أبحث عن موضوع

الجمعة، 22 يوليو 2022

نظرة الإنكسار............. بقلم : كريم علوان زبار // العراق





نظرة الإنكسار فيها خبايا
وبها خيبةٌ تُرى رغمَ سرّي
صدمةٌ إذ تزامنت وشظايا
ردُّ فعلِ الزُّجاجِ كسرٌ بكسرِ
لم يكن في الخيال سوء النوايا
خيبةُ الظن كالرِّماحِ بظهري
بان في العين ما جرى من خطايا
دمعة والانين ما كنت أدري
هكذا كان للجزاء مرايا
تخدع العين ما الذي كان يجري
هاكمُ الصمتَ وانصتوا للحكايا
واستفيدوا فربما شح صبري



جدران النسيان............... بقلم : محمد موفق العبيدي // العراق




لم يعدْ للرحيل معنى
سأجمع خيباتي في قصائد لم تكتب
سأحرج حقيبتي المسافرة على أبواب الاغتراب
لن أنكسر ولن أغيب
سأستعير ملامحَ للقادم من العمر
لن تعرفني دموعي،وسيسهر صمتي
الثلج الجاثم على طريق العودة
يحكي قصة احتضار الروح
والقلب أسير غيمة هاربة
تريد للأمل أن يولد بعيدًا
و أنا الآن بلا قلب أولد من جديد
اكتب قصائدَ بلا ذاكرة
أفتش عن وجه بلا ملامح
يعيد ترتيب حروفي الخرساء
ويطبع وجهي على جدران النسيان

أيها القلب .............. بقلم : زهراء الهاشمي // العراق




أمط اللثام عن جرحك !!
إنك تكابر أيها القلب ..
إبتسامة صفراء
تتراقص على الشفاه
والروح تئن وجعا
كطير مذبوح
وفي الحلق مرارة العلقم ..
في عينيَّ دمعة عصية
تأبى السقوط
وفي الفؤاد قرح ينزف
لايندمل إلا ببلسم اللقاء
البعد خط َ آثاراً له
فوق ماتبقى من
سُنيّات العمر ..
وانتظار عودة الغائب
قرّح جفوني .
مازلت أترقب ولادة
هلال العودة
من رحم الحنين
ولكن ..!!!
ثمة صوت يعلو
بضحكة غجرية
وصدى يقول لي :
أفيقي .. كفاكِ غباءً
وهل للامواتِ من عودة ؟؟






جدارية .......... بقلم : أوهام جياد الخزرجي// العراق



تعددتْ ألواني بينَ مساراتٍ بعيدةٍ، أفواهٌ تتكلَّمُ،هنا تأتي
الشمسُ كلَّ يومٍ لتجمعَنا، أينَ ساحتي؟فوَّهةُ القلبِ نابضةٌ،علَّقتُ فوق جداريتي حروفي ورسمي .

20/7/2016




لعبة ما ............. بقلم : رياض جولو // العراق




من ينوي ان يعيش خارج
أطار العالم
بنوم أبدي
بضوء خافت اللون تجيد الرقص على الجرح
فقط
هناك قنبلة موقوتة على وشك
الإنفجار
على أبجدية اللغة
عارية تماما من الصبر التي تحلق بجناحين من الصمت
دون كتابة حرف ما
أعدُّ النجوم كل ليلة على سريري
الوحيد مثلي كل الوقت
ثم مات
فجأة
بدمعة كانت تركض خلف ستار أسود اللون
قبل ان ألبس وجهكِ
محاولة
لنجاة في حنجرة الريح
لا يشبهني
هذا النص
لم أبق على قيد الحياة مرة واحدة
مت
و
ح
ي
د
اً
وحيدا جدًا ..

صداقة .......... بقلم : مصطفى الحاج حسين- سورية .





أَتَحَدَّى أنْ يجدَ اللَّيلُ مَنْ يسامرُه
أكثرَ من عُمْرٍي
أدخلْتُهُ غرفتي
مذْ كانَ فتيَّاً أشفقتُ عَلَيهِ
إذ كانَ يَرتعدُ خَوفاً
جاءني بأسمالِه السَودِ العَتِيقةِ
مُتَشَقِّقَ القدمينِ جائعاً
مِغبَرَّ الشَّعرِ شاحباً
طلبْتُ منهُ ألَّا يَتَحَرَّجَ
وأن يَتَصَرَّفَ على هواهُ في غُرفَتِي
شَارَكْتُهُ بكلِّ ما عنديَ
مِنْ كُتبٍ وَسَجَائِرَ وقهوةٍ
بُحتُ له بأسراري
عن حبِّي الأوَّلِ
بكيتُ كثيراً بينَ يَدَيْهِ
كانَ يمسحُ لي دَمعِي
بباطنِ قلبِهِ الأبيضِ
اللَّيلُ صديقي الأوحدُ
أنقذَني من فضائحَ جَمَّةٍ
حملَ عنِّي وزرَ أخطائي
في مرَّاتٍ عدَّةٍ كان يُعيرُني معطفَهُ الأسودَ
حينَ أكونُ على موعدٍ قلقٍ
كانَ يزوَّدني بالكلماتِ
حينَ تَتَعَثَّرُ قَصِيدَتي على أسطري
وَحِينَ أتعَبُ
كانَ يُعِدُّ لي الشايَ
ويومَ أمرضُ
يُسقِينِي الصَّبرَ لأتعافى
يُمشِّطُ لي أشجاني
وَيُحَدِّثُنِي عَن حُلُمٍ سَألقَاهُ
لَمْ يَسرُقْ لي وردةً
لَمْ يخفِ عنِّي نجمةً
لَمْ يَتَهَرَّبْ لحظةً مِنْ ضَعفِي
خَبَّأْتُ في صَدرهِ أحلامي
مَلأْتُ جيوبَهُ بحناني
إنْ تَعَثَّرتُ يحملُ عنِّي خيباتي
يَمسَحُ عن جبهتي
غبارَ الوحشةِ والخوفِ
يؤنسُني ويواسيني
وَيُسقِيني من ندى الفجرِ
لِلَّيلِ أفتحُ بابي
أدعوهُ كلَّ ليلةٍ
يَشدُّ من أزري لحظةَ اختناقي *.


إسطنبول

عودي إلى قلبي ...... بقلم : مصطفى الحاج حسين- سورية .




هذا قلبيَ وقدْ أحبَّكِ
فلا تذبحيهِ
لم يزلْ مُعَلَّقاً بكِ
فلا تهجُريهِ
إن كانَ موتي يُسعدُكِ
فَللموتِ أنا أُناديهِ
إنْ كانَ يرضيكِ قتلُهُ اقتليهِ
أو شرِّديهِ
أنثريهِ.. ووزّعيهِ.. عذِّبيهِ
سدِّدي عليه سهامَكِ
واصرعيهِ
لا يريدُ قلبيَ منكِ
إلَّا بيديكِ الدافئتينِ أن تدفنيهِ
بعدَ أنْ تسامحيهِ
وبالحنانِ تزوِّديهِ
علَّهُ ينهضُ من عشقِهِ
الذي أنتِ أشعلتيهِ
عودي إلى قلبيَ الذي
لا سكنة لكِ إلَّا فيهِ .


إسطنبول


الطريق الى الهاوية ......... بقلم : سامر الشيخ طهْ - سورية




إذا كانت حقيقتُنا سراباً
فما نفعُ الوصولِ إلى الحقيقهْ
وإنْ غاياتُنا كانت هباءً
فما نفعُ الوسيلةِ والطريقهْ
وما نفعُ المسيرِ على طريقٍ
اذا ضلَّ الذي يمشي طريقهْ
وما نفعُ الصُّعودِ إلى جبالٍ
وقد نهوي بوديانٍ سحيقهْ
وإنْ كنَّا غُثاءَ السَّيلِ نطفو
بكثرتنا وقلَّتنا غريقه
هي الأوراقُ فوق الماء تطفو
ويبقى الكَنزُ في الأرضِِ العميقهْ
وكيف نعيشُ في زمنِ التشظِّي
إذا كانت مشاعرُنا رقيقهْ
نعيشُ اليومَ في زمنٍ عجيبٍ
وقد قتلَ الشقيقُ به شقيقهٔ
وقد صار العدوُّ به صديقاً
وقد خان الصديق به صديقهْ
عُرى الأخلاقِ قد حُلَّتْ وذابتْ
وما عادت كما كانت وثيقهْ
فيا أسفاٌ على شعبٍ تهاوى
وصار اليومَ في ذيلِ الخليقه

الغرباء في الأعياد ......... بقلم : عبدالقادر محمد الغريبل - المغرب






في الأعياد الغرباء وحدهم
يهرولون للجلوس بتعاستهم
في المقاهي قبل غيرهم
من مواطني المدينة
تعرفهم بسحناتهم الخشبية
ونظراتهم الفارغة
ثيابهم الرثة
وأحذيتهم الموحلة
غير مرحب بهم
لا أحد يبتسم في وجوههم
ليس لديهم ما يقشر في المدينة
استهلكوا كل منابع الخير فيهم
جففوا كل جداول الطيبة بداخلهم
ولم يبق لديهم ما يقدمونه
غير راحة أبدية تعفيهم
من مذلة حياة ثخينة بالوجع



أمي........... بقلم : عبد الحق الشنوفي - المغرب




يضيئني السحر، من كوة يأتي الضوء
كل السراة غافلون، وأنت! أنت!
من أقاصي الصراخ يأتي وجع الشوق
ضميني إذا ما عدت يوما إليك
ضميني أنت في بالي دائما
كما العطر في بال البساتين
كل الياسمين نفحة طيب
ونفحة من طيبك أمي ترويني
تبعدني عن كل هم يشغل خاطري
وتدنيني من ملكوت لازوردي
إليه أهفو
أسبح في شتات من صفأئه
يأخذني إلى بدء التكوين
كل الطيب نفحة
ونفحة من طيبك أمي
تحييني
خذيني إليك أمي
فقد اشتقت إلى لحظة
كانت بداية تكويني




طنجة 2/7/22

امرأة الشعر.......... بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل - المغرب



لَو تَحْلُمْ..
بِيَ امْرَاةٌ كَيْ
اُوَسِّعَها شِعْراً.
كَيْ أضعَ تاجاً
مِن جُمانٍ فَوْق
هامَتِها عِنَد ..
بِدايَة كُلِّ لَيْل
أُشْعِلُ الشّموعَ
وأشْتَغِل وحْدي
كَفنّانٍ في غابَةِ
عَرائِها المهْمومِ
أُطَوِّقُ جيدَها بِالفُلٍّ
وأغْمرُ فاها الضّامِئَ 

مِثْلَ وادٍ مُقْفِرٍ..
بِجَحيمِ القُبَلِ
ومنْقوعِ الياسَمينِ.
هكَذا أُطْلِقُ بيْن
يَدَيْها حَمائِمَ
الإنْسانِ الّذي فِيَ.
نَرى فجْراً قادِماً
وننْتَقِمُ مَعاً مِنْ
كُلِّ ما مَرّ بِنا
مِن العَناءِ وما
رَأيْنا في المَنافي
مِن الاغْتِراب في
الزّمانِ والمَكان .
أقولُ لَها: إنّ
معَ العُسْر يُسْراً
أُسِرُّ لَها أنّ
الحُرّيّة امْرَاةٌ ..
ولوْلاها لَما
كانَ الكَوْنُ
جَميلاً أو بِدونِها
كُنّا لا شَيْء.
وأجْلبُ لَها كُلّ
ما لَمْ تَسْتَطِعْ
علَيْه صَبْراً أو..
حَتّى ما لَمْ
أسْتَطِعْهُ..
أفْرِشُ لَها
مَلاءَةً مِنْ..
حَريرِ الأنْدَلُسِ
وِسادةً حَشْوُها
ريشُ النّعامِ
وذلِك كَما
في الفَراديسِ.
هكَذا نَعيشُ..
أنا أُحَوّمُ فوْقَها
مِثْل نَسْرِ
الأعالي وهِيَ
تَحْتي شمْسٌ
أُخْرى لا تَغيبُ..
حطّتْ مَع
النّجومِ بِجُموحِها
عَلى السّهْلِ
ونَهْداها الطِّفْلانِ
أمامي حَمامَتانِ
أوْ حَملانِ يمْرَحانِ
حَيْثُ لا أحَد
يَعْرِفُ مَنْ نَحْنُ
أوْ ما نَكونُ..
كَما حدَث لِيوسفَ
في البِئْر..
هْيَ فَرَسٌ
تَصْهَل في الرّيحِ
وأنا بَحرٌ أبَدِيُّ
المَوْجِ والوَجَعِ.
آهٍ لَو تحْلمُ
بِيَ امْرأةٌ جَميلةٌ
كَوَطَني حَتّى
أقْتُلَها شِعْراً..
أبْني لَها قصْراً
لِلْعِبادَةِ وآخَرَ لِعَسَلِ
اللّوْعَةِ والَهَمْسِ
الحَلالِ الإيروسِيّ
وأنا في ضِيافَتِها
مَلِكٌ عابِرٌ أوْ
أوْ نَبِيٌّ مَطْرودٌ
مِنَ الفِرْدَوْسِ.
كيْف لا أحْلمُ
هكَذا يالائِمي؟
وقَد ِبتُّ عَجوزاً
بِعيْنَيْن كَليلَتَيْنِ
عاشِقاً لَها
بِيَقين الشّاعِرِ
مُحطّم الجسَدِ
والرّوحِ كَجلْمودِ
صخْرٍ حطّه
السّيْلُ مِنْ عَلِ.
أنا البحْر
الهادِر سادَتي
لَها فِيَ ..
تلاطُمُ الأمْواجِ
تَفاصيلُ امْرأةٍ
لا تُشْبِه النِّساءَ
تمْشي الهُوَيْنى
في قَصائِدي..
ولكِنّها بَعيدة
لأنّها فِيَ كُلّ
الوُجودِ حيْثُ
تُكابِدُ عَذاباتِ
أحْلامِيَ العَسيرَة
همّها المحْزونُ
وآلامَ المخاضِ

ويْحَكِ ياامْرأة..
يكْتبُكِ النّبْضُ
حرْفاً آسِراً.
وأُكَلِّمُكِ ..
عُواءً ومُناجاة.
لوْلاكِ ما كُنْتُ
أتغَزّلُ في
الكَون وأشْهَدُ
أنّ الدّينَ لَكِ..
الحَمْدَ لِله والحُبّ
لِنهْدِكِ والوَطن




أمنيات................ بقلم : لطيف الشمسي // العراق




لو الريح...
تكف عن الهذيان
وتترك العصافير تحلق
على سنابل النور.
لو البحر...
يهدأ قليلآ
حتى تتنفس المراكب
عطر الطين والماء...
وتحتضن موانئ الشوق
وجوه الغياب..
لو الأرصفة...
تلوذ بأقدامنا المتعبة
من فرط الأنتظار
وتصل بنا الى نهايات
الحنين.
لو القلوب التي تنزف
من وجع الوهم
تهدأ وتستكين..
لو العشاق...
يتركون التسكع
في الحانات والتغني
بالمواويل.
حتى تهدأ الروح قليلآ
من الصهيل.
لو تتوقف عقارب
الزمن...
عن لدغ أحلامنا
وتترك العمر يمضي بنا
هادئآ..ساحرآ
الى أعالي الجنون
لو تنتهي ...
آخر جرعة من كأس
الأمنيات المر...
وأرقد ثملا في مثواي
الأخير.

ومضة ............. بقلم : عبد العزيز الحيدر // العراق

 




التــفاصيل الصــغيرة ......... بقلم : المفرجي الحسيني// العراق



في تفاصيل صغيرة اراها
خطوات نحو الحلم الاول
اروع من اعصار
حين الخطوة الاولى
اتمايل وأقع
في قلبي رعشات
ابتسامة في فمي،
دموع فرح وقلق
بكاء موجع حين رحلت
جعلتني غريبا متغربا
شربت المرّ
لاحقا اخفيت اثار الرحلة
واجهت الموت والهلاك
لمرات عديدة
لم اتحسس لضعف في داخلي
مع انه متغلغل في اوصالي
شجاعتي مرة
ظللت امضغها
هربت الى مدارك اليأس
وحدي كنت معه
ابحث عن منام في حلمي،
اتقلب
احس بوجع في عظامي
ابحث في الحلم عن اشارة
لم اجد حتى في الازقة
تراءت لي اي وحدتي
عرفت ذلك لكن لم اجد الاشارة
حذر أن يغمرني السأم والشك
من شأنه أن يدفنني واحلامي
اصغي لتحذيراتي
كلمات مخزونة في عقلي
من امي وجدتي
عليّ التحرر من هواجسي القريبة
سأكسر جلد الظلمة
واطوف ارجاء القرية
مثل بالون كبير


العراق/بغداد
19/7/2022

هممتُ العمر............. بقلم : جهاد إبراهيم درويش - فلسطين.




هممتُ العمر أن أحيا بعيدا
أداري أنّتي أبدو سعيدا
2- أُصارع وحشتي رغم الليالي
كواني النوء ألقاني قعيدا
3- أؤمّل أن أعيش العمر صفوا
ولا أجْترُّ أحزاني مُعيدا
4- سئمت العيش مرتهناً لقيدٍ
غزا قلبي فأسهرني وحيدا
5- فيا ربّاه كن عوني فإني
دهاني الرزء خلّاني طريدا
6- أبيت موزع الأضلاع رغما
أهيم بِلُجّةٍ أحيا شريدا
7- أشرّق أو أُغرّبُ لست أدري
وليلي بالسواد غدا بليدا
8- أيا ربّاه منك العفو يُرْجى
فهبني بالسنا رأياً سديدا


 .. قطاع غزة
الخميس
14/7/2022 م.

عيد الله الأكبر........... بقلم : الكعبي الكعبي ستار// العراق




عيدُ الولايةِ قد هلَّتْ بشائرُهُ
وفي الخلائقِ لا تُحصى مآثرُهُ
هذا الوصيُّ بأمرِ اللهِ سؤددُهُ
أولى بأنفسِنا ربُّ يناصرُهُ
والمؤمنونَ بلا خوفٍ ولا وجلٍ
مذْ خُمِّ عزتِنا كلٌّ يضافرُهُ
خليفةُ اللهِ للإنسانِ فرحتُهُ
يجلي هموماً و للمكروبِ حاضرُهُ
تقيٌّ بلا زللٍ والطهرُ مُرْضِعُهُ
من ذا الذي بالنُّهى تجري خواطرُهُ
بشٌّ بطلَّتِهِ لليُتْمِ كافلُهُ
للخيرِ واحتُهُ للشرِّ قابرُهُ
أبو ترابٍ بهِ الأكوانُ كم نطقتْ
وللدُّنا كرمٌ شعَّت جواهرُهُ
وليدُ كعبتِنا قرآنُ أمتِنا
للهِ صولتُهُ نورٌ سرائرُهُ
في يومِ بدرٍ لهُ في الكفرِ ملحمةٌ
معَ الرسولِ لقد أفنى عساكرُهُ
هو الفتى بطلٌ جبريلُ قائلُها
فقارهُ للورى تحكي بواترُهُ
على يديهِ العدى قامتْ قيامتُها
بسيفِهِ مأتمٌ تبكي منابرُهُ
حُنينُها سُحقتْ أحزابُها هُزمتْ
بفتحِ مكةَ للطغيانِ قاهرُهُ
هذا عليٌّ بيومِ الحشرِ شافعُنا
وفي الجِنانِ بلا ذنبٍ نجاورُهُ

لأوّل مـرّة يُرَى الشّنفرى باكيا ............ بقلم : عمار الطيب العوني - تونس




لأوّل مـرّة يُرَى الشّنفرى باكيا
منذ استلمته الطبيعة،
كرّ على ما لا يطيق
وٱرتوى من ضرع أمّ صنعها الله خصيصا له
حين عن مضاربها أبعدته القبيلة.
لكنه أبدا ما غوى..
وما ظلم
وما عدا
إنما صان أعراض اليتامى
وأطعم البؤساء.
كانت الطبيعة تؤدي له الخراج
و تسجد له منذ استهوته الصحراء.
أنا لم أكن أعرف الشنفرى
ولا كان يعرفني
إنّما جمعتنا صدفة العطش..
كنتُ مسبيّا بأسرار "عتمة"
وكانت تُرحّلني خلف مضارب الجنّ
تواعدني
وتُخْلِفُ..
تطمئن لي قليلا
و تُرْجِفُ..
وكان منفيا إلى حلم جميل
ورغبة في الحدّ من جشع الغيلان
وإضفاء الرّضى على الأنفس العليلة.
مرّة؛
وكانت الرمضاء تلهب ظلّي المتكوّر
وأنا ألهج بأسمائها الفضلى
وأمدّ لساني لخيالات تعبرني
وأسخر من رطن للأبالسة
حتى نسيت الماء..
نسيت الماء والرمضاء ورياحا تلفحني
وٱنشددتُ إلى حداء يقترب.
لا شجرة واحدة اختفي خلفها
لا صخرة
لا سيف أدفع به شر هذا القادم
ولا عود ماء.
كنت مخفورا بأوزار المحبـّين.
أقف
وأقع.
أقع
وأقف..
جفّ نسغ الحياة في جسدي
وأسلمت نفسي للتّي انتقتني لتبرّد جمر قلبها
فتحييني إذا سعدت
وتميتني بعنتها إذا حزنت
وتفعل بي ما تشاء.
من ألف عام وأنا أتيه خلفها..
ما أسوأني..!!
لا أرعوي
لا أتوب مذ خاطبتني واللّيل داج:أحبّك لتصحبك الذّنوب.
كنت أبتهل إلى الله
لعلّ الله يخرجني من التيه
أو تسبغ عليّ فاتنتي من نعمة الهدوء
ما به العقل إليّ يؤوب..
صرت مخفورا بالندوب
وأمنياتي العليلة.
بغتة،
أظلمت السماء
طائر ما حطّ قربي
رجل ما ترجّل متّجها نحوي..
إنّه ابن الرّياح الشنفرى..
قال:سمعت أنينك وأحزنني نداؤك
ومثلي يلبّي النّداء..
قلت:بي عطش.
قال:قد جئتك بالماء
وأخرج بيض نعام قديم..
بلّ ريقي..
و هدّأ روعي بكلام لا يقوله سوى الأنبياء.
فوجدتني أتلو على مسامعه لامية العرب النبيلة.
كان يصغي كطفل
وينكت بعصاه الرمل
ويعبّ من الرّيح.
قال:ستمحو الريح هذي الخطى.
قلت:كيف؟
قال:وسيزول المدى.
قلت:وماذا عنك وعنّي؟
قال:أنا غريبك في هذي الدّنى.
دمعتْ عين الشنفرى..
لكنّ بريقها ما ذوى.
قلت:أيبكي سيد الريح مثلنا؟
قال:اشتدّ القذى..
-من مجموعة تنأى كي أراها-

ذكريات النّخل............... بقلم : فيصل البهادلي// العراق




في ذكريات النّخلِ..
ومضُ اللهفةِ الأولى..
لضوءٍ في بحورِ العينِ..
ينشرُ نورهُ في غابة الأفكارِ..
مرئيّا ويعكسُ ظلّهُ
فوق السقوفِ على جريد السعفِ..
في شطّ العربْ
والعطرُ فوّاحُ
٢
في ذكرياتِ النخلِ صمتُ اللحظةِ الحرّى
تقابلُ وهجكَ المبثوثَ..
من ثوبٍ يلامسُ معقلِ التفّاحِ..
حيث الغيثُ يصدحُ في نشيد البرقِ..
في ليلِ الدّجى والسّرُّ أفواهٌ وأشباحُ
٣
في ذكرياتِ النخلِ..
تأتي سيرةُ (الطّبكهْ) محملةً..
بعصفِ الملتقى في الصبحِ..
من عطرٍ ومن همسٍ..
ومن رغبات فوقَ الماء طافيةً..
بكلّ المشتهى كأنّ الماءَ مصباحُ
٤
في ذكريات النّخلِ وصفُ الشعر..
حين الوصل في حدقاتنا يطفو..
وفي أسرارنا يشدو بناي الليلِ..
لو قرْبت شفاهٌ من شفاه الصمتِ..
وغنّى الجمرَ ملّاحُ


١٦ تموز ٢٠٢٢

تلك المآذن ........ بقلم : جبار سفيح // العراق





وتلك المآذن....تحاكي
أقبيتها المترهلة...
بتفاصيل هجينة....
وصوت الحفاة يملأ...
كل الفراغات...
من جاء بك...بجانبي
وتسلب مني....هيبة
الأنتظار...
دعني أمُجُ كما كان
يبتهل أجدادي.....
......
ما بيني وبين السماء....
حروف قليلة...جدا
حتى وإن اصبحت ...ضدا
لا أتراجع ..أبدا
جرحي يعرف كم من
المسافات سأقطع
........
القطيعة التي تساومني...
عليها.....
لم تكن يوما قصة...
مبتذلة....
فأنا ما بين الحرب ...والحرب
لا زلت أحتفظ....ببقايا
البارود.....
وصوت أمي ....حسم
المعركة....
.......
وتلك الرسائل الملغاة...
يئن تحت أقبيتها....
تراتيل ليلتي....الأخيرة
حين سمعت صرير.....
الضوء...يقترب
أخفيتها تحت طائلة....
الاشلاء ....كي
ينتهي المشهد....سريعا
وحتما ..
ستقرأ من....
رواد المقاهي....
ذات يوم....


.....15/7/2022



اجراس............ بقلم : جبار هادي الطائي // العراق



جرس يرن هنا
جرس هناك
جرس يوقظني من غفوة احلامي
جرس ينبش ذاكرتي
يرجعني اعواما
و يظل يرن
يرن
يرن
و لا يسمعه احد
٠٠٠
٠٠٠٠
٠٠٠٠٠
جرس يبدا يومي
جرس يختمه
جرس للموتى
جرس للاعراس
٠٠٠
٠٠٠٠
٠٠٠٠٠
ما اكثرها تلك الاجراس !





أُمَّةٌ عَرَبِيَّةٌ وَاحِدَة ............ بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.






ليسَ لي في العالَمِ
سِوى صمتي
وَحُزني
وكلُّ ما تبقَّى
يَعتَدِي عليَّ
ويستفزُّني
ألوذُ بآلامي
وأبكي
لا أحدَ يصدِّقُني
لو قلتُ لَهُ :
- إنَّ قتلَ البريءِ جريمةٌ
واغتصابَ الفراشاتِ
إثمٌ
واستغلالَ الطُّفولةِ
عارٌ
ومنعَ الماءِ عن الظَّامئِ
حرامٌ
وتشريدَ النَّاسِ من بيوتهم
كفرٌ
وتدميرَ البلادِ
فظاعةٌ
لا أحدَ يصدِّقُني
لاأحدَ يسمعُني
تَتَوَجَّعُ الأرضُ معي
تندبُ حظَّها
بانكسارٍ
وعيونُ السَّماءِ
تقطُرُ ألماً
على ما يجري
العالمُ
يَلْهثُ خَلفَ حَتفِهِ
دونَ أنْ يَدري
لا أحدَ
يَأبَهُ لاحتراقِ الوردِ
لا أحدَ
يَكترثُ بِوَباءٍ
يَسُدُّ عَلَينا المَنَافذَ
فنَحنُ دَجَاجٌ في قَفَصٍ
ننتظرُ السِّكينَ بِبَلاهَةٍ
وَمَازِلنا نَنْقُرُ غَفلَتَنا
وَنَتَبَاهَى
بِطُولِ أعناقِنا
َنَزْهُو بِرِيشِنا الأبيضَ
أمامَ يَدٍ تمتدُّ
لتذيقَنا
طعمَ النَّارِ *.

 إسطنبول

أحبِّيني ......... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية.



أحبِّيني
لأُحِبَّ نفسي أكثرْ
وأرى العالمَ أجملَ وأجملْ
وأنجو من موتٍ محتَّمْ
وحزنٍ يسدُّ عليَّ أبوابي
ووجعٍ يُثقلُ نبضي
وصحراءَ كانتْ في روحي تتوسّعْ
وليلٍ غليظٍ يؤرِّقُني
وصباحٍ يُذَكِّرُني بخيبتي الكبرى
أحبِّيني
لأنهضَ بالأرضِ إنْ مادَتْ
وأُعطي للأشجارِ أشكالَها
ألوِّنُ زهوةَ الوردِ
وأرشُّ العطرَ على حلَّةِ الكونِ
أحبِّيني
أعيدي لِعُمري هسيسَ ضحكتِهِ
دعي الفرحةَ تدخلُ بابي
لأحوذَ على مبرِّرٍ مُقنِعٍ لوجودي
لا أطمعُ إلَّا ببسمةٍ منكِ
لا أحلُمُ إلَّا بقبلةٍ
حتَّى أتطهَّرْ
وأوقدَ للدُّنيا مصباحَ الأماني
بوجودِكِ أقوى على الآلامِ
وأحتملُ صمتَ البردِ
القابعِ في أحضانِ الوقتِ
أحبِّيني
عسايَ
أرفعُ عن بلدي الأوجاعَ
وأوقفُ انتشارَ الأحقادِ والضَّغينةِ
أضعُ حدَّاً نهائيَّاً لفوضى النّارِ
وأزمِّلُ ببياضِ منديِلٍكِ الأنبياءَ
ليقرؤوا علينا آياتِ السَّلامِ
ونبدأَ صلاةَ الحبِّ البريءِ
وتكونَ كعبةُ عشقِنا الأبديِّ


حَلَبْ *.

الطَّرِيْقُ .......... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية .




ما تبقَّى منِّي
لا يكفي للوصولِ إليكِ
سأسقُطُ في منتصفِ الطّريقِ
ولكنٍّي سآتي
أعرٍفُ أنَّ دربَكِ طويلٌ
وشاقٌّ
وأنَّ تلالاً من التّعبِ
تنتظرُني
وأنَّ عطشاً لائباً
ولُهاثاً شرساً
وسراباً صفيقاً
ومتاهاتٍ تفتحُ فمَها
أرضاً مِن تعثُّرٍ
وأنَّ السماءَ اختناقٌ
يحاصرُني الهلاكُ
فوقَ مرتفعاتِ الوهنِ
وتحتَ انحداراتِ التّيهِ
وعندَ منعطفاتِ النُّضوبِ
وتهاجمُني الشّمسُ بضراوةٍ
ويقضمُ اللّيلُ أطرافي
ويوخزُ الشَّوكُ لهفتي الحافيةَ
وينهالُ عليَّ ثقلُ المدى
والنّدى مبتعدٌ عنّي
أمشي فوقَ إيقاعِ انهياري
أجرُّ أوجاعاً ما بارحَتني
تسبِقُني أحلامي الهائجةُ
والرّيح ُتزدري خطواتي
أتعثّرُ بِعَرَقي النّازفِ من روحي
والغيمُ من فوقي
ولّى أدبارَهُ
لا شيءَ أتعكّزُ عليه
أو يسندُني
إلّا سقوطي
وًيَدُ الانحدارِ
أهيمُ بلظى الدّمعاتِ
والمسافةُ بيني وبينَكِ
تضاهي البعدَ
ما بين جهنَّمَ والجنَّةِ
وأنا أحثُّ شهقتي
قبلَ أن يترنَّحَ الدّربُ
وينطفئَ ضَوئي بغتةً
يا مََسْقَطَ رأسيَ الحَنُونِ *.

إسطنبول

على الأمة الف الف سلام ........... بقلم : خالدية ابو رومي.عويس - فلسطين



على الأمة الف الف سلام
فلقد أزهرت حديقة الحيوان
وعانق كلب القطيع
الأغنام
هناك وعلى طاولة
مستديرة وأدراج
صفقت الغربان
ولم تدرِ أنها تصفق
لخراب أعشاشها
وأن الثعلب يبيع
الغابة
لذئب ماكر( وجرذان)
الفئران


الجرذ هي كبار الفئران

صوت البحر ......... بقلم : أوهام جياد الخزرجي// العراق



هلْ تدلُّني الشمسُ على عينَ تترقَّبُ المغيبَ، فالريحُ تغازلُ شراعي طيفاً وموجةً إلهاًوبركاناً
سوسنةٌ تحدِّثُني :الأرضُ تلقي شررَها..فوَّهتها تتقاسَمني بين الجَنَّةِ الماء ِ، ولمنفايَ صراعٌ
كإرجوحةٍ و نجومٍ بعيدةٍ،
و كلماتي تتلعثمُ همساً وذاكرةً،؛
و لي لحظاتٌ وصوتُ البحرِ مدوٍ، يتعالى لي ..أمنيات .
16/7/2016




أَلْزِمْ يَدَ الْكُتُبِ ............. بقلم : اسماعيل خوشناو N// العراق





ما عادَ لي عَتَبٌ قَدْ بانَ لي عَلَمٌ
في كُلِّ سَطْحِ يَدٍ رَفٌّ ولا كُتُبُ
جَدِّي دَعا عَلَناً ما مَرَّ بي زَمَنٌ
إِلَّا وَأَهْلُ الْعُلا يَرْبُو لَهُمْ أَدَبُ
بِالْعِلْمِ قَدْ غَنِمُوا وَالْخَيْرِ ما بَخِلُوا
صَانُوا طَريقَتَهُمْ ما فَاتَهُمْ أَرَبٌ
بَدْرٌ بِلا لَمَعٍ يَهْوَى سَدَى عَتَمٍ
ما زالَ مُنْتَظِراً يَسْري لُهُ الْعَجَبُ
قَوْلٌ بِلا عَمَلٍ زَرْعٌ بِلا ثَمَرٍ
اَلْوَقْتُ مُنْتَحِبٌ مَوْتٌ وَلا سَبَبُ
اَلْكُلُّ في سَكَرٍ لِلْحُمْقِ في عَتَلٍ
اَلْجَهْلُ في فَرَحٍ نَصْرٌ وَلا تَعَبُ
اُنْظُرْ إِلى سَلَفٍ بَحْرٌ لِكُلِّ غَدٍ
عِلْمٌ بِلا نَفَدٍ مِنْ فَوْقِهِ السُّحُبُ
سِرْ لَا تَكُنْ ساكِنَاً اِقْرَأْ وَكُنْ عَلَمَاً
فَالْماءُ في سَكَنٍ يغلي لَهُ الشَّغَبُ
اَلْعُمْرُ ذُو عَدَدٍ حَصْرٌ بِلا عَمَلٍ
اِغْنَمْ وَكُنْ لَبِقَاً يَعْلُو لَكَ الْحَسَبُ
اَلْوَقْتُ مَفْسَدَةٌ إِنْ ضاعَ في هَزَلٍ
ما فاتَ مُنْتَهياً لَنْ يَنْفَعَ الْغَضَبُ


٢٠\٧\٢٠٢٢


صدیقي ................ بقلم : دلشاد احمد حمد// العراق




۱-یسّر القلوبَ طلوعُ السحر
صدیقي ینسّي هموم السفر
۲-وكن في الطریق عفیف الخُطا
نظیفَ الثیابِ جمیلَ النظر
۳-جمالُ القلوبِ سلاحُ الفتی
ففیه الحیاة ویبقی الٲثر
٤-تُزادُ لیاليّ في طولها
ٲنیسي ینسّي سهام الضجر
٥-ٲخي ٲنت منّي وٲنت الٲمل
وٲنت حیاتي ونعمَ القدر
٦-ٲكلتُ شبابي فٲفنیته
رددتَ اليّ حیاة البصر
۷-یمرّ الزمانُ كبرقِ السما
نسیتُ ظلاماً مدید السهر
۸-رفیقي ٲراه كلحنِ الوفا
جمالُ اللیالي بضوء القمر
۹-ظهورُ النجوم دلیلُ الفرح
ندیمي یحلّي لیالي السمر
۱۰-حیاة الزهور بقطر الندی
جمالُ الربیع نزول المطر

 17-7_2022

نَبَضاتٌ مِنْ وَحي الذِكرىٰ ................. بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي// العراق



تخيلتُكَ وأنتَ تطوفُ المدىٰ تبحثُ عنْ ثقبٍ في جدارٍ صلدٍ قدْ وصلهُ شعاعٌ من علمٍ مكنونٍ وعن صَدى ( نهجكَ ) في الآفاقِ أو جدولٍ يتغذى من ( غديركَ ) الدافقِ دونَ مؤاربةٍ دونَ شعاراتٍ أو افتتانٍ فلا تجد إلاَّ النزرَ اليسيرَ وثمالةَ كأسٍ غير متاحٍ للعابرينَ فمَنْ ذا يدلع لسانَ الصباحِ بمنطقِ الفجرِ الصادقِ ويبدّدُ قطعَ الليلِ المظلم بذي فقارٍ صارمٍ أو تكون لهُ بصيرةُ قلبٍ تخرقُ حجبَ النورِ فتصل إلىٰ معدنِ العظمةِ في رحلةِ العاشقِ إلىٰ المعشوقِ بأبهىٰ حلّةٍ قدْ تناسلَ الغبشُ وسطَ ضبابٍ كثيفٍ فلا يُرى غير أشباحٍ تذرّ الرمادَ في العيونِ تراودُ الثريّا في حدقاتِ الوَهَجِ وتنسلّ في عمقِ أسرابِ النجومِ فهلْ بعدَ هذا من ظلٍّ لشمسٍ زاحمَها الشفقُ !؟ وهَلْ لبكاءِ القمرِ وهو يذوبُ من فرطِ الحسراتِ من رثاءٍ !؟ ولكنّ عزاءَنا بجدولٍ رقراقٍ ينبعُ من عينِ اليقينِ تجترّهُ النبضاتُ ويصبّ في قلوبٍ طاهرة ٍلمْ يطالها ذاكَ الغبش .

العِراقُ _ بَغْدادُ



قراءة في قصيدة "جموح" للأديبة الشاعرة سامية خليفة....... بقلم : الشاعر والناقد عادل نايف البعيني - سورية





قد تمرّ على القارئ نصوص عديدة، منها ما يتبخر سريعا ولا يبقى له تأثير، ومنها ما يترك أثراً طفيفا يعلق لفترة من الزمن، ليتوضع في سلة النسيان، وقليلة هي النصوص التي تبقى في الذاكرة طويلا لما تركته من أثرٍ، يظل يحفر له مكاناً في الذاكرة، ليستقر فيها، إلى حين يُستحضر عندما تتوفر المحرضات لذلك.
وربما لأنّ قصيدة "جموح" قد تركت أثراً عميقاً في ذاكرتي ما دفعني لأن أكتب عنها قراءة متواضعةً، ربما تُصيب فتأخذ حقها، أو تخيب فأكون قد تجنّيت عليها. منطلق القول أننا أمام شاعرة منجزة، لها انتاجها المميز واللافت، عملت في مجال القصّ الروائي المشترك، أظهرت فيه براعة في السّرد السّاحر والجذّاب. وكتبت قصيدةَ النثر فأبدعت فيها، وكان لها نتاجها المائز والممتع. ومنها قصيدة "جموح " موضوع القراءة.
"جموح" قصيدةُ العالقين بين حبِّ الوطنِ، والواقعِ الأليمِ الذي يدفعك لأن تهربَ من شقاء ستحياه إن بقيْتَ، وستعاني منه إن رحلتَ. وفي الحالتين ستعيشُ ضياعاً حارقاً.
تتوجه الكاتبة في بداية خطابها للوطن، الوطن الساكن في قلبها و روحها :
" كن منّي قريبا .. اكسرْ جموحَكَ!"
فهي الغيمةُ في سماء الوطن ، غيمة ما حبست غيثَها، ولا جادَتْ به جُزافاً، إلاّ حيث يشدّها الحنين إلى الأرض، لمراتع الطفولة، والصبا والشباب، فتخاطبه خطاب العاتبة:
أنا غيمةٌ في سمائِكَ
ما حَبَسَتْ قطرَها ولا جادَتْ
حيثُما الريحُ شاءتْ..
إنما حيثُ يشدُّها حنينُ الأرضِ
فاطلقْ حنينَكَ.
ولأنها تجود بقطرها لحنين الأرض الذي يشدّها إليه تطلب منه أن يطلق حنينه، لتبقي على صلة به، وتواصل معه، فكيف ستغيثه بدون أن تلقى منه حنينا. ولأنّ الشاعرة الضائعة بين الحنين للأرض، والمنفى الذي اختارته ملاذاً، ترحل إليه مرغمةً، ولكن إلى أين ؟ إلى حيث لا موت، ولا حياة:
"منّي يولدُ الصّقيعُ
سأرحل إلى حيثُ لا هو الموتُ
ولا هي الحياةُ...إلى حيث المنفى"
فالشاعرة المسكونة بحب الأرض وحنينها، لا تجد بغيتها في المنفى وبلاد الهجرة التي فرضتها الأحداث والوجع والاضطهاد، بل في أحضان الأرض التي عليها ترعرعت.
تتابع الشاعرة في طرح معاناتها التي أخذت منها كل مأخذ، فهي كشاعرة كيف تكون؟ وهي تعيش في زمنٍ جارح، حياة تضجّ بالفحيح، كأفاعٍ في دجى الليل، هي صمتُ قبورٍ، مبيتٌ على جوعٍ، أزيزُ رصاصٍ وقتلٍ، واقعٌ أليمٌ لا يُحْسَدُ عليه عدو.
ثم تنتقل الشاعرة لتعرّف بنفسها، وتعرّف بكلّ الذين يعيشون مأساتها من شعبها وشعوب المنطقة، فهي شاعرة المنافي، تتساءل كيف أنطق بلسان المنكوبين، وأنا المتخمة بالتهام الحياة، بينما غيري يموتُ جوعاً، ويتوقُ لسنبلةٍ يفيءُ ظلَّها:
"أنا شاعرة المنافي منّي يولدُ الصقيعُ
قاتلُ الأجنَّةِ في الأرحامِ
كيفَ أنطقُ بلسانِ المنكوبينَ الضائعين؟
وأنا ألتهمُ الحياةَ تخمةً وغيري يموتُ جوعاً
إلى سنبلة يفيء تحت ظلِّها غدُ وليدٍ؟"
بعد كل ذلك تنتقل الشاعرة لمقطع جديد، تنهي فيه قصيدتها، مؤكّدة على أن الوطن صيّرها غيمة جامحةً، تسافر إلى اللامكان، حيث لا موت ولا حياة، لتقرّر مصيرها، وتبرّر أسباب اختيارها الرحيلَ والمنفى، فتصرّح بأنّ الرحيل والضياع، أفضل من عيشة الذل في الوطن، لكنها تتساءل أين المفر ؟ تُخيّر نفسَها .. السفر! أم البقاء! فأيّهما تختار؟ فلا سهيلَ تستدِلُّ به الطريق، ولا دليلَ على دربٍ واضحة في وطن الأنبياء، وهي تعلم جيدا أنّ الرحيلَ هروبٌ، والبقاءَ شقاءٌ:
"لا سهيلَ في السماء.. لا دليلَ
لكنَّما الضياعُ في الرّحيلِ
خيرٌ من مراتعِ الذليلِ
في وطنِ الشّمسِ والأنبياء ،
.....
في السفر هروب
وفي البقاء شقاء"
من خلال ما سبق نجد أنفسنا أما شاعرة مسكونة بحب الوطن، ولكن ليس أي وطن، إنما الوطن الجميل والخالي من الفساد والذلّ والقتل والشقاء. لتقدمَ لنا الكاتبة صورة عميقة عن واقع مُعاش، عاشته وتعيشه معظم بلداننا العربية التي ارتمت في أحضان المجهول من سياسات الغرب التي آلت على نفسها تدمير بنية شعوب المنطقة، وجعلها رهينة لإجرامهم وإرهابهم.
قصيدة إبداعية بامتياز سواء من حيث الموضوع المطروق، أو من حيث الصياغة والعرض والأسلوب. استطاعت الكاتبة أن تغوص في أعماق قصيدة النثر، بلغتها العالية، وبيانها البليغ، متقنة استعمال الصور البيانية المبتكرة التي أضفت على النص جمالية لافتة. بخاصة التشخيص:
"اكسرْ جموحكَ - أطلق حنينك" صور بديعية مغلفة بكنايات ممتعة. ومجازات إبداعية:
" منّي يولد الصقيع، قلوبُنا يطويها الرّدى، وأفواهُنا تلتهمُ الحياةَ."
ولا يفوت الكاتبة أن تربط الماضي بالحاضر تذكيراً بما كنّا، وإلى أين وصلنا:
" في وطنِ الشّمسِ والأنبياء ،
في أرضِ البسوسِ والنّجيعِ"
فعلى الرغم من كون الموضوع يغلب عليه الطابع المادي والمنبرية، استطاعت الكاتبة تليينه وطي معانيه ليتناسب مع سلاسة الشعر، وانسيابية الجملة الشعرية.
أكتفي بهذا القدر من القراءة للنص، راجيا أن أكون قد أوفيته حقه، وأنا الذي لا أعرف المجاملة، حيث حاولت بعد قراءات عدة أن أجد منفذا لنقدٍ سلبي فلم أفلح، فحططت عصا النقد شاكرا للكاتبة إبداعها لهذا النص الجميل.
عادل نايف البعيني
القصيدة
جموح
كنْ منّي قريبًا. .اكسرْ جموحَك
أنا غيمةٌ في سمائِك
ما حبسَتْ قطرَها ولا جادتْ
حيثُما الريحُ شاءتْ..
إنما حيثُ يشدُّها حنينُ الأرضِ
فاطلقْ حنينَكَ.
صيّرتَني غيمةً جامحةً
منّي يولدُ الصّقيعُ
سأرحل إلى حيثُ لا هو الموتُ
ولا هي الحياةُ...إلى حيث المنفى
يقالُ بأنّا شعراءُ
كيف نكونُ ؟ وماذا أكون أنا..
ونحنُ في كَنَفِ الأنا قلوبُنا يطويها الرّدى
وأفواهُنا تلتهمُ الحياةَ..
تضجُّ بالفحيحِ.. كأفاع في أساطيرِ الدّجى
وغيرُنا في صمتِ القبورِ يبيتُ على الطّوى
غيرُنا يمسكُ الرّصاصة
بيدٍ جفَّتْ فيها العروقُ.. يداري منها طفلَهُ
وينأى بلا سبيل..
أنا شاعرة المنافي منّي يولدُ الصقيعُ
قاتلُ الأجنَّةِ في الأرحامِ
كيفَ أنطقُ بلسانِ المنكوبينَ الضائعين؟
وأنا ألتهمُ الحياةَ تخمةً وغيري يموتُ جوعاً
إلى سنبلة يفيء تحت ظلِّها غدُ وليدٍ؟
**
صيّرتَني غيمةً جامحةً
سأرحلُ إلى المنفى حيثُ اللامكان
بين القفرِ والنجوعِ ‏حيث السُّكونُ كالفلاةِ..
لا موتَ و لا حياة ..لا أحدَ يسامر الذّات..
لا سهيلَ في السماء.. لا دليلَ
لكنَّما الضياعُ في الرّحيلِ
خيرٌ من مراتعِ الذليلِ
في وطنِ الشّمسِ والأنبياء ،
في أرضِ البسوسِ والنّجيعِ
وأضاحيَ البشرِ ..
لا نبيَّ في وطنه..
فإلى أين المفر؟
في السفر هروب
وفي البقاء شقاء.