أبحث عن موضوع

السبت، 14 يناير 2017

القريــــــــــــــن............ بقلم : المفرجي الحسيني // العراق


ذات ليلة باردة من ليالي الشتاء، تسربت الى جسدي قشعريرة من برودة الهواء وأكفهر الجو، وومضت السماء بنور طويل متعرج محدثة صوتاً شديداً وهطل المطر مدراراً فاغلقت باب غرفتي بالمزلاج وطفت في هدوء البيت الفارغ إلا مني ومن كتبي والأثاث المغطى بالغبار.
اقترب (أنا) مني وهزني بيده اليمنى قال لي: أن كل ما قلته يكفي لإدانتك. وراح يبعثر كتبي ويطيح بها ارضاً بعصبية مفرطة ممزقاً الغزالي، وإبن بطوطة، والرازي، ونيتشه، وماركس، وكل عنوان يمسكه بجنون ويرميه على الأرض ويرفسه بقدميه وتتطاير أوراقه في فناء الغرفة فأمتلأت الغرفة بالاوراق المبعثرة. وفي ظل عنفه هذا اتجه الي (أنا) وصاح بي... إنه حانق علي جداً وأنا أرتعد على حافة سريري مثل قطة انتشلت من ماء بارد في شتاء جليدي.
أنت رجل ضعيف ومخدوع، سوف اعدمك في غرفتك ايها الجبان.
أخرج من جيب عباءته السوداء العجيبة حبلاً مفتولاًأحمر اللون وعلقه جاعلاً إياه متدلياً من مكان المروحة في السقف وتقدم مني واستولى علي الخوف من وحشيته وشراسته الظاهرة. جاء بالكرسي وأمرني بالصعود فوقه، ثم وضع انشوطة الحبل حول عنقي. ودفع الكرسي بقوة وتدليت من رقبتي بالحبل متأرجحاً ذات الشمال وذات اليمين.
 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق