أعددت حقيبتي بهمة ككل صباح ’ و عدتُ أقف أمام المرآة أرتب مظهري ’ابتسمت و أنا أستعرض أيامي الأولى بالخمار ’كم كنتُ مراهقة شقية ’كنت أرتب تسريحتي بأناقة حتى أن أمي حينما تراني تصرخ في وجهي :
لَِمَ كل هذا و أنت ستُغطِين رأسك؟.
كنت أجيبها بمكر :
لا بأس يا أمي فأنا استعد لأي طارئ قد يحدث ’تخيلي مثلا لو سقطت قطعة الكتان هذه من على رأسي كيف سيكون شكلي يا ترى ؟
تتنهد أمي بغصة ’لتتركني و تذهب .
أُكْمِل عملي و في داخلي شعور يهتف بالنصر .
لم تكن تدري أنني ما إن أصل تلك المتوسطة اللئيمة حتى أنزع خماري و أدسه في حقيبتي المدرسية ’كنت أظن أن شكلي سيكون مضحكا بالنسبة لصديقاتي و بنات الجيران اللواتي لم يتحجبن بعد .
مرت الأيام سريعة منذ أول سقوط في كمين نشوتي ’
مرّةً وأنا أقطف ثمرة الانتصار على أمي. وبينما الساعة تشير للعاشرة صباحا، فاجأني ابن جيراننا المغفل، بلا غطاء الرأس وكانت ساعة الحساب عندما أخبر أمي .... آه كم أحسست نحوه بالكره حيث شكل لي وجعا وحزنا "
كان عقاب أمي خفيفا عاتبتني بعدها . سرقت قبلة منها ومضيت لا ألوي على شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق