أبحث عن موضوع

الأربعاء، 28 يناير 2015

من مجموعة خواطر " صباح الخير " الصباح الثاني ................ بقلم الشاعر : محمد مثقال الخضور /// الاردن


سوفَ أَتجاهلُ هذا اليومَ حين أَكتبُ مذكراتي !
لأَنَّـني لم أَفهم ما قالت المرآةُ هذا الصباح . .
لذلك الجدار الذي يقفُ خلفي كلما نظرتُ إِليها !

لا أَذكرُ من الحلمِ إِلا صحوتي ويداي فارغتان . .
من ادِّعاءاتِ العـرَّافةِ التي تنـبَّـأَتْ يومًا
بأَنَّ العصافيرَ ستقتاتُ على عروقي
إِذا لم أَعترفْ بحـقِّـها في غزو البساتين


حتى رأسي الذي يُـقاسمني السريرَ كلَّ ليلةٍ . .
سمعتُهُ اليومَ يُـفاوضُ شتلةَ النعناعِ على شرفتي . .
لكي يَظلَّ على قيدِ شيءٍ جميلٍ . . كالحياةِ مثلًا !

نادلُ المقهى الذي يُـذكِّرني باسمي
لم يكن بانتظاري ، فنسيتُ أَنَّـني أَشربُ القهوةَ مُـرَّةً
لكي أَتذكَّر معلمَ البيولوجيا . !

قُلتُ لليوم : أَحدُنا أُفرغَ من مُحتواهُ
واسـتُـخدِمَ وصلةً بين يومين !
أَشعرُ أَنَّ شيئًا ما قد دسَّني بين أَوراقِ التقويمِ
لكي أُهـيِّـئَ الطريقَ لإِغفاءةٍ كونـيَّـةٍ قصيرة
وربَّما . . أَكونُ قد سقطتُ سهوًا من سيارةِ نقلِ الموتى
فوقعتْ عينايَ على هذا الفراغ
ظـنـنـتُـهُ قبرًا واسعًا . . وأَسكرني الانتصار


كان من الممكنِ أَن يـتَّـصِلَ أُمسُ بـغـدٍ
دونَ أَن يكونَ بينهما هذا التجويفُ المُمِلُّ
الشوارعُ تَـقـتـني شُرودي . . وأَشياءَ كثيرةً
عُمَّالُ النظافةِ لم يَـعملوا هذا الصباح
فكثيرٌ من الخطواتِ لا تزالُ ملقاةً على الأَرصفةِ
يُحـرِّكها الهواءُ تارةً . . والهوى تارةً أُخرى

يبدو أَنَّ هذا اليومَ وثيقةٌ زمنيةٌ عاطلةٌ عن العمل
لم أَجد في المقهى صـبـيَّـةً رائقةَ الجمالِ
تُداعبُ خصلاتِ شعرِها وهي تقرأُ رسائلَ الحبيبِ
أَو تُـقلِّبُ – بعصبيةٍ - جريدةً سخيفةً في انتظاره

يومٌ باهتٌ
كأَنَّـهُ تراكمٌ غيرُ شرعيٍّ لمجموعةٍ من دقائقِ الصمتِ
التي يقفُها الوقتُ عادةً أَمامي
حين أَذهبُ وحيدًا إِلى المقهى وأَعودُ منه وحيدًا
لأَجِدَ المرآةَ تحتفظُ بصورتي
والجدارَ يحتفظُ بمكانِـهِ خلفي
وهما . . يتهامسان !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق