على ضفةِ النهر أَتأَملُ طيفكِ العابر أنتظرُ ابتسامتكِ تَمُرّ على ناظريّ ودمعتكِ تنسابُ على خَدّي ونبضاتكِ تَدُقّ في قلبي فأَرتعشُ كعصفورٍ بللّهُ المطرُ ، أطيرُ إليكِ بلا ريشٍ ولا زَغَبٍ أُحلقُ مع أسرابِ الطيورِ المُلوّنةِ والنوارس التي تطوفُ في فضائكِ الجَميل ، وعلى سطحِ النهرِ يرتجفُ ظلّ أغصانِ الأَشجارِ وينعكسُ شعاعُ الشمسِ الغارقِ فيهِ ويرتعشُ الموجُ الأزرقُ في عينيكِ فيرتسمُ الحنينُ في عيني إلىٰ عالمنا القديم عالَم الطفولةِ والبراءةِ والصدق أتذكرُ شَقاوتنا عندما كانتْ طفولتنا تضجّ بالحياةِ لا تعي شيئاً اسمهُ هَمّ أو حزن أو شقاء ، عالمٌ مخمليّ الأَغصانِ وأشجارهُ وارِفةُ الظِلال ، دعينا اليوم نحملُ تلكَ الأنفاس العذبة والسحائِبَ الماطِرة والأريج العبِق ، دعينا نحلِّقُ في ذلكَ الفضاء بعيداً عن كُلِّ العَوالمِ المشوبةِ بالأَدرانِ والممجوجةِ بكُلِّ مايعكرُ صفاءَ النفس ونقاءَ الرُوحِ فَلَكَمْ تمنيتُ وكَمْ حلمتُ لكنّي انتقدتُ هَذَياني وخَطَرات ظنوني قلتُ وكيفَ سيكونُ العالمُ دونَ حزنٍ دونَ هَمٍّ وغمٍ فعدتُ لنفسي وأَفقتُ لواقعٍ يأبى جنوني فياليتَني ما تمنيت ، ليتَني ما حلمت .
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق