يَتمدّدُ ألمُ العابرينَ من شارع الحياة الْمُمْتـدّ بين شهقتيْن.. وضحْكة صفـراء هنا.. ودمْعـة حَـرّى هناك.. وأيادٍ تتقاطر دماءُ الكدْح من شُقوقها المُتناثرة بين الخِنصر والإبهام..
وتزدادُ القلوبُ المُضمّخة بهواجس الحيْرة والضّياع تيهًا وضَلالا..
أمّا الــوُجُــوه، فقد عَلاهَا الحُزن، ولفحَها هجيرُ الصّيف، وصَقيع الشّتـاء وهي تُحَدّقُ إلى الشّارع الطّويلِ آمِلة شروق شمْس الرّبيع، وإشْرَاقة وردِ الـرُّبَى بألوانه القُزحيّة الآسِــرَة..
وعَن تَـورُّمِ الأقـدام، وشـَـعَـثِ الأهـدابِ، وتجعّـُـد الشّـَـعْـر، وصَمَمِ الحُلم الْمُلطّخ باليأس والبُؤس.. فَحدّث ولا حَــرَج..
وبيْن هذا، وذاك.. وهؤلاء، وأولئك.. يُطلّ شَبحُ الحياة مع رَذاذ ليَالي يَنايِـر.. يُدمْدمُ رَعْدُه، وتُبْرقُ سمـاؤه في مُحاولة أخيرة لإقْناعِ الجَميع بأنّهم أحْـيـــاءُ ولكنْ لا يشعُــرون.. وأنّ ورقةَ التّــوت ستسْقُطُ ذاتَ سَــحَــرٍ على إيقـاع فـجْــرٍ بٍـــلا ضَـبَــــاب..
19 / 01 / 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق