وصلتني رسائل عدة، من أخوات فُضليات، وإخوة أحباب، تعليقاً على مقالي: امرأة واحدة لا تكفي....! تَحْمِلُ من الحُب، أكثر ما تَحْمِلُ من العتاب، جعلني الله أهلاً لهما، ولهن ولهم، لذلك كتبتُ هذا المقال، قبل التعقيب على مَنْ شرَّفوني بالرد على مقالي السابق، سائلاً الله، عز وجل، إخلاص القول والفعل والعمل، وقبل كل ذلك النية.
....................
ولأنني لستُ في مجال الدفاع عن نفسي، يهمني، في المقام الأول، توضيح أنني لا مُــتَّــهَــم ولا مُــتَّــــهِم، بل هدفي الأساسي، الوقوف أمام مرآة ذواتنا المستوية، بعيداً عن التحدُّب والتقعُّر، كي نُصلِـحَ أنفسنا، ليصلُحَ مَنْ وما حولنا، ونجني ثمار ذلك جميعاً، قبل تشكيل التحالف الدولي لمحاربة التعدد...!
....................
المشكلة ليست في التعدُّد، بل فينا، في زوجةٍ انتهت حياتها، بدخول أخرى حياة زوجها، وزوجة لا تُقيم للحياة، ولا لزوجها وزناً، وغيرهما كثيرات، المشكلة في زوج مُتعَب ومُتعِب، بسوء فهمه، وسوء فعله، في زوج يُعدِّد ولا يعدِل، وزوجةٍ لا علاقة لها بالتعدُّد ولا بالعدل...!
....................
لنتفق، على أن الحقَّ لا نوع له، والعدل لا جنس له، والظلم لا جنس ولا جنسية له، بمعنى أن الحقَّ لا يُفرِّقُ بين زوجة وزوج، والعدل لاستقامة الحياة بينهما، والظلم كي يحذراه معاً، ويبعدا عنه، ويبعداه عنهما، كي يظلا معاً، كنصفين مُتكاملين، أو روح مقسومة نصفين، في جسد واحد.
....................
بالتعدُّد، يُصْبِحُ للزوجة نصف رجل، أو ثلث، أو ربع، وبالفهم يُصْبِحُ لها بأربعة رجال، أو أربعين، أو برجال الكون جميعاً، وهي قادرة، بفضل الله، على ذلك، إن أغنته عنهن، واستغنت به عنهم، والزوج كذلك، إن تصارحا، وتعاتبا، وتصافيا، وتعاهدا على أن يكتفي كل منهما بالآخر، لا منه، ومعه لا عنه...!
....................
التعدُّد مشروط، وله ضوابط شرعية، وذلك ما ينبغي علينا جميعاً فهمه، كنساء ورجال، بعيداً عن الاتهامات والاتهامات المضادة، والنغمة القاتلة: كل الرجال كذلك، أو كل النساء، لأن التعميم ظلم، أعوذ بالله منه، وأحذر الجميع، قبل أن تغرق السفينة، لأن ذلك ليس مُرتبطاً بالتعدُّد ولا بغيره، وما أكثر الغرقى، من دون عَــدٍّ ولا تعدُّد ولا غيرهما...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق