ قساوةَ قلوبِنا.


١٨ كانون الأوّل ٢٠٢٢