مع انبلاج أوّل
شعاع للضّوء تسقط عن كتفيها أوزار ليلة أرِقة وتسارع إلى الجرّة في حوش
البيت الصّغير... تمدّ يدها تستجدي رذاذ الأمل من قطرات الماء المنسكبة،
تغسل أوجاعا أرهقتها فيرتشف الجرح نفحة ماء ودواء.
تعود ركضا إلى الغرفة وقد دبّ النّشاط في الجسد المتعب... أمام مرآة مشروخة تقف، لقد تعوّدت أن تلقي تحيّة الصّباح على الوجه الذّابل... أن تستشفّ من وجعها ابتسامة تضخّ فيه بعض الحياة... أن تمسح الهالة السّوداء حول العينين فيشعّ فيهما بريق أمل كاد يخبو.
مارست طقوسها العاديّة رغم الثّقل الذي يضني الحركة إذ أدركها الصّباح على غير عادة، توجّهت إلى الزّاوية، قهوة الصّباح ضروريّة فهي التي تسند ضعفها وتعتق الجفنين من إرث السّهاد. مدّت يدها إلى علبة الكبريت فوجدتها فارغة... كيف نسيت أن تشري غيرها؟ هي تعلم أن لا حول ولا قوّة لها بدون هذه القهوة... "بنزينها" الصّباحي يجدّد القوى ويشحنها عزما تواجه به تعب يوم جديد... ركضا إلى الكانون علّها تجد فيه بقايا جمرة خابية، حرّكت الرّماد بكلّ الرّغبة فبرق في عمقه وميض... الحمد لله لم تخيّب ظنّي أيّها الكانون، أراك مثلي تستميت من أجل الحياة... تناولت الجمرة بتؤدة ،هي تخشى أن تنطفئ بين يديها فيضيع الأمل... رمت فوقها بعض الوُريقات الصّغيرة... نفخت ونفخت فاهتزّ قلبها مع لسان النّار.
ها هو اليوم يفتح لها ذراعيه... لقد أمّن حاجتها ، قهوتها الصّباحيّة... نشوة تتغلغل بين الحنايا، ما أروع أن تنفتح أمامك الأبواب ولو كانت صغيرة... إحساس بالقدرة، بالعزم يسند الضّعف فيكون التّجاوز. هي راضية رغم كلّ شيء، ما حقّقته على بساطته يفتح أمامها أبواب الأمل على مصاريعها وما حدث معها هذا الصّباح علامة.
على حين غفلة استدارت، وجدته أمامها وجها لوجه... اضطربت... علا زعيقه الأجشّ: إلى الآن مازِلتِ هنا؟ انهارت الدّنيا في عينيها... ما أقسى أن يلبسك الحزن والضّعف بعد أن توهّمت الفأل والخير. ازداد الزّعيق ارتفاعا... الويل لك إن لم تنهي الاعمال في وقتها، صدّقيني لن تدخلي هذا البيت مجدّدا. مدّت الخطو والدّم يغلي في عروقها... البيت... قُلْ هذا السّجن... تبّا لحظّي بل تبّا لك متى تعترف أنّك بدوني لا شيء... مجرّد صفر على الشّمال.
تعود ركضا إلى الغرفة وقد دبّ النّشاط في الجسد المتعب... أمام مرآة مشروخة تقف، لقد تعوّدت أن تلقي تحيّة الصّباح على الوجه الذّابل... أن تستشفّ من وجعها ابتسامة تضخّ فيه بعض الحياة... أن تمسح الهالة السّوداء حول العينين فيشعّ فيهما بريق أمل كاد يخبو.
مارست طقوسها العاديّة رغم الثّقل الذي يضني الحركة إذ أدركها الصّباح على غير عادة، توجّهت إلى الزّاوية، قهوة الصّباح ضروريّة فهي التي تسند ضعفها وتعتق الجفنين من إرث السّهاد. مدّت يدها إلى علبة الكبريت فوجدتها فارغة... كيف نسيت أن تشري غيرها؟ هي تعلم أن لا حول ولا قوّة لها بدون هذه القهوة... "بنزينها" الصّباحي يجدّد القوى ويشحنها عزما تواجه به تعب يوم جديد... ركضا إلى الكانون علّها تجد فيه بقايا جمرة خابية، حرّكت الرّماد بكلّ الرّغبة فبرق في عمقه وميض... الحمد لله لم تخيّب ظنّي أيّها الكانون، أراك مثلي تستميت من أجل الحياة... تناولت الجمرة بتؤدة ،هي تخشى أن تنطفئ بين يديها فيضيع الأمل... رمت فوقها بعض الوُريقات الصّغيرة... نفخت ونفخت فاهتزّ قلبها مع لسان النّار.
ها هو اليوم يفتح لها ذراعيه... لقد أمّن حاجتها ، قهوتها الصّباحيّة... نشوة تتغلغل بين الحنايا، ما أروع أن تنفتح أمامك الأبواب ولو كانت صغيرة... إحساس بالقدرة، بالعزم يسند الضّعف فيكون التّجاوز. هي راضية رغم كلّ شيء، ما حقّقته على بساطته يفتح أمامها أبواب الأمل على مصاريعها وما حدث معها هذا الصّباح علامة.
على حين غفلة استدارت، وجدته أمامها وجها لوجه... اضطربت... علا زعيقه الأجشّ: إلى الآن مازِلتِ هنا؟ انهارت الدّنيا في عينيها... ما أقسى أن يلبسك الحزن والضّعف بعد أن توهّمت الفأل والخير. ازداد الزّعيق ارتفاعا... الويل لك إن لم تنهي الاعمال في وقتها، صدّقيني لن تدخلي هذا البيت مجدّدا. مدّت الخطو والدّم يغلي في عروقها... البيت... قُلْ هذا السّجن... تبّا لحظّي بل تبّا لك متى تعترف أنّك بدوني لا شيء... مجرّد صفر على الشّمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق