على غير عادتهِ إستيقظَ مبكراً , كان الصباحُ طافحاً بالاغراء ومُلهِماً للكتابةِ.
إندَفعَ أولاً لعملِ قهوةَ الصباح , هو يحرصُ دائماً على إرتشاف القهوة البرازيلية
و التي تختزنُ رائحتها و طعمها من اللون الحنطي لحسناوات برازيليا.
إسترسلَ في تجهيز كل ما يلزم لكتابة قصيدة العشق , قصيدة الصباح.
لاشكَّ إنَّ حبيبتهُ ستطيرُ فرحاً و عِشقاً و ستحلِّقُ عالياً بجناحين من كلمات حبيبها الغارق في بحر هواها.
بدأ الشاعرُ يبحر في خيال الأحرف و المفردات باحثاً عن أرقِّ المعاني و أعذب الأوصاف , فحبيبتهُ ألأغلى عندهُ , و الصباحُ مُلهمٌ بلا حدود.
ما أنْ وضعَ قلمه على أوَّلِ السطر ليكتب أولى الكلمات , حتى إستقرَّت على أنفهِ ذُبابةٌ كانت تبحثُ هي ألأخرى عن شيءٍ ما في ذلك الصباح ,
حرَّكَ يده بإطمئنان لإبعاد تلك الذبابة , و ربما قال لها بإستهزاء , أغرُبي عنّي أيَّتُها اللعينة و إلّا قتلتُكِ , أعادت الذبابةُ كرَّتها مرَّةً أخرى , إنفعلَ الشاعرُ ,
فكان أن رماها بفنجان قهوتهِ , تكرَّر المشهدُ مرَّاتٍ و مرّات , إنتفض شامخاً ,
مزَّق ألأوراقَ و هتفَ , يسقط العشق و تسقط جميع ألأنظمة العربيّة.
....
.
---------------------------------- بقلم رعد شمخي الخفاجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق