أبحث عن موضوع

الأربعاء، 23 يناير 2019

قصة قصيرة ......................... بقلم : عزيز قويدر / تونس



انتبه إلى صوت خافت متقطّع ، ارتجف وساوره الخوف ، تسمّر مكانه وعيناه تحاولان اختراق الظلام ، لم ير شيئا ، تقدّم خظوة فأخرى ، قد يكون أحد السّكارى أو ضحيّة من ضحايا أبناء الليل الأجدى أن أغادر قد أتهم بقتل أحدهم أو تعنيفه ، لكن ماذا لوكان بحاجة إلى المساعدة ؟ اتبع مصدر الصّوت بحذر ، وسمع غمغمة ، اقترب أكثر ، تبيّن بعض الكلمات غير المترابطة ، صوت امرأة عجوز ممّن يجوب الشوارع بلا مأوى ، اقترب أكثر وألقى التّحيّة فردّت بأحسن منها ، لم يتبيّن ملامحها ، شيء مّا في رنة صوتها وترحيبها به رغّبه في مجالستها وسماع قصّتها ، لم يكن في نبرة صوتها وهي تسرد آلامها ما يوحي بأنها تروي قصّة عاشت أحداثها وعانت مرارتها بل كان الصوت صافيا مسترسلا يعلو ويخفت بحسب توتّر الأحداث لكن دون رجفة أو دمعة أو آهة ، لعلها كررت القصة أكثر من مرة ففقدت أثرها في نفسها أو لعلها فقدت الإحساس لهول ما لاقت ، هدوء عجيب ، كيف تتمكن امرأة عجوز وحيدة ،جائعة ، عطشى من الحفاظ على قدر كبير من الهدوء والظرف يأسر من يجالسها ؟ كيف لامرأة ، أفنت شبابها وبعضا من كهولتها في السعي لتأمين قوت وحيدها ، أن تصبر على أذاه ؟ لعل يتمها وثكلها وشظف عيشها علّماها الحكمة . أراد أن يعزّيها وهو يهم بمغادرتها فمنعته ، ذكرها بأن الله يٌمهل ولا يُهمل وأن ... لكنّها دعته إلى أن يلتمس لوحيدها العذر فمسكنه ضيّق وقد لا يتّسع لكل أفراد العائلة ، ثم هي بخير لاتشكو شيئا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق