نَحنُ الفارِغونَ من الحبِ
العابِسونَ في وجوه ِ أنفُسِنا
ما أن لمَحنا ضَحكةً
نَجتَمعُ حَولَها
كالذي يرى مخلوقاً غريباً
نَلتَقِط لها صوراً عن كثب ٍ
لِنَقول ُ للعالم ِ "يا سُبحانَ الخالق" !
نَعيشُ المُفارقةَ كل لحظةٍ
نَشجُبُ وجه َ حبيبةٍ مِنَ الوَرقِ
لانها لَم تَضحك لنا
ولم تَبكْ لأجلنا !!
نَتوسّلُ الحُزنَ أن يَزورنا ذات حلمٍ
كي نَكتُبَ حَرفاً
وبعدها نَشتُم الذي أتَى به الينا،
و نلعنَ ساعات إنتظار كودو
نَحنُ الذابلونَ في كل الفصول
لا نَحتاجُ خريفاً يُعَري أشجارِنا
ف َنَحنُ العراةُ مِن كُلِ شيء ٍ عَدا الخُذلان ِ !!
ما أن يأتي الشِتاءُ
تَهزُنا رِياحهُ كسعفاتِ النخيلِ
تَحتارُ أَيَدينا أَيُ طرفٍ تُمسك
كي لا تَفضحنا ملابِسُنا الفضفاضة
نَحنُ الذين نَرّتجفُ حتى مِن َ الداخلِ
أَيُ دفءٍ ....
يُقي هذه العِظَام ِ الطافية ِ فَوق َ الجلدِ
وأيُّ ظلٍ يؤوي قاماتِنا الفَارعةَ !
نَحتاحُ حباً غزيراً كامطار ِ الربيعِ ،
كبيراً بحجمِ فاكهةِ المانجو
نَعتَصرته ُ في أمعائِنا الدقيقةِ
عَلهُ يُخرج هذه العيونِ الغائرةِ
أن يُظِهرَ أشكَالَنا الأولى
المغطاةِ بالأتربَةِ كالقطعِ الأثريةِ
أن يَتعرّفَ عَلينا عَابِرو السبيلِ
فكَم مرّةٍ من أمامِنا مروا
ولَم يلقوا علينا التحيةَ
والبَعض إتكأ عَلينا
ظناً مِنهُم أنَنا أعمدةُ إنارة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق