أبحث عن موضوع

السبت، 17 سبتمبر 2016

قَطراتُ مِنْ جُلنَّار تُحوّلُ ورقاءَ إلى إحمرار (( مقالة وقصيدة )) ............ بقلم : محمد شاكر // العراق






قَطراتُ مِنْ جُلنَّار تُحوّلُ ورقاءَ إلى إحمرار

هل يأكل الحبُّ عشَّاقه أم تلتهم النَّار تُفَّاحَة حُبِّهم ؟
لماذا يظلّ العُشَّاق حائرين في كتم هوى حُبِّهم ؟
يتساءلون : من ترى دسَّ لهم السمَّ في فراق حُبِّهم ؟
هل ما حدث بنا سينمائيّاً في عالم افتراضي أم حدث حقّاً ؟

في ٦/١/٢٠٠٥ ؛ زواج ورْقاء في عِشٍ مغمور بالسعادة التي ترفلُ بالمحبة كفاتنةٍ جميلة شعَّتْ بنور جمالها كالقمر المُنير الذي يضيء علىْ دروُبْ الظلام .
كحبيبةٍ تغفو بينَ شريان أوردتي . بسمتها كبسمة النجمة فيْ مَجَرَّتِها . وجهها كبزوغ شمْسٍ تشرقُ في الكون . صوتها كصوت ماءٍ عذب حَطَّهُ السيِل .
عطرها كعطر الياسمين الذي ينداحُ قداحاً .
طيبها كقُبَّرةٍ في بُستانٍ يانعٍ ماتع .
هي كشجرة الكرز تطرح ثمرها كي يُقتطَف منها .
مرَّت الأيام ب (( فصولها الأربعة )) ، حتى أقترب موعد ولادة ورقاء إذ دقَّت الساعة العاشرة صباحاً من يوم الأثنين في ٣٠/١/٢٠٠٦
ذهبوا بها إلى مستشفى الولادة في الرمادي وكان يصطحبها ......
وكان هذا اليوم تماماً محددِّا من لدن الدكتورة ....... ؛ لتأخر الولادة لدى ورقاء وكان آخر يوم أمَّا أنْ تلد طبيعياً أوْ تُجرى لها عملية ..
في بداية الأمر سارت الأمور على ما هي عليه حيث دخلت ورقاء إلى صالة الولادة بعد أنْ شاءت الأقدار أن تُجرى لها ولادة طبيعية ..
أرتكبت الدكتورة ..... المتخصصة بأجراء الولادة الخطأ الجَلَل بحقن ورقاء حقنة في العضلة ؛ كي تساعدها على تيسير الولادة ولكن سرعان ما تَغَيَّرْت الأمور ؛ فقد كانت معادلة الحق في حقن ورقاء بعضلتها عملية خاطئة بل كان من المستوجب أن يعطى لها المُغَذِّي على شكل تقطير، وتُجرى لها عملية وليست ولادة طبيعية ..
تأخرت الولادة بُرْهَةً مِنَ الزَّمَنِ وكانت الساعة الواحدة ظهراً
وصراخُ ورقاء من أعماقِ قلبها يشقُّ المرارة وتهتزُّ منهُ الجدران ..
بدأ الدعاء أن يقضي اللهُ أمرنا ، ويَفرَّج نوائب كربتنا ،
ويشفي غُلَّتنا ممن وشى بنا ، ويجمعنا بمن يهواهُ قلبنا أنَّهُ سميعٌ بصير ..
في السَّاعة الثالثة عصراً زغاريد الفرح تنتابنا بقلوبٍ حمراء مبتهجة .. ولدت ورقاء حوُرْيَّةٍ جميلة ، ملكةٍ صغيرة ، أيقونةٍ مرهفة ..
أخرجوا ورقاء من صالة الولادة حتى أفاقت من وسن غيبوبتها حمدت الله وأجهشت بالبكاء ، وكانت متفقة مع زوجها إذا ولدت مولودة فيكون أسمها ملاك ؛ ولكن لسان حالها كان يقول إنها تُنازع بأنين موتٍ بطيء ..
كانت تنزف نزفاً غير معقول وعندما تحدَّث زوجها مع الطبيبات المختصات بهذا الشأن رددن جميعهن أنَّهُ أمر طبيعي لأنها ولدت وهي الآن بصحة جيدة ؛ ولكن كان نزيف الدَّم غير معقول ..
بعد ذلك أخرجوها من المستشفى متوجهين صوب التأميم
حتى وصلوا الى البيت وأرادوا إخراجها من السيَّارة ؛ ولكن ظاهر الأمر لم يستطيعوا إنزالها بسبب النزيف الذي أخذها ..
في هذه اللحظات الصعبة الضائعة تَبَدَّلْت الأحلام طلولا
هذه حبيبتي كان يفيضُ حُزنها ألماً ، ونزيف الدَّم صار يلبسها ..
أرادوا رجوعها إلى المستشفى وَحَظْرُ التَّجَوُّلِ دبَّ فِيْ الْمَدِينةِ ، والساعة قاربت المغرب ، والجسر قد أغلقهُ أشباح الموت - الأحتلال الأمريكي - ..
ثُمَّ ذهبوا بها إلى أقرب قابلة مأذونة ؛ فكان الرد إنها لا تستطيع أن تعمل شيئاً ؛ لأن الخطأ في إعطاء الحقنة قد سَبَّبَ بإنفجار وَتَمَزَّق بيت الرَّحَم ، وحاولوا عند قابلة مأذونة أخرى ؛ فكان الجواب نفسه ..
ثُمَّ عادوا بها إلى الجسر والصراخ بدأ عند وصولهم سيطرة الجسر ؛ كي يفتحوا لهم الطريق ؛ ولكن لا حياة لمن تنادي ..
وأخرجن من كان معها ...... و ..... خمورهن أخذن يلوحنَّ بهن باعتبارها رايات بيضاء ولكن من غير جدوى
علامات إستفهام بائسة تغدو مع الوقت علامات تعجَّب ..
أقول في معرض حديثي هذا أين الإنسانيَّة والسَكِينَة التي بثقها الله عند ملائكة الرحمة وأقصد في ذلك الأطباء المتخصصين ..
نعم الموتُ حق : (( كلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ [٢٦] وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ )) . * - ١
ولكن كان بإسْتَطاعتهم رفع بيت الرَّحَم والأمر كله لله ، لذلك علموا وعملوا على إخراجها من المستشفى ؛ كي يتخلَّصُوْا من جرمهم المشؤوم ..
أزمنة اللَّيالي السُّود الْمُقَسمَّة على أزمنة الخراب تقاسَمَتْ أفراحي ؛ لتطفأ فانوس عُمري وشمعة أحلامي ..
يا للنوائبِ كم صارت تجرحنا وتجرجرنا تيهاً صوب أسى الآهات ، وعذاب الأيام ..
كساني الحزن ثوب ردائهِ ، وقد غدا اللَّيل في مدينتنا مذبوحاً بنجمتهِ .. كل الدروب التي كنتُ أغازلها ليلاً صارت أثوابها يلبسن فحيح الأفاعي ..
حين نجيء إلى هذه الدنيا ، وحين نغادرها على سمفونية لا (( مفتاح صول )) ... ولا (( قفلة موسيقية )) تدور صوب الفرح بل تنتهي كشلاّلٍ هادرٍ يُلقى بك إلى المصبّ ..
ويبدو أن أحلام مستغانمي كانت على صواب لما قالت :
( لا تكترث للنغمات التي تتساقط من صوفليج حياتك ،
فما هيّ إلاَّ نوتات ... ) . * - ٢
بُرْهَةً مِنَ الَّزَّمَنِ حدثت الفجيعة بدمعة وغدت تئنُّ وتحتسي كأساً مليئاً بأمنياتٍ عريانة ..
ثُمَّ تَمْتَمَ زوجها من الحزن قائلاً لِيْ :
" أَبُوْح لك بأمر لم أفصح به لأحد والله كان ينتابني شعُوْر غريب في ليلة يوم الأحد قبل ذهابنا إلى المستشفى وكأنني أحسست أنَّ السَّماءَ أُطبقت على الأرض وحتماً سنتفارق ؛ فذرفت مقلتيّ الدموع بدون توقف وبدون سبب وورقاء كانت تمسح بيديها النقيَّة البيضاء وتسألني عنْ السبب ولكن ليست لديّ ايِّ إجابة " .
وقد أسدلت العتَمة أستارها وأنشبت المَنِيَّةُ أظفارها ، وحان الآن موعد عشاء الموت ..
في السَّاعة الثامنة ليلاً صرخت سمفونية الموت عند نهاية الشَّفَقِ المطلِّ في عتمة اللَّيل على جسر التأميم في مدينة الرمادي التي كان يسودها الظلم والطغيان من قبل الأحتلال الأمريكي آنذاك ..
حتى فاضت روحها الزكيَّة إلى الله
: (( مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا )) . * - ٣
عزاؤنا شبيه بموسيقى بيتهوفن الخامسة التي كانت شبيهة ببركانٍ هائج ؛ فهي موسيقى غاضبة تشير إلى الحُرِيَّة للشعب المُحتل تحت أقدام النازية التي تَحَوَّلَت إلى نار حامية ..
وغدا الألم وحده واقعاً يشهد ليلنا ..
أقولُ لكِ ، وأنا أمضي إلى حتفي طائعاً إنَّ فجر ورقاء الصغيرة وضحكتها هي الموسيقا الجديدة لهذا العالم ..
هذه المقالة تُخفي وتتخفى ، لكنها تفصح في الوقت نفسه عن ثلاثة عشر عاماً ممسوسة بجنون البدايات ودموية النهايات ..
هي عبارة عن تسجيل صادق لوقائع مأساوية فزعة عاشها " العراق " الجريح خلال حقبة ظلامية تسودها ويلات وفواجع على أبناء الشعب من قبل الأحتلال الأمريكي وما تركه من شروخ وجروح في النفس العراقية والفكر العراقي الذي تَحَوَّلَ إلى حزن مقيم ، وشجًى دائم ..
وهذا قليل من كثير ممَّا عاناه الناس من تصرفات الدكتاتورية البشعة آنذاك ، ومن عاش ووعى سوف يعرف تلك اللحظة التي عاشها أبناء الشعب العراقي من ذاكرة تحولَّت شهقاتها على مذبح الأنهيار ..
والفاجعةُ الواحدة تسحب وراءها سلسلة من الفواجع الأخرى ..
سيبقى العراق خَوَّاضَ مصائب - جَلاَّب مآسٍ ..
ينامُ على مأساة ويستيقظ على مأساة ..
خالتي الغالية كتب قلمي الفقير لكِ ، ودموعي تتناثرُ فوق أوراقي قائلاً : البحر الكامل من لي؟

أنا قلبي تراكم حزنهُ
والشعر حتماً لم يبحْ
والعشق أصبح موهنا..
ورقاءُ ..
يا قمْرَ الليالي هاهنا
حْبري بلون الموت
كسوته
تـُرى أوجاعه
هل يرتديها
أم سيبقی عارياً
متأهباً للموت
بل متيقنا..
ورقاءُ ..
يا نوْر السما
ما أدْرَكتْ جسْر الْمَحبة
كيف تدرك حسنها
والصمت خيم ها هنا
ودَجى هنا..
ورقاءُ ..
يا أندْاء عُمْرِيْ.. والهوی
مِنْ أَيَنْ ليْ
قلْبٌ يَساْمَرْنِيْ
عَلَىْ شِعْريْ
وقدْ ضاْعتْ محاسنه
وأطفأ شَمَعْتِيْ
كاْبُوْسُ حزنٍ
من نُوْاح القلْب
يذكي في ثناياه الضنى..
ورقاءُ ..
يا ضَوْءَ الفؤاد
طَوْيَتُ ذَاْكَرْةَ المآسي
نَاْمَ ْحُزْنُي تاركاً قَلْبِيْ بَلا أمْلٍ
هنا حجراته قد لطخت بالحزن آهٍ..
آه من حزني أنا..
لمْ يَطْفَئ الْمَاْضِيْ
حريقَ القلب حزناً
واللَّيالي آكلاتٌ
ما تبقّی من حنينٍ
في الدماء
بلا فمٍ
لكنه من قلبه الدامي
سنا الماضي دنا
ماذا بقي؟
والموتُ حدّقَ بي ليقتلني
ودَرْب سعادتي
عطرٌ يفوح بثوب أرملةٍ
وكلّ الدهر أضحی في شتات
عَلَىْ فُسْتَانِ عَرْسٍ أَرْمَلَةْ
هَذَاْ بِثَوْبِ عَرُوسِنَا قَدْ عَطَّرُوهْ
فِيْ لَيْلِ أَنْبَارِنَا
صَرْخَتْ مَحَابْرنا هنا
يا شَهْرَزاد احكي لنا
فيْ أَلْفَ لَيْلَةِ عاشقٍ وعشيقةٍ
كِيْمَاْ يقصُّ جناحنا
ظلم الْطُغاْةَ
وَالْقَلْبُ أَظَلْم ها هنا فِيْ قَبَرْه
أَصْحُوْ وَأَغْفُوْ وَالْجَرَاحْ
بعينها تصحو أمامي
الريق جف من الكلام
حكاية النور المسجّی
أغلقتْ..
بُحَّ القصيد بأحرفي
والشعر مات..
راجياً المولى سبحانهُ أن أكون قد وفقت في عملي هذا ، وأستغفر الله عما وقعت فيه من خطأ أو تقصير ...
والله من وراء القصد .
كتَبْهُ أَضَعْف الكُتَّاب ، وتراب أقدام الفقراء والمسَّاكين
مُحَمَّد شَاْكِرْ مَحْمُوْد عُلَيْوِيّ
جَاْمِعة الأنبار - كُلْيَّة الآداب
قِسم اللُّغة العَرَبيَّة
١٠/٨/٢٠١٦ هـ .
١٤٣٧ م .
-----------------
*- ١ سورة : الرَّحَمن . آية : ٢٧ .
*- ٢ رواية : الأَسوَدُ يَليقُ بكِ . أحلام مستغانمي .
*- ٣ سورة النساء . آية : ٦٩ .
المؤلف في سطور أولاً : العنوان العلمي : مُحَمَّد شَاْكِرْ مَحْمُوْد عُلَيْوِيّ
جَاْمِعة الأنبار - كُلْيَّة الآداب
قِسم اللُّغة العَرَبيَّة
ثانياً : البيانات الشخصية :
العمل : شاعر فصيح وأديب مفهرس .
تاريخ الميلاد : ٢١/٨/١٩٩٥
الجنسية : عراقي مسلم .
مكان الولادة : الأنبار / الرمادي .
المناصب : عضو رابطة شعراء العرب .
عضو رابطة شعراء المتنبي .
عضو إتحاد نجوم شعراء العرب .
عضو رابطة سفراء الضاد .
عضو رابطة الشعراء والمثقفين العرب .
حاصل على شهادة وسام التقدير من رابطة الشعراء والمثقفين العرب


.
Gmail : arabictounge@Gmail.com Instagram :
mohammed.s.arabictongue
Viber: 07815606048
Whatsapp : 07815606048
07815606048 : تيليجرام
Twitter : 07815606048
Facebook : محمد شاكر


ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد

هي تقول .................. بقلم : امل عايد البابلي // العراق



احتاج قلم حُمرة .. لا ليشرق الكَرز في شفاهي فأغري الرجال .. بل لأرسم ابتسامة على مقاسِ وجه.. ابتسامة تُصارع الوجع فتصرعه وترديه .. اُقبل بعدها الجُدران والنوافذ .. وتلك المَرايا.. حتى صورتك المندسة في وسادتي كحِجَابٍ يَحمي عيوني مِن بشاعةِ حُلم لَستَ فيه .. الى ان تختفي ملامحك.. ولا اهتم ما سأكون فيه..
لأني احفظها عن ظهر شوق ..!! فيختفي أحمر الشفاه وتنتهي القصة .



ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص أو أكثر‏

قَطراتُ مِنْ جُلنَّار تُحوّلُ ورقاءَ إلى إحمرار (( مقالة وقصيدة )) ............ بقلم : محمد شاكر // العراق



قَطراتُ مِنْ جُلنَّار تُحوّلُ ورقاءَ إلى إحمرار

هل يأكل الحبُّ عشَّاقه أم تلتهم النَّار تُفَّاحَة حُبِّهم ؟
لماذا يظلّ العُشَّاق حائرين في كتم هوى حُبِّهم ؟
يتساءلون : من ترى دسَّ لهم السمَّ في فراق حُبِّهم ؟
هل ما حدث بنا سينمائيّاً في عالم افتراضي أم حدث حقّاً ؟
في ٦/١/٢٠٠٥ ؛ زواج ورْقاء في عِشٍ مغمور بالسعادة التي ترفلُ بالمحبة كفاتنةٍ جميلة شعَّتْ بنور جمالها كالقمر المُنير الذي يضيء علىْ دروُبْ الظلام .
كحبيبةٍ تغفو بينَ شريان أوردتي . بسمتها كبسمة النجمة فيْ مَجَرَّتِها . وجهها كبزوغ شمْسٍ تشرقُ في الكون . صوتها كصوت ماءٍ عذب حَطَّهُ السيِل .
عطرها كعطر الياسمين الذي ينداحُ قداحاً .
طيبها كقُبَّرةٍ في بُستانٍ يانعٍ ماتع .
هي كشجرة الكرز تطرح ثمرها كي يُقتطَف منها .
مرَّت الأيام ب (( فصولها الأربعة )) ، حتى أقترب موعد ولادة ورقاء إذ دقَّت الساعة العاشرة صباحاً من يوم الأثنين في ٣٠/١/٢٠٠٦
ذهبوا بها إلى مستشفى الولادة في الرمادي وكان يصطحبها ......
وكان هذا اليوم تماماً محددِّا من لدن الدكتورة ....... ؛ لتأخر الولادة لدى ورقاء وكان آخر يوم أمَّا أنْ تلد طبيعياً أوْ تُجرى لها عملية ..
في بداية الأمر سارت الأمور على ما هي عليه حيث دخلت ورقاء إلى صالة الولادة بعد أنْ شاءت الأقدار أن تُجرى لها ولادة طبيعية ..
أرتكبت الدكتورة ..... المتخصصة بأجراء الولادة الخطأ الجَلَل بحقن ورقاء حقنة في العضلة ؛ كي تساعدها على تيسير الولادة ولكن سرعان ما تَغَيَّرْت الأمور ؛ فقد كانت معادلة الحق في حقن ورقاء بعضلتها عملية خاطئة بل كان من المستوجب أن يعطى لها المُغَذِّي على شكل تقطير، وتُجرى لها عملية وليست ولادة طبيعية ..
تأخرت الولادة بُرْهَةً مِنَ الزَّمَنِ وكانت الساعة الواحدة ظهراً
وصراخُ ورقاء من أعماقِ قلبها يشقُّ المرارة وتهتزُّ منهُ الجدران ..
بدأ الدعاء أن يقضي اللهُ أمرنا ، ويَفرَّج نوائب كربتنا ،
ويشفي غُلَّتنا ممن وشى بنا ، ويجمعنا بمن يهواهُ قلبنا أنَّهُ سميعٌ بصير ..
في السَّاعة الثالثة عصراً زغاريد الفرح تنتابنا بقلوبٍ حمراء مبتهجة .. ولدت ورقاء حوُرْيَّةٍ جميلة ، ملكةٍ صغيرة ، أيقونةٍ مرهفة ..
أخرجوا ورقاء من صالة الولادة حتى أفاقت من وسن غيبوبتها حمدت الله وأجهشت بالبكاء ، وكانت متفقة مع زوجها إذا ولدت مولودة فيكون أسمها ملاك ؛ ولكن لسان حالها كان يقول إنها تُنازع بأنين موتٍ بطيء ..
كانت تنزف نزفاً غير معقول وعندما تحدَّث زوجها مع الطبيبات المختصات بهذا الشأن رددن جميعهن أنَّهُ أمر طبيعي لأنها ولدت وهي الآن بصحة جيدة ؛ ولكن كان نزيف الدَّم غير معقول ..
بعد ذلك أخرجوها من المستشفى متوجهين صوب التأميم
حتى وصلوا الى البيت وأرادوا إخراجها من السيَّارة ؛ ولكن ظاهر الأمر لم يستطيعوا إنزالها بسبب النزيف الذي أخذها ..
في هذه اللحظات الصعبة الضائعة تَبَدَّلْت الأحلام طلولا
هذه حبيبتي كان يفيضُ حُزنها ألماً ، ونزيف الدَّم صار يلبسها ..
أرادوا رجوعها إلى المستشفى وَحَظْرُ التَّجَوُّلِ دبَّ فِيْ الْمَدِينةِ ، والساعة قاربت المغرب ، والجسر قد أغلقهُ أشباح الموت - الأحتلال الأمريكي - ..
ثُمَّ ذهبوا بها إلى أقرب قابلة مأذونة ؛ فكان الرد إنها لا تستطيع أن تعمل شيئاً ؛ لأن الخطأ في إعطاء الحقنة قد سَبَّبَ بإنفجار وَتَمَزَّق بيت الرَّحَم ، وحاولوا عند قابلة مأذونة أخرى ؛ فكان الجواب نفسه ..
ثُمَّ عادوا بها إلى الجسر والصراخ بدأ عند وصولهم سيطرة الجسر ؛ كي يفتحوا لهم الطريق ؛ ولكن لا حياة لمن تنادي ..
وأخرجن من كان معها ...... و ..... خمورهن أخذن يلوحنَّ بهن باعتبارها رايات بيضاء ولكن من غير جدوى
علامات إستفهام بائسة تغدو مع الوقت علامات تعجَّب ..
أقول في معرض حديثي هذا أين الإنسانيَّة والسَكِينَة التي بثقها الله عند ملائكة الرحمة وأقصد في ذلك الأطباء المتخصصين ..
نعم الموتُ حق : (( كلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ [٢٦] وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ )) . * - ١
ولكن كان بإسْتَطاعتهم رفع بيت الرَّحَم والأمر كله لله ، لذلك علموا وعملوا على إخراجها من المستشفى ؛ كي يتخلَّصُوْا من جرمهم المشؤوم ..
أزمنة اللَّيالي السُّود الْمُقَسمَّة على أزمنة الخراب تقاسَمَتْ أفراحي ؛ لتطفأ فانوس عُمري وشمعة أحلامي ..
يا للنوائبِ كم صارت تجرحنا وتجرجرنا تيهاً صوب أسى الآهات ، وعذاب الأيام ..
كساني الحزن ثوب ردائهِ ، وقد غدا اللَّيل في مدينتنا مذبوحاً بنجمتهِ .. كل الدروب التي كنتُ أغازلها ليلاً صارت أثوابها يلبسن فحيح الأفاعي ..
حين نجيء إلى هذه الدنيا ، وحين نغادرها على سمفونية لا (( مفتاح صول )) ... ولا (( قفلة موسيقية )) تدور صوب الفرح بل تنتهي كشلاّلٍ هادرٍ يُلقى بك إلى المصبّ ..
ويبدو أن أحلام مستغانمي كانت على صواب لما قالت :
( لا تكترث للنغمات التي تتساقط من صوفليج حياتك ،
فما هيّ إلاَّ نوتات ... ) . * - ٢
بُرْهَةً مِنَ الَّزَّمَنِ حدثت الفجيعة بدمعة وغدت تئنُّ وتحتسي كأساً مليئاً بأمنياتٍ عريانة ..
ثُمَّ تَمْتَمَ زوجها من الحزن قائلاً لِيْ :
" أَبُوْح لك بأمر لم أفصح به لأحد والله كان ينتابني شعُوْر غريب في ليلة يوم الأحد قبل ذهابنا إلى المستشفى وكأنني أحسست أنَّ السَّماءَ أُطبقت على الأرض وحتماً سنتفارق ؛ فذرفت مقلتيّ الدموع بدون توقف وبدون سبب وورقاء كانت تمسح بيديها النقيَّة البيضاء وتسألني عنْ السبب ولكن ليست لديّ ايِّ إجابة " .
وقد أسدلت العتَمة أستارها وأنشبت المَنِيَّةُ أظفارها ، وحان الآن موعد عشاء الموت ..
في السَّاعة الثامنة ليلاً صرخت سمفونية الموت عند نهاية الشَّفَقِ المطلِّ في عتمة اللَّيل على جسر التأميم في مدينة الرمادي التي كان يسودها الظلم والطغيان من قبل الأحتلال الأمريكي آنذاك ..
حتى فاضت روحها الزكيَّة إلى الله
: (( مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا )) . * - ٣
عزاؤنا شبيه بموسيقى بيتهوفن الخامسة التي كانت شبيهة ببركانٍ هائج ؛ فهي موسيقى غاضبة تشير إلى الحُرِيَّة للشعب المُحتل تحت أقدام النازية التي تَحَوَّلَت إلى نار حامية ..
وغدا الألم وحده واقعاً يشهد ليلنا ..
أقولُ لكِ ، وأنا أمضي إلى حتفي طائعاً إنَّ فجر ورقاء الصغيرة وضحكتها هي الموسيقا الجديدة لهذا العالم ..
هذه المقالة تُخفي وتتخفى ، لكنها تفصح في الوقت نفسه عن ثلاثة عشر عاماً ممسوسة بجنون البدايات ودموية النهايات ..
هي عبارة عن تسجيل صادق لوقائع مأساوية فزعة عاشها " العراق " الجريح خلال حقبة ظلامية تسودها ويلات وفواجع على أبناء الشعب من قبل الأحتلال الأمريكي وما تركه من شروخ وجروح في النفس العراقية والفكر العراقي الذي تَحَوَّلَ إلى حزن مقيم ، وشجًى دائم ..
وهذا قليل من كثير ممَّا عاناه الناس من تصرفات الدكتاتورية البشعة آنذاك ، ومن عاش ووعى سوف يعرف تلك اللحظة التي عاشها أبناء الشعب العراقي من ذاكرة تحولَّت شهقاتها على مذبح الأنهيار ..
والفاجعةُ الواحدة تسحب وراءها سلسلة من الفواجع الأخرى ..
سيبقى العراق خَوَّاضَ مصائب - جَلاَّب مآسٍ ..
ينامُ على مأساة ويستيقظ على مأساة ..
خالتي الغالية كتب قلمي الفقير لكِ ، ودموعي تتناثرُ فوق أوراقي قائلاً : البحر الكامل من لي؟
أنا قلبي تراكم حزنهُ
والشعر حتماً لم يبحْ
والعشق أصبح موهنا..
ورقاءُ ..
يا قمْرَ الليالي هاهنا
حْبري بلون الموت
كسوته
تـُرى أوجاعه
هل يرتديها
أم سيبقی عارياً
متأهباً للموت
بل متيقنا..
ورقاءُ ..
يا نوْر السما
ما أدْرَكتْ جسْر الْمَحبة
كيف تدرك حسنها
والصمت خيم ها هنا
ودَجى هنا..
ورقاءُ ..
يا أندْاء عُمْرِيْ.. والهوی
مِنْ أَيَنْ ليْ
قلْبٌ يَساْمَرْنِيْ
عَلَىْ شِعْريْ
وقدْ ضاْعتْ محاسنه
وأطفأ شَمَعْتِيْ
كاْبُوْسُ حزنٍ
من نُوْاح القلْب
يذكي في ثناياه الضنى..
ورقاءُ ..
يا ضَوْءَ الفؤاد
طَوْيَتُ ذَاْكَرْةَ المآسي
نَاْمَ ْحُزْنُي تاركاً قَلْبِيْ بَلا أمْلٍ
هنا حجراته قد لطخت بالحزن آهٍ..
آه من حزني أنا..
لمْ يَطْفَئ الْمَاْضِيْ
حريقَ القلب حزناً
واللَّيالي آكلاتٌ
ما تبقّی من حنينٍ
في الدماء
بلا فمٍ
لكنه من قلبه الدامي
سنا الماضي دنا
ماذا بقي؟
والموتُ حدّقَ بي ليقتلني
ودَرْب سعادتي
عطرٌ يفوح بثوب أرملةٍ
وكلّ الدهر أضحی في شتات
عَلَىْ فُسْتَانِ عَرْسٍ أَرْمَلَةْ
هَذَاْ بِثَوْبِ عَرُوسِنَا قَدْ عَطَّرُوهْ
فِيْ لَيْلِ أَنْبَارِنَا
صَرْخَتْ مَحَابْرنا هنا
يا شَهْرَزاد احكي لنا
فيْ أَلْفَ لَيْلَةِ عاشقٍ وعشيقةٍ
كِيْمَاْ يقصُّ جناحنا
ظلم الْطُغاْةَ
وَالْقَلْبُ أَظَلْم ها هنا فِيْ قَبَرْه
أَصْحُوْ وَأَغْفُوْ وَالْجَرَاحْ
بعينها تصحو أمامي
الريق جف من الكلام
حكاية النور المسجّی
أغلقتْ..
بُحَّ القصيد بأحرفي
والشعر مات..
راجياً المولى سبحانهُ أن أكون قد وفقت في عملي هذا ، وأستغفر الله عما وقعت فيه من خطأ أو تقصير ...
والله من وراء القصد .
كتَبْهُ أَضَعْف الكُتَّاب ، وتراب أقدام الفقراء والمسَّاكين
مُحَمَّد شَاْكِرْ مَحْمُوْد عُلَيْوِيّ
جَاْمِعة الأنبار - كُلْيَّة الآداب
قِسم اللُّغة العَرَبيَّة
١٠/٨/٢٠١٦ هـ .
١٤٣٧ م .
-----------------
*- ١ سورة : الرَّحَمن . آية : ٢٧ .
*- ٢ رواية : الأَسوَدُ يَليقُ بكِ . أحلام مستغانمي .
*- ٣ سورة النساء . آية : ٦٩ .
المؤلف في سطور أولاً : العنوان العلمي : مُحَمَّد شَاْكِرْ مَحْمُوْد عُلَيْوِيّ
جَاْمِعة الأنبار - كُلْيَّة الآداب
قِسم اللُّغة العَرَبيَّة
ثانياً : البيانات الشخصية :
العمل : شاعر فصيح وأديب مفهرس .
تاريخ الميلاد : ٢١/٨/١٩٩٥
الجنسية : عراقي مسلم .
مكان الولادة : الأنبار / الرمادي .
المناصب : عضو رابطة شعراء العرب .
عضو رابطة شعراء المتنبي .
عضو إتحاد نجوم شعراء العرب .
عضو رابطة سفراء الضاد .
عضو رابطة الشعراء والمثقفين العرب .
حاصل على شهادة وسام التقدير من رابطة الشعراء والمثقفين العرب
.
Gmail : arabictounge@Gmail.com Instagram :
mohammed.s.arabictongue
Viber: 07815606048
Whatsapp : 07815606048
07815606048 : تيليجرام
Twitter : 07815606048
Facebook : محمد شاكر


ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد

اليك ايها البطل................... بقلم : منية مسعي / تونس



اليك ايها البطل

قبطان سفينة احرفي الهجائية
شرقية
كلها اشعاعات دهبية
انها اشعاعات الامل و الانسانية
معا نخوض بحر الكلمات
رغم العواصف
رغم الامواج العاتية
انا مرساة سفينتك
لا تخف
نتغلب على الاعاصير
لاننا
استثناء هدا الزمن
كما انت فصل احتوى كل الفصول
انا بسمة ضد الالم و الحزن
ضد المحن
امسح الدموع
حينما يبكي القمر
فلنكمل رحلتنا التي قدرها الله
حامينا و حامي كل البشر
خربشات جوزاء

مستقبليات*.................... بقلم : نصيف الشمري // العراق



مظلةُ أيامي في وهج حرارة غربتي لحظاتِ حب سعيدة ، تختصر مسافات العمر ببسمة ، قد تكون شاهدةً على موتِ أجمل الذكريات في منفى الشعراء المحرومين من هواء مُدِنَهُم . الكلمةُ صديقتي ذات الابتسامةِ الحزينة ، أستطيعُ أن أتنفس عبير الأوطان في وطني ، أرسِمهُ وطنا تشدوهُ البلابلَ تغريداً ، وأسمعهُ أغنيةَ حبٍ من طرف واحد ، كما في ( حكيتّ لَك عن سببْ ؛ نوحي ) ونحن لانسمع أيّ أنين ، هجرته أغلب القلوب لتخربش بأصابعها المرتجفة مستقبليات الوطن ، المستقبل مجهول رغم ضجيج دعاة صحيح الأفكار ،

2016/9/12

*هي خطط يضعها الكبار ؛ قد تتضمن عقود بيع وشراء

.خاطرة................ بقلم : بهاء واثق // العراق


لا اريد شيئاً فقط السكوت ..فقط الهدوء.. اريد ان ابقى وحيداً لبعض الوقت .              لا ضوضاء.. لا صوت سيارات مظللة سوداء تزج الرعب بصوتها التعيس ..

.
اريد بشراً في بلد المتاهات.. بلد الالف باب مغلقه ..انا انسان ابحث عن باب يفتح لي للخروج الى مالا نهاية......سئمت الحياة

نكسة .............. بقلم : زكية محمد الحسن / المغرب


بيني وبينك
همزات الشياطين
زلازل شك
غضب براكين
بيني وبينك
اعاصير
شوق
كبرياء
تحاصر الشرايين
تعلن عن
ثورة
فوضى
ذكرى
عصيان
جور سلاطين
بيني وبينك
شعرة من نور
ضاعت بين القرابين
بيني وبينك القدر
لن أقاوم.!!
وإن كانت أمنياتي بالملايين
بيني وبينك
نكسة حزيران
أنا
يا أنت
تبا لنا من مساكين!!!!!

حب في عامين................. بقلم : ماجد محمد طلال السوداني // العراق




صورة ‏ماجد محمد الطلال‏.

عام مضى
وعام آتى
عام مضى
فيه كانت احلى احلامي
ومعك اجمل أيامي
وعام أتى
كان كل ألأمي
وأحزاني
وعذاباتي وحرماني
عام بيننا مضى
طبعت شفاهي
ألاف القبلاتي
على الشفتين والعينين والخدين
لا أحلا وأجمل النساء
على شفاه اجمل النساء
على أجمل عيون سوداء
يا تفاصيل عمري
وكلمات حبي وشعري
يا امرأة أفراحي وأحزاني
واحلى سنين العمري
ما بين كلام حبك وحبي
انتبهت لوجود كلمات وداع
شعرت في نيتك الوداع
تخلتها كلمات كذب و خداع
شعرت بالضياع
قبل الوداع
وبعد الرحيل
بحثت عنك في كل الاحياء
في كل زقاق
ما بين الأرض والسماء
كل مكان كان لنا فيه لقاء
أيا امرأة
تركت في قلبي جروح--- وجروح
بل قولي
الاف الجروح
وألاف الآهات والحسرات
وأنا منقسما على نفسي
بين نفسي وذاكرتي المشتتة
من حفنة أشلائي المبعثرة
وبينك وانت عني مختفية
نسيت أسمي وعنواني
عينيك وطني
وشفاهك لغتي وكلامي
ربما فن من فنون الجنون
أو ظرب" من أنواع الخيال
أرجوك علميني
هل هذا حب مني
أو واقع حال
نظرات عيونك تمزقني
جعلتني أشلاء وأشلاء
جعلت من صبحي مساء
ارجوك قليلاً تروي
لا تقولي؟؟؟
أنك الانثى الوحيدة من بين النساء
ولا أنا الرجل الوحيد من بين الرجال
نعم انا فارساً وخيال
تذكري أن التل
ليس من الجبال
نعم صدقتي يا عشتار الجمال
عندما تقولين ؟؟؟ويقولون ؟؟؟؟
انك فائقة الحسن والجمال
أن وجودك وجودي
لا محال
ولافي الامر جدال
أعلمي لم يزل بيدي القرار
قرار الخلاص من ألألم
ليس هرباً منك او فرار ؟؟؟؟
أنما بحثاً عن الهدوء
والنسيان؟؟؟

12||ايلول||201

كانت المنازل تصرخ............... بقلم : خليل خدر // العراق


في ثانية سمعتها
كانت كل المنازل تصرخ
حينما غادر كل فرد
زاوية السعادة من بيته
وحملوا الكثير من الغرف
الملآى بالدموع
في بقعة كانت تتوسط
فوهات بنادق الغزاة
كانوا يستقبلون جلدات على ظهورهم من القدر
وهم عراة
يركضون على اشواك الحزن حفاة
قايضوا بحياتهم
أن يصلوا الى جوار الياسمين
كاسر عطشهم كان دمعهم
فبصقوا على بدلة عسكرية
مرمية بجوار قرية مهجورة
وأطعموا الأرض الجائعة
المزيد من الجثث الشهية الناعمة
وخطّوا على القبور المفتوحة تلك
ضحايا الضمير الأحمق
هرّ واقف على سور نصف مهدّم
يحدّق في الهاربين بذهول
فمنهم مَنْ كان في يوم زفافه
متأنق تفوح منه رائحة زكية
ومنهم مَنْ يرتدي قبعة تخرجه من الجامعة
فتسنى له أن يحصل على التعب
فذلك الهرّ يحادث ذاته
هذا العريس
لِمَ لا يمسك يد عروسته؟
ولِمَ هي ليست معه؟
وهذا الشاب يبدو غريباً
لا يحمل ابتسامة
رغم إنه تخرج لتوّه
ومع الاقتراب من محطة الكهرباء
التي تجاور القرية
تناسى الجميع ما حدث قبل دقائق
وجاؤوا يذرفون الدمع
ويتفتلون في شوارع سيباي بخيالهم
وما أن بزغ نور الصباح
وانكسر الضوء على عمود كهرباء وحيد
واشرقت الشمس على الشوارع
بلونها القرمزي
اختلطت الألوان ببعضها
وكان الحَمارُ اللون الأبرز
إذ إنَّ الأرض شربت
الكثير من الدماء
و وقتئذ علّت الابتسامات
تطير نحو السماء
كبِّلتْ يدا الله
ما أوجعه من كلام
وما أصعبه
وما أحقه للأسف





.ضفاف حبك................ بقلم : عماد عبد الملك الدليمي // العراق



ضفاف حبك

في بريق
عينيك
أولد من
جديد
كأني طفل
قد فارق
أحضان دميته
و وجدوه تائها
في حانات
الضجيج
كنت أرتاد
حرائق الشوق
كنت انام على
وسائد ظلها
دون حريق
أسرح مع قطع
الغيم
أرتاد غابات
البرد
أقطف من أغصان
أشجارها
عناقيد الجليد
أيتها القادمة
من ثنايا الأضلاع
ومن رفوف
تلك القصص
وتلك الأساطير
حبيبتي
بين كيفيك
تتوقف أزمنتي
كأنها سفن
عشق
رست على
ضفاف حبك
تستنجد بك
بعد أن
أظلت عن
الطريق


خفتُ من بناتِ الكرمِ ........................ بقلم : مرام عطية / سوريا


مذْ أيقظتْ عيناهُ همستي
تاهتْ على رمشهِ نحلتي
عادَ ثغرها
يغازلُ الوردَ على شفتيهِ
يصنعُ رحيقَ الّلهفةِ
حريرَ وصالٍ
وقلبي يخشى سرَّهُ أن يذاعَ
يعانقُ في الحلمِ طيفهُ
وتغرقُ نوارسهُ حياءً حين تراهُ
كمْ خفتُ من بناتِ الكرمِ
تعرفُ حبِّي !
تغزلُ خيوطهُ قصصا
تمزجُ ألواني بالخيال
وتقطفُ حينَ تلقاني
ثمارَ الجمال !
فيضيعُ في الأفقِ شذاهُ !

فجر معافى............ بقلم : انعام الشيخ عبود // العراق


عشقت من الفصول ربيعا
ربيعا يشبهك في ظلاله
وإشراقات حنانه
أيها الصبي.. تعال
ومعك كل حقائبك المعتادة
شروقك الذهبي
و غروبك العذب في لغزه
ما سر خطواتك...؟
تتردد....حطم قيود الخوف
واقطع سلاسل الحزن
وأمضي مخترقا كل حواجز المعاناة
كي تبقى اساطيرك عميقة كالبحار
فغيابك موجة تعتلي انفاق الحرمان
أيها السكون في عالم الوجع
اخرج من بين الاشواك
وردة بيضاء
فاراك تزهو
في زمن جميل
وتحت شمس لا تغيب
وبعد غياب ها انت تستفيق
وتخرج لتلد من رحم مناخ عقيم
فجرا معافى بلون الزمرد

.في ساعات الغروب................ بقلم : احمد عبد الكريم الربيعي// العراق



تبتعد بسيرها عن الشاطئ

تتعرى من المشاعر ترتدي قميصها الزهري
تنزل وسط الماء تعانق الفنارات
تجلس على نافذة القمر تغزل
حكايات الحب بصنارة الشوق
تطرز نافذتها بالوان قوس قزح
تمر فوق مرافئ السفن الغافية
تلتقط لحظات عناق الشمس للماء
في ساعات الغروب
تكتب على جدران الاكواخ حكايات
وابيات شعر

القصيدة التائهة ............... بقلم : احمد بياض / المغرب


هنا القصيدة تبحث عن عنوانها
في موطن الرياح‚
تزحف مع ثمرة أنينها‚
تبحث عن غيث ضنين‚
عن شوق من فطير الإغماءة
وعلى شفتيها برتقالة
مستقلة
عن حوض الجفاف٠
ناقوس الرمال
وتلال الشمع.............

سنكون اثنين في بؤس المقاهي
والنكهة الجوفاء‚
فعانقيني سيدتي
لنصوم في برهة طليقة
من معدن الخمول
لنموت مرتين
في لذة الانفصام٠
يمر حزن الليلك
المتعطش
وبراعم الأكواخ
والوقت بثوب أحزان الأطفال
والأيتام الجريحة في النفس.......
انتظريني
ساعة الرحيل
واكتبي
على جبيني
سيرة حلم
سينجلي
في الفضاء المجهول٠
انتظريني
في أبعاد ليلي
على حنة الأشواق..........
حدثيني
عن الزمن الباقي
و ناوليني
تذكرة الوصول٠
سيأتي ليل النهر
بكفه على الأبراج
ستأتي الحروف
السابحة في تعرية الموت
والمرآة المنكسرة على الجفن
بأشواق ليلى
وروح عدن
ومجدلية التراب............

يتم الاحلام............... بقلم : حسن محمد حسن // العراق



تبحر الذات
الى البعيد
الى
شواطئ الطفولة
وماذا تريد
الى الاماني
الضالات
متوشحة
بالحظ العنيد
الى انتظار وعد
يبشر بيوم عيد
الى
تغيير أسمال
بثوب جديد
وتتخاذل الأنا
وتنزف الروح
الصديد
دمع في المآقي
يحاكي الفجر
الجديد
هنا تنتحر
الاماني وتذبح
الاحلام من
الوريد الى الوريد
وتنتاب الخلجات
أسى ووعيد
وتطوف المقل
بنظرات حيرى
تبحر بالقواقع
بالكينونة
بالصيرورة
بالماضي المجيد
وتزداد الحسرة
والتنهيد
الى ان يصبح
اللاشيء شيأ
ليس كل الأشياء
قطع الفيافي
والبيداء
واحتسى من نهر
الفرات الضياء
وامسى الزمان
كما يريد

9 / 2016

من وجدٍ الى وجدان( لروح الشاعرة وجدان النقيب )............. بقلم : أدهام نمر حريز // العراق



ترعبني صورة الموت , تغلف أحشائي بوجع مخيف

ترتجف فرائصي , ابحث بين السنين
أحذف و أضيف
أعوام العمر
سراب تبعثره الرؤيا , يحترف المغيب
الموت لا يحدد موعداً
الشواهد لا تحتاج لتواريخ
قلوب الخائفين تضحك الموت
تغرقها سيول الدموع
قلوب الموقنين , تخشع الخوف
تحتضن الدنيا , تودعها
تجمع بين ثناياها , ابتسامة أخيرة
شهقة الروح تودع الأيام
لا أوجاع بعد الان
ترتدي أجنحة الخلود , نحو السماء
في صعود
ما اخافها موعد الموت

 
2016/9/16

ركن النور ............ بقلم :آمال خضراوي / تونس




أرحل بعيدا إلى زاوية الهدوء حيث تشرق السكينة بروحي وتنير عتمة ليلي.. حيث تطوق نفسي إلى الالتقاء بي قبيل اغتيال أحلامي و نفي الأماني خارج حدود زماني حيث اغتالوا هوية وجودي في صدر القصيد .أرحل من شوارع باتت كلها تؤدي إلى الهاوية .أرحل حيث تزرني الشمس في غفلة من الليل وتهمس لي أن واصلي السير نحوي فما عاد درب الظلام طويلا .أرحل وأنا ألقي بأرق الذكريات بمهب النسيان عله يحملها بعيدا فأعود بذاكرة خاوية كذاكرة الطفولة . أعود لي، أرتب حروف إسمي وأعيد رسم تقاسيم ذاتي فأجدني بملامح لا تشبهني فقد نسيت نفسي عند ضياع نفسي

هي تقول .................. بقلم : امل عايد البابلي // العراق


احتاج قلم حُمرة .. لا ليشرق الكَرز في شفاهي فأغري الرجال .. بل لأرسم ابتسامة على مقاسِ وجه.. ابتسامة تُصارع الوجع فتصرعه وترديه .. اُقبل بعدها الجُدران والنوافذ .. وتلك المَرايا.. حتى صورتك المندسة في وسادتي كحِجَابٍ يَحمي عيوني مِن بشاعةِ حُلم لَستَ فيه .. الى ان تختفي ملامحك.. ولا اهتم ما سأكون فيه..
لأني احفظها عن ظهر شوق ..!! فيختفي أحمر الشفاه وتنتهي القصة .



القمر ................. بقلم : طاهر مشي / تونس


حين تغار النجوم من القمر
يهتف الصمت في آذان أوردتي
أجوب البراري باحثا عن مستقر
بين الغيوم أو بين سحابات السماء
وأعتلي عرش النجوم وأصافح القدر
علّي أرى في مقلتيك صورة منحوتة
من زمان الماضي ملآى بالعبر
وأكون فوق رداء الحب المُوشى بالزّهر
فوق عنان الناظرين للسماء
وأكون يا قمري الجميل المُنتصر
حين تغار من بريق عينيك النجوم
اعلمي أنني هنا أرتدي جلباب العشق أنتظر
فمتى يحين موعدنا إذا عصف الشوق
وصار الشريان يهذي والحنين ينهمر
حين تكون في العين الدموع نازفة
والقلب المتيّم فيه نار تستعر
فمتى يكون لي لقاء بمقلتيك
لأدفن الأشواق والأحداق كالجمر
أنت يا سيدتي أنا
يا عشقي الأبدي يا نبض العمر

ضد التيار ............... بقلم : فاطمة الشيري / المغرب



ضد التيار

هوى الحروف
جرفني لبحوره
على السطح طفت قشة
تمسكت بها كطوق نجاة
مجال مغناطيسي
جذبني لقطبيه
تسللت بعيدا عنه
قاومت
بقوانينك يا إسحاق
ما آمنت
اختلت قوة التجاذب
بين جسمين
في قصيدتي
وجدتني
ضد التيار أسبح
اختل توازني،
قوتي...
تلاشيت
تناثرت ذراتي
على شاطئ
اختلت قوانينه


أحجية ................ بقلم : محمد الانصاري // العراق



ماعاد الحب لنا نحن الفقراء
ارمي النرد..
الكون يجتمع في جيبي
سأعد كل ما فيه
وسأمسح الدمع عن مآقيه
لا تقفي هناك الليلة برد
والمعطف البالي أنهكته الشتاءات
فالناي أضاع الأغنية
لن تسمعي صوتي فالصمت يسود
وبعض السكارى يرقصون
واللحن .. نفس الأغنية
تلك التي أضاعها الناي الحزين
والدفء صار .. الأمنية
مملؤة روحي ثقوبا
تتساقط أيامي
أعدها فتسخر مني
متشابهة كل الأيام..
وعمري بات .. أحجية

 2016/9/12

بكاء عكاز( قصة قصيرة ) .............. بقلم : صبري سلامه البحيري / مصر


جالساً على كرسيً في حجرته‘ بيده مرآة صغيرة، يبتسم عندما يرى تلك الشعرات البيضاء وقد غزت ليل رأسه .
يدير وجهه بعيداً، يتلفت يميناً ، ويساراً ، ينظر إلى صورةٍ معلقةٍ على الحائط لشخصٍ يشبهه.. معلقاً بأسفلها (عكاز)..
يفتح درج المكتب ، يضع المرآه ، يُخرج حصاناً خشبياً صغيراً إحدى أرجلهُ مكسورة.
ينسج من الأوهام سرجاً ، ومن الوعي يضع شكيمة لذاكرتهُ ، ولكن حنينهُ للماضي يحطم الشكيمة فتجمح بـــــــه،
وتصهل فيصهر صوتها ثلوج النسيان ، وتعود به إلى مهد ذكرياته في سوق القرية حيث كان على ظهر الحصان.
ــ أبي خليني أركب الحصان لوحدي .
ينظر الأب إلى ولده الوحيد ، ويبتسم فترقص الندبة الصغيرة على خده الأيسر بفعل ابتسامته ، وايقاع كلماتـــــه .
ـــ لسه بدري .. لما تكبر .. لكن ممكن تأخذ الحصان الخشب ده ...
ينتظر أخو البنات ، ويرجو أن تسرع أيامه .. متى أكبر ، و أركب الحصان لوحدي .
ـــ مالك بتبكي ليه يا ابني ....؟
ـــ شوف..! الحصان رجله انكسرت ..
ـــ لا .. الكبار لا يبكون ..
تتعلق عينا الأبن بوجه أبيه الجاد ، العطوف ، ونصيحته ، ثم ينظر لأسفل .. يشعر والده بثقل النصيحة على القلب
الصغير فيحمله في حركة فجائية ، يضعه فوق كتفه ، يقهقه الصغير بضحكات صغيرة ، ناعمة .
وهو على هذا الجبل ، يرى كل الدنيا ، يمر ببصره على الأشياء فتبدو صغيرة يمر وتمر سيول الأيام على وجه الجبل فتترك آثارها ، وفي يده تُعلق عكازا يشهد سنوات الخريف .
ـــ أمي .. ليه أبويا ماسك عكاز..؟
ـــ بكرة هاتعرف ليه ..لما تكبر ..
تتهادى عجلة الأيام ، تُسرع خطاه عائداً من مدرستهُ إلى البيت المزدحم اليوم بوجوهٍ فاترة حزينة .
ينقبض قلبه الصغير .. ماذا حدث؟
يطلبه الأب ، يأخذونه إليه . يراه راقداً في فراشه ، عندما يرى أبنه يحتضنه بعينيه في تؤده ، يرى في وجهه عودة سنواته الغابرة ، وقد تجمعت لتودعه .
يبتسم ، تتحرك الندبة في وهن ، تتسلل الكلمات من الحنجرة ، تتوكأ على لسان مجهد ، تتشبث بشفاه مرتعشة كأوراق شجرة تطاردها رياح الخريف .
ـــ خلي بالك من ... أخواتك ... البنات ... هما صحيح ... أكبر منك لكن ... خلّي بالك... منهم لما تكبر...
يهدأ ، تخبت ، تختفي الكلمات من على لسان لم يستطع حملها بعد أن أّغلقت الشفاه ، تستكن الندبة ، تستريـــح
إلى الأبد.
لم يتبق إلا تلك الابتسامة الحانية ، الراضية .
تتعالى أصوات النحيب...
أما هو فتجمد وجهه ، تحجرت عيناه .. أين البكاء .. لا .. (الكبار لا يبكون)..
يتركهم ، يسرع ، يريد الجري .. لكن ..(الحصان رجله انكسرت)
في أسى تعرج الأيام بخطوةٍ إلى الأمام ، وخطوتين للخلف ، يزحف ، يجلس بجانب الترعة ، تعبث يداه بالحصى
، يمسك بحصاةٍ ، يلقيها في ماء الترعة ، تنتج عنها أمواج دائرية تبدأ صغيرة في المركز ثم تكبر ، تكبر ، تختفي
في مركز الأمواج .ها هو جالس على كرسي في حجرته ، ممسكاً بحصانٍ خشبي صغير إحدى أرجله مكسورة .
تفيض الدموع من أجفانه التي أحكم غلقها لسنوات عديدة .
ـــ سامحني يا أبي .. عكازك غلبته الدموع.
ينظر إلى صورة معلقة على الحائط لشخصٍ يشبهه معلقاً بأسفلها (عكاز)

( تمت )

صيف 2003

جريمتي.................. بقلم : طارق حسن // العراق



جريمتي

لا تُغتفر
لم أكتب الهمزة
على السطر
كل وسائل الاعلام
تناقلت الخبر
أما....................... موتُ الضمير
مسألةٌ............................. فيها
وجهة نظر
.........................................

رماد ................ بقلم : سامية بن يحيى / الجزائر


مع نسمات الفجر
تراقصت خيوط الشمس
معلنة صحوة القدر
قدر يسابق زمن البؤس
كان يوما شديد القر
نوره تغلغل بين طيات الرحيل
حاورت حلمه في صمت
وتلحفت سرابه العليل
كان الشتاء شديد المطر
كثير العجاج
خلف أسوار تبللت
تترقب نبضاتي عودة سير الحجاج
أسراب أتت من كل فج عميق
لتشهد تلبية حرم العشق
ناشدت ذاك البعيد
أما عاد من تلك الجموع أحد ؟
هل فاضت أرواحهم ملبية؟
أم أنها لا زالت تتأمل نظرة
وشفقة من حبيب تنكر
أما أخذوا من حبي كل عبرة ؟
كيف ستسعهم غرف الجرحى؟
تجمدت أوصالي
ثم عدت الى سريري من جديد
لأكمل ما تبقى من سكراتي
تعجبوا من هدوئها
قلت هل يحس الرماد بعد الاحتراق ؟
هكذا الحبيب لن يحس بعد إعلانه عنا الفراق
توقيع :عاشقة ميتة

هجيع ليل ................. بقلم : صاحب الغرابي // العراق


في غروب مساء شتائي
تفتحت زهرات قلبه اليانعة
ساعتها راح يخترق السهل والجبل
في مخيلة محلقة
وبعد أن نوى هجيع ليله بالرحيل
أخذ يجوب فيافي فكر
بأدب أنيق في أرجاء مدن فاتنة
يتمم لغة بيان وبديع
ليغرد غزل أوفياء
ينهل عبير رشفات ذكريات
يرسم شعراً خصيب
وكأنه يرقد في قلب لؤلؤ نضيد
أنه جاء من رحم قصب
من صوب جنوب
ليس الدلو الا بالرشا.