أحتضن جسدها البارد وأنام، حتى أنفاسها باردة، رائحة العطر الذي تضعه في الصباح هو نفسه، شعرها لا يبعثره الوقت الطويل.
أستيقظ في منتصف الليل فأجدها على طرف السرير تراقب الأجواء من النافذة، حتى يخيل لي انها لا تعرف طعم النوم.
المنزل مرتب ومنظم بصورة غريبة جدا، الأجواء هادئة بشكل مثير.
-حبيبتي ماذا بك ؟؟!.
تنظر لي كنظرة الجائع للقمة
- حبيبي أطمئن لا اعاني من شيء، عد لنومك.
في الطريق وفي العمل لا أفكر بشيء أكثر مما أفكر فيها، كأنها تسكنني وتسيطر علي، كانت تعرف مسبقاً ما افعله، لم يُجدِ الإنكار.
لازلت أتذكر لقاءَنا الأول في غابات بلغاريا عندما كنا نحمل الوطن في حقائبنا، نبحث عن مرفأ أمن.
-من أين جاءت من بين هذه الأشجار ؟؟! .
الأديان غربتنا عن الوطن، الا هي، لم أرَها في يوم تضع نجمة سليمان، ولا صليباً، ولم تلمس القران.
تتراكم في بالي الأسئلة، لكنها تتبخر امامها، كالماء في مرجل هادر.
أمسكت يدها الناعمة الباردة، اسمعها أعذب كلمات العشق، كانت احداقها تتراقص وبرودتها تزداد.
أستيقظ في كل يوم وانا أتساءل
-لماذا كل لحظاتنا الزوجية كانت كالحلم ؟؟!.
كنت أتمنى ان المس جسدها البارد، وان اخلع عنها الملابس بيدي.
في الصباح كانت تقف الى جانبي وانا ارتدي ربطة العنق، لأول مرة منذ زواجنا انتبه الى انعكاس المرآة، فلم أجد غير انعكاس صورتي فيها.
زميلاتي في العمل يصبن بحالة من الخوف حال ان تقع انظارهم علي، كأنه أريج عطر اضعه على ثيابي.
وصلت الى طريق مسدود، أتعبني، علي أن أواجهْها، اريد ان اصرخ في وجهها
-من أنتِ؟؟!.
قلبت البيت راساً على عقب ابحث عنها، فلم أجدها.
استلقيت تعباً على سريري، وما ان اغمضت عيني، حتى ظهرت أمامي وهي تحلق وتدور حولي في الغرفة، بصوتها الحنون البارد تردد.
-لن تكون لبنت حواء من بعدي ابداً.
2016/12/30
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق