أبحث عن موضوع

الخميس، 12 يناير 2017

رفض ُ الفناء ............... بقلم : حكمت نايف خولي / سوريا



في الكوخ ِ بينَ البُطـْم ِ والزَّيتون ِ في حُضْن ِ الكروم ْ
شـلا َّل ُ نـور ٍ لـفـَّـنـي مـن خـلـف ِ أسـوار ِ الـغـُـيوم ْ
بـعـض ٌ مـنَ الأطـيـار ِ تاهـت ْ دربَها جاءَت ْ َتحوم ْ
أحسست ُ في َتـغـريـدِها خـوفا ً وشـكوى مـن هُمـوم ْ
ـــ
َمذ ْعـورة ً لاذت ْ بـكوخـي تـحـتـمي بينَ الغصون ْ
َغطـَّـت ْ بحضني ُثـمَّ طـارت ثـمَّ عـادت ْ في ُشجون ْ
َأدركـت ُ في رَفـيـفـِهـا رُعـبـا ً ومـسَّـا ً من ُجـنـون ْ
في حَومِها يأسُ الأسى والنـَّوح ُ في َشجـو ِ اللـُّحون ْ
ـــ
هل ْ ُتـرْعِـبُ الطـَّيـرَ الـمـنـايا أو يَعي هَول َ الفـنـاء ْ
هـل ْ فـي ُفـراق ِ الـخِلِّ ما يُـفـنيه ِ ُبؤســا ً أو شــقاء ْ
هـل ْ في حَـنيـن ِ الطـّـَيـر ِ لـلـذ ِّكرى أنين ٌ أو بُكاء ْ
هـل ْ في رحيـل ِ الإِلف ِ يُمـسي الكون ُ َقفرا ً أو هَباء ْ
ــــ
يـا ليـت َ روحي َتسبُرُ الأغوار َ َتجـتـاز ُ الـد ُّهـور ْ
َتجـلو خـفـايـا الخلـق ِ َتعـدو في مـتاهات ِ العُصور ْ
يـا لـيـتها َتدري لغـات الوحش ِ أو ُلسن َ الـطـُّيور ْ
أو مـا يُنـاجي البـدر ُ من عَليـائِه ِ رهـط َ الز ُّهور ْ
ــــ
الكـل ُّ في وجه ِ الرَّدى َغـمٌّ ورعب ٌ وارتــيــاع ْ
الـكـل ُّ يُخفي في ظلام ِ النـَّفس ِ أهوالَ الضـِّياع ْ
حِس ُّ الـفـناء ِ المُرِّ يَسري في الشـَّرايين ِ التِـيـاع ْ
وفي قبول ِ الموت ِ سَحق ُالذ َّات ِ في وهم ِالخِداع ْ

ــــــ
رَفض ُ الفناء ِ في صميم ِ الر ُّوح ِ في قاع ِ الشـُّـعورْ
في هَسهسات ِ الرَّوض ِ والغابات ِ في بَوح ِ الطـُّيور ْ
في هَمهمات ِ الكون ِ يُقري ما انطوى بين َ السُّطور ْ
الـكــل ُّ بــاق ٍ ســرْمَـدي ٌّ خـلـف َ أســدال ِ الــقـبـور ْ
ـــــ
في خــافقي بين َ الحَشـا َضمَمْت ُ أطيـاف َ الـحَيـاة ْ
سَبَّحت ُ من صاغ َ الـد ُّنى من يَنجلي في المُعجِزات ْ
ومع وُحوش ِ الـغـاب ِ مع أطيـارها حتـَّى النـَّبـات ْ
وَقــَّعـت ُ ألـحـان َ الـهـوى أد َّيت ُ ألوان َ الــصـَّلاة ْ

حكمت نايف خولي
من ديوان للروح أزاهير وثمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق