كاني انتطرت طويلا على رصيف هذه المحطة
الطفلة الصغيرة التي كانت نائمة على صدر امها
كبرت
ونما لها ثديان جميلان
القمتهما للنوارس المهاجرة
العجوز التي كانت ترمق الصبايا المكتنزات
باشمئزاز وتمني
ماتت
وبنى العنكبوت بيتا في تجاعيد وجهها
رايتهم يقبرونها على الرصيف
ويهيلون عليها قمامة الشارع
كاني انتظرت طويلا
او كاني نمت مائة من السنين
مائتين او ثلاثة
او كانني مت
اتحسس لحيتي وشاربي
ثيابي التي لوثتها الطيور
كانني نمت طويلا
كنا بانتظار القطار
خمسة وسادسنا حزننا
نحمل خيامنا
نبحث عن منفى جديد
يا الهي كم غيمة مرت علينا
وكم نورسا
كم طائرة
كم جنازة
كم شاعرا اُعدِمَ
كم عاشقا تم جلده
كم فتاة حملت سفاحا
كم حربا بدأت
كم حربا وضعت اوزارها
كم اسيرا
كم قتيلا
كم هجرة
كم منفى
اتجول في سوق المدينة
يتحسس الاطفال يداي وشعري
يقهقه باعة السوق
ويقذفونني بالحجارة
اصرخ يا قوم
اريد خبزا
وهاهي نقودي
يصرخ بي حراس المدينة
يا هذا
لقد مت كثيرا
لقد مت كثيرا
فارجع الى كهفك الازلي
ولا تعد الى هذه المدينة
فجلادك لا زال باسطا ذراعيه في الوصيد
( عدلي شما ) 29-4-2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق