خلفَ أضلاعِ قرنفلةٍ جريحةٍ رزحتْ تحتَ أكبالِ الظلمِ ، يقيمُ وطنٌ مغتصبٌ تنهشهُ أنيابُ المارقين يسرقُ عرجونهُ الطامعونَ ، قميصهُ الأخضرُ تنازعَ عليه السُّراقُ ، تقاسموهُ، ومزَّقتْ أردانهُ مخالبُ الجشعِ ، وطنُ ينزفُ في فؤادها، مطعونٌ في خاصرتهِ ، أعرجُ، أصيبَ جسدهُ برصاصٍ أعمى لا يبصرُ نقاءَ الشرفاءِ ، أصمُ لا يسمعُ نداء المقهورين ، وطنٌ لا أملَ بشفائهِ حتى الآنَ ، لم تكتملْ فصولُ روايته بعدُ ، حمَلتهُ على أكتافها بعد أن عزَّ شفاؤه على الأطباءِ ، ونفذتْ مستودعاتُ الأملِ من سبائكِ الصبر، لكنه غفلَ عنها .
ياوطنَ القرنفلِ ، كيفَ سحابُكَ يتوهُ عنِّي ، وهو نشيدي ؟! ماعهدتُ شرابكَ ممزوجاً بالخلِ في عطشي ، أو سريركَ قتاداً وإبراً لأطفالي ، اعتلالكَ يصفِّدُني بقيودِ اليأسِ ، يسرقُ فقرُكَ ذخائري ومقدَّراتي ، فكركَ الراسفُ في سلاسلِ الظلامِ يرميني في خندقِ النفاقِ، يرشقني بالحجارةِ حيناً ، وحيناً يلذعني بنارِ التجاهلِ ، يحرقُ شهاداتي ، يسخرُ من قصائدي العصماء التي تعزفهُ لحناً شجياً ، يعلقُ يعاسيبي على مشانقِ الرهبةِ .
لاتحزنْ ياأحلى قصائدي ، وإن كانت مدنُ ربابكَ تستنفذُ مزني الخصيبَ ، وفؤوسكَ تهتكُ عذريةَ خمائلي ، عيناي لن تراكَ بِغَيْرِ مرآةِ القلبِ ، سأتهجدُ ليلي ، وأصلِّي لخلاصكَ بصليبي ، ألبسُ الغيمَ الميمونَ ، وأسقيكَ من ينابيعِ أمومتي ؛لأحرركَ من حبالِ الموتِ ، وأغرسُ حقولكَ فسائلَ كرمٍ لتورقَ فيكَ الحياةَ ويعشبَ ثراكَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق