في كأسٍ واحدةٍٍ
جمعَ كلَّ حصى الكراهيةِ
وسقاني
كماجمعَ يهوذا دنانيرهُ
في قبلةٍ واحدة
وسلَّمَ المسيحَ للقتلةِ
وكما تجتمعُ حروف اللغةِ
لتكونَ رصاصةً أو قنبلةً
سلةَ وردٍ أوغصن زيتونٍ
بين شجرتين
مدَّ صحراء لامتناهية
وسحبَ بساطَ النبتِ
وشتلَ الحبقَ
بعد أن أفنى آخر واحةٍ
خضراءَ في روحي
كالمستعمرِ لم يبالِ بثقافتي
أو بخيراتي
اقتلع أشجارَ غابي
واحتطبَ جذوعي
وبمنجلِ الإهمال
حصدَ سنابلي الذهبيةَ
في قعرِ بئرٍ رماها
وغرسَ الأشواكَ في حلقي
يندى الشوكُ بالماء
ويتمردُ الصبرُ على إبرِ الألم
أيها الجاهلُ
لاترسل طلائعكَ
وترسانةَ الحقدِ إليَّ
ولا تستعرْ حرابَ الماضي
أو تفخخْ بألغام فكركَ دربي
لاتنتظرْ استسلامي
ياريحاً هوجاءَ
قاصرةٌ أنتِ
من أيِّ جهةٍ هببتِ
فالسنديانُ في حقولي
متجذرٌ بحبه
ومراكبُ قلبي عتيدةٌ
فقد حصنتها
بكلِّ أسلحتي
كيفَ تهزمُ ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق