هل انقرضت سلالة الشعراء الصعاليك (جان دمو . عقيل علي . عبد الطيف الراشد . منقذ الشريدة ) وهادي السيد الذي كان أخر الراحلين والحي الذي خرجت علينا شهادة وفاته شهيداً بقدرة قادر ولم يمت سعد المظفر الشاعر الذي عاش في تلك العائلة التي لم نتعرف على أفرادها إلا بعد موتهم .
هل نتظر موت الشاعر الأخير من هذه السلالة المنقرضة حتى نتكلم ونقول كان هنا سعد المظفر وكان لدينا شاعرا وأديبا كما قلنا عن اصدقائة بعد موتهم .
شاعرا اخترق الصمت قلبه و نفسه ابتعد عن الأضواء يكتب الشعر للبسطاء و عنهم يتذكر أصدقائه ببالغ الأسى والحزن والدمع لا ادري كيف استهلك كل ذلك الوقت الذي عاشه دون أن يهجر الثقافة والشعر والجوع والرصيف والبسطاء و يعلن انه موجود . شاعرا قضى فترى من حياته بائعا للكتب على الرصيف كل ما خرج من سجون النظام التي منت عليه بسياطها ستة مرات متقطعه فمرة في الحلة وأخر في جنوب السماوة وكثيرا في ساحة الميدان ببغداد .
هذا هو سعد المظفر الذي مازال في ذلك الصمت الاعلامي الحذر وقليلا جدا ما نجد له قصيدة منشورة هنا أو هناك انه يعمل ألان على تنشاة جيل شعري جديد وعلى رفع المستوى الثقافي والأدبي للشباب من الجنسين ليجدد بهم دم الأدب فهو لهم أستاذ وأبا .
وقد قدم لنا حكايات الطريق وهي مجموعته الشعرية الأولى التي جمع فيها قصائد كتبت بين عامي 2008/2009 طبع منها خمسة عشر نسخة ووزعها على أصدقائه وقد كتب على الغلاف الأخير ((لا تنظروا الى مؤخرتي ولدت عارياً فستروا عورتي.. الله يحب الساترين)) قصائد رمزية معبئة بالوطن و المرأة و مغلفة بالذكريات والصمت .
في الوقت الذي كلن المثقفون منشغلون في قراءة هذه المجموعة أذا به يفاجئنا بمجموعته الثانية التي تحمل عنوان (وخر موسى)و التي ظمنها قصائد من عام 2001/2007 ابتدأ بقصيد الشهيد......أنا ناعيا لنا نفسه باكين على أحلامه وأمانيه وأهدى هذه المجموعة الى أصدقائه الذين رحلوا . وآخرين قاموا بتحريك جثته ومنهم عامر موسى الشيخ و عمار مكي و آخرون هذه المجموعة التي خرجت أيضا لتارخ ما مضى من حزنه و بخمسة عشر نسخة و بثمن هاتفه النقال الذي تلاقفته أيدي البائعين وسكنت نقوده في جيب ألطابعي لكي يرى النور حزناً شعرياً و بكائيه على الورق .
وأنا اكتب هذه التفاصيل يشرفني أن أكون ممن يتكلم عن سعد المظفر شاعراً صعلوكاً في حياته قبل موته رغم استشهاده المعلن. مع الاعتذار
مقطع من قصيدة (فتى اسمه جمعة ) /الجموعة /حكايات الطريق
كان فلاحا
ولدته الجنوب
يحتاج الى الريح
لؤلؤ به عرق الجبين
جبهته تلهو بها الشمس
يدخر الحلو لها ...
كلما جاءت قبيل الظهر
قبيل القحط
تقطع مسافات العشق والماء معه
................................
مقطع من قصيدة (الشهيد...آنا)/المجموعة/وخر موسى
أراني ...بلا نعي تجيئين
صدى تكسر النوم في الجفون
خطوك في الحلم
على شفتيك يعدو الكلام
قبل أن يخطفني موت الذهول
صباح الترمل بالشهادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق