أبحث عن موضوع

الأربعاء، 23 يناير 2019

عُدْ لِي .............................. بقلم : هويدا عبد العزيز / مصر



1

مُحمَّلاً بالأشواقِ

مأزقٌ هو اللّقاءُ

ليلٌ دَاجٍ ...

يا بن اللَّيالي

ماذا لو عُدنا ؟!

وعدتَ تختلِّقُ الأعذار َ

تغرسُها عندَ مخارجِ الحرُوفِ

ماذا أقولُ؟!

أ يضجُّ بنَا اللِّقاءُ؟!

ولا يسُعنا سِوى الصَّمت

أبغضُ المسميَّاتِ حينَ تفقدُني بكارَة الأشواقِ

و تنسيني بضعَ كلماتٍ

نسجتُها ...

فصَّلتُها لتليقَ بحفلةِ البكاءِ

لا لومَ… لا عتابَ

إن غافلت بريقَ الأشياءِ

و لوَّحت لي مودِّعاً بصمتٍ




-----------------

(٢)

ماذا يحدثُ ؟!

إنّهُ الصَّباحُ

الّذي دَاومنا عليهِ

والشَّمسُ التي تلحّفنا بها

العشبُ الّذي افترشناهُ

و النَّهارُ الّذي عادَ ..

لم يعُدْ

هل تغيَّر أُوَارُ العمرِ وصارَ زَمْهَريراً

لم يَعد اللّحنُ وفيّاً

و لا الطّيرُ شادياً

أ كنَّا أغبياءَ حينَ توهمنَا الكلامَ ؟!

لم نعد نحنُ

فمن كُنّا ؟!

---------------------

(٣)

بداخلِي حنينٌ

للوطنِ الّذي احتوانِي

للنّيلِ الّذي روانِي

للنخلاتِ السّامقاتِ

على شواطئهِ

لعينيكَ الآسرتينِ

لصوتكَ حينَ يُناديني

يغنّي لي ...

لي وحدي...

بداخلي خنجرٌ يذبحُني

تلمحونني كما الطيرُ الذّبيحِ

ينتفُ أرجائِي

يجرِّدُني من طِينتِي

كالرِّيحِ سيان أوراقِي

لا معنى للحياةِ ..بلا ملحمةٍ

بلا التقاءٍ أو التحامٍ

بلا أبجديّةٍ عابثةٍ.

أو جنون ٍ

لا معنَى للمستحيلِ

إذا لم نقطعْهُ أشواطاً

لا تعبرنِي... كما الطيفُ

عُدْ لرشدكَ ، لضَلالكِ

لهِديكَ...و هُداكَ ...

عدْ لشوقكَ ،لوجدكَ

عدْ لجنونكَ

و جموحكَ

و تمردكَ

عد لنداكٓ...

وطنتُ نفسِي

على كلِّ الخبايَا

على الأسرارِ و الأعذارِ

هيّأتُ نفسِي للزَّوالِ

للهاجرة ِ

الاختلاطِ و الانزواءِ

عدْ لإبحاركَ فأنا شاطئُكَ الذي يأبى النّجاةَ

فلا معنى للقلمِ دونَ الممحاةِ .

عد إيّاكَ و الصّمت! ...

لا تبكيني بصمتٍ ، بكاؤكَ يحرقنِي

لا تحتجبْ عنّي ، قضيتُ عمراً في البكاءِ

احتدمْ كما الشمسُ

غيرَ أنّي

لم أعرفْ إلاّ التَّوهج و القتال

كن نوري و ناري

سؤالي و جوابي

غريبٌ أن ترميني بصمتٍ

وتعشقني بصمتٍ

وتقتلني بصمتٍ

وتلوِّح لي مودّعاً

دون بضعِ كلماتٍ..

**********

ابن الليالي : القمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق