أبحث عن موضوع

السبت، 31 يناير 2015

تأملات قرآنية ..................... بقلم الكاتب : جواد الحجاج /// العراق




قوله عز من قائل
((وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)) الاحزاب 37
زينب بنت جحش هي ابنة عمة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
كانت قد فوضته امر تزويجها .. فزوجها من زيد مولاه والمتشرف بمرافقته وخدمته ولاسباب عدم التكافؤ التي سنقف عليها تنشأ بينهما حياة زوجية مضطربة .. وذات يوم يفتح زيد قلبه لنبي الله انه وصل مع زوجته الى طريق مسدود ..
ويقف رسول الله بقلبه الكبير على معاناة الزوجين وابعادها ...
فزينب الزوجة لها معاناتها الخاصة وهواجسها كأنثى وطموحها المشروع في العيش تحت كنف رجل يناسبها ..
لكن رسول الله امام هذا المأزق الحياتي وفي محاولة اخيرة يطلب من زيد ان يصبر ولا يطلق زوجه ويتق الله فيها ..
قبل ذلك :
رسول الله يطلّع على اسماء زوجاته ليجد اسم زينب من ضمن تلك الاسماء .. لكن الرسول بخلقه العظيم اخفى ذلك الامر حرصا على اصلاح ذات البين بين الزوجين ..وتحسبا لسوء فهم مجتمع لم يألف بعد المعالجة التشريعية لقضية الزواج بمطلقات الابناء بالتبني كما سيأتي ذكره
ومع هنا الاخفاء المبرر يأتي الامر الالهي حاسما قاطعا لحل هذه القضية التي استشعر فيها الحبيب الحرج..جاء الامر الالهي بطلاق زينب لتتشرف فيما بعد لتكون زوجا لرسول الله وهنا لابد لنا من وقفة مع زيد الزوج ومع زينب الزوجة والدروس المستفادة من هذه الحادثة الاجتماعية المليئة بالعبر والدلالات البالغة القيمة .
1.
فيما يتعلق بالزوجة فكانت تعيش وضعا نفسيا معقدا اثر على علاقتها مع زوجها و دفعها لتصرفات ليست جزء من شخصيتها بل طارئة عليها فقد عرف عنها السيدة زينب عرف عنها السماحة والكرم وحسن الخلق والعبادة لذا فشكوى زيد منها كان ناتج من عوامل نفسية ضاغطة عليها فهي في النهاية امرأة لها تطلعاتها ورغباتها المشروعة الذي لم يكن زيد يحقق ادناها وخصوصا مسألة التكافؤ في المكانة الاجتماعية فزيد لم يكن كفؤها وحتى من ناحية المؤهلات الخاصة لم يكن زيد يملؤ عينها ولم يكن ذلك يقدح بشخصية زيد
2.
الزوج زيد يتحسس من زوجته عدم احترامها له الذي يصل الى الازدراء والتطاول باللسان و يضيق ذرعا بتعالي زوجته واستشعاره الاذلال ولكنه كان يصبر ويتحامل اكراما لرسول الله وهو الاحب اليه من نفسه فمعاناة زيد النفسية لم تكن بأقل من معاناة زينب...
عموما كان الزوجان يعيشان اجواء اسرية مضطربة فيما رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يرقب ذلك التوتر بألم خصوصا وهو الراعي لهذا الزواج ويبقى باب الاسئلة العقلية مشرعا : ما هي الحكمة من الزواج والطلاق و أصل المسألة والحكمة منها في المقال القادم باذن الله تعالى .
جواد الحجاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق