أيتُها الغمامة اذهبي حيثُ شئتِ فليس لمثلي فيكِ نصيب . هكذا قال البهلول مردداً بعد هارون الرشيد . السنوات مرت عجافاً على (البهاليل) . تتقلبُ من سيء الى أسوأ لِمَ أنجَبَ البهلول كلَ هذا الكم من الفقراءِ والمساكين . أورَثتنا الحِكمةَ والجوع
ومَضيتَ ممتطيا عصاكَ الى لا مكان. بَحَثتُ طوال سنوات الشعر الاسود حتى إبيَض . ولم أعثر على شاهدةٍ لقبرٍ خُطَ عليها اسمك. أو كلمات في كتبِ التأريخ ِالمنهكة حَدَ الاصفرار صفة لشكلكَ أو لونك. أنت جدي الذي لم يعرفهُ أحدٌ . لَستَ سوى .حكاية نُصَبِرُ بها بطوننا الخاوية . ونستعينُ بها على الظُلمِ حين نجلسُ حول مواقد الشتاء ونَروي لصَغارِنا صولاتك التي هزت عروشَ السلاطين .حتى يَسرقهم النوم عَلَهُ يُنسيهم أن يسألوا رَغيفَ خُبز أو قطعةَ ثياب بدل الخرق البالية. سيد الحكمة كيف السبيل لتغيير الحال عَلَنا نحصلُ على ملء كفٍ من ماءٍ زُلال . لَسنا أهل صَولة فخيولنا الزواحف تكدُّ من أجلِ ما يسدُّ رَمَقَها زاحِفة في سيركٍ أفعواني لا مَخرَجَ لَه كالمتاهات باب دخول فقط . ونحن نجلس متفرجين حتى يأخًذنا النُعاس . ولكننا مازلنا نخافُ الله ففي كل رَمَضان نصوم. أجل يا سيدي فنحنُ أهل دين ويقين . فالصيامُ فرضٌ على المُسلمِ كما تَعلمْ . رغم أننا في أغلبِ الأيام لا نجدُ طعاما للافطار فنصبر والصبر من عَزمِ الأمور والمؤمن صبور . كذلكَ نُعَلمُ أبناءنا أن لا يتَذَمروا . وأن لا يذكروا أولياء أمورنا بالسوء فالدين اتباع لأولي الأمر وطاعتهم واجبة . ربما أقولُ ربما ولا أجزم بذلك يأتي يوم ما وتُنزِلُ غمامة خيرها فيكون من حصةِ الفُقَراء. يومها سيَكون في الصحنِ فَطور وسنَذهَبُ به نحو مَنْ يَعرفون الله كي نوفي النذور . . نحنُ (البهاليلُ) كَجَدِنا دَخلنا و خَرَجنا.... لا دُورَ لنا ولا قُبور
3/1/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق